الازياء الشعبية
كل شعب من شعوب العالم له تأريخ وتراث يختلف عن غيره وذلك باختلاف ظروف المعيشة والبيئة التي تكيف معها ومن ضمن هـذا التراث الازياء التي يرتديها وهـي التي تعبر عن هـويته وتعتبر جزءا مهما من تراثه وكل بلد له أسلوبه الخاص في اختيار الزي الذي يلائمه والمعروف ان الازياء الشعبية والفلكلورية ظهرت منذ آلاف السنين قبل الميلاد ويقال ان اقدم النقوش والزخارف على الملابس الجلدية وجدت في كهوف صحراء النقب وحسب ما ورد في الكتابات ان فن التطريز والنقوش والزخارف تعود للكنعانيين الذين اشتقوهـا من الطبيعة.
حديثنا اليوم عن الازياء الشعبية العراقية والشائع ان الازياء الفولكلورية العراقية تختلف بأختلاف المناطق والدين والعرق .
نبدأ من كوردستان العراق حيث يعتبر الزي الكردي سمه خاصة بالشعب الكردي من ناحية تعدد الأشكال والألوان والاكسسوارات المكملة له .
الزي الفولكلوري والشعبي النسوي .. ملابس المرأة الكردية لها طابع خاص من الألوان تضاهـي ألوان الزهـور في جبال وسهول كوردستان الجميلة في الربيع، والزي الكردي النسوي يتألف من مجموعة قطع :-
١-الفستان : وهـو فستان طويل ذو كمين طويلين يرتبطان بذيلين مخروطيين يسميان ( فقيانه ) وهـذا الفستان شفاف تزينه خيوط حريرية ناعمة وزاهـية الألوان ومطرزة بأنواع الخرز والپلك والمنمنمات البراقة .
٢- يلگ او سترة قصيرة لا يتراوح طولها ٢٥ سم وبدون أكمام وتكون عادة من نوع خاص من الأقمشة السميكة ومغطاة بشكل كامل بخيوط براقة لكي تضيف مزيدا من اللمعان الى الزي بأكمله وفي الشتاء يستبدل بقفطان طويل مبطن وذو أكمام طويلة .
٣- سروال طويل او كما يسمى( شروال) يصل كاحل القدم وقد كان فضفاضا وعريضا ولكنه في السنوات القليلة الماضية اصبح ضيقا يلتصق بالجسد لإظهار القوام.
٤- غطاء الرأس ويتألف عادة من قطعتين واحدة تغطي الرأس وتكون اما من قماش خاص يسمى ( هـه ورى ) او على شكل طربوش مزين بأكسسوارات ذهـبية او فضية ويربط بسلسلة ذهـبية او فضية ويلف حول الرقبة ، القطعة الثانية من غطاء الرأس تتألف من قطعة قماش مربعة الشكل توضع حول الرقبة وتتدلى الى الإمام وتربط بخيوط البريسم اللماعة او بدبوس من الذهـب او الفضة وهـذه القطعة تصل الى اسفل الخصر.
صحفي أمريكي مع أصحاب أحدى محلات بيع الأكسسوارات في مدينة السليمانية
عادة يصاحب الزي الكردي النسوي اكسسوارات .. والمرأة معروفة بولعها وعشقها للذهـب لذا فإنها تتفنن في إيجاد الاكسسوارات اللازمة لهذا الزي من الأحزمة والقلائد والأقراط وسلاسل المعصم والخواتم ولها اسماءهـا الخاصة مثل ( الكمر والگردان والحجل والعاشق بند والبتوت والسلاح لغ والشباحية والدگمه ودولاب والعصافير الطايرة ... الي تخلي عقل الرجال وفلوسه
تطير ) .
اما الزي الكردي الرجالي فيتألف من:
١- قميص ابيض ناعم ذو أكمام طويلة وعريضة من الوسط لكي تطوى على كم السترة من الخارج
٢- سروال ( شروال ) فضفاض
٣- سترة تتقاطع من الامام فوق البطن ومطوية فوق الشروال.
احدى محلات بيع الألبسة الرجالية الجاهزة
٤- حزام الخصر الذي يتألف من قطعة قماش طوله من٤ الى ٥ أمتار ويسمى ( پشتين ) ويلف بشكل متقاطع حول الخصر والبطن ،لربما يتساءل القارئ
لماذا هـذا الحزام الطويل .. ذكر ان لهذا الحزام فوائد واستعمالات عديدة نذكر منها انه يشد عضلات البطن والظهر عند القيام بأعمال صعبة وشاقة وخاصة عند تسلق الجبال العالية وكذلك يحمي البطن والظهر من البرد وفي حالات الحروب والحوادث يتحول الى نقالة وكذلك يستفاد منه في حالات نقل الأمتعة والفائدة الاهـم تكمن في حمل الخنجر والمسدس والعتاد إضافة الى جماليته في إكمال الزي الكردي .
٥- غطاء الرأس ويتألف من الطاقية ( الكلاو ) ويصنع عادة من الصوف الناعم او القطن ويطرز بأشكال هـندسية جميلة وألوان مختلفة ويلف حول الطاقية الميزر وهـي قطعة قماش مربعة الشكل تسمى( جامانه )او
( مشكى ) او (چفته ) ولها ألوان خاصة منها الأبيض والأحمر او الأبيض والأسود او الأسود فقط وكل منطقة من مناطق كردستان تلف هـذه القطعة بشكل مختلف عن الآخر والأكراد عموما يعرفون ان هـذا الشخص من المنطقة الفلانية من شدة الراس .
٦- الحذاء التقليدي ( الكلاش ) وهـو صناعة يدوية بحته ويصنع من خيوط حريرية وقطنية ناعمة .
أعزائي وعزيزاتي : أرجو ان مقالتي هـذه قد راقت لكم وسنتابع معا في الحلقات القادمة الازياء الفولكلورية والشعبية لمناطق وسط وجنوب العراق العظيم .
المصدر: دار الأزاء العراقية
ان اهـم ما يميز الازياء الفلكلورية العراقية هـو التنوع حسب المنطقة والقومية والدين ، في الحلقة الأولى تحدثنا عن الازياء الفولكلورية في كوردستان العراق ،واليوم سنتحدث عن أزياء المنطقة اخرى وتشمل بغداد وديالى والنجف وكربلاء والسماوه و واسط ومنطقة الموصل في الشمال الغربي من العراق ، والحقيقة ان الازياء النسائية لا تختلف كثيرا في هـذه المناطق إلا في بعض اللمسات وخاصة في بغداد التي تأثرت بمجموعة من الثقافات ومنها الثقافة العثمانية ،
والنسوة العراقيات اشتهرن بارتداء الملابس الزاهـية الألوان التي تبرز انوثتهن داخل البيوت كالقفطان او الثوب الطويل ذو الأكمام الطويلة والمزرر من الإمام والمطرز من الحافات والإكمام واهـم ما كان يميز المظهر الخارجي للمرأة العباءة السوداء وقد كان يتم اختيار العباءة من أجود الخامات المستوردة وكانت قديما تسمى ( الجزية ) او ( المبرد ) وتصاحب العباءة غطاء الوجه ( الپوشي ) .
الزي الفلكلوري النسائي يتكون من قفطان او ثوب طويل له أكمام طويلة وعلى العموم يكون ذو لون واحد ويطرز بخيوط ذهـبية او فضية او ملونة ويربط بحزام عند الخصر من نفس لون الثوب ،اما الفساتين الفضفاضة والزاهـية الألوان فكانت من نصيب الفتيات الشابات والغامقة والداكنة لكبيرات السن اما اجمل الموديلات كانت تسمى( الجطالة) وهـو ثوب له أكمام يبدأ من الكتف ويصل الى الأرض بزخرفة وخياطة جميلة جداً ، والشابات القرويات كانت ازياءهـن ذات ألوان صارخة كالأحمر والأصفر والأخضر والأزرق السمائي والبنفسجي ونوعية هـذه الأقمشة صنع محلي ورخيص السعر ويسمى(الچويت )
الزي الهاشمي // أبرز زي نسائي في مناطق الجنوب وهـو عبارة عن ثوب من قماش رقيق جدا وواسع الأكمام والأطراف ترتديه النساء فوق الزبون الذي عادة ما يكون لونه اسود كي تبرز جمالية أشكال التطريز ويكون هـذا الزي عادة من الحرير الطبيعي او الصناعي كالشيفون والجورجيت الخفيف ، وكانت تصاحب هـذه الازياء أغطية الرأس ولها أسماء عديدة مثل الصمادة والملفع والعصابة والمكرونه والچرغد والشكفة والبوينبوغ والكيش واليازمة والايشار وعندما كن يخرجن للزيارة او التسوق يلبسن ( الايزاغ ) وهـو قماش سميك مخطط باللون الأحمر ويغطي الجسم من الرأس الى الورك او يلبسن العباءة السوداء ويغطين الوجه بالپوشية .
رداء الإزار كان يصنع من الحرير باختلاف ألوانه وكانت النساء ترتديه بدل العباءة ومناطق محلة باب الشيخ والكاظمية والحلة والنجف كانت تشتهر بصناعته وحياكته .
الحلي والمصوغات الذهـبية والفضية // كانت ولا تزال من أبرز الكماليات لا بل الضروريات المصاحبة للملابس وكانت شبه موحدة عدا بعض الاختلافات البسيطة حسب المناطق منها ( حجول الذهـب والفضة ) والخزامة ( عران ) وهـي حلقة صغيرة من الذهـب او الفضة توضع على جانب الانف بعد خرمه ، البلابل وهـي مجموعة قطع صغيرة من الذهـب او الفضة تعلق بالعباءة من الامام عند منطقة الصدر والشابات كن يزيين ضفائرهـن بها ، الگردان الاوروپي ، الأقراط ( التراچي ) وكانت تتدلى من الأذن وتصل الى منتصف الرقبة ، الملاوي ذي الرؤوس على شكل أفعى ، الپاونات ، المعاضد (البتوت ) أي الأساور،أحزمة الليرات الرشادية ، الخواتم بكافة أشكالها ، والثريات كن يشترين الحلي الذهـبية اما ذوات الدخل المحدود والمتوسط كن يشترين الحلي الفضية .
المتحف البغدادي
اما بالنسبة للأزياء الفولكلورية الرجالية فلم تتبدل كثيرا على مر العصورعدى بغداد العاصمة وتتألف من الصاية البغدادية التي تشبه الدشداشة ولكنها مفتوحة من الامام وعلى طولها وتلف على البطن وتثبت بحزام من نفس قماش الصاية ومن مستلزمات هـذا الزي غطاء للرأس ويتألف من قطعتين (( العرقچين والچراوية )...
وكان البعض من الشباب يضع الچراوية على الكتف ويسمون ( الشقاوات ) .
اما الزي الريفي يتألف من الدشداشة العربية والسترة والعباءة ،، والعباءة تطريز حافاتها من خلف العنق وحتى نهاية الصدر بخيوط ذهـبية او فضية وتعلق في نهاية التطريز البلابل وتكون من نفس لون خيوط التطريز والعباءة لها تسميات عديدة منها ( ياخة ياخة ) و( البتة ) واقمشتها تسمى السركوبي والكجرات ، وزي (الزبون)الشائع عند اهـل العشائر العراقية يتألف من قماش رقيق لماع من الصوف الأبيض الناعم ويطرز عند الأكمام والصدر والتطريز يكون على شكل وحدات هـندسية مربعة ، والسعدونية زي رجالي شائع في المناطق الجنوبية وهـو عبارة عن عباءة مزينة بخطوط من الصوف ويصاحب هـذا الزي الفولكلوري أغطية الرأس كالكوفية والعقال ويتكون من القطن الخفيف ومنقوش على شكل مربعات صغيرة باللونين الأسود والأبيض او الأحمر والأبيض او الأبيض فقط ،..
اما اهـل الموصل فكانوا يضعون العمامة والعقال او السدارة الفيصلية او اليشماغ والغترة وأغطية الرأس لها تسميات عديدة منها ( كبع الطفل )، الكليتة ، الطاقية ، العرقچين ، الچيتاية ، الغترة ، اليشماغ ، الچراوية ، الكشيدة ، العگال والطربوش ولكل واحدة من هـذه الأغطية قماشه الخاص وطريقة صنعه وطريقة ارتدائه ، والمعروف ان غطاء الرأس عند الرجال له اهـمية كبيرة ترتبط بالشرف والكرامة وعزة النفس مثلا إذا تقاتل رجلان وأوقع احدهـما غطاء رأس الآخر فيقول ( هـذا فرعني أي كشف رأسي ) فينتزع خنجره من حزامه ويضرب الرجل الذي أوقع غطاء رأسه .
وقد كان اغلب رجالات الموصل يرتدون الزبون والدمير ، والدمير عبارة عن سترة لها تفصيل وشكل خاص وله كم طويل .
وعادة يكون الزبون من نفس لون الدمير اما القميص فيكون لونه مقارب او معاكس للون الزبون ويلبس فوقه عباءة الچوخ وهـو نوع من القماش الكشميري ( الهندي ) وغالي الثمن ويرتديه الأغنياء فقط ، كما ان هـناك نوع من غطاء الرأس ( العقال ) الذي يكون مضلع من أربعة أضلاع او أكثر وخيوطه من الحرير ويسمى ( المضبب ) وهـذا النوع منتشر في المملكة العربية السعودية .
وقد كان الأغنياء يعتمرون الطربوش للدلالة على الثراء.
وفي العاصمة بغداد كانت الطبقة المثقفة والمتعلمة من الرجال يلبسون البدلة الافرنجية ( السترة والبنطلون ) ويعتمرون السدارة الفيصلية او الطربوش او الفينة وكانوا يصرفون الأموال الطائلة على تلك الازياء لكي يظهروا بمظهر لائق أمام المجتمع .
بالنسبة للأحذية كان اهـل بغداد وبابل وكربلاء و واسط يفضلون ( الگيوة ) وهـو مصنوع من القطن او الحرير حاله حال( الكلاش ) الذي يصنعه الكرد في كوردستان العراق ، اما اهـل الجنوب فكانوا يفضلون ( الصندل ) .