منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها Empty
مُساهمةموضوع: داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها   داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها Emptyالخميس 03 نوفمبر 2016, 12:52 am

داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها
داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها X27067.jpg.pagespeed.ic.iK86Ai95bT
متحدية السرطان.. فريال سليمان
-A
A
+A
 انسخ الرابط
أبواب - تالا أيوب
قبل 8 أعوام .. اصطحبت الباحثة الاجتماعية « فريال سليمان« 4 نساء الى المستشفى لإجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي استجابة لحملة التوعية المجانية التي أُطلقت آنذاك، نظراً لطبيعة عملها المتعلق بالتعامل مع النساء من خلال الجمعيات الخيرية، فقد كانت ممن يحاضرن لزيادة الوعي حيال الكثير من الأمور بما فيها «السرطان» .

عندما وصلت المستشفى.. اقترح عليها الطبيب آنذاك بأن تجري الفحص هي أيضاً.. فأجابته بأنها لا تشكو من أي أعراض ولا تحس بوجود أي كتلة ولا بأي ألم.. لكنه أصر.. فعملت بنصيحته دون قناعة منها.

بعد فحص جميع النساء، بمن فيهن فريال، جاءت النتائج.. ارتبك الطبيب.. فاستغربن.. تنهد ثم قال: «جميع السيدات سليمات سواك يا فريال.. أنت الوحيدة المصابة بورم حجمه أقل من نصف سم».

نزل الخبر على رأسها كالصاعقة فلم تحرك ساكناً، بقيت واقفة بلا مشاعر من هول الصدمة فهي لا تريد تصديق هذا الكلام، وبعدها سألته بأنه لا بد من حدوث خطأ ما، فربما تكون هذه النتيجة لغيرها، فأكد لها صحة الفحص.

توجهت الى منزلها وأسرت نفسها في غرفتها فاقدة الصواب شاردة الذهن، دفنت وجهها بين يديها وامتلأ صدرها بالهلع، صدر عنها أنين ثم بدأت تبكي لتفرغ كل ما شكلته الصدمة داخل كيانه، لكن دون جدوى.. ما زالت لدغات الخبر توجعها.

قررت ألا تخبر أيا من أبنائها الأربعة الذين لم يلتئم بعد جرحهم الذي سببه وفاة أبيهم قبل بضعة أشهر، ولكنها أسرّت لأخيها الأكبر، الذي بدوره اصطحبها الى مستشفى آخر للتأكد من صحة النتيجة، فكانت نفسها.

حقيقة إصابتها بسرطان الثدي جعلتها ضعيفة ومتعبة ميالة الى العيش مع نوبات الكآبة، لكنها استفاقت من حالتها هذه على أصوات أبنائها الذين يحتاجون اليها، فلا أب لديهم، وهي الآن أمهم وأبوهم معاً، لا بد أن تكون قوية من أجلهم، نعم بالتأكيد «انها الحياة».

بعد شهرين.. بدأت بتلقي العلاج.. اضطرت عندها لإعلام أبنائها حتى لا يفاجأوا بالتغيرات التي ستحدث لها من تساقط شعر والتعب والإعياء، لكنهم تفهموا الأمر وساندوها، فأحست بخطئها عندما أدركت بأنه لا يوجد أجمل من محبة العائلة والوقوف بجانبها، فهم شكلوا مصدراً قوياً لمواجهة السرطان.

ومرحلة العلاج تمثلت باعطائها جرعات كيماوية واستئصال الجزء المصاب فقط وتمثلها للعلاج الهرموني والأشعة، لتشفي تماماً من المرض وتعود الى حياتها الطبيعية.

يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً الذي بلغ اجمالي الحالات المسجلة بـ (1067) حالة بما نسبته 19,7% من إجمالي حالات السرطان للجنسين، وحوالي 36.5% للاناث، وبلوغ متوسط عمر الاصابة لسرطان الثدي بين الاردنيات 51 سنة وهو اقل بكثير من اعمار النساء في البلدان الاوروبية والامريكية بنحو عشر سنوات.

وعلى رغم هذه الأرقام المخيفة، إلا أن ارقاماً زادت من أملها بالشفاء، التي تشير إليها نتائج الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تصدرها الجهات المعنية.

اذ تخبر النتائج أن نسبة الشفاء في حال الكشف المبكر تزيد عن 90%، بالاضافة الى عدم انتشار الورم السرطاني خارج الثدي، وفترة العلاج أقصر وتحتاج الى جلسات أقل، وتكاليف علاج أقل من تلك الحالات التي تكتشف متأخراً.

داومت فريال على إجراء الفحوصات الدورية لتكتشف بأنه عاد إليها من جديد بعد عامين واستقر في المنطقة المتبقية من الثدي..

لكنها هذه المرة فتحت له ذراعيها، فهي لم تعد تأبه، إذ صار لديها خبرة في كيفية التعامل معه ومع أعراضه المتعبة نوعاً ما. وتعرف الأمور التي تزيد من مناعتها، فعندما تتعب تنام وتريح جسدها، وعندما تكون نشيطة تشغل نفسها بالأعمال الخيرية والعلاقات الاجتماعية.

وكانت تغضب كثيراً عندما كانت ترى دموع الحزن والألم على وجوه المقربين منها، وهي من كانت تقويهم وتمسح دموعهم.. فالايمان النابع من جوفها هو سبب تعزيتها.

دراسات عدة تؤكد احتمالية عودة المرض مرة أخرى، ما يستوجب مداومة عمل الفحوصات الدورية والمتابعة الطبية.

وحسب قولها: «ساهم التفكير الايجابي في مرحلة شفائي للمرة الثانية بالقضاء على فكرة الموت».

وكان أهم أداة في هذا التفكير هو «العمل الانساني الذي يمد النفس بسعادة وراحة لا توصف، حاصرت به آثار المرض ذاته.. وبخاصة لحظة وضعت سيليكون مكان الثدي المستأصل.. أقنعت نفسي بأني لم أخسر شيئاً بل كنت أرى بأني خرجت من العملية أكثر جمالاً، معتزة بنفسي كثيراً كالمشاهير وصغيرات العمر اللواتي يجرين هذه العمليات دون مرض».

تابعت القول: «السعادة التي مصدرها مسح دمعة فقير تزيد من مناعتي، وجبر خاطر مكسور يمنحني الفرح، الذي بالنهاية يغذي داخلي الايمان برحمة الله».

يؤكد قولها هذا، أخصائي الأمراض الباطنية والرعاية التلطيفية وعلاج الألم الدكتور محمد بشناق.. اذ يقول: «واحدة من الوسائل الأساسية والمهمة للتعامل مع مريض السرطان هي دعوته الى العمل التطوعي، الذي يساعد في الانتقال من حالة العجز والاحباط واليأس الى الشعور بالمسؤولية وحب العطاء«.

وبرأيه، فالعمل التطوعي «يرفع من نسبة هرموني السيروتونين والأدرينالين اللذين لهما أثر ايجابي قوي في تعزيز الشعور بالسعادة والسكينة والأمل، كما يزيد من فرص الشفاء، كما يشعره التطوعي انه ما زال انساناً قوياً له قيمته بالمجتمع».

وينوه «بشناق» بالقول: «عندما تتعرض المريضة لعملية استئصال الثدي تعاني جداً، وتشعر بالضعف نظراً لاحساسها بأنها غير جميلة، فهذا الاستئصال جرح أنوثتها، وعندما تضع ثدي من السيلكون فنظرتها اليه وقناعتها به هي التي تؤثر على نفسيتها، فالموضوع ليس قطعة تم زرعها فحسب وانما تكمن بنظرة المريضة لنفسها ومدى تقبلها لهذا الموضوع».

قامت «فريال» بأعمال خير بجانب وظيفتها كزيارة المسنات لترسم الابتسامة على وجوههن من خلال عمل مبادرات، فشكلت فرقاً لتنفيذها ويوزعون ملابس على الأسر المحتاجة.

ونفذت أيضاً مبادرة لترى تعابير الفرح على محيا المسنات من خلال تجميلهن وصبغ وتسريح شعر المتعالجات بالكيماوي لتعوضهن بما نقص أثناء فترة العلاج حينما سقط شعرها.

ويشدد «بشناق» على عدم معاملة مريض السرطان بوصفه ضعيفا يحتاج الحنان والمحبة فقط.. وانما بأن نشعره بالمسؤولية وقدرته على العمل والبناء، مستشهداً بحديث الرسول (داووا مرضاكم بالصدقة).

والمقصود بالصدقة هنا «ليس مجرد المال فقط، إنما يتعدى ذلك الى الاحساس بأنك صاحب مسؤولية لك وجودك ومساهمتك في المجتمع، ما يعزز الشعور بالسلام الداخلي ويزيد نسبة الشفاء».

ويشدد أيضاً على أهمية تعزيز الجانب الروحي للمريض، الذي كرمه الله وخلقه من جسم وعقل وروح ليصل الى درجة الشعور بالسلام الداخلي والانسجام مع النفس والتحلي بروح المبادرة والأمل والتفاؤل.

ويحض بشناق على مساعدتهم لمعرفة قيمهم الذاتية والعمل على تحقيقها ومنها الجمال والاهتمام بالمظهر الخارجي، والتميز في العمل، ومساعدة الآخرين.. «وتختلف القيم من مريضة لأخرى وفق اهتماماتها«.

المرض لم يعطل فريال عن مسيرتها، وعندما شفي جسدها واشتد عودها، أكملت ما عزمت عليه بجانب وظيفتها، أسست (جدار الخير) في مادبا، وهو جدار وضعت عليه مسامير علقت عليها الملابس التي لا تحتاجها عائلتها وبعض الجيران، ليأتي أصحاب الحاجة ويأخذوا من الملابس ما يريدون.

توسعت الدائرة وذاع صيت جدار الخير وأصبح عدد كبير من عائلات مادبا يساعدونها وأصبح متنفساً لأهل مادبا «الى أن علمت به سمو الأميرة بسمة ودعمتها معنوياً وزودتها بملابس للجدار وافتتحته أواخر آذار وأصبح مقصداً وقت الأعياد فتأتي النسوة تأخذ لها ولأفراد أسرها ما يحلو لها بكل كرامة ودون أن يمددن أيديهن للناس.

فريال الآن والدة 4 مهندسين.. استطاعت أن تحافظ على مظهرها الخارجي.. تنظر الى نفسها في المرآة بإعجاب.. قوية مثابرة متميزة كما تعودت.. فهي ناشطة اجتماعية فعالة في المجتمع.. نالت أكثر من تكريم على أعمالها التطوعية.. انه بالفعل لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة :: الحياة الزوجية :: للسيدات فقط-
انتقل الى: