قصة في حياة مسلم .. الرضاء بقضاء الله
أحوال البلاد نتكلم اليوم عن القناعة والرضا بما قسمه الله لنا في الدنيا، فكثيرا ما نجد هناك نفوس ضعيفة لا ترضى بقضاء الله، ففي حديث قدسي قال الله تعالي:” يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محموداً، وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً.
في هذا القصة نعرض لكم أهميه الرضاء بقضاء الله
كان هناك ملك عنده وزير، وهذا الوزير كان يتوكل على الله في جميع أموره، فذات يوم انقطع للملك أحد أصابع يده وخرج دم، وعندما رآه الوزير قال “خير خير” إن شاء الله، وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من أصبعي؟!
وبعدها أمر الملك بسجن الوزير، وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته “خير إن شاء الله” وذهب السجن، في العادة: الملك في كل يوم جمعة يذهب إلى النزهة، وفي آخر نزهة حط رحله قريبة من غابة كبيرة.
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون لهم صنم، وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم، وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم، وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه.
حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع أصبعه “خير خير إن شاء الله”، بعد ذلك رجع الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي حدثت له في الغابة، وقال له فعلا كان قطع الأصبع فيها خيرا لي، ولكن أسألك سؤال: وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول “خير خير إن شاء الله”.. وأين الخير وأنت ذاهب السجن؟!
قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة وبالتالي قبضوا علي عَبَدَة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب، ولذلك دخولي السجن كان خيرا لي .
فدائما أيها المسلم صبر نفسك بأيه قرآنيه “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. وعسى تحبوا شيئا وهو شر لكم”، فيجب أن ترضى بقضاء الله وقدره، وأن تسعى دائمًا إلى تخفيف المصيبة ومعالجة آثارها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بكل الطرق المباحة والمشروعة.