منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مساعي "التطبيع" قبل السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مساعي "التطبيع" قبل السلام Empty
مُساهمةموضوع: مساعي "التطبيع" قبل السلام   مساعي "التطبيع" قبل السلام Emptyالثلاثاء 04 أبريل 2017, 7:46 pm

مساعي "التطبيع" قبل السلام

د. نادية سعد الدين
ينشط راهناً حراك أمريكي – إسرائيلي يحمل محذور «التطبيع» قبل حل «قضايا المرحلة النهائية»، للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، المفترضة، بالضغط على الدول العربية الإسلامية لتعزيز آمال الثقة في المنطقة، والتقدم بمبادرات ملموسة تجاه إنهاء عزلة الكيان الإسرائيلي وإقامة علاقات طبيعية معه، تمهيدا «معكوسا» لإحلال السلام.
وتمتد مفاصل هذا الجهد «التسووي» عبر تقديم «صكوك» حسن النوايا، بقيام دول المنطقة بمعاملة الاحتلال الإسرائيلي بشكل طبيعي، وإنهاء المقاطعة، من دون استبعاد الخروج بصيغة (ما) يتصدر التطبيع فيها حل قضايا الوضع النهائي، (اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه)، بما يشكل محذورا خطيرا يحقق الأهداف الإسرائيلية في المنطقة، ويجب الحقوق الفلسطينية العربية المشروعة، ويقلب عكسيا مضمون المبادرة العربية للسلام، الصادرة عام 2002، والتي تشترط الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 والتوصل إلى حل عادل متفق عليه بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194، مقابل التطبيع، بمعنى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية والفلسطينية، أولا، وصولا، في الخطوة النهائية، إلى «التطبيع».
ويستقيم محذور هذا الحراك مع مساعي تنفيذ «حل الدولتين» قبل قضايا الوضع النهائي، وذلك عند الحديث عن الدولة الفلسطينية بلغة الوضع النهائي، بمعنى الدولة قبل الحل، بما يطوي معه تصفية للحقوق الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن تناقضه البنيوي مع حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي تهجروا منها بفعل العدوان الإسرائيلي عام 1948، خاصة في ظل الاشتراط الإسرائيلي بالاعتراف الفلسطيني «بيهودية الدولة»، والذي يستهدف شطب حق العودة وحرمان المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 من حقهم في بلادهم.
لا يوجد ما يشي بقرب التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية خلف المنعطف المقبل، على الأقل، وربما البعيد، حيث يتعارض مفهوم السلام مع الركائز الأيديولوجية للكيان الإسرائيلي القائمة على العنصرية والتوسع، وسط بحث دائم عن أمن وحماية مفقودين في ظل الوجود والمقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة. وقد فرض انطلاق مسار العملية السلمية في مدريد، عام 1991، على الاحتلال إعادة البحث عن هوية الكيان الإسرائيلي، وسط تحولات حدثت في العقد الأخير من القرن العشرين، لم يكن الكيان المحتل بمنأى عنها، في ظل بروز مقولات «ما بعد الصهيونية» حول المأزق الإسرائيلي ودور الفكرة الصهيونية في قيادة الدولة، وسبل التعامل مع حقيقة وجود شعبين فلسطيني وإسرائيلي يعيشان على الأرض نفسها، في ظل عجز الفكر الصهيوني عن إيجاد حل لاشكالية العلاقة بالسكان الفلسطينيين في المناطق المحتلة، وعن حل معضلة هوية الدولة. ومنذ توقيع المعاهدة المصرية-الإسرائيلية، عام 1979، ظهرت في دوائر السجال الفكري الإسرائيلي بدايات التناقض بين الثوابت الأيديولوجية وآليات العمل السياسي، أخذت مداها عند نعت حكومة بيغن بوصمة التخلي عن «أرض إسرائيل الكاملة»، التي تشكل جزءاً من المقولة الأيديولوجية الصهيونية وامتدادا حيويا للأمن القومي الإسرائيلي، كما فتحت المشاركة الإسرائيلية في مؤتمر مدريد للسلام سجالا مشابها، ولكنه أكثر حدة واتساعا بمشاركة تيارات المجتمع الإسرائيلي.
وثمة من يعتقد بأن العملية السلمية أسست لملامح مرحلة إسرائيلية جديدة تتكثف فيها المساءلات حول وظيفة الدولة ودورها وهويتها ومستقبلها وعلاقتها بالصهيونية، فيما أحيطت الشكوك بجدوى مقولات صهيونية مثل «إسرائيل الكبرى» أو «أرض الميعاد» التي تشكل أس الدعاوى الصهيونية التاريخية والدينية والأيديولوجية التي تنظر إلى الضفة الغربية بصفتها جزءاً من «أرض إسرائيل»، من دون أن يعني ذلك استبعادهما كليا، بخاصة في ظل وجود الحركات الدينية السياسية التي تتغذى من تلك المقولات وتستمد دورها الفاعل من الإبقاء عليها، أو عند الحديث عن الضرورات الأمنية والأمن الإسرائيلي، باعتبارها مبررات تسمح بالتفاوض حول وجود إسرائيلي ما بشكل دائم أو مؤقت في تلك المناطق.
ولكن الكيان الإسرائيلي غير مستعد لتبديل طبيعته وخطابه الأيديولوجي على الرغم من محاولاته للتكيف مع المتغيرات الدولية والإقليمية، فهو يبحث عن صيغة (ما) تمكنه من تحقيق السيطرة والأمن من دون أن تؤدي إلى اهتزاز الداخل الإسرائيلي وفقدان مصداقية المشروع الصهيوني، سواء بالنسبة للمستوطنين أو للمركز الإمبريالي الذي تتبع له، وهو أحد أهم التناقضات التي تكتنف مسيرة التسوية السلمية. كما أنه، أيضا، ليس مضطرا اليوم إلى تسوية تشمل حلا وسطا بخصوص الأراضي المحتلة وإضعاف قدرته الرادعة، لأن موازين القوى تصب في صالحه، في ظل المشهد الإقليمي العربي المضطرب.
وتدرك القوى المعارضة للسلام في الداخل الإسرائيلي مسألة التناقض القائم بين الصهيونية بفكرها التقليدي، والسلام والتعايش، مثلما تعي العلاقة الطردية بين تقدم السلام وتفاعل الثقافات وتحلل الفكر الصهيوني التقليدي، مما يفسر سبب معارضة قوى التطرف الإسرائيلي للسلام، باعتبار الأخير يعد احتضارا للفكر الصهيوني التقليدي ونهاية له كثقافة عفا عليها الزمن.
ومن هنا يأتي الرفض الإسرائيلي لتقسيم القدس ووقف الاستيطان وحق العودة، مصحوبا بسياسة العدوان والقوة ضد الفلسطينيين، التي وظفتها الحركة الصهيونية منذ بداياتها من أجل تحقيق مشروعها الاستعماري في فلسطين. حيث لم يخرج الموقف الإسرائيلي من الكيان الفلسطيني المستقبلي عن إطار حكم ذاتي تنحصر حدود صلاحياته ضمن الشؤون الحياتية للسكان، فيما الأمن والسيادة موكولتان للاحتلال. وعلى الرغم من أن بعض اليسار الإسرائيلي يزعم علنا تصالحه مع فكرة إقامة دولة فلسطينية، إلا أنه يرفض تقديم تنازلات تتعلق بالأراضي المحتلة اللازمة لإقامة الدولة، وسط تغييرات مستحدثة فيها لا يمكن أن تؤدي معها إلى دولة.
وقد سمح الوضع العربي الإقليمي والدولي للاحتلال بالمضي في مخطط منع إقامة دولة فلسطينية متصلة، عبر إغراق المساحة المخصصة لكيانها بالمستوطنات والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية، ما تسبب في قضم 80% من مساحة الضفة الغربية، مقابل أقل من 20% للفلسطينيين، تشكل 12% من فلسطين التاريخية، ضمن «كانتونات» غير متصلة جغرافياً، وتضم زهاء نصف مليون مستعمر في 180 مستوطنة.
إن أي تسوية قد يتم التوصل إليها لن تنهي الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث ستبقى قضايا جوهرية عالقة، مثل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والقدس، في ظل شكوك بالتزام إسرائيل بأي اتفاق تسوية يتم التوصل إليه، قياساً بتجارب سابقة.
عن القدس العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مساعي "التطبيع" قبل السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعي "التطبيع" قبل السلام   مساعي "التطبيع" قبل السلام Emptyالأحد 28 أكتوبر 2018, 9:52 am

لِماذا هَذهِ الهَجْمَة التَّطبيعيّة المُهينَة مِن ثَلاثِ دُوَلٍ خَليجيّةٍ نَحْوَ الحُكومةِ الإسرائيليّة الأكثَر دَمويّةً وعُنصُريّةً؟ وما هِي العاصِمَة الثَّانِية التي ستَفْرِش السَّجَّاد الأحمَر لنِتنياهو بعد مَسقَط؟ وهل سنَرى أعلامًا إسرائيليَّةً على صَوارِي سِفارات الرِّياض والمَنامة والدَّوحة وأبوظبي والرِّباط قَريبًا؟ إنّها “صَفَقَة القَرن” في أبْشَعِ صُوَرِها
October 27, 2018

عبد الباري عطوان
ثَلاثُ ضَرباتٍ تطبيعيّةٍ مُوجِعة على رأسِ ما تبقّى مِن الكرامةِ العربيّة وقَعت في الأيّامِ الثلاثةِ الماضِية، الأُولى تمثّلت بمُشارَكة وَفدٍ اسرائيليٍّ في دَورَةِ رياضة بدولة قطر، والثانية ذِهاب وفد رياضي آخَر إلى إمارة أبوظبي بترأس وزيرة الثقافة الإسرائيليّة ميري ريغيف الأكثر عُنصريّةً واحتِقارًا للعرب، أمّا الضَّربة الأكبَر، والأكثَر إيلامًا، فتمثّلت في زيارةٍ رسميّةٍ لبنيامين نِتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، إلى سَلطنة عُمان حَظِي خِلالها، والوَفد المُرافِق له، باستقبالٍ حافِلٍ، ولِقاءٍ مع السُّلطان قابوس.
إنّها هجمةٌ تطبيعيّةٌ مُنسَّقةٌ، بضُغوطٍ أمريكيّةٍ، ليس لها علاقةً مُطلقًا بالسَّلام الفِلسطينيّ الإسرائيليّ، وإنّما السَّلام “المجّاني” بين إسرائيل والحُكومات العربيّة، تمهيدًا لفَرض ما تبقّى من بُنود لصفقة القرن التي تَعنِي حرفيًّا استغلال حالَة الانهيار الرسميّ العربيّ لتَصفِيَة القضيّة الفلسطينيّة، وإنهاء الصِّراع العربيّ الإسرائيليّ، والاعتراف بإسرائيل كدولةٍ شرق أوسَطيّةٍ “شقيقة”.
إنّها حلقة ربّما تكون الأهم في مُخطَّطٍ مَدروسٍ يُفَسِّرُ الأسباب التي أدّت إلى تَدميرِ العراق، ثُمّ سورية، ثم ليبيا، وبعدها اليمن، وتَجويعِ مِصر، فبدون تدمير هَذهِ الدُّوَل مُسبَقًا، تحت ذرائِع مُتعدِّدة وكاذِبَة، لا يُمكِن أن يَمُر هذا المُخَطَّط، ومِن المُستَحيل أن نَرى تَبِعاتِه التطبيعيّة المُؤلِمةِ هَذهِ.
***
عِندما افتتحت كُل من قطر وسلطنة عُمان مكاتب تجاريّة في عاصِمتيهما عام 1996، واستقبَلتا مسؤولين إسرائيليين مِثل إسحق رابين (عام 1994 في مسقط)، وشمعون بيريس (في مسقط والدوحة عام 1996)، قالتا أنّ هَذهِ الخُطوة تأتي في إطارِ تشجيع عمليّة السَّلام بين الفِلسطينيين والإسرائيليين، وتوفير الأجواء المُلائِمة للمُفاوضات، خاصَّةً أنّ منظمة التحرير الفِلسطينيّة وقّعت اتِّفاق أوسلو (سبتمبر عام 1993)، وتَلَتها الأُردن بتَوقيعِ مُعاهَدة وادي عربة.
مِن المُفارَقة أنّ سلطنة عُمان اتَّخَذت مَوقِفًا لافِتًا عِندما أغلقت المكتب التجاريّ الإسرائيليّ في أكتوبر (تشرين الأوّل) عام 2000، أي قبل 18 عامًا، وقال بيان وزارة الخارجيّة العُمانيّة في حينِها، (12 أكتوبر عام 2000) “أغلقنا المكتب التجاريّ الإسرائيليّ انطِلاقًا مِن حِرصِنا على دَعمِ القضيّة الفِلسطينيّة، واستمرارًا لنَهْجِنا الدَّاعِم للحُقوق الثابتة والمَشروعة للشعب الفِلسطينيّ، وأضاف بيان الخارجية العُمانيّة “أنّ السلام العادِل والشَّامِل سيَظَل مَوضِع اهتمام السَّلطنة، ولكن بالمَعايير التي تَنصُر المَظلوم، وتَصون المُقدَّسات، وتُعيد الحُقوق إلى أصحابِها”، والسُّؤال هو عَمّا تَغَيّر الآن؟
سَلطنة عُمان ودولة قطر اتَّخذا خُطوة إغلاق المَكتبين التِّجاريين الإسرائيليين احتجاجًا على الاجتياح الإسرائيليّ لمناطِق السلطة الفِلسطينيّة وإقدام قُوّات الأمن الإسرائيليّة على سَفكِ دِماء الفِلسطينيين بطَريقةٍ وحشيّةٍ، وتأتِي موجة التَّطبيع الرسميّة الخليجيّة في وَقتٍ تُمارِس فيه القُوّات الإسرائيليّة أساليب القَتل نفسها، والأكثَر إجرامًا، ففي يوم وصول نِتنياهو وزوجته ورئيس الموساد إلى مَسقط قتلت ستّة فِلسطينيين عُزّل في قِطاع غزّة، وهُناك مِليونا عربيّ ومُسلم على حافّة المَوت جُوعًا ومَرَضًا فيه حاليًّا.
لا تُوجَد مُبادَرة سلام حتى تعمل الدُّوَل الثَّلاث: سلطنة عُمان وقطر والإمارات، على دَعمِها مِن خِلال استقبال وُفودٍ إسرائيليّةٍ، ولم يتم احترام المَعايير التي قالت حُكومات هَذهِ الدول أنّها تُصِر عليها مِن حَيثُ نُصرَة المَظلوم، وصَون المُقدَّسات، وعَودَة الحُقوق إلى أصحابِها، فإسرائيل هَوّدت القُدس، والرئيس دونالد ترامب اعترَفَ بِها عاصِمَةً أبديّةً لليهود في أنحاءِ العالم، وجيسون غرينبلات، الذي سيصل إلى الأرضِ المُحتلَّة بعد أُسبوعٍ لإعلانِ “صفقة القرن” وبُنودِها سيَحمِل معه نعش القَضيّة الفِلسطينيّة وسيَحفُر قَبر لدَفنِها في رام الله مِن خلال تشريع الاستيطان وتكريس السَّلام الاقتصاديّ (رَشاوى ماليّة)، وشَطبِ حَق العَودَةِ نِهائيًّا.
السيد يوسف بن علوي، وزير الخارجيّة العُماني، قال أمس صَراحةً أنّ زِيارَة نِتنياهو التي سبَقَتها زيارة للرئيس محمود عباس لمَسقط، جاءت في الإطار الثُّنائي، وبِطلبٍ مِنهُما، وأضاف “لسنا وُسَطاء.. والدور الأمريكي هو الرئيسي، وإسرائيل دولة في مِنطَقة الشرق الأوسط”، هذا الكلام يُوحِي بِما هو أكثَر من زِيارةٍ عابِرةٍ، ولا نَستبعِد أن يَعودَ نِتنياهو لافتتاحِ سَفارةٍ لإسرائيل في مسقط في الأيّام القليلةِ المُقبِلة، ومِن غير المُستَبعد افتتاح سفاراتٍ أُخرَى في الدوحة وأبو ظبي والمنامة، وربّما الرياض أيضًا، فالحَديث عن “عَلاقاتٍ ثُنائِيّة” طَبيعيّة.
مَلايين العَرب أحَبّوا سلطنة عُمان ونَحنُ مِن بَينِهم، لأنّها نأت بنَفسِها عَن الكَثيرِ مِن الحُروب والمُخطَّطات التدميريّة للمِنطَقة، خاصَّةً حربيّ اليمن وسورية، وقَبلُهما العِراق، وحَرَصَت على إقامَةِ علاقاتٍ مُتوازِنةٍ مع إيران، ولم تَنجَرِف إلى مشاريع الابتزاز والمُواجَهة الأمريكيّة ضِد طِهران، ويَصعُب علينا أن نفهم الأسباب التي دَفعَت قِيادَتها للتضحية بهذا الرَّصيد الضَّخم مِن المَحبّة والاحترام باستقبالِ مُجرِم حَرب مِثل بنيامين نِتنياهو، وفي هذا التَّوقيت الذي تَقِف فيه القضيّة الفِلسطينيّة أمام مِقصَلة التَّصفية، وشَعبها يُواجِه الحِصار وأعمال القَتل البَشِعَة؟
تَوقّعنا أن يذهب نِتنياهو إلى الرياض في زيارَتِه الأُولى لعاصِمةٍ عربيّة، خاصَّةً بحُكم التَّقارُب السريّ معها، ولهذا جاءَت صَدمَتنا كبيرةً، وإن كُنّا نَعتقِد أنّ هَذهِ الزِّيارة مُجرَّد مُقدِّمة لزياراتٍ أُخرَى علنيّة، وفتح سفارات، تَبادُل مصالح، وتنسيق أمنيّ شامِل، رُبّما ضِد الفِلسطينيين وكُل مَن يَقِف في خندق المُقاومة، ويتَبنَّى ثَقافَتها، وكُل ما يتفرّع عنها مِن قِيَم العدالة والكرامة، فمَسيرة التطبيع تَبدأ بالأطراف، ثُمّ تَزحَف إلى المَراكِز الأساسيّة، وهذا ما يُفَسِّر التَّركيز مع موريتانيا المَغرب سابِقًا.
***
لا نَتردَّد لَحظَةً في إدانَة ورفض كُل أشكالِ التَّطبيع هَذهِ، ونَلوم السلطة الفِلسطينيّة التي كانت أوُل المُطَبِّعين وفاتِحَةً الباب على مِصراعيه أمام المُطبِّعين قبل أن نلومهم، وليَكُن واضِحًا أنّ هَذهِ السلطة لا تُمَثِّل الشعب الفِلسطينيّ، ولا تَحظَى مَواقِفها في التَّنسيقِ مع الاحتلال والاعتراف بأيِّ دَعمٍ، ومُبادَرةٍ شَعبيّةٍ، والشعب الفِلسطينيّ لن يَستَسلِم مُطْلَقًا، ولن يُفَرِّط في حُقوقِه حتى لو فَرّط بِها بَعضُ الأشِقّاء.
نأسَف أن يُهروِل الأشقّاء، أو بعضهم، خاصَّةً في مِنطَقَة الخليج العربي، نَحو نِتنياهو وحُكومته الأكثَر فاشيّة وعُنصريّة في تاريخ المِنطَقة في وَقتٍ تُواجِه فيه رَفْضًا دَوليًّا بسبب جرائِم حربها، ونَجزِم بأنّ شعبها العربيّ، وفي دُوَل الخليج، لن يَقْبَل مُطلَقًا هذا التَّطبيع، وسيُقاوِمه، مِثلما قاومه الأشقّاء في مِصر، وحارَبه الأشقّاء في لبنان وسورية والعِراق والمغرب، والصومال، والسودان وليبيا، والجزائر واليمن الجريح، وكُل الدُّوَل العربيّة الأُخرَى، والقائِمةُ طَويلَةٌ.
سنَظَل في هَذهِ الصَّحيفة نَرفُض التَّطبيع مع كِيانٍ إسرائيليٍّ مُلطَّخة أيادي قادَته بدِماء الأبرِياء، يُحاوِل طمس الهُويّتين العَربيّة والإسلاميّة للمُقدّسات مِن خِلال أعمال التهويد، وسنَقِف دائِمًا في خَندق العدالة والشَّرف والكَرامة والسلام الحَقيقيّ الذي أقرّته كُل الشَّرائِع الإلهيّة.
لا نَستَطيعُ مَنع خَطواتِكم التَّطبيعيّة فهذا زَمانُكُم.. ولكنّنا نَستَطيع أن نُقاوِمها ولو بالكَلمة، وهذا أضعَفُ الإيمان، ولن نَسْتَسلِم مُطلَقًا لأنّنا على ثِقَةٍ بأنّ عُمُر الباطِل قَصيرٌ، وقد يأتِي الخَير مِن باطِن الشَّر، وثِقَتنا في هَذهِ الأُمّة وعَقيدَتها راسِخَةٌ، مُتَجَذِّرةٌ في عُمُقِ هَذهِ الأرضِ الطَّاهِرة الطيّبَةِ المِعطاءَة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مساعي "التطبيع" قبل السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعي "التطبيع" قبل السلام   مساعي "التطبيع" قبل السلام Emptyالأحد 28 أكتوبر 2018, 9:52 am

تل أبيب تُقلّل من أهمية زيارة نتنياهو لعُمان وتُشدّد على أنّها تمّت بضغطٍ أمريكيٍّ للتطبيع مع إسرائيل كي تلعب مسقط دورًا في تمرير “صفقة القرن”
October 27, 2018

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
لم يخرج الإعلام العبريّ، الذي يعكِس آراء وأفكار صنّاع القرار في تل أبيب، لم يخرج عن أطواره بسبب الزيارة الرسميّة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، أوّل من أمس، الخميس، إلى سلطنة عُمان، واكتفى هذا الإعلام المُتطوّع لصالِح الأجندة الصهيونيّة ببثّ تقارير مُقتضبةٍ عن الزيارة، والتي اعتمدت على بيان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وعلى البيانات التي أصدرتها الخارجيّة العُمانيّة، بعد انتهاء الزيارة، ظهر يوم أمس الجمعة. وسارع نتنياهو إلى نشر الصور على صفحته الرسميّة في (فيسبوك) و(تويتر) أيضًا.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نشر الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن بيان نتنياهو الرسميّ، قوله إنّ الزيارة تمّت بعد مُحادثاتٍ ومُشاوراتٍ جرت بين الدولتين خلال فترةٍ طويلةٍ، لافتًا إلى أنّ السلطان قابوس ونتنياهو ناقشا سُبُل التقدّم في عملية السلام في الشرق الأوسط، وأيضًا تداولا حول المواضيع التي تهُمّ البلدين من أجل التوصّل إلى السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبير بيان نتنياهو، ويًلاحَظ أنّ البيان شدّدّ على السلام في الشرق الأوسط، دون أنْ يتطرّق بشكلٍ واضحٍ أوْ مُنفردٍ إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي قد يدفع إلى التفكير بأنّ السلام المرجو إسرائيليًا هو مع الدول العربيّة، وتحديدًا الخليجيّة، وليس مع الفلسطينيين.
وشدّدّ الموقع العبريّ على أنّ جيسون غرينبلاط، المبعوث الرئاسيّ الأمريكيّ لعملية السلام في الشرق الأوسط، نشر تغريدةً على (تويتر) أكّد فيها على أنّ زيارة نتنياهو إلى عُمان هي خطوة داعمة لجهود السلام الأمريكيّة في المنطقة، وهو السلام الذي سيؤسس للاستقرار والأمن والازدهار بين الإسرائيليين، الفلسطينيين وجيرانهم، مُعربًا في الوقت عينه عن أمله في أنْ تُعقد في المُستقبل القريب لقاءات أخرى مثيلةً للقاء نتنياهو-قابوس، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، ربط موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بين زيارة نتنياهو إلى عُمان، وذلك بعد مرور عدّة أيّامٍ على زيارة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، إلى السلطنة، لافتًا إلى أنّ زيارة عبّاس، كما زيارة نتنياهو، هي زيارة نادرة، إذْ أنّ زيارة نتنياهو إلى عُمان هي الأولى من نوعها منذ العام 1996.
وتابع الموقع قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة نُشرت تقارير وأنباء عن مفاوضاتٍ سريّةٍ بين إسرائيل وسلطنة عُمان، مُشدّدّةً على أنّ السلطنة سمحت لإسرائيل بإقامة ممثلية في العاصمة مسقط. وتابع الموقع، دون أنْ يذكر المصادر التي اعتمد عليها، تابع قائلاً إنّه في إطار جهود الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لإعادة عجلة المُفاوضات، عمِلت واشنطن على إقناع عُمان بالقيام ببوادر حسن نيّةٍ وتطبيعٍ تجّاه إسرائيل، لافتًا إلى أنّه في الماضي أعلنت عُمان عن مُوافقتها على إعادة العلاقات مع إسرائيل، في حال وافقت الأخيرة على وقف الاستيطان في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
بمُاوازاة ذلك، أشار الموقع إلى أنّ وزير الخارجيّة السعوديّ، عادل الجبير، تطرّق إلى زيارة نتنياهو لعُمان، وقال حول علاقات بلاده مع الدولة العبريّة إنّ عملية السلام هي شرط إجباريّ من أجل التطبيع مع إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ بلاده تدعم عملية السلام التي ترتكز على مُبادرة السلام العربيّة، التي أقرّها مؤتمر القمّة العربيّ في آذار (مارس) من العام 2002 في اجتماعه بالعاصمة اللبنانيّة بيروت، على حدّ قول الجبير.
من ناحيته، أعاد الخبير الإسرائيليّ في الشؤون العسكريّة، رون بن يشاي إلى الأذهان أنّ سلطنة عُمان هي التي قامت بالوساطة، بمُباركةٍ وبمُبادرةٍ أمريكيّة، بين الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وبين الدول العظمى من أجل فتح باب المفاوضات بين الطرفين، الأمر الذي أدّى في نهاية المطاف إلى توصّل الطرفين في العام 2015 إلى الاتفاق النوويّ مع إيران.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ تل أبيب احتجّت آنذاك لأنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ السابِق، باراك أوباما، أبقى إسرائيل بعيدةً عن الأضواء، ولم يقُم بإبلاغها عن الجهود العُمانيّة لجمع الطرفين، وعبّر بن يشاي عن اعتقاده بأنّ زيارة نتنياهو قد تكون مُحاولةً أمريكيّةً لاستخدام عُمان لأغراض الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين لتمرير خطّة السلام الأمريكيّة، المعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، كما أكّد المُحلّل الإسرائيليّ.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، شدّدّت جميع وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها على أنّ الوفد الذي رافق نتنياهو في الزيارة حمل صبغةً عسكريّةً وأمنيّةً، إذْ شارك في الوفد المُرافِق لرئيس الوزراء، يوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، رئيس مجلس الأمن القوميّ، مائير بن شابات، المدير العّام لوزارة الخارجيّة، يوفال روتم، رئيس الطاقم في ديوان نتنياهو، يوآف هوروفيتس، والسكرتير العسكريّ لرئيس الوزراء، الجنرال آفي بلوط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مساعي "التطبيع" قبل السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعي "التطبيع" قبل السلام   مساعي "التطبيع" قبل السلام Emptyالأحد 28 أكتوبر 2018, 9:53 am

فك شيفرة “نتنياهو في مسقط”.. تتويج لوساطة عُمانية “ثلاثية الأبعاد” واستباق لعرض “صفقة القرن” على الإسرائيليين خلال أيام: السلطنة سحبت البساط من بن سلمان في الوقت بدل الضائع وجهود لترتيب زيارة رئيسة الـ CIA إلى “رام الله”.. وتسريبات عن “تأجيل” ملفي القدس واللاجئين قد تطيح بالجهود العربية
October 27, 2018

برلين ـ “رأي اليوم” – فرح مرقه:
تستبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان، والتي اعلن عنها الجمعة، زيارة مقررة خلال الأسبوع المقبل لمبعوث الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات يلتقي فيها الإسرائيليين، ويعرض فيها الخطة الامريكية للسلام او ما بات يعرف بـ “صفقة القرن”.
اعلان زيارة غرينبلات جاء عبر القناة العاشرة العبرية، مساء الخميس، والتي اكدت انه سيصل لإسرائيل بهدف تقديم وإعلان “صفقة القرن” نهاية العام الجاري، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن ترتيبات لرئيسة جهاز الاستخبارات المركزي “CIA” جينا هاسبل لزيارة رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد تكون مسقط وسيطاً إقليميا “ثلاثي الأبعاد” في كل الأحوال بهذا المعنى، حيث ترتب بعض الجوانب الفلسطينية الإسرائيلية من جهة، كما ترتب فلسطينيا وامريكيا من أخرى، في وقت عليها فيه بالضرورة الدخول على الخط المصري لترتيب الجوانب الفلسطينية الفلسطينية ايضاً، او على الأقل الاطلاع على تفاصيلها.
تحليلات عُمانية، تتحدث وفي الجانب الثالث عن كون عُمان تنسق عمليا مواقفها مع مصر والأردن، في الوقت الذي لم ترشح فيه أي انباء عن تدخّل عُماني من بوابتي القاهرة او عمّان، وانما قد يكون من البوابة القطرية التي استطاعت بالتزامن مع زيارة نتنياهو لمسقط من إيصال الوقود لقطاع غزة.
بهذا المعنى يمكن ترجيح ان مسقط تسحب جانباً هاماً وأساسياً من البساط العربي في الصفقة المذكورة من الرياض خصوصا بعد اهتزاز مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر تداعيات تصفية مواطنه الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، والاهم من ذلك ان وساطة عُمان تأتي من عاصمة تستطيع حمل عبء التوسط الدبلوماسي في هذه القضية وتحظى بالاجماع من كل الأطراف.
المحللون العُمانيون يرفضون الحديث عن كون بلادهم تسحب بساطاً من أحد (ومنهم الكاتب والمحلل سالم الجهوري الذي استضافته القناة الألمانية الناطقة بالعربية دويتشة فيلة)، ويؤكدون انها تقوم بالتنسيق مع الجميع، رغم ان التاريخ يؤكد ان ما يحصل في مسقط لا يمكن له ان يكون محل اجماع، خصوصا وهي الوسيط السابق في الاتفاق النووي واليوم بين الحوثيين والسعودية.
بالتذكير بوساطات مسقط السابقة، لا يمكن تجاهل ان العاصمة العُمانية غالبا ما تتدخل بعد “فشل من سبقوها” أي ان العاصمة العُمانية على الأرجح كانت بمثابة “حلّ العقد” في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، او ان صح التعبير في المحادثات الفلسطينية الامريكية الإسرائيلية، خصوصا وان مسقط عاصمة امنة وهادئة بالنسبة لواشنطن، في وقت يواجه فيه اثنين من عرابين “صفقة القرن” هما ولي العهد السعودي وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر غضباً عالمياً، فجّره قتل الصحافي خاشقجي، وهو ما يفسر بعدهما- او على الأقل عدم ورود اسميهما- في ترتيبات زيارة الأسبوع المقبل.
وأثار الخبر الذي تم نقله من مسقط عصر الجمعة عن زيارة ذات ثقل أمني واستخباري قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لمسقط وللسلطان قابوس بن سعيد غضباً كبيراً من معظم النشطاء والسياسيين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، إضافة إلى كون الأنباء فتحت باب التساؤلات والتكهنات، لتزامنها مع استقبال وفد إسرائيلي رياضي في قطر، ومسؤولين في أبو ظبي. الأمر الذي يبدو انه اضطر وزير خارجية السلطنة يوسف بن علوي لشرحه عبر تلفزيون بلاده وشاشات أخرى، وتحدث خلال ذلك عن كون بلاده “تيسر المحادثات” ولا تتوسط في شيء.
بن علوي شخصياً ترأس وفداً عُمانياً كان في القدس الأسبوع الماضي والتقى عددا من المسؤولين الفلسطينيين، كما قد يكون التقى بصورة غير معلنة بمسؤولين إسرائيليين. في تلك الزيارة كان بن علوي قد اعلن بوضوح انه “لا يمكن تحقيق الاستقرار والتطور وبناء ثقافة التسامح، إلا بقيام دولة فلسطينية بكامل أركانها، لتكون في مقدمة الركب في محاربة ما يعاني منه العالم.. هذه الرؤية التي نعتقد أنها الطريق الصحيح لتحقيق الهدف المنشود”، مضيفاً “هدف الزيارة هو التعرف على فلسطين، التي نتشبث بثقافتها وعمق تاريخها، حيث سنذهب إلى القدس لاستكمال صورة فلسطين التي تغيرت عندما رأينا صمود الشعب الفلسطيني، ويجب أن نكون حاضرين معه”.
بهذا المعنى ترجح نظرية المحلل العُماني “الجهوري” الذي تحدث في برنامج المسائية للقناة الألمانية بالقول ان تاريخ السلطنة يؤكد انها لا تنحو للاستعراض، وان معنى استقبال الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في مسقط ان المحادثات العُمانية المتواصلة قد أتت اكلها وقد أسهمت في إيجاد أرضية للحوار، أي ان التحليل ينحو تجاه كون “صفقة او حتى اتفاق” قد حصلا أصلا وتوجتهما الزيارتان وليس العكس، في الوقت الذي لا تظهر فيه أي تفاصيل حتى اللحظة عن الاتفاق وطبيعته وتفاصيله، خصوصا وان عباس لا يعاني أصلا “عُسراً” في التواصل مع الإسرائيليين، وهو من التقى رئيس المخابرات العامة “الشاباك” الإسرائيلي نداف أرجمان قبل زيارته للسلطنة بأكثر من أسبوع.
بكل الأحوال، لا يمكن الفصل في شكل الوساطة العُمانية التي تكللت بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمسقط، قبل أي تعديلات فيما يتعلق بملفي القدس واللاجئين، خصوصا مع تسريبات توحي بأن مسقط “قد تتواطأ” في تأجيل بحث ملفي “العودة عن اعلان القدس الأمريكي” و”تعديل مسار قضية اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، وهو ما يمكن الانتظار لتبيان حقيقته، خصوصا وان العاصمة العُمانية وتصريحات وزير خارجيتها لا تتماهى مع التسريبات المذكورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مساعي "التطبيع" قبل السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعي "التطبيع" قبل السلام   مساعي "التطبيع" قبل السلام Emptyالأحد 28 أكتوبر 2018, 9:53 am

صواريخ المقاومة تقصف التطبيع مع الصهاينة

د. فايز أبو شمالة
غرفة العمليات المشتركة تمثل حالة راقية من العمل المقاوم الفلسطيني، فطالما كان للقذائف الفلسطينية المقاومة وجهة واحدة، وطالما كانت قذائف العدو لا تفرق بين فلسطيني وآخر، فالتنسيق بين المقاومين في الهجوم والصد واجب وطني وأخلاقي.
ولا خلاف في الرأي بأن المقاومة لا تقوم على رد فعل، ولا هي استجابة لموقف انفعالي، وإنما هي خطوات مدروسة بعناية فائقة، لها ما بعدها من انعكاسات ومتغيرات على أرض الواقع، ومع ذلك، فإن صواريخ المقاومة التي قلقلت أمن المستوطنات اليهودية عشية عودة نتانياهو من زيارة خاطفة لسلطنة عمان، تلك الصواريخ قد فهمها الإسرائيليون على طريقتهم الخاصة، وحملوها رسائل سياسية أبعد مدى من غلاف غزة، وأبعد مسافة من شلال الدم الذي نزف على السياج الحدودي في غزة؛ وعلى أرض الضفة الغربية بفعل العدوان الإسرائيلي. 
لقد تجاهل الصهاينة معادلة الدم بالدم والقصف بالقصف التي أعلنت عنها فصائل المقاومة مجتمعة، وتجاهلوا جرائمهم بحق المسيرات السلمية، وتعمدوا الربط بين صواريخ المقاومة التي اقتصر مداها العسكري على غلاف غزة، وبين التطبيع؛ حتى أوصلوها بمداها السياسي إلى سلطنة عمان التي استقبلت الإرهابي الصهيوني نتانياهو، وربطوا بينها وبين استقبال دولة أبو ظبي للوزيرة الإرهابية ميري ريغف، واستقبال دولة قطر لفريق رياضي على أراضيها.
وبشكل عام، لا ينكر عاقل بان صواريخ المقاومة التي تدك حصون الأمن الإسرائيلي، تدك في الوقت نفسه حصون التطبيع العربي مع الصهاينة، لأن الأمن والتطبيع هما عصب سياسة نتانياهو التي يتفاخر بها على بقية الأحزاب الإسرائيلية، والتي تقوم على نظرية الأمن للمجتمع الإسرائيلي بنسبة 100%، والتحالف مع الدول العربية مدخلاً لحل القضية الفلسطينية.
من هنا تأتي مسيرات العودة وصواريخ المقاومة لتقول للجميع: إن العلاقة بين الفلسطينيين والصهاينة هي علاقة عداء، وليس علاقة جوار، هي علاقة حرب وليس سلام، هي مقاومة وليست مفاوضات، هي حرب على الصهاينة وليس تطبيعاً مع الصهاينة، والعلاقة بين غاصب فلسطين والشعب الفلسطيني لن تكون علاقة تعاون وتنسيق وتفاهم وتناغم ورقص على أنشودة شالوم، وشالوم، وشالوم علينا وليس عليهم!!.
سيقودنا الحديث عن صواريخ المقاومة والتطبيع إلى التدقيق في الجهة التي شجعت نتانياهو لزيارة سلطنة عمان، والتي فتحت الأبواب لاستقبال الوزيرة الإرهابية في دولة أبو ظبي، ولماذا تشجع قابوس سلطان عمان، واستقبل نتانياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهي بشكل رسمي وعلني دون ذرة وجل؟ ومن الذي شجع سلطنة عمان كي تعلن بلسان وزير خارجيتها بأن لا شيء يمنعنا من استقبال نتانياهو؟
إنه على حق، ألم يستقبل الرئيس المصري نتانياهو قبل زمن قصير؟ ألم يستقبل ملك الأردن نتانياهو قبل زمن قصير؟ وهل هنالك استقبال حلال وآخر حرام؟ ألم يستقبل محمود عباس قبل أيام رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية نداف أرغومان في بيته؟ ألم يناشد أكثر من رئيس دولة لترتيب لقاء بينه وبين نتانياهو، وفي أي مكان يريده نتانياهو؟
من يقود عملية التطبيع مع الإسرائيليين، ويمارسها بشكل عملي لا يمكن أن يحارب التطبيع مع الإسرائيليين، ومن يقيم جسور المحبة والصداقة والتعاون الأمني مع الإسرائيليين لا يمكن أن يعادي إسرائيل، ويحارب التطبيع معها.
ضمن هذا المشهد القاتم، لم يبق للفلسطينيين إلا مسيرات العودة وصواريخ المقاومة لتوثق بالدم والجوع لغة فلسطينية جديدة، لغة تقول لكل العالم: لا، لسنا على قلب متعاون واحد مع العدو الإسرائيلي، ولسنا جميعاً مع التطبيع والتعاون الأمني، ولسنا صفاً واحداً للتفريط بحقوقنا التاريخية في فلسطين، وستظل العلاقة بيننا وبين هذا المحتل قائمة على الردع والصفع بالصفع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مساعي "التطبيع" قبل السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رمز السلام.. وأشهر رموز السلام في التاريخ بالصور
» التطبيع
»  التطبيع ونقيضه
» التطبيع في المناهج والجامعات (صور)
» التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: