(قضية حائط البراق):
يعتبر حائط البراق أو ما يسميه اليهود حائط المبكى جزءً لا يتجزأ من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف وهو وقف إسلامي ويحتل مكانة وقداسة كبيرتين في مشاعر العرب المسلمين ومعتقدهم وليس أدل على ذلك من أن الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي قد جعل الأرض الواقعة أمام حائط البراق وقفاً إسلامياً لأعمال البر والخير ،كما أن أبا مدين التلمساني قد وقف الحي الواقع أمام حائط البراق على الحجاج المغاربة وهو ما يعرف باسم حي المغاربة،وبدافع من التسامح الديني والإيمان العميق بالإخاء يبن الأديان فقد سمح المسلمون لليهود بزيارة حائط البراق، لكنهم تمادوا ورفعوا العلم الصهيوني وشتم خطباؤهم النبي محمد صل الله عليه وسلم لكن وإزاء تزايد الأطماع الصهيونية في المقدسات الإسلامية وسعيهم الحثيث لإزالتها عن حيز الوجود ،مطالبين في كل مرة بأكثر مما حصلوا عليه في المرة السابقة ،فقد نظم حزب جابوتنسكي الصهيوني الإرهابي استعراضاً عسكرياً مسلحاً أمام الحائط،مما أدى إلى اندلاع انتفاضة البراق في شهرآب عام (1929)م هذه الثورة التي استشهد فيها من العرب(133)على أيدي الصهاينة والبريطانيين وقتل من اليهود(116)وقد اقتادت بريطانيا أكثر من ألف شخص للمحكمة وصدر قرار بإعدام (26)شخصاً بينهم يهودي واحد وكان من بين الذين سيقوا إلى حبل المشنقة (عطا الزير،محمد جمجوم، فؤاد حجازي)في يوم الثلاثاء 17/6/1930م وكانوا ينشدون:
يـا ظــلام السـجن خيم إننا نهوى الظـلامـا
ليس بـعـــــد الـليل إلــا فـجر مـجد يتسامى
ومع تصاعد الغضب الشعبي العارم قامت حكومة الانتداب البريطاني بعرض القضية على عصبة الأمم المتحدة لتبحث في إدعاءات كل من العرب واليهود في قضية حائط البراق،حيث شكلت لجنة تحقيق ثلاثية تضم رئيس محكمة العدل السويسرية وعضو برلمان هندي ووزيراً سابقاً،ونتيجة لإدراك مفتي القدس الحاج أمين الحسيني للبعد العربي والإسلامي الكبير للمسألة فقد جهز للمثول أمام اللجنة الدولية عدداً من كبار السياسيين والعلماء العرب والمسلمين الذين أكدوا للجنة عند مثولهم أمامها أن الهيئات الإسلامية الشرعية هي وحدها صاحبة المرجعية في الإدعاءات والحقوق في الأماكن المقدسة ولا يحق لأي أطراف غيرها أن تنظر أو تبت،وقد أقر اليهود الذين مثلوا أمام اللجنة أن حائط البراق وقف إسلامي ،ولكنهم طالبوا بالاعتراف بأهميته الدينية بالنسبة لهم وأن يكون خاضعاً إدارياً لرئاستهم الحاخامية ليتسنى لهم ممارسة طقوسهم التعبدية دون أي قيد أو شرط ، وقد جاء قرار لجنة التحقيق الدولية في 30/12/1930م على النحو التالي :
1- للمسلمين وحدهم حق ملكية حائط البراق دون منازع كجزء لايتجزأ من منطقة الحرم الشريف.
2- تعود ملكية الساحة الواقعة أمام الحائط الغربي للحرم إلى المسلمين ،وكذلك حي المغاربة المجاور والمقابل يعتبر وقفاً إسلامياً يعود ريعه للأعمال الخيرية.
3- يحق لليهود زيارة حائط البراق للأغراض التعبدية في كل الأوقات على أن يخضع ذلك لشروط معينة.وبذلك نرى أن المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن قد أقر بعروبة حائط البراق وأنه وقف إسلامي لاعلاقة له بهيكل اليهود الذي يزعمون زوراً وبهتاناً أنه جزء منهويخطط اليهود منذمدة طويلة لبناءالهيكل المزعوم الذي يقولون إن الرومان دمروه عام (70)م،.وكتطبيق لقرار اللجنة الدولية سمح المسلمون لليهود بالبكاء أمام الحائط والصلاة الفردية أمامه دون الاعتراف لهم بأي حق عيني في هذا الحائط أو السماح لهم بالتظاهر أمام هذا الحائط .
(قضية المسجد الأقصى):
إن أطماع الصهيونية العالمية لاتقف عند حد معين،لذلك لاتستغرب عزيزي القارئ إن قلت لك أنهم يعتبرون الأرض والأملاك والثروات العربية كلأًًًً مباحاً، ولرجال الدين عندهم الحظ الأوفر في ترسيخ هذه المزاعم والأطماع التي لايوجد أي مبرر خلقي أو قانوني لها،فمن المعلوم أن الأرض المحتلة خالية من أي أثر ديني أو دنيوي لليهود الذين جعلوا إقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى في أسمى مراتب القداسة الدينية عندهم ليبرروا سيطرتهم على المنطقة والعالم بأسره،يقول تيودور هرتزل صاحب كتاب دولة اليهود ومؤسس حركة الصهيونية العالمية: (إذا ما حصلنا في يوم من الأيام على القدس وكنت لاأزال حياً وقادراًعلى القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيءليس مقدساً لدى اليهود فيهاوسوف أحرق الآثارالتي مرت عليها قرون من الزمن)،وهنا لابد من التنويه إلى أن اليهود يعتقدون بأن ملكهم ومجد دولتهم وحكمهم للعالم لايكون إلا بظهور الهيكل وإقامة الشعائر التعبدية فيه علماً بأن مكان الهيكل هذا هو المسجد الأقصى وقبة الصخرة حسب زعمهم،وهم من أجل ذلك يبذلون وسعهم ووجدهم حيث تسخر الصهيونية العالمية من أجل ذلك الكثير من الحركات التي تدعمها وترعاها كالماسونية العالمية وشهود يهوه والمسيحية المتصهينة والكثير جداً من الكنائس البروتستانتية التي تعمل على أرض الولايات المتحدة الأمريكية كل ذلك لإعادة بناء الهيكل المزعوم رمز عز الدولة الإسرائيلية مهما كلف الثمن،وبناء على هذا المعتقد اليهودي الذي يعتبر ركناً ركيناً وأصلاً أصيلاً في الفكر الصهيوني كان النشاط اليهودي لايفتر سعياً إلى السيطرة على مدينة القدس تمهيداً لتهويدها وذلك بتهجير اليهود من جميع أنحاء العالم إلى مدينة القدس والمناطق المحيطة بها،وذلك بعد الاقتراح البريطاني عام(1936)م بتقسيم القدس إلى بلدتين عربية ويهودية وكانت مجزرة دير ياسين الوحشية 9/4/1948 م هي نقطة البداية لاحتلال القدس الغربية ونقطة ارتكاز للهجوم عليها وقد ذهب ضحية هذه المجزرة الهمجية جميع سكان القرية وعددهم(276)نسمة،وقد تمكنت العصابات اليهودية المسلحة من الاستيلاء على القدس الغربية في شهر أيار عام (1948)م مشردةً ما يزيد عدده على ستين ألفاً من العرب المقدسيين ومسيطرة على جميع الأراضي بما فيها أراضي الوقف الإسلامي والكثير من المساجد والكنائس الأمر الذي يعد انتهاكا صارخاً وتعدياً فاضحاً على الحقوق المسيحية والإسلاميةخلافاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني،وقد اقترحت الأمم المتحدة أن تكون القدس منطقة منزوعة السلاح وقد وافقت الحكومة الأردنية على ذلك في آب(1948)م وفي عام (1949)م وقع العرب اتفاق الهدنة مع إسرائيل لكن ذلك لم يمنع الإسرائيليين من الاستمرار في مصادرة واحتلال الأراضي العربية حتى المنطقة المجردة من السلاح بين القدس القديمة والقدس الغربية احتلوها وهنا برزت رغبة الأمم المتحدة بوضع منطقة القدس بأكملها تحت إدارة دولية وأيدهابذلك الفاتيكان والدول الكاثوليكية والكنائس العالمية والدول العربية حيث اتخذت الجمعيةالعامة للأمم المتحدة وقتها القرار رقم (303-4)بتاريخ9/12/1949م أكدت فيه عزمهاعلى وضع منطقة القدس تحت نظام دولي دائم يضمن حمايةالأماكن المقدسة داخل المنطقة وخارجها،وعهدت إلىمجلس الوصاية تحقيق ذلك، أعلنت إسرائيل رسمياً نقل عاصمتها من تل أبيب إلى القدس ورفضت إسرائيل التدويل معلنة أن القدس جزء لايتجزأ من إسرائيل إذ لامعنى لإسرائيل بدون القدس ولامعنىللقدس بدون الهيكل وكان ذلك رسمياً بتاريخ 11/9/1949م وقد تمكن الكيان الغاصب معتمداً على الضعف العربي وغفلة أعين الرقباء من توطيد أركان حكمه في القدس الغربية حيث نقل إليها العديد من السفارات والوزارات والدوائر الحكومية وفي عام (1961)م بدأت عمليات بناء الكنيست على أرض القدس العربية،وفي الخامس من حزيران عام (1967)م أشعلت إسرائيل حرباً عدوانية جديدة كان من ثمارها احتلال مدينة القدس الشرقية في السابع من حزيران ناهيك عما لحق بالبنى التحتية من تخريب ودمار وكانت النتيجة نزوح أكثر من ثلاثين ألفا من سكان القدس العرب ومن ثم ضم الضفة الغربية بما فيها القدس إلى أراضي الكيان الصهيوني الغاشم ليبدأ عمل الجرافات الإسرائيلية في محو معالم القدس العربية لاستبدالها بالأحياء اليهودية وبناء سلسلة من المستوطنات تحيط بالقدس العربية ليصبح سكان المدينة وأصحابها الحقيقيون أقلية لاتكاد تذكر،ومرة أخرى تضرب إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، حتى أن أبا أيبان وزير خارجية الكيان الصهيوني المصطنع صرح بشجاعة منقطعة النظير أمام الأمم المتحدة( لوصوتت جميع الدول الأعضاءضدإجراءات ضم القدس العربية والقرى المحيطة بها إلى إسرائيل،فإن إسرائيل لن تتزحزح عن قراراتها أوتلغي هذه الإجراءات)مدعين أن الغاية من ضم القدس العربية والقرى المحيطة بها إلى إسرائيل هي تحقيق العدالة والمساواة والرفاهية للفلسطينيين لكن ماذا نقول واليهود هم أسياد فن الكذب في العالم؟ اتخذ مجلس الأمن الدولي في/ 21/ أيار /1968/ القراررقم( 253 ) أكد فيه أن الاستيلاءعلى الأراضي بالغزو العسكري أمرغيرمقبول،وأن جميع ما قامت به إسرائيل من انتهاكات وانتزاع للملكيات أعمال باطلة مطالباً مجلس الأمن بإلغائها واتخاذ إجراءات عاجلة تهدف إلى تغيير الوضع في القدس ،وكان الرد الإسرائيلي أن قاموا بنقل قيادة الجيش الإقليمي وقيادة الشرطة الإقليمية ومكاتب البريد إلى القدس العربية،وازداد الأمر سوءاً بمحاولتهم إحراق المسجد الأقصى21/8/1969 م وقطع المياه عنه ومنع سيارات الإطفاء العربية القادمة من الضفة الغربية من إخماد النيران مدعين بأن الذي أقدم على هذه العملية ليس أكثر من مجرد يهودي مجنون وكان من نتيجة ردود الفعل في العالم الإسلامي أن عقد مؤتمرالقمةالإسلامي الأول في الرباط في كانون أول /1969/ م لإنقاذ المسجدالأقصىومدينةالقدس من أخطاراليهودوأطماعهم.وجاء قرار مجلس الأمن الدولي(271) بتاريخ15/9/1969م ليؤكد القرارات السابقة ويعبر عن الحزن العميق لما حل بالمسجد الأقصى ، واتخذمجلس الأمن القرار رقم (298)بتاريخ 25/9/1971م أكد فيه على أن جميع الأعمال والإجراءاتا لتي اتخذتها إسرائيل لتغييروضع القدس لاغيه ولاتستند إلىشرعية قانونيةودعاإسرائيل إلى إلغائهاوعدم اتخا ذخطوات أخرىفي القدس المحتلة، لكن الإسرائيليين لم يقيموا وزناً لكل هذه القرارات ونداءات المجتمع الدولي حيث كان يدخل حاخاماتهم وعدد من قادتهم المسجد الأقصى ويصلون فيه في محاولة ظاهرة لإستفزاز مشاعر العرب والمسلمين ،وكانت تتوالى تصريحاتهم بأنهم سيقومون بإزالة المسجد الأقصى عن حيز الوجود لبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وبالفعل فقد بدأت أعمال الحفر داخل سور المدينة للتنقيب عن بقايا هيكل سيدنا سليمان ووصلت الحفريات إلى أسفل الحائط الجنوبي للحرم الشريف والأروقةالسفلية للمسجدالأقصىوأسفل مسجدعمر،علماً بأن أبناء القدس يبذلون جهدهم في الذود عن حياض الأقصى لكن المحاولات الصهيونية قائمة على قدم وساق ويكفي أن نعلم أن وراء الدعوة إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه أكثر من خمسة وعشرين منظمة يهودية متطرفة ،ويجتمع المسلمون بالآلاف أمام المسجد الأقصى جاعلين من أجسادهم دروعاً بشرية في وجه الغاصب المحتل سلاحهم الوحيد الحجارة ،وفي الثامن من تشرين الأول عام (1990)م وإثر محاولة جماعة تعرف باسم أبناء الهيكل وضع حجر الأساس لبناء الهيكل في ساحة الأقصى تصدت لهم الجماهير المسلمة وكان ضحية هذه الأزمة (35)شهيداً وجرح أكثر من (115) آخرين،وعندما أراد رئيس وزراء الكيان الصهيوني المصطنع تصعيد الموقف مع العرب زود المجرم أرييل شارون زعيم حزب الليكود بثلاثة آلاف جندي يحرسونه في زيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى 28/9/2000م مما أدى إلى انفجار انتفاضة الأقصى المباركة حيث أقسم المسلمون أن يدافعوا عن الأقصى حتى الموت وقد استشهد في هذه المواجهات خمسة من المسلمين وجرح أكثر من مئة،وقد لقيت هذه الانتفاضة دعماً وتأييداً عالمياً منقطع النظير إذ ساندها جميع أحرار العالم ،كما أنها أثبتت مقدرة شعبنا الفلسطيني الباسل على استرداد حقوقه وصيانة كرامته ومقدساته وظهر إلى حيز الوجود سلاح نوعي فريد قصم ظهر العدو وجعل كرامته في الحضيض ألا وهو العمليات الاستشهادية التي هزت عروش الكيان الصهيوني وجعلته يفر إلى أربابه في الخارج يدعوهم إلى عقد المؤتمرات الدولية لمكافحة ما أسماه الإرهاب العربي ومتى كان من يدافع عن حقه السليب إرهابياً رحم الله من قال:
قتل امرئ في غابةجـريمة لاتـغتـفـر
وقـتل شعـب آمـنمسـألة فيها نظـر.
(قضية تهويد القدس ):
كجزء من إستراتيجية العدو الغاشم لطمس عروبة القدس ومحو كل ما يربطها بعروبتها وانتمائها العربي الأصيل بدء العمل على تهويد القدس ليشمل جميع المؤسسات العربية في القدس متخذين إجراءات متعددة منها إلحاق جميع المدارس العربية في القدس بوزارة المعارف اليهودية وكان على جميع العاملين في هذه المدارس من مدرسين وإداريين التوجه لوزارة المعارف اليهودية لتقديم طلبات عمل جديدة ،و إلغاء المناهج العربية في الدراسة واستبدالها بالمناهج العبرية، كذلك كان تهويد النظام القضائي في القدس ،والاستيلاء على المتاحف الفلسطينية ونقل محتوياتها إلى المتحف اليهودي ، ناهيك عما يتعرض له التراث الديني العربي ( مسيحياً كان أو إسلاميا ) من محاولات تهويد كالحفريات حول الأقصى وتحته ومحاولة إحراقه ، والاعتداء على كنيسة القيامة ومصادرة الأراضي العربية والمسيحية،وإطلاق الأسماء العبرية بدلأً من الأسماء العربية ،وفرض القوانين الصهيونية على العرب بدلا من القوانين العربية،إضافة إلى الكثير من الإجراءات التي يتعذر سردها الآن...
(خاتمة):
مما سبق يتضح للقارئ الكريم أن للعرب حقاً تاريخياً وسياسياً ودينياً وقانونياً في القدس العربية وأن كل ما يجري على أرضها من اعتداء وتهويد واغتصاب للأرض هو عمل غير شرعي وباطل ،على العرب مقاومته بكل الوسائل ومهما كلف الثمن ،وأن جميع الأعمال التي يقوم بها اليهود من بناء للمستوطنات وتغيير لمعالم المدينة العربية لاتكسب وجودهم فيها أي شرعية قانونية وذلك عملاً بالمبدأ القانوني القائل (لايسمح للمعتدي قطف ثمار عدوانه)،كما أن ديباجة ميثاق الأمم المتحدة تنص على أنه ( لايجوزضم منطقة محتلة إلى دولةالاحتلال حتى ولو كانت في حالة الدفاع عن النفس،فالدفاع عن النفس يعطي الطرف المعتدى عليه الحق في الرد على الاعتداء ودرء خطر العدوان ،ولكنه عند رد الاعتداء وزوال الخطر تنتهي حالةالدفاع عن النفس،ولايجوزإطلاقاً التمسك بالأراضي المحتلة. فحق الدفاع عن النفس لايسفرعن الاستعمارالاستيطاني. ولايولدحقاًفي ملكيةالأراضيالمحتلة وبناءالمستعمرات فيها)،وجميع ما يتذرع به غاصبوا اليوم من وعود دينية مزعومة وحقوق تاريخية مكذوبة لاتساوي خردلة من وجهة نظر القانون الدولي، كما أن جميع اتفاقيات الإذعان والاستسلام من كامب ديفيد إلى أوسلو ثم وادي عربة لن تجدي فتيلاً أمام يقظة الوجدان العربي المعاصر،فالصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود (هذا و نحن ندرك أعمق الادراك أن الوجود رهن بالحدود )إنها معركة وجود أو لا وجود وعلى الأمة العربية أن تعبأ طاقاتها لهذه المعركة في سبيل تصعيد النضال ضد العدو الصهيوني الامبريالي لتأمين حقوق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بما في ذلك حق العودة وحق تقرير المصير،وصولاً إلى تحقيق السلام العادل والشامل وبذلك فقط نكون أهلاً لمسؤوليتنا التاريخية.
ملاحظات :
1-في التوراة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان اسمه أبرام ثم غيره الله تعالى فجعله إبراهيم
2-هناك خلاف كبير بين الباحثين في علم الأجناس هل العرب من أهل اليمن هم من نسل إسماعيل عليه السلام، ومع أن الراجح من الأقوال أنهم من ذريته فإننا نقول أن مابين عرب الشمال والجنوب من التقارب والمودة والرحم هو أقوى بكثير من ذلك الموجود بين اليهود الشرقيين والغربيين.
3-الصهيونية نسبة إلى جبل صهيون بفلسطين ومعنى الكلمة الحرفي أرض الميعاد وهي حركة سياسية استعمارية استيطانية تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
4-تتباين آراء الباحثين تبايناً شديداً في تحديد معنى كلمة (يهود) فمن قائل أنها من (هاد) بمعنى رجع، حين رجعوا عن عبادة العجل ،ومن قائل أنها من ( التهود) وهو الصوت الضعيف الفاتر كحالهم وهم يقرؤون التوراة ،ومن الباحثين من نسب التسمية إلى (يهوذا) رابع أبناء يعقوب عليه السلام ،وكلها آراءٌ لايستطيع الباحث المدقق أن يسلم بشيء منها ،مانستطيع أن نسلم به حسب دراساتنا القرآنية أن هذه التسمية لم تطلق عليهم إلا بعد انحرافهم عن الدين الصحيح ،والقرآن الكريم ينفي أي صلة لهم في انتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام وأبناءه الصالحين : {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140
ثبت المصادر والمراجع:
1-د.أحمد طريين: فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار1922-1933معهد الدراسات العربية القاهرة1972 .
2-أحمد صادق سعد :فلسطين بمخالب الاستعمار-القاهرة1947.
3-الحكم دروزة-ملف القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي بيروت1973.
4-أكرم وعمر زعيتر-القضية الفلسطينية-بيروت 1959.
5-عبد الوهاب الكيال-تاريخ فلسطين الحديث-بيروت1970.
6-يو آ شوليستر –الصهيونية في خدمة الرجعية-وزارة الثقافة1977.
7-ايلين بيتي –أزيلوا إسرائيل هذا هو الحل-دار العلم للملايين1975.
8-حبيب قهوجي-إستراتيجية الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
9-محمد بن عبد الواحد المقدسي –فضائل بيت المقدس-دارا لفكر 1405هـ.[/justify]