لن تشبهني أنثى ستعرفها

لن تشبهني أنثى ستعرفها
م. رنا عابد
عندما فتحتُ عيناي هذا اليوم...داعبت شمس الصباح ملامح وجهي... عانقت نسمات الهواء خصلات شعري... فرقتها..فتناثرت... هبطت ملامح وجهك على قلبي الجاثم في صدري...تناثرت مشاعري...تطايرت... دار رأسي بأسئلة كثيرة... واكثر ما ألح على مخيلتي... هو..ما شكل تلك الانثى التي ستعرفها.... تلاحقت الاجابات ...فارضة نفسها...وكل إجابة تمنحني الاف من دلائل صحتها...ولم تزدني تلك الاثباتات سوى سقما.. حزنا...وألما..

.هل ستشبع غرورك... ستوفيك حقك...ستكون لك تلك الانثى التي رسمتها بمخيلتك يوما... هل ستكون تلك المرفأ لشواطيء رجولتك... تلك الفراشة التي ستسقيك من رحيق حصدته في رحلتها الطويلة الى ذراعيك... هل ستكون مختلفة جدا... جدا.... مثالية...ام عادية ومتوقعة.... لكن.......... هل ستقترب منك لتعانق لحظات هذيانك...ترددك...واختلاف امزجتك... تقلب طباعك... كلا...فلن تشبهني انثى ستعرفها...فقد كنت ملاكك الحارس...اخاف عليك من نفسك...واخاف عليك من نفسي...

هل ستتجاوز حواجز ستضعها لها...تحت مسمى اختبار للحب... هل ستتحمل مرارة كلماتك... وقسوة اختبارك... وسوء معاملتك لها اثناء ذاك الاختبار...وكأنها طفلة تهربت من مدرستها فعاقبتها اشد عقاب... كلا لن تشبهني انثى ستعرفها..فقد تجاوزت اختبارتك تلك وبتفوق...وشهدت لي بذلك...ولكن اجتهادي لم يعجبك...فقد تفوقتَ بنتائجي على نفسك...وتفوقتُ انا باجتهادي عليك...فأعماك الغرور...وفضلت الابتعاد... فلست انا بنظرك من تستحق ان تسمعها كلمات إطراء... هل ستكتفي بالصمت امام بركان غضبك...هل ستمحي كلمة انت لاتعنيني من قاموس كلماتها... هل ستضع جميع العالم في كفة وانت في كفة اخرى... هل ستكتفي بالنظر الى عينيك فقط ...لتدرك كم الحياة جميلة..كلا...فلن تشبهني انثى ستعرفها...

فقد اعتنقت الهدوء منذ عرفتك..انتهى رجال الكون في ذاك التاريخ الذي تعثرت بك فيه... اصبحت عيناك ذاك المحيط الذي يشعرني بالاسترخاء...رغم ضجيج الحياة من حولي... هل ستعشق صمتك...ستنتظر كلماتك كطفلة تعلقت بعنق رجل داعبها...فأحبت مداعبته لها... هل ستثرثر كثيرا في حضرتك...ستصب مشاعرها في روحك...هل ستكون دائما هي هنا...وستكون انت دائما هنا وهناك بالنسبة لها... كلا...فلن تشبهني انثى ستعرفها....فقد اعتدت صوت صمتك...

تعلقت بكلماتك القليلة كطفلة لم تسمع حديث احدهم مذ ولدت...فكلماتك كانت مقدسة بالنسبة لها...وكطفلة تعلمت الحديث مؤخرا امام وطأة وجودك...فأبى لسانها ان يصمت... وكأنثى كانت دائما هنا...وكنت دائما بالنسبة لها...في كل مكان... أضمن لك ان لا تشبهني ابدا اذا... هل ستحفظ كلماتك عن ظهر قلب رغم قسوتها...هل ستصنع لك إطارا لصورتك..كي تعزز وجودك من حولها وداخل قلبها...هل ستكتبك يوميا...دون تعب او ملل... كلا..فلن تشبهني انثى ستعرفها... فقد ذاكرت كلماتك....صنعت لصورك جدارا خاصا داخل قلبي وعلقتها عليه.. كتبت الكثير من الكلمات...كتبتك وكتبت نفسي...ومازلت ..

لم اتعب ولم امل...فلست بحاجة لقوة الجسد كي اكتبك...بل احتاج قوة الروح...وقد تركت روحي قوية جدا... رغم ان غيابك هزها قليلا...الا انها مازالت صامدة... هل عرفت الان...انها لن تشبهني ابدا..لن يكون لها قلمي..لتكتبك...او أصابعي لتتلمس المك...ولا عيناي لتنظر أليك بنظرة ملؤها الحب...في الواقع لن تكون انا أبدا... واتمنى ان لا تكون كما كنت انا...فبعض الرجال يستحقون الأسوأ ليدركو قيمة الافضل....