كبار بالسن يجددون شبابهم بارتباطهم بعشرينيات!
“كلمات عذبة.. معاملة راقية.. باقات ورد وهدايا لا تتوقف” وغيرها العديد من الوسائل التي اتخذها الستيني أبو صلاح لتقبل به العشرينية نهى زوجا لها، حيث وجدت به الرجل الذي سيوفر لها حياة آمنة سعيدة.
تقول نهى وبعد مضي ثلاث سنوات من زواجها أن عائلتها عارضت بداية زواجها، خصوصا انه متزوج ولديه أبناء في الجامعة والفارق العمري الكبير بينهما، لكنه أكد لها ولهم بأنه على خلاف مع زوجته وينوي تطليقها وبالفعل وقع ذلك قبل الزفاف.
شعرت بداية الزواج بسعادة كبيرة، لكن الأمر لم يدم طويلا، فبعد مرور عام، حيث أخبرها انه يود إرجاع طليقته، ونشبت خلافات عدة، انتهت بإرجاعها، لانها أم لطفلين ولا يمكنها تربيتهما بمفردها. تعترف نهى أن اختيارها لم يكن صائبا، ودفعت الثمن غاليا، وعلمت بعد فوات الأوان أنها كنت وسيلة لإستعادة زوجها لشبابه فقط.
يرواد حلم الارتباط بفتاة صغيرة بعض الرجال المتزوجين، منهم من يرى أن زواجه بعشرينية قد يعيد له عداد العمر، ويبدأ البحث عن هذه الفتاة متناسيا زوجته وأولاده وعمره وفارق السن.
العشرينية ولاء تم تزويجها من رجل يكبرها بخمسة وثلاثين عاما، وفقا لرغبة والديها واصرارهما، خصوصا أن الزوج ميسور الحال وستحظى بحياة كريمة في بيته، كما أن زوجته السابقة وافتها المنية قبل عدة سنوات.
ولاء كانت متزوجة (قبل ست سنوات) لديها طفل، تقول: “يشعر ولدي بأن والده جده، كما أنه لا يفضل مرافقته في أغلب الأوقات، يقضي معظم الأوقات مع أولاده من زوجته الأولى.. وادركنا أن اختلافا كبيرا في طريقة تفكيرنا”..
وصلت ولاء لقناعة أن أساس الزواج التكافؤ، وهو الذي لم يتوفر في زواجها، فهو لديه اهتمامات ولا يفكر أو يتقبل اقتراحاتها أو مشورتها في أمر ما، أحيانا يردد على مسامعها عند الشكوى والتذمر أنت من قبلت بهذا الزواج ماذا تريدين الآن؟؟”.
وينتقد الستيني أبو منذر صديقه من أبناء جيله بإقباله على الزواج من فتاة عشرينية بقوله: “نصحت والآخرين صديقي قبل زفافه بالتفكير جليا بهذا الأمر، ولكنه لم يستجب، وبالفعل وبعد مرور عدة أعوام فشل هذا الزواج وأدى للطلاق بسبب عدم قدرة الزوج على الإنجاب”.
وتعلق الثلاثينية سهيلة بقولها: “تقدم لي رجل في نهاية الخمسين قبل عامين، ورفضت الأمر تماما، وطلبت منه أن يتوجه لمن قريبة منه بالعمر، لانها تنوي الارتباط بشاب يقاربها بالعمر يعيشان معا حياة جميلة بافكار واهتمامات مشتركة”. تضيف، “للأسف، لن يتغير هذا الواقع المؤلم إن لم تتغير النظرة الضيقة المغلوطة الظالمة وغير الإنسانية للمرأة عموما ولمفهوم الزواج والارتباط والشراكة خصوصاً”.
ويرى اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة أن المتزوجين الكبار بالسن الذين يجددون شبابهم بالإرتباط بعشرينية يعود لحالة اجتماعية نفسية عديدة، فيبحث الرجل عن الأنثى التي تناسبه، ويتم ذلك بموافقة أسرتها خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وهذا وفر جوا مناسبا للرجال بالزواج بمن هم اصغر منهم.
يقول مطارنة إن هذا الزواج “استغلال للفتاة”، فالطرف الأول يمتلك المال والإمكانيات ويتم قبول الطرف الثاني (الفتاة)، مع غياب التقارب الفكري أو الثقافي، لذا هي حالة من الاستملاك، ولا بد من العلم بأن هذه الفتاة يتم سلب إنسانيتها عند تزويجها بشخص الفارق بينهما 30 أو 40 عاما”.
ويلفت الاستشاري الاجتماعي مفيد سرحان إلى أن الزواج له أهداف منها تحقيق الاستقرار والسكينة والطمأنينة، وحتى يتحقق ذلك لا بد من وجود عدة أمور منها: تكافؤ وحد أدنى من التوافق والإنسجام والتقارب البيئي والثقافي وأن لا يكون فارق العمر كبيرا حيث يمكن معه تحقيق الأمور السابقة. وهذا يتوقف على وعي كلا الطرفين ووعي الأهل أيضا والظروف المناسبة لتحقيق هذا الوعي واتخاذ القرار المناسب خصوصا من الفتاة وأهلها وضرورة أن يراعي الرجل مصلحة الطرف الآخر والقدرة على تحقيق احتياجاته ورغباته النفسية والاجتماعية والحاجات الخاصة، وأن لا يكون قرار الفتاة نابعا عن ضغوطات أسرية أو اجتماعية.
الاستشاري الأسري د. أحمد سريوي يقول: “للأسف هي ظاهرة مجتمعية موجودة منذ القدم، وكثير من الناس يقدمون على تزويج بناتهم في ريعان الشباب من رجال في الخمسين والستين بحثا عن المال كأول سبب، ولكي يزيحوا عن أنفسهم همّا ثقيلا”.
ويضيف أن النظرة المجتمعية نظرة مادية في الأساس تتبعها في المركز الثاني مسألة الخوف من العنوسة لدى الفتيات بعد عمر الثلاثين، ومنهن من يقبلن بهذا الحال خوفا من العنوسة ولرغبتهن العارمة في الأمومة، ويحصل نتيجة ذلك الزواج غير متكافئ الأطراف، ويتلاشى الاستقرار الأسري الحقيقي بعد ذلك شيئا فشيئا.
ويوضح سريوي أن الطرفين يمتهنان الكذب بهذه الحالة حتى تستمر الحياة.. يكذب الزوج على زوجته الصغيرة بأنه يحبها وإنما هو تزوجها ليشبع رغباته، أما هي فتكذب أيضاً انها تحبه فهي ما تزوجته إلا لهدف مالي أو خوف من عنوسة أو لتحقيق الأمومة.. الخ وفي حالات قليلة جداً يحدث الانسجام والحب الحقيقي بينهما فتكون بتكوينها الفطري تبحث عن الأب في مفهوم الزواج لديها وهو يبحث عن الصديقة في مفهوم الزواج لديه فتكتمل أركان الدائرة ويبدأ الحب والوئام وهي حالات قليلة ولا ينظر فيها بظاهرةٍ كهذه.