كيف تخسرين ثقة أبنائك

كيف تخسرين ثقة أبنائك





الحب والاحترام المتبادل مهمان في جميع العلاقات خاصة العلاقات الأسرية ولكن أساس العلاقة بين الأهل و الأبناء أساسها الثقة .إليكما بعض الأمور التي يجب عدم التحدث بها حتى لا تخسرا ثقة أبنائكما.

يعلم الأبناء إلى أي حد يمكنهم اختبار صبر آبائهم فهم واعين لدرجة كبيرة فعندما يفقد أحد الأبوين السيطرة ويبدأ بإطلاق التهديدات والإنذارات النهائية بتهديد طفلة بعقاب عدم الخروج من المنزل طوال عمره يعرف الابن أن ذلك لن يحصل أبدا وهي دليل أن كلامك غير مسموع . عوضا عن ذلك وضع حدود حازمة عليك استخدام عقاب يمكنك تنفيذه شيئا مهم بالنسبة لابنك فعقاب المراهقين على سبيل المثال أخذ هواتفهم الذكية أو تغير الرمز السري للإنترنت . يجب أن يعقب التهديد العقاب ويجب أن يعلم الأبناء أن تهديدات الآباء ليست فارغة و إنهم يعنون كلامهم .

تهديد بالعقاب الجسدي

بدلا بالبدء بالتهديد بأي نوع من العقاب حتى لو لم تكن تنوي تنفيذه عليك أن تكلم ابنك كإنسان أن تستمع لوجهة نظره في القصة فالاحترام المتبادل بين الآباء والأبناء يتماشى جنبا إلى جنب مع المحافظة على الثقة. فعلى الأهل أن يكونوا واعين إلى أن ليس ما يقولونه فقط لأبنائهم الصغار أو المراهقين بل كيفية توجيه الكلام لهم ومخاطبتهم يمكن ان تبني الثقة او تحطمها فنبرة الخطاب العدائية ولغة الجسد تجعل الأطفال او المراهقين أقل رغبة في الثقة بآبائهم.

الاحتكام إلى شخص آخر لديه السلطة

عندما يشعر الآباء أن أبناءهم لا يحترمونهم ولا يقدرون فرض سلطتهم عليهم يلجئون إلى أشخاص آخرين لهم سلطة حتى يعززوا احترامهم وسيطرتهم على أبنائهم . فبإخبار ابنك أنك ستقول لمعلمه عن معلومات شخصية وخاصة به هي أحد الوسائل التي ستقوم بها بكسر ثقته بك وكونك الشخص الذي يؤمن له. فالمنزل يجب أن يكون المكان الآمن والخاص بالطفل وهو منفصل تماما عن المدرسة فبدلا من القيام بتهديدات كاذبة عن مشاركة المعلومات الخاصة والأسرار المنزلية التي يجب أن تبقى داخله كرفض لتنظيف غرفته أو حل الواجبات المدرسية .حاولي أن تخيريه بين خيارين تؤيديهما فمثلا إذا كان طفلك يرفض القيام بواجباته المدرسية اعرضي عليه أن يختار حلها قبل أو بعد تناوله الغذاء فإعطاء الطفل القليل من السيطرة على وقته الخاص به ينتج عنه فوائد ايجابية الامتثال للأوامر.

استخدام كلمات مثل كله أو لاشيء

استخدام كلمات تعممين بها السلوك يكون لها رد فعل عكسي فهي تعزز موقف « نحن مقابل هم « بين الآباء والأبناء و تعزل الأبناء عن أكثر أشخاص يحتاجونهم في حياتهم أبويهم . يحتاج الأبناء رؤية آباءهم مدركين لمواطن قوتهم وضعفهم وعلى أن ينظروا إلى المشاكل كل على واحدة على حده بدلا من استعادة تاريخ طويل من الأفعال الخاطئة. حاول دائما أن تركز على الوضع الراهن . واذا كنت لا تستطيع أن تغير سلوكك حاول استخدام صيغة الجمع بدلا من كلمة أنت فعلى سبيل المثال إذا كان طفلك يترك ألعابه دائما بغرفة المعيشة فعلى الأهل أن يتساءلوا بهذه الطريقة» يبدو أننا نواجه مشكلة في تذكر جمع ألعابنا بعد الانتهاء من اللعب بها لنحاول أن نلمها وآمل في المرة المقبلة أن نتذكر ترتيب ألعابنا بعد الانتهاء من اللعب» سيشعر الأبناء أن الآباء إلى صفهم و سيكون لديهم الدافع ليسعوا جاهدا حتى ينالوا رضا والديهم في المستقبل.

جعلهم يشعروا بالخزي والإحراج

بعد تصرف سيئ يقوم به أحد الأبناء , بعض الآباء يطلبون من أبنائهم أن يعترفوا بأفعالهم لشخص ما بعد القيام بها حتى يشعر الطفل بالندم والخزي أو حتى لا يكرر هذه السلوكيات غير المرغوبة. لن تقوم فقط بهذا العمل على إحراج ابنك وجعله يشعر بالخزي بل ستخسر ثقته فهو لن يأتمنك مرة أخرى على مشاعره . فللآباء الدور الأساسي في التطور الاجتماعي والعاطفي والمشاعر عند آبنائهم وهذا يتضمن أن تشهدوا ارتكابهم للأخطاء والتي تعد جزءا طبيعيا من النمو والتي ستزود الأبناء بفرص جديدة يحتاجونها للتعلم حتى يصبحوا أشخاصا بالغين وفاعلين. الأبناء في طبيعتهم دائمي السعي لإرضاء آبائهم وسيبذلون جهدهم لفعل ذلك خاصة إذا لاحظ الآباء الأعمال الإيجابية التي يقومون بها. لهذا عندما تطلبون من أبنائكم أن يفصحوا عن تفاصيل مشاعرهم الخاصة أو تجربة سلوكية تعرضوا لها وخرجوا منها مؤخرا فان تهدم ثقتهم فيك كشخص يعتقدون أنه موجود لحماية خصوصيتهم . عندما يخطئ طفلك ساعدهم على أن يدركوا بأنفسهم على أنهم لم يتخذوا قرارا صائبا وقدم لهم السماح الذي ينتظرونه منك وتابع حياتك وحافظ على سرية المشكلة .

مشاركتهم أسرار غير مناسبة

أفضل الأشياء عند طفلك هو حس البراءة و اعتقاده أن كل شيء منطقي في العالم. يشعر الأبناء بالأمان عندما يعلموا أن آباءهم واثقين بأنفسهم ,قادرين , وأقوياء يجب على البالغين أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم وان يتركوا للأطفال لاعتقاداتهم البريئة عن العالم. فعندما يشارك البالغين مشاكل ومواضيع خاصة بالكبار مع الأطفال فانك تخلق لديهم الشعور بالارتباك والخوف والاكتئاب والإحباط. حتى لو جاءتك الرغبة في مشاركة أبنائك مشاكلك مع شريك حياتك حاول أن تقاومها حتى لو أحسست انه يمكنه تحمل الأمر ويتأقلم معه وبدا أنه سعيد و لان الاعتماد على طفلك من أجل الدعم والمساعدة أمر يدمره وقد يؤدي إلى مشاكل على المدى البعيد.

فالرسالة التي يريد الأطفال أن تصل إليهم أو يسمعوها هي أنكما تسيطرون على الأمور وتعرفون ماذا تفعلون. تذكر دائما أنهم أطفال وأنك شخص بالغ يواجه مشاكل خاصة بالبالغين.

الكذب بخصوص الإجراءات الطبية

يقوم الآباء فطريا بتصغير آلام أبنائهم , سواء عن طريق طمأنتهم بأنهم سيتعافون بعد وقعة بسيطة بإخبارهم أن حقنة لن تؤلمهم . الشفاء من خدش أو جرح بسيط تعرضوا له أمر مضمون لكن عدم الشعور بالألم عند أخذ مطعوم أو أثناء عملية طبية ليس كذلك . فعندما يعد الآباء أبناءهم بأن إبرة المطعوم لن تؤلمهم ولكنهم شعروا بالألم فستقل ثقته الطفل بأهله بالرغم من الأهل يرغبون في أن يوفروا على أبنائهم ترقب الألم لكنهم على المدى البعيد فقدان ثقتهم سيكون أكثر تدميرا . بدلا من ذلك يمكنك أن تقول « سيؤلمك ذلك قليلا سيكون ذلك سريعا وسنتخلص من كل ذلك ,لا بأس إذا شعرت برغبة في البكاء سأكون بجانبك لأواسيك . أنا فخورة بك لأنك سمحت للطبيب أن يعالجك.

التحدث عنهم وتجاهلهم كأنهم ليسوا موجودين في الغرفة

هذا تصرف لئيم

يرغب الأطفال بأن يشعروا بأنهم مهمين وأنهم جزء من الحديث حتى لو كانت الغرفة مليئة بالأشخاص البالغين. فعندما يأخذ الآباء أبناءهم على محمل الجد ويسمحون لهم بالمشاركة في حديث ويتحدثون معهم بدل التحدث عنهم فهم يرسلون لهم رسالة واضحة بأنهم يحترمونهم . مع انه يمكن أن تشعر بإغراء لسرد طرفة عن مصاريف طفلك لأشخاص بالغين لكنك تظن أن طفلك لن يلاحظ ذلك . أن تقولي أشياء مثل « ابنتي لا تعرف أنه يمكنني أن أتجاهل تذمرها ونواحها طوال اليوم» توجد الاستياء وتدمر الثقة . مع إنهم قد لا يفهمون تفاصيل مشاركة التفاصيل لكنهم بالتأكيد يستوعبون من السخرية أو الإحباط .

حاول جهدك أن تشرك طفلك في حديث محترم مع أشخاص بالغين وتجنب التكلم عنهم أمامهم للآخرين فهذا التصرف البسيط تجاه أبنائك سيجعلهم يدركون أنك جدير بثقتهم

إعطاء وعود كاذبة لا يمكن الوفاء بها.

الوعود غير الواقعية لها نفس الأثر المدمر للتهديدات السلبية . قد يشعر احد الأبوين بالرضا في تلك اللحظة لأنه شجع طفلة على انجاز هدف لكن أي مشاعر بالكبرياء ستقل عندما لا يستطيعون الوفاء بوعودهم إلا إذا كان لديك نية في تنفيذ وعدك مهما كلفك أوإذا كان الوعد مبالغا به و لا تستطيع الوفاء به فلا تقم به.

حاول أن تشجع أبنك بمكافآت بسيطة ليست مادية كأن تمضيا وقتا مع بعضكما.

الاستشهاد بطفولتك بطريقة غير واقعية وتصويرها بالمثالية

إذا أردت من طفلك أن يطمأن لمشاركتك بمعلومات شخصية وهامة عليك أن تشعره بالأمان ليفعل ذلك. هذا يعني أن لا تقوم بمحاكمته ومعاتبته وتخبره انك بعمره لم تقم بمثل هذا العمل, وهذا لا يعني أن لا تعاقبه على تصرفاته الخاطئة .لكن من المهم أن يظهر الآباء امتنانهم لأبنائهم لأنهم وثقوا بهم وشاركوهم أمورا صعبة حيث أن العديد من الآباء يدعون توترهم يقودهم لمحاكمة أبنائهم بدلا من شكرهم على المخاطرة في مشاركتهم مشاعرهم الصعبة.

أن تتحدث بالتفصيل بما لا يتناسب مع المرحلة العمرية للأبناء

يكذب بعض الأهل على أبنائهم في مواضيع لا يرغبون مناقشتها معهم كأن يسجن احد أفراد العائلة. لا يحتاج الأطفال إلى التفاصيل عن المشاكل التي تواجهونها لكنهم يستحقون أن يعرفوا الحقيقة ,فالأطفال يرغبون معرفة ما يحصل بين والديهم عندما يكون هناك خلاف يجب أن تكون صادقا مع أطفالك بأسلوب موجز ومطمأن وبالرغم من ذلك عليك أن لا أن تخبرهم بتفسيرات طويلة أو تفاصيل عاطفية للمشكلة فتفسير بسيط أن ماما وبابا يواجهان مشكلة او لا يتفقان على شيء وأنهما يبذلان جهدهما لحل المشكلة وأنهما سيلجئان للمساعدة إذا احتاج الأمر ومن المهم أيضا أن تطمأن طفلك وتخبره أنك تحبه.