منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Empty
مُساهمةموضوع: روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً   روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Emptyالأربعاء 11 نوفمبر 2015, 9:17 am

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نعيد نشر هده المحاضرة لاهميتها ولان تهويد القدس مشروع صهيوني جديد قديم
عروبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً
محاضرة للدكتور غازي حسين بتاريخ 22/8/2007م
في المركز الثقافي بمنطقة العدويّ بدمشق
شبكة البصرة
مقدّمة
تسعة وخمسون عاماً مرّت على احتلال الشطر الغربيّ من القدس، وأربعون عاماً مرّت على احتلال الجزء الشرقيّ من مدية الإسراء والمعراج، وثمانية وثلاثون عاماً مرّت على إحراق المسجد الأقصى المبارك.
واليوم تتعرض التلّة التاريخيّة في باب المغاربة للتدمير والتهويد ويتعرّض أهل القدس إلى مصادرة أراضيهم ومنازلهم وتهويدها وسحب هويّاتهم وإلى الحصار الاقتصاديّ لتفريغ المدينة من سكّانها العرب وإسكان المستعمرين اليهود مكانهم، وإكمال بناء الأحياء والمستعمرات اليهوديّة، والاستمرار في الحفريّات تحت أساسات المسجد الأقصى لتدميره وتحويلها إلى مدينة يهوديّة أمام أنظار البلدان العربيّة والإسلاميّة.
ويجري في الوقت نفسه تقسيم بقيّة الضفة الغربيّة إلى كانتونات (معازل عنصريّة) محاصرة بجيش الاحتلال "الإسرائيليّ" والمعابر على الحدود مع مصر والأردن وحوالي 800 من الحواجز العسكريّة، وبجدار الفصل العنصريّ مع تشديد الحصار والمقاطعة وعمليّات الاغتيال والتدمير والاجتياحات المستمرّة لقطاع غزة. وبالتالي يخضع الشعب الفلسطينيّ بأسره إلى العقوبات الجماعيّة والاعتقال في أكبر معسكرات الاعتقال في أيّامنا هذه وإلى الهولوكست منذ عام 1948م وحتّى يومنا هذا.
ويتعرّض المسجد الأقصى إلى خطرٍ حقيقيّ لتدميره وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه. كلّ ذلك يجري أمام أعين جميع حكّام العرب والمسلمين ولا يحرّكون ساكناً ضدّ الغزاة اليهود خشيةً من غضب اليهوديّة العالميّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة، بل يغضّون الطرف عن الاغتيالات اليوميّة لرجال المقاومة الفلسطينيّة والمنيّين الفلسطينيّين.
وإذا استعرضنا سنوات الاحتلال نجد أنّ الشعب الفلسطينيّ اعتمد على خيار المقاومة، مقاومة الغزاة المحتلّين، وهو أعزل من السلاح ومسلّح بالإيمان بربّه ووطنه، فأشعل الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) وقابل ويقابل طائرات الفانتوم 16 ومروحيّات الأباتشي والدبابات والمدافع والرصاص بصدوره العارية وبالحجارة. وتحمّل دفن المقاومين وهم احياء وتكسير العظام والحصار والجوع والمرض وعذابات الاعتقال والمعابر والحواجز، بينما المسؤولون العرب لا يفعلون شيئاً إلا الهرولة إلى التطبيع واستقبال حكّام "إسرائيل" وتقديم التنازل تلو التنازل عن عروبة فلسطين والحقوق الوطنيّة لشعبها العربيّ وإقامة حلف المعتدلين بقيادة الولايات المتّحدة وعضويّة "إسرائيل" العدو الأساسيّ للعرب والمسلمين والعروبة والإسلام.
إنّ رفض العدوان والاحتلال والغزو هو من طبيعة الشعب العربيّ الذي استمدّها من تراثه العريق الذي يعود إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد والضاربة في أعماق الأرض والإنسان، وتمكّن من طرد الغزاة والطغاة على مدى التاريخ، وبقيت فلسطين وعاصمتها القدس عربيّة الطابع الديمغرافيّ والحضاريّ، عربيّة السكّان واللسان والحضارة حتّى إبّان الغزو الصليبيّ لها.
ونظراً لتقصير الحكّام بحقّ عروبة القدس يقع على عاتق الشعوب العربيّة والإسلاميّة واجب تحريرها والحفاظ على وجهها الحضاريّ العربيّ الإسلاميّ وإنقاذها من التهويد باعتماد خيار المقاومة وتعزيز ثقافتها.


عروبة القدس في التاريخ
تؤكّد كتب التاريخ وعلم الآثار أنّ العرب أسّسوا مدينة القدس قبل ظهور اليهوديّة بحوالي (3000 ق. م.)، وسمّوها "يبوس" و"أوروسالم" نسبةً للملك "سالم" ومنه جاء اسمها الحالي "جيروساليم".
وجاء الاسم "أورشليم" الذي يطلقه اليهود على المدينة من الآراميّة (السريانيّة) وبالتالي فإنّ هذا الاسم كلمة عربيّة وليست عبريّة.
تعاقبت على المدينة بعد تأسيسها أمم شتّى، وفتحها المسلمون لأسبابٍ دينيّة واستراتيجيّة بعد انتصارهم على الرومان في معركة اليرموك. وطلب أهلها الصلح والأمان على أنْ يتولّى ذلك الخليفة عمر بن الخطّاب –رضي الله عنه-.
وصل الخليفة عمر إلى القدس ووقّع العهدة العمريّة لبطريرك المدينة "صفرونيوس" الدمشقيّ. وضمنها شرطٌ بِناءً على طلب البطريرك وهو ألا يسكن اليهود فيها.
حافظت على طابعها العربيّ الإسلاميّ حتّى جاء احتلال الفرنجة لها إبّان الحروب الصليبيّة، الذي دام مائتيْ سنة، واستعادها صلاح الدين الأيّوبيّ منهم سنة 1187م، ودخلها العثمانيّون سنة 1517م. وأعاد السلطان سليمان القانونيّ بناء سور المدينة وبنى المسلمون العديد من القباب والمآذن والأروقة والأبواب والسبل في صحن الصخرة المشرّفة وبجوارها وفي داخل الحرم الشريف وحوله.
وبنى المسلمون في مختلف العهود الإسلاميّة مساجد بلغت (34) مسجداً معظمها داخل المدينة القديمة وعدداً كبيراً من الزوايا يؤمّها الحُجّاج من مختلف البلدان الإسلاميّة، كالزاوية النقشبنديّة للحجّاج القادمين من أوزبكستان، وزاوية الهنود للحجّاج القادمين من الهند، والزاوية القادريّة للحجّاج القادمين من أفغانستان، ولكلّ زاوية أوقاف ومسجد وغرف للنوم.
وأنشأ المسلمون مدارس لطلب العلم، بلغ عددها (56) مدرسة للمسلمين من أهل المدينة ومن المشرق والمغرب، وأصبحت المدينة غنيّة بالأبنية والنقوش والزخارف الإسلاميّة والقناديل النادرة التي لا مثيل لها على الإطلاق.
وخصّها الله بإسراء رسوله محمد –صلّى الله عليه وسلّم- وقال في كتابه العزيز: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
ورُوِيَ عن النبيّ قوله: "إنّ الله تعالى خصّ فلسطين بالتقديس"، وجعلها النبيّ محمد –صلّى الله عليه وسلّم- قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفيْن.
وبنى الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة، ونقش اسمه على قبّة الصخرة المشرّفة مع تاريخ البناء سنة 72هـ.
وتعتبر قبّة الصخرة والمسجد الأقصى من أهمّ وأقدم المعالم العربيّة الإسلاميّة في المدينة. وتُعَدّ جزءاً أساسيّاً من التراث الإسلاميّة ومن أكثره قدسيّةً.
أقام الدمشقيّون قبّة الصخرة المثمّنة والمذهّبة، واستخدمت أموال سبع سنوات من خراج مصر لإقامتها. أمّا تخطيط المسجد الأقصى المبارك الذي نراه اليوم فهو هندسة عبّاسيّة بغداديّة. ورمّم الأيّوبيّون حيطان الحرم، وجهّز الأتراك الكسوة بالقاشاني الملوّن على أرضيّة زرقاء، وبنوا سور المدينة القديمة، مّما يجسّد بجلاء مساهمة الأمة الإسلاميّة في بناء المسجد الأقصى وقبّة الصخرة وساحة الحرم في القدس القديمة، والمحافظة على تاريخها الإسلاميّ العريق وطابعها الحضاريّ. فتأسيس القدس وتاريخها يثبت بجلاء أنّها مدينة عربيّة إسلاميّة، وازدهرت في العهود الإسلاميّة، فهي بحكم التأسيس والبناء والتاريخ والواقع والطابع الحضاريّ مدينة عربيّة إسلاميّة.
حكم المسلمون مدينة القدس ثلاثة عشر قرناً، وكانت اللغة العربيّة، لغة القرآن الكريم، هي السائدة، حتّى إبّان الحكم العثمانيّ. فالحضارة التي عرفتها القدس ترجع إلى فترة الحكم الإسلاميّ فيها. كان سكّان المدينة عرباً لساناً وحضارةً. واليهود طارئون على المدينة، استوطنوا خارجها. وتعتبر الآثار المسيحيّة ذات أهميّة بالغة لأنّها آثار السيّد المسيح والحواريّين والشهداء، ولا مثيل لها في أيّ بقعةٍ من بقاع العالم، ومها: كنيسة القيامة، وطريق الآلام وما شُيّدت فيه من كنائس. فالمدينة القديمة مليئة بالمساجد والكنائس والمدارس والزوايا والمقابر، وأسندت حراسة كنيسة القيامة –وهي أعظم المقدّسات المسيحيّة في العالم- إلى أُسرتيْن مسلمتيْن مقدسيّتيْن ومعهما مفاتيح الكنيسة، ويحجّ إليها المسيحيّون في كلّ عام.
وكان رؤساء بلديّة القدس خلال مائة السنة الأخيرة قبل احتلال اليهود لها عرباً حتّى إبّان الانتداب البريطانيّ على فلسطين.
وللمسجد الأقصى المبارك مكانةٌ عظيمة ومنزلة كريمة في نفوس ومشاعر المسلمين، ويحظى باهتمامهم عبر العهود المختلفة وحتّى اليوم. وتعتبر ذكرى الإسراء والمعراج ذكرى إسلاميّة عزيزة ومباركة يحتفل بها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، يستذكرون فيها سيرة النبيّ –صلّى اله عليه وسلّم- في دعوته وعبادته وجهاده وأخلاقه ومكانته عند ربّه.
وأضافت رحلة الإسراء والمعراج إلى القدس والمسجد الأقصى قدسيّةً على قدسيّتها وأكّدت مكانتها الروحيّة والدينيّة لدى المسلمين.
إنّ معجزة الإسراء والمعراج قرارٌ ربّانيّ يتعدّى التاريخ والجغرافيا، يربط بين المسجد الحرام بمكّة المكرّمة والمسجد الأقصى بالقدس أرضاً وسماءً وأمّةً. فالمسجد الأقصى المبارك قبلتنا الأولى، وثاني بيتٍ وُضع في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث المساجد التي تُشدّ إليها الرحال، وثالث الحرميْن الشريفيْن.
وذكرى الإسراء والمعراج هي من المناسبات الدينيّة التي يحتفل بها جميع المسلمين وإحدى الركائز التي توحّد الأمّة الإسلاميّة. ونستذكر من خلالها دروس الماضي والعمل على رصّ الصفوف من أجل تحرير القدس والمقدّسات وفلسطين. وتذكّرنا بواجباتنا تجاه الدين وتجاه القدس ومقدّساتها الإسلامية والمسيحيّة.
شاءت إرادة الله –عزّ وجلّ- إسراء هادي البشريّة من مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى ومعراجه من الأقصى إلى السماوات العلا وتلقّيه في تلك الرحلة ما فرضه الله على المسلمين وهي الصلوات الخمس، الركن الثاني من أركان الإسلام، ليبقى المسجد الأقصى حيّاً في أذهان الأمّة الإسلاميّة.


الأطماع اليهوديّة في القدس
احتلّ داوود إحدى التلال في مدينة القدس العربيّة، ولم تحظَ بأيّ قدسيّة دينيّة لديهم. ولكن عندما بنى سليمان هيكله فيها أصبحت رمزاً للتعبّد. واستغلّوا التعبّد فيما بعد كي يبرّروا وجودهم في المدينة.. وركّز كتبة التوراة خلال السبي البابليّ على أهميّة الهيكل ودوّنوا فيها: "إنّ سليمان الذي كان قد تزوّج بألف امرأةٍ وضع نساؤه أصناماً وآلهةً وثنيّة في هذا الهيكل يعبدنها كلٌّ على طريقتها ومعتقدها، ولم يكنْ هذا الهيكل معبد توحيد بل كان معبداً وثنيّاً ليس أكثر".
وركّزت الطقوس الدينيّة في الهيكل إبّان عهد سليمان على تقديم الأضحيّة والذبائح باعتبار أنّها جزءٌ لا يتجزّأ من الإيمان، مما حدا بكتبة التوراة انتقادها بعنف، حيث جاء في سفر أشعيا (11-14) ما يلي: "يقول الرب ما فائدتي من كثرة ذبائحكم؟ شبعت من محرقات الكباش وشحم المسمّنات. دم العجول والكباش والتيوس ما عاد يرضيني".
وصف أحد اليهود هيكل سليمان في مواسم الأعياد وتقديم الضحايا وقال: "وإذا الهيكل من الداخل يقوم عندها مشهدٌ فظيع بالغ الذهول، وسط الهرج والمرج وصخب الحيوانات المذعورة التي يتقاطع منها ويختلط فيها ثغاء الحملان وخوار البقر، مع الصراخ والأصوات الشعائريّة، وتعزيمات السحر وعزيف الأبواق المرعدة، وإذا بالمذبح (هيكل سليمان) يصبح مسلخاً، الدم يسيل في كلّ مكان".
فهل يُعقل أنْ يطالب اليهود البشريّة ببناء هيكل سليمان من أجل إحياء تلك الشعائر الهمجيّة؟.. وضّح "يشليهو ليبوفيتس" استغلال "إسرائيل" الخرافات اليهوديّة لتبرير تهويد القدس، وقال: "إنّ التبجّح بأنّه لا يمكننا التنازل عن سيادة دولة إسرائيل على جبل الهيكل بسبب مكانته المقدّسة ليس إلا نفاقاً سياسيّاً مغلّفاً بقناعٍ دينيّ قوميّ.. إنّ الطقوس التي تُقام حول حائط المبكى وكهف الخليل هي طقوسٌ وثنيّة، إنّها فلكلور بدائيّ مخجل. إنّ هذه الأماكن المقدّسة مزيّفة، هذا أمرٌ مؤكّد. ليس لحائط المبكى أيّ قيمة في نظري. لقد أصبح اليوم بمثابة مرقصٍ دينيّ قوميّ. وكذلك الشأن بالنسبة إلى جبل الهيكل، وليس ما أقوله كفراً، فالهيكل اختفى منذ ما يزيد عن ألفٍ وتسعمائة وعشرين سنة".
عندما يعود المرء إلى أسفار موسى الخمسة لا يجد فيها أيّ أثرٍ على اعتبار القدس مكاناً مقدّساً لليهود. لقد حوّل القادة الصهاينة الدين وحاخاماته إلى سلاحٍ حادّ في خدمة المشروع الصهيونيّ والاستعمار الاستيطانيّ اليهوديّ في فلسطين العربيّة. ويهدفون من دفع الاستيطان إلى مرتبة القداسة الدينيّة إلى استخدام الدين كسلاحٍ لسلب الفلسطينيّين -سكّان فلسطين الأصليّين وأصحابها الشرعيّين- حقّهم في وطنهم، وتسخير الدين في خدمة الأطماع الاستعماريّة، السياسيّة والاقتصاديّة لدولة اليهود وفرض هيمنة اليهوديّة على البلدان العربيّة والإسلاميّة وعلى بقيّة بلدان العالم.
صنع اليهود أهميّة بالغة لمدينة القدس ورسخوها في نفوسهم ونفوس مؤيّديهم بسبب موقعها الاستراتيجيّ ومكانتها الدينيّة والسياسيّة لدى المسلمين والمسيحيّين وأهميّتها الاقتصاديّة لتحقيق المزاعم والأطماع الصهيونيّة، ولإذلال العرب والمسلمين وإخضاعهم والسيطرة على ثرواتهم.
خطّطت الحركة الصهيونيّة منذ تأسيسها لتهويد الأماكن الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس حيث كتب تيودور هرتزل قبل تأسيس الكيان الصهيونيّ بخمسين عاماً يقول: "إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأيّ شيءٍ فسوف أزيل كلّ شيءٍ ليس مقدّساً لدى اليهود فيها وسوف أحرق الآثار التي مرّت عليها قروناً".
وجاء في دائرة المعارف اليهوديّة تحت كلمة الصهيونية: "إنّ اليهود يبغون أن يجمعوا أمرهم وأنْ يذهبوا إلى القدس ويتغلّبوا على قوّة الأعداء وأنْ يعيدوا العبادة إلى الهيكل ويقيموا مملكتهم هناك".
ويزعم قادة الحركة الصهيونيّة ومنهم "كلاوزنر"، "أنّ المسجد الأقصى القائم على قدس الأقداس في الهيكل إنّما هو لليهود".


اليهود وتدمير المسجد الأقصى المبارك
تسخّر اليهوديّة العالميّة، "الماسونيّة، وشهود يهوه، والأصوليّة المسيحيّة، والمحافظين الجدد، والكنائس الإنجيليّة في الولايات لمتّحدة والكونجرس الأمريكيّ والرئيس بوش"، لتدمير المسجد الأقصى وبتاء الهيكل المزعوم على أنقاضه. فالماسونيّة تعمل على بناء الهيكل الذي تعتبره الرمز لعزّة "إسرائيل"، وتأتي في المرتبة الثانية الصهيونيّة لتحقيق هذا الهدف. وتؤمن الماسونيّة الأوروبيّة أنّ روحها هي روح اليهوديّة في معتقداتها الأساسيّة. وتتضمّن دائرة المعارف الماسونيّة الصادرة في فيلادلفيا عام 1906م أنّه: "يجب أنْ يكون كلّ محفل ماسونيّ رمزاً لهيكل اليهود. ويقرأ جميع الحاضرين من الدرجة 33 في المحافل الماسونيّة: سنعود إلى عهد سليمان بن داوود ونبني الهيكل الأقدس، ونقرأ فيه التلمود، وننفّذ كلّ ما جاء في الوصايا والعهود، وفي سبيل مجد إسرائيل نبذل كلّ مجهود".
وتدعم الكنائس البروتستانتيّة التي ظهرت في الولايات المتّحدة في القرن العشرين الأكاذيب والمطامع اليهوديّة في المقدّسات الإسلاميّة. ويتّفقون مع اليهود على ضرورة تدمير المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان على أنقاضه. وتعمل جمعيّة بروتستانتيّة وهي مؤسسة "هيكل القدس"، ومقرّها مدينة "دنفر" الأمريكيّة، بالعمل جنباً إلى جنب ويداً بيد مع اليهود المتعصّبين في القدس من أجل تحقيق هذا الهدف الإرهابيّ المشترك: وهو السيطرة اليهوديّة على المسجد الأقصى.
وأعرب رئيس الجمعيّة "تيري ديزنهوفر" عن أمله باستعادة موقع الهيكل المزعوم –أي المسجد الأقصى المبارك-. وادّعى أنّ دوافعه دينيّة وليست سياسيّة. وتحدّث عن الإسلام بازدراء وقال: "إنّ الدين الإسلاميّ ليس عدوّاً لليهوديّة فحسب، بل هو عدوّ للديانة المسيحيّة أيضاً".
وعبّر "جيرشون سالمون"، زعيم عصابة "الأمناء لجيل الهيكل"، عن الأطماع اليهوديّة في المسجد الأقصى قائلاً: "إنّنا لن نوقف نشاطنا إلى أنْ يتحقّق هدفنا في الاستيلاء على جبل الهيكل وسيطرة اليهود عليه".


ووصلت الأطماع الوحشيّة اليهوديّة حدّاً طالب فيه "بن غوريون"، مؤسس "إسرائيل"، في كلمةٍ ألقاها في مركز "رافي" في العشرين من حزيران عام 1967م بهدم سور القدس التاريخيّ للأسباب التالية:
"أولاً: لأننا نريد قدساً واحدةً، لا اثنتين يهوديّة وعربيّة.
ثانياً: يجب هدم السور فهو غير يهوديّ، إذْ بناه سلطانٌ تركيّ في القرن السادس عشر.
ثالثاً: سيكون لهدم السور قيمة سياسيّة عالمية، إذْ عندها سيعرف العالم أنّ هناك قدساً واحدةً يمكن أن تعيش فيها أقليّة عربيّة".


الجنرال البريطانيّ يصوّر احتلاله للقدس بنهاية الحروب الصليبيّة:
في الثامن من كانون الأول عام 1917م، دعا متصرّف القدس التركيّ أعيان المدينة ورؤساء الطوائف الإسلاميّة والمسيحيّة إلى مقرّه، وابلغهم أنّ الدولة التركيّة قرّرت الانسحاب من القدس دون قتال، وذلك لتجنيب المدينة المقدّسة وأهلها ويلات الحرب، وعدم تعريض الأماكن المقدّسة العظيمة فيها إلى أيّ أذى أو ضرر. وطلب منهم تشكيل وفدٍ لتسليم المدينة إلى القوّات البريطانيّة صباح اليوم التالي، أيْ في 9/12/1917م، حيث تكون القوّات التركيّة والألمانيّة قد أتمّت انسحابها من المدينة.
أعرب المجتمعون عن شكرهم العظيم لمبادرته النبيلة، واختاروا وفداً برئاسة رئيس البلديّة لتسليم القدس. توجّه الوفد يتقدّمه شابٌ يرفع العلم الأبيض إلى موقع القوّات البريطانيّة حيث تمّت عمليّة التسليم، ودخل الجيش البريطانيّ المدينة, وخرج أهلها عن بكرة أبيهم لاستقباله بحماسٍ كبير، ظنّاً منهم أنّه جيش صديقتهم بريطانيا، ولكنّهم لم يكونوا يعلمون أنّ بريطانيا العظمى قد خانت وعودها وعهودها للشريف حسين، وتعهّدت لليهود بإعطائهم فلسطين بموجب وعد بلفور، وتمزيق الدولة العربيّة بموجب معاهدة سايكس-بيكو واقتسامها بينها وبين فرنسا.
وجّهت القيادة البريطانيّة دعوةً إلى العلماء والأعيان وممثّلي العشائر والقرى للاجتماع بالجنرال اللنبي. وعندما بدأ بإلقاء خطابه قابله الحضور بالتصفيق، ولكن سرعان ما سيطر عليهم الوجوم والاستياء من الغطرسة والوقاحة واللهجة القاسية التي وردت في الخطاب. وغضبوا لعدم إشارته بكلمةٍ واحدة إلى العرب ودورهم في إحراز النصر, وتطرّق في خطابه إلى الحروب الصليبيّة واحتلال القدس خلالها، واختتمها بقوله: "واليوم انتهت الحروب الصليبيّة".
انفجر الحضور بالغضب وانسحب مفتي القدس وغادر المكان غاضباً دون أنْ يصافح الجنرال اللنبي، ولحق به الكثيرون من الحضور وهم يردّدون عبارات الاحتجاج على ما قاله الجنرال البريطانيّ، الذي كشف عن تآمر بريطانيا مع اليهود وخيانتها للعرب ونكوثها بالوعود الرسميّة التي أعطتها لهم.
حائط البراق وقفٌ إسلاميّ..
حاول اليهود في آب 1929م الاستيلاء على حائط البراق، أي الحائط الغربيّ للحرم القدسيّ الشريف، بحجّة أنه جزءٌ من هيكل سليمان، فتصدّى العرب لهم واشتعلت ثورة البراق. وعرضت حكومة الانتداب على إثر ذلك القضيّة على عصبة الأمم. وتشكّلت لجنة دوليّة للتحقيق في ملكيّة الحائط. وجاء في قرارها الصادر في كانون الأول عام 1930م ما يلي:
أولاً: للمسلمين حقّ الملكيّة وحدهم دون منازعٍ في امتلاك الحائط الغربيّ (البراق) كجزءٍ لا يتجزّأ من منطقة الحرم الشريف.
ثانياً: تعود ملكيّة الساحة أمام الحائط الغربيّ للمسلمين أيضاً، وكذلك حيّ المغاربة المجاور والمقابل له الذي يُعتبر وقفاً ثابتاً وفق الشريعة الإسلاميّة، ويعود ريعه للأعمال الخيريّة.
ثالثاً: يحقّ لليهود الوصول بحريّة إلى البراق لأغراض العبادة في جميع الأوقات، على أنْ يخضع ذلك لشروطٍ معيّنة.
وبالتالي جاء قرار اللجنة الدوليّة ليؤكّد بجلاء أنّ حائط البراق، أيْ ما يسمّيه اليهود بحائط المبكى، وقفُ إسلاميّ لا علاقة له بهيكل سليمان ولا يمتّ لليهود بصلة.
وسمح المسلمون بدافعٍ من تسامح الدين الإسلاميّ ليهود بالبكاء وقوفاً أمام حائط البراق منذ عام 1930م تطبيقاً لقرارات اللجنة الدوليّة.
ووُضِع قرار اللجنة الدوليّة كوثيقة رسميّة من وثائق مجلس الأمن الدوليّ بتاريخ 23/2/1968م تحت رقم س/8427/أو 10.
نصّ قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الأمم المتّحدة عام 1947م على الوضع القانونيّ لمدينة القدس ككيانٍ منفصل تحت نظامٍ دوليّ خاصّ تشرف عليه الأمم المتّحدة. وتضمّن القرار بنوداً خاصّة لحماية جميع الأماكن المقدّسة وعدم المساس بالحقوق المكتسبة فيها.
ولكن الأمم المتّحدة فشلت في حماية القدس ومواطنيها والأماكن المقدّسة فيها تطبيقاً للقرار بسبب الأطماع والإرهاب الصهيونيّ، والانحياز الأمريكيّ والأوروبيّ لليهود ومعاداتهم للعروبة والإسلام.
احتلال اليهود للقدس الغربيّة عام 1948م
كانت مجزرة دير ياسين الوحشيّة في 9/4/1948م والتي أباد اليهود فيها جميع سكّان القرية وعددهم (276) نسمة منطلقاً لاحتلال القدس الغربيّة ومحطّة أساسيّة للهجوم عليها.
استولت العصابات اليهوديّة المسلّحة في أيار 1948 على القدس الغربيّة، أي القدس الجديدة، وعلى الأحياء العربيّة فيها ومنها حيّ الطواري، حيّ النبي داوود، وحيّ القطمون، وحي شلنر، والبقعة التحتا والفوقا. وشرّدت حوالي (60) ألفاً من سكّان القدس الغربيّة العرب. وضمّ اليهود بعد احتلالها العديد من القرى العربيّة إليها ومنها بيت صفافا، والمالحة، وشرفات، وعين كارم، وبتير. وكان فيها العديد من قطع الأراضي للوقف الإسلاميّ والعديد من المساجد والكنائس، ممّا شكّل اعتداءً على حقوق الإسلام والمسيحيّة.
فالوجود "الإسرائيليّ" في القدس الغربيّة قام على الاحتلال والضمّ والتهويد خلافاً لمبادئ القانون الدوليّ وقرارات الأمم المتّحدة.
بنت "إسرائيل" فوق أراضي قرية عين كارم العربيّة التي ضمّتها إلى القدس المحتلة مستشفى "هداسا" والنصب التذكاريّ لضحايا النازيّة (ياد فاشيم).
وتعود ملكيّة الأراضي التي بُنيَت عليها القدس الغربيّة للعرب، حيث كانت نسبة أملاك اليهود في محافظة القدس عام 1948م حوالي 2%، بينما بلعت الملاك العربيّة 84% وأملاك الدولة 14%.
لقد أخذت العصابات اليهوديّة المسلّحة في 14/5/1948م بمجرّد مغادرة الجنود البريطانيّين للمدينة باحتلال ما بأيدي العرب من أحياء خارج أسوارها وأهم المراكز الاستراتيجيّة. ولم يبقَ للعرب من الأحياء خارج السور إلا باب الساهرة ووادي الجوز.
وأخذوا يهاجمون أبواب المدينة القديمة لاحتلالها وتعزيز حارة اليهود بداخلها، وتصدّى المدافعون العرب لهم وردّوا هجماتهم عن أسوار المدينة، وأدّى التعاون بين المجاهدين والجيش الأردنيّ إلى تطهير الحيّ اليهوديّ وصدّ محاولات احتلال المدينة القديمة. وأحكمت القوّات العربيّة بمساعدة القوّات المصريّة في الجنوب الحصار على القدس الجديدة، ممّا أدّى إلى نقص الذخائر والمؤن ومياه الشرب. فاتّخذ مجلس الأمن قراراً لوقف إطلاق النار في 22/5/1948م. وفرضت الأردن قبول الهدنة على اللجنة السياسيّة للجامعة العربيّة التي اجتمعت في عمّان بتاريخ 25/5/1948م، بحجّة أنّ الجيش الأردنيّ لا يستطيع الاستمرار في الحرب بسبب نقص المؤن والمعدّات والذخائر.
ووافقوا على أخطر خطوةٍ في تاريخ القدس بفكّ الحصار عن اليهود في القدس الجديدة الذين كانوا على وشك التسليم.
وبدأت قوافل المؤن والذخائر تتّجه من تل أبيب إلى القدس على مرأى من رجال الهدنة. ونقلوا الرجال والعتاد والسلاح وشقّوا الطرق وعزّزوا وجودهم فيها.
وقام قائد الفرقة الثالثة في الجيش الأردنيّ البريطانيّ "نورمان لاش" بعقد اتّفاقيّةٍ مع اليهود ولصالحهم في 7/7/1948م لنزع السلاح من منطقة "سكوبس" الواقعة في المنطقة العربيّة وبها الجامعة العبريّة ومستشفى هداسا، وجعلها منطقة دوليّة تحت إشراف الأمم المتّحدة، وكانت خاضعة لسلطة العرب نظراً لانقطاعها عن الاتّصال بالقدس الغربيّة المحتلّة.
اقترحت الأمم المتّحدة إعلان منطقة القدس منزوعة السلاح، ووافقت الحكومة الأردنيّة في أوائل آب على مبدأ تجريد القدس من السلاح ورفضته "إسرائيل".
ووقّعت "إسرائيل" اتّفاقيّات الهدنة مع الدول العربيّة عام 1949م، ولكنّها صعدت اعتداءاتها على المدينة المقدّسة بهدف الاستيلاء على أكبر مساحةٍ من أراضيها. وأخذت تحتلّ المنطقة المجرّدة من السلاح بين القدس القديمة والقدس الجديدة التي احتلّتها وضمّتها للقدس المحتلة.
حاولت الأمم المتّحدة أنْ تضع القدس بكاملها تحت الإدارة الدوليّة. وأيّدها بذلك الفاتيكان والدول الكاثوليكيّة والكنائس العالميّة والدول العربيّة باستثناء الأردن. اتّخذت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في 9/12/1949م القرار رقم (303-4)، أكّدت فيه عزمها على وضع منطقة القدس تحت نظامٍ دوليّ دائم يضمن حماية الأماكن المقدّسة داخل المنطقة وخارجها، وعهدت إلى مجلس الوصاية تحقيق ذلك.
ولكنّ "إسرائيل" أعلنت رسميّاً في 11/12/1949م نقل عاصمتها من تل أبيب إلى القدس الغربيّة المحتلّة. ورفضت التدويل واعلنت الكنيست بياناً جاء فيه: "أنّ القدس جزءٌ لا يتجزّأ من إسرائيل"، وعقدت الكنيست أوّل الاجتماعات في 13/12/1949م في المدينة.
ونقل رئيس الوزراء "الإسرائيليّ" وعددٌ من الوزراء مكاتبهم في 14/12/1949م إلى القدس المحتلّة وانعقدت الكنيست فيها وأعلنت في 26/12/1949م: "أنّ القدس عاصمة إسرائيل منذ إنشاء دولة إسرائيل في 14 أيّار 1948".
وقاد الانتصار العسكريّ الذي حقّقته "إسرائيل" عام 1948م وانقسام العرب بخصوص التدويل بين الرفض والقبول وسكوت الأمم المتّحدة على تحدّي "إسرائيل" للقرارات الدوليّة إلى تشجيع "إسرائيل" في توطيد أقدامها في القدس الغربيّة المحتلّة وفرض سياسة الأمر الواقع كمقدّمة لتهويدها ونزع طابعها العربي الإسلاميّ.
ضمّ الملك عبد الله في كانون الأول 1949م الضفّة الغربيّة بما فيها القدس الشرقيّة إلى الأردن، وحلّ البرلمان وأجرى انتخاباتٍ برلمانيّة في الضفّتيْن، وصدر في 24 نيسان 1950م القرار الأردنيّ بضمّ الضفّة الغربيّة إلى المملكة الأردنيّة واعترفت بريطانيا بالضمّ بتاريخ 27 نيسان 1950م.
استنكرت معظم الدول التي اعترفت بـ"إسرائيل" نقل وزارة الخارجيّة "الإسرائيليّة" من تل أبيب إلى القدس الغربيّة، واحتجّ مجلس الوصاية الدوليّ على الإجراءات التي اتّخذتها "إسرائيل" في القدس المحتلّة. وأحال الموضوع في شتاء 1950م إلى الجمعيّة العامّة. ولكنّ الأمم المتّحدة انشغلت في الحرب الكوريّة التي أشعلتها الولايات المتّحدة. وقدّمت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مذكّرة بتاريخ 9/7/1952م تحذّر فيها من اعتزام نقل وزارة الخارجيّة "الإسرائيليّة" إلى القدس المحتلّة.
وأعلن الأردن عام 1959م أنّ القدس الشرقيّة العاصمة الثانية للمملكة الأردنيّة الهاشميّة. وتبلور الوضع في المدينة المقدّسة على الشكل التالي: القدس الغربيّة المحتلة عاصمة "إسرائيل" والقدس الشرقيّة العاصمة الثانية للمكلة الأردنيّة.
وعزّزت "إسرائيل" مركزها غير القانونيّ في القدس المحتلة من خلال عقد جلسات لجان الكنيست ونقل الوزارات والدوائر الحكوميّة وإعطاء التسهيلات لنقل السفارات الأجنبيّة، والتركيز على عقد المؤتمرات الدوليّة ومنح الامتيازات والتسهيلات للمستثمرين الأجانب في المدينة.
وبدات عام 1961م ببناء مقرّ الكنيست في القدس بأموالٍ تبرّع بها الملياردير جيمس دي روتشيلد وانتهى بناء المقرّ عام 1966م.
واعتبرت الدول العربيّة أنّ بناء المقرّ الجديد للكنيست جزءاً من المخطّط "الإسرائيليّ" لجعل القدس الغربيّة المحتلة عاصمةً فعليّة لـ"إسرائيل"، ممّا يؤدّي إلى تثبيت وجوده التوسّعيّ والعدوانيّ في مدينة الإسراء والمعراج، أولى القبلتيْن وثالث الحرميْن الشريفيْن، وبالتالي تكون قد سخّرت المزاعم والخرافات والأساطير الدينيّة في خدمة الأهداف الاستعماريّة لـ"إسرائيل" وإعلاناً عمليّاً صريحاً برفض تنفيذ قرارات الأمم المتّحدة وجريمة عظمى بحقّ المسلمين والمسيحيّين العرب.
وقالت الصحافة "الإسرائيليّة" عن هدف "إسرائيل" من هذه الجريمة الدوليّة النكراء بحقّ العروبة والإسلام والأمم المتّحدة: ".. إنّ تدشين الكنيست هو تدشينٌ لرمز السيادة الإسرائيليّة وعيدٌ قوميّ لإسرائيل ودليل على نجاحها في جعل القدس عاصمةً لها".
وأكّدت الدول العربيّة أنّ افتتاح مبنى الكنيست الجديد في القدس المحتلة إساءة (وإهانة) للعرب، وأنّ حضور ممثّلي البرلمانات والدبلوماسيّين تشجيعٌ لـ"إسرائيل" على الاستمرار في تحدّي قرارات الأمم المتّحدة بشأن القدس وفلسطين.
وبالتالي تابعت "إسرائيل" مخطّطها في فرض الأمر الواقع الناتج عن استخدام القوّة والعدوان والاحتلال والتهويد لانتهاك حرمة الأماكن الإسلاميّة والمسيحيّة وتغيير الوجه العربيّ الإسلاميّ لمدينة القدس الغربيّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً   روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Emptyالأربعاء 11 نوفمبر 2015, 9:17 am

احتلال القدس الشرقيّة عام 1967م
أشعلت "إسرائيل" في الخامس من حزيران عام 1967م حرب حزيران العدوانيّة لتدمير القوّات والمنجزات العربيّة وإقامة "إسرائيل العظمى" ولفرض الهيمنة "الإسرائيليّة" والأمريكيّة على النفط والثروات والأموال والأسواق العربيّة.
واحتلّت في السابع من حزيران مدية القدس الشرقيّة, وأصدرت في 11/6/1967م قراراً ضمّت فيه الضفّة الغربيّة بما فيها القدس. وأصدرت الكنيست والحكومة "الإسرائيليّة" ووزير الداخليّة في 27 و28 حزيران 1967م عدّة قرارات جعلت القدس الشرقيّة جزءاً لا يتجزّأ من القدس المحتلّة.
بدأت "إسرائيل" والجرافات "الإسرائيليّة" بتغيير معالم القدس العربيّة منذ الساعات الأولى للاحتلال، لتهويدها وخلق حقائق جديدة يستحيل معها الانسحاب منها، وذلك بتدمير الأحياء العربيّة، وبناء الأحياء اليهوديّة، وسلسلة من المستعمرات التي تحيط بالقدس من جميع الجهات، وتحويل سكّانها العرب إلى أقليّة، وخلق التواصل بين بلديّة القدس الكبرى والمستعمرات اليهوديّة حولها.
ضمّت "إسرائيل" صور باهر، والشيخ جرّاح، ومطار قلنديا، وجبل سكوبس، ومنطقة شعفاط إلى القدس الغربيّة المحتلّة عن طريق استخدام القوّة والاحتلال وفرض الأمر الواقع خلافاً لمبادئ القانون الدوليّ.
وأخذت تعمل على تغيير معالم المدينة العربيّة وتهويدها تحت شعار كاذب، ومضلّل، وهو إعادة توحيد المدينة.
أقام وزير الحرب "الإسرائيليّ" موشي دايان بعد احتلال القدس مباشرةً الصلاة أمام حائط البراق، أيْ الحائط الغربيّ من سور المسجد الأقصى، وهو وقْفٌ إسلاميّ، ويزعم اليهود أنّه حائط المبكى.
وعقد عددٌ من حاخامات اليهود في العالم اجتماعاً في القدس طالبوا فيه ببناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى وردّ عليهم وزير الأديان "الإسرائيليّ" آنذاك: "أنّه لا يناقش أحدٌ في أنّ الهدف النهائيّ لنا هو إقامة الهيكل، ولكنْ لم يحِنْ الأوان بعد وعندما يحين الموعد لا بدّ من حدوث زلزال يهدم المسجد الأقصى ونبني الهيكل على أنقاضه".
وأكّد شلومو غورين، حاخام الجيش، أنّهم سيزيلون المسجد الأقصى ويستعيدون الهيكل. وكان هرتزل والمؤسّسون الصهاينة قد طالبوا بإعادة العبادة إلى الهيكل مكان المسجد الأقصى، وأعلن بن غوريون مؤسس "إسرائيل": "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل"!.


تهويد القدس الشرقيّة:
بدأت "إسرائيل" منذ اليوم الأول للاحتلال بالاعتداء على المسجد الأقصى، فقامت بالعديد من الحفريّات والأنفاق حول المسجد الأقصى وتحته بحثاً عن أيّ أثرٍ يمتّ إلى هيكل سليمان لصلة.


وبدأت قوات الاحتلال باتّخاذ العديد من الإجراءات كمقدّمة لتهويد المدينة العربيّة، ومنها:
• حلّ مجلس أمانة القدس، المنتخب من قِبَل أهالي المدينة العرب، ومصادرة أملاكه المنقولة وغير المنقولة، وإبعاد أمين العاصمة إلى عمّان، وإحلال موظّفين "إسرائيليّين" بدلاً من الموظّفين العرب.
• إلغاء الدوائر والمؤسّسات والمحاكم العربيّة وإلحاق بعضها بالدوائر "الإسرائيليّة".
• حلّ المحكمة الشرعيّة الإسلاميّة بالقدس، وإلحاق مواطني القدس بالمحكمة الشرعيّة الإسلاميّة في يافا.
• إلغاء القوانين الأردنيّة واستبدالها بالقوانين "الإسرائيليّة".
• إلغاء المناهج الدراسيّة في المدارس العربيّة وفرض المناهج "الإسرائيليّة" في جميع المراحل.
• إغلاق المصارف العربيّة في القدس ومصادرة أموالها ودمج اقتصاد المدينة العربيّة بالاقتصاد "الإسرائيليّ".
• فصل اقتصاد القدس عن اقتصاد الضفّة الغربيّة وإقامة المراكز الجمركيّة حول القدس.
• إصدار بطاقات شخصيّة لمواطني القدس من وزارة الداخليّة "الإسرائيليّة".


تذرّعت "إسرائيل" بحائط المبكى للاستيلاء على القدس عام 1967م، وحائط المبكى عند اليهود هو البراق الشريف، وهو وقفٌ إسلاميّ صرف.
ولقد أكّدت لجنة البراق الدوليّة، وهي اللجنة التي عيّنتها الحكومة البريطانيّة بموافقة مجلس عصبة الأمم المتّحدة للتحقيق في الحقوق والادّعاءات التي للعرب واليهود في البراق أو حائط المبكى في تقريرها الذي أعلنته بتاريخ 30/12/1930م: "إنّ حقّ ملكيّة الحائط وحقّ التصرّف فيه وما جاوره من الأماكن عائدٌ للمسلمين. ذلك أنّ الحائط نفسه هو ملكٌ للمسلمين، لأنّه جزءُ لا يتجزّأ من الحرم الشريف. إنّ الرصيف الكائن عند الحائط حيث يقيم اليهود صلواتهم، هو أيضاً كلكٌ للمسلمين، أوقفها على المسلمين الملك الأفضل (ابن صلاح الدّين الأيّوبيّ سنة 1493 ميلاديّة)، وكذلك المنازل الخصوصيّة التي يقيم فيها المغاربة قد أوقفها أبو مدين الغوث سنة (1320) ميلاديّة".
تعود ملكيّة البراق، الحائط الغربيّ للحرم الشريف، أيْ ما يُعرف اليوم بحائط المبكى للمسلمين وحدهم، لأنّه يشكّل جزءاً لا يتجزّأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف. وتعود ملكيّة الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام حارة المغاربة المقابلة للحائط للمسلمين حسب أحكام الشرع الإسلاميّ.
فالحافز الأساسيّ لـ"إسرائيل" هو ماديّ صرف واستعلّت الزعم الدينيّ للتمويه على أطماعها الماديّة، نظراً للدخل الهائل الذي تجلبه القدس القديمة من ريع السياحة. وبالتالي يسلبون أهالي القدس العربيّة ليس فقط جزءاً مهمّاً من مقدّساتهم، وإنّما يحرمونهم أيضاً من أهمّ مصدرٍ من مصادر عيشهم.
إنّ عروبة القدس لا تقتصر فقط على القدس المحتّلة عام 1967م، وإنّما تمتدّ لتشمل القدس بشطريْها القديم والجديد.
وقامت "إسرائيل" منذ اليوم الأول للاحتلال بتنفيذ المخطّط اليهوديّ لتهويد المدينة فقامت أوّلاً بتوسيع حدود بلديّة القدس على حساب القرى العربيّة ومصادرة الأراضي العربيّة وتهويدها على غرار ما فعلت في القدس الغربيّة، وأخذت تقدّم الامتيازات للمستعمرين اليهود كي يسكنوا في المدينة وبالوقت نفسه أخذت تضيّق على العرب لحملهم على ترك المدينة والرحيل عنها ولا تسمح لأيّ عربيّ من سكّان القدس الغربيّة بالعودة إليها.


إحراق المسجد الأقصى
في صباح 21 آب 1969م شبّ حريق هائل بالمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفي مدينة الإسراء والمعراج، المدينة التي أسّسها العرب قبل ظهور اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.
وامتدّت النيران بسرعة إلى الرواق الجنوبيّ الشرقيّ والمحراب (محراب صلاح الدين الأيّوبيّ) وأعمدة القبّة في المسجد، لتحوّل هذا التراث العربيّ الإسلاميّ المقدّس والنادر في الحضارة الإنسانيّة إلى كومةٍ من رماد، لتدمير المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه.
هُرِع عرب القدس من مسيحيّين ومسلمين لإطفاء الحريق، كما هُرِع الفلسطينيّون من قرى ومدن الضفّة الغربيّة للمشاركة في إطفائه وإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من التدمير.
ووصل تآمر "إسرائيل" حدّاً أغلق فيه جيش الاحتلال أبواب الحرم الشريف لمنع العرب من الدخول، ولكنّهم أجبروا الجنود اليهود على فتح الأبواب بعد صدامٍ عنيف دام 45 دقيقة ظنّاً منهم بأنّ النيران اليهوديّة ستحوّل المسجد الإسلاميّ إلى رمادٍ خلال تلك الفترة.
وعندما بدا العرب بمحاولة ضخّ المياه من آبار لمسجد، وجدوا مضخّات المياه معطّلة، فأخذ الفلسطينيّون بنشل المياه بأوعيةٍ صغيرة ويتسلّقون سطح المسجد لإطفاء الحريق.
وكانت النساء يُوَلْولْنَ ويلوّحْنَ بالمناديل باكياتٍ ناحباتٍ، كما بكى الأطفال والرجال، وكان رجال الدين المسيحيّ وعلى رأسهم بطريرك الروم الأرثوذكس يحملون الماء ويبكون ويردّدون بأعلى أصواتهم: "بيت المقدس من بيوت الله يحرقوه".
وارتفعت النيران أكثر من ثلاثين متراً فوق قبّة المسجد الأقصى، والمياه قليلة والجيش "الإسرائيليّ" يعرقل عمليّة إطفاء الحرائق. وعندما وصلت سيّارات الإطفاء من نابلس ورام الله والبيرة وبيت لحم والخليل وجنين وطولكرم منعتها سلطات الاحتلال من المشاركة في عمليّة إطفاء الحريق بذريعة أنّ عمليّة الإطفاء هي من اختصاص بلديّة القدس المحتلة.
وعندما وصل وزير الحرب "الإسرائيليّ" دايان استقبله الفلسطينيّون بالهتافات ضدّ "إسرائيل" وردّدوا عبارات: "الله أكبر"، "القدس عربيّة"، "لا هيكل مكان الأقصى". ونجحوا في إخماد الحريق بعد احتراق الجزء الهام من المسجد الأقصى بما فيه محراب صلاح الدّين الذي أحضره من الجامع الأمويّ بحلب.
أضربت مدينة القدس العربيّة فور الانتهاء من إخماد الحريق، واندلعت فيها المظاهرات الصاخبة، وعمّ الإضراب جميع أنحاء الضفّة الغربيّة وقطاع غزة والمناطق الفلسطينيّة المحتلة عام 1948م.
وساد الحزن والغضب والألم قلوب ومشاعر جميع العرب والمسلمين لفظاعة الجريمة "الإسرائيليّة" ووحشيّتها، واتّخذ مجلس الأمن القرار (271) في 15 أيلول 1969 عبّر فيه عن الحزن للأضرار الجسيمة الناتجة عن الإحراق المفتعل في ظلّ الاحتلال العسكريّ للقدس. وأكّد المجلس أنّ امتلاك الأراضي بـ"الفتح العسكريّ" غير مسموحٍ به. وطالب "إسرائيل" أنْ تلغي فوراً جميع الإجراءات والأعمال التي اتّخذتها في سبيل تغيير وضع القدس. وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل محاولة تدمير المسجد الأقصى صدفة أم مخطّطة؟.
كانت القدس تحظى بإجماعٍ عربيّ وإسلاميّ على عروبتها بشطريْها المحتلّيْن لغربيّ والشرقيّ وتجسّد ذلك في جميع مؤتمرات القمم العربيّة والإسلاميّة.


التبنّي الأمريكيّ للأطماع اليهوديّة في القدس
تتضمّن قرارات الشرعيّة الدوليّة والتي تمثّل الحدّ الأدنى الذي وافقت عليه الحكومات العربية:
"الانسحاب الشامل من القدس العربيّة، وإلغاء كافّة الإجراءات التي اتّخذتها إسرائيل لتغيير الوضع الجغرافيّ والديمغرافيّ للقدس، وإدانة وإلغاء جميع الإجراءات القانونيّة والإداريّة التي اتّخذتها وأثّرت على الوضع التاريخيّ للمدينة بما في ذلك مصادرة الأراضي والعقارات وترحيل الفلسطينيّين واستيطان اليهود؛ وتفكيك الأحياء والمستعمرات اليهوديّة والسماح للنازحين الذين نزحوا جرّاء حرب 67 بالعودة إلى القدس".
وتجلّى الانحياز الأمريكيّ الأعمى للأطماع اليهوديّة والمعادي لحقوق العرب والمسلمين في القرار رقم 106 الذي اتّخذه الكونجرس الأمريكي في 22 أيّار 1990م وصدر كقانونٍ في العام 1995م أيْ بعد أربعة أسابيع من توقيع اتّفاقيّة أوسلو في البيت الأبيض، والذي تضمّن الالتزام بعدم المساس بوضع القدس، ما يظهر بجلاء عدم مصداقيّة الالتزامات الأمريكيّة و"الإسرائيليّة".
وتضمّنت ديباجة القانون الأمريكيّ كلّ المزاعم والأطماع والأكاذيب اليهوديّة في مدينة القدس العربيّة. ويتضمّن ثلاثة بنود: الأول: تبقى القدس موحّدة غير مجزّأة أيْ تكريس الاحتلال وشرعيّته. والثاني: يعترف بالقدس الموحّدة عاصمةً لـ"إسرائيل". والبند الثالث: يلزم الإدارة بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. ويتناقض هذا القانون الأمريكيّ مع قرارات الشرعيّة الدوليّة التي تعتبر القدس أرضاً عربيّةً محتلّة يجب الانسحاب منها.
وصمتت معظم الدول العربيّة صمتاً مريباً، بينما وجّه ياسر عرفات شكره للرئيس كلينتون الذي أعلن أنّه لم يؤيّد القانون، ولكنّه سيلتزم بتنفيذه.
وأظهر القانون بجلاء التراجع الأمريكيّ عن المواقف التي أعلنتها الإدارات الأمريكيّة السابقة.
ظهرت في "إسرائيل" والولايات المتّحدة عدّة منظّمات دينيّة متطرّفة يهوديّة ومسيحيّة تهدف إلى تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وتتفّق جميع الأحزاب "الإسرائيليّة" العمّاليّة والليكوديّة على أنّ القدس الموحّدة هي عاصمة "إسرائيل" الأبديّة. ويقوم الموقف الرسميّ "الإسرائيليّ" على أساس نعم للسلام بدون عودة القدس للسيادة العربيّة وبدون تفكيكٍ للأحياء والمستعمرات اليهوديّة فيها وفي بعض المناطق في الضفّة الغربيّة، وبدون الانسحاب الكامل والتشطيب على حقّ عودة اللاجئين إلى ديارهم، والاعتراف بيهوديّة "إسرائيل".
لقد صنع الصهاينة أهميّةً بالغةً لمدينة القدس ورسخوها في نفوس اليهود ومؤيّديهم بسبب مكانتها السياسيّة والدينيّة وموقفها الاستراتيجيّ وأهميّتها الاقتصاديّة ولإذلال العرب والمسلمين وإخضاعهم ومسح هويّتهم الحضاريّة والسيطرة عليهم وعلى ثرواتهم.
إنّ الجريمة النكراء التي ترتكبها "إسرائيل" في هذه الأيّام بالاعتداء على التلّة التاريخيّة في باب المغاربة والأماكن الإسلاميّة المقدّسة في هذا المكان تذكّرنا بجريمتها الهمجيّة في المكان نفسه قبل 40 عاماً عندما صادرت حائط البراق وحوّلته إلى حائط المبكى وأزالت حيّ المغاربة برمّته من الوجود. وتذكّرنا أيضاً بمحاولة إحراق المسجد الأقصى قبل 38 عاماً.
إنّ مدينة القدس بشكلٍ عام والمسجد الأقصى بشكلٍ خاص في خطرٍ حقيقيّ داهم لا يستطيع الفلسطينيّون وحدهم مواجهته، لا سيّما وأنّ الدول الغربيّة تؤيّد كل ما تقوم به "إسرائيل" في مدينة القدس. فعمليّات الهدم والحفريّات ومصادرة الأراضي والعقارات وتهويدها والقضاء على طابعها العربيّ الإسلاميّ لا تزال مستمرّة حتّى اليوم وفي ظلّ صمتٍ عربيّ مطبق ومريب وفي هرولة بعض وزراء الخارجيّة العرب إلى "إسرائيل" وتطبيع العلاقات معها والسكوت على الاستمرار في قتل الفلسطينيّين وتهويد أراضيهم واغتصاب حقوقهم وإذلالهم على لحواجز والمعابر.
إنّ أعمال الحفر والهدم والبناء في مكانٍ يعتبره المسلمون وعددهم مليار ونصف المليار نسمة من أقدس مقدّساتهم أمرٌ خطيرٌ جدّاًَ واستفزازٌ وإذلال بالغ الحساسيّة قد تترتّب عليه نتائج كارثيّة للمنطقة وللعالم أجمع.
وهنا أطرح السؤال التالي بمناسبة مرور الذكرى السنويّة لمحاولة إحراق المسجد الأقصى: هل ستبقى بعض الحكومات العربيّة ولجنة إنقاذ القدس وبعض القيادات الفلسطينيّة في سباتٍ عميقٍ إلى أنْ ينجح الصهاينة وتنجح "إسرائيل" في تدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه؟.


الاعتداءات اليهوديّة على المسجد الأقصى
قامت جماعة من حركة "بيتار" اليهوديّة بتاريخ 22/7/1970م بالدخول إلى ساحة الأقصى وأقاموا صلواتهم فيها وأنشدوا نشيد حركتهم الإرهابيّة، وذلك بمناسبة مرور (31) سنة على وفاة الإرهابيّ زئيف جابوتنسكي، الأب الروحيّ للإرهاب اليهوديّ وللسفّاحيْن بيغن وشارون.
وبتاريخ 8 أيّار 1975م دخل عددٌ من الشباب والشابات اليهود إلى ساحة الأقصى، حيث كان المصلّون يؤدّون صلاة العصر، وأقاموا حلقات الرقص والعناء متحدّين المسلمين خلال الصلاة. فتصدّى المصلّون لهم واشتبكوا معهم. وهُرِعت نجداتٌ من "الإسرائيليّين" تساعدهم في الاعتداء على المسلمين وحرمة المسجد الأقصى واعتدوا على أضرحة كبار الصحابة ومزّقوا العلم الفلسطينيّ ولطخوا الأضرحة بالدهان الأسود.
وقدّمت "جمعيّة أمناء جبل البيت" طلباً إلى المحكمة العليا "الإسرائيليّة" لإصدار قرارٍ يسمح للجمعيّة بإنشاء الهيكل داخل ساحة المسجد الأقصى وبممارسة الطقوس الدينيّة داخله.
وأصدرت المحكمة العليا "الإسرائيليّة" بتاريخ 6/7/1975م قرارها اعتبرت فيه أنّ الحرم الشريف (ساحة المسجد الأقصى) هو مكانٌ مقدّس للمسلم
شبكة البصرة
الاثنين 14 شعبان 1436 / 1 حزيران 2015
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً   روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Emptyالأربعاء 11 نوفمبر 2015, 9:19 am

قراءة هادئة في عروبة القدس

فريد محمد سليمان المقداد

في جميع أروقة الماضي القريب تنزوي نكسة حزيران عام (1967)م كجرح نازف في بنائنا الفكري المعاصر،ذاك أنها أشد الأحداث إيلاماًفي حياة الأمة العربية،بعد نكبة(1948)م، والشتات الفلسطيني ،وأمام جيل تعمد في ذل الهزيمة كانت تلوح في الأفق فرصة تعديل الخطأ الفادح،ولكن كيف؟يقول أحد المفكرين : (الحرب هي امتحان لقدرة الأمة على التنظيم)ونحن العرب لانزال عاجزين إلى اللحظة الراهنة عن ضبط الحركة المرورية في شوارعنا،مايذكرنا بقول أحد قادة دولة العدو: (عندما يستطيع العرب الصعود إلى حافلة النقل بانتظام وقتها يفكرون بالانتصار علينا) إذن فما يزال جرح حزيران غائرا وهو وإن كان أول الجراح الكبيرة فقد صار اليوم قروحاً تنخر بصمت تضاف إليها حشود من الجراح، إن المفارقة الكبرى التي تصدمنا في هذه اللحظة التاريخية بالذات إنما تكمن في أننا إذ نحتفل بالذكرى الحادية والستين للنكبة أي لضياع فلسطين وبكل ما ارتبط بهذه النكبة من مآسي ،تحتفل إسرائيل بالمقابل بانتصارها علينا في ذلك التاريخ وباستمرار ذلك الانتصار مقابل استمرار هزائمنا الواحدة تلو الأخرى ،إذن لابد من رؤية واقعنا كما هو ،لاكما نريد أن نراه ولابد من قول الحقيقة حتى ولو كانت شديدة المرارة ،إن علينا أن نقرأ تاريخنا بعقل بارد،ووعي كامل ،وبمسؤولية عالية، والحاجة إلى مثل هذه القراءة تمليها علينا حاجتنا إلى النهضة لنسير في الطريق الذي ينقلنا من واقعنا المأساوي إلى العصر الجديد،عصر الوحدة القومية والحرية والتقدم الاجتماعي ،وإذا كانت الصهيونية العالمية قد اعتمدت في اختيار فلسطين وطنا قوميا لليهود(أرض الميعاد) على أساس من الوعود التوراتية المزعومة -التي سنقوم بتفنيدها في هذا البحث - مدعين أحقية تاريخية لهم في أرض فلسطين،فمن الجدير بالذكر أن فلسطين كانت تعرف كما تحدثنا التوراة بأرض كنعان حيث نقرأ في سفر التكوين الإصحاح التاسع (وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافثاً،وحام هو أبو كنعان،هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض،وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماًوشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه ،فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما،فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعله به ابنه الصغير، فقال ملعون كنعان ، عبد العبيد لأخويه ،وقال مبارك الرب إنه سام ، وليكن كنعان عبداً لهم ، ليفتح يهوه ،ليافث في مساكن سام ، وليكن كنعان عبداً لهم)ولابد من الإيضاح أن غايتنا من هذا النقل المطول عن التوراة هي بيان مدى التعالي عندهم على البشر واعتبارهم عبيداً لهم ،ومن ثم التنبه إلى كيفية إشاعتهم للقيم المنحرفة والفاسدة فالسكر والتعرية حسب ادعائهم هما السلوك الذي اتبعه نبي الله نوح عليه السلام وفي ذلك دلالة قطعية على الانحلال الأخلاقي والانحطاط القيمي الذي يتنافى مع كل الأديان والشرائع والعادات والتقاليد السليمة التي لم تهدف إلا إلى بناء مجتمع إنساني تسوده الأخلاق والفضيلة دون أي تمييز أو فوارق بين أبناءه ،بقي القول أن كنعان الذي وردت اللعنة عليه وأكدت عبوديته ثلاثاً هو جد العرب قبل إسماعيل عليه السلام،أما وصف أرض إبراهيم كما ورد ذكرها في التوراة فهي على ما نقرأ في الإصحاح العاشر ( كانت تخوم الكنعاني من صيدون -صيدا اليوم - حينما تجيء نحو الجرار إلى غزة وحينما تجيء نحو السدوم وعمورة إلى لاشع) وفي الإصحاح، الثاني عشر نقرأ (قال الرب لإبراماذهب من أرضك ، ومن عشيرتك ، ومن بيت أبيك ، إلى الأرض التي أريك ، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك ، وأعظم اسمك ، وتكون بركة ، وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض ، واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيمى إلى بلوطة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض )و في الإصحاح السابع عشر نقرأ (أقيم عهدي بيني وبينك وبين نفسك من بعدك في أجيالهم عهدًا أبديًا ؛ لأكون إلهًا لك ولنسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل أرض كنعان ملكًا أبديًا ) وفي الإصحاح الخامس عشر تحدد التوراة الأرض التي هي ملك وحق أبدي لليهود فتقول : ( لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات) ثم بعد ذلك يقول في الإصحاح 27 : ( يستعبد لك شعوب ، وتسجد لك قبائل ، كن سيدًا لإخوتك ، وليسجد لك بنو أمك ، ليكن لاعنوك ملعونين ، ومباركوك مباركين ) هذا ليعقوب ، وبعد ذلك يذكرون أن يعقوب نام بين بئر سبع وحران في أرض فلسطين فرأى الله فقال له : ( أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق ، الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ، ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبًا ، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض ) الإصحاح 28...هذه هي الأدلة التوراتية التي يستند إليها اليهود في محاولة لاهثةلاثبات ادعائهم بوعد إلهي يعطيهم فلسطين (أرض كنعان)وهم في ذلك يحاولون إنطاق النصوص التوراتية بغير منطوقهاالصريح الواضح الدلالة،ولا أدل على ذلك من أن الملك الذي سوف يرث هذه الأرض كما ورد ذكره في التوراة هو ملك الختان وكلنا يعلم من هو ملك الختان إذ أن اليهود ليسوا وحدهم من يختتنون، وكلنا يعلم من هو النسل الذي يمتدغرباًشرقاًوشمالاً وجنوباًويباركه الرب، بل إن السؤال المنطقي الذي من حق أي عاقل أن يطرحه في هذا الصدد:كم هو عدد اليهود الباقين إلى يومنا هذامن ذرية يعقوب عليه السلام؟وخلاصة القول أن هذه الوعود لم تكن في يوم من الأيام لبني إسرائيل بل هي لإسماعيل وبنيه بل إننا لانعلم شعباً على وجه الأرض تنكر لرسالات السماء وقتل أنبيائه كما فعل اليهود،فهم أول شعب يعبد المادة في التاريخ{قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ }طه85 إذ صنع لهم عجلاً من ذهب يخرج منه صوت كالصفير إذا دخلت فيه الرياح مستغلاً غياب سيدنا موسى عليه السلام ، فالوعد الذي يزعمه هؤلاء منسوخ وباطل ومفترى ، و إذا كان إبراهيم عليه السلام قد أعطى وعدًا فإن هذا الوعد هو وعد الله تعالى لهذه الأمة. .الأمـة التي باركـها الله عز وجل كثـيرًا وأكثر عددها لتدخل فيها جميع الشعوب والقبائل كما ذكـرت التوراة وهي ليست إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، نعم إنهم العرب من ذرية إسماعيل صلى الله عليه وسلم وقد دخلوا في جميع الشعوب ،لأننا نجد العرب اليوم بين الهنود ، والأفغان ، والأوروبيين ،والبربر، في الحبشة وفي كل مكان .. وهذا هو الشعب الذي دخل في جميع الشعوب ، وهذا هو الشعب الذي كثره الله وباركه وله هو أعطيت هذه الأرض كمافي التوراة نفسها وقد روى الإمام أحمد والترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسـماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم "، ويدخل في ذلك كل الآيات والأحاديث المبشرة بظهور الإسلام وتمكينه في الأرض أما اليهود فوعد الله تعالى فيهم واضح جلي , قال تعالى : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) } [ الأعراف ]، هذا وعد الله والله لن يخلف وعده أبدًا ... فوعد الله تبارك وتعالى ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ؛ هتلر جزء من هذا الوعد ! منظمات التحرير جزء منه ! الجهاد القائم الآن في الأرض المحتلة جزء منه ! وسوف تنتهي هذه كلها بتدمير اليهود ، كما قال الله تعالى : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ } [ آل عمران : 112 ] ، إن الذلة والمسكنة مضروبة عليهم إلا في حالات عارضة بحبل من الله وحبل من الناس ، حالات استثنائية يعطون فيها،فإذا أعطوا وتمكنوا ترجع سنة الله . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7)عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا } [الإسراء : 7 ،8 ] فإن عدتم عدنا : في أي مرحلة يعودون سيعود عقاب اللّه تعالى ، ولهذا بشر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله "،ألا قاتل الله الإستطرادفالحديث ذو شؤون وشجون،فلسطين كانت قبل أن تطلق عليها هذه التسمية تعرف بأرض كنعان وقد بينا أن كنعان هو جد العرب وفي ذلك دلالة قطعية على عروبتها التي كانت سمتها المميزة عبر التاريخ كجزء لايتجزأ من بلاد الشام حيث أن الكنعانيين وهم قبيلة عربية استوطنت فلسطين عام (2500)ق.م مهاجرة من شبه الجزيرة العربية ،وبعد فترة تعرضت أرض كنعان لغزو قبيلة العبرانيين الذين ربما تعود تسميتهم بهذا الاسم لعبورهم نهر الأردن من الشرق ومن ثم سموا بالإسرائيليين لادعائهم أنهم من ذرية يعقوب عليه السلام (المعروف بإسرائيل) وتؤكد التوراة قدومهم إلى فلسطين من مصر ثم غادروها بقيادة النبي موسى عليه السلام، وهناك من يؤكد أن أصل العبرانيين من قبيلة كانت تقطن جنوب العراق في مدينة تدعى( أور ) ومنهم إبراهيم عليه السلام الذي اشترى أحد أبنائه قطعة من الأرض بجوار نابلس لتكون مدفناً له بعد وفاته الأمر الذي يؤكد بشكل حتمي أن العبرانيين ما كانوا يملكون شيئاً من الأرض في فلسطين فليسوا سوى جماعة من البدو الرعاة يعيشون حياة التنقل ثم غزوا مرتفعات فلسطين ومارسوا ضروباً من الهمجية والوحشية والإبادة للسكان و خلال تاريخ فلسطين المديد بقيت مسرحاً للحرب والفوضى من أجل السيطرة عليها حيث تعرضت لغزو(الآشوريين -البابليين الإغريق-الرومان)فقد قضى الآشوريون على مملكة إسرائيل عام (722)ق.م ،و قضى البابليون على مملكة يهودا ولم يبق في القدس سوى عدد قليل من اليهود ،ولكن بعد ستين عاماً عاد اليهود إليها بأمر من ملك الفرس قورش، وبعد الحكم الفارسي لبلاد الشام جاء الفتح اليوناني ثم الروماني ،وما لبث العرب أن أعادوا فلسطين إلى حكمهم (637)م وحكموها لمدة (880)سنة متواصلة،وبعد ذلك كانت الحملات الصليبية التي احتلت القدس تحت شعار الدين ،ومن بعد الغزو الصليبي كان الاحتلال العثماني الذي حكم فلسطين زهاء(400)عام ،ومن ثم كان الاحتلال البريطاني عام(1918)م ،وتؤكد الدراسات التاريخية أن سكان فلسطين خلال هذه الفترات كانوا عرباً ،ومن خلال هذا العرض التاريخي يتبين لنا مدى زيف وكذب ادعاءات اليهود بحقهم في أرض فلسطين ،إذ أن أول من استوطنها هم العرب ، وقضية أخرى أرى أنها من الأهمية بمكان ألا وهي إدعاء اليهود أنهم من سلالة واحدة هي سلالة إسرائيل عليه السلام ومما يبين زيف هذا الإدعاء وبطلانه عدم تشابه اليهود فيما بينهم من حيث الشكل والملامح واللون فمن الواضح أنهم يرجعون إلى سلالات مختلفة ،كما أن لغاتهم متعددة وكذلك عاداتهم ولا تاريخ مشترك يجمع بينهم ،إلى أن جاءت اتفاقية سايكس بيكو عام(1916)م لتقتطع فلسطين من الوطن الأم،تؤكد الكشوف التاريخية الحديثة يساندها علم الآثار بالأدلة التي لاتقبل شكاً أن القدس مدينة عربية بناها اليبوسيون العرب عام(3000)ق.م وقد عرفت في تلك الفترة باسمين(يبوس-أور سالم)أما الاسم الأول فهو واضح الدلالة نسبة إلى العرب اليبوسيين، والاسم الثاني أور سالم فهو مركب من مقطعين أور وتعني مدينة وكلمة سالم نسبة للملك العربي اليبوسي سالم،وقد أخذ من هذا الاسم العربي فيما بعد اسمها الآرامي (أورشليم)مما يؤكد أن هذا الاسم عربي ولبس عبرياً،وقد ورد اسم المدينة في عدد من المكتشفات الأثرية الحديثة فنصوص الطهارة المصرية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد تذكرها باسم (يوروشاليم)،أما لوحات مدينة تل العمارنة المصرية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد فتذكرها باسم (يورو سالم) ،وبعد ذلك فإن النقوش الآشورية تذكرها باسم (أورشليمو)،كما أن المكتشفات الأثرية في مدينة إيبلا السورية التي يعود تاريخها إلى (4500)سنة تقريبا تحوي لوحة في القصر الملكي كتب عليها اسم المدينة (أورساليما) ،ومن المؤكد حسب الدراسات الإسلامية أن الإمبراطور الروماني هو من أطلق عليها أسم (إيلياء،وقد فتح العرب المسلمون القدس لأسباب سياسية وإستراتيجية ودينية ،فهي مدينة مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومنها عرج إلى السماء،كما أنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يقول الحق جل وعلا في محكم تنزيله : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء (1)، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)،وفي الحديث أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل (يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا قال المسجد الحرام فقلت يا رسول الله ثم أي قال ثم المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم حيثما أدركتك الصلاة فصل فهو لك مسجد)،وفي الأثر أيضاً عن ميمونة مولاة النبي صل الله عليه وسلم أنها قالت( يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس فقال أرض المنشر والمحشر إيتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة قالت أرأيت أن لم نطق أن نتحمل إليه أو نأتيه قال فاهدين إليه زيتا يسرج فيه فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه )،لذلك فبعد انتصار المسلمين على الرومان في موقعة اليرموك ، طلب أهل بيت المقدس من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الصلح والأمان مشترطين أن يتولى هو بنفسه أمر هذا الصلح ،وما كان من الفاروق رحمه الله إلا أن ذهب بنفسه إلى بيت المقدس وأعطى بطريرك القدس صفروينوس ما أصطلح على تسميته بالعهدة العمرية وتثبت المصادر التاريخية أنه في الفترة التي استلم فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح القدس من البطريرك لم يكن يوجد على أرض القدس يهودي واحد ، وكان الشرط الأساسي للبطريرك والذي تذكره العهدة العمرية(ولايسكن معهم بإيلياءأحد من اليهود)،كيف لا وهم يعلمون ما يحمل اليهود معهم من شر وخراب ومكائد حيثما حلوا وأينما ارتحلوا، اليهود ملعونون في الإنجيل ، وقد لعنهم الله تعالى من قبل : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) } [ المائدة ]، ولكن كونهم ملعونين وإخوان القردة والخنازير وعبدة العجل ومصاصي دماء الشعوب ليست هذه وحدها هي سبب عداوة النصارى لهم بل المسألة عند النصارى أكبر من ذلك بزعمهم . فجريمتهم ليست الكفر بالله وقتل الأنبياء ، ولكنها قتل الرب " المسيح " ! ومما يذكر في هذا العداء أن وباءً خطيرا انتشر في الغرب يسـميـه الغربيون " الطاعون الأسود " أودى بحياة الملايين من الأوروبيين حـتى أن الخراب لحق بكثير من المدن والقرى , فأعلن البابا في منشور رسمي وزع في كافة أنحاء أوروبا أن هذا الطاعون سببه اليهود ! فكان أي شر و خبث في الدنيا أو دمار حتى ينسب إلى اليهود ، وقامت حملات ضخمة تزعمها البابا لتنظيف المجتمعات الأوروبية من اليهود ، وفي القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر استمرت حملات التنظيف ، فنظفت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكثير من دول أوروبا من اليهود لأنهم يرونهم أخطر خلق الله وأكثرهم شرًّا ،إن الحديث في عروبة القدس هو حديث يشارك فيه البشر والشجر والحجر بل إن كل ذرة من ذرات تراب هذه المدينة المقدسة الطاهرة تأبى إلا أن تبادل العرب الذين أحبتهم وأحبوها العشق بالعشق والوفاء بالوفاء ولله دره ذلك الشاعر الذي قال:
مررت بالمسجد المحزون أسألههل في المصلى أو المحراب مروان


تغير المسجد المحزون واختلفتعلى المــــنابر أحـــــرار و عبــــدان

فـلا الأذان أذان في منــــــــائرهمن حيــث يتلــــــــى ولا الآذان آذان


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً   روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً Emptyالأربعاء 11 نوفمبر 2015, 9:20 am

(قضية حائط البراق):



يعتبر حائط البراق أو ما يسميه اليهود حائط المبكى جزءً لا يتجزأ من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف وهو وقف إسلامي ويحتل مكانة وقداسة كبيرتين في مشاعر العرب المسلمين ومعتقدهم وليس أدل على ذلك من أن الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي قد جعل الأرض الواقعة أمام حائط البراق وقفاً إسلامياً لأعمال البر والخير ،كما أن أبا مدين التلمساني قد وقف الحي الواقع أمام حائط البراق على الحجاج المغاربة وهو ما يعرف باسم حي المغاربة،وبدافع من التسامح الديني والإيمان العميق بالإخاء يبن الأديان فقد سمح المسلمون لليهود بزيارة حائط البراق، لكنهم تمادوا ورفعوا العلم الصهيوني وشتم خطباؤهم النبي محمد صل الله عليه وسلم لكن وإزاء تزايد الأطماع الصهيونية في المقدسات الإسلامية وسعيهم الحثيث لإزالتها عن حيز الوجود ،مطالبين في كل مرة بأكثر مما حصلوا عليه في المرة السابقة ،فقد نظم حزب جابوتنسكي الصهيوني الإرهابي استعراضاً عسكرياً مسلحاً أمام الحائط،مما أدى إلى اندلاع انتفاضة البراق في شهرآب عام (1929)م هذه الثورة التي استشهد فيها من العرب(133)على أيدي الصهاينة والبريطانيين وقتل من اليهود(116)وقد اقتادت بريطانيا أكثر من ألف شخص للمحكمة وصدر قرار بإعدام (26)شخصاً بينهم يهودي واحد وكان من بين الذين سيقوا إلى حبل المشنقة (عطا الزير،محمد جمجوم، فؤاد حجازي)في يوم الثلاثاء 17/6/1930م وكانوا ينشدون:




يـا ظــلام السـجن خيم إننا نهوى الظـلامـا


ليس بـعـــــد الـليل إلــا فـجر مـجد يتسامى



ومع تصاعد الغضب الشعبي العارم قامت حكومة الانتداب البريطاني بعرض القضية على عصبة الأمم المتحدة لتبحث في إدعاءات كل من العرب واليهود في قضية حائط البراق،حيث شكلت لجنة تحقيق ثلاثية تضم رئيس محكمة العدل السويسرية وعضو برلمان هندي ووزيراً سابقاً،ونتيجة لإدراك مفتي القدس الحاج أمين الحسيني للبعد العربي والإسلامي الكبير للمسألة فقد جهز للمثول أمام اللجنة الدولية عدداً من كبار السياسيين والعلماء العرب والمسلمين الذين أكدوا للجنة عند مثولهم أمامها أن الهيئات الإسلامية الشرعية هي وحدها صاحبة المرجعية في الإدعاءات والحقوق في الأماكن المقدسة ولا يحق لأي أطراف غيرها أن تنظر أو تبت،وقد أقر اليهود الذين مثلوا أمام اللجنة أن حائط البراق وقف إسلامي ،ولكنهم طالبوا بالاعتراف بأهميته الدينية بالنسبة لهم وأن يكون خاضعاً إدارياً لرئاستهم الحاخامية ليتسنى لهم ممارسة طقوسهم التعبدية دون أي قيد أو شرط ، وقد جاء قرار لجنة التحقيق الدولية في 30/12/1930م على النحو التالي :



1- للمسلمين وحدهم حق ملكية حائط البراق دون منازع كجزء لايتجزأ من منطقة الحرم الشريف.

2- تعود ملكية الساحة الواقعة أمام الحائط الغربي للحرم إلى المسلمين ،وكذلك حي المغاربة المجاور والمقابل يعتبر وقفاً إسلامياً يعود ريعه للأعمال الخيرية.

3- يحق لليهود زيارة حائط البراق للأغراض التعبدية في كل الأوقات على أن يخضع ذلك لشروط معينة.وبذلك نرى أن المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن قد أقر بعروبة حائط البراق وأنه وقف إسلامي لاعلاقة له بهيكل اليهود الذي يزعمون زوراً وبهتاناً أنه جزء منهويخطط اليهود منذمدة طويلة لبناءالهيكل المزعوم الذي يقولون إن الرومان دمروه عام (70)م،.وكتطبيق لقرار اللجنة الدولية سمح المسلمون لليهود بالبكاء أمام الحائط والصلاة الفردية أمامه دون الاعتراف لهم بأي حق عيني في هذا الحائط أو السماح لهم بالتظاهر أمام هذا الحائط .

(قضية المسجد الأقصى):

إن أطماع الصهيونية العالمية لاتقف عند حد معين،لذلك لاتستغرب عزيزي القارئ إن قلت لك أنهم يعتبرون الأرض والأملاك والثروات العربية كلأًًًً مباحاً، ولرجال الدين عندهم الحظ الأوفر في ترسيخ هذه المزاعم والأطماع التي لايوجد أي مبرر خلقي أو قانوني لها،فمن المعلوم أن الأرض المحتلة خالية من أي أثر ديني أو دنيوي لليهود الذين جعلوا إقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى في أسمى مراتب القداسة الدينية عندهم ليبرروا سيطرتهم على المنطقة والعالم بأسره،يقول تيودور هرتزل صاحب كتاب دولة اليهود ومؤسس حركة الصهيونية العالمية: (إذا ما حصلنا في يوم من الأيام على القدس وكنت لاأزال حياً وقادراًعلى القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيءليس مقدساً لدى اليهود فيهاوسوف أحرق الآثارالتي مرت عليها قرون من الزمن)،وهنا لابد من التنويه إلى أن اليهود يعتقدون بأن ملكهم ومجد دولتهم وحكمهم للعالم لايكون إلا بظهور الهيكل وإقامة الشعائر التعبدية فيه علماً بأن مكان الهيكل هذا هو المسجد الأقصى وقبة الصخرة حسب زعمهم،وهم من أجل ذلك يبذلون وسعهم ووجدهم حيث تسخر الصهيونية العالمية من أجل ذلك الكثير من الحركات التي تدعمها وترعاها كالماسونية العالمية وشهود يهوه والمسيحية المتصهينة والكثير جداً من الكنائس البروتستانتية التي تعمل على أرض الولايات المتحدة الأمريكية كل ذلك لإعادة بناء الهيكل المزعوم رمز عز الدولة الإسرائيلية مهما كلف الثمن،وبناء على هذا المعتقد اليهودي الذي يعتبر ركناً ركيناً وأصلاً أصيلاً في الفكر الصهيوني كان النشاط اليهودي لايفتر سعياً إلى السيطرة على مدينة القدس تمهيداً لتهويدها وذلك بتهجير اليهود من جميع أنحاء العالم إلى مدينة القدس والمناطق المحيطة بها،وذلك بعد الاقتراح البريطاني عام(1936)م بتقسيم القدس إلى بلدتين عربية ويهودية وكانت مجزرة دير ياسين الوحشية 9/4/1948 م هي نقطة البداية لاحتلال القدس الغربية ونقطة ارتكاز للهجوم عليها وقد ذهب ضحية هذه المجزرة الهمجية جميع سكان القرية وعددهم(276)نسمة،وقد تمكنت العصابات اليهودية المسلحة من الاستيلاء على القدس الغربية في شهر أيار عام (1948)م مشردةً ما يزيد عدده على ستين ألفاً من العرب المقدسيين ومسيطرة على جميع الأراضي بما فيها أراضي الوقف الإسلامي والكثير من المساجد والكنائس الأمر الذي يعد انتهاكا صارخاً وتعدياً فاضحاً على الحقوق المسيحية والإسلاميةخلافاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني،وقد اقترحت الأمم المتحدة أن تكون القدس منطقة منزوعة السلاح وقد وافقت الحكومة الأردنية على ذلك في آب(1948)م وفي عام (1949)م وقع العرب اتفاق الهدنة مع إسرائيل لكن ذلك لم يمنع الإسرائيليين من الاستمرار في مصادرة واحتلال الأراضي العربية حتى المنطقة المجردة من السلاح بين القدس القديمة والقدس الغربية احتلوها وهنا برزت رغبة الأمم المتحدة بوضع منطقة القدس بأكملها تحت إدارة دولية وأيدهابذلك الفاتيكان والدول الكاثوليكية والكنائس العالمية والدول العربية حيث اتخذت الجمعيةالعامة للأمم المتحدة وقتها القرار رقم (303-4)بتاريخ9/12/1949م أكدت فيه عزمهاعلى وضع منطقة القدس تحت نظام دولي دائم يضمن حمايةالأماكن المقدسة داخل المنطقة وخارجها،وعهدت إلىمجلس الوصاية تحقيق ذلك، أعلنت إسرائيل رسمياً نقل عاصمتها من تل أبيب إلى القدس ورفضت إسرائيل التدويل معلنة أن القدس جزء لايتجزأ من إسرائيل إذ لامعنى لإسرائيل بدون القدس ولامعنىللقدس بدون الهيكل وكان ذلك رسمياً بتاريخ 11/9/1949م وقد تمكن الكيان الغاصب معتمداً على الضعف العربي وغفلة أعين الرقباء من توطيد أركان حكمه في القدس الغربية حيث نقل إليها العديد من السفارات والوزارات والدوائر الحكومية وفي عام (1961)م بدأت عمليات بناء الكنيست على أرض القدس العربية،وفي الخامس من حزيران عام (1967)م أشعلت إسرائيل حرباً عدوانية جديدة كان من ثمارها احتلال مدينة القدس الشرقية في السابع من حزيران ناهيك عما لحق بالبنى التحتية من تخريب ودمار وكانت النتيجة نزوح أكثر من ثلاثين ألفا من سكان القدس العرب ومن ثم ضم الضفة الغربية بما فيها القدس إلى أراضي الكيان الصهيوني الغاشم ليبدأ عمل الجرافات الإسرائيلية في محو معالم القدس العربية لاستبدالها بالأحياء اليهودية وبناء سلسلة من المستوطنات تحيط بالقدس العربية ليصبح سكان المدينة وأصحابها الحقيقيون أقلية لاتكاد تذكر،ومرة أخرى تضرب إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، حتى أن أبا أيبان وزير خارجية الكيان الصهيوني المصطنع صرح بشجاعة منقطعة النظير أمام الأمم المتحدة( لوصوتت جميع الدول الأعضاءضدإجراءات ضم القدس العربية والقرى المحيطة بها إلى إسرائيل،فإن إسرائيل لن تتزحزح عن قراراتها أوتلغي هذه الإجراءات)مدعين أن الغاية من ضم القدس العربية والقرى المحيطة بها إلى إسرائيل هي تحقيق العدالة والمساواة والرفاهية للفلسطينيين لكن ماذا نقول واليهود هم أسياد فن الكذب في العالم؟ اتخذ مجلس الأمن الدولي في/ 21/ أيار /1968/ القراررقم( 253 ) أكد فيه أن الاستيلاءعلى الأراضي بالغزو العسكري أمرغيرمقبول،وأن جميع ما قامت به إسرائيل من انتهاكات وانتزاع للملكيات أعمال باطلة مطالباً مجلس الأمن بإلغائها واتخاذ إجراءات عاجلة تهدف إلى تغيير الوضع في القدس ،وكان الرد الإسرائيلي أن قاموا بنقل قيادة الجيش الإقليمي وقيادة الشرطة الإقليمية ومكاتب البريد إلى القدس العربية،وازداد الأمر سوءاً بمحاولتهم إحراق المسجد الأقصى21/8/1969 م وقطع المياه عنه ومنع سيارات الإطفاء العربية القادمة من الضفة الغربية من إخماد النيران مدعين بأن الذي أقدم على هذه العملية ليس أكثر من مجرد يهودي مجنون وكان من نتيجة ردود الفعل في العالم الإسلامي أن عقد مؤتمرالقمةالإسلامي الأول في الرباط في كانون أول /1969/ م لإنقاذ المسجدالأقصىومدينةالقدس من أخطاراليهودوأطماعهم.وجاء قرار مجلس الأمن الدولي(271) بتاريخ15/9/1969م ليؤكد القرارات السابقة ويعبر عن الحزن العميق لما حل بالمسجد الأقصى ، واتخذمجلس الأمن القرار رقم (298)بتاريخ 25/9/1971م أكد فيه على أن جميع الأعمال والإجراءاتا لتي اتخذتها إسرائيل لتغييروضع القدس لاغيه ولاتستند إلىشرعية قانونيةودعاإسرائيل إلى إلغائهاوعدم اتخا ذخطوات أخرىفي القدس المحتلة، لكن الإسرائيليين لم يقيموا وزناً لكل هذه القرارات ونداءات المجتمع الدولي حيث كان يدخل حاخاماتهم وعدد من قادتهم المسجد الأقصى ويصلون فيه في محاولة ظاهرة لإستفزاز مشاعر العرب والمسلمين ،وكانت تتوالى تصريحاتهم بأنهم سيقومون بإزالة المسجد الأقصى عن حيز الوجود لبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وبالفعل فقد بدأت أعمال الحفر داخل سور المدينة للتنقيب عن بقايا هيكل سيدنا سليمان ووصلت الحفريات إلى أسفل الحائط الجنوبي للحرم الشريف والأروقةالسفلية للمسجدالأقصىوأسفل مسجدعمر،علماً بأن أبناء القدس يبذلون جهدهم في الذود عن حياض الأقصى لكن المحاولات الصهيونية قائمة على قدم وساق ويكفي أن نعلم أن وراء الدعوة إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه أكثر من خمسة وعشرين منظمة يهودية متطرفة ،ويجتمع المسلمون بالآلاف أمام المسجد الأقصى جاعلين من أجسادهم دروعاً بشرية في وجه الغاصب المحتل سلاحهم الوحيد الحجارة ،وفي الثامن من تشرين الأول عام (1990)م وإثر محاولة جماعة تعرف باسم أبناء الهيكل وضع حجر الأساس لبناء الهيكل في ساحة الأقصى تصدت لهم الجماهير المسلمة وكان ضحية هذه الأزمة (35)شهيداً وجرح أكثر من (115) آخرين،وعندما أراد رئيس وزراء الكيان الصهيوني المصطنع تصعيد الموقف مع العرب زود المجرم أرييل شارون زعيم حزب الليكود بثلاثة آلاف جندي يحرسونه في زيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى 28/9/2000م مما أدى إلى انفجار انتفاضة الأقصى المباركة حيث أقسم المسلمون أن يدافعوا عن الأقصى حتى الموت وقد استشهد في هذه المواجهات خمسة من المسلمين وجرح أكثر من مئة،وقد لقيت هذه الانتفاضة دعماً وتأييداً عالمياً منقطع النظير إذ ساندها جميع أحرار العالم ،كما أنها أثبتت مقدرة شعبنا الفلسطيني الباسل على استرداد حقوقه وصيانة كرامته ومقدساته وظهر إلى حيز الوجود سلاح نوعي فريد قصم ظهر العدو وجعل كرامته في الحضيض ألا وهو العمليات الاستشهادية التي هزت عروش الكيان الصهيوني وجعلته يفر إلى أربابه في الخارج يدعوهم إلى عقد المؤتمرات الدولية لمكافحة ما أسماه الإرهاب العربي ومتى كان من يدافع عن حقه السليب إرهابياً رحم الله من قال:




قتل امرئ في غابةجـريمة لاتـغتـفـر


وقـتل شعـب آمـنمسـألة فيها نظـر.



(قضية تهويد القدس ):


كجزء من إستراتيجية العدو الغاشم لطمس عروبة القدس ومحو كل ما يربطها بعروبتها وانتمائها العربي الأصيل بدء العمل على تهويد القدس ليشمل جميع المؤسسات العربية في القدس متخذين إجراءات متعددة منها إلحاق جميع المدارس العربية في القدس بوزارة المعارف اليهودية وكان على جميع العاملين في هذه المدارس من مدرسين وإداريين التوجه لوزارة المعارف اليهودية لتقديم طلبات عمل جديدة ،و إلغاء المناهج العربية في الدراسة واستبدالها بالمناهج العبرية، كذلك كان تهويد النظام القضائي في القدس ،والاستيلاء على المتاحف الفلسطينية ونقل محتوياتها إلى المتحف اليهودي ، ناهيك عما يتعرض له التراث الديني العربي ( مسيحياً كان أو إسلاميا ) من محاولات تهويد كالحفريات حول الأقصى وتحته ومحاولة إحراقه ، والاعتداء على كنيسة القيامة ومصادرة الأراضي العربية والمسيحية،وإطلاق الأسماء العبرية بدلأً من الأسماء العربية ،وفرض القوانين الصهيونية على العرب بدلا من القوانين العربية،إضافة إلى الكثير من الإجراءات التي يتعذر سردها الآن...

(خاتمة):

مما سبق يتضح للقارئ الكريم أن للعرب حقاً تاريخياً وسياسياً ودينياً وقانونياً في القدس العربية وأن كل ما يجري على أرضها من اعتداء وتهويد واغتصاب للأرض هو عمل غير شرعي وباطل ،على العرب مقاومته بكل الوسائل ومهما كلف الثمن ،وأن جميع الأعمال التي يقوم بها اليهود من بناء للمستوطنات وتغيير لمعالم المدينة العربية لاتكسب وجودهم فيها أي شرعية قانونية وذلك عملاً بالمبدأ القانوني القائل (لايسمح للمعتدي قطف ثمار عدوانه)،كما أن ديباجة ميثاق الأمم المتحدة تنص على أنه ( لايجوزضم منطقة محتلة إلى دولةالاحتلال حتى ولو كانت في حالة الدفاع عن النفس،فالدفاع عن النفس يعطي الطرف المعتدى عليه الحق في الرد على الاعتداء ودرء خطر العدوان ،ولكنه عند رد الاعتداء وزوال الخطر تنتهي حالةالدفاع عن النفس،ولايجوزإطلاقاً التمسك بالأراضي المحتلة. فحق الدفاع عن النفس لايسفرعن الاستعمارالاستيطاني. ولايولدحقاًفي ملكيةالأراضيالمحتلة وبناءالمستعمرات فيها)،وجميع ما يتذرع به غاصبوا اليوم من وعود دينية مزعومة وحقوق تاريخية مكذوبة لاتساوي خردلة من وجهة نظر القانون الدولي، كما أن جميع اتفاقيات الإذعان والاستسلام من كامب ديفيد إلى أوسلو ثم وادي عربة لن تجدي فتيلاً أمام يقظة الوجدان العربي المعاصر،فالصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود (هذا و نحن ندرك أعمق الادراك أن الوجود رهن بالحدود )إنها معركة وجود أو لا وجود وعلى الأمة العربية أن تعبأ طاقاتها لهذه المعركة في سبيل تصعيد النضال ضد العدو الصهيوني الامبريالي لتأمين حقوق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بما في ذلك حق العودة وحق تقرير المصير،وصولاً إلى تحقيق السلام العادل والشامل وبذلك فقط نكون أهلاً لمسؤوليتنا التاريخية.




ملاحظات :

1-في التوراة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان اسمه أبرام ثم غيره الله تعالى فجعله إبراهيم 

2-هناك خلاف كبير بين الباحثين في علم الأجناس هل العرب من أهل اليمن هم من نسل إسماعيل عليه السلام، ومع أن الراجح من الأقوال أنهم من ذريته فإننا نقول أن مابين عرب الشمال والجنوب من التقارب والمودة والرحم هو أقوى بكثير من ذلك الموجود بين اليهود الشرقيين والغربيين.

3-الصهيونية نسبة إلى جبل صهيون بفلسطين ومعنى الكلمة الحرفي أرض الميعاد وهي حركة سياسية استعمارية استيطانية تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

4-تتباين آراء الباحثين تبايناً شديداً في تحديد معنى كلمة (يهود) فمن قائل أنها من (هاد) بمعنى رجع، حين رجعوا عن عبادة العجل ،ومن قائل أنها من ( التهود) وهو الصوت الضعيف الفاتر كحالهم وهم يقرؤون التوراة ،ومن الباحثين من نسب التسمية إلى (يهوذا) رابع أبناء يعقوب عليه السلام ،وكلها آراءٌ لايستطيع الباحث المدقق أن يسلم بشيء منها ،مانستطيع أن نسلم به حسب دراساتنا القرآنية أن هذه التسمية لم تطلق عليهم إلا بعد انحرافهم عن الدين الصحيح ،والقرآن الكريم ينفي أي صلة لهم في انتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام وأبناءه الصالحين : {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140




ثبت المصادر والمراجع:

1-د.أحمد طريين: فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار1922-1933معهد الدراسات العربية القاهرة1972 .

2-أحمد صادق سعد :فلسطين بمخالب الاستعمار-القاهرة1947.

3-الحكم دروزة-ملف القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي بيروت1973.

4-أكرم وعمر زعيتر-القضية الفلسطينية-بيروت 1959.

5-عبد الوهاب الكيال-تاريخ فلسطين الحديث-بيروت1970.

6-يو آ شوليستر –الصهيونية في خدمة الرجعية-وزارة الثقافة1977.

7-ايلين بيتي –أزيلوا إسرائيل هذا هو الحل-دار العلم للملايين1975.

8-حبيب قهوجي-إستراتيجية الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة.

9-محمد بن عبد الواحد المقدسي –فضائل بيت المقدس-دارا لفكر 1405هـ.[/justify]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
روبة القدس... تاريخيّاً وقانونيّاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مؤتمر القدس - "المؤتمر الاول لدعم وتمكين اقتصاد القدس"
» أسواق القدس - أسماء أسواق مدينة القدس وتاريخها
»  الآفاق المستقبلية لمعركة ”سيف القدس“ … خلاصات معركة سيف القدس |
» تاريخ القدس القديم - القدس عبر التاريخ والعصور
» تهويد القدس / :القدس جرح غائر في قلب الامة (في صور)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: