منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الشفاعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  الشفاعة Empty
مُساهمةموضوع: الشفاعة     الشفاعة Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:30 am

الأسباب المانعة من الشفاعة

  الشفاعة %D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%B9%D8%A9
أملٌ أشبه بالأماني، يظنُّ فيه البعض أن باب الشفاعة الذي فتحه الله سبحانه وتعالى للمؤمنين رحمةً بهم، أنه بابٌ يدخله الجميع دون قيدٍ أو شرط، ويتصوَّر فيه فئامٌ من الناس عدم وجود إطارٍ يُحدِّد الصفاتَ والشروطَ التي يستحق بها صاحبها نيل الشفاعة، وربما جرَّ هذا القصور في التصوُّر بعض العصاة إلى الإسراف في المعاصي، والتساهل في المحرَّمات.
وهذا ليس بصحيح، فإن ثمة أمورًا تمنع صاحبها استحقاق الشفاعة يوم القيامة، وتحرمه من نيل فضلها، فلا بُدَّ إذن من تسليط الضوء على تلك الموانع حتى يبقى المرء في كمال الطهارة والسلامة منها، ويمكن حصر هذه الأسباب فيما يلي:
أولاً: التلبُّس بالشرك:
الشرك مانعٌ من حصول الشفاعة لصاحبها؛ ذلك أن مقتضى الشفاعة حصول الصفح والتجاوز عن المشفوع له، والله سبحانه وتعالى قد أخبر عن نفسه أنه لن يتجاوز أبدًا عمَّن تلبَّس بالشرك وخالط الكفر فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48]، والشرك محبطٌ للعمل مبطلٌ له، فمهما عمل صاحبه من أعمال فلن تُقبل منه، وستكون هباءً منثورًا: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
وإنما ينتفع بالشفاعات الثابتة من كان على حالٍ من التقصير والزلل والمعصية، لا سيما أهل الكبائر والموبقات، فعسى الله أن يعفو عنهم ويتجاوز عنهم بشفاعة الشافعين، أما أهل الشرك وأصحاب المعتقدات الكفريَّة فلن تنفعهم شفاعة أحدٍ مهما علت منزلته عند ربِّه، قال الله تعالى واصفًا أهل النار: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]، وقال سبحانه: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18].
ثانيًا: ظلم الإمام للعباد، والغلو في الدين:
ويدلّ على هاتين المسألتين حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي: إِمَامٌ ظَلُومٌ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ". رواه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
ويمكن تلمُّس تأثير هاتين الصفتين في الحرمان من الشفاعة بأن نقول: إن الأصل في الإمام أن يرعى حقوق رعيّته؛ لأنه المستخلف في إقامة شرع الله ومنهجه بكافّة صوره وتشريعاته، وأصل الشريعة وعمودها: إرساء قواعد العدل؛ ولذلك كان الإمام العامل بمقتضى العدل في رعيَّته أحد السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صل الله عليه وسلم- قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ". رواه البخاري.
ويُقال أيضًا: إن الظلم صفةٌ ذميمة لا يُجْتنى منها سوى الفساد والفتن، والبلايا والمحن، والشرور والسيئات، وهي ظلماتٌ يوم القيامة، وما كان هلاك الأمم والقرى إلا لأجله، فإذا كان هذا حال ظلم الأخ لأخيه، فكيف إذا كان الظلم واقعًا على أمَّةٍ بأسرها، وشعبٍ بأكمله؟ وكيف يستحقُّ التجاوز والشفاعة من كان هذا حاله مع رعيَّته؟
وتدلُّ السنة النبويَّة على أن الظلم منافٍ للأخوَّة الإسلاميَّة، كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: "كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ". رواه مسلم، والجائر من الولاة والأئمة لم يعمل بمقتضى هذه الأخوَّة، فلم يستحق الشفاعة لذلك.
ولا شك أن الغلو في الدين مذموم والتشديد فيه غير محمود، لأنَّه خروجٌ عن منهج الاعتدال الذي اتصفت به الشريعة الربَّانية، وقد نهى الله سبحانه وتعالى وحذَّر أهل الكتاب من الغلو في أي ناحية من نواحي الدين العقائدية والتشريعية فقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 171]، ونهى عنه النبي -صل الله عليه وسلم- بقوله: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ". رواه ابن ماجه.
ثالثًا: التكذيب بالشفاعة:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "مَنْ كَذَّبَ بِالشَّفَاعَةِ فَلَيْسَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ". رواه الآجري في "الشريعة"، وصحَّح إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح، ومثل هذا لا يُقال بالرأي، فالذين يُبطلون الشفاعة عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- ويُنكرون المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة وينفونها عنه، لن تنالهم شفاعته عليه الصلاة والسلام.
رابعًا: الإحداث في الدين:
دلَّت النصوص على أنها تمنع من ورود الحوض يوم القيامة، فلا تنفع معه شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: "أَلَا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة: 118]". متفق عليه.
ومن المناسب ذكر بعض الأمور المانعة للشفاعة؛ لكن ليس فيها مستندٌ معتمد من حديثٍ صحيح، وهي ما جاء حول غش العرب، وفيه حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: "مَنْ غَشَّ العَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي". فقد رواه الترمذي وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي"، وقد أنكر الحفَّاظ أحاديث هذا الراوي، كما ذكر من أعلَّ الحديث.
ويُقال في الحديث السابق: إن الغشَّ مذمومٌ شرعًا، وصاحبه مرتكبٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب، كما قال النبي صل الله عليه وسلم: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا". رواه مسلم، وهذا التحريم إنما ثبت في النصوص على وجه العموم، أما إثبات الخصوصيَّة في غشِّ العرب من ناحية الحكم، وجعلها مناطًا للحرمان من الشفاعة النبويَّة يوم القيامة، وسببًا للمنع منها، فهذا ما لا ينبغي إثباته إلا بالنص الصحيح.
المصدر: إسلام ويب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  الشفاعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشفاعة     الشفاعة Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:30 am

مشاهد من يوم الحساب

  الشفاعة 16720
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الحياة الدنيا دار اجتهاد وعمل، وجعل الآخرة دار حساب وجزاء، يُحاسب فيها الناس، فيجزي المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته، قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [إبراهيم: 51].
ففي ذلك اليوم يقف العباد بين يدي ربهم خاضعين أذلاّء، يكلمهم ربهم شفاهًا من غير ترجمان، فيسألهم عن الصغير والكبير، والنقير والقطمير، مع ما هم عليه من العنت والمشقة، ومعاينة أهوال ذلك اليوم العظيم، فيا له من موقف! ويا له من مقام تخشع فيه القلوب، وتنكس فيه الرءوس! نسأل الله الثبات حتى الممات.
ويبدأ الحساب بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الخلق يطول بهم المقام في الموقف، وينالهم منه تعب وشدة، فيذهبون إلى الأنبياء ليشفعوا لهم عند ربهم ليقضي بين العباد، ويبدأ الحساب، فيأتون آدم ونوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى وكلهم يأبى عليهم، ويذكر لنفسه ذنبًا -إلا عيسى عليه السلام- ويحيل على غيره من الأنبياء، حتى يحيل عيسى عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم، فيأتي الناس النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: «أنا لها، أنا لها»، فيشفع صل الله عليه وسلم إلى ربه ليبدأ الحساب، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إيّاه.
وتختلف محاسبة الله لعباده تبعًا لأعمالهم في الدنيا؛ فقسمٌ لا يحاسبهم الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته وإنما تُعدّ أعمالهم وتُحصى عليهم، ثم يُدْخلون النار، وهؤلاء هم الكفار، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 168، 169]. وقال أيضًا: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} [الرحمن: 41].
وقسمٌ يدخلهم الله الجنة بغير حساب، وهم المؤمنون الموحدون الذين تميزوا عن سائر الأمة بحسن التوكل على الله جلّ وعلا، قال صل الله عليه وسلم: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب. هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون» (متفق عليه). ومعنى (لا يسترقون) أي: أنه لا يطلبون الرقية من أحد، توكلاً على الله سبحانه، وإن كانوا يرقون أنفسهم أو يرقون غيرهم. ومعنى (لا يتطيرون) أي: لا يتشاءمون. ومعنى (لا يكتوون): لا يتداوون بالكيّ؛ لتوكلهم على الله.
وقسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضًا ويُقرِّرهم بها ثم يدخلهم الجنة، قال صل الله عليه وسلم: «يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه -ستره- فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، رب أعرف مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم، ثم تُطوى صحيفة حسناته» (رواه البخاري ومسلم).
وقسمٌ لم يتحدد مصيرهم بعدُ وهم أصحاب الأعراف، وهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فهؤلاء يوقفون على مرتفع بين الجنة والنار، ثم يُدخلهم الله الجنة برحمة منه سبحانه، قال تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} [الأعراف: 46].
وقسمٌ غلبت سيئاتهم حسناتهم فاستحقوا العقاب وهم عصاة المؤمنين، وهؤلاء تحت مشيئة الله سبحانه، إن شاء عفا عنهم، وإن شاء عذّبهم، ثم يخرج من عُذِّب منهم بالنار بشفاعة الشافعين أو بكرم أرحم الراحمين جلّ وعلا، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].
هذا عن حساب المكلفين من الإنس والجن، أما البهائم فإنها تُحاسب ويقتص لبعضها من بعض، كما قال صل الله عليه وسلم: «لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» (رواه مسلم). والشاة الجلحاء هي التي لا قرون لها، والقرناء هي ذات القرون.
وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله (الصلاة)، وأول ما يحاسب عليه من حقوق العباد الدماء، قال صل الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء» (رواه النسائي وصححه الألباني).
والحقوق المتعلقة بالخلق من أشدِّ ما يحاسب عليه العبد بعد الشرك بالله، وذلك أن العفو عنها مرتبط بالمظلومين أنفسهم، والناس في ذلك اليوم أحرص ما يكون على الحسنات؛ لذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالتحلل من المظالم في الدنيا قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات. ففي الحديث عنه صل الله عليه وسلم أنه قال: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم. إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» (رواه البخاري).
ومن كمال عدل الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم أنه يحاسب العبد فيقرره بذنوبه، فإن لم يقر أشهد عليه أعضاءه، فتشهد عليه بما عمل، قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24]. وتشهد عليه الملائكة الكرام الكاتبون، كما ثبت ذلك في الأحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم.
ومن كمال عدله سبحانه -أيضًا- أنه يقيم للحساب ميزانًا يزن به أعمال الخلق؛ حتى يعلم العبد نتيجة حسابه معاينة، فإنّ الله لا يظلم الناس شيئًا، قال تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 8، 9].
فإذا عَلِم المسلم ما يكون في ذلك اليوم من الحساب والعقاب، وكيفية القصاص في المظالم والسيئات، كان حريًّا به أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، كما قال عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر".
المصدر: موقع إسلام ويب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  الشفاعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشفاعة     الشفاعة Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:32 am

رحمة النبي بالمؤمنين يوم القيامة
د. راغب السرجاني


  الشفاعة Shape20508_image002

رحمة النبي بأمته تستمر إلى ما بعد مرحلة القبور!
وماذا بعد مرحلة القبور؟!
إنه يوم القيامة، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6].
إنَّ هذا اليوم العصيب هو أكثر الأوقات التي يحتاج فيها العبد إلى عون ورحمة.. 
الاستعداد ليوم القيامة
ولم يكن هذا اليوم أبدًا بعيدًا عن ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان يقول: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى"[1]، ولذلك كثيرًا ما كان يُذَكِّرُ الناس به؛ لأنه يعلم أنه حق لا ريب فيه، وأنه آتٍ لا محالة، فكان من رحمة النبي صل الله عليه وسلم بالمسلمين أنه كان حريصًا على أن يستعدُّوا لمثل هذا اليوم الصعب، فكان يُحوِّل حياتهم دائمًا إلى حياة إيجابية، تهدف إلى الإعداد لهذه اللحظات الخطيرة القادمة..
جاءه رجل فسأله عن الساعة قائلاً: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟" قَالَ: لا شَيْءَ إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ  فَقَالَ"أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"[2].
فكانت هذه أعظم رحمة منه صل الله عليه وسلم، وهي رحمة التنبيه للإعداد لهذا اليوم، قبل أن يأتي يوم يموت فيه الإنسان فتضيع عليه فرصة العمل...
الشفاعة يوم القيامة
ثم إن الرسول صل الله عليه وسلم كان مشغولاً للغاية بأمته في ذلك اليوم، حتى إنه ادَّخرَ دعوته الخاصة جدًا إلى يوم القيامة ليشفع لأمته بها!!
يقول رسول الله : "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ[3]، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا"[4].
وقد يعتقد البعض أن هذه الشفاعة، ستكون لأهل الطاعة والتقوى فقط، ولكن الأمر على خلاف ذلك! فشفاعة الرسول صل الله عليه وسلم ستكون كذلك لأهل المعاصي! بل لأهل الكبائر من الذنوب!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"[5] وليست هذه -بالطبع- دعوة لفعل الكبائر دون خشيةِ عقابٍ من الله عز وجل، فإن العبدَ قد يُعذَّبُ في النار وقتًا لا يعلمه إلا الله، ثم يخرج بشفاعة الرسول صل الله عليه وسلم، وهذا العذاب -ولو كان مؤقتًا- لا يجوز أبدًا أن يستهين به العبد، فإن غمسةً واحدةً في جهنم تُنسِي نعيم الدنيا بأكمله..
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ"[6].
والأخطر من هذا أن لا يُوَفَّقَ العبدُ المصِرُّ على الكبائر إلى الموت على الإسلام، فيخرج بذلك من أمة الرسول صل الله عليه وسلم تمامً، وبهذا لا تناله الشفاعة...
فليس المقصود من الشفاعة لأهل الكبائر هو إطلاق المجال لهم لفعل المنكرات، إنما المقصود هو إبراز مدى رحمة النبي صل الله عليه وسلم ، وحرصه عليه، حتى بلغ الحرص أهل الكبائر أنفسهم..
حديث الشفاعة
ولعل من أروع مواقف الرحمة يوم القيامة هو موقف الشفاعة لعموم الخلائق كي يُحاسَبُو، وقد صَوَّر لنا رسولُ الله صل الله عليه وسلم حالَ الناس في ذلك الموقف أبلغ تفسير فقال: "يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ َ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَ، فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورً، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي  قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذِبَاتٍ -فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ-  نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي..
اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبً، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي..
اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدً، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى"[7].
فهذه –والله- رحمة عظيمة!!
إنه يقوم بما أَبَى الأنبياء أن يقوموا به، ثم عند الطلب، لم يقل: نفسي نفسي، إنما قال: "يا رب أمتي" ويكررها ثلاثًا لإبراز مدى حرصه عليها!
إن القلم ليعجز حقيقةً عن تصوير مدى هذه الرحمة النبوية الفياضة! ثم يكون الحساب بشفاعة الرسول ، ويدخل قوم الجنة، ويدخل آخرون النار، وممن سيدخلون النار قوم من أمة رسول الله  غلبت سيئاتهم حسناتهم، فأُدْخِلُوا النار عقابًا على ذنوبهم الكثيرة.. 
فهل ينساهم رسول الله صل الله عليه وسلم؟!
إنه الآن في الجنة يُنعَّم فيه، ومعه المؤمنون الأطهار، فهل شُغِل عن جزء عاصٍ من أمته أَبَى أن يستجيب للشرع في الحياة الدني، فعُوقِبَ بالنار يوم القيامة؟!
أبدًا والله.. إنه لا ينساهم!
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِي، يُسَمَّوْنَ: الْجَهَنَّمِيُّونَ"[8].
بل إنَّ هناك تفصيلاً جميلاً في رواية الإمام أحمد قال فيه رسول الله صل الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ  مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ..
فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأُقْبِلُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا الْجَبَّارُ  مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، فَإِذَا الْجَبَّارُ  مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ..
فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمْ الْجَنَّةَ، وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ  لا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئً، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : فَبِعِزَّتِي لأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيَخْرُجُونَ، وَقَدْ امْتَحَشُو، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ "[9].
فانظر -رحمك الله- إلى هذه الدرجة الرفيعة، وإلى هذا المقام المحمود، وإلى هذا الحرص العجيب من رسولنا  على مَنْ فعل الموبقات كله، ولم يكن في صدره سوى مثقال حبة من خردل من الإيمان!!
إنَّ رحمة كهذه تشرح لنا قول ربنا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].


[1] البخاري: كتاب الرِّقاق، باب قول النبي صل الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين (6138)، ومسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قُرْب الساعة (2951) واللفظ له، والترمذي (2214)، وابن ماجة (45)، وأحمد (12267)، والدارمي (2759)، وابن حبان (6641).
[2] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب (3485)، ومسلم في البر والصلة والآداب، باب المرء مع مَنْ أَحَبَّ (2639)، والترمذي (2385)، وأحمد (12715)، وابن خزيمة (1796)، وابن حبان (563).
[3] ظاهر الحديث أنها دعوة واحدة مستجابة وهذا خلاف ما نعرفه عن دعوات الأنبياء فغالبها مستجاب؛ ولذلك أوَّلَ العلماء هذه الكلمة على معانٍ كثيرة كأن تكون هذه أهم الدعوات، أو تكون الدعوة على الأمة عامَّة بالإهلاك أو النجاة، أو الدعوة المجابة على سبيل القطع لا الرجاء، وغير ذلك، انظر: ابن حجر: فتح الباري 11/96.
[4] البخاري: كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة (5945)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب اختباء النبي صل الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته (199) واللفظ له، والترمذي (3602)، وابن ماجة (4307)، وأحمد (9500)، ومالك برواية يحيى الليثي (494)، وبرواية محمد بن الحسن الشيباني (907)، والدارمي (2467)، وابن حبان (6196).
[5] الترمذي (2435) وقال حسن صحيح، وأبو داود (4739)، ابن ماجة، وأحمد (13245)، وابن حبان (6467)، والحاكم (228) وقال: صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني في صحيح الجامع: صحيح (3714).
[6] مسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب صَبْغ أنعم أهل الدنيا في النار، وصبغ أشدهم بؤسًا في الجنة (2807)، وابن ماجة (4321)، وأحمد (13134).
[7] البخاري: كتاب التفسير، سورة بني اسرائيل (4435)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (194)، والترمذي (2434)، أحمد (12174).
[8] البخاري: كتاب التوحيد، باب ما جاء في قوله تعالى: "إن رحمت الله قريب من المحسنين" (7012)، والترمذي (2600) واللفظ له، وقال: حسن صحيح، وأحمد (12280).
[9] أحمد (12491)، والدارمي (52)، وقال الألباني: صحيح. انظر السلسلة الصحيحة (1571).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  الشفاعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشفاعة     الشفاعة Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:33 am

علاج قسوة القلب
خالد البليهد


  الشفاعة 17-6-2011-14-41-31471

إن الناظر والمتأمل في أحوالنا وفي أنفسنا وفي تعاملنا مع الله، وتعاملنا مع الآخرين يجد قصورًا بينًا وخللاً ظاهرًا، يظهر في المظاهر الآتية:
- لا نشعر بالخشوع في صلاتنا وعبادتنا.
- عدم التأثر والتباكي عند تلاوة القرآن.
- عدم التورع عن الشبهات في المعاملات.
- الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين.
- الجفاء وسوء الظن بين الإخوان.
- انتشار القطيعة بين الأسر.
مما يدل على انتشار مرض خطير وهو قسوة القلوب. وقسوة القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع، وقد ذمَّ الله هذا الداء العضال الذي ظهر في الأمم السابقة كاليهود وغيرهم، فقال سبحانه: {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]. وقال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]. قال ابن عباس: فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمل قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ما شاهدوه من الآيات والمعجزات، فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها، أو أشد قسوة من الحجارة.
والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله، وصاحبه لا يميز بين الحق والباطل، ولا ينتفع بموعظة، ولا يقبل نصيحة!!
وقد اعتنى الشارع الحكيم بهذا العضو الخطير، وسعى إلى تطهيره، وتنقيته من الشوائب، وحث العبد على إصلاحه، قال الرسول صل الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد لمضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (متفق عليه). وقال: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).
حال القلب الصالح
فالقلب إذا صلح استقام حال العبد، وصحت عبادته، وأثمر له الرحمة والإحسان إلى الخلق، وصار يعيش في سعادة وفرحة تغمره لا تقدر بثمن، وذاق طعم الأنس ومحبة الله ولذة مناجاته؛ مما يصرفه عن النظر إلى بهجة الدنيا وزخرفها والاغترار بها والركون إليها، وهذه حالة عظيمة يعجز الكلام عن وصفها، ويتفاوت الخلق في مراتبها، وكلما كان العبد أتقى لله كان أكثر سعادة، فإنّ لله تعالى جنتين من دخل جنة الدنيا دخل جنة الآخرة.
حال القلب الفاسد
إذا قسا القلب وأظلم فسد حال العبد وخلت عبادته من الخشوع، وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن، وصار بعيدًا عن الله، وأحس بالضيق والشدّة وفقر النفس ولو ملك الدنيا بأسرها، وحرم لذة العبادة ومناجاة الله، وصار عبدًا للدنيا مفتونًا بها، وطال عليه الأمد!!
أمور تقسي القلب:
- الأعراض عن الذكر: قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]. وقال الرسول صل الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالحي والميت» (رواه البخاري).
- التفريط في الفرائض: قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13].
- أكل الحرام: ذكر رسول الله صل الله عليه وسلم «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنّى يستجاب له» (رواه مسلم).
- فعل المعاصي: قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]. وورد في السنة أن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكته سوداء حتى يسودّ قلبه.
- المجاهرة بالمعاصي: قال الرسول صل الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين» (متفق عليه). فالعبد إذا جاهر بالمعصية بارز الله واستخف بعقوبته، فعاقبه الله بفساد قلبه وموته، أما المستخفي الخائف من الله فهو قريب إلى الله.
- الرضا بالجهل وترك التفقه بالدين: قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. فالجهل من أعظم أسباب القسوة وقلة الخشية من الله.
- اتباع الهوى وعدم قبول الحق والعمل به: قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]. وقال تعالى: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [التوبة: 127].
- النظر في كتب أهل البدع والتأثر بمذهبهم: فإن الاشتغال بها يصرف المسلم عن الكتب النافعة، ويحرمه من الانتفاع بها. قال الشافعي: المراء في العلم يقسّي القلوب، ويورث الضغائن.
- الكبر وسوء الخلق: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر» (متفق عليه).
- الاغترار بالدنيا والتوسع في المباحات: فالإكثار من ملذات الدنيا والركون إليها مما يقسي القلب وينسيه الآخرة، كما ذكر أهل العلم.
- كثرة الضحك والانشغال باللهو: فإن القلب إذا اشتغل بالباطل انصرف عن الحق، وأنكره، واشتبه عليه. وفي الحديث: «إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه» (رواه الترمذي).
- مخالطة الناس وفضول النظر والطعام والنكاح: فالقلب يصدأ وتذهب حلاوته ويقلّ فيه الإيمان بالإكثار من ذلك.
- وهناك مواطن يتفقد العبد فيها قلبه:
في الصلاة، وعند تلاوة القرآن، وعند التعامل بالدرهم والدينار، وعند انتهاك المحارم، وعند حاجة الفقراء والمساكين.. فإن وجد قلبه وإلاّ فليعزِّ نفسه على موته.
أمور ترقق القلب وتزكيه:
1- المداومة على الذكر: قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. وشكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه، فقال: أدنه من الذكر.
2- سؤال الله الهداية ودعاؤه: كان الرسول صل الله عليه وسلم يدعو «اللهم اهدني وسددني» (رواه مسلم).
3- المحافظة على الفرائض: قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
4- تحري الحلال في الكسب وأداء الأمانة.
5- الإكثار من النوافل والطاعات: «ما يزال عبدي يتقرب لي بالنوافل حتى أحبه» (متفق عليه).
6- الجود والإحسان إلى الخلق.
7- تذكر الموت وزيارة القبور: قال أبو الدرداء: من أكثر ذكر الموت قلّ فرحه وقل حسده. ويقول سعيد بن جبير رحمه الله: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد عليّ قلبي.
8- الحرص على العلم ومجالس الذكر: قال الحسن: مجالس الذكر محياة للعلم وتحدث للقلوب خشوعًا.
9- الإكثار من التوبة والاستغفار، وعدم الإصرار على الذنب: قال ابن القيم رحمه الله: "صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر".
10- النظر في سير العلماء وصحبة الصالحين: قال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة، غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع.
11- الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة فيما عند الله من النعيم.
12- زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم.
13- الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتفهم وتأثر: قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23].
هذا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التعاهد لقلبه يداويه ويصلحه، قالت عائشة: دعوات كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكثر أن يدعو بها: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». قالت: فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء. فقال: «إن قلب الآدمي بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه» (رواه أحمد).
وكذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم، يعتنون بقلوبهم أشد العناية، قال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام، ولكن بشيء وقر في صدره.
- وليس من قسوة القلب الاسترواح بالأهل والأولاد والأحباب والضيعات، فإن للنفس إقبالاً وإدبارًا، ولا بد لها من شيء من اللهو ما تستجم به، وتدفع به نصب العبادة. أخرج الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة، فإذا خرجنا من عندك فآنسنا أهلنا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلك، لزارتكم الملائكة في بيوتكم».
المصدر: موقع صيد الفوائد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الشفاعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشفاعة في الآخرة
» الشفاعة في الاخرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة-
انتقل الى: