منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عدنان أبو عودة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 7:50 am

عدنان أبو عودة: مدير المخابرات غضب لأنني قلت للملك الحسين بأن عرشك سيهتزّ

عدنان أبو عودة 716Scan10007_292x3003

عمّان- في المرصاد- يواصل رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة حديث الذكريات الذي أجراه معه على حلقات رئيس تحرير موقع "آخر خبر" الزميل الصحافي محمد صيام، وينشر بالاتفاق في صحيفة "في المرصاد".
ويتحدث أبو عودة عن أحداث أيلول، وعن معركة الكرامة التي سبقتها. كما يتناول حكاية تقديمه استقالته، بعد غضب مدير المخابرات آنذاك محمد رسول الكيلاني من مصارحة أبو عودة للملك الراحل برأيه في "حرب الكرامة ".
أبو عودة، كما يروي قال للملك الحسين: "لاحظت في الأيام العشرة الماضية بأن "إعلام أبو عمار" يعمل على تجيير النصر له وللفصائل الفلسطينية دون ذكر لدور الجيش الأردني . ويبدو أن الحكومة الأردنية غير واعية لما يجري . لا تصريحات ولا ردود على هذه الإدعاءات". وأضفت في حينه: " إن بقي الوضع كذلك سيهتز عرشك خلال عامين".
وكان عدنان أبو عودة نفى في الجزء الأول من الحوار أن يكون على خلاف مع النظام، مع اعترافه بأن ظلماً سابقاً لحق به.
وقال إنه غير راض عن مجلس النواب، وأن المخابرات كانت عطلت إنشاء حزب كان ينوي تأسيسه في عهد الملك الراحل الحسين.
أبو عودة نفى أن تكون المخابرات قد زرعته للتجسس على رفاقه الشيوعيين. وامتدح أبو عودة رئيس الوزراء د. عبدالله النسور، وقال عنه إنه "شاب وطني حقيقي ويريد الإصلاح. خلفيته لا تسمح له إلا أن يكون إصلاحياً . لكن هل سيسمح له فريقه و(السيستيم) بذلك"؟.
هنا الجزء الثاني من اللقاء...


• كيف كانت سنتك الأولى في المخابرات ؟!!

- عشت في عمان وكنت أزور نابلس نهاية الاسبوع . حتى معركة السموع في 14 - 11 . دخلت الدورة العسكرية التدريبية كأي مرشح جديد وكنت أكبرهم سنا في حينه . وكتب المدرب الأمريكي لأبي رسول بأنني كنت كثير النقاش ومحللاً سياسياً من الطراز الرفيع . فغيّر مدير المخابرات رأيه وعينني في دائرة التحليلات السياسية والتقارير الصحفية، ومن هذه التقارير كان لدي القدرة على قراءة الميول والتعرف على الاتجاهات. بعد التقرير الثالث قال الملك لأبي رسول: التقارير تغيرت وأصبح مضمونها مختلفاً.. فظن مدير المخابرات "مديري" بأن التقارير الجديدة لا تعجب الملك . ولكن الملك أخبره بأن التقارير فيها تحليلات نفسية واجتماعية مختلفة وبأنها أكثر موضوعية ما سابقاتها . أخبره الجنرال الكيلاني عني فطلب جلالته لقائي . فكانت أول مقابلة مع الحسين رحمه الله . ونحن بثقافتنا الفلسطينية قد نختلف بتكويننا عن الكثير من الدول العربية إذ لم يحكمنا حاكم من قبل وإنما الإنجليز بعد "سايكس بيكو" . لذلك فإن مقابلة المسؤولين الكبار لا تخيفنا وترعبنا كما البعض .. فكنت أتحدث معه باحترام كملك، وكنت أتحدث بأدب وأريحية تامة ولكن دون خوف فأحس، كما أخبرني لاحقاً، بأني مختلف. فأصبحنا أصدقاء .
بعد الـ 67 كثرت تلك اللقاءات وكنت أكتب بتقاريري الميول والتوقعات، وكان الملك يرى بأن توقعاتي قد تحققت. فأصبح كلما زار الدائرة يجتمع مع الجميع ومن ثم يطلب من المدير أن يدعوني لوحدي فاجتمع به بمكتب المدير. وكنا نحادثه بالاتجاهات ووجهات النظر المستقبلية، وتصوري الخاص لما ستكون عليه الأوضاع .

• معلوماتنا بأنك قدمت استقالتك من المخابرات بعد حرب الكرامة .. ولكنها رفضت ؟

حدث هذا في عام 68 كان جلالته سعيداً بانجازات "حرب الكرامة ". وحين طلب رأيي قلت له في حينه بأني لاحظت في الأيام العشرة الماضية بأن "إعلام أبو عمار" يعمل على تجيير النصر له وللفصائل الفلسطينية دون ذكر لدور الجيش الأردني . ويبدو أن الحكومة الأردنية غير واعية لما يجري . لا تصريحات ولا ردود على هذه الإدعاءات . وأضفت في حينه: " إن بقي الوضع كذلك سيهتز عرشك خلال عامين".

غادر جلالته المكتب "شبه غاضب" ولحق به محمد رسول الكيلاني ليوصله لسيارته . ثم عاد لمكتبي وعاتبني كجنرال كبير صائحاً: هل يعقل أن تقول للملك بأن عرشه سيهتز ؟!! .
بعد أن أنهى نوبة الغضب التي انتابته .. قمت وبهدوء بلملمة بعض حاجياتي الشخصية من المكتب وقدمت استقالتي .
قال لي .. ولم تقدم إستقالتك؟!!
أخبرته بأني كنت أعتقد حتى اللحظة بأني "ضابط مخابرات" ولكنكم على ما يبدو تبحثون عن مهرجين . وأنا لست مهرجاً ... ليست مهمتي على اية حال أن أضحك الناس أو أغضبهم . قمت بدوري الحقيقي أمام الملك . غضبك هذا وصراخك لا يعجبني .. وأنا رجل ذو كرامة ولن أقبل إهاناتك، لذلك أقدم استقالتي.
ظروف البلد ذهبت بالطريق الذي حددته .. وكعادته الملك كان يراقب كل ما يجري . فعاد إلى الدائرة وطلبني بعد أسبوعين. وقال لي بأن الأمور تسير بالطريقة التي تحدثت عنها يا عدنان .
في تلك الفترة تقاعد أبو رسول .. وجاء مضر بدران مديراً جديداً للدائرة الذي أخبرني بأن جلالته يرغب بإرسالي في دورة حرب نفسية متخصصة إلى بريطانيا .
تم استقبالي في الكلية الحربية واستضافتي في قاعة محاضرات، وكنت لوحدي في الدورة وقاموا بعرض فيلمين على " البروجيكتر " سألني المحاضر عن محتواهما. قلت له عن حرب السويس أحدهما لبريطانيا والآخر من إنتاج مصر . قال لي ما رأيك في الفيلمين . أجبت الإنتاج المصري كان أفضل من البريطاني . قال : لماذا هل لك أن تكتب لنا الأسباب. حين قرأ ما كتبت، قال لي هل تعلم لم أنت هنا. أنت هنا لتعلم هذه الأسباب .
أنت لست بحاجة لتلك الدورة . ستتناول معنا وجبة الغذاء وستعود للأردن .

• يقال بأنك أكثر من قضى مع جلالة المغفور له الملك الحسين ساعات عمل بين أقرانك .

- مجموع ما قضيت مع جلالته 8 سنوات و3 أشهر دون انقطاع، وهي أطول مدة لشخص يخدم في معيته دون انقطاع . وهو ما جعل البعض يشعر بالغيرة والخوف من هذه العلاقة .
إسمع يا محمد أنا عمري الآن 80 عاماً، وأدعي بأن لدي الكثير من الحكمة. كان البعض يخشى جلالته، ولكنه كان يحترمني وقريب مني لاني لم أطلب منه شيئا . وكنت ولا زلت أعتقد بأنه كان - رحمه الله - لا يخيف مستشاريه . لا يضطرك بأن تنافق وإسماعه ما يحب سماعه . كان يطلب من الجميع أن يقولوا كل ما في بالهم . ولكن بعضهم كان يخشى الحقيقة . كنت أقول له بأنك صاحب القرار أنا فقط أقول ما لدي بلا خوف ولا رغبة بإرضائه، وكنت أقول ما أعتقد بأنه مصلحة للوطن .
• بدايتك كانت في حكومة عسكرية أول مرة. وفي ظروف أيلول الشهير. وكنت جزءاً من غرفة عمليات الدولة ضد التنظيمات. اليوم.، أين يقف أبو السعيد من الدولة وغرفة عملياتها في التعاطي مع ذوي الأصول الفلسطينية؟

- أنا دافعت عن الدولة عام 1970 ... ونجحنا بحمد الله ... التطورات التي حصلت في المنطقة تبرر موقفنا في حرب أيلول . إنقاذ الدولة كان شيئاً مهماً . معظم الفصائل تشكلت من الأحزاب الأيدولوجية وليست من فتح وهو الحزب الوطني . القانون وحفظ النظام أمر أساسي في أي دولة . من يعتقد بأنه يملك الحقيقة وحده فهو لن يسكت حتى يتم القضاء على النظام . ولو عاد التاريخ سأفعل نفس الشيء.

• الانطباع السائد أنك كنت الأكثر تشدداً تجاه العلاقة مع منظمة التحرير خلال توليك وزارة الإعلام !!

- هذا كلام غير دقيق . كنت وزيراً للإعلام ..وكان هذا عملي ولم أكن متشدداً . كانوا هم -أقصد التنظيمات المسلحة - وسوريا والجزائر ومصر وحتى الكويت ضدنا . وكانت المعركة السائدة في المنطقة العربية هي المعركة الإعلامية بين الأردن المتهم بما سمي بالمجازر والجرائم التي أخرجت الفدائيين ... عليك أن تخبرني من سيقود المعركة الإعلامية .. وزارة الإعلام التي كنت أرأسها . قمت بتأدية واجبي الوظيفي .. فطلب مني الملك بعدها أن أكون وزيراً مدنياً .
• هل من ذكريات عن تلك الحقبة ؟
- عند إلقاء القبض على أبي جهاد وأبي إياد وإبراهيم بكر وشخص آخر لا أذكر اسمه ... أخذني مدير المخابرات في حينه لزيارتهم في مكتب وضعوا لهم فيه بعض الأسرة ولم يتم سجنهم .. قال لهم المدير هذا هو خبيرنا الأمريكي الذين تتحدثون عنه - كان إعلامهم يتهم الأردن في حينه بجلب خبراء أمريكيين لادارة الأزمة - كان موقف أبو جهاد وإبراهيم بكر عادياً لكن أبو إياد ويبدو بحكم - غزاويته - على ما يبدو قال لي أعرف عنك منذ أيام الكويت وأنت وطني ومحترم ..وهذا حسب اعتقادي قد جاء بحكم علاقة أهل غزة مع مصر في حينه .. علاقة الحاكم والمحكوم !! .

• قلت في تبرير موافقتك على المشاركة في الحكومة إنه " إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين " هل توقف اليمين الاسرائيلي عن هذا الطرح ؟؟..وهل تعتقد بان هذا الخطر بات بعيداً عن الأردن بعد 40 عاماً من قبولك بالمشاركة ؟؟

- لو خسرنا المعركة في عام 70 لكانت الحجة أمام إسرائيل هائلة بأن الخطورة ستصبح بتجمع العراق والدول العربية في الأردن لمحاربتها، وأعتقد بأنها كانت ستخرج الفلسطينيين من الضفة للأردن. نحن ندرك بأن تصرف إسرائيل في الضفة لم يكن تصرف "دولة محتلة" وإنما دولة قامت بتحرير أراضيها من الأردن . وكان لديها خطة جاهزة لحكم ذاتي مؤقت بعيداً عن الأردنيين . فالتقت بأعيان فلسطين بعد 3 أيام على احتلال 67 ضمن عقلية بأن ما يفعلونه هو "تنازل" من قبلها بترك الفلسطينيين ليعيشوا على أراضيها . الكلمات مهمة جداً في صياغة العقود .. خصوصاً تلك السياسية منها.

• ذهبت الى ياسر عرفات وأبو جهاد لتوقيع اتفاق ثنائي خلال الثمانينيات، ولكنّ الزعيمين الفلسطينيين رفضا الاتفاق، وكان أبو جهاد الأكثر تشدداً في رفضه. باعتقادك لماذا وضعت منظمة التحرير حداً للتنسيق مع الأردن في ذلك الوقت ؟

- لم يكن لي علاقة شخصية مع المنظمة وإنما علاقتي الرسمية . كنت في حينه أعمل في الديوان الملكي . وحين فشل أبو عمار في بيروت، وبعيْد ذهابه لتونس أحس بالغربة لبعده عن فلسطين . فساعدناه أن يقيم المؤتمر الوطني الفلسطيني في 84 في عمان . وأذكر بأني من كتب خطاب الملك في هذا المؤتمر . كان أبو عمار يعلم باتصالات الملك السرية مع الإسرائيليين واكتشاف المغفور له بأنهم لن يتنازلوا عن الأرض . وحججهم الكبرى كانت الأمن وبأنهم لا يثقوا بعرفات . كان الحل أن نؤجل هذه الحجة لديهم خصيصاً بعد ازدياد الحركة الإستيطانية وكنا نحس بخطورة مرور الوقت وازدياد المستوطنات . والملك كان أيضاً يخاف من عامل الوقت . اعتقدنا في حينه إن تمكنا أن نصبح شركاء في استرداد فلسطين منهم عبر مفاوضات سلمية وتقديمها للمنظمة ضمن كونفدرالية لسحب حجة الأمن من إسرائيل .. وكلفت أنا من الملك وخالد الحسن من قبل أبو عمار فأنجزنا ما سمي باتفاق شباط عام 85 ولإعطاء هذه الإتفاقية البعد الواقعي، قمنا بتشكيل وفود مشتركة تذهب للدول الخمس في مجلس الأمن . قبل وصول هذه المرحلة كان أبو عمار يطالب بتغيير بنود الإتفاقية بشكل مستمر .. حيث قمنا بتعديلها أكثر من مرة... وقمنا بطباعتها حسب التعديلات الأخيرة وكلفني الملك أن أزوره - أي عرفات - في بيت الضيافة لتوقيعها بعد توقيع الملك عليها .. طلبت منه أن يوقع .. دخل ابو جهاد للغرفة وأومأ لأبي عمار وكان بينهما إيحاءات خاصة .. قال ياسر عرفات لا أستطيع أن أوقع الآن، ولا بد من آخذ رأي زملائنا في الكويت ويرجى إعلام الملك بذلك .. قلت له " إسمع يا أبا عمار ... أنا لن أنقل الرسالة. عليك أن تتصل أنت مع الملك " ففعل ذلك على استحياء .. وخرج من الأردن ولم يعد.
كان يهمنا في حينه أن يلتقي الجانب الأمريكي مع قيادة المنظمة .. نسقنا اللقاءات مع ريتشارد ميرفي ... ولم يتوصلوا لنتيجة . عندها أعلن المغفور له في خطاب عام 1985 بأنه لا فائدة من كل هذه المحاولات واللقاءات .
ولاستيعاب الوضع الفلسطيني تاريخياً . يتوجب علينا التحدث عن حقبة ما بين 67 الى 93 .

الأمم المتحدة في حينه عينت الوسيط الدولي ولكن إسرائيل كعادتها حاولت " شراء الوقت " ..في 72 وبعد أن خرجت المنظمة من الأردن وأصبح لدينا استقرار أمني في الداخل كان الملك يعلم بأن اسرائيل ستبدأ بإخراج الفلسطينيين الى الأردن . فقام الملك بتشكيل لجنة لدراسة مقترح ما سمي في حينه "المملكة العربية المتحدة " لتشكيل "فيدرالية" بين الأردن وفلسطين . كنا نفكر هنا في الأردن بضرورة إيجاد "حل وسط "لأن أبو عمار كان يريد الضفة بالكامل . تم رفض الاقتراح من 3 أشخاص هم أبو عمار وجولدا مائير والسادات. رفضه السادات تقرباً للمنظمة ..رفضته إسرائيل لقناعتهم بأن الأردن تريد الأرض لاعطائها للفلسطينيين . أما أبو عمار فرفض الاقتراح لقناعته بأنه يستطيع تحريرها .. وأعتقد هنا شخصياً بأن سبب هذا الموقف هو أن ثقافته عن الصهيونية " ثقافة ضئيلة " ...
وهنا بدأ الأردن يفكر بطريقة مختلفة.. حل المعضلة عن طريق فلسطينيين من الداخل "البلديات " تحديداً .. وإحضار أحد خصوم أبو عمار لإدخاله كاسم فتم اختيار " أبو الزعيم " الذي سكن في حينه داخل عمان .. وبدأ بزيارة المخيمات . مدخلنا للتعامل معهم عبر "خطة تنمية اقتصادية" لمساعدتهم . كل هذا حصل بعد عناد وتصلب ومراوغة مواقف المنظمة في حينه .. أثناء هذه الفترة وفي غمرة العمل الجاد لايجاد بديل عن المنظمة .. حصل ما لم نتوقعه: "الإنتفاضة الأولى" وهي ما أوصلتنا لفكرة " فك الارتباط القانوني والإداري " عام 1988 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 7:56 am

“تحويلة” عدنان ابو عودة..واسرارها

الفلسطينيون حصلوا على الجنسية الاردنية قبل ضم الضفة
الفلسطيني ليس ضيفا على الاردن وهذه هي المبررات
الكثير من المواقع الالكترونية تغذي ثقافة التعاسة
الكتلة الحرجة لايمكن ان تتحقق في الاردن للاختلاف على الاصلاح
الاردنيون على قناعة بان اكبر رادع لخراب الدولة هو الحكم الهاشمي
كتب ناصر قمش

لا يقل الحماس الذي يبديه عدنان ابو عودة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الاسبق في عرض التفاصيل المثيرة لكتابه الجديد الذي يعكف على وضع اللمسات الاخيرة عليه، عن حماسته عندما اجترح مصطلح فك العلاقة الادارية القانونية مع الضفة الغربية .

ذلك ان مثابرة الباحث ودهاء السياسي ظل الناظم المركزي لهذه الشخصية التي تقترب من عقدها الثامن وما تزال تستحوذ على اوسع مساحات الجدل في الاوساط الاردنية بسبب ارائه الجريئة وطروحاته الخلافية .

يتذكر ابو عودة حينما كلفه الراحل الملك حسين باعداد الخطاب الشهير حول العلاقة مع الضفة الغربية ، انه قام بتدخين 15 سيجارة مالبورو قبل ان يقفز من مكانه مهتديا الى ثيمة فك العلاقة القانونية والادارية بين الضفتين كمحدد اساسي للخطاب صارخا على طريقة ارخميدس ” وجدتها”وجدتها .

وها هو اليوم يعلن بكل صراحة امام الاصلاح نيوزان وليده الجديد الذي سيحمل اسم التحويلة the Detour””سيتضمن اجابات وافية وكافية مستندة الى حقائق ووثائق تاريخية خطيرة عن السؤال الاكبر في لغز العلاقة الاردنية الفلسطينية من خلال كتاب هام يتضمن مذكراته ومعايشه الشخصية للاحداث عن كثب خصوصا وان حركته ونشاطه في مؤسسات المجتمع الدولي قد اثرت معارفه بما يؤهل هذا الكتاب لان بخطف الاضواء عن كتابه السابق عن الاردنيين من اصل فلسطيني والذي دفعه للاستقالة من منصبه كمستشار للملك .

غير ان ان ردة الفعل العنيفة على الكتاب وما تبعها من تداعيات رافقت المقابلة التلفزيونية الشهيرة على قناة الجزيرة لم تزد ابو عودة الا عزما على مواصلة مشروعه في استكمال الصورة التي ما تزال في ” رأيه ناقصة ” . “لان هنالك جهلا مطبقا لدى بعض الناس ، فمعلوماتهم من الاعلام الذي لا يشكل مصدرا معرفيا ، حتى بعض الكتب التي تستند اليها الناس في فهم ومعرفة التاريخ صيغت بشكل دعائي “، اكثر منه ان تكون تاريخا لذلك لا يوجد هنالك تاريخ بالمعنى الحقيقي للكلمة وليس هنا مكمن المشكلة بحسب ابو عودة ولكن الطامة الكبرى تتمثل في غياب المصححين للمواقف غير المستندة الى وقائع التي تحولت بنظر الناس الى حقائق واضحة.

 لذلك تنامت من وجهة نظر ابو عودة ظاهرة ” ما يمكن تسميته (mine set) الى تركيب عقلي مبني على معلومات خاطئة ، وتوجيهات مبنية على خطا ، كل ذلك يحصل في غياب الدولة عن التدخل لاعطاء اي حقيقة “.

ويستذكر ابو عودة في هذا االسياق حرص الحكومات السابقة على الشفافية والمصارحة. الاانه في ظل غياب هذا النهج زادت قواعد الجهل رسوخا وهي مشكلة صعبة، تحتاج الى وقت طويل حتى يتم التغلب عليها .

ومن ابرز الامثلة الي يسوقها ابو عودة على ذلك ما يقال ان الفلسطيني ضيف على الاردن، وهو كلام خاطئ يفتقر الى الصحة، ذلك ان هنالك قلائل الذين يعرفون ان الاردن ذهب الى فلسطين واعطى للفلسطينيين جنسية ، ولم ياتي الفلسطينيون لطلبها .

انظروا الى هذا الخطا، يقول ابو عودة :كم تم البناء عليه وترتب عليه مفاهم ففي عام 49 تم تعديل قانون الجنسية ونص على ان جميع اللذين في الضفة الغربية هم اردنيون قبل ان يتقرر ضم الضفة الغربية للملكة الاردنية الهاشمية

ابو عودة يستذكر: كان عمري 16 سنة عندما اتخذ هذا القرار ومنذ عام 1949 ولغاية اليوم انا اردني.

ثاني الامثلة التي يسوقها ابو عودة حول التركيب العقلي الخاطئ ما يجري تداوله حول انتقاد الولايات المتحدة الامريكية والدعوة لقطع العلاقات معها، و”هم لا يعرفون مدى تاثير ذلك على الاقتصاد الوطني الذي يعتمد على المعونات الخارجية ” .

المشكلة الاخرى التي يشير اليها ابو عودة تتمثل في التزايد السكاني وتضاؤل نسبة النمو الاقتصادي وتاثيرات ذلك على الاقتصاد الوطني ،” فمتى وقع هذا الخطا واين وقع ومن المسؤول عنه، لا احد يملك اجابة، ولا احد مستعد لتقديم الاجابة عليه، لا احد يقدم دراسات ويبحث في تشخيص اسباب هذه الازمة المحورية “.

ويعتقد ابو عودة ان غياب المصارحة والشفافية ينسحب على الكثير من القضايا الوطنية ليس اخرها المنحة السعودية للاردن “لاننا لم نرى اي خبر يتحدث عن ما سنفعله بهذه المنحة واين ستذهب وما هي اوجه صرفها وذلك في ظل غياب وعي الناس عن العلاقة بين الضرائب وحقوق المواطن .”

 ابو عودة في معرض بحثه عن اليات تفكير الحكومات فيما يتعلق بتصريف شؤون العامة واوجه انفاق المال يقول بانه ” ملخوم” ولا يستطيع معرفة المحددات التي تمكنه من قرائة المشهد الوطني برمته كل ذلك في ظل غياب الشفافية المصارحة .

 يلجا ابو عودة لعلم النفس في تبرير نشر وثائق ويكيلكس التي طالته مؤخرا من خلال اشاراته لمفهوم dIstractions وهو صرف النظر. ويقصد بذلك ان اثارة موضوع الوثائق ساهم بصرف النظر عن قضايا اكثر اهمية ، الى قصة اخرى بعد نشر الوثائق

ما يكتبه البعض بالنسبة الى ابو عودة يستحق التوقف عنده اما بالنسبة لبقية ما يظهر من كتابات ومواقف فانه يندرج تحت ما يحلو له وصفه بــ extortione وهذا الابتزاز في سياق حركات ابتزازية تنتهي حينما يحقق الناس مطالبهم الشخصية او المناطقية .

هذه القناعات تولدت عند ابو عودة من تصفحه اليومي للمواقع الالكترونية من خلال ( الاي باد) الذي اصبح رفيقه اليومي ونافذته على ما يجري من حراك ومداولات تتعلق بالشأن المحلي ملاحظا ان الكثير من المواقع الالكترونية تغذي ثقافة التعاسة من خلال التعليقات التعيسة وتعميم ” الانحراف ” من خلال نشر اقوال المنحرفين .

ويلحظ في معرض متابعة للمواقع الالكترونية الى انتشار ما يسمى بأدب ” الكدية ” الذي انتشر في القرن العهد العباسي، الذي يعني التسول من خلال امتداح شخص ما بهدف الحصول على مكتسبات شخصية في نهاية الامر .

ابو عودة يؤشر ايضا الى ضرورة التفريق بين الصحفي وكاتب العمود ذلك ان كاتب العمود ليس صحفي فالصحفي هو ذاك الذي يبحث عن المعلومة ويغامر للحصول على الوثائق حتى يصل الى الحقيقة ، يعكس كاتب العمود الذي يستغرقه ذلك الجهد المضني لكتابة المقالة .

وهو يرى ان لدينا مشكلة في البلد تنامت مع الوقت بسبب غياب السلطة عن قيادة فكر الناس قيادة صحيحة لتتماشى مع مستوى التطور في العالم وخاصة الاعلام .

ويعود ابو عودة الى القول بان استقرار الخوف هو عبارة عن برميل بارود يمكن ان يتفجر في اي لحظة ” فلا يغركم ان الناس لا تتحدث ” .

وعند حديثه عن مدى تاثر الساحة المحلية برياح الربيع العربي يقول عودة ان هنالك نظرية فيزيائية بسمى الكتلة الحرجة التي تفضي الى الانفجار النووي موضحا ان الكتلة الحرجة تشكلت في مصر وانجزت التغيير لان الشعار الذي تم رفعه كان موحدا وهو اسقاط النظام . “ولكن عندنا في الاردن فان هذا الشعار ليس موجودا فالناس متفقة على النظام وتريد اصلاح النظام فقط فليس عندنا شعار موحد فكلمة اصلاح يتفاوت فهمها بين الناس وفيها اجتهادات فاليساري مفهومه للاصلاح مختلف عن الاسلامي” .

هذه الشعارات لا يمكن لها من وجهة نظر ابو عودة ان تتطور باي حال من الاحوال لاسقاط النظام لان الاردنيين من مختلف اصولهم على قناعة مطلقة بان اكبر رادع لخراب الدولة هو الحكم الملكي الهاشمي ولذلك هم ليسو ضد الهاشمين، ويخافوا خوفا مخلصا عن نظامهم وليس خوفا مفتعلا فليس هنالك بديل للنظام .

ويعود ابو عودة بذاكرته ليقول ان الفلسطينيين حينما توحدوا مع الاردنيين لم يتوحدوا معهم الا لان الملك عبدالله الاول كان حاكما للاردن اي انهم توحدوا تحت الراية الهاشمية.

ومن بين القضايا المهمة التي يعكف ابو عودة على تضمينها لكتابة الموعود تفاصيل التداخل في العلاقة الاردنية الفلسطينية مؤكدا ان اهل الضفة الغربية اصبحو اردنيين قبل وحدة الضفتين وهنا يفرد ابوعودة بين يدي الاصلاح نيوز بعض الحقائق:

*لقد دخل الجيش الاردني الى فلسطين بالاتفاق مع بريطانيا لتقف عند حدود التقسيم، فيما تقدم اليهود لحدود التقسيم ليضم الاردن الضفة الغربية اليه .

وقد كان الضباط البريطانيين قادة الالوية، وحتى يدخل الاردن الى الضفة تم ابرام اتفاق في ذلك الوقت مع حكومة العمالية التي اعقبت حكومة تشرشل حيث تم الاتفاق على ذلك بين رئيس الوزراء انذاك توفيق ابو الهدى وغلوب باشا اللذين توجها الى العاصمة البريطانية وقابلا وزير الخارجية البريطانية مستربيفن وبتاريخ 21/3/48 تم الاتفاق على الدخول الى الضفة دون تجاوز خطوط التقسيم وضمها للاردن والمحافظة عليها فدخل اليها الجيش الاردني مع الدول العربية وفي الذهن الوقوف عند حدود التقسيم وضم الضفة الغربية للاردن.

*هنا الصورة ليست كاملة فالفلسطيون كانول منقسمين الى قسمين قبل ال 48 احدهما كان متحمسا للانضمام للاردن وهو توجهه تدعمه بريطانيا ، وقسم اخر مع الحاج امين الحسيني ويريدون دولة فلسطين ، مما يعنى ان هنالك صراعا داخليا بين قوتين فلسطينيتين .

*وعندما دخل الجيش الاردني الى الضفة الغربية بمافيها القدس بالذات فان مؤيدي الملك عبدالله تحمسوا لاعطاء هذه الخطوة صورة الضم الرضائي وبالفعل دخل الجيش في مختلف مناطق الضفة التي تولى مسؤوليه ادانها حكام عسكريون من الجيش الاردني .

*وبعد ذلك حدثت حرب في الفترة الاولى وحدثت هدنه لفترة من الوقت الى ان جاء الكونت برنادوت الوسيط الدولي السويدي الاصل حتى يحل هذا النزاع .

*هنا يعود ابو عودة الى عام 1947 ليوضح الصورة الكلية للمشهد بالقول حينما صدر قرار التقسيم كان اليهود يشكلون ثلث السكان اي نصف مليون ، وكان العرب الفلسطينيون يشكلون مليون نسمة ولكن قرار التقسيم اعطى لليهود 55 بالمائة من الارض بينما كانوا يملكون 5 بالمائة وهو الامر الذي دعى العرب للرفض ولكن ما اكتشفة بن غوريون حينذاك ان العرب اذا قبلوا بالتقسيم فانه سيكون 49 بالمائة من السكان فلسطينيين والنصف الاخر لليهود الامر الذي اغضب بن غوريون فامر بعملية التطهير العرقي من خلال طرد الفلسطينيين من حصةاسرائيل في الارض فباشر الحرب العرقية لطرد العرب من ارض (48) .

*كنت طالب حينما ذلك فتم اغلاق المدارس لاستقبال اللاجئين وكل ذلك حصل قبل دخول الجيوش العربية في 15 مايو بينما كان البريطانيون الحكام .وهنا توقف ابو عودة عند كلمة ” اللاجئين”

*عندما كانت اسرائيل تطهر حصتها من التقسيم، لم تكن الجيوش العربية قد دخلت

وبعد ان دخلت الجيوش العربية وحدثت الهدنة تم تعيين الكونت برنادوت الذي قدم اقتراحه بعد الاتصال بالاطراف بتاريخ 16/9/48 يقول فيه ان الحل الان هو اعطاء الجليل باكمله لاسرائيل واعطاء النقب بالمقابل للدولة العربية للفلسطينيين وهذا الكيان العربي ينضم للاردن ليسكنوا دولة واحدة تصنع اتحاد مع دولة اسرائيل .

وكانت حجة برنادوت في الضم للاردن ان الفلسطينيين لم يعلنوا دولتهم كما اعلنها اسرائيل

*في اليوم التالي 17/9/48 اغتالت العصابات الصهيونية برنادوت في حادثة تفجير الفندق الشهير ..

*في 22/9 اعلنت مصر في الجامعة العربية قيام حكومة عموم فلسطين في غزة لتشمل كل فلسطين، وكلمة عموم فلسطين كلمة عائمة وغامضة وغير واضح ما اذا كانت تشمل فلسطين وان باعتقادي ان الهدف منها كان الوقوف في وجه الملك عبدالله وتعطيل ضم الضفة الغربية للاردن، وذلك في اطار الصراع بين الملك عبدالله وامين الحسيني .

*في 1/10 48تم عقد اول مؤتمر فلسطيني في غزة وقيام حكومة عموم فلسطين برئاسة امين الحسيني ورئاسة احمد حلمي عبدالباقي الذي كان رئيسا لبنك الامة في فلسطين وهو الامر الذي اثار مخاوف الملك عبدالله .

*احد حلفاء الملك عبدالله واسمه سليمان التاجي الفاروقي جاء الى عمان، وعقد مؤتمرا في سينما البتراء في عمان وطالبوا بضم الضفة الغربية للاردن وليس لحكومة عموم فلسطين .

*ولاضفاء مزيد من المصداقية على المطالبات بالضم الى الاردن تم عقد عدة مؤتمرات للمطالبة بالضم الى الاردن احدها في نابلس، ومؤتمر اخر في رام الله ، واخرها المؤتمر الذي عقد في 1/12/ 48 في اريحا الذي نظمه الشيخ محمد علي الجعبري .

*صحيح ان الاردن اصبح دولة مستقلة في25/5/46 ولكنه لم يدخل الامم المتحدة الا عام 55 بسبب الفيتو المتكرر للاتحاد السوفييتي احتجاجا على القواعد العسكرية البريطانية واقرار قانون مكافحة الشيوعية، الا ان الاتحاد السوفييتي عاد ورفع الفيتو بعد المظاهرات الصارمة التي اجتاحت الاردن احتجاجا على حلف بغداد عام 55 تقديرا لموقف الاردنيين من الحلف .

*القرار 194 نص على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم واستخدام كلمة لاجيء وفق مفاهيم الامم المتحدة فانها تشمل الشخص الذي يترك بلده الى بلد اخر بالقوة ونتيجة الخوف اما الذي يترك قريته او مدينته في ضمن بلده نسميه نازحا .

*السؤال هو لماذا اطلق على الفلسطينيين الذين تركوا حيفا ويافا وارتحلوا الى مدن فلسطينية اخرى كلمة لاجئ وهم في ارض فلسطين .

*اعتبار المواطنين الفلسطينيين الذي تحركوا من اراضي 48 الى الضفة لاجئين يعني ان الامم المتحدة اعتبرت ان دولة فلسطين قائمة هناك وهذا مكمن السر كله ومفتاح الفهم ذلك ان هذا التعريف انسحب على الفلسطينيين اللذين ذهبوا الى لبنان وسوريا.

*دخل الاردن في هدنة مع اسرائيل بعد اجتماعات سرية تمت بين الجيشين تمهيدا لمؤتمر رودس.

*وفي 20/12/49 تم تعديل قانون الجنسية الاردني ليشمل كل الفلسطينيين ، فالاردن جاء للفلسطينيين وقال لهم نريد ان نمنحكم الجنسية الاردنية كل ذلك قبل وحدة الضفتين التي حدثت في شهر 4من 1950 .

هذا هو مدخل الفهم لكل الحوارات والمداولات التي تجري حول مسألة اردني وفلسطيني وقامت الوحدة رغم بعض المعارضة التي تمكن الملك عبدالله من احتوائها واشراكها في العملية السياسية انذاك .

يرد ابو عودة بغضب بالغ على الاتهامات التي طالته بالاقليمية ويقول انا ابن ايلول ووزير اعلام الحكومة العسكرية وقد بلغني الملك حسين رحمه الله باسناد وزارة الاعلام لي قيل رئيس الوزراء وقبل ذلك ارسلني لبريطانيا في دورة حرب نفسيه الى بريطانيا لمدة اسبوعين .

 ويسترسل ابو عودة لقد وصلتني رسالة مفخخة ، تم عرضها لمدة عشر سنوات في احد المتاحف هل انا الان عدو الشعب الاردني متسائلا لماذا لا يتلكم الاخرون . فالذين خافوا وهربوا من مواجهات ايلول لماذا لا يتحدثون ويقولون ان هنالك ستة اشخاص حموا الدولة الاردنية وافتخر بانني واحد منهم وعلى راسهم الملك حسين وفي مقدمتهم وصفي التل وحابس المجالي والشريف زيد بن شاكر ونذير رشيد كل في مجاله .

كل هذه التفاصيل واكثر منها تشكل المحور الاساسي لمذكرات ابو عودة التي ستفتح العيون على حقائق التاريخ وتضع نقاطا على حروف كثيرة ولكنها ستضع الرجل في عين العواصف التي اعتادها وخرج منها اكثر قوة وتصميما على ملاحقة الحقيقة مهما كانت مرة


عدنان أبو عودة 7777
ابو عودة خلال مؤتمر صحفي يظهر فيه كل من الزملاء فخري العكوروسليمان النمر وعبدالوهاب الزغيلات ورندة حبيب
عدنان أبو عودة 131
عدنان أبو عودة Scan10004
في الصورة احمد العتوم وعدنان ابوعودة ونصوح المجالي والمرحوم يوسف ابوليل
عدنان أبو عودة Scan1-e1316181332291
مع المغفور له في مبنى الاذاعة والتفزيون
عدنان أبو عودة Scan10002-e1316181415236
ابوعودة يقدم اوراق اعتماده مندوبا للاردن في الامم المتحدة امام بطرس غالي في شهر نيسان عام 1992
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 8:00 am

عدنان ابو عودة ..ورحلته من حزب التحرير الى المخابرات فالديوان الملكي – الجزأ الاول

عدنان أبو عودة %D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A91-600x360

الصوت – بالتزامن والاتفاق مع موقع اخر خبر – رجل بحجم عدنان ابو عودة لديه الكثير ليقوله خاصة في هذه الاوقات التي بدت فيها الرؤية غير واضحة .. تحدث عن علاقته وملازمته للحسين بن طلال رحمه وعن العلاقة الاردنية الفلسطينية وعن رؤيته لافاق المستقبل .

• هل أنت على خلاف مع النظام ؟

– لا لا أنا لست على خلاف مع النظام . أنا متقاعد ولست عضوا بأي شركة أو مؤسسة . أخذ راتبي التقاعدي وسعيد بما قدمت. قابلت الملك قبل الإنتخابات النيابية بخمسة أيام في بيت مروان القاسم . قلت الكثير ضمن إطار حماسه – أي الملك –  بإنشاء حكومة برلمانية . ولكن كان من الصعب البدء بها . قلت لجلالته لا بد من التشديد على وجود أحزاب سياسية ” غير أيدولوجية “  .  الأحزاب المؤدلجة جربناها منذ الخمسينات ومشكلتها بأن كل حزب يعتقد بأنه يحتكر الحقيقة . وكانوا يجيشون في السابق للوصول للحكم . فيصبح الحزب الواحد المسيطر على الحكم إمتدادا  للديكتاتورية بين الناس . ليست أحزاب وطنية تتنافس على تداول السلطة ضمن برنامج . لانتخاب برامج وليس أيدولوجية وحقائق مطلقة . والشعب يكون هو الحكم في النهاية وقد يجرب غيرك من خلال الإنتخابات . علينا أن نبدأ من جديد بتأسيس أحزاب سياسية وطنية تتنافس على الحكم  .  لدي الكثير حول هذا الأمر .

• هات ما عندك .. ما هي هذه الأفكار ؟

– دعونا نكلف جهة معينة بتأليف “برلمان موازي ” من أصحاب الخبرة والتجربة السياسية المتميزة ..سمه ما شئت ” مجلس حكماء ” مثلا  . تأتيه مشاريع البرلمان . لتذهب نسخة مما يقدم لمجلس الأمة . ويعطى هذا المجلس وقتا في التلفزيون الأردني والإعلام الرسمي  بحضور مثقفين وصحفيين . قد يستفيد مما يقال عبر وسائل الإعلام لاحقا بعض النواب حديثي التجربة والخبرة وبعض الناس. العملية التثقيفية يؤتى ثمارها حين تكون تراكمية .لا بد من طرح أفكار للعودة الى الأحزاب الوطنية .

• أليس هذا دور مجلس الأعيان ؟!

– لا … لمجلس الأعيان دور مختلف .. مجلس الحكماء دوره يكون تثقيفي ويعكس تجاربه العملية وطروحاته للجميع بما فيهم النواب والسياسيين والمثقفين والعامة .

• هل أنت راض عن مجلس النواب الحالي ؟

– لا طبعا … ولكن يتوجب علينا التعامل معه فهو خيار الناس بالمحصلة ودستوري حسب القوانين المرعية  ..بالمناسبة لا زال البعض ينصحني بتشكيل حزب سياسي

• ولكنك أسست حزبا بداية التسعينات..

– نعم صحيح ومن عطله في حينه  هو  جهاز ” المخابرات ” .. وقد أخبرت جلالة المغفور له الملك حسين بذلك في حينه . الملك عبدالله الثاني صادق مع نفسه ومع الأخرين و يطالب بالأحزاب .. لنتذكر أن خوف الستين عاما لا زال مزروعا في الناس . قال لي أحدهم إفترض يا أبا السعيد بأننا إنضممنا لحزب . وغيرت الحكومة رأيها . سيضعوننا في السجن ؟!!

• ما هو الحل ؟

– أنا برأيي أن الحل يكمن بإعادة الأمور الى نصابها الصحيح ..نعود الى الديمقراطية بمقوماتها الحقيقية . النظام نفسه مع الإصلاح .. هذا ما قاله الملك  بلقائه مع ” الأتلانتك “  بأن هناك قوى داخلية تعمل ضدي . بعد الضجة غير المبررة إياها شرحت لهم ماذا يقصد الملك ب  “الديناصورات” كمفهوم لغوي غربي . كان الملك في لقائه الجريء يخاطب العقلية الأمريكية .

• هل تتم إستشارتك حاليا من قبل الديوان أو الحكومات المتعاقبة ؟

– لا أبدا أنا متقاعد ولا أتصل بأحد إن لم يتصلوا بي …

•ما هو تقييمك للحكومة الحالية ؟

– أبا زهير شاب ذكي وقمت بتدريسه درسته لعامين شاب وطني حقيقي ويريد الإصلاح . خلفيته لا تسمح له إلا أن يكون إصلاحيا . لكن هل سيسمح له فريقه و”السيستيم” بذلك . بعد الثقة سيكون أكثر على الحركة الآن . أكثر رئيس وزراء في عهد الملك عبدالله قادر على محاكاة عقول الناس . برأيي هو أحسن من خاطب الناس حتى الآن … المرحلة صعبة بالنسبة له . بمعرفتي له فأنه من أهم من يصلح لهذه المرحلة . ويظل الأهم هو كيف ستتحرك من إدراك الواقع. وماذا تريد .. وكيف ستصل لذلك . لا أشك بمقدرته على إدراك الواقع .

•ما حكاية قصيدتك التي ” حرفتها ” عن “الأي باد” كما سمعنا من مقربين منك ..

بعد علاقتي غير العادية حاليا مع جهاز الأي باد قمت بتحريف بيت الشعر المعروف ليصبح كالتالي :
وخير مكان في الدنى سرج سابح 
وخير جليس في الزمان ” إيباد “

• كيف تنظر لهذه الثورة التكنلوجية والمعلوماتية الحالية ؟

– هناك من قرر أن يخترع ألة الآحتراق الداخلي فقرر إحتلالنا لمدة 100 عام . يا سلام كم أحترم هذا العقل البشري .
طبعا لا يخلوا الأمر من قراءة كتاب بين الفينة والأخرى . لا أتوقف عن ذلك .

• لطالما تحدثت في مقابلات إعلامية سابقة عن “الظلم” كمفهوم  .. من الذي ظلمك وقد وصلت لكل هذه ” المناصب ” يا أبا السعيد ؟!!

– كان لأبي قصة مع الظلم .. ولأمي قصة أخرى . أبي كما أسلفت كان يعمل عاملا في مصنع صابون . كانت الظروف قد بدأت تصعب بعد الإحتلال حيث كان توزيع الصابون للدول العربية ولكن الحدود أغلقت . وأغلقت المدارس لاستقبال اللاجئين من الساحل . كان أبي يشكو – طوال الوقت – بأن أخاه الكبير قد حرمه من الميراث وكنت أستمع له كطفل صغير وشاب يافع في مقتبل العمر  .. ووالدتي كانت لها قصة ظلم أيضا بعد أن تزوج جدي بعد وفاة جدتي وكانت والدتي صغيرة فحولها جدي الى ” جارية ” فكرهت الظلم . 

أما قصتي أنا مع الظلم فقد تمحورت بالتالي : أخذت السادس على المملكة في ” المترك ” .. كانوا يقولون لوالدي بأن إبنك “شاطر” وبأن الحكومة البريطانية سترسله الى لندن . لم أكن أعرف ماذا يقولون . لم ترسلني الحكومة الأردنية في بعثه في حينه فأحسست بالظلم . حضرت على عمان وكان وكيل الوزارة في حينه “أديب العامري” وأخبرته بأن تحصيلي هو السادس على الممكلة ولم أحصل على بعثة . قال لي أنت لا لا تستحق هذه البعثة. قلت له : لماذا .. هل لأنني من “نابلس” ؟!! .. غضب ورد :” إسمع يا ولد إن لم تخرج من مكتبي سأطلب لك الشرطة “.

• يوجه لك رفاقك الشيوعيين اتهامات بانك كنت اختراقا مخابراتيا للحزب خلال عملك في الكويت ما هو تعليقكم على هذا الاتهام ؟

– لك أن تتخيل .. شخص كان في الحزب الشيوعي وبعد خمس سنوات يصبح في المخابرات … لفقوا لي هذه التهمة بأني كنت مزروعا . المشكلة أيضا بأن المغفور له الحسين حين علم بأني أعمل مع المخابرات و بعد أن علم بأني كنت شيوعيا خشي أن أكون من المزروعين  في جهاز المخابرات فطلب مقابلتي . 

كنت قد تركت الشيوعية في اواخر ال58 ودخلت المخابرات بعد 6 سنوات . إكتشفت بأني لا أصلح أن أكون حزبيا . لا أريد لأحد أن يفكر عني . أنا أول من دخل حزب التحرير في مدينتي نابلس قبل أن أذهب للشيوعية التي قضيت بها 4 سنوات فقط . لا أصلح أن يفكر لي أحدهم . كنت أول من دخل حزب التحرير في نابلس وأصغر المنتسبين لهذا الحزب . 

• كيف إنتسبت لحزب التحرير ؟

– كنت في الثانوية بأخر عام 51 جاءنا طالب منقول من محكمة القدس وسكن حارتنا . هذا الشاب أصبح صديقي إسمه شريف ولاحظ بأني أتحدث كثيرا في التاريخ وأناقش المعلمين . يبدو أنه كان يتحدث لوالده عني . وكان الشيخ “تقي الدين النبهاني” قد بدأ بتأسيس الحزب في حينه . قال لي شريف بأن والده يرغب بالتعرف علي . ذهبت معه وتعرفت على والده وكان هناك شخص أخر يجلس معنا صامتا عرفت بنهاية الجلسة بأنه “داوود حمدان” وهو محامي شرعي في القدس . كانوا يتحدثون معي عن فلسطين . شاهدوا حماسي للموضوع الفلسطيني فقالوا لي بأننا نشكل حزبا إسلاميا لتحرير فلسطين , فأصبحت اذهب كل يوم خميس لبيت جارنا ويأتي المحامي لاعطائي الدرس فانتشر الحزب في نابلس وبعض المدن الفلسطينية قبل إمتداده للوطن العربي . 

• وماذا بعد ذلك وكيف إنعكس عليك هذا النضوج السياسي المبكر ؟!

– حين دخلت دار المعلمين ببعثة حكومية لسنتين .  كان معظم الطلاب تحريريين . بعضهم بعثيين . كان هذا التوجه في حينه الكل منظم سياسيا . كان التحريريين أغلبهم . كان الشيخ عبد العزيز الخياط يدرسنا في دار المعلمين وكان تحريريا أيضا . تخرجت فوظفوني معلما للغة الإنجليزية رغم أن تخصصي هو الرياضيات والعلوم … كانت مخالفة ثانية بعد أن منعوا عني بعثة بريطانيا . قلت لجلالة المغفور بناء على تلك الحادثة بأن هذا الشاب الصغير إن ظلم سيكون أي شيء … كنت أنا ضد الدولة وقمت بالإنتماء لتلك الأحزاب بسبب هذا الظلم .

بقيت تحريريا حتى عام 1955 فتم إنشاء حلف بغداد . وإذاعة “صوت العرب” كان لها سلطة غير عادية في تهييج مشاعر العرب . حزب التحرير كان في حينه ضد هذه المظاهرات لانها من وجهة نظره تنفس الثورة . خرجت المظاهرات وقاموا بقمعها أيام كلوب باشا وتم قتل مجموعة من أصدقائي الطلبة المتظاهرين . سقط حلف بغداد ولكني لم أعد مقتنعا بتوجه حزب التحرير . فتركتهم والتحقت بالحزب الشيوعي . 

إنقلاب العراق في ال 58 وكان معضلة كبرى في الأردن على الحزبيين . فهرب بعضهم الى سوريا والعراق وغيرها من الدول . كنت قد إنتقلت عام 57 الى طولكرم للتدريس في ” الفاضلية “  . فقام الحزب الشيوعي بترفيع كوادرهم بسبب هرب وسجن واختباء القياديين الكبار . فتم ترفيعي في الحزب من عضو خلية لعضو لجنة منطقة . كان رئيسنا في نابلس شخص يدعى ” جورج قواس ” قلت له بعد إنقلاب العراق بأن الحزب كان يشير لثورة العراق ب ” ثورتنا ” قلت له ما دمنا قد نجحنا فلماذا لا تزال الثورة تقتل الناس  ؟!!.

 لم يعجبه نقاشي . قال لي ليس لدي جواب وسأحضره لك في المرة القادمة . اجتمعنا بعد 3 أسابيع قلت له أريد الإجابة على سؤالي . قال لي : هل جبنت يا رفيق . 

غضبت وقلت له ” طز عليك وعلى هيك حزب ” لا أصلح أن أكون تابعا .. هذا هو تكويني الشخصي … وتركتهم الى غير رجعة  . 

ذهبت الى الكويت فجاء لزيارتي في الأحمدي صديق قديم عام 65 وكنت متزوجا وعندي 3 أطفال . أخبرني بأن الحزب يزجيني السلام ويرغب بعودتي . فاعتذرت بأدب .

• التحرير .. الشيوعية .. المخابرات .. ما سر هذه القلبات .. حدثنا عن إلتحاقك بالمخابرات الأردنية  ؟!!.

– كنت لا زلت في الكويت .. أبلغوني بأن والدتي مريضة وبالمناسبة أنا وحيدها وكنت أزورها في الصيف وأزور أهل زوجتي في عمان . أبلغني الطبيب بأن والدتي مريضة بمرض السرطان وهي لا تعلم . فأصبحت أقضي معها وقتا أطول . قالت لي يوما – كما الأمهات جميعا –  بأنني قد أموت وأنت لست بجانبي ..ولأنني أعرف تشخيص مرضها وظروف عملي في الكويت هزتني جملتها الأخيرة .  بعد زيارة نابلس تلك زرت أنسبائي في عمان ” د. هاني شموط ” بيته في شارع المهاجرين . كان يخرج لعمله في الصباح وكنت أنا أخرج لأجلس في مقهى ” السنترال ” .. 

كنت أسير أمام البنك العربي ناداني أحدهم من سيارته بصوت : عدنان … عدنان

نظرت للسيارة فكان صديقي الذي درس معي “محمد رسول الكيلاني” . وكان قد عين في فترة سابقة مدعيا عاما للمحاكم العسكرية وكان من مؤسسي ما يسمي بدائرة المباحث في حينه أو المخابرات الآن . وهو معروف جدا في البلد .. لا أخفيكم من حرجي أن يشاهدني الناس أحادث شخصية أمنية معروفة ركضت للسيارة وركبت بها  . ضحك وأخذني الى مكتبه في الدائرة . وكأي أصدقاء سألني عن أحوالي وظروفي . قال لي بأنه يقوم بتشكيل دائرة جديدة في الدائرة وأضاف : أريدك أن تعمل معي . 

رفضت في البداية . 

قال مستطردا : إسمع يا عدنان أريدك أن تكون بقسم التجسس الإسرائيلي بسبب إتقانك غير العادي للغة الإنجليزية ؟

 لحظات .. فكرت بوالدتي التي تموت في نابلس … ” أم عدنان ” التي كانت تقول لي حين كنت طفلا أنا لا أستطيع القراءة أريدك أن تتعلم حتى تقرأ لي الفاتحة على قبري … وهو ما قمت به بزيارتي الأخيرة بداية الألفية الثالثة لفلسطين ذهبت لقبرها لأبكي . 
أخبرني بأنهم سيقومون بتدريبي 
قلت له مستغربا أنا سألبس الزي العسكري
قال نعم 
قلت له لا أنفع .. أنا كنت شيوعيا .. جن جنونه وقال لي كيف ومتى ؟!!
أجبته:  أتذكر حين كنت تزورني في نابلس حين كنت مدعيا عاما … كنت في حينه شيوعيا .. إحترمت اختيارك أن تكون “رجل مخابرات” عليك أن تحترم خياراتي .
طلب مني أسماء الشيوعيين أصدقائي فرفضت إعطائهم له … 
قال لي أنا الآن أكثر إصرارا على تعيينك  . و سأعينك ملازما أولا بسبب خبرتك . 
قبلت لسببين : أمي لاكون قريبا منها والتجسس لصالح الدولة على إسرائيل .

• كيف كانت سنتك الأولى في المخابرات ؟!!

– عشت في عمان وكنت أزور نابلس نهاية الاسبوع . حتى معركة السموع في 14 – 11 . دخلت الدورة العسكرية التدريبية كأي مرشح جديد  وكنت أكبرهم سنا في حينه . وكتب المدرب لأبي رسول بأنني كنت كثير النقاش ومحلل سياسي من الطراز الرفيع . فغير مدير المخابرات رأيه وعينني في دائرة التحليلات السياسية والتقارير الصحفية ومن هذه التقارير كان لدي القدرة لقراءة الميول والإتجاهات . بعد التقرير الثالث قال الملك لأبي رسول : التقارير تغيرت وأصبح مضمونها مختلفا .. فظن مدير المخابرات ” مديري ” بأن التقارير الجديدة لا تعجب الملك . ولكن الملك أخبره بأن التقارير فيها تحليلات مختلفة للأفضل وبأنها أكثر موضوعية ما سابقاتها . أخبره الجنرال الكيلاني عني فطلب جلالته لقائي . فكانت أول مقابلة . ونحن بثقافتنا الفلسطينية قد نختلف بتكويننا عن الكثير من الدول العربية إذ لم يحكمنا حاكما من قبل وإنما الإنجليز بعد “سايكس بيكو”  . لذلك فإن مقابلة المسؤولين لا تخيفنا وترعبنا كما البعض .. فكنت أتحدث معه باحترام كملك وكنت أتحدث بأدب وأريحية تامة ولكن دون خوف فأحس كما أخبرني لاحقا بأني مختلف  . فأصبحنا أصدقاء . 

بعد ال 67 كثرت تلك اللقاءات وكنت أكتب بتقاريري الميول , وكان الملك يرى بأن توقعاتي قد تحققت . فأصبح كلما زار الدائرة يجتمع مع الجميع ومن ثم يطلب من المدير أن يدعوني لوحدي فاجتمع به بمكتب المدير  . وكنا نحادثه بالإتجاهات ووجهات النظر المستقبلية وتصوري الخاص لما ستكون عليه الأوضاع . 

• معلوماتنا بأنك قدمت إستقالتك من المخابرات بعد حرب الكرامة ؟

حدث هذا في عام 68 كان جلالته  سعيدا بانجازات “حرب الكرامة ” . وحين طلب رأيي قلت له في حينه بأني لاحظت في العشرة أيام الماضية بأن “إعلام أبو عمار” يعمل على تجيير النصر له وللفصائل الفلسطينية دون ذكر لدور الجيش الأردني . ويبدو أن الحكومة الأردنية غير واعية لما يجري . لا تصريحات ولا ردود على هذه الإدعاءات . وأضفت في حينه: ” إن بقي الوضع كذلك سيهتز عرشك خلال عامين” . 

غادر جلالته المكتب شبه غاضب ولحق به محمد رسول الكيلاني ليوصله لسيارته . ثم عاد لمكتبي وعاتبني كجنرال كبير صائحا هل يعقل أن تقول للملك بأن عرشه سيهتز ؟!! . 

بعد أن أنهى غضبه قمت وبهدوء بلملمة بعض حاجاتي الشخصية من المكتب و قدمت إستقالتي . 

قال لي .. ولم تقدم إستقالتك؟!!

قلت له بأني كنت أعتقد حتى اللحظة بأني ضابط مخابرات ولكنكم تبحثون عن مهرجين . وأنا لست مهرجا … ليست مهمتي على اية حال أن أضحك الناس أو اغضبهم . قمت بدوري الحقيقي أمام الملك . صراخك في وجهي لا يعجبني وأنا رجل ذو كرامة ولن إقبل إهاناتك لذلك أقدم إستقالتي.

ظروف البلد ذهبت بالطريق الذي حددته وكعادته الملك كان يراقب ما يجري . فعاد الى الدائرة وطلبني بعد أسبوعين . وقال لي بأن الأمور تسير بالطريقة التي تحدثت عنها . 

في تلك الفترة تقاعد أبو رسول وجاء مضر بدران مديرا جديدا للدائرة الذي أخبرني بأن جلالته يرغب بإرسالي في دورة حرب نفسية متخصصة الى بريطانيا . تم إستقبالي في الكلية الحربية وتم إستضافتي في قاعة محاضرات وكنت لوحدي في الدورة وقاموا بعرض فيلمين على ” البروجيكتر ” سألني المحاضر عما كان الفيلمين . قلت له عن حرب السويس أحدهم لبريطانيا والأخر من إنتاج مصر . قال لي ما رأيك في الفيلمين . قلت له الإنتاج المصري كان أفضل من البريطاني . قال لي لماذا هل لك أن تكتب لنا الأسباب . حين قرأها قال لي هل تعلم لم أنت هنا . أنت هنا لتعلم هذه الأسباب . أنت لست بحاجة لتلك الدورة . ستتناول معنا وجبة الغذاء وستعود للأردن . 

• يقال بأنك أكثر من قضى مع جلالة المغفور له ساعات عمل بين أقرانك . 

– مجموع ما قضيت مع جلالته 8 سنوات و3 اشهر دون إنقطاع , وهي أطول مدة لشخص يخدم في معيته دون إنقطاع . وهو ما جعل البعض يشعر بالغيرة والخوف من هذه العلاقة . إسمع يا محمد أنا عمري الآن 80 عاما وأدعي بأن لدي الكثير من الحكمة . كان البعض يخشى جلالته ولكنه كان يحترمني وقريب مني لاني لم أطلب منه شيئا . وكنت ولا زلت أعتقد بأنه كان رحمه الله لا يخيف مستشاريه . لا يضطرك بأن تنافق وإسماعه ما يحب سماعه . كان يطلب من الجميع أن يقولوا كل ما بالهم . ولكن بعضهم كان يخشى الحقيقة . كنت أقول له بأنك صاحب القرار أنا فقط أقول ما لدي بلا خوف ولا رغبة بإرضائه وكنت أقول ما أعتقد بأنه مصلحة للوطن .

• بدايتك كانت في حكومة عسكرية اول مرة. وفي ظروف ايلول الشهير. واحداث الشعب الداخلي حينها. وكنت جزءا من غرفة عمليات الدولة ضد التنظيمات. اليوم.، أين يقف ابو السعيد من الدولة وغرفة عملياتها في التعاطي مع ذوي الاصول الفلسطينية؟

– أنا دافعت عن الدولة عام 1970 … ونجحنا بحمد الله … التطورات التي حصلت في المنطقة تبرر موقفنا في حرب أيلول . إنقاذ الدولة كان شيئا مهما . معظم الفصائل تشكلت من الأحزاب الأيدولوجية وليست من فتح وهو الحزب الوطني . القانون وحفظ النظام أمر أساسي في أي دولة . من يمتلك بأنه يملك الحقيقة فهو لا يسكت حتى يتم القضاء على النظام . ولو عاد التاريخ سافعل نفس الشيء

• الانطباع السائد انك كنت الاكثر تشددا تجاه العلاقة مع منظمة التحرير خلال توليك وزارة الاعلام !!

– هذا كلام غير دقيق . كنت وزير الإعلام وكان هذا عملي ولم يكن متشددا . كانوا هم وسوريا والجزائر ومصر وحتى الكويت . وكانت المعركة السائدة في المنطقة العربية هي المنطقة الإعلامية بين الأردن المتهم بما سمي بالمجازر والجرائم التي أخرجت الفدائيين . من سيقود المعركة الإعلامية .. وزارة الإعلام التي كنت أرأسها . فطلب مني بعدها أن أكون وزيرا مدنيا .

• هل من ذكريات عن تلك الحقبة ؟

– عند إلقاء القبض على أبي جهاد وأبي إياد وإبراهيم بكر وشخص أخر لا أذكر إسمه … أخذني مدير المخابرات في حينه لزيارتهم في مكتب وضعوا لهم فيه بعض الأسرة ولم يتم سجنهم .. قال لهم المدير هذا هو خبيرنا الأمريكي الذين تتحدثون عنه – كان إعلامهم يتهم الأردن في حينه بجلب خبراء أمريكيين لادارة الأزمة – كان موقف أبو جهاد وإبراهيم بكر عاديا لكن أبو إياد ويبدو بحكم – غزاويته – قال لي أعرف عنك منذ أيام الكويت وأنت وطني ومحترم وهذا بحكم علاقة أهل غزة بالعلاقة مع مصر الحاكم والمحكوم  . 

• قلت في تبرير موافقتك على المشاركة في الحكومة انه ” إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين ” هل توقف اليمين الاسرائيلي عن هذا الطرح ؟؟..وهل تعتقد بان هذا الخطر بات بعيدا عن الاردن بعد 40 عاما من قبولك بالمشاركة ؟؟

– لو خسرنا المعركة في عام 70 لكانت الحجة أمام إسرائيل هائلة بأن الخطورة ستصبح بتجمع العراق والدول العربية في الأردن وستخرج الفلسطيين من الضفة للأردن  . نحن ندرك بأن تصرف إسرائيل في الضفة لم يكن تصرف بأنها دولة محتلة وإنما دولة قامت بتحرير أراضيها من الأردن . كان لديها خطة جاهزة لحكم ذاتي مؤقت بعيدا عن الأردنيين . فالتقت بأعيان فلسطين بعد 3 أيام على إحتلال 67 ضمن عقلية بأن ما يفعلون هو ” تنازل ” ا من قبلها بترك الفلسطينيين ليعيشوا على أراضيها . الكلمات مهمة جدا في صياغة العقود .. خصيصا تلك السياسية منها. 

• ذهبت الى ياسر عرفات وابو جهاد لتوقيع اتفاق ثنائي خلال الثمانينيات ولكن ولكن الزعيمين الفلسطينيين رفضا الاتفاق وكان ابو جهاد الاكثر تشددا في رفضه باعتقادك لماذا وضعت منظمة التحرير حدا للتنسيق مع الاردن في ذلك الوقت ؟

– لم يكن لي علاقة شخصية مع المنظمة وإنما علاقتي الرسمية . كنت في حينه في الديوان الملكي . وحين فشل أبو عمار في بيروت وبعيد ذهابه لتونس أحس بالغربة لبعده عن فلسطين . فساعدناه أن يقيم المؤتمر الوطني الفلسطيني في 84 في عمان . وأذكر بأني من كتب لقاء الملك في هذا المؤتمر . كان أبو عمار يعلم باتصالات الملك السرية مع الإسرائيليين واكتشف المغفور له بأنهم لن يتنازلوا عن الأرض . وحججهم الكبرى كانت الأمن وبأنهم لا يثقوا بعرفات . كان الحل أن نؤجل هذه الحجة لديهم خصيصا بعد إزدياد الحركة الإستيطانية وكنا نحس بخطورة مرور الوقت وازدياد المستوطنات . والملك كان أيضا يخاف من عامل الوقت . إعتقدنا في حينه إن تمكنا أن نصبح شركاء في إسترداد فلسطين منهم عبر مفاوضات سليم وتقديمها للمنظمة ضمن كونفدرالية لسحب حجة الأمن من إسرائيل وكلفت أنا من الملك وخالد الحسن من قبل أبو عمار فأنجزنا ما سمي باتفاق شباط عام 85 وقلنا لاعطاء هذه الإتفاقية البعد الواقعي والعاملة تشكيل وفود مشتركة تذهب للدول الخمس في مجلس الأمن . قبل وصول هذه المرحلة كان أبو عمار يغير الإتفاقية وقمنا بتعديلها … وقمنا بطباعتها حسب التعديلات الأخيرة وكلفني الملك أن أزوره في بيت الضيافة لتوقيعها بعد توقيع الملك عليها .. طلبت منه أن يوقع .. دخل ابو جهاد للغرفة وأومأ لأبي عمار فقال الأخير لا أستطيع أن أوقع الأن ولا بد من أخذ رأي زملائنا في الكويت .. قلت له ” إسمع يا أبا عمار … أنا لن أنقل الرسالة عليك أن تتصل أنت مع الملك ” ففعل ذلك وخرج ولم يعد.

كان يهمنا في حينه أن يلتقي الجانب الأمريكي مع قيادة المنظمة .. نسقنا اللقاءات مع ريتشارد ميرفي … ولم يتوصلوا لنتيجة . عندها أعلن المغفور له في خطاب عام 1985 بأنه لا فائدة من كل هذه المحاولات واللقاءات .
لاستيعاب الوضع الفلسطيني تاريخيا . سنتحدث عن حقبة ما بين 67 الى 93 .

الأمم المتحدة في حينه عينت الوسيط الدولي ولكن إسرائيل كعاداتها حاولت ” شراء الوقت ” ..في 72 وبعد أن خرجت المنظمة وأصبح لدينا إستقرار أمني في الداخل . كان الملك يعلم بأن اسرائيل ستبدأ بإخراج الفلسطينيين الى الأردن . فقدم الملك الإقتراح التالي . قام بتشكيل لجنة لدراسة مقترح ما سمي في حينه ” المملكة العربية المتحدة ” لتشكيل “فيدرالية” بين الأردن وفلسطين . كنا نفكر هنا في الأردن إيجاد حل وسط لأن أبو عمار كان يريد الضفة بالكامل . تم رفض الاقتراح من 3 أشخاص هم أبو عمار وجولدمائير والسادات . رفضه السادات تقربا للمنظمة ..رفضته إسرائيل لقناعتهم بأن الأردن تريد الأرض لاعطائها للفلسطينيين . أما أبو عمار رفضها لقناعته بأنه يستطيع تحريرها .. وأعتقد شخصيا بأن سبب هذا الموقف هو ثقافته عن الصهيونية ” ثقافة ضئيلة ” …

وهنا بدأ الأردن يفكر بطريقة مختلفة .. حل المعضلة عن طريق فلسطينيين من الداخل ” البلديات ” وإحضار احد خصوم أبو عمار لادخاله كإسم فتم إختيار ” أبو الزعيم ” الذي سكن في حينه داخل عمان .. وبدأ بزيارة المخيمات . دخلنا للتعامل معهم عبر خطة تنمية إقتصادية لمساعدتهم . كل هذا حصل بعد عناد وتصلب ومراوغة مواقف المنظمة في حينه .. أثناء هذا الوقت حصل ما لا نتوقعه .. الإنتفاضة الأولى وهي ما أوصلتنا ل ” فك الإرتباط القانوني والإداري ” عام 1988 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 8:42 am

أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس الديوان الملكى

عدنان أبو عودة .. شخصية فريدة .. تقترب من شخصيات "ألف ليلة وليلة" .. فهو قد وصل إلى أعلى المناصب فى الأردن حيث أصبح رئيساً للديوان الملكى (91-1992) ووزيراً للبلاط الملكى (1984 – 1988) وأكثر وزراء إعلام الأردن بقاءاً فى هذا المنصب الحساس لمدة أربع عشر عاماً متفرقة فى عهد حكومات أربع (1970 – 1972، 1973 – 1974، 1976 – 1979، 1980 – 1984) ومندوباً دائماً للأردن لدى الأمم المتحدة (1992 – 1995) وعضواً فى مجلس الأعيان لسنوات طويلة، وعضواً فى المجلس الوطنى الاستشارى (1982 – 1984).
والأهم من هذه المناصب الرفيعة والحساسة أنه عمل مستشاراً سياسياً للملك حسين بن طلال عاهل الأردن وكان كاتباً لنصوص معظم خطبه.
والأعجب ان الطريق إلى شغل هذه المناصب كان أبعد ما يكون عن "المألوف".
فهذا الرجل الذى تقلد أخطر المناصب فى الأردن ولد فى نابلس عام 1933 وظل يعيش فى فلسطين حتى عام 1950، أى أنه عاش فى فلسطين 17 عاماً، وبعد هذه السنوات السبعة عشر حصل على الجنسية الأردنية عام 1950 شأنه شأن جميع الفلسطينيين بعد وحدة الضفتين.
فهو إذن أردنى الجنسية لكن لا تنسوا أبداً أنه فلسطينى الأصل.
حتى السنوات السبعة عشر التى قضاها فى فلسطين لم تكن تقليدية أو تسير على وتيرة واحدة.
وبعدها لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، فهذا الرجل الذى أصبح الذراع الأيمن للملك حسين وأحد اللاعبين الرئيسين فى دهاليز البلاد الملكى والسياسة الأردنية كان مهدداً فى طفولته بأن يظل مجرد عامل فى مصنع صابون صغير، بل أنه أضطر أن يعمل "صبى ميكانيكى" فى طفولته، ولولا إصرار والدته على إكمال تعليمه لاحترف مهنة الميكانيكا إلى الأبد.
وبالتوازى مع هذه "الميلودراما الطبقية" كانت هناك "ميلودراما سياسية" أوصلت عدنان أبو عودة إلى مكانة "رجل الدولة" . فهو لم يحصل على هذه المكانة بالترقى التقليدى داخل "النظام"، وإنما وصل إليها عبر طرق متشعبة وبالغة الغرابة حيث بدأ اهتماماته السياسية فى صدر شبابه بالانتماء إلى حزب التحرير الاسلامى، ثم سرعان ما هجر صفوف الاسلاميين وانضم إلى الحزب الشيوعى عام 1955 ليتركه عام 1958.
وبعد هذا التاريخ "النضالى" فى صفوف المعارضة الإسلامية والشيوعية حدثت الانعطافة الكبرى والانتقال من مشاغبة المعارضة إلى دهاليز المخابرات.
وأصبح المدرس، الذى حصل على دبلوم دار المعلمين من عمان وليسانس الآداب من جامعة دمشق، محللاً بالمخابرات الأردنية .. هكذا مرة واحدة.
وجاء هذا التحول الميلودرامى على يد "محمد رسول الكيلانى" الذى كان مدرساً زميلاً له فى مدينة السلط الأردنية فى سالف الأيام لكنه أصبح مديراً للاستخبارات.
وبالفعل نجح محمد رسول الكيلانى فى تجنيد عدنان أبو عودة الذى انتقل من وظيفة مدرس بالكويت إلى قلب المؤسسة الاستخباراتية الأردنية ليصبح ضابطاً محللاً .. فى فترة عصيبة قبيل أيلول الأسود .. لتبدأ رحلته مع صنع الأحداث فى الأردن والشرق الأوسط.
وكما يقول عبد الفتاح طوقان فإنه – عبر هذه المناصب – "تحمل الدفاع عن الأردن وإدارة إعلامه فى عهد حرب أيلول لتصفية الفدائيين، وحرب مصر على إسرائيل عندما تراجع الملك حسين – الذى كان فى لندن – عن دخول كامب ديفيد، ومن ثم فى عهد التمهيد للسلام مع إسرائيل واتفاقيات الفلسطينين السرية مع إسرائيل وضغوط الرئيس العراقى صدام حسين من جهة وسوريا من جهة أخرى. 
ويضيف طوقان قائلاً "الساسة المحترفون يعرفون معنى تلك الفترات والفقرات وما قام به كاتب خطابات الملك الراحل الحسين .. فقد كان أبو عودة يحمل الأفكار للملك الحسين، وكان الملك يجلس مع أبو عودة يحدثه عن أفكار، فيقوم أبو عودة بصياغة أفكار الملك ومن ثم كتابتها . كان يمثل الرجل الأول المستمع لكلام الملك ويحلل الأفكار قبل أن يتحدث بها الملك إلى الشعب. كان خط الدفاع الأول والأخير للملك الراحل الحسين .. إعلاميا وسياسياً"
نحن إذن إزاء شخصية فريدة .. تملك خبرات بالغة الثراء .. وأسراراً مختومة بالشمع الأحمر وموضوعة خلف صناديق للتذكارات مغلقة بأقفال من حديد .. كما تملك – وهذا ما يهمنا اليوم – تقييماً للعلاقات الأردنية – الفسلطينية منذ أيلول الأسود (عام 1970) حتى يونيو الذى لا يقل سواداً (عام 2007) حيث انقسم الفلسطينيون إلى "شعبين" و "دولتين".
فماذا يرى ؟!
* سألته: رحلتك السياسية طويلة جداً، ومتشعبة للغاية ، وتبدو متناقضة كذلك فى أحيان كثيرة .. كيف تفسر لنا هذه التعرجات وتلك الانقلابات الحادة من اليسار إلى اليمين ومن المعارضة إلى قلب الدولة ومن الجذور الفلسطينية فى نابلس إلى محاولة تصفية الوجود الفلسطينى فى صحراء الأردن بأيلول الأسود؟
- أجاب: 
** بالطبع كل هذه حقائق بالتاريخ الشخصى، وقراءتها هى المشكلة. لأننا تعودنا على القراءة الطولية للأشياء ولا نستطيع أن نفهم أنه ممكن فى يوم من الأيام أن يعطى الشخص صورة عن نفسه للآخر، وبعد عدة سنوات نفاجأ بأن الصورة خطأ ونخلط الأمور ونحاول الحكم عليها أخلاقياً فى حين أن الحقيقة تؤكد لنا أن الدنيا ليست هكذا، فالإنسان لا يكف عن التغير بهذه الدنيا، وأنا أتذكر رد الدكتور بطرس بطرس غالى بهذا الصدد عندما سأله أحد الصحفيين فى الأمم المتحدة "هل تغيرت بعد أن أصبحت أمينا عاماً للأمم المتحدة"؟ فقال: المغفلون هم الذين لا يتغيرون" فالتغير من طبيعة الإنسان سواء التغير الناتج عن نضج أو عن الرؤية الأوسع التى يأخذها من خلال الخبرة والمسيرة. ولكن هناك أمور ومكونات رئيسية بالشخصية لا تتغير، فلا يمكن أن يبدأ شاب حياته مهتماً بالشأن العام ثم يتوقف. ولكن ما يحدث هو أنه مع كبر هذا الشخص فإنه يستمر بالشأن العام ولكن يتغير أسلوب تعامله معه، فالذى يتغير هو الوسائل وطرق التعبير المختلفة فقط أما الأساسيات والمكونات الرئيسية فى الشخص فهى لا تتغير.
وعموماً فقد بدأت حياتى أكره الظلم منذ الطفولة وذلك لأن والدتى كانت تحكى لنا قصص ظلم كثيرة حدثت لها بزواج أبيها من أمراة أخرى وخيانته لأمها، وكذلك أبى عاش قصة ظلم، حيث ان شقيقه الأكبر قام بأخذ الثروة كلها وتسبب ذلك فى تحول أبى من ابن تاجر إلى عامل.
تلك القصص أثَّرت فى تكوينى وبدأت أكره الظلم وأعبر عن ذلك بمراحلى العمرية المختلفة فقد كنت أغضب من المعلم الذى يظلم زميلى، ولما كبرت وصرت عضوا بحزب سياسى كنت أقف ضد الشخص الذى لا يريد الحقيقة.
ولما صرت مسئولاً حاولت أن أطبق الحقيقة وأكون ضد الظلم لأننى فى الأساس مع العدل وضد الظلم. حينما التحقت بحزب التحرر الإسلامى لم أكن أفكر فى أننى سأصبح جمال الدين الافغانى، وحينما التحقت بالحزب الشيوعى لم أكن أسعى لأصبح لينين. فى الحالتين كنت أبحث عن مركب أركن إليه فى الانتصار للعدل. وفى الخمسينيات كانت قضيتى الأولى هى القضية الفلسطينية.
صحيح أن حياتى حافلة بالتنقل بين مواقع متعددة ولكن هذه المواقع لم تتغير بأساسيات، فالصدف هى التى غيرت المواقع وليس التخطيط، فأنا لم أخطط يوماً ما أن أكون وزيراً ولم أخطط يوماً حتى سن الخامسة والعشرين أن أتعلم قيادة السيارة لأننى كنت أعتقد أننى لن أمتلك سيارة، كما أننى لم أفكر يوماً ما أن أكون فى السلطة فقد كنت خارجها وضدها باعتبار أنها تمثل الظلم والقهر، ولكنى بعد ذلك التحقت بالسلطة ولكنى لم أتغير فى أعماقى.
* سألته : صف لى بداية تعاملك مع السلطة، وتعامل الناس معك فى ظلها؟
- أجاب:
** كنت وأنا فى السلطة أحاول البحث عن الظلم من أجل منع حدوثه وتجنبه، وكنت أتحرى العدالة فى كافة الموضوعات التى أتناولها، ولكن الناس أعتبرونى شخصية خلافية ومثيرة للجدل، فانطباع الناس عن السلطة سئ وبالتالى فأنا موجود ضمن هذه السلطة ولهذا فأنا سئ بالتبعية، وأنا حتى اليوم شخصية خلافية والناس تنظر لى نظرات مختلفة وذلك لأنى تشكلت تشكيلاً غريباً من مواقع مختلفة ودخلت مواقع مختلفة، فأنا قريب جداً من الملك حسين، وقريب وجزء من متخذى القرار لفترة مهمة من تاريخ الشرق الأوسط والأردن . والآن أنا رجل متقاعد وقبل 9 شهور أرسلت إلى المحكمة العسكرية بتهمة "إطالة اللسان على مقام جلالة الملك"..!
* سألته: دعنا نركز على العلاقات الأردنية – الفسلطينية التى ذهب الكثيرون إلى القول بأنك مهندسها خلال فترة مهمة عن تاريخها.. كيف تنظر الآن إلى هذه العلاقات؟
- أجاب:
** أنا لست مهندس العلاقات الفلسطينية الأردنية طيلة حكم الملك حسين، ولكنى كنت جزءاً من صياغة العلاقات الأردنية الفسطينية ابتداءا من السبعينات لأنى دخلت الحياة السياسية فى سنة 1970 بينما الملك حسين كان يحكم من 1953.
وقد دخلت المعترك فى مرحلة من أصعب المراحل وهى ما سميت "بأيلول" الأسود والآن الواقع الفلسطينى نفسه لا يمكن أن تحسن قراءته بدون أن ترجع لتلك الفترة، فأنا دخلت فى تلك الفترة وأصبحت جزءاً من تاريخ العلاقات الفلسطينية الأردنية إلى مدة 25 عاماً تقريباً حدثت فيها أمور كثيرة ابتداءاً من "أيلول" الذى لعبت فيه دوراً أساسياً باعتبارى أولاً من الضفة الغربية من أصل فلسطينى وفى نفس الوقت مسئولاً فى الحكومة الأردنية.
- سألته:
* كيف كانت نظرة الفلسطينين لك وأنت فى هذا الموقع الملتبس؟!
- أجاب:
** كانت صورتى غريبة وعجيبة، وذلك لأن العالم كله كان ينظر فى ذلك الوقت للأردنيين على اعتبار أنهم يقتلون الفلسطينيين وعليه فقد كنت بالنسبة لهم خائناً، ثم تغيرت الصورة مع الوقت إلى أن وصلنا سنة 1988 وقام الملك حسين بفك الارتباط مع الضفة الغربية وأصبح معروفاً فى ذلك الوقت أنى صاحب الخطة، وبناء على ذلك تغيرت نظرة من كانوا ينتقدوننى من الفلسطينيين فى السابق وأصبحوا ينظروا إلىّ كوطنى فلسطينى عظيم.
وهذا الأمر يدل على أن القراءة للأحداث ليست من الأمور السهلة وأن القراءة السريعة أحياناً تكون مخطئة.
سألته: 
* سألته: كيف بدأت علاقة التعارف بينك وبين الملك حسين؟
- أجاب
** أنا أولاً كنت فى المخابرات كمحلل وليس كضابط عمليات، بمعنى أن المسئول الرسمى كان يعطينى التقارير وأنا أقوم بدراستها وفكها وتحليلها ثم أكشف منها اتجاهات معينة وأكتب تقارير حول ذلك، وقد لفت منهجى فى التحليل انتباه الملك لأنه لم يكن يتلقى تقارير من النوعية التى أكتبها، فهو كان يتلقى تقارير أقرب إلى تقارير الشرطة، ولأول مرة بدأ يرى تقارير بها اقتصاد وعلم نفس .. وأمور أخرى.
ولذلك فقد سأل الملك حسين عن الذى يقوم بكتابة هذه التقارير وقيل له أنه أنا الذى أقوم بكتابتها فطلب أن يتعرف بى شخصياً وكنت فى ذلك الحين ضابطاً برتبة نقيب، وكانت هذه هى بداية التعارف.
* سألته: كان هذا التعارف هو نقطة الانطلاق لدخول إلى الحكومة العسكرية فى السبعينات؟ ما هى خلفية تشكيل هذه الحكومة ولماذا شاركت فيها؟
** أجاب: بسنة السبعين شكلت الحكومة العسكرية لمواجهة قوة الفدائيين التى كانت تعصف بالدولة حتى أن الدولة بدأت تشهد حالة من الانهيار وبدأت سلطة القانون تتراجع والشعب بدأ يفقد الثقة بدولته، ولذلك فقد تدخل الملك حسين فى تلك الفترة ليمنع ذلك من الحدوث ورتب لذلك بأشكال مختلفة تاريخياً مع مسئولين محليين ودولييين، ومنهم الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تشكيل الحكومة العسكرية واختير لها أعضاء من أسلحة الجيش والأمن، وكنت أنا أمثل المخابرات فى الحكومة العسكرية وكذلك أمثل الضفة الغربية. وكانت أهميتى بالنسبة له أنى كنت فلسطينى بالحكومة لنفى الإدعاء بوجود حرب أهلية بين الأردنيين والفلسطينيين، والحقيقة أن الجيش كان نصفه من الفلسطينيين، فالوضع كان لمواجهة الفوضى من منطلق أن النظام والقانون ضد الفوضى والفلتان وهو نفس الكلام الذى يتكلم عنه الرئيس محمود عباس حالياً عن "حماس" .. وطبعا العالم فسرها تفسير آخر.
* سألته: هل تتذكر تفاصيل اختيارك للمشاركة فى هذه الحكومة؟
** أجاب: القصة بدأت عندما ذهبت إلى القصر أحمل تقريراً لجلالة الملك حسين كلفنى بحمله مدير المخابرات ولم أكن أعلم أن الملك كان بصدد تشكيل حكومة عسكرية ولكن من باب السرية كان مدير المخابرات يعمل وكان يعرف أن الملك سيكلفنى لكى أكون وزيراً فطلب منى أن أحمل التقرير فأستغربت لذلك لأنه عادة هو الذى يحمل التقارير ولكنه أحتال على بالقول بانه مشغول وأنى أنا من كتب التقرير وبالتالى فأنى أقدر على الاجابة على أى سؤال خاص به.
ولما ذهبت لتقديم التقرير وجدت الملك لم يهتم بقراءته بل بادرنى بالقول : أخ عدنان أنت من القلة فى هذه البلد الذين يدركون أنه إذا ظل الحال كما هو عليه فسنفقد الأردن مثلما فقدنا الضفة الغربية".
وبمجرد أن أنتهى الملك من ذكر هذه الحقيقة وجدت نفسى لا أحتاج لتفكير طويل وأدركت ماذا يعنى وقبلت الاشتراك فى الحكومة العسكرية، لأنى كنت أعلم أن ما قاله الملك هو حقيقة مؤكدة فالضفة الغربية راحت والفدائيين يشتغلون على الأردن لتغيير النظام بها فى حين أنه إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين.
ولهذا فقد وافقت من منطلق حرصى على القضية الفلسطينية وحرصى على الأردن.
* سألته: وكيف تنظر اليوم إلى مقولة الملك حسين؟
** أجاب: نعم مازالت الجملة التى قالها الملك حسين يوم 15 أيلول سنة 1970 تحكم الأوضاع إلى الآن وذلك لأن إسرائيل لا تتعامل مع فلسطين كشعب وإنما كجالية تقيم على أرض إسرائيل حتى لأنهم يزعمون أنهم حرروا "أرض إسرائيل" والمشكلة عندهم هى البعد السكانى، وكلك لا تنسوا أن اسحق رابين قد قتل لأنه أراد التعامل مع فلسطين كشعب وليس كجالية.
فكلام الملك حسين مازال صحيحاً حتى يومنا هذا والسبعين كانت خطوة صحيحة ولكن الفلسطينيين لم يتعلموا الدرس ومن تعلم لا يقود الصف الفلسطينى الآن.
* سألته: لكن هناك قيادات أردنية فى ذلك الوقت كان لها تقييم معاكس لما تقوله. بدليل أنها هربت وقفزت من سفينة الحكم الأردنى وقتها؟
** أجاب: نعم بالفعل فرئيس وزراء الحكومة العسكرية وهو محمد بن داوود ذهب لحضور مؤتمر القمة الذى عقده جمال عبدالناصر فى مصر ثم هرب إلى ليبيا وكذلك هرب عدد من الضباط العسكريين وذلك لأنهم خافوا وكانت قدرتم على التحمل ضعيفة.
وذلك فإن ثبات الملك حسين وقيادته ومن كانوا معهم وكان عددهم ستة أشخاص، أتشرف بأنى كنت أحدهم، هم الذين جعلوا المملكة تستمر.
* سألته: فى ظل كل ما ذكرته عن القضية الفلسطينية كيف تقرأ ما حدث أخيراً بين فتح وحماس؟
** أجاب: أولاً من المحزن والعار أن نتحدث عن فصائل فلسطينية تحت الإحتلال، لأن التاريخ علمنا أن تحت الإحتلال لا يجب أن توجد فصائل بل يجب أن تكون جبهة وطنية موحدة. فالأولويات تتغير تحت الاحتلال والأولوية الأولى تكون لإنهاء الاحتلال وتحت هذا العنوان تتشكل عن الفصائل كلها جبهة وطنية. ولكن ما يحدث حالياً بفلسطين هو أنه أصبح هناك انقسام يأخذ شكل فصائلى وليس ايديولوجيا فقط، فقد بدأ الانقسام أيديولوجيا ثم خيار سياسياً ثم أخذ شكل الانقسام الفصائلى المؤسسى .
ثم الآن وصل الانقسام للبعد الثالث وهو المكان، وقد ساعد على ذلك أن منظم التحرير الفلسطينية رغم أنها جمعت الفلسطينين كهوية وأخذت القرار السياسى فى الستينيات والسبعينات والثمانينات والتسعينات إلى "أوسلو" إلا أنها لم تأخذ القرار العسكرى، فالقرار السياسى كان مركزياً بينما العسكرى لم يكن كذلك فقد كانت فتح تقوم بعمليات، والجبهة الشعبية تقوم أيضاً بعمليات . وفلان يقوم بعمليات وكل واحد يفعل ما يحلو له. وبالتالى فقد كان هذا بداية الصدع فى بنيته فنظم التحرير الفلسطينية وهى الجبهة الوطنية، فالصدع بدأ مبكراً وأخذ يتسع مع الوقت وقد ساعدت تلك الظروف على السماح لحركة مثل "حماس" ان تظهر فهى خرجت من رحم الاحتلال والذى اوجب ضرورة وجود قوة مناهضة له من الداخل فخرجت "حماس". ولم تكن عضواً فى منظمة التحرير الفلسطينية بل كانت منفصلة عنها أيديولوجيا بالكامل. وبالتالى فقد أصبح لدى الفلسطينين منظمتين كبيرتين هما "حماس" و"فتح" ثم عندما شكلت "حماس" الحكومة بعد فوزها فى الانتخابات، كانت "فتح" تهيمن على الأجهزة الأمنية. وترتب على هذا انشاقاق مؤسسى آخر، زاده عمقاً إصرار حماس على تشكيل قوة أمنية تابعة لها, وبالتالى أصبح لدى الفلسطينيين انقسام وتشقق "بفتح" قديم وتشتق "بمنظمة التحرير" قديم ثم انقسام بين "فتح" و"حماس" أيديولوجى ثم انقسام مؤسسى داخل حكومة حماس، ثم دخلت الفصائل الفلسطينية فى انقسامها وانشقاقها عنصر ثالث، وهو المكان، فالآن غزة تمثل شيئاً والضفة شئ آخر.. وهذا بالسياسة يعطى إسرائيل خيارات أكثر، يعنى بإمكانها أن تلعب مع واحد ضد الآخر أو أن تعطى أموال لأبو مازن ولا تعطى للآخرين وبذلك فهى تثير أحقاد المؤسسات والفصائل على بعضها.. وهكذا .
* سألته: أين الأردن من هذا الصراع؟
** أجاب: أنا أعتقد أن هذا الانقسام ربما يشجع إسرائيل على العودة إلى ما كانوا يسمونه "بالخيار الأردنى، أى يكونوا أوضح بالتعبير عن أن الجالية الفلسطينية بالضفة الغربية قاعدتها ينبغى أن تكون بالأردن لأنها فى الأساس كانت تتبع الأردن، كما أن الضفة الغربية بها عدد من غير الفلسطينين وكذلك غزة ولهذا فإن الخيارات الإسرائيلية صارت أكبر وقدراتها على المناورة أفضل، فهى يمكن أن تقول لهم لأنتم يا أهل الضفة الغربية ليس لكم علاقة بغزة اليوم وعلاقتكم بالأردن فمدخراتكم بها وممتلكاتكم ومعظمكم يحمل جوازات سفر أردنية .. إذن أنتم أقرب للأردن.
وبالتالى فإنه مع الضغوط الشديدة على القيادات الفلسطينية بالضفة الغربية والتى بدأ يدب فيها اليأس ممكن هذه القيادات تقبل هذا الخيار الذى يجعل مصر بهذه الحالة أكثر حذراً، لأنه إذا حدث هذا فتلك ستكون سابقة قد تقلدها غزة فى مرحلة لاحقة.
ولهذا فأنى أعتقد أن هذا ربما السبب وراء إصرار الرئيس حسنى مبارك على الحوار الفلسطينى الفلسطينى واصراره على توحد الفصائل الفلسطينية لأن الانفصال بين الطرفين يسهل لإسرائيل اللعبة التى أتحدث عنها.
* سألته: ما هو المشترك بين ما كتبته عن فك الارتباط أيام الملك حسين والوضع الراهن حالياً؟
** المشترك هو فكرة الكونفيدرالية التى قبل بها الملك حسين، فالعالم كله كان يعتقد أن جلالة الملك حسين هو الذى سيفاوض إسرائيل من أجل مستقبل الضفة الغربية. وقد دار حوار بينى وبينه وسألته: هل هذا الغرض جاهز أن يقف معك لاسترداد كامل الأرض المحتلة بما فيها القدس.. قال: لا.
ثم سألته: هل من خلال مقابلاتك مع الإسرائيليين تعتقد أنهم مستعدون لتسليمك الضفة الغربي كاملة قال لا والقدس لا، فقلت له إذن يا جلالة الملك هذا الحال مخيف لأن الغرب كله يعتقد أنك أنت الذى ستحل المشكلة وأنت تعرف أن المشكلة لن تحل لأنهم لن يعطوك الضفة الغربية كاملة ولا القدس كما كان لأنك لا تستطيع أن تفعل ذلك كما تقول الآن.
وسألته أين نحن والغرب يعتقد ويتوقع منك أن تحل وأنت لا تستطيع أن تحل ولا تقول للغرب أنك لا تستطيع.
والنقطة الثانية هى أن الإسرائيليين يتصرفون حتى الآن على أن الفلسطينيين هم جالية أردنية بداخل أرض إسرائيل "المحررة" حسب زعمهم – سنة 1967، ولهذا فإنهم ما داموا يعتقدوا هذا من خلال علاقة الضفة الغربية مع الضفة الشرقية فسيستمروا يقنعوا الغرب أن الحل أنت وأنت لا تستطيع الحل.
ولذلك فإن علينا أن نعطى رسالة واضحة للإسرائيليين أن الشعب الفلسطينى شعب كبفية الشعوب كلها له حق تقرير المصير على أرضه وأنه ليس جالية أردنية على أرض إسرائيل.
فرد على الملك حسين وقال لى وكيف يتم هذا؟ فقلت له الجواب بسيط نفك العلاقة مع الضفة الغربية ونسلمها لمنظمة التحرير لأنها ممثلة الشعب الفلسطينى. وإسرائيل لا تتعامل معها والعالم كله يتعامل مع المنظمة كممثلة للشعب الفلسطينى.. هكذا كان وهذا هو الكلام الجذرى فى الحل، فالحل الذى قلته كان صحيحاً ومازال إلى اليوم صحيحاً، ولابد من التمسك به إذا أردنا أن نقيم دولة فلسطينية. 
فالتمسك وعدم التراجع عن أن الشعب الفلسطينى فى الداخل هو شعب على أرض وليس جالية مقيمة على أرض فلسطينية هو البداية الصحيحة لإقامة الدولة الفلسطينية.
* سألته: هذا الكلام الذى تقوله مختلف مع الواقع، فالواقع الآن يسير فى الاتجاه العكسى أى فى اتجاه تسليم أمور الضفة للأردن وغزة لمصر.
** أجاب: هكذا هم يريدون ولكن ينبعى أن نقف ضد ذلك.
* سألته: أود أن أتعرف منك بتفصيل أكثر عن علاقة الضفة بالأردن فى ظل الوضع الحالى وعلاقة غزة بمصر؟
** أجاب: علاقة الضفة الغربية بالأردن تختلف عن علاقة غزة مع مصر، فالضفة الغربية جزء من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1950 أما غزة فبقيت فلسطينية حيث أن مصر أدارتها فقط ولم تجعل من غزة محافظة مصرية، بمعنى أن الضفة الغربية صارت النصف الثانى للمملكة الأردنية ولهذا فقد أصبحت مستشاراً للملك حسين لأنى أصبت مواطناً أردنياً كامل المواطنة، ومن هنا فإن إسرائيل تقول أن الضفة امتداد للأردن، ولذلك فقد جاءت فكرة فك الأرتباط على اعتبار أننا نغير التاريخ.
فمنظمة التحرير صارت مراقباً فى الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يعترف بها ونحن أيضاً نبدى اعترافنا بها بفك الأرتباط.
* سألته: ماذا جاء بالضبط من خطاب فك الأرتباط الذى ألقاه جلالة الملك حسين والذى كتبته أنت وكيف أوضح من خلاله حقوق أهالى الضفة من الفلسطينين والأردنيين؟!
** أجاب: أكد الخطاب "أنه ينبغى أن يفهم بكل وضوح وبدون أى لبس أو إبهام أن إجراءتنا المتعلقة بالضفة الغربية أنما تتصل فقط بالأرض الفلسطينية المحتلة وأهلها وليس بالمواطنين الأردنيين من أصل فلسطينى فى المملكة الأردنية الهاشمية بطبيعة الحال، فهؤلاء جميعاً كامل حقوق المواطنة وعليهم كافل التزاماتها تماماً مثل أى مواطن آخر مهما كان أصله، أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة الأردنية التى ينتسبون إليها ويعيشون على أرضها ويشاركون فى حياتها وسائر أنشطتها، فالأردن ليست فلسطين والدول الفلسطينية المستقلة ستقوم على الأرض الفلسطينية المحتلة بعد تحريرها وعليها تتجسد الهوية الفلسطينية ويظهر النضال الفلسطينى كما تؤكد الانتفاضة المباركة للشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال .. هذا هو ما تضمنه خطاب فك الارتباط.
* سألته: ألا تتفق معى أن ما تتضمنه الخطاب كان متفائلاً أكثر من الواقع؟
** أجاب: نعم. فما جرى بعد ذلك لم يمضى فى نفس الاتجاه والأمور سارت بشكل مرتجل والفلسطينيون لم يدركوا عمق الصراع.
* سألته: هل المسألة عدم إدراك من الفلسطينيين أم أن المخطط الأمريكى الإسرائيلى أكبر من ذلك بكثير والنظام العربى الرسمى أكثر تدهوراً مما كنا نتوقع؟
** أجاب: ربما يكون ما تقوله صحيحاً. لكن لا يجب أن ننسى أن السياسة هى أنك تخطط ضدى وأنا أخطط ضدك وأنت تحاول أن تخطط أقوى وأنا أحاول أن أبطل مفعول تخطيطك. فتلك هى السياسة، فأمريكا وإسرائيل تخطط ونحن كعرب وكفلسطينيين يجب أن نخطط وطالما أنت موجود عليك أن تخطط وتعمل.
* سألته: نعود إلى السياسة الرسمية الأردنية الحالية تجاه ما يجرى فى الضفة؟
** قال: الأردن الآن قلق من هذا الوضع على عكس ما يعتقد الناس، فالأردن لا يريد مطلقاً أن يعود للضفة الغربية فهو ضد هذا الكلام وكذلك الشعب الأردنى ضده ولكن إسرائيل هى التى تفكر فى ذلك وهو ما يتسبب فى عمل مشكلة صعبة. فنحن ضد عودة العلاقة قبل قيام الدولة الفلسطينية، ومن يتحدث من الأردنيين عن عودة العلاقة فهو يتحدث على أساس دولتين الأردنية والفلسطينية ويرتبطوا بأتفاق مباشر بعلاقة كونفيدرالية أو باستفتاء.
ولكن هذه الكونفيدرالية لا يتم قيامها قبل قيام الدولة الفلسطينية، لأنها إذا قامت بدون تلك الخطوة فإنها ستعيدنا إلى مفهوم "الجالية" ولهذا فقد حذرت ونبهت من الفرق بأن تكون الفيدرالية وسيلة أو أن تكون غاية، فأنا مع الكونفدرالية الغاية أى أن تقوم دولة فلسطينية وترتبط مع الأردن بكونفدرالية أما الوسيلة فهى تأكيد لفكرة "الجالية".
* سألت: بعبارة أخرى هل يمكن قيام دولة أو دويلة أو أى كيان فلسطينى فى الضفة الغربية وكيان آخر فى غزة؟
** أجاب: لا. لابد أن تكون دولة واحدة وهذا أمر مرفوض ولا يمكن أن يحدث فأنت تتحدث عن 365 كيلو متر مربع وبالتالى المسألة لا تتحمل.
* سألته: هل ترى أن الوضع فى غزة يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى؟
** أجاب: غزة لا تؤثر على مصر فهى ليست دولة، فنحن نتكلم عن مليون وربع نسمة أى حى من أحياء القاهرة وبالتالى أين هو التأثير على الأمن القومى المصرى؟!
أعتقد ان وجهة النظر المصرية هى ليس الخوف من قيام دولة أو دويلة من غزة وإنما الخوف المصرى المبرر من هذه الناحية هو من نجاح حركة إسلامية فى منطقة مجاورة لمصر، وهو أمر معدى يمكن أن يوحى لقوة ثانية فى مصر بإمكانيات النجاح والتقليد.
ولهذا فإن الخوف من الاستنساخ والعدوى التى يمكن أن تنشأ فى أذهان بعض الناس من أن النجاح هناك قد يساعد على النجاح هنا.
* سألته: وكيف ترى الوضع فى غزة الآن؟
** أجاب: غزة الآن عبارة عن سجن كبير وحماس فى ذلك السجن، وأنت تعرف أنه فى السجون عادة يعين مدير السجن مساعدين له فى الزنازين الكبيرة التى بها عدد من المساجين، ويكون هؤلاء من الذين ثبت أن أخلاقهم جيدة ولديهم قدرة على تحمل مسئولية المساجين وإدارتهم، وأنا أعتقد أن "حماس" فى هذا الوضع، فهى وجدت نفسها هكذا مسئولة عن ذلك السجن من الداخل، تملك كل شئ فى إدارته محلياً ولكنها لا تملك حرية إطلاق سراح السجناء.
* سألت: وهل لدى "حماس" فرص لتغيير هذه الصورة البائسة؟!
** أجاب: لا شك أن "حماس" تسعى حالياً للخروج من السجن الإسرائيلى وهذا تحدى كبير تعمل على مواجهته من خلال اتباع سياسات تساعد على تحسين صورتها أو بشكل أدق "تبيض وجهها"، وقد سألنى أحد ممثلى المفوضية الأوروبية حول هذا الأمر منذ ثلاثة أسابيع فقلت له أن "حماس" بيدها الآن ورقتين لتحقيق أهدافها فى كسب رضى المجتمع الدولى. الورقة الأورلى كانت هى الافراج عن مراسل الإذاعة البريطانية جونستون من أجل تحسين صورتها. ونجحت فى ذلك، ولكن أعتقد أن هناك أكثر من سيناريو فى التفكير الخارجى عند أولئك الذين يقررون وربما يكون أحد هذه السيناريوهات قابل للنجاح والحياة، وهو أن "حماس" من جانبها تصر على إعادة تبييض وجهها وقد بأدت "بجونستون" وتحاول يمكن مع الجندى الإسرائيلى المختطف جلعاد، أن تقوم بعمل شئ، والأهم من هذا وذلك الكلمة التى يكرروها وهى أنهم اعادوا الأمن والإستقرار لغزة ولن تطلق أية صواريخ على إسرائيل، فهذا الأمر هو الذى يهم الغرب. ولكن إسرائيل لن تسمح لهم أن يؤكدوا هذا المفهوم، فإسرائيل سوف تستفزهم باستمرار لكى يردوا عليها حتى لا ينجحوا فى تأكيد فكرة أنهم أعادوا الأمن والاستقرار، لأنك بمجرد ان تقول أن جماعة أعادت الأمن والاستقرار فهذا دليل على أنها مؤهلة لعمل أكثر من ذلك.
وعلى الجانب الآخر فإن الغرب ربما يفكر فى تشجيع "حماس" على تأكيد مفهوم الأمن والاستقرار بغزة ويأخذ منها بالتدريج أمور أخرى حتى يعترفوا بذلك التغير، فهم يمكن أن يأخذوا منها بعض الشروط الثلاثة التى طلبوها ومنها الاعتراف بإسرائيل.
* سألته: هذا ما يراهن عليه الغرب .. فما الذى تراهن عليه إسرائيل.
** أجاب: الإسرائيليون يراهنون على ديناميتين لضمان تجنب خطر ديموجراف فلسطينى.
الدينامية الأولى هى الهجرة الاقتصادية للفلسطينيين، خاصة بعد أن أصبحت الهجرة الاقتصادية احدى ظواهر العولمة. فما بالك بالفلسطينيين الذين يعانون حصاراً مزدوجاً!
والدينامية الثانية هى ما يمكن تسميته بـ "الحوصلة". فالاحتلال يضع الاراضى الفلسطينية والشعب الفلسطينى داخل "حوصلة" كبيرة نسبياً، وداخل هذه الحوصلة الكبيرة يجرى على قدم وساق خلق "حوصلات" صغرى متمثلة فى بناء المستوطنات. وكل مستوطنة يتم شق طريق خاص بها يحظر على الفلسطينيين المرور فيه.
وهذا معناه تحول القرى الفلسطينية إلى جزر معزولة يصبح مصيرها مثل مصير البثور التى تظهر على الجلد والتى تمت إذا انقطعت عنها الدورة الدموية.
بكلمات أخرى .. الرهان الإسرائيلى هو على تصفية القضية الفلسطينية بمثل هذه الديناميات مستغلة فى ذلك عدم وجود استراتيجيات عربية مضادة أو جادة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 8:51 am

عدنان ابو عودة يبرء وصفي التل من احداث ايلول ويناشد : لا تغتالوه للمرة الثالثة ..!!

برأ رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة الشهيد وصفي التل من احداث أيلول وناشد قائلا: لا تغتالوا وصفي للمرة الثالثة.
وجاء ذلك في الندوة التي أقامتها هيئة شباب كلنا الأردن مساء امس في ديوان آل التل باربد احتفاءً بذكرى الشهيد وصفي التل والتي شهدت مشاركة من الشاعر حيدر محمود بقصيدتين عن الشهيد كما القى المحامي عبد الرؤوف التل كلمة عائلة الشهيد ومنسق الهيئة في محافظة اربد معن الحموري كلمة الهيئة فيما تكفل الدكتور طارق الناصر بإدارة الحوار.

اغتيل مرتين

قال أبو عودة ان وصفي اغتيل عملياً مرتين كانت الأولى بعد اختياره رئيساً للوزراء عام 1962فوصفي بالنسبة للسياق التاريخي الأردني جاء شاباً يتكلم الإنجليزية ويقرأها مع العربية، يفهم العالم، يمتلك عقلاً عصرياً يريد ان ينمي الأردن ويلحقه بالدول المتقدمة وهذه الأفكار لم تكن موجودة في عقول من سبقه من أصحاب القرار. وهو ما سبب تصادماً غير مقصود بين جيلين واحد ينظر للمستقبل واخر يتمسك بالقادم وكان هذا هو الإغتيال الأول له بعد ان شنت عليه حرباً إعلامية تضمنت اشاعات كبيرة وحاولوا إيقاف مشروعه
والاغتيال الثاني هو المعروف في القاهرة 1971
فيما تجري اليوم محاولات اغتيال ثالثة للشهيد ربما تكون غير مقصودة لكنها تغتاله للمرة الثالثة وهي تصويره وكأنه عدو للفلسطينيين
ونفى أبو عودة هذه التهم بقوله ان وصفي التل حارب في فلسطين ودافع عن قضيتها وانه بات واجباً علينا ان نحميه من الاغتيال الثالث

بريء من أحداث أيلول

أكد أبو عدوة براءة وصفي التل من أحداث أيلول مؤكداً انه وفي تلك الأيام وبعد عدة مفاوضات مع لجنة عربية رباعية تم التوقيع على اتفاقية كان من اهم بنودها “ان تكون اللجنة المركزية مسؤولة عن جميع المنظمات الفدائية وعملها في الأردن وتضمن الحكومة حرية العمليات الفدائية وحقه بالتعبئة العامة بما لا يمس سيادة الدولة وتمنع التظاهرات العسكرية ويمنع الفدائيين من التواجد بسلاحهم في الأماكن العامة مثل المقاهي والفنادق والدوائر الحكومية السينمات ودور القضاء وغيرها ويمنع إطلاق الرصاص واجراء المناورات الحي داخل المدن المأهولة بالسكان ولا يسمح بوجود قواعد عسكرية في المدن وتخزين المتفجرات في المناطق المأهولة ووقع على الاتفاقية كل من عبد المنعم الرفاعي من الأردن وياسر عرفات من منظمة التحرير
وأضاف أبو عودة ان هذه المعاهدة لم تمكث ساعات وتم اختراقها بعد ذلك
واستنكر أبو عودة ما وصفه بالعالم الجاهل الذي يقوم بإصدار الأحكام على الشهيد دون ان يستند على أي معلومات

وإبان أحداث أيلول قال أبو عودة انه وفي ذلك اليوم سمع أصوات انفجارات عند الفجر وثاني يوم قام بإعلام وصفي التل بما سمعه فأجابه وصفي بانه سمع ما سمعه أبو عودة وقام بالاتصال بالقيادة لمعرفة هذه الأصوات وتم إعلامه بانه بعض القنابل التي قامت بتفجيرها بعض المنظمات الفدائية
وبعد وصول المعلومات الحقيقية بما حدث وعند سؤال وصفي من قبل الصحافة عن ما جرى رفض ان يتهرب من مسؤوليته كوزير للدفاع وأعلن للجميع انه هو من يتحمل ما جرى وليس كبعض رؤساء الحكومات الذين يدعون ان لا علاقة لهم وانه تم تغيبهم.
واكد أبو عودة ان بعض الذين عملوا مع وصفي في تلك الأيام وعند ترحمهم عليه يرددون “رحم الله الشهيد ولكننا استطعنا خداعة في تلك الاحداث”

خالد في ذاكرة الأردنيين

قال أبو عودة ان وصفي التل الشخصية الأردنية الوحيدة التي يفتقدها الأردنيون ليل نهار صغاراً وكباراً وان اهم ميزة في وصفي التل ان معظم الذين يفتقدونه ويشتاقون إليه ويحبونه هم جيل لم يعرفه ولم يعاصره لهذا فهو خالد في ذاكرة الأردنيين لم يمحى منها يوماً ولن يمحى ابداً لانه فقط هو وصفي
وان احتفاءنا المستمر بوصفي يعني الخلود له وما دمنا نفتقده ما دمنا نشهد بحضوره

وصفي المتمرد

قال أبو عودة ان من يقرأ تاريخ شهيدنا وصفي التل في صباه عندما كان في مدرسة السلط الثانوية وفي شبابه في الجامعة الأمريكية في بيروت لا يمكن ان يغيب عنه ان وصفي التلميذ ووصفي الطالب لا يمكن ان يكون مجرد شخص عادي يسعى لان ينال شهادة بهدف الوصول لوظيفة في الهيكل البيروقراطي الأردني بل كان هو وصفي القارئ ووصفي المتمرد والمنظم لزملائه يبث إشارة تلو الأخرى بأنه صاحب رؤية وطنية وقومية يعمل على إنضاجها وخدمة بلده وقضايا امته من خلال رؤيته الناضجة والثاقبة.
وأضاف أبو عودة ان وصفي كان اول رئيس للوزراء في الاردن بعد الخالدي الذي لم تدم حكومته اكثر من أسبوع يتكلم الإنجليزية

مشروعه قبل الإغتيال لم يتحقق

قال أبو عودة انه وفي 26-11-1971 وحينما كان يجلس بجانبه في طائرة الكارافيل المتجهة للقاهرة للمشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع العرب سأله ماذا لديه بعد العودة من المؤتمر من مشاريع يقدمها للشعب فأجابه الشهيد : “سأعمل على سن نظام يوقف البناء غرب عمان لان غرب عمان منطقة ماطرة تنمو بها الأشجار وتحتفظ الأرض فيها بالرطوبة بعد فصل الشتاء وأمطارها تغذي المياه الجوفية. أما شرق عمان القريبة من الصحراء فإن التعمير فيها سيزيدها خضرة ويجعلها منطقة خضراء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:13 am

عدنان أبو عودة.. الدور السياسي للفلسطينيين بالأردن 

رئيس الديوان الملكي الأردني السابق عدنان أبو عودة، ليكشف خفايا سياسية بقيت طي الكتمان لعقود, ويطالب بعودة الدور السياسي للفلسطينيين في الأردن.

 الخلافات مع القيادات الفلسطينية
- حقيقة انتماء أبو عودة للمخابرات الأميركية
- أسباب إقالته وموقفه من توطين الفلسطينيين
- أسباب إثارة موضوع توطين الفلسطينيين


سامي كليب: مرحباً بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة، هل فعلا هناك مشكلة أردنية فلسطينية في الأردن؟ ولماذا يثار هذا الكلام الآن؟ هل فعلا هناك نية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في المملكة الهاشمية؟ أطرح هذه الأسئلة على الرجل الذي أثار جدلا كبيرا حول هذا الموضوع لنشره كتابا يتحدث عنه.. إنه رئيس الديوان الملكي السابق في الأردن ووزير الإعلام الأردني السابق السيد عدنان أبو عودة.

الخلافات مع القيادات الفلسطينية

سامي كليب: عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأردني سابقا والمستشار الملكي والذي كان وزيرا للإعلام الأردني في خلال مواجهات أيلول الأسود الشهيرة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 يعتبر أن القيادات الفلسطينية أخطأت التقدير في خلال تلك المواجهة وهو لا يزال حتى اليوم يعيب على القيادات الفلسطينية خياراتها في الحرب والسلم ولا يستثني من انتقاداته الرئيس ياسر عرفات.
عدنان أبو عودة- رئيس الديوان الملكي الأردني السابق: أبو عمار ما قدر يستوعب أوسلو، أوسلو وقف الناس ضدها بس ما قدر يستوعبها أيضا أوسلو فكرها تعطيه دفعتين دفعة أولى بتجيبه يحكم رئيس سلطة ودفعة بتاعة خمس سنين بيصير رئيس جمهورية، لم يفهم أنها صيرورة وفي الصيرورة تتغير أمور وتتبدل أمور كثيرة وبالتالي عليه أن يحذر وأن يعرف ماذا يفعل وأن يتخذ احتياطاته مهما..
سامي كليب: طيب سيد عدنان أبو عودة يعني لو كان مواطن عربي اليوم يستمع إليك يعني سيقول كنت وزيرا كنت مسؤولا في المخابرات كنت رئيسا للديوان الملكي في الأردن يعني كنت جزء من الدولة الأردنية جزء أساسي وأصلك فلسطيني، أبو عمار كان مناضلا كل تاريخه ويعني توفي في ظروف من الحصار حين تخلى عنه كل العرب، يعني سيقارنون بينه وبينك سيعطوه له.. سيعطون الحق له وليس لك..
عدنان أبو عودة: لا أنا لو..
سامي كليب: في المعادلة الشعبية، كيف يمكن أن تقول إنه أخطأ أبو عمار في هكذا وضع مثلا أو المنظمة أخطأت؟ يعني هل أخطأت في طريقة نضالها؟
عدنان أبو عودة: شوف هذه يعني أنا لا تهمني كي يقولوا من أخطأ ومن.. أنا بأقول ما أخطأ، أما هو قائد هو قائد هو دخل التاريخ هو دخل التاريخ، أنا ما بأدخل التاريخ هو بيدخل التاريخ.. هو دخله، مش مهم الحكي بالنسبة لي أنت بتسألني أنا عن مالك وهذا الكلام اللي بأتكلمه هو للمؤرخين والدارسين..
سامي كليب: تخشى إنه التاريخ يظلمك؟
عدنان أبو عودة: قد يظلمني وقد لا يظلمني، أنا بأقول في ناس قد يتفقوا معك ناس لا يتفقوا معك.. هذه الدنيا، بيظلمني شو أنا لا أنا راح أركض (Run for elections) لا بدي أروح أنتخب ولا بدي أبدأ حياة سياسية جديدة ولا بأطمع لشيء، كشخص الآن بهذا السن بيهمني عندي حس بالتاريخ من يأتي بعدي أن يقرأ وأن يقارن ويقارن اللي بأقوله مع.. دي قراءات ثانية مش أنا المصدر الوحيد للتاريخ ولا المنظمة هي المصدر الوحيد للتاريخ في مصادر أخرى، في مصادر كثيرة.. ويقارن أنا أحد هذه المصادر، أنا الآن أتكلم كواحد من هذه المصادر أحيانا بأحكي معلومات وأحيانا بأعطي أحكام، أحكامي هي ذاتية إنما معلوماتي معروفة ممكن يجيبها الواحد من مصادر أخرى، حر الواحد كيف سيحكم ليس هذا موضوعا بالنسبة لي، إذا قد يكون موضوع لأتباع أبو عمار وأنا كنت يعني أحترمه وترحمت عليه أبو عمار.. مش بأقول إنه أخطأ.
سامي كليب: طيب أنتم كمان أخطأتم كثير.
عدنان أبو عودة: ديغول نفس الشيء صار معه.
سامي كليب: طيب خلينا نحكي ببعض الأخطاء..
عدنان أبو عودة: لا طبعا كل الناس بيخطؤوا.
سامي كليب: طيب يعني حضرتك مثلا كنت..
عدنان أبو عودة: أن تعمل سياسة..
سامي كليب: اسمع لي شوي لو سمحت أستاذ عدنان منشان يكون في سؤال وجواب، حضرتك كنت من بداية الداعين في طليعة الداعين للسلام تقول كل ما عجلنا بالسلام كل ما يكون الأمر أفضل وطبعا يعني من أيام الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رحمه الله كان يقول يعني عجلوا بالسلام سنربح أرضا وكان بعض هذه الدعوات طبعا على حق للأسف بسبب الضعف العربي، في البداية رفضتم اتفاقية كامب ديفد المصرية الإسرائيلية ثم عدتم يعني تدعون لأكثر من اتفاقية كامب ديفد و..
عدنان أبو عودة: الحقيقة كامب ديفد..
سامي كليب: اسمح لي شوي، فحضرتك قلت في حديث للقبس.. يعني هذه من الأحاديث الكثيرة لصحيفة القبس بـ26 نيسان في 1979 لو دخل الأردن في الاتفاقية فإن مقولة الحل المنفرد ستُنسف وسيقال إن من يعملون لهذا الحل الشامل هم ضد هذا الحل وبالتالي تكون سوريا التي ترفض هي الطرف المنفرد بالرفض.. طيب فيما بعد دخلتم يعني حتى لا أقول إجماعا عربيا الإجماع لم يجري في تاريخ العرب كلهم ولكن دخلتم أيضا بطريقة شبه منفردة في السلام مع إسرائيل.
عدنان أبو عودة: نعم، الحقيقة أنا شخصيا وكان عندي محاضرة قبل شيء ثمان تسع أشهر على المرحوم عبد الحميد شرف وقلت فيها كنت أختلف معه في هذا الموضوع.. كنت أنا مع الدخول بكامب ديفد، الوحيد..
سامي كليب: رغم إنك كنت تصرح العكس؟
عدنان أبو عودة: الآن بدك تنتبه لإيش؟
سامي كليب: إنه كمسؤول..

اقتباس :
"كنت مع انضمام مصر مع الأردن وذلك لأن مصر ستحمي الأردن وستقيه، والأردن كان خائفا من ردود الفعل السورية"
عدنان أبو عودة: أنا وزير بالحكومة الأردنية ضمن استشارات والكلام الحوار اللي بيدور بيننا أنا كنت مع الانضمام لأنه مصر ستحمي الأردن وستقيه، من اللي كان يخوف الأردن؟ هو ردود الفعل السورية ومن في سوريا، إحنا ومصر مع بعض نقدر نوقف أمام هذا الكلام والسبب مش محبة بالموضوع.. السبب ألا نطيل الزمن، كنت أنا أخاف من الزمن.

سامي كليب: بس الغريب هذه القدرة اللي كانت عندك للتعبير على موقف مخالف، يعني بكل تصريحاتك الإعلامية ضد انضمام الأردن وتدافع وتعطي الحجج والبراهين.
عدنان أبو عودة: طبعا صحيح طبعا، ما هو إما أنا بأبقى بالحكومة وما بأبقى بالحكومة، إذا بقيت بالحكومة علي أن ألتزم بأدب البقاء بالحكومة، هل موقف الحكومة علي أن أدافع عنها وأنا وزير إعلام؟ كيف ده يكون وزير إعلام وبيحكي عكسها؟ كلام مش معقول.
سامي كليب: بس تركت الحزب الشيوعي لما اختلفت مع القيادة.
عدنان أبو عودة: اختلفت لاحظ تركت..
سامي كليب: ليش ما تركت الحكومة حين اختلفت معها؟
عدنان أبو عودة: ما كانت تحتاج إنه أترك لأنه اجتهاد في هيك وفي هيك.. أنا كنت مع الاجتهاد هذا.
سامي كليب: الاجتهادات على كل حال كانت كثيرة في بلد عرف الكثير من الخضات ولجأ إلى لعبة التوازنات تارة أو الاتصالات السرية تارة أخرى خصوصا تلك التي ربطته بإسرائيل، فمتى عرف عدنان أبو عودة من الملك حسين عن تلك الاتصالات؟
عدنان أبو عودة: سألته مرة بالـ1977 وكنت أظن.. كانت علاقاتنا مش كويسة مع عدد كبير من العرب وكان في مؤتمر وزارة إعلام العرب أظن كان بتونس وقبل أن أسافر قابلته كالعادة، قلت له أنا عاوز أسألك سؤال، هل تقابل الإسرائيليين؟ فأجابني.. هو بحياته لم يكذب علي، إذا سألت منه سؤال لازم يجاوبني ولم يراوغ، قال لي عدنان أنا لم أتنازل ولن أتنازل عن أي شيء لا أرضا ولا موقفا فأدركت إنه بيشوفهم.

عدنان أبو عودة Top-page
حقيقة انتماء أبو عودة للمخابرات الأميركية

سامي كليب: شو سبب اتهام البعض لك أنك كنت على علاقة بال(CIA) بالأردن؟
عدنان أبو عودة: قصة طويلة ما بديش أحكيها هلا أولا شوف هو..
سامي كليب: كنت على علاقة بالـ (CIA)؟
عدنان أبو عودة: خلينا نحكيها منهجيا، منهجيا طبيعتي أنا من أين أتيت لا تتفق ولا توائم ما تعارف الناس عليه وعرفوه عبر خمسين سنة من سيصبح وزيرا في الأردن، فأنا لست من عشيرة ولست من عائلات فلسطين التي اتفقت على الملك عبد الله هل الضم وكوفئت في المراكز الوزارية..
سامي كليب: مين هي يعني المصري؟ النشاشيبي؟
عدنان أبو عودة: آه والجعبري وعائلات ثانية من يافا ومن أماكن ثانية.. يعني من كل فلسطين ولم أكن من عائلة غنية ولم أكن من أصحاب النفوذ ولم أكن (Professional)صاحب مهنة كبيرة يعني مهندس أو محامي أو كذا.. أنا عبارة عن معلم مدرسة، أنا عبارة عن معلم مدرسة، هذا المعلم المدرسة كيف بيصير وزير؟ لابد أن هنالك سرا، فعلى الناس أن يجتهدوا، قصة المخابرات ساعدتهم قالوا إذا هو مخابرات وربما هو مخابرات عند ناس أكبر حطوه بالمخابرات وهكذا لكن الذي ثبت الموضوع في أذهانهم قصة لا أود أن أقولها سأكتبها في كتابي تمت في مجلس الوزارة الأردني دي سنة الـ1976 تتعلق بالقدس ووزير وكذا وماذا قلت له وماذا قال لي وأتوقع إنه..
سامي كليب: شو سبب ما بدك تذكرها طالما ستكتبها في الكتاب؟
عدنان أبو عودة: لا لأنه لا أريد أن أضيع قيمتها يعني قيمتها التاريخية.
سامي كليب: نعمل لك دعاية للكتاب.
عدنان أبو عودة: لا هي أنا كنت بالـ1976 كنت راجع من أميركا ممضي سنة في مركز الأبحاث العلاقات الدولية في هارفارد، بذاته هذا الخبر إنه راجع من أميركا ومقضي سنة تسع أشهر في معهد أبحاث..
سامي كليب: يعني (CIA).
عدنان أبو عودة: معناها (CIA) بذاته رجعت وزير إعلام لكن كان وظيفة ثانية عندي مسؤول عن الأرض المحتلة اللي هي عرفتني بأبو مازن بتلك الفترة بـ1979، بحكم وظيفتي في الأرض المحتلة كنت أتابع ماذا يجري في الأرض المحتلة ولم تكن الأرض المحتلة كدائرة لها بند في الموازنة فكنا ننفق عليها من بند عام في الموازنة العامة اسمه النفقات الطارئة اللي هي عادة بتحطها الحكومات للأوبئة لما بتصير أوبئة لا سمح الله والفيضانات أو جفاف أو إلى آخره، فكانوا هذه المادة لا ينفق منها مالا إلا على أساس قرار بمجلس الوزراء فأنا بأحول..
سامي كليب: تقدمت بطلب.
عدنان أبو عودة: بأحول طلب من عندي بناء على طلب المرحوم روح الخطيب كان محافظ القدس بتعمير شيء في المدينة المقدسة في الجو مكلف مش متذكر الرقم يا 18 يا 22 ألف دينار يعني..
سامي كليب: عشرين ألف دينار.
عدنان أبو عودة: يمكن شبيه له وحطوا الأمين عام مجلس الوزراء الله يسهل عليه سعد الدين جمعة على قمة الأجندة في ذلك اليوم في الاجتماع نصف الأسبوع وبدأ قرأ يقول كتب معالي الفلان كذا يطلب هذا المبلغ فخرج صوت بتعبير الرسالة يقول بلا قدس بلا بلوط.
سامي كليب: من؟ وزير؟
عدنان أبو عودة: وزير.
سامي كليب: ما بدك تذكر اسمه؟
عدنان أبو عودة: لا الله يرحمه ميت هو الآن فأنا جن جنوني..
سامي كليب: أي سنة مات؟
عدنان أبو عودة: فجن جنوني، طلعت عصبيتي بشكل غير معقول لم أسيطر على نفسي فقلت له ما بيطلع لك ورق هيك يعني بصياح غاضب واضح يعني أنت أنا كنت فاقد عقلي فاقد أعصابي ولا ما حد بيطلع بيقول بلا قدس بلا بلوط إلا بعد ما يرجعها ملكك مثل ما ضيعها وصُدم بكلمه ملكك.
سامي كليب: إلا بعد ما يرجعها ملكك مثل ما ضيعها.
عدنان أبو عودة: مثل ما ضيعها.
سامي كليب: كنت تعني الملك حسين؟
عدنان أبو عودة: طبعاً كلام من ها النوع ما يتحكيش.
سامي كليب: يعين لازم يكون الوزير إما مسنود فعلاً أو جريء أو انتحاري.
عدنان أبو عودة: أو انتحاري، فرئيس الوزراء الحقيقة ارتبك وألغى الجلسة.
سامي كليب: وصل الكلام للملك حسين؟
عدنان أبو عودة: طبعاً بتقديري وصل الكلام للملك حسين.. في هناك مش الملك لا أخو الملك وقرايب الملك بنفس الليلة يعني وصل الأمر، بعد أسبوع يتصادف وجودهم بعمان عدد من زعماء فلسطين وأصدقاء للنظام الله يرحمهم كلهم رشاد الشوى وأكرم زيتر وأظن أنور الخطيب، فالأمير حسن الله يسهل عليه عمل لهم غداء، فأنا بحكم وظيفتي دعيت للغداء، لما صار وقت الغداء في بيته ترك رأس الطاولة اللي كان يجلس عليه قال هنا سيأتي سيدنا، بعد لحظات جاء جلالة الملك وقعد فتكلم معهم وحكوا عن فلسطين.. كل واحد حكى بالآخر بطريقته وهو حكى بكل أريحيته وبكل عاطفته والحرارة تبعته.. العاطفة تبعه أضفى على فلسطين وعلى القدس بالذات وإلى آخره، خلاص الغداء روحوا الناس ودعوا وأنا الأمير حسن قال لي تأخر تأخرت وبعدين قال لأحد الويترز حضرت الطاولة فإذ وجدت خارج غرفة الأكل في برندة بتطل على الحديقة موجود طاولة وكرسيين فقال لي سيدنا بده يشوفك هناك وعمل هيك، هو فكر إنه سيدنا بده يبادلني، أنا طبعاً رحت أنا وياه قعد ما سألني الله يرحمه وهذه من عظمته يعني.
سامي كليب: كنت متخيل إنه خلاص راح يقيلك من..
عدنان أبو عودة: لا مش سائل على الموضوع مش سائل أبداً ما الدنيا مواقف بالنهاية ليش طلعت لأني سبيت على واحد بيقول شتمت واحد أو بهدلت واحد بيقول بلا قدس بلا بلوط وبأحلف يمين هذا أمام الملك حسين وإحنا مش معقول.
سامي كليب: طيب ماذا قال لك الملك؟
عدنان أبو عودة: قال لي كيف الحال، كيف حال أبو السعيد، قلت له والله يا سيدي مش تمام، قال لي خير إن شاء الله، حكيت له القصة كما رويتها الآن بكلماتها بكل صدق، فأجابني رحمه الله لو كنت مكانك لما قلت غير الذي قلته.
سامي كليب: عظيم الموقف.
عدنان أبو عودة: لو كنت مكانك ما قلت..
سامي كليب: وأبقاك في الحكم؟
عدنان أبو عودة: فبقيت، الوزراء توقعوا إنه أنا ثاني يوم أطلع.. أدي أسبوع وما طلعت، بعد شهر طلع الوزير مش أنا اللي طلعت.
سامي كليب: طيب طلع الوزير بعد شهرين بعد شهر وتوفي لو قلتها راح نعرف اسمه.
عدنان أبو عودة: توفي قريباً، بس يعني طلع من شهرين بعد شهرين أو شهر وبقيت أنا فكيف تفسر هذا لابد أن هنالك قوة أقوى من الدولة أبقت هذا الرجل الذي قال ما قال.
سامي كليب: سيد عدنان..
عدنان أبو عودة: إذاً هذه القوة ما في قوة طبعاً.,
سامي كليب: إلا (CIA).
عدنان أبو عودة: إلا (CIA) أعتقد هذه من الأسباب الرئيسية.
سامي كليب: أسألك للتاريخ هل حاولوا الـ (CIA) أو المخابرات البريطانية أو المخابرات الإسرائيلية الاتصال بك مباشرة؟
عدنان أبو عودة: لا (Never)، أنا وزير إعلام كل الناس كانت تشوفني، ما في حد يتصل فيا بنحكي علناً وبنوقف وبأتكلم مع الناس الصحفي بيأتي الله أعلم شو هو الصحفي الصحفي بأعمل معه مقابلة.
سامي كليب: ذكرت منذ قليل الأمير حسن ولي العهد السابق، هل كنت تؤيد وصوله إلى رأس السلطة وتعتقد أنه لو وصل إلى رأس السلطة كان ممكن تغير الوضع؟
عدنان أبو عودة: لا هذا موقف لا أستطيع التحدث به يعني أنا بأعتبره ضمن الأسرة الهاشمية هم الذين قرروا ونحن علينا أن نقبل ما يقرر بهذا الموضوع.
سامي كليب: تحترمه؟ تقدره؟
عدنان أبو عودة: أقدره وأحترمه أنا عضو معه في منتدى الفكر العربي وبنعرف بعضنا من الـ 1965 يعني من زمان.

عدنان أبو عودة Top-page
أسباب إقالته وموقفه من توطين الفلسطينيين

سامي كليب: لا يرغب عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي ووزير الإعلام الأردني السابق الحديث عن الخلافة في الأردن لإدراكه قبل غيره بحساسية هذه القضية ولكن القضية الأخرى التي أثارها وأثارت جدلاً كبيراً ومواقف رسمية أو إعلامية معارضة له فتعلقت بكتاب باللغة الإنجليزية نشره قبل فترة في الولايات المتحدة الأميركية وحمل عنوان أردنيون فلسطينيون ومملكة هاشمية في الشرق الأوسط ومسيرة السلام، الكتاب نشره مركز السلام العالمي في الولايات المتحدة الأميركية وطالب فيه باعتراف الأردن بالأردنيين من أصل فلسطيني كركيزة فعلية في الدولة الأردنية.
عدنان أبو عودة: عملية الـ(Integration) الاندماج التكاملي تمت من 1950 إلى 1967، اللي عملته 1967 فصلت الأرضين ومع فصل الأرضين نشوء الوطنية الفلسطينية على أرض الأردن باسم الفدائيين، فنشأ هوية أخرى، نشأت الهوية الشرق أردنية لمكافحة الأولى خوفاً منها فصارت الهوية تعرف الواحدة منها بالأخرى، الفلسطيني يعرف هويته بإسرائيل.
سامي كليب: الهوية الشرق أردنية بدعم النظام قامت؟
عدنان أبو عودة: النظام نعم دعمها بهدوء.. نماها بهدوء، طبعاً ما في خطأ بتنمية الهوية إذا كان العدو خارجي وحذرت منه الحقيقة بعدة مراحل.
سامي كليب: متى أول مرة حذرت منه؟
عدنان أبو عودة: حذرت منه بعد الـ 1974.
سامي كليب: ليش شو كان عم بيصير؟
عدنان أبو عودة: لأنه بدأت التغيير بعد 1974 بعد قرار الرباط فقيل لي لا اطمأن فاطمأننت..
سامي كليب: من قال لك؟ الملك؟

اقتباس :
"الوطنية الأردنية نشأت أولاً بمفهوم دفاعي من الغول الفلسطيني والإسرائيلي الذي كان يقول إن الأردن هو فلسطين، وظهرت هذه المشكلة عندما ضم المرحوم الملك عبد الله الضفة الغربية إلى الأردن "
عدنان أبو عودة: نعم، ثم مشيت الأمور صار عندنا هذه القصة بتاعة القدس بلا قدس بلا بلوط وهاي الكلام لا يجرأ عليه أحد إلا معبئ بمفهوم آخر لأنه بدأ يشوف في الفلسطيني خطر أو العلاقة مع فلسطين خطر خليني أكون دقيق، الوطنية الأردنية نشأت أولاً بمفهوم دفاعي من الغول الفلسطيني والإسرائيلي الذي كان يقول إن الأردن هي فلسطين وهذا أمر مفهوم ونشأت عن تحليل سياسي للماضي إنه هذه المشكلة ما كانت لتكون لو أن المرحوم الملك عبد الله ما ضم الضفة الغربية إلى الأردن، يعني لذلك هؤلاء أصحاب القول هذا كانوا كثر وكانوا بالقيادات السياسية المعارضة بالأردن وبالتالي وجدوا هون عند القومية الوطنية الفلسطينية يعني أبو عمار وجماعته، فكان هنالك توافق ما بين الاثنين، أبو عمار لا يريد الأردن وهم لا يريدوا الأردن أن يتورط بالضفة الغربية.. كل لسببه، الفلسطيني الوطن الفلسطيني أو أبو عمار وجماعته لا يريدون الأردن لأنهم يريدون دولة فلسطينية والأردني الوطن الأردني لا يريد الأردن لا يريد الفلسطيني لأن الفلسطيني هو سبب مشكلته.

سامي كليب: قد إيه نسبة الفلسطينيين في الأردن بالضبط؟ كم هي النسبة؟
عدنان أبو عودة: الحكومة.. الرقم المعتمد ن الحكومة 44%.
سامي كليب: حضرتك تحدثت عن 65%.
عدنان أبو عودة: أنا بأعتقد إنه 60% أو أكثر شوية بس الحكومة..
سامي كليب: من 60 إلى 65% مثلاً؟
عدنان أبو عودة: بأعتقد..
سامي كليب: شو نسبة تمثيلهم في الدولة؟
عدنان أبو عودة: بالبرلمان الهم إنه أهم شيء هو قانون الانتخاب، هلا في الإصلاح الأردني في عندنا حركة إصلاح طبعاً بترتفع وبتموت دائماً تصطدم بموضوع قانون الانتخاب، ما هو قانون الانتخاب هو الذي يكشف الموضوع.
سامي كليب: شو الخلل اللي فيه؟
عدنان أبو عودة: قانون الانتخاب يعطي لمناطق حيث يوجد فيها تركيز فلسطيني سكاني مثل عمان والزرقة بيطلع لـ 118.. من 110 إلى 120 ألف مقعد بالبرلمان، بينما المناطق اللي ما فيهاش فلسطينيين بين عشرة آلاف و15 ألف اللي هما بالبرلمان إذاً لا يوجد تمثيل نسبي للشعب..
سامي كليب: طيب هذا للبرلمان في..
عدنان أبو عودة: خلاص ما هو لما تقول البرلمان صار كل شيء براه.
سامي كليب: في وظائف الدولة؟
عدنان أبو عودة: نفس الشيء بوظائف الدولة، يعني المطالعة الخارجية كم سفير فلسطيني الآن يمكن بين خمسين سفير..
سامي كليب: كم؟
عدنان أبو عودة: من بين خمسين سفير كان في أربعة أو خمسة يعني.
سامي كليب: طيب لو كان.. لنقل الأمور بصراحة هناك تمييز كبير.
عدنان أبو عودة: لا هو عدم مشاركة، أنا بأسميها عدم مشاركة.
سامي كليب: بس عم مشاركة مقصودة.
عدنان أبو عودة: أه..
سامي كليب: عدم إشراك بالأحرى مش عدم مشاركة.
عدنان أبو عودة: عدم إشراك اللي هي بالإنجليزي بنستعمل المعنى الإنجليزي أسهل (Exclusion).
سامي كليب: طيب قلت في كتابك أيضاً سيد عدنان أبو عودة وهذا ما صدم على كما يبدو أكثر من غيري إنه إن قابلية الشرق أردنيين لرؤية الأردن يستوعب أعداداً كبيرة من اللاجئين سوف تعتمد كثيراً على ما إذا كان دمجهم سيتسبب في خلق صعوبات اقتصادية وحتى تمضي عملية الدمج بيسر يجب أن تتاح مكاسب السلام الاقتصادية للمواطنين العاديين في الأردن، فُهم الكلام وكأنك تدعو إلى توطين فلسطينيين في الأردن.
عدنان أبو عودة: الفلسطينيين موطنين (Already) بالأردن.
سامي كليب: مش الموجودين في الأردن.. القادمون.
عدنان أبو عودة: لا.. لا ليس لنا علاقة باللي برة، لا أتكلم عن اللي برة ما الكل ما في أحد اللي لما بيتكلم على موضوع التوطين ما بيعتبر الأردن ما عندوش مياه يكفي شعبه، مش يعني يجيب ناس من برة ويسكنهم يعني كلام غير معقول يعني، مواردهم ضئيلة يعني ما في كلام، نتكلم عن الموجودين اللي أصبحوا أردنيين من 1950، بأتكلم عن اللي أصبحوا أردنيين من 1950.
سامي كليب: مثلك يعني.
عدنان أبو عودة: مش بس مثلي واللاجئين ما هو ما كان ممكن تضم الضفة الغربية بدون أن تضم سكانها وما كان ممكن أن تضم سكان الضفة الغربية بدون أن تضم من عليها من فلسطينيين اللاجئين فأصبح لاجئين وغير لاجئين أردنيين من عام 1950، فالأردن هو وطن (Already) للفلسطينيين وقال أحد رؤساء وزرائهم مرة في البرلمان إن قال إنه الفلسطينيين.. ما بتقدر تحكم وطن، ما الفلسطينيين خالصين.
[فاصل إعلاني]
سامي كليب: بس يعني فقط لأوضح مسألة بسيطة.. حين تقول إن قابلية الشرق أردنية لرؤية الأردن يستوعب أعداد كبيرة من اللاجئين.. يعني من اللاجئين القدامى إذا؟
عدنان أبو عودة: القدامي طبعا.
سامي كليب: مش لاجئين جدد؟
عدنان أبو عودة: نعم.. نعم من القدامى.
سامي كليب: يعني فقط للتوضيح لأن هذا عمل مشكلة كبيرة بالأردن.
عدنان أبو عودة: لا.. لا طبعا.
سامي كليب: طيب رد عليك عدد من النواب وأنا أقرأ بين يدي يعني الخبر الذي ورد آنذاك يقول إن وجه عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني انتقادات حادة إلى عدنان أبو عودة المستشار السياسي للعاهل الأردني.. كنت لا تزال مستشارا، بسبب الأطروحات التي تتضمنها كتابه الأخير الذي تتطرق فيه إلى العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين وذلك في إشارة منهم إلى رفضهم الكونفدرالية في بلادهم ووصف النواب خلال جلسة المجلس التي عُقدت يوم الاثنين في 7/2/2000 الكتاب الذي يحمل عنوان الأردنيون والفلسطينيون والمملكة الأردنية بأنه يثير النعرات الإقليمية جراء أطروحته حول الدعوة لإقامة الكونفدرالية وأن ذلك الطرح يخدم الإسرائيليين ولا يخدم الدولة الفلسطينية.
عدنان أبو عودة: بالضبط ..بالضبط، إذا حجة، إذاً نحن كثير نتكلم هذا كثير واضحة الكلمات وبتستطيع أن تكشف كيف يفكر هؤلاء، إذاً عندي أنا بالنسبة لهؤلاء فيما ما نسميه الأمر الواقع (Status quo) هو لصالحهم.. لصالح المتحدثين هؤلاء اللي هم النواب أو.. تبعهم أو أقاربهم أو عشائرهم أو.. أو إلى آخره لصالحهم، إن هم ما دام هم المسؤولين هم عبارة عن واسطة (Middleman) بين موارد الدولة وبين.. تبعهم بين الدائرة الانتخابية، موارد الدولة اللي هي الوظيفة بالدرجة الأولى والخدمة وهذا ولذلك هم مستفيدين من الأمر الواقع، أي واحد يريد (To rock the boat) يحرك هذا الأمر الواقع عدوهم، أنا بالنسبة لهم من جاء ليحرك ذلك القارب، ليعيد تركيب الـ (Status quo) ولذلك أنا ضدهم إذا أنا بالتقسيم الفكري أنا أطالب بالتغيير للأفضل نحو المشاركة أو الإشراك وهم يطالبون نحو إبقاء الأمر الواقع لأنهم مستفيدون..
سامي كليب: والذي قد يؤدي إلى مواجهة مجددا؟
عدنان أبو عودة: هذا الكلام قد يؤدي في يوم من الأيام، يعني الناس ساكتة الآن لأسباب كثيرة لسنا بصددها هذه بدها كتاب يكتب عنها ما هو موقف الناس وإلى آخره لها كتاب.. يعني لها بحث طويل عريض، إنما هذا هو الوضع الآن، أنا..
سامي كليب: قد ينفجر الوضع يوما ما؟
عدنان أبو عودة: قد يسوء الوضع، لكن دائما لدى الحكومة المراقبة والرصينة والحصيفة أنها تستبق الأمور وهذا ما حاولت أن أعمله إن أنا أساعد الحكومة تستبق الأمور ودخلوا في عملية (Reintegration).
سامي كليب: هذا ما تفعله الحكومة الحالية تستبق الأمور؟
عدنان أبو عودة: لا.. لا..
سامي كليب: شو مأخذها يعني؟
عدنان أبو عودة: هذا الموضوع (Taboo) محرم يعني كل الكلام عن الإصلاحات واللجان اللي تشكلت تقف وتصدم كلها حينما يتحدث المتحدثون عن قانون لانتخاب موقوف ممنوع لأن قانون الانتخاب تعديله يعني تغيير (Status quo).
سامي كليب: يعني هيمنة فلسطينية على الأردن؟
عدنان أبو عودة: لا مش بالضرورة لأنه الفرضية غلط لماذا إحنا مش طوائف ما أنا أخشى إنها تصير طائفية، ما أنا ده كل الكتابة تبعي أنا مع جماعة المواطنة.
سامي كليب: طب بس سيد عدنان أبو عودة تناقض نفسك، من جهة مع مسألة المواطنة إن كل الناس أردنيين ومن جهة ثانية لا تفرق بين فلسطيني من أصل أردني لاجئ فلسطيني وأردني وشرق أردني وما إلى ذلك.
عدنان أبو عودة: نعم، لا أفرق، أنا اللي بألاحظ أنه الغريب إن مجلس النواب إن بيتشكل من جهة من الناس لا يمثل جهة ثانية، ماذا تسميها؟ إذا أثرتها هل أنت صاحب فتنة أم صاحب الفتنة من جعلها بالقانون؟
سامي كليب: طب بس الأمر قائم منذ كنت مسؤولا كبيرا في الدولة.
عدنان أبو عودة: لا لم يكن هذا الكلام بهذا الشكل لما كنت مسؤول بالدولة.
سامي كليب: القانون الانتخابي كان.
عدنان أبو عودة: لا مش هذا القانون، القانون تغير عدة مرات.
سامي كليب: متى وضع آخر قانون؟
عدنان أبو عودة: آخر قانون يمكن 1999 إلى آخره.
سامي كليب: طب 1999 كنت مستشارا.
عدنان أبو عودة: لا ما كنتش أنا تركت الديوان الملكي بـ 1992 تركت..
سامي كليب: بس كنت مستشارا مسميا مستشارا عند الملك؟
عدنان أبو عودة: بال 2000 سميت مستشار ولم أستشر وبعدين قصة ثانية هذه سأكتبها بكتابي، كيف جئت وكيف خرجت من عند جلالة الملك وتحدثت بنفس الموضوع هذا معه، لما أجئ أنا أحب أنا أعمل أنا بشرف وبوضوح وبشفافية، لما قال أنا أريدك قلت له جبت له معي الكتاب لسه ما انتشر بس معي الكتالوج تبع الكتاب شو بيحكي وجعلته يقرؤوه..
سامي كليب: هذا الكتاب ما غيره اللي أثار ضجة؟
عدنان أبو عودة: نعم.. نعم.
سامي كليب: وافق عليه؟
عدنان أبو عودة: قرأ الكتالوج وقال لي أصبحت أكثر حرصا على أني أضعك معي بعد ما قرأت هذا الكتاب.. غير..
سامي كليب: لماذا انتقدك بعدين؟
عدنان أبو عودة: ما بأعرف..
سامي كليب: حصلت عليه ضغوط؟
عدنان أبو عودة: ما بأعرف لا أدري ما سألته..
سامي كليب: لا بأخبرك يعني شو قال دفع الملك عبد الله موقفك إلى توجيه نقد واضح لمستشاره عنك طبعا في خطاب له قبل أسبوع.. هذا الكلام نحن عم نحكي بشهر شباط عام 2000، حيث أكد الملك عبد الله الثاني أن الكونفدرالية ليست في القاموس السياسي الأردني لأنها تشوش على عملية السلام الجارية.
عدنان أبو عودة: مش انتقاد، هو لما قرأ اللي قرأه قال أنا معك غير رأيه وغيرني.. غير رأيه وغيرني قال لي أستقيل يعني أنا استقلت بناء على طلبه..
سامي كليب: هو طلب منك الاستقالة؟
عدنان أبو عودة: نعم.
سامي كليب: بسبب موقفك هذا من موضوع الفلسطيني الأردني؟
عدنان أبو عودة: بسبب هذا الموقف طبعا.
سامي كليب: فيك تخبرنا شو جرى باللقاء؟
عدنان أبو عودة: لا يعني مش للنشر إنما هو هذا يعني أنا كل ما أستطيع القول إن طلب مني الاستقالة بسبب هذا الموضوع.
سامي كليب: هل قال لك مثلا ممنوع الكلام عن الموضوع الفلسطيني الأردني؟
عدنان أبو عودة: هو كان يحبذ ألا يتكلم عنه أحد أن يبقى خامدا مثل البركان الخامد يعني..
سامي كليب: طب قدمت رسالة استقالة؟
عدنان أبو عودة: أه نعم.
سامي كليب: شو كتبت فيها؟
عدنان أبو عودة: لا هذه نسيت شو كتبت بس استقلت.
سامي كليب: لا أصدق.
عدنان أبو عودة: لا نسيت أكيد يعني..
سامي كليب: مش ممكن إنسان ينسى حدث كبير.
عدنان أبو عودة: لا.. لا حاولت إني أسجل فيها سبب عشان أتركها هو بناء على طلبه وليست بناء على طلبي.
سامي كليب: لأنه كان يمكن يصور الأمر إن نظرا لعدم كفاءتك إلى جانب الموضوع.
عدنان أبو عودة: لا.. لا أنا كتبتها بشكل صادق تماما كما حدث أن هذه استقالتي تقدم بناء على طلبه وليس بناء على رغبتي.
سامي كليب: كتبت بسبب موقفك الفلسطيني؟
عدنان أبو عودة: لا هو السبب اللي قال هو ذكره لخصته له إياه وأنا تارك بسبب يعني أنا أستجيب لطلبك أنت.
سامي كليب: ما طلب منك تغيير نص الاستقالة.
عدنان أبو عودة: لا..لا كانت في يوم عطلة رأس السنة الهجرية وكل ما في الأمر طابع في الديوان الملكي طبع لي وتركت له هذا وأخذت نسختي ودرت رايح..
سامي كليب: شو رأيك باللي بيتهموك بإقامة الرغبة بإقامة الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن؟
عدنان أبو عودة: يا سلام، يعني واحد مثلي يبغي الوطن البديل بالأردن؟ أنا أردني، أنا وطني البديل الأردن الآن وسيبقى كذلك إلى أن أموت، أنا عملته وطني البديل من زمان وإلا كيف أِشارك في الحكم وأدافع عن الحكم وأدافع عن الدولة، إن شاء كنت مرتزقة؟ أنا كنت مواطن يا حبيبي.
سامي كليب: وطنك البديل ولا الأصيل صار؟
عدنان أبو عودة: وطني البديل عن الأصيل يعني أنا هذا اللي صار معي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:14 am

تابع ....



عدنان أبو عودة Top-page
أسباب إثارة موضوع توطين الفلسطينيين

سامي كليب: سيقول قائلون سيد عدنان أبو عودة أنه لماذا الآن أصبح جريئا وبدأ يتحدث عن كل ذلك وحين كان بالسلطة لم يقل أي شيء من كل هذا الكلام.
عدنان أبو عودة: ما كانش هذا الحكي أيام ما كنت بالسلطة، هذا لم يكن..
سامي كليب: يعني أيام الملك حسين كانت على عكس أيام الملك عبد الله الثاني هكذا بدك تقول؟
عدنان أبو عودة: أه لا كانت الآن زادت.
سامي كليب: زادت كيف؟
عدنان أبو عودة: الأمر الواقع تأسس في عملية الإقصاء للفلسطينيين يعني الآن في (Exclusion) واضح إقصاء..
سامي كليب: شو السبب برأيك؟ في مؤامرة جديدة أردنية غربية؟
عدنان أبو عودة: لا مش مؤامرة استمرار بالنهج في مكاسب حصله عنه كما يراها البعض اللي هم قادة الأمر الواقع في الداخل قادة (Status quo)..
سامي كليب: بس زوجة الملك فلسطينية شو بدك أحلى من هيك؟
عدنان أبو عودة: أه يا حبيبي طب يعني طبعا هي لا شك أنه يعني هذا شرف للفلسطينيين إن تكون زوجته فلسطينية، لكن ما لها علاقة بالموضوع، زوجة الملك ليست مؤسسة ليست برلمان.
سامي كليب: ومن يتحدثون عن الملك طبعا بالخير يقولون إنه يدافع أكثر مما كان يدافع أبوه أو أجداده عن القضية الفلسطينية.
عدنان أبو عودة: ما بأعرف كيف أنا..
سامي كليب: هيك سمعت..
عدنان أبو عودة: ما بأعرف كيف بيدافع، يعني ما معنى الدفاع هو يدافع كل الناس بتدافع بالكلام من إندونيسيا حتى توصل موريتانيا والسنغال يعني بيدافعوا حتى في ناس بيدافعوا أحسن من كل هذه المنطقة.
سامي كليب: كان للملك عبد الله الثاني تصريحات لافتة بالنسبة لدول الجوار أو أسألك لأنك أيضا عضوا أساسيا في العديد من مراكز الدراسات تراقب الوضع ليس في الأردن وإنما في معظم الدول المجاورة، يتحدث عن الهلال الشيعي ويوجه طبعا انتقادات مباشرة لإيران، أعتقد إن لم أكن مخطئا أنت أيدت أخر خطاب له؟ هل تؤيد هذه النظرة عن الهلال الشيعي؟ هل هناك خوف من الهلال الشيعي؟
عدنان أبو عودة: أنا ما بأعرفش وين الهلال الشيعي أولا يعني تقدر ترسم لي الهلال الشيعي أنت؟
سامي كليب: هو طبعا بيعتبر أنه من إيران للعراق وصولا إلى لبنان شيعة لبنان وما إلى ذلك إلى بعض دول الشيعة الموجودين في دول الخليج يعني يمكن أن يقوم هذا الخط يعني خوف واضح..
عدنان أبو عودة: وسوريا ما هي فاصل.
سامي كليب: لا ما إحنا معتبرين أنه سوريا هي جزء من التحالف الإيراني، طبعا هذا كلام الملك هذا مش كلامي أنا..
عدنان أبو عودة: لا ما أنا بدي أفهم الأول هو فيه (Frontline) خلينا نقول هيك فيه (Frontline) أنا هيك (I would put it this way) وأنا بحطها بهذه الطريقة، إحنا فيه عندنا ما يسمى صدع (Frontline) زي التكوين الجيولوجي للكرة الأرضية صدع (Frontline) شق مذهبي شيعي سني في المنطقة تمتد من بيروت إلى بومبيه، مش يعني في الهلال الشيعي من بيروت إلى بومبيه، فيه عندك أيضا أنت شيعة وسنة في الهند شيعة وسنة بأفغانستان شيعة وسنة بباكستان شيعة وسنة في كل مكان ما عدى هذه المناطق، فهذا بنسميه إذا ما أنعش ومشط (Frontline) بتشغلوا عمالك مثل الزلزال، أنا ضد أن تفعل هذا الـ (Frontline)..
سامي كليب: بتصريحات؟
عدنان أبو عودة: ضد تفعيله بأي طريقة من الطرق..
سامي كليب: يعني مثلا كلام الملك يفعل ولا يهدئ ولا احترازي؟
عدنان أبو عودة: حذر أذن، أذن جلالة الملك حذر من تفعليه يمكن ما بأعرف كيف حطه، أنت بتقول لي الهلال الشيعي بس أعتقد هذا اللي بالذهن.
سامي كليب: رئيس الديوان الملكي الأردني السابق وزير الإعلام السابق أيضا عدنان أبو عودة صرح وكتب الكثير عن مشاكل المنطقة وكتب خصوصا عن مستقبل القدس بحيث تكون المدينة المقدسة بقعة روحية في مدينة مفتوحة غير مجزئة ولكن نشاطه وصل أيضا إلى العراق قبيل الحرب العالمية الأولى حيث ذهب للقاء الرئيس جورج بوش الأب الذي فاجأ الوفد الأردني الذي كان برئاسة الملك حسين بكلامه عن أهمية النفط ومحوريته بالنسبة للحياة الأميركية.
عدنان أبو عودة: ولما بدأنا رسميا الحديث جلست على الطاولة كنت مع جلالة المرحوم بدأ هو الكلام باعتباره (Host) المضيف بالجملة التالية قال يا جلالة الملك إن النفط هو أساس (Our way of life)..
سامي كليب: طريقنا للحياة..
عدنان أبو عودة: طريقة حياتنا يعني أساس طريقة ولن نسمح لأحد بأن يعبث بهذه المادة مهما كان.
سامي كليب: شو رد الملك؟
عدنان أبو عودة: طبعا الملك بعدين تكلم هو كل اللي بده إياه وبعدين الملك رد على أساس أنه يشوفوا كيف ممكن يحلوا مشكلة الكويت مع العراق.
سامي كليب: حضرتك كنت مؤيد موقف الأردن الرسمي من جهة الكويت؟ يعني دعم العراق رغم كل شيء؟
عدنان أبو عودة: الحقيقة أنا كنت أنا والمرحوم الشريف زيد بن شاكر ضد فتور الموقف تبع جلالة الملك من احتلال العراق للكويت..
سامي كليب: وتريد موقفا واضحا..

اقتباس :
"كنت أنا والمرحوم الشريف زيد بن شاكر ضد فتور موقف جلالة الملك من احتلال العراق للكويت، فبعد شهر ونصف أرسل لصدام رسالة يطلب منه الانسحاب من الكويت "
عدنان أبو عودة: نريد موقف واضح وصلب يعني أنه حتى يروح لعقل صدام بشكل وضوح أنه لن نكون معك ونرفض تماما ما فعلته وهذا الموقف ما قاله جلالة الملك.. استعاض عنه بوقت متأخر بسبتمبر بعد شهر ونص تقريبا وبعدين أرسل له رسالة كتبتها أنا وموجودة في ضمن وثائق الكتاب الأبيض اللي أصدره الديوان الملكي يطلب منه أنه الانسحاب من الكويت..

سامي كليب: وكان الموقف متأخر.
عدنان أبو عودة: كان بسبتمبر صار متأخر.
سامي كليب: شو نادم عليه في تجربتك؟ شو اللي بتندم؟
عدنان أبو عودة: اللي نادم عليه أني ما قرأت التاريخ كفاية قبل ما أبلش بالسياسة، كان لازم كنت أقرأ التاريخ أكثر.
سامي كليب: شو أكثر قرار أخطأت فيه أو بتندم عليه؟
عدنان أبو عودة: بالسياسة طبعا؟ ما بأعرف والله بأحاول عمال أستعيد المحطات كلها، كنت ممكن بشكل عام لم أرع.. لم أحاول جادا في رعاية الخوض في السياسة بشكل عام، أنا كشخص سياسي ظلتني أقرب إلى المعلم اللي هو التدريب الأساسي والأكاديمي مني إلى السياسة الممتهن فلم أكتسب ولم أتعمد أن أكتسب ذلك الخبث.
سامي كليب: بعد عمر طويل لو توفيت أين تحب أن تدفن في الأردن أم في فلسطين؟
عدنان أبو عودة: كنت أنا موصي أني أدفن في نابلس، لكن بعد وفاة والدي ودفنه في عندنا بعمان في قبر والدي يعني مع والدي.
سامي كليب: مش مع الوالدة.
عدنان أبو عودة: الوالدة في لا يجوز مع الوالدة وبعدين هي في نابلس وأنا موصي أولادي أخذت أولاد أولادي قبل عيدين على صلاة العيد.. الاثنين واحد عمره 11 سنة وواحد تسع سنين أو واحد 10 سنين والثاني ثمان سنين أخذتهم عشان يتعلموا التكبيرات وال(Adaptation) لهم تكبيرات العيد والحكي هذا لأنه الأطفال بيحبوها والمقبرة بتاعة الوالد بجنب الجامع فطلعت أنا وأحفادي الاثنين وأبوهم وعمهم رحنا على المقبرة نزور الوالد نقرأ له الفاتحة وسورة يس والحكاية.. وبعدين وإحنا قاعدين بأقول لأبني الكبير بأقول له يا بني أنا بدي أذكرك أنه أنا أدفن هنا فيه عند جدك، بعدين طلعنا من المقبرة إحنا طالعين منها ببالي أنا أسأل الأحفاد أن هم زاروا قبر سيدهم فبأقول له واحد أسمه هادي بأقول له يا هادي إحنا وين كنا؟ بدي يقول لي عند قبر جدو هيك كنت متوقع قال لي كنا عند قبرك.
سامي كليب: تهتم بالشعر بالأدب؟ تحفظ شعر؟
عدنان أبو عودة: أه طبعا كنت أحفظ شعر.
سامي كليب: لمين مثلا؟
عدنان أبو عودة: كنت أحفظ للكل للمتنبي الشعر الحديث.
سامي كليب: لا شو فيه شي بيت مثلا بيشغلك بتحبه؟
عدنان أبو عودة: الشعر الذكي اللي فيه (Tricks) يعني لأحمد عبد المعطي حجازي كنت أحب له قصيدة كان لي قلب.
سامي كليب: تتذكر شو بتقول؟ راح يفرح فيه الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي إذا عرف سياسي مثلك حافظ له أشعاره يعني.
عدنان أبو عودة: لا هو بيعرف، كنت ديوانه عندي، أنا عندي دواوين شعر كثيرة.
سامي كليب: شو هواياتك الشخصية؟
عدنان أبو عودة: أنا أطالع.
سامي كليب: القراءة؟ الكتب؟
عدنان أبو عودة: الراحة النفسية قراءة الشعر يعني عندي دواوين شعر لما بدي أرتاح أشوف في الغربي بأرتاح.. الموسيقى أحيانا لكن الفن تبعنا هي الكلمة الجميلة الموسيقية الشعر.
سامي كليب: شو أخر كتاب عم تقرأه؟
عدنان أبو عودة: عمالي بأقرأ هلا كتاب بالإنجليزي لفوكو ياما آخر كتاب له (America at the crossroads) أميركا على مفترق الطرق (Democracy, power) بأقرأ فيه.
سامي كليب: لم يبتعد عدنان أبو عودة عن السياسة إلا من الناحية الرسمية فهو لم يعد مستشار للملك ولا رئيس للديوان الملكي ولا وزيرا للإعلام وإنما لا يزال في قلب السياسة محاضرا أو مؤلفا أو متابعا وهو عضوا في منتدى الفكر العربي برئاسة الأمير حسن وهو عضوا في مراكز دراسات ومراكز أبحاث عديدة في الولايات المتحدة الأميركية ويشارك في مركز السلام الأميركي ويحب الفلسفة والأدب والشعر ناهيك عن متابعاته ومقالاته الصحفية التي ذكرتني بأن أسأله ونحن في مقهى الريش بالقاهرة حيث يلتقي الأدباء والمثقفين عن حقيقة منهجه لبعض الصحف الأردنية حين كان وزيرا للإعلام.
عدنان أبو عودة: أغلقنا مرة صوت الشعب وأغلقنا مجلة أسبوعية..
سامي كليب: بقرار منك؟
عدنان أبو عودة: بقرار من رئيس الوزراء حسب قانون المطبوعات.
سامي كليب: أنت كنت موافق عليه؟
عدنان أبو عودة: أه طبعا.
سامي كليب: معقول تقمع صحافة وأنت رجل فكر؟
عدنان أبو عودة: هذه الأيام طالما بتكون بالكرسي وشايف الموضوع..
سامي كليب: بتندم اليوم؟
عدنان أبو عودة: أه طبعا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:15 am

أيلول الأسود - الجزء الأول

مشهور حديثة

فاروق القدومي

عدنان أبو عودة

نايف حواتمة

إيريك رولو

إفنايين كاني
أسعد طه: 
هو حالة نموذجية لفصل في التاريخ العربي الحديث، فصل اكتنفته العواطف السياسية والأيديولوجية.
السلام عليكم، نعم أيلول الأسود شوشت هذه العواطف السياسية والأيديولوجية النظرة إليه، وفسرت بطريقة ساذجة أحداثه وصورت أحد الطرفين على أنه وحده الجاني، وأن الآخر هو وحده الضحية. وإذا شئنا تفسيراً عدنا إلى الوراء قليلاً أو بالأحرى كثيراً تحديداً إلى بداية الخلافات بين طرفي الأزمة، المقاومة الفلسطينية والنظام في الأردن، الأردن الذي رأى في قرار الجامعة العربية لعام 1963م والقاضي بتأسيس جيش تحرير فلسطيني خطراً أو انتهاكاً لسيادته على الضفة الغربية، ويزداد الأمر توتراً بقرار المجلس الوطني الفلسطيني بعد ذلك بعام مع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ويتصاعد القلق الأردني مع بدء أعمال المقاومة ضد الكيان الصهيوني، انطلاقاً من الأراضي الأردنية ولتبدأ أولى علامات التأزم في العلاقة بين الطرفين الفلسطيني والأردني بإيقاف الأردن فلسطينيين بتهمة النشاط السياسي غير المشروع، وهو التأزم الذي يصل مداه في سبتمبر /أيلول 1970م ويأخذ شكلاً عنيفاً من الصدام المسلح، يتذكر مقدماته ثم أحداثه صحفيان عاصراه، أولهما (إيريك رولو) وهو صحفي فرنسي كان يعمل أثناء أيلول مراسلاً لجريدة لوموند الفرنسية، وثانيهما هو حسان بكر وهو كاتب صحفي بجريدة الأهرام المصرية.
إيريك رولو (صحفي بجريدة لوموند الفرنسية): 
أتذكر أنني وصلت إلى عمان بالطائرة، وفي غالب الأحيان كان الصحفيون يجدون لدى استقبالهم ممثلين عن وزارة الإعلام، ولكن في تلك المرة التقيت رجالاً قالوا إنهم ليسوا من وزارة الإعلام بل من حركة فتح، كان المطار واقعاً تحت سيطرة المنظمات الفلسطينية تقريباً. تم اقتيادي إلى الفندق من قبل رجال فتح في سيارة فلسطينية تحمل علماً فلسطينياً، ولا أثر لشرطة أو لأمن أردني، كانت واقعة مؤثرة لا يمكن للمرء أن ينساها بسهولة.
حسان بكر (كاتب وصحفي بجريدة الأهرام المصرية):
وصل الأمر إلى إنه كانت القيادة الفلسطينية وصل بيها الأمر إلى إنها كانت تقريباً بصفة.. تقريباً بمثابة الحاكم الفعلي للعاصمة الأردنية عمان، أذكر من ضمن الذكريات إنه في يوم من الأيام أنا وصلت إلى العاصمة الأردنية عمان قادماً من دمشق، وكان معي جواز السفر ولكنني لم أقدم جواز السفر إلى السلطات الأردنية، كان معي تصريح من قيادة الكفاح المسلح، ودخلت أعطيته للكفاح المسلح ودخلت إلى العاصمة الأردنية.
إيريك رولو: 
مكثت في عمان بعض الوقت، وانفجار الأحداث ومع مرور الأيام كانت كل الأدبيات الفلسطينية من منشورات وصحف وبيانات تقول: سوف ننتصر، نحن الأقوى، سنهزم هذه الملكية الفاسدة. وهنا أذكر واقعة لا تنسى إذ إني وقبل ساعات من انفجار الحرب كنت أنتقل في عمان وزرت مقر فتح وهناك التقيت أبو إياد، وهو من كبار قادة فتح كما نعلم، كان الرجل يحترمني، لأنه كان يعتبر أنني أحاول القيام بمهنتي بنزاهة، استدرجني إلى خارج مكتبه باتجاه مكان منزوي وشرح لي الموقف قائلاً: ستنفجر الأحداث بعد ساعات قليلة وأنت ولاشك يا إيريك قرأت كل منشوراتنا وسمعت كل قادتنا، وقال لك الجميع بأننا الأقوى وأننا سننتصر، لا تصدق كلمة واحدة من ذلك فأنا أعلم أننا نسير نحو الكارثة.
حسان بكر: 
القيادة الفلسطينية أو قيادة فتح وقيادة المقاومة الفلسطينية كانت في وقت من الأوقات تتحكم في كل شيء في عمان لدرجة إلى إن الأمور وصلت عندما تكونت منظمات كثيرة، الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية.. وجبهة التحرير الفلسطينية والقيادة العامة وعشرات المنظمات الفلسطينية، وصل الأمر إلى إن إحدى المنظمات كانت بترفع شعار الطريق إلى القدس يمر عبر قصر "بسمان" قصر "بسمان" وهو.. نحن نعلم إن هو القصر الملكي ساكنه جلالة الملك حسين.
إيريك رولو: 
عدت إلى الفندق وبدأت الطلقات تنهمر، كنا في فندق يقع بين مواقع الفدائيين الذين كانوا يقصفون الجيش الأردني ووحدات الجيش الأردني التي كانت تقصف من الجانب الآخر، كان الطرفان يتبادلان القصف عبر الفندق، لذلك لم نكن نقوى حتى على الوقوف، وعلى مدى سبعة عشر يوماً بقينا أنا وزملائي ممددين على الأرض، نزحف من غرفة إلى أخرى، لقد اخترقت الطلقات والطلقات والقذائف كل غرفنا، كان ذلك مأسوياً بالفعل، بعد ثلاثة أو أربعة أيام لم يبق لنا لا أكل ولا شراب وعانينا من الجوع والعطش. غير أن ما بقى ماثلاً في ذهني هي تلك المعارك الفظيعة التي لا تكاد تتوقف. كان الجنود يحملون لنا الأخبار، كانوا يقولون إن عدد القتلى والجرحى كبير، استغربت ذلك كله، لم أتصور أن يقوم طرف عربي بإطلاق الرصاص على طرف عربي آخر، وبالإضافة إلى ذلك كله علمت أن قسماً كبيراً من جيش الملك حسين كان مؤلفاً من فلسطينيين وكانوا يطلقون النار على فلسطينيين آخرين، وهذا أيضاً شكل صدمة لي وللصحفيين، لأننا لم نكن نظن أن فلسطينياً يقتل فلسطيني آخر.

أسعد طه
أسعد طه: 
في مسألة أيلول الأسود تتابعت الأحداث هكذا: عقب هزيمة 67 بدأ توافد اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن في التزايد، وتزامن ذلك مع تنامي حركات المعارضة الفلسطينية المطالبة بالإطاحة بالملك حسين، إلى أن شهد شهر مارس/ آذار أحداث معركة الكرامة الشهيرة. وفي عام 70 يعلن الملك حسين عن قبوله بمشروع (روجرز)، وبعد ذلك بشهر ينجو الملك حسين من محاولة لاغتيال، وبعد لقاء جمعه بعبد الناصر يعلن عن تشكيل حكومة عسكرية، وتتلاحق الأحداث سريعاً في ذات الشهر يبدأ الجيش الأردني بمهاجمة مواقع الفدائيين ثم تنعقد قمة عربية في القاهرة تفضي إلى تشكيل لجنة مصالحة ويعقب ذلك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
[فاصل إعلاني]
أسعد طه: 
أيلول الأسود، شابت العديد من التناقضات والاختلافات رواية أحداثه، ولعل هذا ما يشرع تساؤلات عدة أهمها ما يتعلق بطبيعة العلاقة التي كانت تربط بين المقاومة الفلسطينية في الأردن ونظام المملكة أواخر الستينات، خصوصاً وأن حرب 67 غيرت العديد من المعطيات في الخارطة السياسية للمنطقة. كما يحق السؤال: ما الذي عجل بالمواجهة العسكرية بين الطرفين؟ هل ضاقت أرض المملكة عن احتضان المقاومة وهي التي باركتها أغلب الدول العربية أم أن وجود المجموعات الفدائية أربك النظام في الأردن وصار تجاوزاً لسيادته وخطراً عليه؟
في حلقة اليوم سنعرض إلى طبيعة العلاقة بين نظام الأردن والمقاومة الفلسطينية، وإلى السياق التاريخي الذي سبق أحداث أيلول الأسود، والظروف التي أدت إلى اندلاع الأزمة، ثم نتطرق في حلقة مقبلة إلى المبادرات السلمية التي سبقت الأزمة لنخلص في النهاية إلى بيان تجليات أحداث أيلول الأسود ونتائجه على أنه لن يتم إدراك ما اكتنف هذه الفترة من التاريخ العربي الحديث دون الاحتكام إلى رواية عصبة ممن كانوا شهوداً في أحداث عمان أو طرفاً فيها.
ضيف البرنامج 1: 
هاي الأزمة اللي أنا بأقول عنها.. عبارة عن فوضى حصلت في فترة زمنية يعني الحقيقة ما بأحب أتذكرها، لأنها فترة سيئة من حياتنا كانت، كان فيه نوع من عدم الانضباطية عندنا في البلد، سواءً كان من جهة معينة أو من جهة أخرى.
ضيف البرنامج 2: 
من إربد، من السلط، من غزة فيه، من نابلس، من طولكرم، جيراني كلهم، نسمع ها الطخ نتجمع في أوضة واحدة.
ضيف البرنامج 3: 
حوالي 21 يوم ما فيش مستشفيات تستقبل ولا سيارات تحمل، اللي عنده سيارة صافة باب الدار، واللي بينزل من الشارع كان الرصاص غير (...) عليه، من الطرفين الجبل هذا يرمي على الجبل الثاني، والجبل هذا يرمي عليه الجبل هذا، وبتعرف ما فيه بيت إلا وعلى ضهره ناس مسلحين.. مشكَّلة.
ضيف البرنامج 4: 
البيت تبع أهلي إيجي في منطقة.. نصيبنا.. من الجنوب فيه قاعدة فدائية، ومن الشمال فيه قاعدة للجيش، صاروا يضربوا على بعض، ها دول يضربوا على بعض، وها دول يضربوا على بعض، إحدى القنابل نزلت على البيت طبعاً ما عندنا ملجأ ما فيش ملاجئ كان فقتلوا إخواني في نصف البيت وأبوي أصيب طبعاً.
اللي بتستغربه إنه البيت عندنا أبوي حط كل المسؤولية على الفدائية، وإنه القنبلة منهم، أمي بتقول له لأ القنبلة إجت من الشقة التانية من الجيش، هذا دليل.. دليل هو.. إن هم رافضين موضوع الضربة، يعني بغض النظر.. يعني أنا شايفها من هون وأنت شايفها من هون، يعني ما فيه مسؤولية.. ماتوا الأولاد بس التنين مش متفقين من المسؤول؟!
ضيف البرنامج 5: 
الكل كان يتألم، حتى لا.. لا ينظر إلى هذا هل هو جندي أم هو فدائي أو مع.. مع.. من أي طرف، لأنه اللعبة كنا نعلمها علم اليقين الطرفين، ولذلك يعني حتى من.. من الظباط الأردنيين كانوا يلطم على وجهه عندما يرى هذه الإشكالية، وكان الأمر شوف كيف يعني معروف لديه إنها مؤامرة،.. وكثير من الفدائيين كانوا يبكوا على ما.. ما حصل. وفي كل شارع وفي كل منطقة كان الألم يعصر القلوب وكان الرصاص الطائش من كلا الطرفين بدون.. بدون حدود.
ضيف البرنامج 6: 
هاي العناصر اللي دخلت هذه اللي هم مش من الأردن اللي هم من خارج البلد، طبعاً ها دول أساؤوا للناس.. أساؤوا للناس كتير… مش إذاعتنا كمان الإذاعات اللي بره هي اللي كانت تحرك عمان وتدمر عمان وعمان ما فيها شيء كان، مافيهاش شيء نهائياً يعني.
ضيف البرنامج 7: 
بيجوا ناس من عمان أو.. مغرضين طبعاً بيقولوا والله.. منطقة كذا من عمان ادمرت عندك (...)، المنطقة الفلانية مثلاً خلينا نقول وسط البد مسحوها مسح، طبعاً هاي كان كلها عبارة عن مبالغات.
ضيف البرنامج 1: 
الناس كتير متواجدين من أي طرف كان بغض النظر عن جنسية أو أصل هذا الإنسان.
ضيف البرنامج 4: 
أنا لم أشعر بأردني وفلسطيني وكل الموجودين في المنطقة إلا بعد أيلول، شفت على إيه، بعد حوادث أيلول صار فيه منه هذا. قبل ما كان حد يسأل التاني أنت من وين أصلاً.
أسعد طه: 
هاني الحصاونة عمل مديراً للتشريفات في القصر الملكي، وكان قريباً من الملك حسين القصر الملكي، وكان قريباً من الملك حسين أثناء أحداث عمان.
محمد رسول الكيلاني (مؤسس جهاز الاستخبارات الأردني) عمل مستشاراً للملك حسين لشؤون الأمن القومي، وكان يمثل الطرف المتصلب ضد الفدائيين.
الفريق أول مشهور حديثة (قائد القوات الأردنية) خلال معركة ضد الإسرائيليين، كان قريباً للفدائيين، وعمل رئيساً للأركان في الجيش الأردني.
أحمد جبريل (أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة) انتقد كثيراً سياسة الملك حسين.
نايف حواتمة (أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) وأحد زعماء التيار القومي، بعد هزيمة 67 تحول إلى الفكر الماركسي، وكان يمثل الشق المتصلب ضد الملك حسين.
فاروق القدومي (أحمد مؤسسي حركة فتح ومنظمة التحرير) كان أقرب قادة فتح من الرئيس جمال عبد الناصر.
عدنان أبو عودة عمل وزيراً للإعلام في الحكومة الأردنية، وعمل مستشاراً دائماً للملك حسين.
سامي شرف المساعد الخاص للرئيس جمال عبد الناصر وأمين سره طيلة ثمانية عشر سنة.
اللواء محمد فوزي أقرب رجل في الجيش المصري لعبد الناصر، ومعه أعاد بناء الجيش بعد هزيمة 67، ومعه أيضاً خاض حرب الاستنزاف، وعمل وزيراً للحربية.
كولونيل إفنايين كاني، نائب شعبة التقييم والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومديرها العام، وكان مسؤولاً عن وحدة الأردن خلال أحداث أيلول.
رفائيل جدعون، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية خلال أحداث أيلول، وكان مسؤولاً عن التنسيق مع إسحاق رابين والولايات المتحدة بخصوص أحداث أيلول.
[فاصل إعلاني]
أسعد طه: 
الحق أنه إثر حرب 67 بين العرب والكيان الصهيوني تغيرت عديد المعطيات في الخارطة السياسية للمنطقة، وفي علاقة العرب بالمقاومة الفلسطينية. على أن المملكة الأردنية الهاشمية كانت أكثر دول المنطقة التصاقاً بالقضية الفلسطينية، ويكفي أن أكثر مائتي ألف لاجئ فلسطيني قد التحقوا بالمخيمات في الأردن إثر الحرب، وأضحى أمر إدماجهم صعباً، مما نمى لديهم شعوراً بالمرارة والغبن وأمست المقاومة رمزاً جسوراً في مواجهة الكيان الصهيوني.
عدنان أبو عودة (مستشار الملك الأردني الراحل حسين): 
حرب الـ 67 لها وجهان: الوجه الأول هو انتصار إسرائيلي ساحق، والوجه الأخر هو هزيمة عسكرية عربية ماحقة. الأردن كان في الوجه الآخر من البلدان العربية التي أصيبت بالهزيمة شأنه شأن أي بلد عربي شارك في حرب 67 أو حتى لم يشارك، فالمعركة في الـ 67 –كما تعلم- كانت في نظر الناس أنها حرب عربية مقابل إسرائيل. كانت حرب الـ 67 بنتائجها بمثابة زلزال –في رأيي من ناحية تاريخية بمثابة زلزال- أثرت على تاريخ المنطقة، بالنسبة للأردن، الأردن كان أكثر دولة عربية تأثرت في.. بنتائج حرب 67، تأثرت ضرراً، لأن الأردن فقد الضفة الغربية وفقد القدس.
هاني الخصاونة (مدير التشريفات في القصر الملكي الأردني): 
انبرت أصوات تدعو إلى مناواة الاحتلال الإسرائيلي بالكفاح المسلح، وهنا كانت البدايات فتركزت مقاومة الحركات الفدائية للاحتلال الإسرائيلي على الساحة الأردنية، وهي ساحة بسبب ظروفها الموضوعية ساحة تتألف من دولة فقدت الضفة الغربية التي تشكل –معنويا- نصف المملكة وليس جغرافياً، معنوياً.. معنوياً، وبنفس الوقت ذاقت مرارة الهزيمة مثل باقي الدول العربية، وبنفس الوقت النظام السياسي الأردني نظام محسوب على أنه أقرب إلى الغرب منه إلى المعسكر الاشتراكي آنذاك ونظام يدعو تاريخياً إلى التسوية السلمية للصراع العربي –الإسرائيلي، ونظام يقود دولة ضعيفة الإمكانيات الذاتية الاقتصادية فوجدت الدولة الأردنية نفسها أمام سلطة أخرى تتنامي شعبياً وتقوى يوماً بعد يوم، ولكنها سلطة تحمل البنادق وتحمل السلاح إلى جانب سلطة الدولة والنظام وهي الجيش الأردني.
أحمد جبريل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين): 
دخلنا للأردن، بس دخلنا ليس بإذن من الملك حسين.. عنوة، كان الملك حسين في وضع بعد هزيمة 67، أجهزته الأمنية.. وضع الجيش لم يكن يستطيع أن يمنعنا، استفدنا من وجود الجيش العراقي هناك لتقديم تسهيلات لنا فتواجدنا في أغوار الأردن من (الشون) الجنوبية يعني جنوب طبرية حتى البحر الميت ثم جنوب البحر الميت، عارف كيف وبدأنا نزاول الكفاح المسلح، عارف كيف، يعني سوى في إرسال السلاح للضفة الغربية، أو في استقطاب عناصر من الأرض المحتلة من شان يتدربوا ويعودوا، أو إرسال مجموعات تقوم بتدريب الناس في جبال نابلس أم جبال الخليل وقلنا في بين بعضنا إنه بلاش نقوم بعمليات على القشرة، يعني على غور الأردن ضد الإسرائيليين لكي لا تغلق الحدود فيما بيننا.
هاني الخصاونة: 
دعني أن أؤكد لك بأنه عندما ظهرت المقاومة الفلسطينية في البداية وتركزت عملياتها على العدو الإسرائيلي كانت تتمتع بالمساندة المطلقة للجيش الأردني جنوداً وضباطاً وأفراداً وبمساندة الشعب العربي في الأردن، لأنها تعبر عنه.
أحمد جبريل: 
كان لنا إحنا في البدء في أغوار الأردن قدسية، سواء قبل معركة الكرامة أو بعد ما خرج معركة الكرامة. أنا أذكر جيداً كان الجيش الأردني ماسك كل طرق التموين يحاصرنا، أهالينا من أردنيين أو فلسطينيين في الأردن كانوا كل يوم خميس بينزلوا إلى (الأغوار) محملين لنا مواد الغذائية، أكل طابخينه ويدورواً علينا في (الأغوار) لحتى يقوموا لنا الأكل، لأنه.. ينظرواً لنا إنه إحنا اللي أعدنا الاعتبار لهذه الأمة المهزومة بعد عام الـ 67.
عدنان أبو عودة: 
كان على الأردن أن يواجه عدد من المشاكل على الصعيد المحلي، وعلى صعيد الضفة الغربية المحتلة، وعلى الصعيد العربي، وعلى الصعيد الدولي، فوضع أجندة وطنية للعمل في الساحات الأربعة، على الصعيد المحلي كان هم الأردن الرئيس بعد الـ 67 مباشرة هو التعامل مع قضية النازحين إيواؤهم، مساعدتهم، توفير متطلباتهم الأساسية إلى أن يستقروا وإلى أن نعرف ماذا سيتم بشأنهم.
أسعد طه: 
تواصلت أعمال المقاومة مدعومة بهذا المد الشعبي في أنحاء الوطن العربي، ولعل هذا ما حدا بالحكومة الإسرائيلية إلى التهديد بالتدخل في المملكة الأردنية، ولم يقف التهديد عند هذا الحد، بل تعداه إلى أكثر من ذلك حين قررت إسرائيل أن تنهى أمر المقاومة، وذلك بضرب إحدى القواعد الصلبة لحركة فتح في بلدة الكرامة الواقعة في سهل نهر الأردن، لم يزد عمر المعركة عن خمسة عشر ساعة وارتدت بعدها القوات الإسرائيلية على أعقابها، وتكبدت في ذلك من الخسائر ما تكبدت. وفي الطرف الآخر كان الفلسطينيون والأردنيون.
محمد رسول الكيلاني (رئيس جهاز المخابرات الأردني سابقاً):
معركة الكرامة معركة كنا نحن على استعداد لها، والسبب فيها إنه جاءت معلومات للمخابرات العامة من داخل إسرائيل إنه فيه تحشد على تلك المنطقة، تأكدت من التحشد ورصدت هذا التحشد، والمصدر عسكري سابق. فكان ذاهب للضفة الغربية وما كانش فيه أسلحة على (وادي) النبي موسى، لما رجع من الضفة الغربية شاف فيه أسلحة، بدل ما يجي الطريق غير.. راح لف من عند.. إيجي من عند دانية، أخذ خط عرضي جوالي كيلو فشاف الدبابات. رأساً رجع وصل المساء ومبلغني، بلغنا الجيش.
 
صورة من أحداث أيلول الأسود
أحمد جبريل: 
بعد أن فشل الملك حسين في اقتلاع وجودنا من أغوار الأردن، أصبحت المهمة هي على الإسرائيليين استغلت العملية العسكرية اللي قمنا فيها في (عين يهف) ضد باص ينقل طبلة الجامعة العبرية هم وأساتذهم لمنجم في تمناعة.. مناجم تمناعة أي في جنوب البحر الميت وقتلوا وجرحوا كل اللي كان في الباص 22، بدأ الإسرائيلي يحشد قواته ليوجه ضربة عسكرية وكان واضح لنا من خلال الاستطلاعات، من خلال أهلنا في الداخل أن العدو يقوم بحشد قوات.
مشهور حديثة (رئيس أركان الجيش الأردني-سابقاً): 
هي الحقيقة استمرت 18 ساعة من صباح الـ 21، الساعة الخامسة حيث قطعت أول دبابة الجسر، جسر الملك حسين باتجاه الشرق على منطقة الشولة المؤدي.. المحور الرئيسي والطريق الرئيسي المؤدي لعمان،وكانت بسرعة لا تقل عن 60 كيلو متر بالساعة أشبه بنزهة، بسرعة لتسير على الطريق واستمرت لغاية الساعة التاسعة ليلاً، القصف الجوي الإسرائيلي.
إفنايين كاني (جهاز المخابرات الإسرائيلي): 
قامت معركة الكرامة على ما أعتقد في آذار/مارس من عام 68 قبل أيلول/سبتمبر 1970م بما يزيد عن السنتين، كانت عملية محدودة نسبية ولم تتجاوز الأردن، الإشكال الحقيقي كان قبل هذه العملية وبعدها، ذلك أن المنظمات الفلسطينية كانت تعمل على بناء قواعد صلبة لها داخل الأردن، ولم يكن من المفيد أن نصطدم معهم عسكرياً داخل الأردن لأن الأمر هناك مختلف.
مشهور حديثة: 
أعتقد أن الهدف كان هدفين: الأول القضاء على الحركة الفدائية قضاءاً مبرماً حتى تبطل المقاومة صمودها في المنطقة.. اثنين: الضغط على الحكومة في عمان على أساس قبول الحل السلمي الذي وصلنا إله على (...)، ثم إبطال فاعلية الروح المعنوية المتجددة في الجيش، كما تعلم الجيش بعد الهزيمة وبعد عودة من فلسطين معنوياته وليس بالمعنويات الجيدة، ولذلك أريد أن.. أن يقضي أيضاً على هذا النوع من المعنويات لتكون قوات غير جادة كما هي سابقاً ولا تصمد أمام العدو.
ثم إثبات إنه هذه القوة لا تقهر.. لذلك المخططين بنوا كل شيء: معادلات القوة أكثر من قوتنا، العدد أكثر من قوتنا، السلاح الجوي..، ولكن لم يحسبوا حساب الإنسان العربي، لم يحسبوا حساب الروح المعنوية، لم يحسبوا الانتماء الوطني.
إفنايين كاتي: 
كانت بالأساس معركة بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية ولكن القوات الأردنية كانت منتشرة في تلك المنطقة على امتداد غور الأردن بشكل عام، لذلك كان علينا أن نواجه الجيش الأردني، وإن على نطاق محدود.
هاني الخصاونة: 
الذي وقع والثابت بأن الحكومة الإسرائيلية أرادت أن توجه ضربة قاصمة لمراكز الفدائيين في الكرامة، والكرامة -كما تعلم جنابك- تقع في داخل أراضي الضفة الشرعية من الأردن، أي تحت المسؤولية المباشرة للقوات المسلحة الأردنية فتصدت القوات المسلحة الأردنية إلى الهجوم العسكري الإسرائيلي تصدياً باسلاً تساندها بذلك وضمن الأسلحة المحدودة للفدائيين بطولات للأشقاء الفدائيين الفلسطينيين ومقاومة بالسلاح من يد إلى يد إلى أن انهزمت هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية.
عدنان أبو عودة: 
هي كانت حرب دفاعية أولاً خلينا لا ننسى الموضوع، الكرامة كانت معركة دفاعية، جاءت إسرائيل بقواتها وبنوع من الغطرسة يعني كنا نعرف أنه إسرائيل داخلة تعمل عملية كبرى في تلك الفترة لأن هذا..ما كانت تخفي نواياها، لأنها كانت تتكلم من الموقف الظفري، من موقف الظافر أبداً الذي يستطيع أن يهزم عدوه باستمرار ويحقق أهدافه العسكرية باستمرار، فدخلت.. وحاربوا دفاعاً عن مواقعهم.. الفدائيين والجيش، الجيش كان يدافع عن الأرض الأردنية، وعن مواقعه أيضاً، عن وطنه وعن المواقع والفدائي كان يدافع عن مواقعه وقواعده، فكانت هي بالأساس حرب دفاعية لكنها كانت مفيدة للطرفين، لأنها كانت مفيدة للطرفين.. الـ Irony المفارقة في الموضوع أن الطرفين تنازعا المجد.
أسعد طه: 
ولعل هذا الاختلاف هو الذي شكل بداية التصدع في البناء الفلسطيني الأردني، ففي ظرف اجتمعت فيه عوامل اللقاء والقوة راح كل طرف يبالغ في إقصاء الطرف الأخر وإشاعة فضله هو في دحر القوات الإسرائيلية.
فاروق القدومي (من مؤسسي حركة فتح): 
ونذكر في ذلك التاريخ عندما قامت القوات الإسرائيلية.. أكثر من 10000 آلاف جندي دخلت في الصباح بعد أن قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مكثف على مناطق الكرامة والمناطق الجبلية لأنهم يعرفون على أن القواعد هي في الجبل وفي والقيادة طبعاً في منطقة الأغوار، وبعد ذلك بدأ القصف المدفعي فكان الأخ أبو عمار وكان الشهيد أبو إياد وكان الشهيد أبو صبري وكنت أنا في الكرامة هؤلاء من أعضاء.. وعدد من المناضلين قلت.. أكثر من 93 شهيد يعني ثلثنا قد استشهدوا في تلك المعركة، واستمرت يوماً كلاماً ونقول شارك الجيش الأردني ببطولة وكان قائد الجيش في ذلك التاريخ هو مشهور حديثه.
الحقيقة اشتبك أيضاً مع الجيش الإسرائيلي وكانت خسائرهم كبيرة وقامت مظاهرات أذكر في حيفا تحتج على هذه الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي فقال (أشكول) كلمته "من يضع يده في وكر الدبابير لابد أن يتحمل لسعها" وكانت هذه بداية انطلاقة جديدة للمقاومة الفلسطينية فبدأ الآلاف من الشباب يدخلون أفواجاً إلى الثورة الفلسطينية ليقاتلوا فيها وارتفعت معنويات الجماهير العربية قاطبة بعد هذه النكسة وبدؤوا ينسوا آثارها وتدعيا النكسة لعام 1967م.
محمد رسول الكيلاني: 
بالمعركة معركة الدبابات، دروع، هاي المعركة، مش مشاه، فالمدفعية تبعنا في (عير أو يرقه)، زودت بالذخيرة، الدبابات نزلت للشونة لكل المنطقة وسار الالتحام مدفعية ودروع، مش معركة مشاة مش جنود مشاة..
مشهور حديثة: 
أنا كقائد لهذه المعركة وكمنصف للطرفين أقولها بكل أمانة: المعركة، معركة جيش لجيش ولو كانت للفدائيين لانمحوا عن بكرة أبيهم أو هربوا من الميدان، ولكن مشاركة الفدائيين كانت فعالة لأننا نسقنا معهم ضمن المنطق وصمدوا وقاتلوا قتال أبطال، وقدموا من الشهداء الكثير وعندما يقدموا 100 شهيد، أنا أعتقد إنهم قاتلوا قتال كويس وحتى إنه في موقع الكرامة بالذات في القرية اللي سميت كرامة وهي كرامة بينما المعنى بالكرامة، كرامة الأمة مش بصفة للقرية.. التحموا مع القوات اليهودية النازلة جواً.. الهيلوكبتر بالسلاح الأبيض، دا الجماعة قاتلوا قتال.. صحيح، لم يكونوا هم.. لم تكون معركة الفدائيين والـ.. وإسرائيل فقط، تسمع مرات يقول "وفتحت.. وفتحت القوات الأردنية مدافعها" لا.. لا إحنا قاتلنا من أول دخلة دبابة على المنطقة، أول ما قطعت الجسر أعطيت تعليمات أن تفتح كافة المدافع أفواهها وقاتلنا القوات الغازية سواءً كانت المدرعات أو القوات الهابطة مجرد ما قطعوا النهر أو فتحوا النار علينا.
أحمد جبريل: 
في داخل مخيم الكرامة لم تدمر أي سيارة إسرائيلية، لا دبابة ولا سيارة، الدبابات اللي دمرت هي دمرت على عقد اللي واجهها الجيش الأردني، صارت مقاومة منا، مقاومة محدودة، كناس حرب عصابات شو ممكن يقدروا في ظروف معينة يقاتلوا، قاتلوا بهذا القتال اللي حصل.
عدنان أبو عودة: 
حادثة الكرامة كان الحدث الأهم في هذه الفترة بين 67 و 78 لأكثر من سبب، معركة الكرامة كان بحاجة إليها الجيش الأردني، حاجة ماسة مثلما كانت المقاومة بحاجة إليها حاجة ماسة، كانت حاجة الأردن لها هي أن يستعيد الجيش ثقته بنفسه بعد تسعة أشهر من هزيمة حزيران فجاءت هذه المعركة التي حارب فيها الجيش ببسالة وقدم تضحيات جلة وقاتل قتالاً شرساً للدفاع عن مواقعه في غور الأردن، جاءت لتعطيه الثقة بنفسه، بالنسبة للمقاومة كانوا بنفس الحاجة هم أيضاً.
أعطتهم معركة الكرامة وحربهم في هذه المعركة وتقديمهم لشهداء وحربهم البطولي بأسلحة بسيطة ولكنها.. ولكنهم قاتلوا بشجاعة وقدموا معظمهم.. لا أقل من 110 شهداء كان غير المصابين، كانوا بحاجة إليها لتأكيد الـ reasindetre تبعهم، مبرر وجودهم بعد الـ 67 كالبديل للفشل العربي، ثم البديل الذي سيأتي بالنجاح بعد الفشل العربي فكانوا هم بحاجة إلى امتحان.. إلى اختبار.. ليثبوا للناس أنهم هم البديل الشرعي للجيوش المنهزمة، إذاً كان الأردن.. الجيش الأردني بحاجة لها، وكانت الفدائيين بحاجة لها فالاثنين قاتلوا في المعركة قتالاً شرساً، مشرفاً، بالفعل أعاد المعنويات للجيش العربي الأردني وبالفعل أعطى قوة للفدائيين، حيث فتحت أبواب مكاتب المنظمات الفدائية بعد معركة الكرامة على سعتها لتستقبل الطالبين التطوع في صفوف المقاومة الفلسطينية.
هاني الخصاونة: 
أخذ يظهر مع الأسف تنازع على هذه البطولة التي هي بطولة عربية قبل أن تكون بطولة فلسطينية أو أردنية، هي بطولة عربية تعكس تاريخ وتراث وجبلة وكينونة المواطن العربي بأنه عندما يحتل الوطن ويعتدي عليه هنالك الاستعداد الفطري الموروث في تاريخ هذه الأمة العربية لمقاومة المعتدين، ولهذا السبب كان الشهداء من الطرفين وكانت المقاومة الباسلة من الطرفين وتحققت الهزيمة لتلك الحملة العسكرية الإسرائيلية.
أسعد طه: 
الإقبال المتزايد من الشباب للالتحاق بصفوف المقاومة كان نتيجة طبيعية ومباشرة لانتصار الكرامة، لكنه ضاعف من مخاوف الأردنيين الذين كانوا يرون أن حلم الاستيلاء على السلطة في عمان أصبح يراود بعض الفصائل من المنظمات الفدائية، وهي المخاوف الأردنية التي زادت بنشوء تيارات جديدة في المقاومة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش، وانخراط شق كبير من المقاومة في اتجاه ثوري لتصبح الصورة هكذا.. سلطة أردنية تتنامي شكوكها إزاء نوايا المقاومة، ومقاومة تجزم بعض فصائلها بأن السلطة في الأردن تمهد لإنهاء وجودها على الأراضي الأردنية.
محمد رسول الكيلاني: 
والله سمعت إنه كان فيه مخطط للاستيلاء على السلطة، أما ما كنت وقتها حتى أقولك متأكد.. الفدائيين بعض الفدائيين، بعضهم وقياداتهم كانت تتحدى النظام يعني بشكل واسع.. ما بأعتقدش إنه يعني أي بدائل أخرى استنفذت حتى جاء البديل الأخير، لم يكن هو يعني البديل الوحيد أيلول، ما بأعتقد، يعني كانت هنالك بدائل أخرى استنفذت كلها وساطة جامعة عربية، حسن صبري القولي، الدول العربية.. كلها استنفذت.

صورة للنازحين الفلسطينيين
أحمد جبريل: 
إحنا الملك الحسين لا نثق فيه، وبنعرف إنه هو من اليوم الأول لما العمل الفدائي دخل للأردن دخل عنوة، مش بإرداته، بإرادتنا إحنا دخلنا للأردن، لكن كان معنا قرار عربي عشان نكون دقيقين، العراق، سوريا، مصر بعد 67 لما دخلنا للأردن.
الملك حسين.. حاول ولعب دور للقضاء علينا لضربنا، عندما عجز بالنهاية بعد معركة الكرامة، عارف كيف.. غير اتجاهه وصار يقول لك أنا الفدائي الأول، وسمي الفدائي الأول.
نايف حواتمة (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين): 
واضح تماماً من الذي ارتكب سلسلة من الأخطاء في عمان أدت إلى صب الزيت على النار -كما نقول- واشتعال الحرب المخطط لها في أيلول/ سبتمبر 70، فتلك الحرب.. الآن الوقائع كشفت جميعها كانت عملية مخططة بين الأوساط الرجعية المغرقة بالعداء للمقاومة الفلسطينية في أجهزة الدولة الأردنية مع الدولة الإسرائيلية ومع الإدارة الأميركية.
مشهور حديثة: 
الأردن ليس كان بمخططه أن يقضي على العمل الفدائي وإلا كان قضى عليه من الأول، لكن الاجتهادات السياسية والمبادرات -كما ذكرت- فرضت على الأردن الالتزام بينما العمل الفدائي لا يلتزم، نحن هناك حاولنا أن نساوي بين قبول العمل الفدائي ضمن المخطط العسكري وبينما.. وبين قرار الفدائي الذي لا ينظبط مع العمل السياسي، وبطبيعة العمل السياسي هو غير منظبط لأنه عمل فوضوي لإرهاق العدو، من هنا كان هناك اختلاف سياسي، اختلاف سياسي، قبل ما يكون اختلاف قتالي.
هاني الخصاونة:
عندما تطورت الأمور فيما بعد وتعددت المنظمات الفدائية وأصبح بالإضافة.. وتقلص النشاط العسكري الموجه إلى إسرائيل ونمى إلى جانبه نشاط سياسي وطرحت بعض المنظمات شعارات "كل السلطة للمقاومة" بدأ الشق يتسع ويقوم بين بداية.. بين الدولة وبين الفدائيين ثم مع الأسف انتقل إلى الشارع.
نايف حواتمة: 
هذه الشعارات رفعتها أوساط في فصائل أخرى، منها الأخوة في أوساط بصف الأخوة بفتح، منها أوساط بصف الإخوة بالجبهة الشعبية والقيادة العامة نحن لم نكن من هذا التيار أبداً.
فاروق القدومي: 
هذه الشعارات كانت ظاهرة صوتية ولم تكن ظاهرة عملية -كما يقال- لأن الثورة الفلسطينية في معظمها كانت قيادتها في يد فتح.
نايف حواتمة: 
كلنا نعلم أن الاشتباكات بمراحلها الأولى بين قوات من المقاومة الفلسطينية والدولة الأردنية بدأت أكثر من مرة قبل أن تنطلق الجبهة الديمقراطية وتتواجد باستقلاليتها على الأرض الفلسطينية الأردنية. وفي عمان، بدأت الاشتباكات في المرحة الأولى في فبراير 68 مع فتح ومع القيادة العامة في فبراير 70 مع فتح ومع آخرين، في يونيو 70 مع فتح والجبهة الشعبية وآخرين، والجبهة الديمقراطية منذ البداية أيضاً أدانت هذا كله كما أدانت بالظبط عمليات خارج إطار الصراع المباشر بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي.
أسعد طه: 
تأزم الوضع أكثر فأكثر، ولم يكن الكيان الصهيوني ليغفل عما يجري أو يغفو عن التوترات التي أربكت العلاقة بين الفلسطينيين والأردنيين فواصل هجومه على مواقع المقاومة لعلمه أن ذلك من شأنه أن يجعل الأردن يضيق ذرعاً بالوجود الفلسطيني، على أن اتخاذ المقاومة من عمان مقراً لها إثر معركة الكرامة، وضعها وجهاً لوجه مع السلطة الأردنية لتنشأ شيئاً فشيئاً الثنائية في السلطة وهي التي أذكت الشكوك من الجانبين، كل تجاه الآخر.
أحمد جبريل: 
اتفقنا في ذلك الوقت، فتح وقوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية، 3 أطراف عسكرياً أنه نضع خطة لنمنع الملك حسين أن يقضمنا.. موقعاً.. موقعاً قلنا خلينا نجمع مواقعنا مع بعضنا البعض وعملنا 3 مواقع مجمعة في غور الأردن في منطقة اسمها الكريمة ومنطقة فيها اسمها الكرامة، ومنطقة جنوب البحر الميت اسمها غاور.. جنوب غور الصافي، بحيث أصبح في كل تجمع فيه مئات الفدائيين، بحيث ليس بالسهل إنه والله الجيش الأردني ياـي ويحاصر 10 أو 15 فدائي ويقتلهم، صار فيه مئات، وحقيقة الملك حسين أحرج بعدما إحنا أخذنا مثل هذا التكتيك -عارف كيف؟ ما عاد يستطيع إنه بيقدر يقتلعنا -عارف كيف؟ وأيضاً كان لنا خطوطنا مع الجيش العراقي للخلف تمويلنا وإلى آخره وعتادنا وسلاحنا.
هاني الخصاونة: 
الموضوع الذي حصل، حصل سلطتان قامت سلطتان، في بلد واحد، إحدى السلطتين التي هي سلطة الدولة محددة ممثلة بجلالة الملك وبمجلس الوزراء وبالسلطة التشريعية والقضاء. السلطة الأخرى، سلطة المقاومة، كانت موزعة على عدة حركات فدائية بحدود 10 منظمات فدائية التي كانت متواجدة بالأردن، لم تكن هنالك سلطة مركزية قادرة أن تفرض هيبتها على باقي المنظمات، ولهذا السبب عندما تتعدد السلطات الموجودة على ساحة صغيرة مثل الأردن وفي مدن صغيرة مثل الأردن، يتألف من 3،4 مدن رئيسية وتتواجد عدة جهات للمقاومة وبيدها السلاح، ولا تقبل بسيطرة الدولة لوحدها على شؤون الدولة وعلى ما ينشأ بين المواطنين من نزاعات أمر أدى إلى خلق حالة من الفوضى في البلد، وأدى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار، وأدى إلى خلق حالة من هروب أبناء المدن الذين لهم أهل في القرى إلى قراهم وأخذت تنشأ الاحتكاكات عندما تريد قوات الأمن أو الجيش تفرض هيبتها تتحداها المنظمات الأخرى، ثم جاءت ليس فقط شعار "كل السلطة للمقاومة" ثم تعاقبت أحداث أظهرت الأردن وكأنه دولة تتحلل وتتفكك، ولم تعد قادرة على السيطرة على ما يجري في داخل أرضها وفق القانون الدولي عندما تم اختطاف الطائرات وتفجيرها في شرقي الأردن، في المنطقة الصحراوية، وبدأت القوى الدولية تتحدث عن انهيار في الكيان الأردني وفي النظام الأردني.
عدنان أبو عودة: 
المقاومة كانت تقودها فتح كرأس حربة باعتبارها المجسد للنضال الوطني الفلسطيني، فلم تكن فتح حزباً تطور إلى منظمة فدائية، بل هي نشأت كحركة مقاومة منذ البداية.. منذ النشأة الأولى، لما أصبح في مكانة ومعنويات وسمعة عالية طيبة ومجد يتصل بالعمل الفدائي، دخل إلى ساحة العمل الفدائي الحزبيون ولبسوا الزي الفدائي وأصبحوا أيضاً يحملون اسم المقاومة، كان لهم برامج سياسية، هذه البرامج السياسية كانت همها.. وكانت ثورية، كانت تستهدف تغيير أنظمة الحكم، ونظام الحكم في الأردن كان أحد أهدافها الآن، هذا الحزب بأدبياته وبمعتقداته الحزبية لبس الآن بزة العمل الفدائي، أراد أن ياخد شرعية النشاط المسلح من خلال دعم الناس وترحيبهم بالعمل الفدائي كبديل أو كمعوض لهم عن الجيوش العربية التي انهزمت وأثرت في كرامة العرب كأمة.
فهؤلاء بنظرهم كانوا الذين سيستعيدون الكرامة لأمتهم بأن يحاربوا إسرائيل بشدة وبقوة وإلى آخره وببطولة، هذا أعطى للعمل الفدائي هالة من التمجيد لم ينلها أحد في العالم العربي بتاريخه، فأصبحت مغرية لأولئك الذين كانوا ممنوعين من النشاط السياسي الحزبي بالنسبة للقانون فوجدوا في ذلك ثغرة، دخلوا من خلالها، وحملوا البندقية ليقاتلوا وفعلاً أنشاؤا لهم منظمات مقاتلة.
أحمد جبريل: 
تمت تصرفات.. تمت تصرفات.. طبعاً لم يكن يرضاها أحد أو مناضل يرضاها، عارف كيف، ليس فقط بس خطف الطائرات.
أنا أقول لك.. انكفاء هذه القيادات لتجلس في عمان هل.. هل في داخل العواصم قاعدة فدائية؟ عارف كيف، مش قاعدة فدائية هون؟ عارف كيف، تحولت المدن إلى قواعد فدائية، وعندما كانت نصطدم مع الملك حسين أو يتم التصادم ينزلوا الفدائيين يحتلوا عمان وشوارعها، ويبقى الملك حسين موجود في قصره، وهذا الموضوع عمل ردود فعل عكسية من الجيش الأردني اللي كان معنا، أن يتحول أنه هذا شيء كبير وشيء لا يقبل أن يهان النظام بهذا الشكل.
مشهور حديثة: 
نقول للكل بأمانة أولاً الفدائيين أو الحركات الفدائية هي تمثل أيديولوجيات مختلفة وجديدة على الأردن، وهي مع كل أسف تمثل أيديولوجيات وسياسات دول عربية مجاورة، وهذا تنافى مع وجود النظام في الأردن، لأنه حاولنا أنه نجعل البندقية الفاصل، إنه نريد البندقية ضد إسرائيل، لكن هذه المحاولة -مع الأسف- باءت بالفشل.
أسعد طه: 
اشتدت الأزمة وبدأت تنبئ بسوء العاقبة وأدرك الكل بما لا يدع مجالاً للشك أن على العالم أن يتحرك، كل ووفق مصالحه.
كيف بدت محاولات التسوية؟ وإلى ماذا آل مصيرها؟ هو ما سوف تهتم به الحلقة المقبلة،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:19 am

أيلول الأسود - الجزء الثاني والأخير

أسعد طه:

في ظل الشكوك المتنامية من كل طرف تجاه نوايا الطرف الآخر بات التعايش بينهما أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً.
السلام عليكم، هذا ما توصلنا إليه في الحلقة السابقة بعد أن استعرضنا الظروف التاريخية التي سبقت أحداث أيلول الأسود، وبعد أن عرضنا إلى راوية الطرفين الفلسطيني والأردني، وفهمنا أن الثنائية داخل الدولة باتت مصدر قلق مستمر للنظام الأردني الذي بدا متردداً في اتخاذ قرارات حاسمة. في مقابل ذلك فإن الخلاف اشتد بين فتح وباقي التيارات داخل المقاومة، تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش، والجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة نايف حواتمة، ومرد ذلك أن فتح رفضت دعوة هذه الحركات إلى ما اسمته "إقامة نظام ديمقراطي وطني".
وفي بداية شهر يونيو/ حزيران عام 1970م بدأت أولى بوادر العنف بالتشكل، ورغم محاولة الملك حسين التخفيف من حدة التوتر واحتواء الأزمة بإجرائه تغييراً وزارياً يخدم مصالح الفلسطينيين، إلا أن المواجهات احتدمت بين عناصر من المقاومة والجيش الأردني في الزرقاء وعمان. وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رفضته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كانت تحكم قبضتها على جزء هام من العاصمة عمان، وحاول الملك حسين من جديد تجاوز الأزمة فقرر حل جهاز الاستخبارات التابع للجيش وتشكيل حكومة مصالحة. ولم يكن ذلك ليحد من تصاعد حدة التوتر بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني، وباتت المواجهة العسكرية الحاسمة قاب قوسين أو أدنى.
هاني الخصاونة مدير التشريفات في القصر الملكي الأردني:
الملك حسين كان أكثر الناس –وقد لا يتوقع كثيرون أن أقول هذا الكلام- أكثر الناس ضيقاً عدم رغبة في الصدام، وأذكر في إحدى المرات بأن الجيش استفز غربي.. غربي ناعور بحادث معين وخرجت الوحدات تريد أن تضرب الفدائيين، فغضب الملك ونزل بنفسه ومنع القوات من أن تتجه نحو الفدائيين، وبلغت الأمور ببعض الضباط أ أن يتهموا الملك حسين بأنه.. بأنه.. يتردد في.. في إيقاف الأمور عند حدها ومنع التجاوزات نتيجة لأنه خائف أو.. نتيجة الجبن وخوف من الفدائيين.. ولله ثم للتاريخ أذكر بأن الملك حسين كان يتقطع ألماً على موضوع الصدام وعلى الحرص على عدم إراقة الدماء، وعلى الوصول إلى تسوية بأقل الخسائر للنزاع الذي وقع بين الجيش والفدائيين.
فاروق القدومي من مؤسسي حركة فتح:
صار فيه هناك خطف طائرات، ووضعت في مطار الثورة وطالبت الدول الغربية إنه الإفراج عنهم.. عن هذه الطائرات، وبدأنا نقول: يا إخوة لابد من الإفراج عن هذه الطائرات، ثم حرقت هذه الطائرات، بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الأمر وغيره، لكن هذا خلق كأنما هناك ليس هناك سلطة في البلد ونحن نتصرف.. دون أخذ الاعتبار إلى وجود هذه السلطة.
محمد رسول الكيلاني رئيس جهاز المخابرات الأردني السابق:
الأردن يعني واسع مش عصبي.. مش عصبي واسع، احتمل من الـ 67 للـ 70، لما يصير اعتداء على أفراد القوات المسلحة ينخطفوا والضباط ينخطفوا ويهانوا، والمواطن يهان، صار يعني دولة داخل دولة، وبالتالي الفوضى هي اللي أدت إلى هذا الأمر.
عدنان أبو عودة مستشار الملك الراحل الأردني السابق:
وفي كل مرة كان يتطور الرد الإسرائيلي والضرب الإسرائيلي بحجمه ومداه كانوا ينشؤوا مفاهيم جديدة ضمن الشعب الأردني.. وينشؤوا حركات جديدة ضمن حركة المقاومة الفلسطينية، لنأتي أولاً كيف أثر على الشعب الأردني. على الشعب الأردني –كما ذكرت- كان شهر عسل يتميز بالتلاحم بين الجندي الأردني وبين المقاوم الفلسطيني، لما بدأت إسرائيل تضرب القرى الأردنية في –مثلاً- 15 شباط 68 سبقت الكرامة بتقريباً بشهر أو أكثر، أول عملية ذات قيمة ضربت إسرائيل في يوم واحد 13 قرية أردنية ومدينة إربد في محافظ إربد ومخيم لاجئين فلسطينيين، قتلت أكثر من 50، 56 شخص على ما أعتقد أو على ما أذكر، منهم كان 10 جنود والبقية نساء وأطفال، وجرحت المئات، وهدمت كثير من البيوت، عشرات من البيوت هدمت أو تضررت من هذا القصف. صار العسكري الأردني –ومعظمهم يأتون من القرى- يحس بأن هذا الفدائي يتسبب في قتل أهله. فهنا نشأ عنده رغبة في أن ينسق في ذلك الفدائي بحيث لا يتضرر القاعدة الخلفية التي فيها الأهل الآمنون وإلى آخره. فبدأ التفسخ في العلاقة.
فاروق القدومي:
أنا من الناس اللي كنت أقول إنه يجب ألا يكون هناك صدام بيننا وبين –بالفعل- السلطة، بل بالعكس هناك لابد أن يكون هناك تكامل، حتى هذه الأحداث، يعني كثيراً ما كنت أدعو يا إخوة –وذكرت ذلك في آخر ساعة حتى بعد هذه الأحداث- الضرورة تقتضي أن لا نصطدم وأن يكون هناك تنسيق. ولكن يبدو إن هذه مثل كرة الثلج.
أسعد طه:
كان يقين الأطراف العربية والدولية أن الأزمة ماضية إلى اشتباك أعنف، وكان ذلك حجر الزاوية في المبادرات السلمية التي تم طرحها، من هذه المبادرات ما هو داخلي، كالاتفاق الذي وقعه الملك حسين مع ياسر عرفات في الثاني والعشرين من فبراير/ شباط عام 70، أو اتفاق الهدنة بينهما الذي رفضته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومن هذه المبادرات ما هو عربي كمبادرة مصر والعراق والجزائر السودان بتشكيل لجنة مصالحة تمكنت من إقناع الطرفين بإبرام اتفاق يسمح لمنظمة التحرير بمواصلة عملياتها الفدائية ضد الكيان الإسرائيلي دونما –تأثير في أمن المملكة، وجاءت مبادرة الولايات المتحدة الأميركية المعروفة باسم مبادرة "روجرز" في أغسطس/ آب عام 70، والتي اقترحت وقف العمليات الفدائية ضد إسرائيل. وافقت الأردن وكانت مصر قد سبقتها، على أن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت الالتزام بما جاء فيها.
سامي شرف المساعد الخاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر:
مبادرة روجرز أنا بأقول يعني إحنا مرينا في الفترة بتاعت يولية/أغسطس بما سمي بمبادرة "روجرز"، وهذه المبادرة باختصار كان الغرض منها إيقاف القتال لمدة ثلاثة شهور، نتيجة المعارك الجوية التي دارت بين القوات المسلحة المصرية والقوات الإسرائيلية المعادية، وأسقط فيها من الطيارات الحديثة جداً التي أمدتها بها الولايات المتحدة، وهي تملك بهذه الطيارات قدرة على القصف المؤثر 100%، قدرة على الاستطلاع وهي فوق، قدرة على التشويش.. إمكانيات هائلة.
أحمد جبريل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
إحنا كنا نعتقد أن الإسرائيلي وصل في مأزق قبل روجرز، مأزق عسكري داخلي كبير جداً. مو سهل على كيان محدود عدد سكانه في كل يوم يقتل منه 10، و20، و30 إسرائيلي من رأس الناقورة حتى سيناء حتى قناة السويس.
فاروق القدومي:
عندما سمعنا بمشروع روجرز قامت مظاهرات صاخبة من الجميع ضد هذا المشروع، أقول وللتاريخ أننا في فتح عارضنا أو عارض الكثير منا أن نمس الرئيس عبد الناصر، وقلت بكل وضوح وخاصة تسلمت هذا الأمر أنا بصفتي أمين سر اللجنة المركزية، كان أخي أبو.. الشهيد أبو إياد موجود في كوبا، كان الأخ أبو عمار والإخوة الآخرون، ولذلك قلنا يجب أن لا نمس هذا.. يجب أن نعرف لماذا الرئيس عبد الناصر قبل روجرز.
أحمد جبريل:
وكانت كارثة على الجميع، كما هي كارثة علينا كانت كارثة على.. على عبد الناصر وكارثة على الجميع. الشيء الذي أتى به روجرز لم ينفذ فيما بعد.
فاروق القدومي:
بدأ حديث طويل يعني بيننا وبين المرحوم الرئيس عبد الناصر حقيقة، ومرت الساعات وكان معروف أن الرئيس عبد الناصر كان يريد مشروع روجرز تكتيكاً لأنه خدع بصراحة عندما قالوا له أرسل مندوبك اللي هو زكريا محيي الدين للتفاوض معه، قال له جونسون، وسوف لا يكون هناك ضرب. والاتحاد السوفيتي اتصل فيه في الصباح قال له خلاص.. مش ممكن يكون فيه هناك يعني أي هجوم إسرائيلي. وكان زكريا محيي الدين يطير فوق الدار البيضاء كانت طائرات "ديان" تضرب المطارات المصرية.. فهو أراد أن يضع قواعد الصواريخ، لأنه في حرب الاستنزاف قال اتفضلوا كان يجيب لنا حسابات ويوري لنا إياها شوفوا قد إيش إحنا بالفعل.. خسرنا.
لهذا السبب.. طبعاً ما قال لناش هذا الكلام، لكن فهمنا بعدين، إنه لما قبل أن يكون هناك وقف إطلاق النار الساعة 12، كان من 12 للـ 5 وغيرها يضع الصواريخ قواعد الصواريخ لحماية القنال، اللي بعد ما دمروا المصافي والمصانع الكيماوية وإلى آخره لحماية القنال وإمكانيات مصر و.. التي تدعم بالفعل قواتها العسكرية.
مشهور حديثة رئيس أركان الجيش الأردني سابقاً:
القرار السياسي قبول مشروع روجرز وقبلته مصر قبلما يقبله الأردن. فإحنا جزء من.. جزء من الحل السياسي بالمنطقة، فعلينا أن نحترم الحدود، لذلك اصطدمت الرغبات السياسية والقرار السياسي مع.. الأعمال الفدائية الغير منضبطة من جانب الأدرن، فالأردن يريد أن.. أن يحفظ الموقف السياسي ولا يخاطر الموقف السياسي، وأن يضبط الحركات الفدائية اللي هي متواجدة في الأردن. لكن حاولنا أنه نساوي بين الطرفين بأن يكون هناك تنسيقاً موثقاً متى نقوم بعمل وكيف.. ونجحنا في بعض الأحيان، ولكنا بالأخير مع الأسف اصطدمت الآراء السياسية مع الآراء السياسية للمقاومة.
أسعد طه:
وفي هذه الأثناء التقى الملك حسين الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالإسكندرية مستغلاً إجماع البلدين على خطة روجرز، وليدرس معه ما آل إليه أمر العراق مع المقاومة. وكان أن انجر عن هذا اللقاء وجهات نظر متباينة لدى المراقبين حينها بشأن موقف جمال عبد الناصر.
سامي شرف:
الرئيس عبد الناصر بيقول له يعني: يا جلالة الملك، أرجوك أن تأخذهم بالصبر حتى لو غلطوا، وذلك من أجل شعبكم ومن أجل الشعب الفلسطيني، ولا تنسى أن سيدنا أيوب يا جلالة الملك كان من سكان نهر الأردن. ولهذا أعتقد أنك ستكون قادراً على حسم الأمور باتزان وبحكمة رغم وجود بعض.. رغم وجود بعض المتطرفين الفلسطينيين، يعني حتى إذا استفزوك وقاتلوك ومش عارف إيه يعني هتتصرف بحكمة يا ملك هتصرف بعقل، ماتصدمش.
مشهور حديثة:
بعد زيارة جلالة الملك –وأنا كنت في معيته- إلى عبد الناصر في الإسكندرية، وبعد ما تحدث الملك مع جمال عبد الناصر وشكى همومه إلى عبد الناصر عن.. اختراقات يقوم فيها العمل الفدائي. وقال عبد الناصر آنذاك: يا ملك حسن دول ولادك.
سامي شرف:
الملك حسين ابتدا يتكلم بعد هذا وقال: أما يا سيادة الرئيس عن صبر أيوب فهذا هو شعارنا منذ أمد طويل، ولكن هناك ولا شك حدود للصبر. إن وجود جميع منظمات المقاومة على أرضنا نقل إلينا جميع التناقضات الموجودة في العالم العربي. فرد الرئيس عبد الناصر قال: لقد سبق أن تحدثت كثيراً مع قيادات المقاومة بشأن ضرورة الامتناع عن عمليات الاستفزاز للسلطات الأردنية المحلية. وفي الحقيقة كانوا معي مدركين آثار هذا الاستفزاز وما ينجم عنه ولكن للأسف هناك بينهم من يريدوا فعلاً الاستفزاز –في الشيء اللي أنا أشرت إليه من قبل- وقد تكون بينهم قوى مضادة تخطط عن عمد بهدف تخريب الموقف السياسي في الأردن، عموماً يا جلالة الملك فإنه من الممكن أن يعاد بحث مثل هذه الأمور دون أن نصل إلى درجة التشنج، على أن نراعي مصالح كافة الأطراف.
مشهور حديثة:
أولاً يجب أن نذكر هنا أنه الجيش كان يشكل 60% منهم فلسطينيين، فالذين قاتلوا بالكرامة وقاتلوا في الساحة الأردنية هم أيضاً فلسطينيين ليس الأردنيين وحدهم، والنفور كان بين الأطراف كلها، فما كان نفوز فقط أردني فلسطيني، الجيش جيش واحد والفدائيين.. والفدائيين أيضاً قوة واحدة، وكثير ما كان يتواجد الإخوان قسم مع الفدائيين وقسم مع الجيش.
من هنا كنا نحاول أنه نبعد الفتنة، وتعيش اللحمة الوطنية إلى قضية الوطن وإلى محاربة إسرائيل، مع الأسف التيار المتشدد من جانب السلطة ومن جانب الفدائيين لم يجعل هناك وسيلة للوصول إلى هذا التفاهم.
سامي شرف:
لم تمضي أسابيع ثلاثة على لقاء الرئيس جمال عبد الناصر بالملك حسين في الإسكندرية حتى تفجرت الأحداث في عمان، وإحنا وجهة نظرنا في القاهرة كانت الآتي، في هذه المرحلة وفي هذه الفترة بالذات: إن الملك حسين وضع في تقديره أنه أعلم الرئيس جمال عبد الناصر في لقائه معه بالإسكندرية بأن للصبر حدود، وأنه سيتصرف من جانبه بما يسمح به الموقف على الطبيعة، واضح؟
أسعد طه:
نعم.
سامي شرف:
كان واضح تماماً بما لا يقبل الشك أو الاستنتاج إن الملك حسين وإدارته يصرون على فرض السيطرة الكاملة على أرضهم.
أسعد طه:
على أن واقع الأمور كان يتطور بسرعة إلى الأسوأ، ذلك أن المواجهة احتدمت بين الجيش الأردني والمقاومة في إربد، ولم تفلح محاولات الطرفين السيطرة على هذا التيار الذي كان جارفاً. وفي السادس عشر من شهر سبتمبر/ أيلول قرر الملك حسين أن يغير من استراتيجية التعامل مع المقاومة، وشكل حكومة عسكرية عهد برئاستها إلى الجنرال محمد داوود وهو فلسطيني.
مشهور حديثة:
أنا بكل أمانة عرض علي هذا المركز عرض علي أن أكون قائداً لهذه.. بدل محمد داوود، لأن لا يعقل محمد داوود ضابط عادي يعرض عليه رئاسة الأركان قبلي أنا وأنا رئيس الأركان، ولكنني حقيقة أمام هول ما توقعته وحدث فعلاً، وأمام الحفاظ على الوحدة الوطنية الذي كنا مسؤولين عنها، وأمام هذه اللحمة أنا أقلعت عن الفكرة، وقلت لهم: أنا جندي يقاتل في الميدان يقاتل العدو، لكن عندما يتوجه.. تتوجه البندقية لمكافحة الشعب.. لمكافحة الشعب الفلسطيني أنا ليس مع هذه المعركة.
اللواء محمد فوزي وزير حربية مصري سابق:
لماذا لا يكون هذا احتواء من الملك حسين.. للرأي العام الشعبي اللي موجود في الأردن؟ لماذا لأ؟ كل حاجة.. ناحية القبائل كل حاجة ناحية القبائل، لأ جه حكومة وإداها.. للقوى الشعبية اللي موجودة، على أن أساس داوود هو ميال للناحية شعبية، لماذا لا يكون هذا احتواء؟
عدنان أبو عودة:
في أيلول كانت الفكرة من تشكيل الحكومة العسكرية هي أن تجعل منظمة التحرير أن تأخذ الحكومة الأردنية بجدية وتقبل مفهوم سيادة القانون في الدولة، على ألا تنهي العمل الفلسطيني المقاوم، كان القرار هو إنهاء المنظمات الحزبية التي حملت السلاح باسم المقاومة، فأيلول كان المقصود منه لما تشكلت الحكومة العسكرية –وأنا أنقل الآن كلام وصفي التل لي شخصياً- لماذا؟ قال لي: بدنا.. التعبير الأردني العامي: بدنا نهمر عليهم. نعمر يعني.. يعني: نريد أن نجعلهم يأخذون بجدية، ويجلسوا معنا لننظم هذا الأمر، ليس لننهيه، لننظم هذا الأمر. لكن بنفس الوقت كانت هناك خطة بديلة في حالة إنهم رفضوا.. رفض الفدائيين إنهم يجلسوا مع الحكومة.. لتنفيذ اتفاقيات سابقة وقعت، كذا اتفاقية وقعت بين الطرفين الأردني والفلسطيني في الأردن، والمحافظة على النظام والقانون في البلد، والسيادة لقانون البلد، وإنهاء مفهوم الدولة داخل دولة. إذا رفضوا الجلوس.. للبت بهذه الأمور كان الجيش جاهز.
أسعد طه:
اجتمعت الظروف كلها لتجعل من الصدام أمراً يصعب تلافيه، على أنه لن يكون هذه المرة كما سبقه من مواجهات، بل سيكون على قدر من العنف، بحيث ينهي وجود أحد الطرفين علي يد الآخر. وفي السابع عشر من سبتمبر/ أيلول تتحول عمان إلى أكثر الموجهات عنفاً ودماراً بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية. ووضعت الاشتباكات 55 ألف جندي أردني وجهاً لوجه مع 40 ألف فدائي فلسطيني في عمان والزرقاء وإربد وجرش.
سامي شرف:
في يوم 17 سبتمبر سنة 70 بدأ هجوماً وحشياً قادته قوات البادية الأردنية، ولمن لا يعرف فإن القوات العسكرية الأردنية مقسمة إلى قسمين رئيسيين: قوات بادية وهي تدين بالولاء الكامل للأسرة الهاشمية، وقوات نظامية. جمال عبد الناصر أبرق للملك حسين برقيتين متتاليتين في نفس اليوم يوم 17، قال له الآتي.. البرقية طويلة لكن هأقول جوهرها: إنني أناشدكم مرة أخرى أن تساعدونا –مرة أخرى- أن تساعدونا على تفويت هذه المحنة، في يوم التلاث 22 سبتمبر قرار من الرؤساء والملوك المجتمعين بإيفاد جعفر نميري على رأس وفد يضم الباهي الأدغم والشيخ سعد الصباح –كان وزير الدفاع الكويتي في ذلك الوقت- والفريق محمد أحمد صادق رئيس الأركان المصري في ذلك الوقت، إلى عمان لمقابلة الملك وأبو عمار والعمل على إيقاف القتال.
أسعد طه:
ورغم هذه ظلت المقاومة الفلسطينية ترزح تحت وقع الضربات الموجعة للجيش الأردني، الذي حافظ على بنينه رغم وجود بعض العناصر الفلسطينية ضمن صفوفه.
ومنذ الثاني والعشرين من الشهر نفسه تسعى مصر إلى وساطة عربية انعقدت من أجلها قمة مصغرة في القاهرة أفضت إلى تشكيل لجنة مصالحة برئاسة الرئيس السوداني جعفر النميري توجهت على الفور إلى عمان.
عدنان أبو عودة:
الرئيس عبد الناصر لعب دور إيجابي في محاولة رأب الصدع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يعني لولا عبد الناصر كانت الأمور ممكن أن تكون أسوأ، فالرئيس عبد الناصر الحقيقة لعب دورياً إيجابياً.
أسعد طه:
في البدء رفض عرفات محاولة اللجنة وقف القتال، في زمن كانت فيه المقاومة تنكفئ في بعض جيوبها وترد في عسر على الضربات الأردنية، على أن المعطى الذي كان له دور رئيس خلال هذه الفترة هو استقالة رئيس الحكومة الأردنية محمد داوود، مما أضعف الموقف الأردني.
سامي شريف:
ففوجئت وأنا قاعد في مكتبي في منشية البكري إن جالي سكرتير بيقول لي الرئيس محمد داوود موجود برة في الصالون وعايز يقابلك، قلت له: اتفضل، دخل الرجل كان يبكي، وقال لي أنا طبعاً يعني لا يصح لي إن أنا أخش على الرئيس على طول، أنا جيت لك عشان تبلغ الرئيس جمال عبد الناصر إن أنا لن أقبل إن أنا هاستمر في الوضع وأنا مستقيل عشان تبقوا عارفين وضعي بالنسبة لهذا الأمر.
عدنان أبو عودة:
وكان واقع تحت ضغط عاطفي من ابنته الوحيدة التي ناشدت بأنه يترك هذا الأمر ويستقيل، ثم الليبيين اتصلوا فيه ليس المصريين، الليبيين اتصلوا فيه، فالرجل استجاب.
أسعد طه:
وتحولت عمان إلى مسرح لأكثر المواجهات عنفاً ودماراً، مواجهات بالأسلحة الثقيلة، ووسائل الإعلام تنقل أنباء المعركة، وتتحدث عن الخراب الذي حل بالعاصمة الأردنية عمان من تدمير للبنى التحتية وانعدام للماء والكهرباء والمواد الغذائية.
سامي شرف:
الأربعاء 23 سبتمبر سنة 1970م، الموقف كالآتي: معارك عنيفة بالدبابات يشترك فيها الطيران الأردني فوق إربد، الموقف في يوم الخميس 24 من سبتمبر سنة 1970م الملك حسين يجتمع بالسفير الأميركي في عمان، والأسطول السادس الأميركي يعلن حالة الاستعداد القصوى الجمعة 25 سبتمبر سنة 1970م عودة الوفد من عمان بعد تحقيق اتفاق لوقت القتال لم يستمر غير ساعات. وصول ياسر عرفات إلى القاهرة متخفياً في زي كويتي مع أعضاء وفد نميري.
السبت 26 من سبتمبر 1970م معركة عمان تدخل يومها العاشر، القتال في أربد مستمر، ولكن المقاومة كانت تسيطر على معظم مدن الشمال، تسيطر على معظم مدن الشمال، نيكسون يعلن تعويض الأردن عن خسائره العسكرية في القتال مع المقاومة وأعلن منح الأردن مبلغ خمسة ملايين دولار كمعونة عاجلة، قرار من الرؤساء المجتمعين في القاهرة بتحميل الملك حسين مسؤولية الأحداث الجارية.
أسعد طه:
اختلفت رود فعل الدول العربية حول ما كان جارياً في الأردن، ففي البداية استقر موقف ليبيا والجزائر وسوريا على مساندة منظمة التحرير الفلسطينية، واكتفى العراق بإدانة موقف الملك من المقاومة، على أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل كانتا تودان أن تبقى الدول العربية بمعزل عما يدور، ولكن هذا الأمر بات مستبعداً خاصة مع وجود قوات عراقية على الأراضي الأردنية وتوجه القوات السورية إلى إربد منذ اليوم الرابع للمواجهة وكان السؤال مؤرقاً للولايات المتحدة الأميركية وللكيان الصهيوني. ماذا سيحدث لو تدخلت سوريا والعراق؟ ربما حرب شاملة في المنطقة يأباها الكيان الصهيوني الذي يفضل إبادة المقاومة دون أن ينجر إلى الاصطدام بالدول العربية الأخرى، وكان أن جهزت الولايات المتحدة أسطولها السادس ووجهت بعض قطعه نحو شرق المتوسط، وكذلك استعدت إسرائيل لأي ظروف تكون فيها المملكة الأردنية مهددة في وجودها.
رفائيل جدعون مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية:
 كان الأساس في سياستنا أو في سياستنا الاستراتيجية هو الحفاظ على وحدة المملكة الهاشمية وعدم السماح بتقسيمها بين جيرانها العراق وسوريا.
إفنايين كاني جهاز المخابرات الإسرائيلي:
 قبل المواجهة كان علينا أن نعرف ماذا يمكن أن يحصل، كما كان علينا أن نجيب على عدد من الأسئلة الأساسية، أولها مدى قدرة الجيش والنظام الأردنيين على قمع المنظمات الفلسطينية، كان هذا أول سؤال بالنسبة لنا، أما السؤال الثاني فهو كيف سيكون رد فعل السكان الفلسطينيين داخل الأردن حيال العملية؟ ثالثاً وهو ربما السؤال الأهم بالنسبة لإسرائيل هو: كيف سيكون رد فعل الأطراف العربية، خصوصاً منها سوريا والعراق؟ لأن العراقيين دفعوا بقوات كبيرة لهم إلى شمال الأردن، ثم بعد ذلك كله كيف سيكون رد فعل مصر وباقي بلدان العالم العربي؟
رفائيل جدعون:
قام الأميركيون بتحركات جدية إذا دفعوا بـ 6 قطع من أسطولهم تجاه شرق المتوسط، ثم قاموا بإرسال بعثة عسكرية إلى إسرائيل على وجهة السرعة، حتى يبدو وكأنهم بصدد إعداد خطة عسكرية مع إسرائيل.
اللواء محمد فوزي:
إسرائيل كانت مركزة قواها وإمكانياتها على الجبهة المصرية، وعاوز أؤكد بالتالي.. ولذلك ما كانش مهتمة اهتمام كبير لا بالجبهة السورية ولا بالجبهة الأردنية، فمن مصلحة إسرائيل تفتيت أكثر، وكل ما تيجي لها الفرصة من ناحية تفتيت القوى بتعملها، فيعني في مصلحة إسرائيل أن تتم معركة أيلول الأسود من مصلحة إسرائيل، ولو كانت المسالة تعمقت أكثر وأكثر أنا لاقط الإشارات اللي طالعة من عمان إلى أميركا وإلى إسرائيل، أنا لاقطهم، عاوزين المساعدة تيجي، أميركا مش مستعدة لأنها كانت متورطة في فيتنام، كيسنجر نهاريها كان عضو في الأمن القومي مش وزير الخارجية لسه ما كانش جه وزير خارجية لأميركا، بس له كلمة وهو يهودي، فكان فيه مساعدات متوقعة في حالة ما المسألة تتصاعد أكتر، تتصاعد أكتر إزاي بقى؟ إن سوريا تخش أو العراق يخش في معركة أيلول الأسود.
إفنايين كاني:
أعتقد أنه كان علينا أن نتهيأ لعدد من ردود الأفعال الممكنة، مثلاً في حال عدم قدرة الأردنيين على احتواء الهجوم السوري، هنا أقل ما يجب أن نفعله بل أحسن رد فعل بالنسبة لنا هو مهاجمة السوريين أو إيهامهم بأننا سنهاجمهم دون استعمال قوة كبرى في ذلك، لا أعتقد أنه كان من صالحنا أن نستعمل قوة كبيرة ضد السوريين أو داخل الأردن، لأن في مثل هذه الخطوة تجاوزاً لمصالحنا ولأننا لم نكن نعلم مآلها، إذن –في تقديري- لم يكن من مصلحتنا استعمال قوة كبير.
رفائيل جدعون:
لو تدخلنا بقوة كبرى كنا سنفتح المجال لقيام حرب ولا شك، وأقصد بذلك أن العراق كان سوف يتحرك، ونحن نعلم أن القوات العراقية كانت مرابطة في الأراضي الأردنية، وكان رأي رابين أن مصر تنتظر الفرصة الملائمة لتجديد عملياتها العسكرية على الجبهة السورية، كان تقديرنا أن أي تدخل منا سيتبعه –ولا شك- الانفجار.
إفنايين كاني:
كان أمامنا طرحان اثنان أولهما: أنهم كانوا يقرؤون حساباً لأي مواجهة مع القوات الإسرائيلية أو الأميركية، وثانيهما: أنهم حالوا إخفاء تدخلهم، وعملوا على أن يبدو كتحركات فلسطينية، إذ أنهم أعادوا طلاء مدرعاتهم حتى تبدو كمدرعات جيش التحرير الفلسطيني، ولا يبدو الأمر تدخلاً سورياً، ذلك أنهم كانوا غير قادرين على تبرير تدخلهم العسكري في الأردن، وهنا قالوا إن تلك المدرعات كانت فلسطينية، على أنه لم يكن بإمكانهم أن يقوموا مثلاً بهجوم جوي تحت غطاء فلسطيني، لأننا نعلم أن الجيش الفلسطيني لا يملك قوات جوية، ولهذا تعذر عليهم استعمال أي قوة جوية.
أسعد طه:
كان الكيان الصهيوني يتابع مطمئناً أطوار الانتصار الأردني، ويبارك اندثار المقاومة دونما تدخل منه. على أنه كان على يقين من أن ما سيحدث سيغير لا محالة من المشهد السياسي للمنطقة، وعليه فقد لعبت إسرائيل دوراً بشكل غير مباشر في أيلول الأسود.
عدنان أبو عودة:
كان من المهم بالنسبة للأردن أن يبقى على معرفة وثيقة إن أمكن بالتفكير الإسرائيلي ماذا سيفعل بالضفة الغربية، لأنه أي شيء يمكن يحدث بالضفة الغربية كان سينعكس على الأردن وليس على غيره.
إفنايين كاني:
كانت لنا مصلحة مشتركة مع النظام الأردني، لم تتم العملية بالتنسيق معنا، لكنها تمثل مصلحة مشتركة بيننا وبين النظام الأردني، ذلك أنها تمكن هذا الأخير من اجتياز تلك الأزمة والخروج منها أقوى مما كان عليه، ومن القضاء على المنظمات الفلسطينية لأنها كانت تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل أيضاً، تلك هي مصلحتنا المشتركة.
صحيح أنه لم يكن من مصلحتنا التدخل عسكرياً بشكل مباشر في الأزمة، ولأننا قرأنا حسابنا للسوريين فقد كان علينا أن نقرر ما يمكن أن نفعله لمساعدة الأردنيين بشكل غير مباشر. ولحسن حظنا وحظ الأردنيين كانت القوات المسلحة الأردنية قادرة على احتواء التدخل السوري في أراضيها دون أن تحتاج في ذلك إلى أي مساعدة إسرائيلية أو أميركية، إذن تمثلت مساهمتنا في التنسيق مع الأميركيين للحد من أي تدخل سوري واسع النطاق شمال الأردن. لكنهم قرروا ألا يستعملوا سلاحهم الجوي، ذلك أنه لا طاقة للأردنيين بالرد على الغارات الجوية، لأنهم يفتقرون لسلاح جوي فعلي وقادر على مواجهة الهجوم السوري، ونحن لا نعلم تحديداً سبب عدم لجوء السوريين لاستعمال قواتهم الجوية.
اللواء محمد فوزي:
المساعدة كانت جاية للملك حسين، ليه؟ لأن السيد الأكبر أميركا، إسرائيل ما.. مش عاوزة تكسر الأهداف الأميركية، والدعم كان حيتم يتجمع على حساب إسرائيل لصالح الملك حسين في ذلك الوقت، يعني الترتيبات اللي اتوضبت اتحضرت لكن الأمر ما صدرش.. كان على تجميع قوات إسرائيلية تستغنى عنها بحرية وجوية و مدرعات للدخول إلى الأردن بمجرد ما اللواء المدرع السوري يخترق الحدود، لصالح الملك حسين.
رفائيل جدعون:
قال لنا الملك حسين إنه سيكون من المفيد أن تقوم إسرائيل بضرب سوريا من الخلف في الجولان، التي كانت تقصده قواتها الخارجة من الأردن، ولكننا رفضنا هذا الطلب وقلنا له: نالنا ما يكفينا من القلق بسبب التدخل العسكري، وأنه ما دام قد تم إنقاذ المملكة الأردنية فإننا قد أدينا ما يتوجب علنيا في ذلك.
أسعد طه:
استمرت المعركة عشرة أيام، وانتهت بموجب اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار يوم السابع والعشرين من هذا الأيلول الأسود، في وقت منيت فيه المقاومة بخسائر فادحة.
وقع اتفاق القاهرة كل من الملك حسين وياسر عرفات والرئيس السوداني جعفر النميري، وتم تشكيل لجنة متابعة عربية كانت مهمتها الوقوف على تنفيذ الاتفاق، وعهد برئاستها إلى الوزير الأول التونسي الباهي الأدغم، على أن طرفي النزاع لم يجمعا على الخسائر التي ترتبت عن المعركة ولا على ما تلاها من ملاحقات أردنية ضد ما تبقى من المقاومة في الأردن حتى أواسط عام 71.
فاروق القدومي:
الرئيس عبد الناصر دعا إلى مؤتمر قمة عربي، وهذا مؤتمر القمة استطاع أن يوقف هذا التريف الدموي وهذا الصدام الدامي.
عدنان أبو عودة:
مجموع القتلى من الفلسطينيين.. من المقاومة.. من الفدائيين –خليني أقول- ومن الجيش ومن المدنيين، لأن المدنيين كانوا الإصابات منهم أكثر من الجنود وأكثر من الفدائيين، 2000 ويمكن و 200 أو 2400 واحد..
محمد رسول كيلاني:
ما جاوزوا من الجهتين: الجيش والفدائيين 200 -250، 300 من الجهتين ما تجاوزوها. وأخرجوا من الأردن، نتيجتها أخرجوا- شايف؟ أما مثلاً.. مخيم الوحدات، الجيش كان.. الشعب شعبي، اللي بالمخيم مش فدائي، مواطن أردني، والفدائي اتخبى عند هذا المواطن أو هو ابن هذا المواطن، الجيش كان يرمي قنابل، مدفعية، بس مدفعية صوتية، أنا طلعت بعد أحداث أيلول على المخيم أشوف.. أشوف إيش هدموا مفيش شيء، وكل واحد طلع وشاف، اسأل أهل المخيم، ما فيه شيء مهدم، ما.. ما فيه شيء بتهدم، فهي يعني دعاية مضادة للنظام، فيه جو عدائي في ذلك الوقت.
أحمد جبريل:
لم يتم هناك إحصاء رسمي لما حصل في مجازر أيلول، ولكن أنا كرقم أنا أقول يعني في حدود الـ 5 آلاف الحد الـ maximum منذ بدء التصادم بيننا وبين الملك حسين حتى خروجنا من الأردن، خلال 6 أشهر بأيلول الـ 70، بالـ 71 بشهر 4 كانت جرش عم تسقط، عارف كيف؟ يعني بحدود 5 آلاف عدد القتلى.
عدنان أبو عودة:
العمليات العسكرية اللي تمت لم تقتلع الفدائيين من كل عمان، هزت أماكنهم، أضعفت قواهم، لكنها ما.. ما اقتلعتهم، فبقوا في عمان وبقوا في كثير من المدن. ظلت الأمور محتدمة، تنشأ مشكلات يوم بعد آخر، هذا عسكري يقتل وذاك فدائي يقتل، إلى أن توجت في المرحلة الثانية من أيلول وهي 13 تموز 71، اللي هي الهجوم على قواعد الفدائيين في جرش، في أحراش جرش، وإخراجهم نهائياً من الأردن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:20 am

تابع ...

فاروق القدومي:
بقينا في عمان حسب هذه الاتفاقية، وبدأ بالفعل الباهي الأدغم –الوسيط- يذهب ويعود ومتابع وإلى آخره من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية، وعقدت اتفاقية بعدها أيضاً، يعني من أجل أن يعني أن نبقى في عمان. إلى أن.. في نهاية الأمر طبعاً لما توفى عبد الناصر جاء الرئيس السادات فقويت شوكة الأردن من ناحية أخرى، فلم يستمع، لأن عبد الناصر كان له يعني جاه كبير حقيقة، وبدأت تنحدر العلاقات شيئاً فشيئاً، وطلب منا حتى الفلسطينيين طالبونا.. طالبتنا المنظمات الشعبية أن نخرج من عمان، لأنه كل يوم بيصير فيه اصطدامات ودائماً إطلاق رصاص وإلى آخره، كان الهدف من إطلاق الرصاص وهذا من أجل أن تكون الجماهير الأردنية –كلهم يعني والحقيقة الشعب الأردني والفلسطيني شعب واحد- قلقة، ويكون.. يصبح هناك ضغط شعبي منا أن نخرج، وبالفعل خرجوا من.. خرجنا من عمان القوى المسلحة إلى مناطق جرش ومناطق الجبل، وهناك سهل على الجيش محاصرة الثورة الفلسطينية.
أسعد طه:
بالفعل لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولم يكن اتفاق القاهرة آخر المطاف في رحلة الصراع الأردني الفلسطيني، وها هي عوامل تتضافر من جديد لتعجل من نهاية الوجود الفلسطيني، فمن جهة وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1970م يتم تكليف وصفي التل بتشكيل وزارة جديدة على رأس أولوياتها إرساء سلطة الملك على كامل أراضي المملكة.
ومن جهة أخرى فإن وفاة جمال عبد الناصر وكذلك التغيرات السياسية التي جدت في سوريا والعراق كانت بمثابة القادح لمواصلة العمل على ضرب المقاومة الفلسطينية، وكان أن قام الجيش الأردني بآخر هجمة له في الثالث عشر من يوليو/ تموز سنة 1971م، وأمكن لوصفي التل أن يعلن يوم التاسع عشر عن الشهر نفسه من إبادة آخر قاعدة للفدائيين على أراضي الأردن، وكان على المقاومة أن تتوجه هذه المرة إلى لبنان.
فاروق القدومي:
عدنا وانتشرنا في لبنان، في سوريا ولبنان، وهنا بدأ دور لبنان.
نايف حواتمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين:
الانتماء للثورة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية هو انتماء في النضال، في العملية الوطنية الثورية، ليس انتماء جغرافياً. وفي هذا الميدان أقول بلغة واضحة جداً أن الحركة الوطنية الفلسطينية الأردنية بقيت متحدة وموحدة فيما بينها حتى 1971م عندما تم إخراج آخر مجموعة من المقاومة الفلسطينية من الأراضي الأردنية.
إفنايين كاني:
النتيجة أن جبهة جديدة قد فتحت في لبنان، والحق أنه منذ أواسط عام 71 أي بعد أن انتهى الأردن من أمر المقاومة الفلسطينية لم تعد الحدود الأردنية تمثل إشكالاً بالنسبة لنا، كان ذلك نجاحاً كبيراً للنظام الأردني أولاً، ثم لنا ثانياً، ولكن بشكل غير مباشر، على أننا أصبحنا نعاني إشكالاً جديداً نحن ولبنان بدل الأردن، وهو لم ننته منه حتى اليوم، انتهى الإشكال مع الفلسطينيين لكننا نواجه اليوم مشكلة التنظيم الشيعي في لبنان.
لكنني أقول إنني لو خيرت اليوم بين مشاكلنا في الأردن ومشاكلنا في لبنان لاخترت لبنان، ذلك أن حلها أهون علينا مما كنا نعانيه في الأردن إذ كانت حدود الأردن أطول ومرتبطة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، وكان الأمر صعب للغاية.
أحمد جبريل:
للأسف الشديد إحنا لما كنا عم نقاتل في أيلول الـ 70 الملك حسين ومن معه، لي قول أنا معروف بين إخواني ورفاقي، كنت أقول لهم: "سيبكي كل شريف بدل الدمع دم عندما نترك الأردن"، خروجنا من الأردن سيكون له معنى استراتيجي هو انكفاء لمجمل القضية الفلسطينية، أنت بتعرف.. الأردن تمثل قاعدة، هي قاعدة التحرير.
أسعد طه:
وتعالت الأصوات العربية من هنا وهناك رافضة ما أقدم عليه الملك حسين، وأغلقت كل من العراق وسوريا حدودها مع المملكة، فيما قلصت ليبيا والجزائر من علاقاتها الدبلوماسية مع الأردن حد الانعدام، وفي الثامن والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 71 يقدم أحد عناصر الكوماندوز الفلسطيني المنتمى إلى منظمة أطلقت على نفسها اسم "أيلول الأسود" على اغتيال وصفي التل.
عدنان أبو عودة:
لما قتل قالت: قتلته أيلول الأسود. لكي يبرر القائل قتله بعد أن شاع في الناس رأي أن أيلول كان أسوداً لأن الأردن ذبح الفلسطينيين ولذلك يستحق هذا القتل، فأيلول أسود لهذا السبب، وهو يستحق هذا القتل. ولذلك اخترع هذا الاسم لتبرير العملية قتل بدوافع الثأر في تلك اللحظة وليس بدوافع سياسية، الثأر.. الثأر والانتقام، بروح الثأر والانتقام. حينما تقرأ الأدبيات التي شاعت بين المنظمات الفدائية بعد الخروج من عمان.
هاني الخصاونة:
وصفي التل كان مقتنعاً بأن العمل الفدائي يمكن حتى أن يحرر فلسطين كلها، وأنا شخصياً لم أكن ولازلت غير مقتنع بأن العمل الفدائي يمكن أني يحرر فلسطين للظروف المختلفة في فيتنام، وأن سوريا قوة عسكرية تجابه بقوة عسكرية، العمل الفدائي عمل رديف وأساسي ولكنه ليس عامل حاسم في التحرير، و.. ووصفي التل كان لديه إيمان بالأردن، وبأن الأردن يستطيع أن يقدم الدعم لهذه الجبهة الرابعة، وبأن الأردن لا يجوز أن يتحول لدولة فلسطينية.
مشهور حديثة:
مسببات أيلول هي ما توصلنا له من فك ارتباط وهذا كان محزناً، لأنه هذه اللحمة الذي تلهث الأمة العربية الآن على التفاهم كانت موجودة، يعني.. هناك إحنا.. يعني خلق شرخ، كنا أبعد مما يحدث لو تجانسنا وحاولنا أنه نتجاوزه.
وأعتقد لو ترك الأمر لمحاولاتنا الصادقة ما حدث حرب أيلول، وبالتالي كانت بقيت المقاومة، ربما.. حتى نصل إلى بعض النتائج، ثم هذا فك الارتباط لم يحدث أبداً الذي هو كان بالنسبة لنا مقدس وحدة وطنية متجانسة عاشت فوق الأربعين سنة على الساحة الأردنية، وأعتقد أنها كانت خسارة للطرفين للأردن.، وبالتالي لم نغير شيء، الفلسطينيين موجودين والأردنيين موجودين، بل فقط فتحنا جرح عميق آمل أنه كان.. أنه الآن يندثر يعني يلتحم.
فاروق القدومي:
ما كانش في يدنا القدرة على إنه نتجنب ذلك، هذي ما كانش مطلقاً، لأنه ليس فقط من جانب الفلسطينيين، من جانب القيادات الأخرى، إحنا أيضاً.. أنا لا أعفي القيادات الأخرى العربية من الخطأ أبداً، ولكن إن كنا أخطأنا فهم أخطأوا أيضاً، ليه؟ لأنه هذه ظاهرة رفعت ظاهرة المقاومة، رفعت معنويات الإنسان العربي، لم.. لم يصل الإحباط كما هو واصل اليوم، يعني معركة الكرامة والثورة الفلسطينية رفعت معنويات العرب إذا كانوا مسؤولين أو شعب أو جماهير.
أسعد طه:

الجبهة العربية المتكونة من منظمة التحرير الفلسطينية والأردن وسوريا والعراق في مواجهة الكيان الصهيوني، بقدر ما كان أيلول الأسود شاهداً على فشلها بقدر ما كان حجة لا تقبل الدحض في نظر الولايات المتحدة الأميركية على جعل الكيان الصهيوني عماد سياستها الإقليمية في منطقة الشرق الأوسطأسعد طه:



في ظل الشكوك المتنامية من كل طرف تجاه نوايا الطرف الآخر بات التعايش بينهما أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً.

السلام عليكم، هذا ما توصلنا إليه في الحلقة السابقة بعد أن استعرضنا الظروف التاريخية التي سبقت أحداث أيلول الأسود، وبعد أن عرضنا إلى راوية الطرفين الفلسطيني والأردني، وفهمنا أن الثنائية داخل الدولة باتت مصدر قلق مستمر للنظام الأردني الذي بدا متردداً في اتخاذ قرارات حاسمة. في مقابل ذلك فإن الخلاف اشتد بين فتح وباقي التيارات داخل المقاومة، تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش، والجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة نايف حواتمة، ومرد ذلك أن فتح رفضت دعوة هذه الحركات إلى ما اسمته "إقامة نظام ديمقراطي وطني".

وفي بداية شهر يونيو/ حزيران عام 1970م بدأت أولى بوادر العنف بالتشكل، ورغم محاولة الملك حسين التخفيف من حدة التوتر واحتواء الأزمة بإجرائه تغييراً وزارياً يخدم مصالح الفلسطينيين، إلا أن المواجهات احتدمت بين عناصر من المقاومة والجيش الأردني في الزرقاء وعمان. وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رفضته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كانت تحكم قبضتها على جزء هام من العاصمة عمان، وحاول الملك حسين من جديد تجاوز الأزمة فقرر حل جهاز الاستخبارات التابع للجيش وتشكيل حكومة مصالحة. ولم يكن ذلك ليحد من تصاعد حدة التوتر بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني، وباتت المواجهة العسكرية الحاسمة قاب قوسين أو أدنى.

هاني الخصاونة مدير التشريفات في القصر الملكي الأردني:

الملك حسين كان أكثر الناس –وقد لا يتوقع كثيرون أن أقول هذا الكلام- أكثر الناس ضيقاً عدم رغبة في الصدام، وأذكر في إحدى المرات بأن الجيش استفز غربي.. غربي ناعور بحادث معين وخرجت الوحدات تريد أن تضرب الفدائيين، فغضب الملك ونزل بنفسه ومنع القوات من أن تتجه نحو الفدائيين، وبلغت الأمور ببعض الضباط أ أن يتهموا الملك حسين بأنه.. بأنه.. يتردد في.. في إيقاف الأمور عند حدها ومنع التجاوزات نتيجة لأنه خائف أو.. نتيجة الجبن وخوف من الفدائيين.. ولله ثم للتاريخ أذكر بأن الملك حسين كان يتقطع ألماً على موضوع الصدام وعلى الحرص على عدم إراقة الدماء، وعلى الوصول إلى تسوية بأقل الخسائر للنزاع الذي وقع بين الجيش والفدائيين.

فاروق القدومي من مؤسسي حركة فتح:

صار فيه هناك خطف طائرات، ووضعت في مطار الثورة وطالبت الدول الغربية إنه الإفراج عنهم.. عن هذه الطائرات، وبدأنا نقول: يا إخوة لابد من الإفراج عن هذه الطائرات، ثم حرقت هذه الطائرات، بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الأمر وغيره، لكن هذا خلق كأنما هناك ليس هناك سلطة في البلد ونحن نتصرف.. دون أخذ الاعتبار إلى وجود هذه السلطة.

محمد رسول الكيلاني رئيس جهاز المخابرات الأردني السابق:

الأردن يعني واسع مش عصبي.. مش عصبي واسع، احتمل من الـ 67 للـ 70، لما يصير اعتداء على أفراد القوات المسلحة ينخطفوا والضباط ينخطفوا ويهانوا، والمواطن يهان، صار يعني دولة داخل دولة، وبالتالي الفوضى هي اللي أدت إلى هذا الأمر.

عدنان أبو عودة مستشار الملك الراحل الأردني السابق:

وفي كل مرة كان يتطور الرد الإسرائيلي والضرب الإسرائيلي بحجمه ومداه كانوا ينشؤوا مفاهيم جديدة ضمن الشعب الأردني.. وينشؤوا حركات جديدة ضمن حركة المقاومة الفلسطينية، لنأتي أولاً كيف أثر على الشعب الأردني. على الشعب الأردني –كما ذكرت- كان شهر عسل يتميز بالتلاحم بين الجندي الأردني وبين المقاوم الفلسطيني، لما بدأت إسرائيل تضرب القرى الأردنية في –مثلاً- 15 شباط 68 سبقت الكرامة بتقريباً بشهر أو أكثر، أول عملية ذات قيمة ضربت إسرائيل في يوم واحد 13 قرية أردنية ومدينة إربد في محافظ إربد ومخيم لاجئين فلسطينيين، قتلت أكثر من 50، 56 شخص على ما أعتقد أو على ما أذكر، منهم كان 10 جنود والبقية نساء وأطفال، وجرحت المئات، وهدمت كثير من البيوت، عشرات من البيوت هدمت أو تضررت من هذا القصف. صار العسكري الأردني –ومعظمهم يأتون من القرى- يحس بأن هذا الفدائي يتسبب في قتل أهله. فهنا نشأ عنده رغبة في أن ينسق في ذلك الفدائي بحيث لا يتضرر القاعدة الخلفية التي فيها الأهل الآمنون وإلى آخره. فبدأ التفسخ في العلاقة.

فاروق القدومي:

أنا من الناس اللي كنت أقول إنه يجب ألا يكون هناك صدام بيننا وبين –بالفعل- السلطة، بل بالعكس هناك لابد أن يكون هناك تكامل، حتى هذه الأحداث، يعني كثيراً ما كنت أدعو يا إخوة –وذكرت ذلك في آخر ساعة حتى بعد هذه الأحداث- الضرورة تقتضي أن لا نصطدم وأن يكون هناك تنسيق. ولكن يبدو إن هذه مثل كرة الثلج.

أسعد طه:

كان يقين الأطراف العربية والدولية أن الأزمة ماضية إلى اشتباك أعنف، وكان ذلك حجر الزاوية في المبادرات السلمية التي تم طرحها، من هذه المبادرات ما هو داخلي، كالاتفاق الذي وقعه الملك حسين مع ياسر عرفات في الثاني والعشرين من فبراير/ شباط عام 70، أو اتفاق الهدنة بينهما الذي رفضته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومن هذه المبادرات ما هو عربي كمبادرة مصر والعراق والجزائر السودان بتشكيل لجنة مصالحة تمكنت من إقناع الطرفين بإبرام اتفاق يسمح لمنظمة التحرير بمواصلة عملياتها الفدائية ضد الكيان الإسرائيلي دونما –تأثير في أمن المملكة، وجاءت مبادرة الولايات المتحدة الأميركية المعروفة باسم مبادرة "روجرز" في أغسطس/ آب عام 70، والتي اقترحت وقف العمليات الفدائية ضد إسرائيل. وافقت الأردن وكانت مصر قد سبقتها، على أن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت الالتزام بما جاء فيها.

سامي شرف المساعد الخاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر:

مبادرة روجرز أنا بأقول يعني إحنا مرينا في الفترة بتاعت يولية/أغسطس بما سمي بمبادرة "روجرز"، وهذه المبادرة باختصار كان الغرض منها إيقاف القتال لمدة ثلاثة شهور، نتيجة المعارك الجوية التي دارت بين القوات المسلحة المصرية والقوات الإسرائيلية المعادية، وأسقط فيها من الطيارات الحديثة جداً التي أمدتها بها الولايات المتحدة، وهي تملك بهذه الطيارات قدرة على القصف المؤثر 100%، قدرة على الاستطلاع وهي فوق، قدرة على التشويش.. إمكانيات هائلة.

أحمد جبريل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:

إحنا كنا نعتقد أن الإسرائيلي وصل في مأزق قبل روجرز، مأزق عسكري داخلي كبير جداً. مو سهل على كيان محدود عدد سكانه في كل يوم يقتل منه 10، و20، و30 إسرائيلي من رأس الناقورة حتى سيناء حتى قناة السويس.

فاروق القدومي:

عندما سمعنا بمشروع روجرز قامت مظاهرات صاخبة من الجميع ضد هذا المشروع، أقول وللتاريخ أننا في فتح عارضنا أو عارض الكثير منا أن نمس الرئيس عبد الناصر، وقلت بكل وضوح وخاصة تسلمت هذا الأمر أنا بصفتي أمين سر اللجنة المركزية، كان أخي أبو.. الشهيد أبو إياد موجود في كوبا، كان الأخ أبو عمار والإخوة الآخرون، ولذلك قلنا يجب أن لا نمس هذا.. يجب أن نعرف لماذا الرئيس عبد الناصر قبل روجرز.

أحمد جبريل:

وكانت كارثة على الجميع، كما هي كارثة علينا كانت كارثة على.. على عبد الناصر وكارثة على الجميع. الشيء الذي أتى به روجرز لم ينفذ فيما بعد.

فاروق القدومي:

بدأ حديث طويل يعني بيننا وبين المرحوم الرئيس عبد الناصر حقيقة، ومرت الساعات وكان معروف أن الرئيس عبد الناصر كان يريد مشروع روجرز تكتيكاً لأنه خدع بصراحة عندما قالوا له أرسل مندوبك اللي هو زكريا محيي الدين للتفاوض معه، قال له جونسون، وسوف لا يكون هناك ضرب. والاتحاد السوفيتي اتصل فيه في الصباح قال له خلاص.. مش ممكن يكون فيه هناك يعني أي هجوم إسرائيلي. وكان زكريا محيي الدين يطير فوق الدار البيضاء كانت طائرات "ديان" تضرب المطارات المصرية.. فهو أراد أن يضع قواعد الصواريخ، لأنه في حرب الاستنزاف قال اتفضلوا كان يجيب لنا حسابات ويوري لنا إياها شوفوا قد إيش إحنا بالفعل.. خسرنا.

لهذا السبب.. طبعاً ما قال لناش هذا الكلام، لكن فهمنا بعدين، إنه لما قبل أن يكون هناك وقف إطلاق النار الساعة 12، كان من 12 للـ 5 وغيرها يضع الصواريخ قواعد الصواريخ لحماية القنال، اللي بعد ما دمروا المصافي والمصانع الكيماوية وإلى آخره لحماية القنال وإمكانيات مصر و.. التي تدعم بالفعل قواتها العسكرية.

مشهور حديثة رئيس أركان الجيش الأردني سابقاً:

القرار السياسي قبول مشروع روجرز وقبلته مصر قبلما يقبله الأردن. فإحنا جزء من.. جزء من الحل السياسي بالمنطقة، فعلينا أن نحترم الحدود، لذلك اصطدمت الرغبات السياسية والقرار السياسي مع.. الأعمال الفدائية الغير منضبطة من جانب الأدرن، فالأردن يريد أن.. أن يحفظ الموقف السياسي ولا يخاطر الموقف السياسي، وأن يضبط الحركات الفدائية اللي هي متواجدة في الأردن. لكن حاولنا أنه نساوي بين الطرفين بأن يكون هناك تنسيقاً موثقاً متى نقوم بعمل وكيف.. ونجحنا في بعض الأحيان، ولكنا بالأخير مع الأسف اصطدمت الآراء السياسية مع الآراء السياسية للمقاومة.

أسعد طه:

وفي هذه الأثناء التقى الملك حسين الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالإسكندرية مستغلاً إجماع البلدين على خطة روجرز، وليدرس معه ما آل إليه أمر العراق مع المقاومة. وكان أن انجر عن هذا اللقاء وجهات نظر متباينة لدى المراقبين حينها بشأن موقف جمال عبد الناصر.

سامي شرف:

الرئيس عبد الناصر بيقول له يعني: يا جلالة الملك، أرجوك أن تأخذهم بالصبر حتى لو غلطوا، وذلك من أجل شعبكم ومن أجل الشعب الفلسطيني، ولا تنسى أن سيدنا أيوب يا جلالة الملك كان من سكان نهر الأردن. ولهذا أعتقد أنك ستكون قادراً على حسم الأمور باتزان وبحكمة رغم وجود بعض.. رغم وجود بعض المتطرفين الفلسطينيين، يعني حتى إذا استفزوك وقاتلوك ومش عارف إيه يعني هتتصرف بحكمة يا ملك هتصرف بعقل، ماتصدمش.


مشهور حديثة:

بعد زيارة جلالة الملك –وأنا كنت في معيته- إلى عبد الناصر في الإسكندرية، وبعد ما تحدث الملك مع جمال عبد الناصر وشكى همومه إلى عبد الناصر عن.. اختراقات يقوم فيها العمل الفدائي. وقال عبد الناصر آنذاك: يا ملك حسن دول ولادك.

سامي شرف:

الملك حسين ابتدا يتكلم بعد هذا وقال: أما يا سيادة الرئيس عن صبر أيوب فهذا هو شعارنا منذ أمد طويل، ولكن هناك ولا شك حدود للصبر. إن وجود جميع منظمات المقاومة على أرضنا نقل إلينا جميع التناقضات الموجودة في العالم العربي. فرد الرئيس عبد الناصر قال: لقد سبق أن تحدثت كثيراً مع قيادات المقاومة بشأن ضرورة الامتناع عن عمليات الاستفزاز للسلطات الأردنية المحلية. وفي الحقيقة كانوا معي مدركين آثار هذا الاستفزاز وما ينجم عنه ولكن للأسف هناك بينهم من يريدوا فعلاً الاستفزاز –في الشيء اللي أنا أشرت إليه من قبل- وقد تكون بينهم قوى مضادة تخطط عن عمد بهدف تخريب الموقف السياسي في الأردن، عموماً يا جلالة الملك فإنه من الممكن أن يعاد بحث مثل هذه الأمور دون أن نصل إلى درجة التشنج، على أن نراعي مصالح كافة الأطراف.

مشهور حديثة:

أولاً يجب أن نذكر هنا أنه الجيش كان يشكل 60% منهم فلسطينيين، فالذين قاتلوا بالكرامة وقاتلوا في الساحة الأردنية هم أيضاً فلسطينيين ليس الأردنيين وحدهم، والنفور كان بين الأطراف كلها، فما كان نفوز فقط أردني فلسطيني، الجيش جيش واحد والفدائيين.. والفدائيين أيضاً قوة واحدة، وكثير ما كان يتواجد الإخوان قسم مع الفدائيين وقسم مع الجيش.

من هنا كنا نحاول أنه نبعد الفتنة، وتعيش اللحمة الوطنية إلى قضية الوطن وإلى محاربة إسرائيل، مع الأسف التيار المتشدد من جانب السلطة ومن جانب الفدائيين لم يجعل هناك وسيلة للوصول إلى هذا التفاهم.

سامي شرف:

لم تمضي أسابيع ثلاثة على لقاء الرئيس جمال عبد الناصر بالملك حسين في الإسكندرية حتى تفجرت الأحداث في عمان، وإحنا وجهة نظرنا في القاهرة كانت الآتي، في هذه المرحلة وفي هذه الفترة بالذات: إن الملك حسين وضع في تقديره أنه أعلم الرئيس جمال عبد الناصر في لقائه معه بالإسكندرية بأن للصبر حدود، وأنه سيتصرف من جانبه بما يسمح به الموقف على الطبيعة، واضح؟

أسعد طه:

نعم.

سامي شرف:

كان واضح تماماً بما لا يقبل الشك أو الاستنتاج إن الملك حسين وإدارته يصرون على فرض السيطرة الكاملة على أرضهم.

أسعد طه:

على أن واقع الأمور كان يتطور بسرعة إلى الأسوأ، ذلك أن المواجهة احتدمت بين الجيش الأردني والمقاومة في إربد، ولم تفلح محاولات الطرفين السيطرة على هذا التيار الذي كان جارفاً. وفي السادس عشر من شهر سبتمبر/ أيلول قرر الملك حسين أن يغير من استراتيجية التعامل مع المقاومة، وشكل حكومة عسكرية عهد برئاستها إلى الجنرال محمد داوود وهو فلسطيني.

مشهور حديثة:

أنا بكل أمانة عرض علي هذا المركز عرض علي أن أكون قائداً لهذه.. بدل محمد داوود، لأن لا يعقل محمد داوود ضابط عادي يعرض عليه رئاسة الأركان قبلي أنا وأنا رئيس الأركان، ولكنني حقيقة أمام هول ما توقعته وحدث فعلاً، وأمام الحفاظ على الوحدة الوطنية الذي كنا مسؤولين عنها، وأمام هذه اللحمة أنا أقلعت عن الفكرة، وقلت لهم: أنا جندي يقاتل في الميدان يقاتل العدو، لكن عندما يتوجه.. تتوجه البندقية لمكافحة الشعب.. لمكافحة الشعب الفلسطيني أنا ليس مع هذه المعركة.

اللواء محمد فوزي وزير حربية مصري سابق:

لماذا لا يكون هذا احتواء من الملك حسين.. للرأي العام الشعبي اللي موجود في الأردن؟ لماذا لأ؟ كل حاجة.. ناحية القبائل كل حاجة ناحية القبائل، لأ جه حكومة وإداها.. للقوى الشعبية اللي موجودة، على أن أساس داوود هو ميال للناحية شعبية، لماذا لا يكون هذا احتواء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:21 am

تابع ...

عدنان أبو عودة:

في أيلول كانت الفكرة من تشكيل الحكومة العسكرية هي أن تجعل منظمة التحرير أن تأخذ الحكومة الأردنية بجدية وتقبل مفهوم سيادة القانون في الدولة، على ألا تنهي العمل الفلسطيني المقاوم، كان القرار هو إنهاء المنظمات الحزبية التي حملت السلاح باسم المقاومة، فأيلول كان المقصود منه لما تشكلت الحكومة العسكرية –وأنا أنقل الآن كلام وصفي التل لي شخصياً- لماذا؟ قال لي: بدنا.. التعبير الأردني العامي: بدنا نهمر عليهم. نعمر يعني.. يعني: نريد أن نجعلهم يأخذون بجدية، ويجلسوا معنا لننظم هذا الأمر، ليس لننهيه، لننظم هذا الأمر. لكن بنفس الوقت كانت هناك خطة بديلة في حالة إنهم رفضوا.. رفض الفدائيين إنهم يجلسوا مع الحكومة.. لتنفيذ اتفاقيات سابقة وقعت، كذا اتفاقية وقعت بين الطرفين الأردني والفلسطيني في الأردن، والمحافظة على النظام والقانون في البلد، والسيادة لقانون البلد، وإنهاء مفهوم الدولة داخل دولة. إذا رفضوا الجلوس.. للبت بهذه الأمور كان الجيش جاهز.

أسعد طه:

اجتمعت الظروف كلها لتجعل من الصدام أمراً يصعب تلافيه، على أنه لن يكون هذه المرة كما سبقه من مواجهات، بل سيكون على قدر من العنف، بحيث ينهي وجود أحد الطرفين علي يد الآخر. وفي السابع عشر من سبتمبر/ أيلول تتحول عمان إلى أكثر الموجهات عنفاً ودماراً بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية. ووضعت الاشتباكات 55 ألف جندي أردني وجهاً لوجه مع 40 ألف فدائي فلسطيني في عمان والزرقاء وإربد وجرش.

سامي شرف:

في يوم 17 سبتمبر سنة 70 بدأ هجوماً وحشياً قادته قوات البادية الأردنية، ولمن لا يعرف فإن القوات العسكرية الأردنية مقسمة إلى قسمين رئيسيين: قوات بادية وهي تدين بالولاء الكامل للأسرة الهاشمية، وقوات نظامية. جمال عبد الناصر أبرق للملك حسين برقيتين متتاليتين في نفس اليوم يوم 17، قال له الآتي.. البرقية طويلة لكن هأقول جوهرها: إنني أناشدكم مرة أخرى أن تساعدونا –مرة أخرى- أن تساعدونا على تفويت هذه المحنة، في يوم التلاث 22 سبتمبر قرار من الرؤساء والملوك المجتمعين بإيفاد جعفر نميري على رأس وفد يضم الباهي الأدغم والشيخ سعد الصباح –كان وزير الدفاع الكويتي في ذلك الوقت- والفريق محمد أحمد صادق رئيس الأركان المصري في ذلك الوقت، إلى عمان لمقابلة الملك وأبو عمار والعمل على إيقاف القتال.

أسعد طه:

ورغم هذه ظلت المقاومة الفلسطينية ترزح تحت وقع الضربات الموجعة للجيش الأردني، الذي حافظ على بنينه رغم وجود بعض العناصر الفلسطينية ضمن صفوفه.

ومنذ الثاني والعشرين من الشهر نفسه تسعى مصر إلى وساطة عربية انعقدت من أجلها قمة مصغرة في القاهرة أفضت إلى تشكيل لجنة مصالحة برئاسة الرئيس السوداني جعفر النميري توجهت على الفور إلى عمان.

عدنان أبو عودة:

الرئيس عبد الناصر لعب دور إيجابي في محاولة رأب الصدع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يعني لولا عبد الناصر كانت الأمور ممكن أن تكون أسوأ، فالرئيس عبد الناصر الحقيقة لعب دورياً إيجابياً.

أسعد طه:

في البدء رفض عرفات محاولة اللجنة وقف القتال، في زمن كانت فيه المقاومة تنكفئ في بعض جيوبها وترد في عسر على الضربات الأردنية، على أن المعطى الذي كان له دور رئيس خلال هذه الفترة هو استقالة رئيس الحكومة الأردنية محمد داوود، مما أضعف الموقف الأردني.

سامي شريف:

ففوجئت وأنا قاعد في مكتبي في منشية البكري إن جالي سكرتير بيقول لي الرئيس محمد داوود موجود برة في الصالون وعايز يقابلك، قلت له: اتفضل، دخل الرجل كان يبكي، وقال لي أنا طبعاً يعني لا يصح لي إن أنا أخش على الرئيس على طول، أنا جيت لك عشان تبلغ الرئيس جمال عبد الناصر إن أنا لن أقبل إن أنا هاستمر في الوضع وأنا مستقيل عشان تبقوا عارفين وضعي بالنسبة لهذا الأمر.

عدنان أبو عودة:

وكان واقع تحت ضغط عاطفي من ابنته الوحيدة التي ناشدت بأنه يترك هذا الأمر ويستقيل، ثم الليبيين اتصلوا فيه ليس المصريين، الليبيين اتصلوا فيه، فالرجل استجاب.

أسعد طه:

وتحولت عمان إلى مسرح لأكثر المواجهات عنفاً ودماراً، مواجهات بالأسلحة الثقيلة، ووسائل الإعلام تنقل أنباء المعركة، وتتحدث عن الخراب الذي حل بالعاصمة الأردنية عمان من تدمير للبنى التحتية وانعدام للماء والكهرباء والمواد الغذائية.

سامي شرف:

الأربعاء 23 سبتمبر سنة 1970م، الموقف كالآتي: معارك عنيفة بالدبابات يشترك فيها الطيران الأردني فوق إربد، الموقف في يوم الخميس 24 من سبتمبر سنة 1970م الملك حسين يجتمع بالسفير الأميركي في عمان، والأسطول السادس الأميركي يعلن حالة الاستعداد القصوى الجمعة 25 سبتمبر سنة 1970م عودة الوفد من عمان بعد تحقيق اتفاق لوقت القتال لم يستمر غير ساعات. وصول ياسر عرفات إلى القاهرة متخفياً في زي كويتي مع أعضاء وفد نميري.

السبت 26 من سبتمبر 1970م معركة عمان تدخل يومها العاشر، القتال في أربد مستمر، ولكن المقاومة كانت تسيطر على معظم مدن الشمال، تسيطر على معظم مدن الشمال، نيكسون يعلن تعويض الأردن عن خسائره العسكرية في القتال مع المقاومة وأعلن منح الأردن مبلغ خمسة ملايين دولار كمعونة عاجلة، قرار من الرؤساء المجتمعين في القاهرة بتحميل الملك حسين مسؤولية الأحداث الجارية.

أسعد طه:

اختلفت رود فعل الدول العربية حول ما كان جارياً في الأردن، ففي البداية استقر موقف ليبيا والجزائر وسوريا على مساندة منظمة التحرير الفلسطينية، واكتفى العراق بإدانة موقف الملك من المقاومة، على أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل كانتا تودان أن تبقى الدول العربية بمعزل عما يدور، ولكن هذا الأمر بات مستبعداً خاصة مع وجود قوات عراقية على الأراضي الأردنية وتوجه القوات السورية إلى إربد منذ اليوم الرابع للمواجهة وكان السؤال مؤرقاً للولايات المتحدة الأميركية وللكيان الصهيوني. ماذا سيحدث لو تدخلت سوريا والعراق؟ ربما حرب شاملة في المنطقة يأباها الكيان الصهيوني الذي يفضل إبادة المقاومة دون أن ينجر إلى الاصطدام بالدول العربية الأخرى، وكان أن جهزت الولايات المتحدة أسطولها السادس ووجهت بعض قطعه نحو شرق المتوسط، وكذلك استعدت إسرائيل لأي ظروف تكون فيها المملكة الأردنية مهددة في وجودها.

رفائيل جدعون مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية:

 كان الأساس في سياستنا أو في سياستنا الاستراتيجية هو الحفاظ على وحدة المملكة الهاشمية وعدم السماح بتقسيمها بين جيرانها العراق وسوريا.

إفنايين كاني جهاز المخابرات الإسرائيلي:

 قبل المواجهة كان علينا أن نعرف ماذا يمكن أن يحصل، كما كان علينا أن نجيب على عدد من الأسئلة الأساسية، أولها مدى قدرة الجيش والنظام الأردنيين على قمع المنظمات الفلسطينية، كان هذا أول سؤال بالنسبة لنا، أما السؤال الثاني فهو كيف سيكون رد فعل السكان الفلسطينيين داخل الأردن حيال العملية؟ ثالثاً وهو ربما السؤال الأهم بالنسبة لإسرائيل هو: كيف سيكون رد فعل الأطراف العربية، خصوصاً منها سوريا والعراق؟ لأن العراقيين دفعوا بقوات كبيرة لهم إلى شمال الأردن، ثم بعد ذلك كله كيف سيكون رد فعل مصر وباقي بلدان العالم العربي؟

رفائيل جدعون:

قام الأميركيون بتحركات جدية إذا دفعوا بـ 6 قطع من أسطولهم تجاه شرق المتوسط، ثم قاموا بإرسال بعثة عسكرية إلى إسرائيل على وجهة السرعة، حتى يبدو وكأنهم بصدد إعداد خطة عسكرية مع إسرائيل.

اللواء محمد فوزي:

إسرائيل كانت مركزة قواها وإمكانياتها على الجبهة المصرية، وعاوز أؤكد بالتالي.. ولذلك ما كانش مهتمة اهتمام كبير لا بالجبهة السورية ولا بالجبهة الأردنية، فمن مصلحة إسرائيل تفتيت أكثر، وكل ما تيجي لها الفرصة من ناحية تفتيت القوى بتعملها، فيعني في مصلحة إسرائيل أن تتم معركة أيلول الأسود من مصلحة إسرائيل، ولو كانت المسالة تعمقت أكثر وأكثر أنا لاقط الإشارات اللي طالعة من عمان إلى أميركا وإلى إسرائيل، أنا لاقطهم، عاوزين المساعدة تيجي، أميركا مش مستعدة لأنها كانت متورطة في فيتنام، كيسنجر نهاريها كان عضو في الأمن القومي مش وزير الخارجية لسه ما كانش جه وزير خارجية لأميركا، بس له كلمة وهو يهودي، فكان فيه مساعدات متوقعة في حالة ما المسألة تتصاعد أكتر، تتصاعد أكتر إزاي بقى؟ إن سوريا تخش أو العراق يخش في معركة أيلول الأسود.

إفنايين كاني:

أعتقد أنه كان علينا أن نتهيأ لعدد من ردود الأفعال الممكنة، مثلاً في حال عدم قدرة الأردنيين على احتواء الهجوم السوري، هنا أقل ما يجب أن نفعله بل أحسن رد فعل بالنسبة لنا هو مهاجمة السوريين أو إيهامهم بأننا سنهاجمهم دون استعمال قوة كبرى في ذلك، لا أعتقد أنه كان من صالحنا أن نستعمل قوة كبيرة ضد السوريين أو داخل الأردن، لأن في مثل هذه الخطوة تجاوزاً لمصالحنا ولأننا لم نكن نعلم مآلها، إذن –في تقديري- لم يكن من مصلحتنا استعمال قوة كبير.

رفائيل جدعون:

لو تدخلنا بقوة كبرى كنا سنفتح المجال لقيام حرب ولا شك، وأقصد بذلك أن العراق كان سوف يتحرك، ونحن نعلم أن القوات العراقية كانت مرابطة في الأراضي الأردنية، وكان رأي رابين أن مصر تنتظر الفرصة الملائمة لتجديد عملياتها العسكرية على الجبهة السورية، كان تقديرنا أن أي تدخل منا سيتبعه –ولا شك- الانفجار.

إفنايين كاني:

كان أمامنا طرحان اثنان أولهما: أنهم كانوا يقرؤون حساباً لأي مواجهة مع القوات الإسرائيلية أو الأميركية، وثانيهما: أنهم حالوا إخفاء تدخلهم، وعملوا على أن يبدو كتحركات فلسطينية، إذ أنهم أعادوا طلاء مدرعاتهم حتى تبدو كمدرعات جيش التحرير الفلسطيني، ولا يبدو الأمر تدخلاً سورياً، ذلك أنهم كانوا غير قادرين على تبرير تدخلهم العسكري في الأردن، وهنا قالوا إن تلك المدرعات كانت فلسطينية، على أنه لم يكن بإمكانهم أن يقوموا مثلاً بهجوم جوي تحت غطاء فلسطيني، لأننا نعلم أن الجيش الفلسطيني لا يملك قوات جوية، ولهذا تعذر عليهم استعمال أي قوة جوية.

أسعد طه:

كان الكيان الصهيوني يتابع مطمئناً أطوار الانتصار الأردني، ويبارك اندثار المقاومة دونما تدخل منه. على أنه كان على يقين من أن ما سيحدث سيغير لا محالة من المشهد السياسي للمنطقة، وعليه فقد لعبت إسرائيل دوراً بشكل غير مباشر في أيلول الأسود.

عدنان أبو عودة:

كان من المهم بالنسبة للأردن أن يبقى على معرفة وثيقة إن أمكن بالتفكير الإسرائيلي ماذا سيفعل بالضفة الغربية، لأنه أي شيء يمكن يحدث بالضفة الغربية كان سينعكس على الأردن وليس على غيره.

إفنايين كاني:

كانت لنا مصلحة مشتركة مع النظام الأردني، لم تتم العملية بالتنسيق معنا، لكنها تمثل مصلحة مشتركة بيننا وبين النظام الأردني، ذلك أنها تمكن هذا الأخير من اجتياز تلك الأزمة والخروج منها أقوى مما كان عليه، ومن القضاء على المنظمات الفلسطينية لأنها كانت تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل أيضاً، تلك هي مصلحتنا المشتركة.

صحيح أنه لم يكن من مصلحتنا التدخل عسكرياً بشكل مباشر في الأزمة، ولأننا قرأنا حسابنا للسوريين فقد كان علينا أن نقرر ما يمكن أن نفعله لمساعدة الأردنيين بشكل غير مباشر. ولحسن حظنا وحظ الأردنيين كانت القوات المسلحة الأردنية قادرة على احتواء التدخل السوري في أراضيها دون أن تحتاج في ذلك إلى أي مساعدة إسرائيلية أو أميركية، إذن تمثلت مساهمتنا في التنسيق مع الأميركيين للحد من أي تدخل سوري واسع النطاق شمال الأردن. لكنهم قرروا ألا يستعملوا سلاحهم الجوي، ذلك أنه لا طاقة للأردنيين بالرد على الغارات الجوية، لأنهم يفتقرون لسلاح جوي فعلي وقادر على مواجهة الهجوم السوري، ونحن لا نعلم تحديداً سبب عدم لجوء السوريين لاستعمال قواتهم الجوية.

اللواء محمد فوزي:

المساعدة كانت جاية للملك حسين، ليه؟ لأن السيد الأكبر أميركا، إسرائيل ما.. مش عاوزة تكسر الأهداف الأميركية، والدعم كان حيتم يتجمع على حساب إسرائيل لصالح الملك حسين في ذلك الوقت، يعني الترتيبات اللي اتوضبت اتحضرت لكن الأمر ما صدرش.. كان على تجميع قوات إسرائيلية تستغنى عنها بحرية وجوية و مدرعات للدخول إلى الأردن بمجرد ما اللواء المدرع السوري يخترق الحدود، لصالح الملك حسين.

رفائيل جدعون:

قال لنا الملك حسين إنه سيكون من المفيد أن تقوم إسرائيل بضرب سوريا من الخلف في الجولان، التي كانت تقصده قواتها الخارجة من الأردن، ولكننا رفضنا هذا الطلب وقلنا له: نالنا ما يكفينا من القلق بسبب التدخل العسكري، وأنه ما دام قد تم إنقاذ المملكة الأردنية فإننا قد أدينا ما يتوجب علنيا في ذلك.

أسعد طه:

استمرت المعركة عشرة أيام، وانتهت بموجب اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار يوم السابع والعشرين من هذا الأيلول الأسود، في وقت منيت فيه المقاومة بخسائر فادحة.

وقع اتفاق القاهرة كل من الملك حسين وياسر عرفات والرئيس السوداني جعفر النميري، وتم تشكيل لجنة متابعة عربية كانت مهمتها الوقوف على تنفيذ الاتفاق، وعهد برئاستها إلى الوزير الأول التونسي الباهي الأدغم، على أن طرفي النزاع لم يجمعا على الخسائر التي ترتبت عن المعركة ولا على ما تلاها من ملاحقات أردنية ضد ما تبقى من المقاومة في الأردن حتى أواسط عام 71.

فاروق القدومي:

الرئيس عبد الناصر دعا إلى مؤتمر قمة عربي، وهذا مؤتمر القمة استطاع أن يوقف هذا التريف الدموي وهذا الصدام الدامي.

عدنان أبو عودة:

مجموع القتلى من الفلسطينيين.. من المقاومة.. من الفدائيين –خليني أقول- ومن الجيش ومن المدنيين، لأن المدنيين كانوا الإصابات منهم أكثر من الجنود وأكثر من الفدائيين، 2000 ويمكن و 200 أو 2400 واحد..

محمد رسول كيلاني:

ما جاوزوا من الجهتين: الجيش والفدائيين 200 -250، 300 من الجهتين ما تجاوزوها. وأخرجوا من الأردن، نتيجتها أخرجوا- شايف؟ أما مثلاً.. مخيم الوحدات، الجيش كان.. الشعب شعبي، اللي بالمخيم مش فدائي، مواطن أردني، والفدائي اتخبى عند هذا المواطن أو هو ابن هذا المواطن، الجيش كان يرمي قنابل، مدفعية، بس مدفعية صوتية، أنا طلعت بعد أحداث أيلول على المخيم أشوف.. أشوف إيش هدموا مفيش شيء، وكل واحد طلع وشاف، اسأل أهل المخيم، ما فيه شيء مهدم، ما.. ما فيه شيء بتهدم، فهي يعني دعاية مضادة للنظام، فيه جو عدائي في ذلك الوقت.

أحمد جبريل:

لم يتم هناك إحصاء رسمي لما حصل في مجازر أيلول، ولكن أنا كرقم أنا أقول يعني في حدود الـ 5 آلاف الحد الـ maximum منذ بدء التصادم بيننا وبين الملك حسين حتى خروجنا من الأردن، خلال 6 أشهر بأيلول الـ 70، بالـ 71 بشهر 4 كانت جرش عم تسقط، عارف كيف؟ يعني بحدود 5 آلاف عدد القتلى.

عدنان أبو عودة:

العمليات العسكرية اللي تمت لم تقتلع الفدائيين من كل عمان، هزت أماكنهم، أضعفت قواهم، لكنها ما.. ما اقتلعتهم، فبقوا في عمان وبقوا في كثير من المدن. ظلت الأمور محتدمة، تنشأ مشكلات يوم بعد آخر، هذا عسكري يقتل وذاك فدائي يقتل، إلى أن توجت في المرحلة الثانية من أيلول وهي 13 تموز 71، اللي هي الهجوم على قواعد الفدائيين في جرش، في أحراش جرش، وإخراجهم نهائياً من الأردن.

فاروق القدومي:

بقينا في عمان حسب هذه الاتفاقية، وبدأ بالفعل الباهي الأدغم –الوسيط- يذهب ويعود ومتابع وإلى آخره من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية، وعقدت اتفاقية بعدها أيضاً، يعني من أجل أن يعني أن نبقى في عمان. إلى أن.. في نهاية الأمر طبعاً لما توفى عبد الناصر جاء الرئيس السادات فقويت شوكة الأردن من ناحية أخرى، فلم يستمع، لأن عبد الناصر كان له يعني جاه كبير حقيقة، وبدأت تنحدر العلاقات شيئاً فشيئاً، وطلب منا حتى الفلسطينيين طالبونا.. طالبتنا المنظمات الشعبية أن نخرج من عمان، لأنه كل يوم بيصير فيه اصطدامات ودائماً إطلاق رصاص وإلى آخره، كان الهدف من إطلاق الرصاص وهذا من أجل أن تكون الجماهير الأردنية –كلهم يعني والحقيقة الشعب الأردني والفلسطيني شعب واحد- قلقة، ويكون.. يصبح هناك ضغط شعبي منا أن نخرج، وبالفعل خرجوا من.. خرجنا من عمان القوى المسلحة إلى مناطق جرش ومناطق الجبل، وهناك سهل على الجيش محاصرة الثورة الفلسطينية.

أسعد طه:

بالفعل لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولم يكن اتفاق القاهرة آخر المطاف في رحلة الصراع الأردني الفلسطيني، وها هي عوامل تتضافر من جديد لتعجل من نهاية الوجود الفلسطيني، فمن جهة وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1970م يتم تكليف وصفي التل بتشكيل وزارة جديدة على رأس أولوياتها إرساء سلطة الملك على كامل أراضي المملكة.

ومن جهة أخرى فإن وفاة جمال عبد الناصر وكذلك التغيرات السياسية التي جدت في سوريا والعراق كانت بمثابة القادح لمواصلة العمل على ضرب المقاومة الفلسطينية، وكان أن قام الجيش الأردني بآخر هجمة له في الثالث عشر من يوليو/ تموز سنة 1971م، وأمكن لوصفي التل أن يعلن يوم التاسع عشر عن الشهر نفسه من إبادة آخر قاعدة للفدائيين على أراضي الأردن، وكان على المقاومة أن تتوجه هذه المرة إلى لبنان.

فاروق القدومي:

عدنا وانتشرنا في لبنان، في سوريا ولبنان، وهنا بدأ دور لبنان.

نايف حواتمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين:

الانتماء للثورة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية هو انتماء في النضال، في العملية الوطنية الثورية، ليس انتماء جغرافياً. وفي هذا الميدان أقول بلغة واضحة جداً أن الحركة الوطنية الفلسطينية الأردنية بقيت متحدة وموحدة فيما بينها حتى 1971م عندما تم إخراج آخر مجموعة من المقاومة الفلسطينية من الأراضي الأردنية.

إفنايين كاني:

النتيجة أن جبهة جديدة قد فتحت في لبنان، والحق أنه منذ أواسط عام 71 أي بعد أن انتهى الأردن من أمر المقاومة الفلسطينية لم تعد الحدود الأردنية تمثل إشكالاً بالنسبة لنا، كان ذلك نجاحاً كبيراً للنظام الأردني أولاً، ثم لنا ثانياً، ولكن بشكل غير مباشر، على أننا أصبحنا نعاني إشكالاً جديداً نحن ولبنان بدل الأردن، وهو لم ننته منه حتى اليوم، انتهى الإشكال مع الفلسطينيين لكننا نواجه اليوم مشكلة التنظيم الشيعي في لبنان.

لكنني أقول إنني لو خيرت اليوم بين مشاكلنا في الأردن ومشاكلنا في لبنان لاخترت لبنان، ذلك أن حلها أهون علينا مما كنا نعانيه في الأردن إذ كانت حدود الأردن أطول ومرتبطة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، وكان الأمر صعب للغاية.

أحمد جبريل:

للأسف الشديد إحنا لما كنا عم نقاتل في أيلول الـ 70 الملك حسين ومن معه، لي قول أنا معروف بين إخواني ورفاقي، كنت أقول لهم: "سيبكي كل شريف بدل الدمع دم عندما نترك الأردن"، خروجنا من الأردن سيكون له معنى استراتيجي هو انكفاء لمجمل القضية الفلسطينية، أنت بتعرف.. الأردن تمثل قاعدة، هي قاعدة التحرير.

أسعد طه:

وتعالت الأصوات العربية من هنا وهناك رافضة ما أقدم عليه الملك حسين، وأغلقت كل من العراق وسوريا حدودها مع المملكة، فيما قلصت ليبيا والجزائر من علاقاتها الدبلوماسية مع الأردن حد الانعدام، وفي الثامن والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 71 يقدم أحد عناصر الكوماندوز الفلسطيني المنتمى إلى منظمة أطلقت على نفسها اسم "أيلول الأسود" على اغتيال وصفي التل.

عدنان أبو عودة:

لما قتل قالت: قتلته أيلول الأسود. لكي يبرر القائل قتله بعد أن شاع في الناس رأي أن أيلول كان أسوداً لأن الأردن ذبح الفلسطينيين ولذلك يستحق هذا القتل، فأيلول أسود لهذا السبب، وهو يستحق هذا القتل. ولذلك اخترع هذا الاسم لتبرير العملية قتل بدوافع الثأر في تلك اللحظة وليس بدوافع سياسية، الثأر.. الثأر والانتقام، بروح الثأر والانتقام. حينما تقرأ الأدبيات التي شاعت بين المنظمات الفدائية بعد الخروج من عمان.

هاني الخصاونة:

وصفي التل كان مقتنعاً بأن العمل الفدائي يمكن حتى أن يحرر فلسطين كلها، وأنا شخصياً لم أكن ولازلت غير مقتنع بأن العمل الفدائي يمكن أني يحرر فلسطين للظروف المختلفة في فيتنام، وأن سوريا قوة عسكرية تجابه بقوة عسكرية، العمل الفدائي عمل رديف وأساسي ولكنه ليس عامل حاسم في التحرير، و.. ووصفي التل كان لديه إيمان بالأردن، وبأن الأردن يستطيع أن يقدم الدعم لهذه الجبهة الرابعة، وبأن الأردن لا يجوز أن يتحول لدولة فلسطينية.

مشهور حديثة:

مسببات أيلول هي ما توصلنا له من فك ارتباط وهذا كان محزناً، لأنه هذه اللحمة الذي تلهث الأمة العربية الآن على التفاهم كانت موجودة، يعني.. هناك إحنا.. يعني خلق شرخ، كنا أبعد مما يحدث لو تجانسنا وحاولنا أنه نتجاوزه.

وأعتقد لو ترك الأمر لمحاولاتنا الصادقة ما حدث حرب أيلول، وبالتالي كانت بقيت المقاومة، ربما.. حتى نصل إلى بعض النتائج، ثم هذا فك الارتباط لم يحدث أبداً الذي هو كان بالنسبة لنا مقدس وحدة وطنية متجانسة عاشت فوق الأربعين سنة على الساحة الأردنية، وأعتقد أنها كانت خسارة للطرفين للأردن.، وبالتالي لم نغير شيء، الفلسطينيين موجودين والأردنيين موجودين، بل فقط فتحنا جرح عميق آمل أنه كان.. أنه الآن يندثر يعني يلتحم.

فاروق القدومي:

ما كانش في يدنا القدرة على إنه نتجنب ذلك، هذي ما كانش مطلقاً، لأنه ليس فقط من جانب الفلسطينيين، من جانب القيادات الأخرى، إحنا أيضاً.. أنا لا أعفي القيادات الأخرى العربية من الخطأ أبداً، ولكن إن كنا أخطأنا فهم أخطأوا أيضاً، ليه؟ لأنه هذه ظاهرة رفعت ظاهرة المقاومة، رفعت معنويات الإنسان العربي، لم.. لم يصل الإحباط كما هو واصل اليوم، يعني معركة الكرامة والثورة الفلسطينية رفعت معنويات العرب إذا كانوا مسؤولين أو شعب أو جماهير.

أسعد طه:

الجبهة العربية المتكونة من منظمة التحرير الفلسطينية والأردن وسوريا والعراق في مواجهة الكيان الصهيوني، بقدر ما كان أيلول الأسود شاهداً على فشلها بقدر ما كان حجة لا تقبل الدحض في نظر الولايات المتحدة الأميركية على جعل الكيان الصهيوني عماد سياستها الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:28 am

عدنان أبو عودة لـ"العربي الجديد": حرب 1967 أنقذت إسرائيل
حاوره محمد الفضيلات
5 يونيو 2014

يؤكّد عدنان أبو عودة، المستشار السياسي للملك الأردني الراحل، الحسين بن طلال، أن إسرائيل فرضت على العرب حرب العام 1967 من دون أن يكونوا مستعدّين لها، واصفاً الترويج الإسرائيلي للحرب على اعتبارها حرباً استباقية، بـ"الكذبة التي روّجتها إسرائيل وصدّقها العرب".
أبو عودة، الذي نصح عشية الحرب، وكان يومها ضابطاً في دائرة الاستخبارات الأردنية، بعدم المشاركة فيها، يؤكد أنه كان متيقناً من الهزيمة. لكنّ نصيحته كانت محل استهزاء من قبل مدير الاستخبارات في ذلك الحين، على حد تعبيره.
ويرى أبو عودة، في لقاء مع "العربي الجديد"، أن حرب يونيو/حزيران، أخرجت الدولة العبرية من أسوأ مراحل وجودها الممتدة بين عامي 1949 و1967، ونقلتها من موقع اللاهث باتجاه السلام، الى موقع المتمنّع.
ــ كيف كانت الأجواء السائدة في العالم العربي قبل الحرب؟
"
إسرائيل كدولة محكوم عليها بالإعدام نظرياً، تدرك أن بقاءها مرهون بعدم اتحاد الجسم العربي

"
* قبل الحرب، كان العرب منقسمين الى قسمين: قسم يميل باتجاه المعسكر الاشتراكي الذي يتزعمه الاتحاد السوفياتي، وآخر صديق للغرب. وكانت حالة التوتر بين الحكومات العربية هي السائدة في ظل خوف كل طرف من الآخر. وكان هذا الانقسام والتوتر محل سعادة إسرائيل، إذ أدّى إلى انشغال العرب عنها بصراعاتهم الداخلية. وإسرائيل كدولة محكوم عليها بالإعدام نظرياً، كانت تدرك أن بقاءها مرهون بعدم اتحاد الجسم العربي، وبضرورة أن يبقى منشغلاً في حروبه البينية، وهو ما كان واقعاً.
ــ معنى ذلك أن العرب لم يكونوا يتحضرون للحرب؟
* الاستعداد العربي للحرب تم قبل أشهر قليلة من وقوعها، ولم يكن العرب يرغبون بتلك الحرب ولم يتم الاعداد لها.
ــ كيف ذلك وإسرائيل أعلنت أنها شنت حرباً استباقية خوفاً من هجوم عربي عليها؟
* لعبت الخلافات العربية دورها في اندلاع الحرب؛ بعدما انفصلت سورية عن مصر عام 1961، أراد السوريون استفزاز الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فكرروا بشكل مستمر أنهم مستهدَفون، وأن اسرائيل تتحضر لشن حرب قريبة، ونجحوا في استفزاز عبد الناصر الذي كان يقدم نفسه كحامي العرب، لكنه كان غير مستعد للحرب، ولا يرغب فيها ليقينه بأنه عاجز عن مواجهة إسرائيل وإلحاق الهزيمة بها. وتطور الأمر بعد القمة العربية التي عقدت عام 1964، والتي أقرّت خطة عربية لمواجهة تحويل إسرائيل مجاري نهر الأردن، وهو ما أغضب إسرائيل التي هددت سورية، وخصوصاً أن نهر الأردن ينبع من لبنان والهضبة السورية، فهوّل السوريون حول التهديدات الإسرائيلية، وتحدثوا عن حشود معادية على حدودهم، ما جعل القيادة المصرية تُستفز.
"
الاستعداد العربي للحرب تم قبل أشهر قليلة من وقوعها، ولم يكن العرب يرغبون بتلك الحرب

"
أرسل عبد الناصر الاستخبارات المصرية إلى الجولان، وأكدت تقاريرها عدم وجود حشود إسرائيلية باتجاه سورية، وهو ما أكدته الاستخبارات السوفياتية أيضاً.
ــ هل وقع العرب في فخ نصبوه لأنفسهم؟
* كانت إسرائيل تخطط لتوجيه ضربة وقائية لعبد الناصر قبل أن تتعاظم قوة مصر، وتشكل تهديداً حقيقياً عليها، ووجدت في قرار عبد الناصر في مايو/أيار بسحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء، اعلاناً للحرب، وأتساءل هنا عن سر الاستجابة السريعة من قبل الامم المتحدة لطلب مصر سحب قوات الطوارئ، وأعتقد أن تلك الاستجابة سرّ لم يتم إماطة اللثام عنه حتى الآن. تحولت الأوضاع في المنطقة، بعد سحب هذه القوات، إلى حالة حرب، كانت لإسرائيل المبادرة، فضربت مصر، واضطر العرب لدخول المعركة، وقدمت إسرائيل الحرب على اعتبارها حرباً استباقية رغم عدم وجود أي دليل أو اشارة إلى أن مصر كانت تنوي اعلان الحرب، والمشكلة ان العرب صدقوا الرواية الاسرائيلية عن الحرب الاستباقية.
ــ كان لك موقف معارض لدخول الأردن الحرب؟
* في ذلك الوقت، كنتُ ضابطاً في دائرة الاستخبارات الأردنية، وعندما نشبت الحرب، توجهت الى رئيس دائرة الاستخبارات، محمد رسول الكيلاني، أحمل ورقة أرجوه فيها أن يرجو الملك عدم التورط في الحرب، وكنت أدرك أن إسرائيل لن تهزم، مستدلاً على ذلك بأنها من يدفع باتجاه الحرب التي لا يريدها عبد الناصر. وقدرتُ أنه إذا دخلنا الحرب، وتم احتلال الضفة الغربية من المملكة، فإن اسرائيل لن تخرج منها أبداً. ولاحقاً عرفت ان رئيس الوزراء السابق وصفي التل نصح الملك أيضاً بعدم دخول الحرب.
"
هوّل السوريون حول التهديدات الإسرائيلية، وتحدثوا عن حشود معادية على حدودهم، وهو ما لم يكن صحيحاً

"
ــ ماذا كان رد الفعل على نصيحتك؟
* كانت محل استهزاء مدير الاستخبارات محمد رسول الكيلاني، فما كان مني إلا أن مزقت الورقة التي كنتُ أحملها بعد مغادرتي مكتبه. والمفارقة أنه وبعد عشرة أيام من الحرب، طلبني الكيلاني، وسألني عن الورقة، فأخبرته بأنني مزقتها.
ــ وصلت النصيحة للملك من قبل وصفي التل، لماذا رفضها ودخل الحرب؟
* دخل الملك الحرب دفاعاً عن نفسه، فقد قال معللاً دخول الحرب "إذا ما دخلت، والله لن استطيع الوقوف امام الجيش لأنه سيف ضدي، واذا انكسرت مصر من دون دخولنا الحرب، سيتم تحميلي سبب انكسارها". وبذلك، دخل الحرب وهو يدرك ان الهزيمة تنتظر العرب.
لو أردت أن أكون أكثر انصافاً لتفكير القادة العرب في ذلك الوقت، أعتقد أنهم قدروا ان الامم المتحدة ستخرج اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، كما حدث مع مصر في الحرب بعد العدوان الثلاثي، عندما أجبرت أميركا والاتحاد السوفياتي، إسرائيل، على الخروج من الاراضي المصرية. وذلك التفكير لدى القادة العرب، كان عائداً الى جهلهم وعدم فهمهمم للحركة الصهيونية.
"
قمة الخرطوم لا قيمة لها، وفهم العالم أن ما حدث في القمة سلوك بسيكولوجي من قادة مهزومين

"
ــ سرت شائعات عن عدم انسجام القيادة العسكرية الموحدة، وجرت حملة تخوين بعد انتهاء الحرب. ما حقيقة الأمر؟
* ليس الأمر كذلك، تحديداً بخصوص القيادة الموحدة. كان هناك تضارب في وجهات النظر، وأذكر أن الجنرال الاردني عاطف المجالي نصح القيادة اثناء المعركة، بجمع الجيوش العربية المقاتلة في الضفة الغربية، للدفاع عن القدس، وكان مبرره أن الحفاظ على القدس وعدم سقوطها سيرغم اسرائيل بعد وقف اطلاق النار، على إعادة الضفة الغربية، وفي تقديري ان ذلك الموقف كان من الحكمة العسكرية الكبرى، لكنه رٌفض من قبل القيادة الموحدة. وبعد انتهاء الحرب، نجا الأردن من التخوين عندما دافع عبد الناصر عنه، فيما بقيت شبهة الخيانة تلاحق سورية التي تأخرت في دخول الحرب.
ــ هزم العرب، لكنهم أعلنوا رفضهم لتلك الهزيمة، وأقروا في قمة الخرطوم اللاءات الثلاث. هل كان ذلك بمثابة نصر سياسي بعد الهزيمة العسكرية؟
"
بعد الحرب أصبحنا نحن مَن يلهث خلف السلام، وإسرائيل هي من تتمنّع

"
* قمة الخرطوم لا قيمة لها، فهم العالم أن ما حدث في القمة سلوك بسيكولوجي من قادة مهزومين. كما هُزم العرب سياسياً تماماً كما هزموا عسكرياً، فإسرائيل استطاعت من خلال الحرب الخروج من أسوأ مراحل وجودها الممتدة بين عام 1949 وحتى 1967، والتي كانت تعاني خلالها من العزلة والحصار والمقاطعة الشديدة من قبل العرب. هي المرحلة التي كانت تلهث باستمرار خلف السلام مع العرب، وبعد الحرب أصبحنا نحن مَن يلهث خلف السلام، وإسرائيل هي من تتمنع.
ــ اليوم، وبعد 47 عاماً على النكسة، ماذا ينتظر العرب؟
* لا يزال الفلسطينيون والعرب ينتظرون الجواب المطمئن، وبعدما تنازلوا كثيراً، أصبحوا ينتظرون الموافقة الإسرائيلية على دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، واعتقد أنه لم ولن يتم إعطاء العرب هذا الجواب أبداً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأربعاء 20 يناير 2016, 9:29 am

عدنان ابو عوده : نحن على متن سفينة تغرق
عدنان أبو عودة Abb46d5b3d19f11fb8bcb47e6b7e9e8c
الحياة نيوز -
وصف رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق عدنان أبو عودة المسار الذي تسلكه السياسة الداخلية في بلاده بـ "الخاطئ".
ونقلت وكالة "قدس برس" عن أبو عودة قوله: "إننا على متن سفينة تغرق".
ويرى أبو عودة الذي شغل عدة مناصب وزارية بالإضافة إلى رئاسة الديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال (1952 - 1999)، أن بعض الساسة المحيطون بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "ليسوا على قدر كبير من الخبرة والحنكة السياسية".
ويعتقد أبو عودة أن "السياسة الجبائية التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة عبر فرض المزيد من الضرائب، ستؤدي إلى إنهيار الاقتصاد الوطني الأردني على المدى المنظور".
وأشار إلى أن الضرائب والرسوم وكلف المعيشة المرتفعة فرضتها الحكومات المتعاقبة لتغطية العجز في رواتب الموظفين، واستشهد بكلام ابن خلدون في مقدمته الشهيرة أن "الحكام يفرضون المكوس (الضرائب) لتغطية حياة الترف التي يعيشونها، ثم يبدأ العامة بالتململ من زيادة المكوس، ثم ينصحه مستشاروه بزيادة العسس (الشرطة) لضبط الأوضاع في البلد حتى تنهار الدولة"، بحسب مقدمة ابن خلدون التي استشهد بها أبو عودة لتوضيح معنى ومغزى كلمته "إننا على متن سفينة تغرق".
وقال أبو عودة، الذي عمل مستشارا سياسيا للعاهل الأردني الراحل، إن تنظيم الدولة الإسلامية "تولد من استبداد الحكام والأنظمة في المنطقة العربية"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تريد تقسيم المنطقة، وفرض واقع جديد بعد الربيع العربي، بذريعة الحرب على الإرهاب.
وأضاف أن زيارات العاهل الأردني المكوكية الأخيرة إلى كل من واشنطن وبعض الدول العربية الأخرى مثل السعودية والإمارات والبحرين ومصر "جاءت في سياق حفظ المملكة من تلك التقسيمات، في ظل الواقع العربي المتردي" على حد تعبيره.
وبين أبو عودة أن الولايات المتحدة تريد حربا طويلة على تنظيم "الدولية الإسلامية" لخلط الأوراق في المنطقة، مشيرا إلى قدرة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على حسم المعركة مع التنظيم في فترة وجيزة، "لكن تأخير الحسم لسنوات كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية هو تقسيم المنطقة العربية مجددا"، على حد تعبيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالإثنين 13 مارس 2017, 9:20 pm

أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس الديوان الملكى



مواضيع وابحاث سياسية

عدنان أبو عودة .. شخصية فريدة .. تقترب من شخصيات “ألف ليلة وليلة” .. فهو قد وصل إلى أعلى المناصب فى الأردن حيث أصبح رئيساً للديوان الملكى (91-1992) ووزيراً للبلاط الملكى (1984 – 1988) وأكثر وزراء إعلام الأردن بقاءاً فى هذا المنصب الحساس لمدة أربع عشر عاماً متفرقة فى عهد حكومات أربع (1970 – 1972، 1973 – 1974، 1976 – 1979، 1980 – 1984) ومندوباً دائماً للأردن لدى الأمم المتحدة (1992 – 1995) وعضواً فى مجلس الأعيان لسنوات طويلة، وعضواً فى المجلس الوطنى الاستشارى (1982 – 1984).
والأهم من هذه المناصب الرفيعة والحساسة أنه عمل مستشاراً سياسياً للملك حسين بن طلال عاهل الأردن وكان كاتباً لنصوص معظم خطبه.
والأعجب ان الطريق إلى شغل هذه المناصب كان أبعد ما يكون عن “المألوف”.
فهذا الرجل الذى تقلد أخطر المناصب فى الأردن ولد فى نابلس عام 1933 وظل يعيش فى فلسطين حتى عام 1950، أى أنه عاش فى فلسطين 17 عاماً، وبعد هذه السنوات السبعة عشر حصل على الجنسية الأردنية عام 1950 شأنه شأن جميع الفلسطينيين بعد وحدة الضفتين.
فهو إذن أردنى الجنسية لكن لا تنسوا أبداً أنه فلسطينى الأصل.
حتى السنوات السبعة عشر التى قضاها فى فلسطين لم تكن تقليدية أو تسير على وتيرة واحدة.
وبعدها لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، فهذا الرجل الذى أصبح الذراع الأيمن للملك حسين وأحد اللاعبين الرئيسين فى دهاليز البلاد الملكى والسياسة الأردنية كان مهدداً فى طفولته بأن يظل مجرد عامل فى مصنع صابون صغير، بل أنه أضطر أن يعمل “صبى ميكانيكى” فى طفولته، ولولا إصرار والدته على إكمال تعليمه لاحترف مهنة الميكانيكا إلى الأبد.
وبالتوازى مع هذه “الميلودراما الطبقية” كانت هناك “ميلودراما سياسية” أوصلت عدنان أبو عودة إلى مكانة “رجل الدولة” . فهو لم يحصل على هذه المكانة بالترقى التقليدى داخل “النظام”، وإنما وصل إليها عبر طرق متشعبة وبالغة الغرابة حيث بدأ اهتماماته السياسية فى صدر شبابه بالانتماء إلى حزب التحرير الاسلامى، ثم سرعان ما هجر صفوف الاسلاميين وانضم إلى الحزب الشيوعى عام 1955 ليتركه عام 1958.
وبعد هذا التاريخ “النضالى” فى صفوف المعارضة الإسلامية والشيوعية حدثت الانعطافة الكبرى والانتقال من مشاغبة المعارضة إلى دهاليز المخابرات.
وأصبح المدرس، الذى حصل على دبلوم دار المعلمين من عمان وليسانس الآداب من جامعة دمشق، محللاً بالمخابرات الأردنية .. هكذا مرة واحدة.
وجاء هذا التحول الميلودرامى على يد “محمد رسول الكيلانى” الذى كان مدرساً زميلاً له فى مدينة السلط الأردنية فى سالف الأيام لكنه أصبح مديراً للاستخبارات.
وبالفعل نجح محمد رسول الكيلانى فى تجنيد عدنان أبو عودة الذى انتقل من وظيفة مدرس بالكويت إلى قلب المؤسسة الاستخباراتية الأردنية ليصبح ضابطاً محللاً .. فى فترة عصيبة قبيل أيلول الأسود .. لتبدأ رحلته مع صنع الأحداث فى الأردن والشرق الأوسط.
وكما يقول عبد الفتاح طوقان فإنه – عبر هذه المناصب – “تحمل الدفاع عن الأردن وإدارة إعلامه فى عهد حرب أيلول لتصفية الفدائيين، وحرب مصر على إسرائيل عندما تراجع الملك حسين – الذى كان فى لندن – عن دخول كامب ديفيد، ومن ثم فى عهد التمهيد للسلام مع إسرائيل واتفاقيات الفلسطينين السرية مع إسرائيل وضغوط الرئيس العراقى صدام حسين من جهة وسوريا من جهة أخرى.
ويضيف طوقان قائلاً “الساسة المحترفون يعرفون معنى تلك الفترات والفقرات وما قام به كاتب خطابات الملك الراحل الحسين .. فقد كان أبو عودة يحمل الأفكار للملك الحسين، وكان الملك يجلس مع أبو عودة يحدثه عن أفكار، فيقوم أبو عودة بصياغة أفكار الملك ومن ثم كتابتها . كان يمثل الرجل الأول المستمع لكلام الملك ويحلل الأفكار قبل أن يتحدث بها الملك إلى الشعب. كان خط الدفاع الأول والأخير للملك الراحل الحسين .. إعلاميا وسياسياً”
نحن إذن إزاء شخصية فريدة .. تملك خبرات بالغة الثراء .. وأسراراً مختومة بالشمع الأحمر وموضوعة خلف صناديق للتذكارات مغلقة بأقفال من حديد .. كما تملك – وهذا ما يهمنا اليوم – تقييماً للعلاقات الأردنية – الفسلطينية منذ أيلول الأسود (عام 1970) حتى يونيو الذى لا يقل سواداً (عام 2007) حيث انقسم الفلسطينيون إلى “شعبين” و “دولتين”.
فماذا يرى ؟!
* سألته: رحلتك السياسية طويلة جداً، ومتشعبة للغاية ، وتبدو متناقضة كذلك فى أحيان كثيرة .. كيف تفسر لنا هذه التعرجات وتلك الانقلابات الحادة من اليسار إلى اليمين ومن المعارضة إلى قلب الدولة ومن الجذور الفلسطينية فى نابلس إلى محاولة تصفية الوجود الفلسطينى فى صحراء الأردن بأيلول الأسود؟
– أجاب:
** بالطبع كل هذه حقائق بالتاريخ الشخصى، وقراءتها هى المشكلة. لأننا تعودنا على القراءة الطولية للأشياء ولا نستطيع أن نفهم أنه ممكن فى يوم من الأيام أن يعطى الشخص صورة عن نفسه للآخر، وبعد عدة سنوات نفاجأ بأن الصورة خطأ ونخلط الأمور ونحاول الحكم عليها أخلاقياً فى حين أن الحقيقة تؤكد لنا أن الدنيا ليست هكذا، فالإنسان لا يكف عن التغير بهذه الدنيا، وأنا أتذكر رد الدكتور بطرس بطرس غالى بهذا الصدد عندما سأله أحد الصحفيين فى الأمم المتحدة “هل تغيرت بعد أن أصبحت أمينا عاماً للأمم المتحدة”؟ فقال: المغفلون هم الذين لا يتغيرون” فالتغير من طبيعة الإنسان سواء التغير الناتج عن نضج أو عن الرؤية الأوسع التى يأخذها من خلال الخبرة والمسيرة. ولكن هناك أمور ومكونات رئيسية بالشخصية لا تتغير، فلا يمكن أن يبدأ شاب حياته مهتماً بالشأن العام ثم يتوقف. ولكن ما يحدث هو أنه مع كبر هذا الشخص فإنه يستمر بالشأن العام ولكن يتغير أسلوب تعامله معه، فالذى يتغير هو الوسائل وطرق التعبير المختلفة فقط أما الأساسيات والمكونات الرئيسية فى الشخص فهى لا تتغير.
وعموماً فقد بدأت حياتى أكره الظلم منذ الطفولة وذلك لأن والدتى كانت تحكى لنا قصص ظلم كثيرة حدثت لها بزواج أبيها من أمراة أخرى وخيانته لأمها، وكذلك أبى عاش قصة ظلم، حيث ان شقيقه الأكبر قام بأخذ الثروة كلها وتسبب ذلك فى تحول أبى من ابن تاجر إلى عامل.
تلك القصص أثَّرت فى تكوينى وبدأت أكره الظلم وأعبر عن ذلك بمراحلى العمرية المختلفة فقد كنت أغضب من المعلم الذى يظلم زميلى، ولما كبرت وصرت عضوا بحزب سياسى كنت أقف ضد الشخص الذى لا يريد الحقيقة.
ولما صرت مسئولاً حاولت أن أطبق الحقيقة وأكون ضد الظلم لأننى فى الأساس مع العدل وضد الظلم. حينما التحقت بحزب التحرر الإسلامى لم أكن أفكر فى أننى سأصبح جمال الدين الافغانى، وحينما التحقت بالحزب الشيوعى لم أكن أسعى لأصبح لينين. فى الحالتين كنت أبحث عن مركب أركن إليه فى الانتصار للعدل. وفى الخمسينيات كانت قضيتى الأولى هى القضية الفلسطينية.
صحيح أن حياتى حافلة بالتنقل بين مواقع متعددة ولكن هذه المواقع لم تتغير بأساسيات، فالصدف هى التى غيرت المواقع وليس التخطيط، فأنا لم أخطط يوماً ما أن أكون وزيراً ولم أخطط يوماً حتى سن الخامسة والعشرين أن أتعلم قيادة السيارة لأننى كنت أعتقد أننى لن أمتلك سيارة، كما أننى لم أفكر يوماً ما أن أكون فى السلطة فقد كنت خارجها وضدها باعتبار أنها تمثل الظلم والقهر، ولكنى بعد ذلك التحقت بالسلطة ولكنى لم أتغير فى أعماقى.
* سألته : صف لى بداية تعاملك مع السلطة، وتعامل الناس معك فى ظلها؟
– أجاب:
** كنت وأنا فى السلطة أحاول البحث عن الظلم من أجل منع حدوثه وتجنبه، وكنت أتحرى العدالة فى كافة الموضوعات التى أتناولها، ولكن الناس أعتبرونى شخصية خلافية ومثيرة للجدل، فانطباع الناس عن السلطة سئ وبالتالى فأنا موجود ضمن هذه السلطة ولهذا فأنا سئ بالتبعية، وأنا حتى اليوم شخصية خلافية والناس تنظر لى نظرات مختلفة وذلك لأنى تشكلت تشكيلاً غريباً من مواقع مختلفة ودخلت مواقع مختلفة، فأنا قريب جداً من الملك حسين، وقريب وجزء من متخذى القرار لفترة مهمة من تاريخ الشرق الأوسط والأردن . والآن أنا رجل متقاعد وقبل 9 شهور أرسلت إلى المحكمة العسكرية بتهمة “إطالة اللسان على مقام جلالة الملك”..!
* سألته: دعنا نركز على العلاقات الأردنية – الفسلطينية التى ذهب الكثيرون إلى القول بأنك مهندسها خلال فترة مهمة عن تاريخها.. كيف تنظر الآن إلى هذه العلاقات؟
– أجاب:
** أنا لست مهندس العلاقات الفلسطينية الأردنية طيلة حكم الملك حسين، ولكنى كنت جزءاً من صياغة العلاقات الأردنية الفسطينية ابتداءا من السبعينات لأنى دخلت الحياة السياسية فى سنة 1970 بينما الملك حسين كان يحكم من 1953.
وقد دخلت المعترك فى مرحلة من أصعب المراحل وهى ما سميت “بأيلول” الأسود والآن الواقع الفلسطينى نفسه لا يمكن أن تحسن قراءته بدون أن ترجع لتلك الفترة، فأنا دخلت فى تلك الفترة وأصبحت جزءاً من تاريخ العلاقات الفلسطينية الأردنية إلى مدة 25 عاماً تقريباً حدثت فيها أمور كثيرة ابتداءاً من “أيلول” الذى لعبت فيه دوراً أساسياً باعتبارى أولاً من الضفة الغربية من أصل فلسطينى وفى نفس الوقت مسئولاً فى الحكومة الأردنية.
– سألته:
* كيف كانت نظرة الفلسطينين لك وأنت فى هذا الموقع الملتبس؟!
– أجاب:
** كانت صورتى غريبة وعجيبة، وذلك لأن العالم كله كان ينظر فى ذلك الوقت للأردنيين على اعتبار أنهم يقتلون الفلسطينيين وعليه فقد كنت بالنسبة لهم خائناً، ثم تغيرت الصورة مع الوقت إلى أن وصلنا سنة 1988 وقام الملك حسين بفك الارتباط مع الضفة الغربية وأصبح معروفاً فى ذلك الوقت أنى صاحب الخطة، وبناء على ذلك تغيرت نظرة من كانوا ينتقدوننى من الفلسطينيين فى السابق وأصبحوا ينظروا إلىّ كوطنى فلسطينى عظيم.
وهذا الأمر يدل على أن القراءة للأحداث ليست من الأمور السهلة وأن القراءة السريعة أحياناً تكون مخطئة.
سألته:
* سألته: كيف بدأت علاقة التعارف بينك وبين الملك حسين؟
– أجاب
** أنا أولاً كنت فى المخابرات كمحلل وليس كضابط عمليات، بمعنى أن المسئول الرسمى كان يعطينى التقارير وأنا أقوم بدراستها وفكها وتحليلها ثم أكشف منها اتجاهات معينة وأكتب تقارير حول ذلك، وقد لفت منهجى فى التحليل انتباه الملك لأنه لم يكن يتلقى تقارير من النوعية التى أكتبها، فهو كان يتلقى تقارير أقرب إلى تقارير الشرطة، ولأول مرة بدأ يرى تقارير بها اقتصاد وعلم نفس .. وأمور أخرى.
ولذلك فقد سأل الملك حسين عن الذى يقوم بكتابة هذه التقارير وقيل له أنه أنا الذى أقوم بكتابتها فطلب أن يتعرف بى شخصياً وكنت فى ذلك الحين ضابطاً برتبة نقيب، وكانت هذه هى بداية التعارف.
* سألته: كان هذا التعارف هو نقطة الانطلاق لدخول إلى الحكومة العسكرية فى السبعينات؟ ما هى خلفية تشكيل هذه الحكومة ولماذا شاركت فيها؟
** أجاب: بسنة السبعين شكلت الحكومة العسكرية لمواجهة قوة الفدائيين التى كانت تعصف بالدولة حتى أن الدولة بدأت تشهد حالة من الانهيار وبدأت سلطة القانون تتراجع والشعب بدأ يفقد الثقة بدولته، ولذلك فقد تدخل الملك حسين فى تلك الفترة ليمنع ذلك من الحدوث ورتب لذلك بأشكال مختلفة تاريخياً مع مسئولين محليين ودولييين، ومنهم الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تشكيل الحكومة العسكرية واختير لها أعضاء من أسلحة الجيش والأمن، وكنت أنا أمثل المخابرات فى الحكومة العسكرية وكذلك أمثل الضفة الغربية. وكانت أهميتى بالنسبة له أنى كنت فلسطينى بالحكومة لنفى الإدعاء بوجود حرب أهلية بين الأردنيين والفلسطينيين، والحقيقة أن الجيش كان نصفه من الفلسطينيين، فالوضع كان لمواجهة الفوضى من منطلق أن النظام والقانون ضد الفوضى والفلتان وهو نفس الكلام الذى يتكلم عنه الرئيس محمود عباس حالياً عن “حماس” .. وطبعا العالم فسرها تفسير آخر.
* سألته: هل تتذكر تفاصيل اختيارك للمشاركة فى هذه الحكومة؟
** أجاب: القصة بدأت عندما ذهبت إلى القصر أحمل تقريراً لجلالة الملك حسين كلفنى بحمله مدير المخابرات ولم أكن أعلم أن الملك كان بصدد تشكيل حكومة عسكرية ولكن من باب السرية كان مدير المخابرات يعمل وكان يعرف أن الملك سيكلفنى لكى أكون وزيراً فطلب منى أن أحمل التقرير فأستغربت لذلك لأنه عادة هو الذى يحمل التقارير ولكنه أحتال على بالقول بانه مشغول وأنى أنا من كتب التقرير وبالتالى فأنى أقدر على الاجابة على أى سؤال خاص به.
ولما ذهبت لتقديم التقرير وجدت الملك لم يهتم بقراءته بل بادرنى بالقول : أخ عدنان أنت من القلة فى هذه البلد الذين يدركون أنه إذا ظل الحال كما هو عليه فسنفقد الأردن مثلما فقدنا الضفة الغربية”.
وبمجرد أن أنتهى الملك من ذكر هذه الحقيقة وجدت نفسى لا أحتاج لتفكير طويل وأدركت ماذا يعنى وقبلت الاشتراك فى الحكومة العسكرية، لأنى كنت أعلم أن ما قاله الملك هو حقيقة مؤكدة فالضفة الغربية راحت والفدائيين يشتغلون على الأردن لتغيير النظام بها فى حين أنه إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين.
ولهذا فقد وافقت من منطلق حرصى على القضية الفلسطينية وحرصى على الأردن.
* سألته: وكيف تنظر اليوم إلى مقولة الملك حسين؟
** أجاب: نعم مازالت الجملة التى قالها الملك حسين يوم 15 أيلول سنة 1970 تحكم الأوضاع إلى الآن وذلك لأن إسرائيل لا تتعامل مع فلسطين كشعب وإنما كجالية تقيم على أرض إسرائيل حتى لأنهم يزعمون أنهم حرروا “أرض إسرائيل” والمشكلة عندهم هى البعد السكانى، وكلك لا تنسوا أن اسحق رابين قد قتل لأنه أراد التعامل مع فلسطين كشعب وليس كجالية.
فكلام الملك حسين مازال صحيحاً حتى يومنا هذا والسبعين كانت خطوة صحيحة ولكن الفلسطينيين لم يتعلموا الدرس ومن تعلم لا يقود الصف الفلسطينى الآن.
* سألته: لكن هناك قيادات أردنية فى ذلك الوقت كان لها تقييم معاكس لما تقوله. بدليل أنها هربت وقفزت من سفينة الحكم الأردنى وقتها؟
** أجاب: نعم بالفعل فرئيس وزراء الحكومة العسكرية وهو محمد بن داوود ذهب لحضور مؤتمر القمة الذى عقده جمال عبدالناصر فى مصر ثم هرب إلى ليبيا وكذلك هرب عدد من الضباط العسكريين وذلك لأنهم خافوا وكانت قدرتم على التحمل ضعيفة.
وذلك فإن ثبات الملك حسين وقيادته ومن كانوا معهم وكان عددهم ستة أشخاص، أتشرف بأنى كنت أحدهم، هم الذين جعلوا المملكة تستمر.
* سألته: فى ظل كل ما ذكرته عن القضية الفلسطينية كيف تقرأ ما حدث أخيراً بين فتح وحماس؟
** أجاب: أولاً من المحزن والعار أن نتحدث عن فصائل فلسطينية تحت الإحتلال، لأن التاريخ علمنا أن تحت الإحتلال لا يجب أن توجد فصائل بل يجب أن تكون جبهة وطنية موحدة. فالأولويات تتغير تحت الاحتلال والأولوية الأولى تكون لإنهاء الاحتلال وتحت هذا العنوان تتشكل عن الفصائل كلها جبهة وطنية. ولكن ما يحدث حالياً بفلسطين هو أنه أصبح هناك انقسام يأخذ شكل فصائلى وليس ايديولوجيا فقط، فقد بدأ الانقسام أيديولوجيا ثم خيار سياسياً ثم أخذ شكل الانقسام الفصائلى المؤسسى .
ثم الآن وصل الانقسام للبعد الثالث وهو المكان، وقد ساعد على ذلك أن منظم التحرير الفلسطينية رغم أنها جمعت الفلسطينين كهوية وأخذت القرار السياسى فى الستينيات والسبعينات والثمانينات والتسعينات إلى “أوسلو” إلا أنها لم تأخذ القرار العسكرى، فالقرار السياسى كان مركزياً بينما العسكرى لم يكن كذلك فقد كانت فتح تقوم بعمليات، والجبهة الشعبية تقوم أيضاً بعمليات . وفلان يقوم بعمليات وكل واحد يفعل ما يحلو له. وبالتالى فقد كان هذا بداية الصدع فى بنيته فنظم التحرير الفلسطينية وهى الجبهة الوطنية، فالصدع بدأ مبكراً وأخذ يتسع مع الوقت وقد ساعدت تلك الظروف على السماح لحركة مثل “حماس” ان تظهر فهى خرجت من رحم الاحتلال والذى اوجب ضرورة وجود قوة مناهضة له من الداخل فخرجت “حماس”. ولم تكن عضواً فى منظمة التحرير الفلسطينية بل كانت منفصلة عنها أيديولوجيا بالكامل. وبالتالى فقد أصبح لدى الفلسطينين منظمتين كبيرتين هما “حماس” و”فتح” ثم عندما شكلت “حماس” الحكومة بعد فوزها فى الانتخابات، كانت “فتح” تهيمن على الأجهزة الأمنية. وترتب على هذا انشاقاق مؤسسى آخر، زاده عمقاً إصرار حماس على تشكيل قوة أمنية تابعة لها, وبالتالى أصبح لدى الفلسطينيين انقسام وتشقق “بفتح” قديم وتشتق “بمنظمة التحرير” قديم ثم انقسام بين “فتح” و”حماس” أيديولوجى ثم انقسام مؤسسى داخل حكومة حماس، ثم دخلت الفصائل الفلسطينية فى انقسامها وانشقاقها عنصر ثالث، وهو المكان، فالآن غزة تمثل شيئاً والضفة شئ آخر.. وهذا بالسياسة يعطى إسرائيل خيارات أكثر، يعنى بإمكانها أن تلعب مع واحد ضد الآخر أو أن تعطى أموال لأبو مازن ولا تعطى للآخرين وبذلك فهى تثير أحقاد المؤسسات والفصائل على بعضها.. وهكذا .
* سألته: أين الأردن من هذا الصراع؟
** أجاب: أنا أعتقد أن هذا الانقسام ربما يشجع إسرائيل على العودة إلى ما كانوا يسمونه “بالخيار الأردنى، أى يكونوا أوضح بالتعبير عن أن الجالية الفلسطينية بالضفة الغربية قاعدتها ينبغى أن تكون بالأردن لأنها فى الأساس كانت تتبع الأردن، كما أن الضفة الغربية بها عدد من غير الفلسطينين وكذلك غزة ولهذا فإن الخيارات الإسرائيلية صارت أكبر وقدراتها على المناورة أفضل، فهى يمكن أن تقول لهم لأنتم يا أهل الضفة الغربية ليس لكم علاقة بغزة اليوم وعلاقتكم بالأردن فمدخراتكم بها وممتلكاتكم ومعظمكم يحمل جوازات سفر أردنية .. إذن أنتم أقرب للأردن.
وبالتالى فإنه مع الضغوط الشديدة على القيادات الفلسطينية بالضفة الغربية والتى بدأ يدب فيها اليأس ممكن هذه القيادات تقبل هذا الخيار الذى يجعل مصر بهذه الحالة أكثر حذراً، لأنه إذا حدث هذا فتلك ستكون سابقة قد تقلدها غزة فى مرحلة لاحقة.
ولهذا فأنى أعتقد أن هذا ربما السبب وراء إصرار الرئيس حسنى مبارك على الحوار الفلسطينى الفلسطينى واصراره على توحد الفصائل الفلسطينية لأن الانفصال بين الطرفين يسهل لإسرائيل اللعبة التى أتحدث عنها.
* سألته: ما هو المشترك بين ما كتبته عن فك الارتباط أيام الملك حسين والوضع الراهن حالياً؟
** المشترك هو فكرة الكونفيدرالية التى قبل بها الملك حسين، فالعالم كله كان يعتقد أن جلالة الملك حسين هو الذى سيفاوض إسرائيل من أجل مستقبل الضفة الغربية. وقد دار حوار بينى وبينه وسألته: هل هذا الغرض جاهز أن يقف معك لاسترداد كامل الأرض المحتلة بما فيها القدس.. قال: لا.
ثم سألته: هل من خلال مقابلاتك مع الإسرائيليين تعتقد أنهم مستعدون لتسليمك الضفة الغربي كاملة قال لا والقدس لا، فقلت له إذن يا جلالة الملك هذا الحال مخيف لأن الغرب كله يعتقد أنك أنت الذى ستحل المشكلة وأنت تعرف أن المشكلة لن تحل لأنهم لن يعطوك الضفة الغربية كاملة ولا القدس كما كان لأنك لا تستطيع أن تفعل ذلك كما تقول الآن.
وسألته أين نحن والغرب يعتقد ويتوقع منك أن تحل وأنت لا تستطيع أن تحل ولا تقول للغرب أنك لا تستطيع.
والنقطة الثانية هى أن الإسرائيليين يتصرفون حتى الآن على أن الفلسطينيين هم جالية أردنية بداخل أرض إسرائيل “المحررة” حسب زعمهم – سنة 1967، ولهذا فإنهم ما داموا يعتقدوا هذا من خلال علاقة الضفة الغربية مع الضفة الشرقية فسيستمروا يقنعوا الغرب أن الحل أنت وأنت لا تستطيع الحل.
ولذلك فإن علينا أن نعطى رسالة واضحة للإسرائيليين أن الشعب الفلسطينى شعب كبفية الشعوب كلها له حق تقرير المصير على أرضه وأنه ليس جالية أردنية على أرض إسرائيل.
فرد على الملك حسين وقال لى وكيف يتم هذا؟ فقلت له الجواب بسيط نفك العلاقة مع الضفة الغربية ونسلمها لمنظمة التحرير لأنها ممثلة الشعب الفلسطينى. وإسرائيل لا تتعامل معها والعالم كله يتعامل مع المنظمة كممثلة للشعب الفلسطينى.. هكذا كان وهذا هو الكلام الجذرى فى الحل، فالحل الذى قلته كان صحيحاً ومازال إلى اليوم صحيحاً، ولابد من التمسك به إذا أردنا أن نقيم دولة فلسطينية.
فالتمسك وعدم التراجع عن أن الشعب الفلسطينى فى الداخل هو شعب على أرض وليس جالية مقيمة على أرض فلسطينية هو البداية الصحيحة لإقامة الدولة الفلسطينية.
* سألته: هذا الكلام الذى تقوله مختلف مع الواقع، فالواقع الآن يسير فى الاتجاه العكسى أى فى اتجاه تسليم أمور الضفة للأردن وغزة لمصر.
** أجاب: هكذا هم يريدون ولكن ينبعى أن نقف ضد ذلك.
* سألته: أود أن أتعرف منك بتفصيل أكثر عن علاقة الضفة بالأردن فى ظل الوضع الحالى وعلاقة غزة بمصر؟
** أجاب: علاقة الضفة الغربية بالأردن تختلف عن علاقة غزة مع مصر، فالضفة الغربية جزء من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1950 أما غزة فبقيت فلسطينية حيث أن مصر أدارتها فقط ولم تجعل من غزة محافظة مصرية، بمعنى أن الضفة الغربية صارت النصف الثانى للمملكة الأردنية ولهذا فقد أصبحت مستشاراً للملك حسين لأنى أصبت مواطناً أردنياً كامل المواطنة، ومن هنا فإن إسرائيل تقول أن الضفة امتداد للأردن، ولذلك فقد جاءت فكرة فك الأرتباط على اعتبار أننا نغير التاريخ.
فمنظمة التحرير صارت مراقباً فى الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يعترف بها ونحن أيضاً نبدى اعترافنا بها بفك الأرتباط.
* سألته: ماذا جاء بالضبط من خطاب فك الأرتباط الذى ألقاه جلالة الملك حسين والذى كتبته أنت وكيف أوضح من خلاله حقوق أهالى الضفة من الفلسطينين والأردنيين؟!
** أجاب: أكد الخطاب “أنه ينبغى أن يفهم بكل وضوح وبدون أى لبس أو إبهام أن إجراءتنا المتعلقة بالضفة الغربية أنما تتصل فقط بالأرض الفلسطينية المحتلة وأهلها وليس بالمواطنين الأردنيين من أصل فلسطينى فى المملكة الأردنية الهاشمية بطبيعة الحال، فهؤلاء جميعاً كامل حقوق المواطنة وعليهم كافل التزاماتها تماماً مثل أى مواطن آخر مهما كان أصله، أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة الأردنية التى ينتسبون إليها ويعيشون على أرضها ويشاركون فى حياتها وسائر أنشطتها، فالأردن ليست فلسطين والدول الفلسطينية المستقلة ستقوم على الأرض الفلسطينية المحتلة بعد تحريرها وعليها تتجسد الهوية الفلسطينية ويظهر النضال الفلسطينى كما تؤكد الانتفاضة المباركة للشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال .. هذا هو ما تضمنه خطاب فك الارتباط.
* سألته: ألا تتفق معى أن ما تتضمنه الخطاب كان متفائلاً أكثر من الواقع؟
** أجاب: نعم. فما جرى بعد ذلك لم يمضى فى نفس الاتجاه والأمور سارت بشكل مرتجل والفلسطينيون لم يدركوا عمق الصراع.
* سألته: هل المسألة عدم إدراك من الفلسطينيين أم أن المخطط الأمريكى الإسرائيلى أكبر من ذلك بكثير والنظام العربى الرسمى أكثر تدهوراً مما كنا نتوقع؟
** أجاب: ربما يكون ما تقوله صحيحاً. لكن لا يجب أن ننسى أن السياسة هى أنك تخطط ضدى وأنا أخطط ضدك وأنت تحاول أن تخطط أقوى وأنا أحاول أن أبطل مفعول تخطيطك. فتلك هى السياسة، فأمريكا وإسرائيل تخطط ونحن كعرب وكفلسطينيين يجب أن نخطط وطالما أنت موجود عليك أن تخطط وتعمل.
* سألته: نعود إلى السياسة الرسمية الأردنية الحالية تجاه ما يجرى فى الضفة؟
** قال: الأردن الآن قلق من هذا الوضع على عكس ما يعتقد الناس، فالأردن لا يريد مطلقاً أن يعود للضفة الغربية فهو ضد هذا الكلام وكذلك الشعب الأردنى ضده ولكن إسرائيل هى التى تفكر فى ذلك وهو ما يتسبب فى عمل مشكلة صعبة. فنحن ضد عودة العلاقة قبل قيام الدولة الفلسطينية، ومن يتحدث من الأردنيين عن عودة العلاقة فهو يتحدث على أساس دولتين الأردنية والفلسطينية ويرتبطوا بأتفاق مباشر بعلاقة كونفيدرالية أو باستفتاء.
ولكن هذه الكونفيدرالية لا يتم قيامها قبل قيام الدولة الفلسطينية، لأنها إذا قامت بدون تلك الخطوة فإنها ستعيدنا إلى مفهوم “الجالية” ولهذا فقد حذرت ونبهت من الفرق بأن تكون الفيدرالية وسيلة أو أن تكون غاية، فأنا مع الكونفدرالية الغاية أى أن تقوم دولة فلسطينية وترتبط مع الأردن بكونفدرالية أما الوسيلة فهى تأكيد لفكرة “الجالية”.
* سألت: بعبارة أخرى هل يمكن قيام دولة أو دويلة أو أى كيان فلسطينى فى الضفة الغربية وكيان آخر فى غزة؟
** أجاب: لا. لابد أن تكون دولة واحدة وهذا أمر مرفوض ولا يمكن أن يحدث فأنت تتحدث عن 365 كيلو متر مربع وبالتالى المسألة لا تتحمل.
* سألته: هل ترى أن الوضع فى غزة يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى؟
** أجاب: غزة لا تؤثر على مصر فهى ليست دولة، فنحن نتكلم عن مليون وربع نسمة أى حى من أحياء القاهرة وبالتالى أين هو التأثير على الأمن القومى المصرى؟!
أعتقد ان وجهة النظر المصرية هى ليس الخوف من قيام دولة أو دويلة من غزة وإنما الخوف المصرى المبرر من هذه الناحية هو من نجاح حركة إسلامية فى منطقة مجاورة لمصر، وهو أمر معدى يمكن أن يوحى لقوة ثانية فى مصر بإمكانيات النجاح والتقليد.
ولهذا فإن الخوف من الاستنساخ والعدوى التى يمكن أن تنشأ فى أذهان بعض الناس من أن النجاح هناك قد يساعد على النجاح هنا.
* سألته: وكيف ترى الوضع فى غزة الآن؟
** أجاب: غزة الآن عبارة عن سجن كبير وحماس فى ذلك السجن، وأنت تعرف أنه فى السجون عادة يعين مدير السجن مساعدين له فى الزنازين الكبيرة التى بها عدد من المساجين، ويكون هؤلاء من الذين ثبت أن أخلاقهم جيدة ولديهم قدرة على تحمل مسئولية المساجين وإدارتهم، وأنا أعتقد أن “حماس” فى هذا الوضع، فهى وجدت نفسها هكذا مسئولة عن ذلك السجن من الداخل، تملك كل شئ فى إدارته محلياً ولكنها لا تملك حرية إطلاق سراح السجناء.
* سألت: وهل لدى “حماس” فرص لتغيير هذه الصورة البائسة؟!
** أجاب: لا شك أن “حماس” تسعى حالياً للخروج من السجن الإسرائيلى وهذا تحدى كبير تعمل على مواجهته من خلال اتباع سياسات تساعد على تحسين صورتها أو بشكل أدق “تبيض وجهها”، وقد سألنى أحد ممثلى المفوضية الأوروبية حول هذا الأمر منذ ثلاثة أسابيع فقلت له أن “حماس” بيدها الآن ورقتين لتحقيق أهدافها فى كسب رضى المجتمع الدولى. الورقة الأورلى كانت هى الافراج عن مراسل الإذاعة البريطانية جونستون من أجل تحسين صورتها. ونجحت فى ذلك، ولكن أعتقد أن هناك أكثر من سيناريو فى التفكير الخارجى عند أولئك الذين يقررون وربما يكون أحد هذه السيناريوهات قابل للنجاح والحياة، وهو أن “حماس” من جانبها تصر على إعادة تبييض وجهها وقد بأدت “بجونستون” وتحاول يمكن مع الجندى الإسرائيلى المختطف جلعاد، أن تقوم بعمل شئ، والأهم من هذا وذلك الكلمة التى يكرروها وهى أنهم اعادوا الأمن والإستقرار لغزة ولن تطلق أية صواريخ على إسرائيل، فهذا الأمر هو الذى يهم الغرب. ولكن إسرائيل لن تسمح لهم أن يؤكدوا هذا المفهوم، فإسرائيل سوف تستفزهم باستمرار لكى يردوا عليها حتى لا ينجحوا فى تأكيد فكرة أنهم أعادوا الأمن والاستقرار، لأنك بمجرد ان تقول أن جماعة أعادت الأمن والاستقرار فهذا دليل على أنها مؤهلة لعمل أكثر من ذلك.
وعلى الجانب الآخر فإن الغرب ربما يفكر فى تشجيع “حماس” على تأكيد مفهوم الأمن والاستقرار بغزة ويأخذ منها بالتدريج أمور أخرى حتى يعترفوا بذلك التغير، فهم يمكن أن يأخذوا منها بعض الشروط الثلاثة التى طلبوها ومنها الاعتراف بإسرائيل.
* سألته: هذا ما يراهن عليه الغرب .. فما الذى تراهن عليه إسرائيل.
** أجاب: الإسرائيليون يراهنون على ديناميتين لضمان تجنب خطر ديموجراف فلسطينى.
الدينامية الأولى هى الهجرة الاقتصادية للفلسطينيين، خاصة بعد أن أصبحت الهجرة الاقتصادية احدى ظواهر العولمة. فما بالك بالفلسطينيين الذين يعانون حصاراً مزدوجاً!
والدينامية الثانية هى ما يمكن تسميته بـ “الحوصلة”. فالاحتلال يضع الاراضى الفلسطينية والشعب الفلسطينى داخل “حوصلة” كبيرة نسبياً، وداخل هذه الحوصلة الكبيرة يجرى على قدم وساق خلق “حوصلات” صغرى متمثلة فى بناء المستوطنات. وكل مستوطنة يتم شق طريق خاص بها يحظر على الفلسطينيين المرور فيه.
وهذا معناه تحول القرى الفلسطينية إلى جزر معزولة يصبح مصيرها مثل مصير البثور التى تظهر على الجلد والتى تمت إذا انقطعت عنها الدورة الدموية.
بكلمات أخرى .. الرهان الإسرائيلى هو على تصفية القضية الفلسطينية بمثل هذه الديناميات مستغلة فى ذلك عدم وجود استراتيجيات عربية مضادة أو جادة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 8:20 pm

عدنان أبو عودة وحديث في العمق

عمر كلاب
عادة يهرب رجال السياسية من الاجابة المباشرة على الاسئلة والتساؤلات المطروحة وخصوصا اذا كانت تلك الاسئلة متعلقة بالشأن المحلي ، فكيف اذا كانت تلك الاسئلة اشكالية واجاباتها تخالف السائد الرسمي ؟ حينها يجتهد السياسي في استحضار كل المصطلحات الضبابية او ما تيسر من اكسسوارات الزينة ومساحيق التجميل ، و لذلك يلجأ الساسة بالعادة الى التحوط بجمل ديبلوماسية واجابات سياحية اكثر منها سياسية ، امس خالف السياسي العتيق والمخضرم عدنان ابو عودة المألوف وهو يجيب بسرعة ووقار عن اسئلة مطروحة على المائدة المحلية وخاصة تلك التي تتعلق بمستقبل الدولة وشكل تحالف وتآلف طبقة الحكم .
المستقبل مربوط بغربي النهر او بمقدار التحوط لما يُحاك من الطرف الاسرائيلي على وجه الحصر والذي رسم ملامحه الرجل بخيارات ثلاثة اولها ان تنجح اسرائيل في اخضاع الضفة الغربية لسيادتها بالكامل وفق نظرية الثآليل التي طرحها ببراعة وهي تقول “ ان الثقافة الشعبية كانت تعالج الزوائد اللحمية او الثآليل بتحويطها بخيط يبدأ بالتضييق على الثألول حتى ينقطع ، وهذا ما تفعله اسرائيل بمناطق الضفة التي تعتبرها اسرائيل ثأليل تقوم بتحويطها بالمستعمرات الاستيطانية حتى تسقط تلك المناطق استراتيجيا في الحضن الاسرائيلي ويصبح سكانها رعايا داخل الدولة اليهودية .
الشطر الثاني من المعادلة الثألولية ان تنجح اسرائيل من خلال التحويط والحصار في انتاج فدرالية غير مسبوقة في الكون بين الاردن والضفة الغربية حيث يرتبط السكان بالاردن اداريا وسياسيا دون ارتباط جغرافي فتكون الارض للكيان الاسرائيلي والرعايا اردنيين على الارض الاسرائيلية ، اما الحلم الاوسع والسعي الابرز للكيان الاسرائيلي فهو ترحيل السكان الفلسطينيين الى الاردن او الى غزة التي يراها الدولة الفلسطينية المستقبلية فقط ، عاقدا الرجل مقارنة بين قطاع غزة وسنغافورة التي نجحت ان تكون دولة ناجحة على بقعة جغرافية اصغر من بقعة غزة واكثر تعدادا للسكان ولا يستبعد ان تُضاف الى مساحة غزة اجزاء من سيناء .
هذه المخاطر المستقبلية الخارجية على الدولة وهي اول المخاطر في سلم التراتبية فهو يعتقد ان داعش وماعش على حد وصفه انفجار داخلي عربي ناجم عن غياب العدالة والغاء التعددية السياسية وكل تلك الاسباب افرزت احباطا لدى جيل الشباب ، فكانت تلك التنظيمات الظلامية هي التعبير عن الاحباط وهي نفسها فرصة العمل والزواج وتفريغ الغضب فهي نتيجة وليست سببا حسب تحليله الذي يمتلك رصيدا من المعقولية المبنية على خبرة تراكمية لرجل قضى ستين عاما في اجهزة الدولة ومواقعها المختلفة وقضى حقبة في الجامعات ومراكز الدراسات العالمية المهمة والمؤثرة .
غياب الاستراتيجية الوطنية هي الخطر الثاني على الدولة بعد خطر تزاوج السلطة مع الثروة او تقاطع المصالح في المناصب ، فقد شهد الاردن كما الاقليم موجة من التزاوج بين المصلحة والمنصب ارهقت المواطن والدولة على درجة واحدة ، وهذا الوضع امثلة ليس في الاردن فقط بل ايضا في المطقة العربية كما يقول الرجل وهذا ما افضى الى انحدار الثقة في الحكومات وبداية تراجع المواطن عن المشاركة السياسية وهو الذي بدأ يفرز اعراضا انسحابية من المواطنين حيال دولتهم .
اجابات الرجل الواضحة دون اكسسوار او مساحيق تجميل لا يمكن تفسيرها على محمل الغضب او البحث عن دور فهو في مرحلة عمرية تجاوزت الطموح السياسي وتاريخه حافل بمناصب تفيض عن حاجته ولكنها اجابات تستحق معاينة ومتابعة بوصفها خلاصة عقل نما وتطور في حاضنة الدولة وعبر مفاصل تاريخية تتطلب مهارة استثنائية من طبقة الحكم وربما نحن نعيشها الآن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالأحد 16 سبتمبر 2018, 6:08 am

المفكر الأردني عدنان أبو عودة: النظام العربي أقرب إلى هياكل دول

حاوره: بسام البدارين



Sep 15, 2018

عدنان أبو عودة 15qpt981
عندما استضافت صحيفة «الرأي» الحكومية الأردنية في وقت سابق المفكر السياسي عدنان أبو عودة، في ندوة نقاشية خاصة، فاجأ الرجل المتواجدين بجواب لم يتوقعوه بعد مداخلة لأحد الصحافيين تحاول المزايدة على الشعب الفلسطيني في مسألة حق العودة واللاجئين برفقة تلميحات للتوطين.
فوجئ الجميع وقتها بالسياسي المخضرم وهو يستلم الميكروفون موجها خطابه لصاحب الملاحظة بصيغة: يا ابني …دعني أبلغك بالحقيقة، الأردن هو الذي طلب توطين اللاجئين بكل بساطة، ولم يسع لهذا التوطين اللاجئون أنفسهم.
استفسرت «القدس العربي» عن هذه الحادثة تحديدا، وهي تستعرض في حديث خاص وجديد مع أبو عودة بعض المستجدات المحلية والإقليمية على سبيل المراجعة والتقييم وإفادة الباحثين عن المعلومة والحقيقية.
في الشرح أعاد إلى الأذهان قرار الملك المؤسس عبد الله الأول عام 1949 عندما قرر إلغاء قانون الجنسية الفلسطيني، بمعنى تحويل المقيمين في الضفة الغربية إلى مواطنين أردنيين بمن فيهم المكون اللاجئ.
جدل الهوية: النسخة الأردنية
مختصر ما يفيد به أبو عودة، هو ان الدولة الأردنية هي التي طلبت التجنيس والتوطين وليس أي مكون فلسطيني غرب النهر.
عليه يبدو الرجل واضحا وهو يقترح ان أي صيغة تنكر هذه الحقيقية بصرف النظر عن الأغراض تعبير صارخ عن الجهل بالعلم والواقع.
أبو عودة يريد تخليص المجتمع الأردني على طريق التحول الطويل نحو دولة حقيقية وحديثة من فكرتين، الأولى يتبناها جزء من المجتمع بعنوان «أنت لاجئ، وأنا استضفتك وينبغي ان أحملك الجميل». والثانية يتبناها مكون آخر في المجتمع تحت بند الخوف والخنوع وصيغتها «أكثر الله من خيرك».
في المحطات التالية تناقش «القدس العربي» أبرز المفكرين السياسيين الأردنيين ببرقيات سريعة لا تخلوا من العمق تنشر بصياغة صحافية وإعلامية لأغراض التعميم:
○ نبدأ من حالة الصراع التي أصبحت عنوانا لمنطقتنا وللدول العربية، ما الذي يحدث في رأيكم هنا؟
 • ما يحصل ببساطة ان النظام الرسمي العربي الحديث أخفق في بناء «دولة الأمة». هناك فارق كبير بين هيكل دولة ودولة حقيقية، حيث توجد في التجارب العصرية الحديثة دولة لا تقف عند حدود الهيكل فقط لكنها تعبر عن أمة وتمثلها. وفي الدول العربية وفي أكثر من موقع منها الاخفاق كبير في بناء فكرة الأمة.
○ ما هو دليلكم على هذا الاخفاق؟
• فقط عليك ان تنظر للخريطة اليوم وتتابع أخبار وأنباء صراعات العرقيات والمذاهب وتداعيات هذه الصراعات والانقسامات الاجتماعية والفكرية والايديولوجية ما تسلح منها وما لم يتسلح. ويكفي قراءة صفحة الانقلابات في النظام الرسمي العربي الحديث حتى تدرك أننا نتحدث عن هياكل دول وعن أنظمة أخفقت في بناء دولة الأمة.
 ومعيار الدولة الحديثة ببساطة هو سلطة القانون أولا والمساءلة ثانيا. وعندما تنظر للواقع العربي المؤسف اليوم تستطيع استنتاج ما يستنتج حول الغياب الكبير لسلطة القانون.
○ لكن بعض الحكومات العربية والدول تعتقد انها نجحت في تأسيس تجربة عصرية ومدنية؟
• نحتاج لدليل يقودنا إلى خلاصة من هذا النوع. وأنا بصراحة لدي سؤال، كيف ستصنع دولة إذا كنت تريد ان تحتكرها للعلويين في سوريا مثلا؟
وعن أي دولة أمة حديثة بمعايير سلطة القانون نتحدث إذا كانت بنية مؤسسات هيكل الدولة في الحالة الأردنية مثلا عشائرية وإذا كان المكون الفلسطيني في أهم تجارب الشتات يتحول إلى قبيلة؟
تعلمون ان هذه ليست الأدلة والقرائن الوحيدة، وان سلطة القانون تغيب على الأرجح وبالتالي علينا ان نتوقف عن بيع أنفسنا الوهم.

سوريا الحرة
يشعر أبو عودة بقدر من السخرية المرة عندما يسمع تلك البيانات الإذاعية الاستهلاكية التي تتحدث عن استقلال وتحرير سوريا مثلا، ويميل إلى الشفقة بالمعنى الفكري والثقافي والاجتماعي عندما يصغي إلى مثل هذه النغمات على بعض محطات الفضائيات مثل «الميادين» وغيرها أو على لسان شخصيات محسوبة على الصف القومي والوطني والمناضل والممانع.
 يسأل: عن ماذا يتحدث هؤلاء القوم؟
وعن تلك المسافة الفارقة بين فلسطين التي كانت ولا تزال محتلة وبين سوريا التي تعيش اليوم شئنا أم أبينا واقعها باسم احتلال روسي!
أزمة الإنسان العربي المعاصر في رأيه، لا تعالج بالهرب والإفلات من العمق والصراحة عند محاولة الإجابة على التساؤلات.
 في الموضوع الوطني والاجتماعي الأردني يبدو أبو عودة الأكثر جرأة وهو يقر بان الإصلاح الحقيقي بعيد المنال ويحتاج لعدة سنوات حتى في حال توفر الغطاء السياسي.
 وأحد الملامح الشاذة في البنية الاجتماعية الأردنية في رأيه، هي ان الفلسطيني أكثر المكونات خنوعا في الأردن.
○ لماذا في رأيك يبرز هذا الخنوع؟
• لعدة أسباب، لكن أهمها هو حالة الخوف على الرقم الوطني وتلك حقيقة ينبغي بعد ممارسات متواصلة وبسنوات طويلة التوقف عن إنكارها وبين الأسباب هي تلك الرسالة الضمنية لما حصل معي شخصيا عندما تم إرسالي إلى المحكمة.
○ ما الذي حصل هنا وما هي الرسالة؟
• ليس سرا أنني أحد رموز النظام وأركانه، وانني كنت كذلك طوال الوقت. وليس سرا ان المواطن الأردني المنتمي للمكون الفلسطيني يسأل نفسه عما يمكن ان يحصل معه ما دام شخص مثلي أفنى عمره في خدمة النظام والولاء له قد أرسل للمحكمة.
 بصرف النظر عن السبب الذي أرسلت للمحكمة من أجله وعن ظروف هذه القضية، لكن الرسالة تكمل نصاب الخنوع الذي نتحدث عنه. فقصة وجود عدنان أبو عودة في المحكمة بقرار من الدولة التي كنت طوال الوقت من حلقتها الضيقة تصبح منتجة لكل أنماط الإثارة والتشويق في أرواح الناس.
○ ما الذي يثبته ذلك عندما يتعلق الأمر باستبعادك للإصلاح الحقيقي؟
• كونداليزا رايس الشهيرة استخدمت في وصف الأردن التعبير التالي: «بلد في حالة الدمقرطة». مضمون الأمر واضح هنا، فهم وأقصد الأمريكيون والغربيون وأصحاب القرار الدولي يريدون الأردن في هذه الحالة حتى اللحظة.
 ولا حظوا معي ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول «شراكتنا مع الأردن» بينما يطلق على إسرائيل اسم «الحليف المعتمد» مثل هذه الأوصاف والتسميات لا تطلق عبثا.
○ لهذه الأسباب تعتقد ان الإصلاح الحقيقي في الأردن بعيد المنال؟
• لها ولغيرها ونحن نتحدث مجددا وهذه حالة لا تخص الأردن فقط عن هيكل دولة وليس عن دولة بمعيار حديث وعن أمة، فانت لا تستطيع التحدث عن أمة عندما تعتمد على بنية شريحة من مكونات مجتمع دون غيرها في حماية وحراسة مؤسسات الدولة. وأنت لا تتحدث عن دولة حديثة عندما تقرر إلغاء البند الثاني المهم في معيار الدولة الحديثة وهو المساءلة، وليس سرا هنا ان قانون الصوت الواحد الانتخابي الشهير والذي هدف أصلا لحماية السلام مع إسرائيل ألغى هذا المعيار بمجرد ولادته.
 يقدر أبو عودة في التفصيل والشرح ان النظام الرسمي العربي أخفق بسبب القبلية في بناء أمة، وان المنطق يفترض بان الأمة تبني دولة وليس العكس مشيرا إلى ان بلاده الأردن مثلا لا يوجد فيها مجتمع وطني بسبب البنية العشائرية والاجتماعية ومصرا على ان الدولة الحديثة أينما كانت لا تستطيع الانتقال إلى معيار الدولة الحقيقية بدون مجتمع وطني ويقدر بالتالي بان ما يسميه البعض بمعركة الإصلاح طويلة.
ويحاجج بان الدول الكبرى تبحث عن مصالحها، وبالتالي لن تدعم بناء مجتمعات وطنية أو نماذج لدولة الأمة مما يتسبب في تكاثر أشكال أقرب إلى هيكل دولة لكنها ليست دولة حقيقية.
ويلاحظ أبو عودة هنا أن التيار القومي وما يسمى باليسار لا يعلمون ما الذي حصل في العالم مؤخرا، وبعض هؤلاء يشعر المراقب بان أدواتهم متوقفة عند الاتحاد السوفييتي مع انه لم يعد موجودا، فـروسيا شيء آخر تماما.
وفي الموضوع الوطني الأردني أيضا يعود أبو عودة إلى التاريخ قليلا ويعتبر أحداث الدوار الرابع الأخيرة في عمان العاصمة والتي انتهت بسقوط حكومة الرئيس هاني الملقي وتعيين حكومة الرئيس عمر الرزاز أقرب إلى نداء استغاثة من أعماق المجتمع إذا ما كانت منظمة فعلا.
حصل الأمر عام 1955- يقول أبو عودة ويتابع- مع حكومة الرئيس هزاع المجالي وحصل عام 1989 مع حكومة الرئيس زيد الرفاعي وها هو يحصل في العام 2018 مع حكومة الملقي.
○ ما الذي يعنيه ذلك؟
• هذه سيكولوجيا الجماهير، والذي يعنيه ان الشارع عندما يمتلئ احتقانا يصنع معجزات، فقد تحرك وفقا للسجل المشار إليه ونجح.
ومن المهم عند قراءة سيكولوجيا الشارع الإجابة عن السؤال التالي «كيف يظن الناس؟».
 ○ لماذا تحصل مثل هذه الاستغاثات كما تصفها؟
• في الدول الحديثة العصرية التي تعتمد سيادة القانون حق المعلومات غير قابل للمساومة والأمور تخرج عن سكة الخدمة إذا غابت المساءلة وبالتالي توجه سيكولوجيا الجمهور هذه الرسائل والاعتماد الحقيقي ليس عليها فقط ولكن على من يلتقطها وكيفية الالتقاط؟ فغياب المعلومات يحشد ويجمع الأكثرية ويلفت نظر العربي والدولي وتصبح الأجواء أما مشحونة أو تستسلم للتكهن وعلينا ان نلاحظ هنا ان ذلك ما يحصل اليوم عندما يتعلق بما يسميه الإعلام بصفقة القرن.
هندسة صفقة القرن
○ بمناسبة الإشارة لصفقة القرن، ما الذي تعرفونه عنها؟
• حتى اللحظة هي مجرد تسريبات، وأغلب الكلام عنها تخميني ومرتبط برغبة شخص الرئيس الأمريكي الحالي بتسجيل نفسه بزاوية فارقة، وأتصور ان ذلك يحصل لسبب.
○ ما هو هذا السبب؟
• إذا تم الإفراج عن أي معلومات سيتناقلها الجميع وسيقدرون ان الأمور لا يمكنها العبور وبالتالي الرفض والاعتراض هنا يتسيد وتقديري انهم خلف الستارة والكواليس يسألون عن تفاصيل بحيث تكون الطبخة ناضجة ومكتملة وتتعاطى مع الواقع إذا ما توفرت أصلا خطة من أي نوع.
وفي الختام يقدر أبو عودة أن تغييب المعلومات عن مثل تلك الصفقة هو ترتيب هندسي في حد ذاته والهدف منه تجنب بروز مفاجآت وإنضاج التفاصيل.
قبل ذلك كانت «القدس العربي» قد استمعت إلى المفكر أبو عودة وهو يؤشر على ان المواقف الأمريكية الأخيرة حسمت الكثير ضمن مسارات ما يسمى «صفقة القرن» وبقي الأمر منوطا الآن بعد القدس والأرض والحدود والمياه، بالملف الأكثر تعقيدا وهو اللاجئين وحق العودة.
وسبق له ان قال علنا أن المطلوب ترتيبات ناضجة بمشاركة دول عربية برفقة مشروعات سياسية تستهدف تكريس التوطين وإزالة تعبيرات حق العودة للاجئ الفلسطيني من قاموس الذكريات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عدنان أبو عودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان أبو عودة   عدنان أبو عودة Emptyالجمعة 28 سبتمبر 2018, 7:50 am

يوميات عدنان أبو عودة بين المحكي والمسكوت عنه
-معين الطاهر

حظيت يوميات عدنان أبو عودة بمراجعات عدة، تراوحت بين تقريظها والثناء عليها ووصفها بأنّها أهم يوميات سياسية لسياسي عربي خلال الـ 20 عامًا الماضية[1]، أو التركيز على شخصية كاتبها ومحاكمة تاريخه السياسي -وليس يومياته المنشورة–[2] وفقًا لموقف سياسي سلبي منه، وهو أمر يخالف الأصول العلمية المتبعة. في حين غلب على أغلبها عرض لمحتوى اليوميات، مع تجنب الولوج إلى تفصيلاتها واستخلاص العبر منها. ذلك أنَّ هذه اليوميات لم تحظَ بعد بدراسة عميقة لباحثين مختصين يُعملون فيها نقدًا وتمحيصًا، ويستفيدون ممّا ورد فيها باتجاه فهم أعمق لتلك التحوّلات التي طرأت على الأردن والقضية الفلسطينية والعالم العربي .

خلال عملي في إعداد اليوميات للنشر، مرّ في خاطري أن أتجاوز ما تفرضه عليّ واجبات المحرّر والمُعدّ المهنية لأُعلّق وأفسّر وأوضّح وأحلل بعضًا ممّا دوّنه أبو عودة في يومياته الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهي خواطر تختلط فيها الدهشة والمفاجأة والتساؤلات والرغبة مع مزيد من الإيضاحات والكشف عن وقائع كانت تُعتبر أسرارًا. لكن احترامًا لحق صاحب اليوميات وسياسة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، اكتفيتُ بمقدمة منهجية توضح آليات عملنا في إعداد اليوميات للنشر، ونشرت باسم المركز.

وما لم أستطعه أنذاك، ها أنا ذا أعود إليه في نص المراجعة هذه.

أوضح تقديم اليوميات أنه حُذف منها االنصوص التي تتناول "حوادث شخصية أو مسلكية أو اتهامات وشكوكًا وحكايات تبتعد، في جوهرها، عن السياق السياسي"(ص10-11)، إذ إنَّ هدفنا من تدوين الوقائع "شرح الحالة السياسية السائدة حينها، أو إيضاح خيارات اُتبع منهج، فأدّى ذلك إلى تغييرات عميقة"(ص11).

ذلك أنَّ ثمّة فارقًا كبيرًا بين تدوين اليوميات وكتابة المذكرات، وثمّة اختلافًا في قيمتها العلمية من حيث كونها مصدرًا رئيسًا أو ثانويًا أمام الباحثين. المذكرات تُعني بكتابة الوقائع التاريخية بعد زمن من حدوثها حين يتفرّغ كاتبها لكتابتها، وعادة ما تكون لدى اعتزاله العمل العام أو انتهاء مرحلة ما من حياته، فهو يكتبها بأثر رجعي، وبناءً على العودة اللاحقة لها، "والتي غالبًا ما تختلط فيها الحقائق بالمشاعر، والمواقف المستجدة، تبعًا لمشكلات الذاكرة المعروفة". أمّا اليوميات فتدوّن "تزامنًا مع الوقائع والحوادث، من موقع المشاركة والانخراط فيها"، ولذلك فهي تُعبّر عن رؤية عدنان أبو عودة في مرحلة كتابتها، وقد تتوافق أو لا تتوافق مع آرائه الحالية، إذ هي "وثيقة بنت مرحلتها التاريخية وسياقها، ومن هنا تأتي أهميتها". ولذا، تعدّ اليوميات مصدرًا رئيسًا للباحثين.

ما دوّنه عدنان أبو عودة يدخل في إطار اليوميات، فهو ليس كتابًا للتاريخ يُحتم عليه الوقوف عند كل منعطف، فثمّة أعوام لم يدوّن فيها شيئًا، وثمّة أوراق قد فُقدت. وكما حدّثني أحد أبنائه، فإنّ خالًا له قد استعار بعض الدفاتر لقراءتها وفقدها ولم يُعدها. وخلال إعداد هذه المراجعة أحضر لنا الأستاذ أبو عوده دفاتر ملاحظات صغيرة وقصاصات ورق للأعوام 1982و1984 عثر عليها خلال أعمال صيانة لمنزله، وتضم خلاصات لاجتماع الملك حسين مع الرئيس ريغان في أعقاب مبادرته عام 1982 ولقاء جمعه مع صلاح خلف وفاروق القدومي بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في عمان عام 1984 وبداية تشكل تحالف أردني فلسطيني جديد، ومحاضر متعددة للقاءات مع حسني مبارك وصدام حسين بين عامي 1982و1984. وعلى الأرجح أننا سنعثر لاحقا على أوراق جديدة ضمن مكتبته الكبيرة قد تساهم في مزيد من الإيضاح لبعض المراحل وتفسر بعض الفراغات الزمنية الموجودة في اليوميات، وفي ظنّي أنّ ذلك لا يُضعف اليوميات، بل يبرهن على دقتها، إذ إنَّ ما نُشر، هو فقط ما كُتب في حينه، دون أي إضافة لاحقة للتوضيح أو التفسير أو لتعبئة الفراغات، وهو ما قد يقوم به أبو عودة نفسه إذا أراد كتابة مذكراته يومًا ما. وإذا فعل، فإنّه حينها يقوم بقراءة مختلفة لحياته السياسية والمهنية السابقة بحسب رؤيته الحالية التي قد لا تتفق بالضرورة مع رؤاه السابقة، إذ إنَّ المذكرات في أغلبها تحمل في طياتها اتجاهات تبريرية لما سبق فعله من منظور مختلف عن تاريخ وقوعه.

ورغبة في تجسير هذه الهوّة ما بين اليوميات والمذكرات، وفي الإضاءة على بعض الجوانب التي لم تتضمنها اليوميات، لضرورة إلمام القارئ بها، فقد أجريتُ والزميل معن البياري حوارًا مع الأستاذ عدنان أبو عودة حاولنا فيه تسليط الضوء على بعض القضايا وضممناه إلى الكتاب. لكن، من الإنصاف القول إنَّ هذا الحوار قد أثار من الأسئلة أكثر ممّا تضمنه من إجابات.

تتضمن اليوميات الكثير من المحكي عنه، بعضه يقدّم معلومات جديدة لم تكن متاحة من قبل، وتوفر فهمًا أعمق لطبيعة النظام في الأردن وآليات اتخاذ القرار فيه، وللعلاقات الأردنية السورية الفلسطينية المتشابكة والمعقدة، ولعلاقات الأردن العربية، مرورًا بحرب تشرين والاختلاف في الموقفين السوري والمصري خلال الحرب، ودور الأردن فيها، والحرب العراقية الإيرانية.

وثمّة حديث طويل عن قرار الرباط الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، وكيف نمت اتجاهات إقليمية في الأردن، يفسّرها عدنان أبو عودة ضمن منظومة اختلاف المصالح الشخصية والتنافس على الوظائف، ومواقف أركان النظام المتباينة حول كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية، وجولات كيسنجر المكوكية، واعتباره الضفة الغربية أرضًا متنازعًا عليها بعد قرار الرباط، والاتفاق الأردني الفلسطيني بعد حرب عام 1982، وحتى إنهاء الاتفاق بقرار من الملك حسين الذي قرّر العودة إلى التحالف مع سورية عبر رسالة اعتذار علنية، والبحث عن بدائل فلسطينية، وصولًا إلى قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية. وهنا ينبغي ملاحظة موقف الملك حسين المتميّز عن باقي أجنحة النظام، والمختلف عنها في منعطفات عديدة. وترافق هذا كله مع نقد لاذع أحيانًا لبعض الحكومات في الأردن، وتنامي الشعور بالمرارة والغربة عن النظام من أحد أركانه الأساسيين، والتي بدأت في مرحلة مبكرة ببداية السبعينيات.

فتح الكتاب ملفات كثيرة، وتناول قضايا كانت غامضة لم يتطرق إليها سياسيون وباحثون من قبل. لكنّ الكثير من هذه الملفات تحتاج إلى تفسير وبحث لإجلاء ما خفي منها، فعدنان أبو عودة فتح نافذة لفهم مختلف عمّا كان شائعًا، لكن، وعبر هذه النافذة، ينبغي أن تُفتح أبواب كثيرة ما زالت موصدة. الكتاب يحكي لنا الكثير، إلّا أنَّ في ثناياه الكثير أيضًا من المسكوت عنه ممّا لامسته اليوميات وروت حكاياته، لكنّها تحتاج لمن يربط هذه الحكايات بعضها ببعض، أو يفك بعض أُحجياتها. ولعلّنا هنا نلقي الضوء على بعض تفصيلاتها في محاولة لحثّ الباحثين على المزيد من التعمق فيها.

أيلول/ سبتمبر 1970

لا يتطرّق عدنان أبو عودة إلى حوادث أيلول/ سبتمبر 1970 إلّا عبر التوجيهات التي أملاها عليه وصفي التل فور تولي الرائد عدنان أبو عودة وزارة الإعلام في الحكومة العسكرية، والتي يشرح فيها التل آليات التعامل الإعلامي مع الجيش الأردني والمدنيين والمقاومة الفلسطينية، بحيث تكشف هذه التوجيهات عن الدور المهم الذي كان يؤديه وصف التل في دائرة صنع القرار، وإن لم تكن له صفة رسمية في ذلك الوقت.

يروي عدنان أبو عودة في الحوار كيف حذّر الملك حسين، وهو ضابط في المخابرات العامة، بعد معركة الكرامة 21 آذار/ مارس 1968، من اهتزاز عرشه خلال عامين، حيث لاحظ المدّ الشعبي العارم الذي حظيت به المقاومة وضعف الأداء الحكومي، وتوقّع، على ما يبدو، حدوث نوع من ازدواجية السلطة في وقت مبكر. وعلى الرغم من انزعاج الملك الآني من هذه الملاحظة، إلّا أنّها كانت كلمة السرّ التي قرّبت عدنان أبو عودة من الملك، وساهمت في تأهيله وصعوده بسرعة من رتبة رائد إلى وزير.

لا تتطرّق اليوميات أو الحوار إلى تفسير أسباب الاصطدام بين الجيش الأردني والمقاومة، ولا يرتفع الحوار عن سقف الكليشيهات التي تتحدث عن تجاوزات العمل الفدائي وازدواجية السلطة، أو عن الشعارات التي رفعتها التنظيمات اليسارية، مثل شعار "كل السلطة للمقاومة"، بل من اللافت عدم وجود أي يوميات عن مرحلة أيلول/ سبتمبر، أو عن عمله السابق في جهاز المخابرات، وربما يمكن تفسير ذلك بأنّ اهتمامه بالكتابة بدأ في مرحلة متأخرة، حين انتقل من العمل الوظيفي الأمني إلى العمل السياسي.

حوادث أيلول/ سبتمبر مرحلة مسكوت عنها لدي الطرفين؛[3] النظام الأردني ومنظمة التحرير. لا أحد يريد التحدّث عنها، وإذا كان في ذلك جانب إيجابي يتعلّق بدرء تمزّق النسيج المجتمعي، عبر إثارة حوادث مضت، إلّا أنّ إدراك الظروف السياسية التي أدّت إلى الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، وسمحت به، أمر مهم، لما كان له من تأثير بالغ في بنية النظام الأردني، كما هو على مستقبل الثورة الفلسطينية.

منذ حرب حزيران/ يونيو 1967، ربط النظام الأردني مصيره بالنظام المصري، ولم يخرج إطلاقًا عن دائرة التنسيق المستمر مع عبد الناصر. وتولى تأليف الحكومات الأردنية شخصيات قريبة من مصر، مثل بهجت التلهوني وعبد المنعم الرفاعي. كان العامل المصري مؤثرًا في السياسة الداخلية في الأردن، وكانت مصر بحاجة للعمل الفدائي الذي أيّدته ودعمته، وقامت بدور مهم في تطويق الإشكالات التي حدثت بين عامي 1968 و1970. لكنّ المقاومة تمادت في استخدام حقها في رفض مشروع روجرز الذي وافقت عليه مصر والأردن ورفضته سورية ومنظمة التحرير، في آب/ أغسطس 1970، وهاجمت جمال عبد الناصر بطريقة غير لائقة. ردّ عبد الناصر بإغلاق إذاعة الثورة في القاهرة، وتوترت العلاقة مع مصر. كان هذا المدماك الأول في قرار أيلول/ سبتمبر.

أمّا المدماك الثاني، فكان في الموقف العراقي الذي تنصّل من تعهداته السابقة بدعم المقاومة، خوفًا من امتداد النفوذ السوري في الساحة الأردنية، بعد محاولة اغتيال الملك حسين التي اُتهمت سورية بتدبيرها. هنا، تغلّب الخلاف الحزبي بين جناحيّ البعث، والمصالح الإقليمية، على الأهداف القومية. هذان العاملان جعلا النظام متيقنًا من قراره، مستغلًا تجاوزات المقاومة، والشعارات الطفولية اليسارية، وفقدان الثقة بين الجيش والفدائيين، ومن دون ذلك ما كان للنظام أن يتخذ هذا القرار الذي تمادت بعض أجنحته فيه إلى النهايات المعروفة، وتجاوزت الغطاء المسموح.

وصفي التل

يُبدي عدنان أبو عودة إعجابه الشديد بوصفي التل، ويبرئه، والملك حسين، من مسؤولية حوادث جرش وعجلون عام 1971، على الرغم من رفضه الحديث عن صاحب القرار فيها. ويقول بأنَّ وصفي التل كان يعتقد أنَّ مصر لديها قناة السويس تضغط بها من أجل تحقيق انسحاب إسرائيلي، وسورية غير مهتمة بالجولان، أمّا الأردن فإنَّ عليه واجب استرداد القدس، وإنَّ سلاحه الوحيد في ذلك هو العمل الفدائي الذي يجب أن يعمل بالتنسيق مع الجيش الأردني، وإنَّ الهدف من تشكيل الحكومة العسكرية هو إشعار المقاومة بجدية النظام في ضبط الأوضاع.

يعزز أكرم زعيتر في يومياته التي يعكف عليها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هذا الرأي، ويزيد عليه الكثير، ويروي قصة وردت أيضًا في كتاب المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني[4]، أنَّ صحيفة الصنداي تلجراف نشرت تقريرًا لمراسلها في عمّان، بتاريخ 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1968، يفيد بأنَّ الملك حسين ينوي تحويل الأردن إلى بلد للغوريلا "حرب العصابات"، وأنّه طلب من وصفي التل تأليف الحكومة، إلّا أنَّ الأخير اشترط عليه فتح الأردن أمام العمل الفدائي.

وبقية القصة أنَّ الملك حسين إرسل رسالة إلى الصحيفة ذاتها، نشرتها في عددها الصادر بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1968، ينفي فيها ذلك كله، بما فيه تكليفه للتل أو علمه بشروطه. واختتم الرسالة بتلاعبه بالألفاظ بأنّه لا يعتزم جعل الأردن ملعبًا لا للغوريلا ولا للشمبانزي. وتكمن أهمية الخبر في وصف الانطباع السائد في حينه عن وصفي التل. وثمّة روايات أخرى يرويها زعيتر عن انتقادات حادة كان التل قد وجهها إلى الحكومة إثر اتخاذها لقرارات تحدّ من حرية العمل الفدائي، ويعتقد أكرم زعيتر أنَّ بهجت التلهوني والنفوذ الناصري هما من حرّضا المقاومة على وصفي بعد اشتباكات حزيران/ يونيو 1969. ولعلّ هذه كانت نقطة الانعطاف النهائية للتل قبل حوادث أيلول/ سبتمبر 1970 التي كان فيها وصفي التل في موقع المشارك في القرار، ولازم الملك حسين خلالها في قصر الحُمّر.

إنَّ قصة وصفي التل الذي كان قائدًا لكتيبة ضمن جيش الإنقاذ، رابطت في الجليل وجنوب لبنان خلال حرب عام 1948، وكان الفريق -الملازم في حينها- عبد الرزاق اليحيى، القائد اللاحق لجيش التحرير الفلسطيني، أحد قادة سراياه[5]. تبقى قضية إشكالية تندرج ضمن المسكوت عنه، ليس في اليوميات فحسب، وإنّما في التاريخ السياسي الأردني والفلسطيني، حيث ترسم اتجاهات متنوعة صورة وصفي التل على هواها؛ يشيطنه البعض في حين يجعله البعض الآخر، لاحقًا وبعد زمن طويل على وفاته، رمزًا لاتجاهات إقليمية متخيّلة، لا ينبئ تاريخه السياسي أنّه كان على علاقة بها. بل لعلّه من الثابت أنّ حكومتيّ وصفي اتل وأحمد اللوزي قد اجتهدتا في رأب الصدع المجتمعي، وأنّ الاتجاهات الإقليمية ضمن منظومة الإدارة الحكومية لم تظهر بشكل جلي إلّا بعد عام 1973، وتنامت بسرعة بعد مقررات قمة الرباط عام 1974، وهو ما توضحه اليوميات بجلاء.

إنّ هذا يحتاج إلى بحث وتدقيق يوضح الصورة الملتبسة، ويضع الرجل في مكانه الصحيح، حتى لا يصح عليه قول أبو عودة إنّه قتل أكثر من مرة.

حرب تشرين/ أكتوبر عام 1973

في العاشر من أيلول/ سبتمبر 1973، التقى الملك حسين الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد في القاهرة، وكان عدنان ضمن الوفد المرافق للملك. لمّح الرئيسان إلى احتمال استئناف الاشتباكات، تمهيدًا للوصول إلى وضع تفاوضي أفضل، وطالبا الملك حسين بإيجاد صيغة مقبولة للأردن وترضي المقاومة الفلسطينية، وتعيد شكلًا من أشكال وجودها على الساحة الأردنية، لكنّ الملك أجاب بأنّ عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء.

لاحقًا، اُتهم الملك حسين بأنّه، وبناءً على هذا الاجتماع، قد سرّب موعد الحرب إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، وهو ما ينفيه تمامًا أبو عودة، الشاهد على اللقاء، حيث لم يُعلِم الرئيسان الملك بموعد نشوب الحرب، وهو ما يبدو مطابقًا للواقع. إذ يقدم لنا أبو عوده ذاته شاهدا آخر على عدم ابلاغ الملك بموعد الحرب وذلك في محضر الاجتماع المشار اليه بين صلاح خلف والملك عام 1984[6]، أذ يروي صلاح خلف على لسان السادات أنه أبلغ القيادة الفلسطينية لدى اجتماعه بها في برج العرب قبل الحرب بنية شن حربا وطلب منهم إخفاء بعض التفاصيل عن الرئيس الأسد وقال أنه لم يبلغ الملك حسين بها لأنه لا يريده أن يشترك بها حتي لا يستفيد من نتائجها.

المسكوت عنه هو ما ورد في مصادر أجنبية أخرى أنَّ الملك قد علم بموعد الحرب عبر اختراق للاستخبارات الأردنية لرئاسة الأركان السورية. في سورية لم يكن يعلم بالموعد سوى الرئيس الأسد وعدد محدود من كبار القادة لا يتجاوز عددهم اليد الواحدة، إذا صدقت المصادر الأجنبية. فمن يكون هذا اللواء؟[7]

وفي جميع الأحوال، فإنّ المصادر ذاتها تقول إنّ غولدا مئير لم تصدق هذا الخبر ولم تلتفت إليه، لكنّ دفاع أبو عودة عن الملك حسين في لقاء مع التلفزيون البريطاني BBC، ونفيه لتلك الواقعة أمام محللين غربيين أكّدوا وقوعها، أعادت أبو عودة مرة أخرى إلى المشهد السياسي في الأردن عبر تعيينه في مجلس الأعيان.

في المحكي عن الحرب الكثير من المفاجآت حول عدم التنسيق بين القيادتين السورية والمصرية، بل وفي داخل القيادة السورية ذاتها، ففي حين يطلب السادات من الملك عدم دخول المعركة إلّا بعد أن يُحرّر السوريون الجولان، وبعد إحراز تقدّم ملموس على الجبهة المصرية، فإنّ الرئيس الأسد يلحّ على فتح الجبهة الأردنية فورًا. أمّا العماد مصطفى طلاس، رئيس الأركان، فيطلب إرسال فرقة عسكرية للجبهة السورية دون أن يعلم عن طلب رئيسه فتح الجبهة الأردنية، وسط انزعاج واضح من الملك حسين لعدم إعلامه بموعد الحرب أو التنسيق المسبق معه حولها.

يلاحَظ أنَّ العلاقات خلال أيام الحرب كانت جيدة مع السادات ومتوترة مع الأسد، أمّا بعد انتهاء الحرب فقد تغيّرت هذه الصورة تمامًا مع بدء مساعي السادات لفك الارتباط، والبحث في التسوية، وحاجة السادات إلى غطاء للمرحلة المقبلة، وجده لدي منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن ابتزها باحتمال عودة الضفة للأردن. من هنا، أصبح الموقف الأردني أقرب إلى الموقف السوري، وبدأت فترة من العلاقات الذهبية تُوّجت بمباحثات الوحدة بينهما عام 1977

فصل القوات على الجبهة الأردنية؛ نموذج مبكر عن اتفاق أوسلو

حاول الأردن جاهدًا تحقيق فصل للقوات على الجبهة الأردنية بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، أسوة بما جرى على الجبهتين المصرية والسورية. في البداية، كان ثمّة موافقة أميركية وإسرائيلية، ولكن ضمن صيغة مختلفة عمّا جرى على الجبهات الأخرى، إذ اشترط الإسرائيليون، عبر هنري كيسنجر، خلال مباحثات أُجريت معه في واشنطن، في شهر آب/ أغسطس 1974 أن يجري الإبقاء "على خطوط وقف إطلاق النار كما هي، والانسحاب من بعض المناطق المأهولة في الداخل، ويُؤجل أي بحث حول القدس والمستوطنات إلى مرحلة لاحقة". تُذكّرنا هذه الصيغة الإسرائيلية، بما اُتفق عليه لاحقًا في اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والذي وُقّع في واشنطن عام 1993، وعُرف باتفاق غزة-أريحا أولًا، ونصّ على إعادة انتشار، وليس انسحاب، الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق المأهولة، وتأجيل البتّ في القضايا الأخرى.

لكن سرعان ما اتفق هنري كيسنجر والرئيس السادات على أنّ الأردن لم يكن دولة محاربة، على الرغم من إرساله أكثر من فرقة إلى الجبهة السورية، بمعنى أنّ الجبهة الأردنية لم تُفتح، وردّ الرئيس السادات على شكوى الأردن من محاولات إسماعيل فهمي، وزير الخارجية المصري، إعاقة فك الارتباط على الجبهة الأردنية، بأنّ الأردن قد أضاع فرصة اعتباره دولة محاربة عندما رفض الطلب المصري بإدخال وحدات كوماندوز مصرية عبر أراضيه بعد 19 تشرين الأول/ أكتوبر للقيام بعمليات في العمق الإسرائيلي، بعد تمكّن الجيش الإسرائيلي من إحداث ثغرة على الجبهة المصرية، علمًا بأنّ السادات كان قد نصح الملك حسين مرارًا خلال الحرب بعدم فتح جبهة من الحدود الأردنية إلّا بعد تحرير الجولان واندفاع القوات السورية، وبعد تقدّم القوات المصرية في سيناء. ومن الواضح ارتباط الموقف المصري الجديد باستغلال الخلاف ما بين منظمة التحرير والأردن.

وفي جميع الأحوال، فقد توقفت المحاولات الأردنية بتحقيق فصل للقوات على الجبهة الأردنية، يحقق للأردن موطئ قدم في الضفة الغربية، باعتبارها دولة غير محاربة، على الرغم من اقتراح طريف من زيد الرفاعي بأن يُطلق بعض الطلقات، والرد الساخر عليه من هنري كيسنجر باعتبارها فكرة معقولة! كما جاء في اليوميات. لكنّ هذه الآمال تبخرت تمامًا بعد قرار مؤتمر القمة العربي في الرباط عام 1974، بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثّل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، حيث اعتبر كيسنجر حينها بأنّ الضفة الغربية أصبحت أرضًا متنازعًا عليها، ولم يعد للأردن صلة مباشرة بها.

وإذا كان قرار الرباط قد عزّز من الشخصية الفلسطينية، ومن وحدانية تمثيل المنظمة فيها، إلّا أنّه اُستخدم من جهة أخرى باتجاه إيجاد مبررات لتنصل إسرائيل من التزاماتها الدولية، تحت ذريعة أنّ هذه الأرض لم تعد أرضًا خاضعة للسيادة الأردنية، كما كان حالها عشية احتلالها في حرب حزيران/ يونيو 1967، ومن جهة أخرى اُستخدم باتجاه انتزاع تنازلات متتالية من منظمة التحرير، بذريعة تأهيلها لعملية التسوية السياسية.

لقاءات الملك حسين مع الإسرائيليين

في عام 1981 بث التلفزيون السوري تقريرًا عن لقاء جرى في عام 1977 بين الملك حسين وموشيه ديان. أبدى رئيس الوزراء الأردني مضر بدران انزعاجًا شديدًا من هذا الخبر، كونه لا يعلم به، وتفحّص "الجريدة الرسمية" للتأكد من مكان وجود الملك في ذلك التاريخ. وبمراجعة الأستاذ عدنان للملك أقرّ بحدوث هذا اللقاء وغيره، معتبرًا أنّ دافعه في ذلك هو محاولة إنقاذ القدس بأي وسيلة كانت، وفقًا لما اتفق عليه مع جمال عبد الناصر دون أن يذهب باتجاه صلح منفرد.

اللافت في هذا الموضوع أنّ عدنان أبو عودة، وعلى الرغم من التصاقه الوثيق بالملك حسين فإنّه، وعبر يومياته، لم يتحدث سوى عن لقاءين جمعا الملك ببعض المسؤولين الصهاينة، حضر أحدهما وهو مع يتسحاق شامير في منزل الملك في لندن عام1988، مع أنّ الملك ذاته، كما هي الحال في العديد من المصادر، يتحدث عن عشرات اللقاءات والمباحثات مع مسؤولين صهاينة، ويؤكد أنّ مجمل هذه اللقاءات لم تؤدِ إلى أي نتيجة، وأنّه لمس بوضوح عدم وجود أي نية للانسحاب من الضفة الغربية وتسليمها للأردن، بغض النظر عن سخاء عرض السلام المقدم لهم.

عدم ذكر عدنان لهذه اللقاءات، والاكتفاء بما أورده الملك، وانزعاج رئيس الوزراء الذي كان يشغل قبل توليه هذا المنصب وظيفة مدير المخابرات العامة من عدم علمه بلقاءات الملك وسعيه للتأكد منها، يثير مسألة الولاية العامة للحكومات في الأردن، وفي ما إذا كانت الوزارات المتعاقبة على صلة كاملة بمجريات الأمور وممسكة بها كما ينص الدستور، أم أنّ هذه القضايا تقع ضمن مهمات القصر الملكي حصريًا، ويعلم بها نخبة محدودة من الدولة العميقة. وهو ما يقود إلى البحث، وعبر صفحات الكتاب المختلفة، في ظروف تشكيل الحكومات وعملها وآليات اتخاذ القرار فيها، والتي يسهب أبو عودة في الحديث عنها ضمن نقده الشديد لحكومة زيد الرفاعي، أو لدي حديثه عن كيفية اتخاذ قرار وقف التعاون مع منظمة التحرير، والاعتذار من سورية، وفك الارتباط، وما إلى ذلك من قرارات تكشف بوضوح عن المنهج المتبع.

العلاقات الأردنية السورية الفلسطينية

يدوّن الأستاذ عدنان أبو عودة تفصيلات ومحاضر اجتماعات مع القيادتين السورية والفلسطينية، كل على حدة. كما يذكر أنباءً عن محاولات اغتيال لرئيس الوزراء أو لقيادات من "الإخوان المسلمين" في الأردن عام 1981، اُتهمت سورية بالوقوف ورائها، وفي أعوام أخرى يورد محاضر اجتماعات الوحدة الأردنية السورية(1977)، أمّا بعد رسالة الملك حسين الاعتذارية للرئيس الأسد، والذي رافق انهيار المباحثات الفلسطينية الأردنية عام 1986، يسجل محضرًا لاجتماع مع الرئيس حافظ الأسد جرى التطرق فيه إلى إيجاد قيادة بديلة لياسر عرفات، في حين أنّه في أعوام سابقة يدون في يومياته رسالة من الرئيس محمود عباس يقول فيها أن الرئيس الأسد طلب من الفصائل الفلسطينية القيام بتفجيرات في الأردن.

ثمّة حاجة لتحليل تلك العلاقات المتشابكة، وأكاد أزعم أنّه لم يمر يوم في تاريخها إلّا وكان ضلعان من هذا المثلث يقف ضدّ الضلع الثالث، مع مراعاة أنّ هذه المعادلة كانت دائمة التغيير. ويمكن ملاحظة أنّه ما قبل حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973 كان النظام الأردني يعيش في ما يشبه العزلة. لكن بعد حرب تشرين، ونتيجة التقارب المصري الفلسطيني، وجنوح مصر باتجاه التسوية المنفردة، ورغبتها في جذب منظمة التحرير إلى صفها، طرأ تحوّل على هذه العلاقة، وشهدت العلاقات الأردنية السورية تحسنًا لافتًا تُوّج بمباحثات الوحدة السورية الفلسطينية التي أسفرت عن تنقل مواطني البلدين بالهوية الشخصية، وشملت البحث في المناهج التعليمية، بل وفي مصير 800 ألف فلسطيني يقيمون في الأردن، بحسب السيد عبد السلام المجالي، ضمن دولة الوحدة المرتقبة.

ولعلّ الحرب الأهلية في لبنان، وتغيّر الموقف السوري من أطرافها، والرغبة في الاستفادة من علاقات النظام الأردني بالمعسكر اليميني في لبنان، شكّل عوامل إضافية لهذا التقارب. وهي الفترة ذاتها التي شهدت خلافًا سوريًا فلسطينيًا وصل إلى حدّ الاقتتال. وبطبيعة الحال، فإنّ علاقات منظمة التحرير مع النظام الأردني، ومنذ ما بعد حوادث أيلول/ سبتمبر 1970، ومشروع المملكة العربية المتحدة، وصولًا إلى قرار الرباط عام 1974، كانت متردية ويسودها الخوف من الآخر والاتهامات المتبادلة، والتنازع على من يحتل المقعد الفلسطيني في قطار التسوية.

لاحقًا تغيّرت المعادلة، وبدا أنّ ثمّة تنسيقًا فلسطينيًا أردنيًا بدأت ملامحه الأولى منذ عام 1979، لكنّه تبلور بعد اجتياح بيروت عام 1982، وكان دافعه الرئيس محاولة الطرفان تلبية الشروط الأميركية للدخول في مباحثات سلام عبر تقديم مظلة أردنية، وتأجيل البت في مصير الضفة الغربية من خلال الحديث عن اتحاد فدرالي أو كونفدرالي.

استمر ذلك العصر الذهبي في العلاقات الأردنية الفلسطينية حتى عام 1986، حين ترددت منظمة التحرير بالاعتراف بقرار مجلس الأمن 242، ووجد الملك حسين في ذلك فرصته للتنصل من الاتفاق الأردني الفلسطيني، واستبق ذلك برسالة اعتذارية للرئيس الأسد بُثّت من التلفزيون الأردني.

من الواضح أنّ المحرك في ذلك كله هو محاولة كل طرف الاستئثار بالنصيب الأكبر من عملية سلام متوهمة، إضافة إلى رغبة الرئيس حافظ الأسد للقيام بدور الأخ الأكبر في الإقليم. وتزخر اليوميات بعشرات القصص التي تؤيد هذا الاستنتاج، وتضع العلاقات الأردنية السورية الفلسطينية في مكانها الصحيح.

العلاقات الأردنية الفلسطينية من الهواجس الأمنية إلى العلاقات السياسية

لعل تطوّر علاقة عدنان أبو عودة بقيادة حركة "فتح" ومنظمة التحرير تمثّل نموذجًا لتطوّر العلاقة بين المنظمة والنظام الأردني، فمن الهواجس الأمنية ومحاولات الاغتيال المتعددة، إلى إبعاده عن الوفد الأردني، إلى مؤتمر القمة العربية في الرباط عام 1974 بذريعة تكريس جهد الطاقم الأمني المرافق لحماية الملك. ويروي أبو عودة أنّ خالد الحسن قد رفض مصافحته في أحد المؤتمرات لأنّ يداه ملوثتان بالدم الفلسطيني.

من المعلوم أيضًا أنّ عدنان قد حذّر الملك بعد معركة الكرامة من احتمال اهتزاز عرشه، وأنّ الأردن شهد مرحلة من ازدواجية السلطة، ومن المعارك الدامية بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية، انتهت بخروج المقاومة المسلحة نهائيًا من الأردن عام 1971، ممّا ولّد جوًا من العداء المستحكم في تلك المرحلة. وجاءت مقررات الرباط الخاصة بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثّلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني لتفرض مرحلة جديدة من التعاطي السياسي بين الطرفين.

من الواضح، وبحسب اليوميات، أنّ قبول النظام الأردني بهذه المسألة لم يكن أمرًا سهلًا، وأنّ الموقف في مواجهة ذلك لم يكن يسيرا، ويمكن تلخيص الاتجاهات السائدة منذ ذلك التاريخ بما يلي:

1-     نمو اتجاه إقليمي يرى في هذا القرار فرصته لاستلام الإدارات والمواقع الحكومية المختلفة.

2-     اتجاه يرى أنّ الدول العربية لن تلبث أن تتراجع عن هذا القرار وتعيد تسليم زمام الأمور إلى الملك، بعد أن تكتشف عجز منظمة التحرير، وهو ما عبّر عنه زيد الرفاعي في اجتماع مجلس الوزراء، وإن كنّا نعتقد أنّ مثل تلك التصريحات لم تكن أكثر من محاولة للتنفيس عن الإحباط السائد في حينه.

3-     اتجاه يرى أنّ التعامل مع المنظمة ينبغي أن يظل منطلقًا من المنظار الأمني فحسب، وقد ظل هذا الاتجاه سائدًا، حتى تساءل أبو عودة في حوار مع الملك عام 1979 إن لم يكن الوقت قد حان لتتجاوز العلاقة مع المنظمة المنظور الأمني إلى المنظور السياسي، فأجاب الملك بالإيجاب.

4-     اتجاه آخر يرى بأنّ قرار الرباط وانغماس المنظمة في التسوية السياسية شكّل فرصة للأردن ليبتعد عن تعقيدات القضية الفلسطينية، وأنّ واجب الأردن يجب ألّا يتعدّى واجب موريتانيا في تأييد القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. بل وفي تعليق للشريف زيد بن شاكر ثمّة تحفّظ على إعادة الدور الأردني في القضية الفلسطينية صيانة للهاشمين من الوقوع في منزلقاتها أو التفاوض مع العدو.

5-     موقف الملك حسين كان خليطًا من هذا كله، ويتأثر بطبيعة الحال بالتطورات السياسية والاتجاهات الداخلية، ويتماشى معها أحيانًا، لكنّه في حقيقة الأمر، وحتى قرار فك الارتباط القانوني والإداري، لم يكن مرتاحًا للتخلي عن نصف مملكته، وكان يسعى بجهده كله للاحتفاظ بها، أكان ذلك في معاداة منظمة التحرير والاقتتال معها أم عبر الوصول إلى اتفاق أردني فلسطيني ينظم العلاقات بين الطرفين، ويضمن مشاركة الطرفان في أي تسوية محتملة، أو من خلال الاعتراف بتمثيل جزئي للمنظمة وتأجيل مصير الضفة الغربية إلى ما بعد استرجاعها، أو الانقلاب على الاتفاق مع المنظمة والتحالف مع سورية، أو بناء شبكة واسعة من مؤيديه في داخل الأرض المحتلة، ومحاولة الاتفاق مع شمعون بيرس على إيجاد هيئات تمثيلية في الضفة الغربية. كذلك عبر الاتصالات المتكررة مع القادة الصهاينة في محاولة لتحقيق انسحاب ما يتيح عودة السيطرة الأردنية.

بإيجاز يمكن القول بأنّ السياسة الأردنية، ومن خلال اليوميات، كانت خليطًا من جميع ما سبق، لكنّ عين الملك لم تغفل قط عن مشروعه الرئيس بعودة الضفة الغربية بصيغة أو بأخرى، أكان ذلك عبر مشروع مملكة عربية متحدة أم اتفاق أردني فلسطيني ضمن صيغة فدرالية أو كونفدرالية، واستمر ذلك حتى اندلاع الانتفاضة الأولى.

خلقت الانتفاضة واقعًا جديدًا لم يكن متوقعًا ضمن المعطيات السياسية القائمة، فقد أعادت الاعتبار إلى منظمة التحرير بعد خروجها من بيروت عام 1982، وبعد انهيار الاتفاق الأردني الفلسطيني عام 1986، وهو ما حمل الملك حسين على إعلان فك الارتباط، أي إعلان التخلي عن مسؤوليته المتعلقة بالضفة الغربية بعد أعوام من قرار قمة الرباط.

لماذا فك الارتباط؟ التفسير المعلن في اليوميات هو انزعاج الملك من بيان للقيادة الموحدة للانتفاضة يتعلق بمحاربة موظفي السلطة الأردنية العاملين في الضفة الغربية، لكنّ الحقيقة تتجاوز ذلك، فهذا الإعلان كان بمنزلة اعتراف بعاملين رئيسين، وهما: اقتناع الملك باستحالة الوصول إلى اتفاق مرضي له مع الإسرائيليين بعد أعوام من محاولته ذلك، والثاني الاعتراف بالمكانة الجديدة التي اكتسبتها المنظمة من خلال الانتفاضة.

وختامًا ينبغي الإشارة إلى أنّ أبو عودة الذي كان نقطة تركيز واضحة للإعلام الفلسطيني، بوصفه رمزًا معاديًا، قد تحوّل إلى صديق وجسر للحوار مع القيادة الفلسطينية في النصف الثاني من السبعينيات، وحتى اللحظات الأخيرة للاتفاق الأردني الفلسطيني، وتحفل اليوميات بعشرات الرسائل من السيد محمود عباس له تشرح بالتفصيل أوضاع منظمة التحرير و"فتح" والوضع الداخلي في سورية. كما أنّ الكثير من مفاصل هذه اليوميات قد لا تعكس موقف عدنان أبو عودة نفسه بقدر ما هي تسجيل لوقائع وحوادث جرت وشارك فيها، بل لعلّه يقوم بصوغ خطاب للملك لا يتفق مع بعض آرائه، فهو يفصل بين موقفه كسياسي يشارك في وضع السياسات، وموقعه كموظف في الخدمة العامة يقوم بتنفيذ التوجيهات. ثمّة لحظات وافرة في اليوميات تمثّل بوحًا لا مثيل له من أحد أعمدة النظام حين يتحدث بألم عن نمو اتجاهات إقليمية، ولعل هذا البوح الذي بدأ يخرج إلى خارج إطار تدوين اليوميات، وبعد أعوام الخدمة الطويلة، هو ما قاده للمثول أمام المدعي العام بتهمة إثارة النعرات الإقليمية، ليجد نفسه كما قال في وقت مبكر، كالمنبتّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقي..

[1] أ.د علي محافظة ، كلمة مسجلة خلال حفل اشهار الكتاب. المركز الثقافي الملكي . عمان. الأردن . 10/10/2017

[2] صقر أبو فخر ، عدنان أبو عوده ويومياته المضنية.. دبس قليل وخروب كثير. العربي الجديد . 7/2/2018

[3] سيصدر قريبا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب سنوات الأزمة يوميات أكرم زعيتر ( 1967-1970) وهو من إعداد نافذ أبو حسنه ومعين الطاهر. ويتضمن تفصيلات كاملة عن تلك المرحلة.

[4] خليل الهندي. المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني. مركز الأبحاث الفلسطيني. بيروت لبنان 1971

[6] قدم لنا عدنان أبو عوده هذا المحضر بعد نشر اليوميات

[7] أنظر جاك أوكونيل، مستشار الملك، ترجمة عماد عبده، (عمّان: الدار الأهلية، 2015)، ص 125-127
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عدنان أبو عودة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عدنان ابو عوده
» مقالات عدنان الروسان
»  الشهيد الأسير خضر عدنان؟
»  عدنان مجلي هل يصبح العالم الفلسطيني رئيسا للحكومة الفلسطينية!
» عودة إلى ما قبل أوسلو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: