عدد المساهمات : 69619 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: "الطيور الغاضبة": دروس للأطفال ولا مكان للكبار الخميس 19 مايو 2016, 5:12 am
"الطيور الغاضبة": دروس للأطفال ولا مكان للكبار
لا يوجد الكثير حتى يتوقعه المشاهد من فيلم "الطيور الغاضبة" المبني على اللعبة الشهيرة في الهواتف الذكية لشركة روفيو إنترتينمنت الفنلندية المطورة للعبة الهاتف الذكي الشهيرة "الطيور الغاضبة"، فالغضب لا مكان له هنا في فيلم المخرجين كلاي كايتس وفيرجال ريلاي، وإنتاج شركة سوني بكتشرز. الشخصية الرئيسية هي "ريد" العصفور الأحمر الغاضب على الدوام بحاجبيه الكثيفين اللذين غذيا هذه الشخصية المشتعلة منذ الطفولة وجعلته بالغا لا يقدر على إدارة مشاعره العصبية، فيجد نفسه في مواجهة مع محيط العصافير والتكيف مع مزاجه الحاد. صوت شخصية ريد قام بها الممثل جيسون سوديكس إلى جانب مشاركة كل من داني ماكبرايد وجوش جاد ومايا رودولوف وبيل هادير وجيفري اريند. محبو ألعاب الفيديو والأهالي سيجدون في هذا الفيلم متعة، وربما بعض الضحكات نتيجة المواقف التي تتولد في بعض المشاهد، لكن النص ليس ذا عمق أو أي سطور حوارية مميزة. ففي الوقت الذي تصبح فيه جنة العصافير تحت تهديد هجوم الخنازير، التي تنوي خطف البيوض يختلف كل شيء، ويتحول ريد إلى بطل. ولكن ما يبقى هو تلك الإقحامات التي جعلت من الفيلم مزحة ثقيلة لا خفيفة الظل، خفف من وطأتها الألوان والرسومات والشخصيات التي أخفت ذلك الضعف في حبكته. وكونه فيلما للرسوم المتحركة فهو قائم على تدريس القيم الأساسية والأخلاقيات مثل الصدق وأهمية الصداقة والشعور بالضعف والحاجة لمواجهة التحدي والوقوف في وجه المصاعب، فضلا عن تعلم السيطرة والاهتمام بمشاعر الآخرين ومراعاته والتصرف بلطف، وهي كلها مرتبطة بشخصية ريد وما آل إليه حاله، نتيجة السخرية منه وهو طفل صغير. وعلى مدى ساعة ونصف للاستمتاع بالفيلم، فإن أفضل حل هو تجاهل بساطة النص السطحي والاندماج في التصرفات الطفولية التي تقوم بها هذه العصافير الملونة، إلى جانب الشخصية الرئيسية "ريد" التي هيمن حضورها على كل الشخصيات الثانوية في الفيلم. واستند صناع الفيلم على العنصرية والعدوانية والسلبية لصقل الشخصية الأساسية، فيما القصة نفسها تحمل رمزية حول استعمار الأرض ونفي السكان الأصليين وإن كانت في قالب كرتوني وظهور الثورة التي تمثلت في قرار ريد في الوقوف في وجه هذه الخنازير وكونه الوحيد الذي بدا قادرا على رؤية التهديد، لأنه دائم الغضب، فيما الآخرون تجاهلوا كل هذا، ما منحه دفعة قوية هو قيمة المشاعر السلبية والاجتماعية، لمكافحة كل شيء للبقاء على قيد الحياة خاصة العواطف غير الحقيقية.