منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحرية ومفهومها السليم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرية ومفهومها السليم Empty
مُساهمةموضوع: الحرية ومفهومها السليم   الحرية ومفهومها السليم Emptyالثلاثاء 04 يوليو 2017, 1:18 am


الحرية ومفهومها السليم(1)
بقلم : أبو عبيدة أمارة .
(ملاحظة : هذه المقالة وجزءها الثاني نشرته في صحف محلية قبل ما يزيد عن ثمان سنوات ، وهي مبنية على حقائق ومنطق لا يرفضه العقل السليم ، والشيء يعرف بضده كثيرا ، فالسليم يعرف أحيانا بما يناقضه من السيئ والمنبوذ عند الناس .
ولا بد ومن أجل أن تنجلي الصورة وتتضح معالم المشهد وتستبين القضية ، فلا بد وأن يبدأ الموضوع بتبيين الكم الهائل من النعم التي أوجدها الله للإنسان أولا .
ومن الناس من قد يقرأ الحقيقة مجتزئة أو ومشوهة ، ومن هنا ولا بد ومن أجل الحق والإنصاف فلا بد للإنسان من النظرة الواسعة الأفق والشاملة والمتبصرة ، وليست الحميد لأحد أن تكون له النظرة الضيقة الأفق أو المنغلقة في زاوية مبهرجة ، وعدم النظر إلى كل الجوانب النافعة والمفيدة.
وأما بالنسبة لقانون العقوبات فهو قانون قد أقرته جميع الحضارات الإنسانية ، بغض النظر حاليا عن مدى العدالة والمصداقية ) .
ونبدأ بالكم الكبير من النعم التي وهبها الله ، والذي وقد يحوله كثير من الناس-معاذ الله- إلى نِقم ، ونبدأ موضوعنا :
خلق الله الإنسان مخلوقا عاقلا بصيرا مُمَيِزا وأعطاه نعم كثيرة وكبيرة وسخر له ما في السماوات والأرض ، وأسبغ الله على الإنسان نعما ظاهرة وباطنة ، وَإِنْ نَعُد نِعْمَ ٱللَّهِ لاَ تحْصُيهَا ، ولنتذكر بعضا من نعم الله على سبيل الامتنان والتدليل لا على سبيل الحصر والتقليل ، فمثلا كنعمة السمع ، ومثلا كنعمة البصر ، ولمعرفة عظم قدر هاتين النعمتين الجليلتين فقط وكبير نفعهما فليقارن أي امرئ ممن لم يفقدوا هاتين النعمتين بحال من فقدهما ، ونعد أيضا من النعم الكثيرة التي خلقها الله للإنسان على سبيل التذكير والامتنان أيضا أمثلة ، كمثال الهواء والماء والغذاء ، ومثال قدرة التنفس والهضم والذوق و..و.. ، و.. ونعم لا تحصى ولا تعد ، وهنا نتذكر أيضا نعمة العقل والتفكير والتمييز وهي من أعظم النعم وهي في جوهر هذا الموضوع .
ونعمة العقل والتمييز التي أعطاها الله للإنسان مكَّنَته من التمييز بين النافع وغير النافع ، وبين الصائب وغير الصائب ، وبين الضار وغير الضار ، وأمورا كثيرة من الخير والشر ويميزها الإنسان .
ونعمة العقل فتحت للإنسان أيضا آفاقا عقلية واسعة في استغلال ما خلق الله للناس على الأرض من نعم لاستعمالها في الصالح والرفاهية الكريمة وللخير ، وكي يُحسّن الإنسان عيشه ويبني وسائل كريمة ، وأيضا لمعرفة فضل وعظم نعم الله ووو... ، والله يقول {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ}(لقمان 20) (ويجدر التذكير والتنويه بأن النعم التي خلقها الله خلقت للصالح والإحسان فلا يَحْسُن أن تستغل للضار أو للفاسد أو لظلم النفس أو الغير أو لأي أمر فيه ظلم ) .
ونتركز هنا في موضوعنا وهو في الحرية ومفهومها السليم ، ونحن واعين عالمين عاقلين أن نعمة العقل والتمييز التي وهبنا إياها الله هي نعمة عظيمة وأعطت الإنسان القدرة وكما ذُكر سابقا أعطته القدرة على التمييز ومعرفة الخير والشر ، ومعرفة النافع وغير النافع ، واللائق وغير اللائق ، ومعرفة الظالم وغير الظالم ، وأمورا كثيرة في التمييز .
ويُذكر أيضا الرحمة الربانية فيما أنزل الله من الحق ومن البيّنات ومن الإرشاد للناس جميعا ، حيث لا تدع مجالا للشك في أن الإنسان قادر على معرفة الصالح (وكل ما يؤدي للصالح وكل خير) وإتباعه ، ومعرفة الفاسد(وكل ما يؤدي للفاسد وأي شر ) واجتنابه ، وللتدليل هنا نذكر مثلا بسيطا فمثلا إنسان في كامل عقله ومعرفته ولياقته لا يضع يده بالقرب من أفعى سمها فتاك قاتل ، أو مثلا لا يعرض نفسه لأي أذى ولو قليل .
ونستثني ما ندر من رجل (أو امرأة)احترفوا وتدربوا على مقاربة أو اللعب مع المخاطر للترفيه والتسلية وذلك مع أخذ الحيطة والتمرن على كافة وسائل السلامة والحماية .
ونستثني أيضا ما استثناه الشرع ممن رفع القلم عنهم في قول رسول الله " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ " (سنن أبي داوود) .
وقد أعطى الله الإنسان الحرية في أي السبيلين يختار، أيختار الإيمان والهداية والعقلانية والحكيم والفضيل ومسار الحياة العادل الناجع النافع والمحب الخير للجميع والصالح والحياة الكريمة وما يرضي الله وجنة عرضها السموات والأرض ، أم قد يختار الإنسان العاجل والرديء أو الهابط أو ما يُغرِّر به من غرور زائل ، أم من ما تمليه من أماني مهلكة بائسة ، أو ما قد يُغرّر من تزيين مُضل مفسد ، أو من تمني غرير على الله ما ليس بحق ولا عادل ، ونذكر ونسرد قول الله في حرية اختيار أي السبيلين يختار الإنسان حيث قال الله تعالى : {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف 29)، فالإنسان بعقله وتمييزه يعرف كما أُسلف طرق الخير وما أدى إليها وطرق الشر وما أدى إليها ، فالإنسان بما وهبه الله كان حقيقا عليه أن يختار الإيمان والصالح والخير وما أدى إليها مختارا غير مرغم وجعل له في ذلك ثوابا وأجرا ، فإن اختار الإنسان الخير والصالح وتقوى الله وطاعته ومخافته ، واختار أيضا مجانبة المفسد والفساد والفاسد والبعد عنها والنهي عنها فحسن عيشه ، وكان له أيضا ثواب في جنة عرضها السموات والأرض .
وإن اختار الإنسان الكفر أو الفاسد أو الذميم أو عدم طاعة الله كلها أو بعضها أو ما أدى إلى معصية الله ، أو أشرك مع الله أو مع حب الله أي شيء من الدنيا سقيم أو سفيه أو مُعتل أو مُعِل أو منفعة نرجسية ، فمهما ضؤل ذلك الشرك أو كبر ، ومن مات وهو كافر أو منكر أو متعامي عن الله أو فضل الله أو عن الخير الذي شاءه الله ، فعليه جرمه أو إجرامه أو ما اختار ، وهو من قد ظلم نفسه وأشقاها وليس غيره.
ولننظر إلى بعض مدنيات اليوم وإلى الحرية التي فيها ، وما جعلوا فيها للحريات من ضوابط في جوانب ،( ولا يعقل أن تكون حرية بلا ضوابط ، ولكن في بعضٍ من الجوانب جعلوا فيها من انفلات !! ) .
فنقول أنهم في جوانب قد رعوا حقوقا مدنية رعاية مُقدَّرَة ولا نقول كاملة ، وفي جوانب ما فما رعوا حق الله وحق الدين رعاية سليمة ، ولا رعوا حق أو جل حقوق السماحة الطيبة الكريمة أو المنصفة ، أو ما رعوا كامل حقوق الإنسانية الكريمة العادلة الحكيمة والنزيهة ، ومنهم من لم يعط تلك الجوانب الكريمة قدرها السليم أو أهمل جلها .
ومع المعلوم والمؤكد فأن "الدين الحق" هو خير من رعى الحقوق الكريمة كلها وأكملها ، وهو من كفل الحريات المستقيمة والطيبة والنافعة والكريمة واحترمها ، ورغب للناس والخَلق الحياة العادلة السليمة .
وللمعلومة وللحقيقة الناصعة وللحكمة الجلية فإن الحرية الحقيقية والمستقيمة والكريمة والحكيمة فهي : تلك التي تتحقق في الحدود التي وضعها الله للناس والتي فيها مصلحتهم ومنفعتهم وعدم الأذية أو الظلم لشيء ، وفيها أيضا عدم حرمان الناس مما خلق الله للناس من الطيبات ومن الحلال "وذلك بالتكسب الحلال الطيب الفاضل النظيف" , وهي حرية نافعة تتمثل فيها كل معاني الإنسانية الصالحة والبر والعطاء ومعرفة الحقوق لأصحابها وكل ذي فضل فضله ، وقبل كل شيء معرفة حق وفضل خالق السماوات والأرض ورب كل شيء .
وتلك هي الحرية التي ينال الإنسان بها حقه الذي أعطاه إياه الله دون أن يكون معتديا على حق أحد ولا ظالما لأحد ولا مقترفا لأثم ولا متجنيا على أحد ولا متغطرسا على أحد ولا مضطهدا لأحد ، وأن يعيش الإنسان حياته الكريمة لا مضطهدا ولا مسلوب الحقوق ولا مزدريا ولا منتقصا من إنسانيته ولا من قدره ، ولا مغبون الفضل ولا معاقبا دون جريرة ، ولا معاقبا دون محاكمة عادلة ، ولا مسلوبا إرادة الخير والعفاف (كالجلباب الذي فرضه الله على نساء المسلمين مثلا ) , ولا مسلوبا وإرادة فعل الخير والإحسان وإغاثة الملهوف والمحتاج وحب الله وكل صالح وعبادة الله على بيّنة والالتزام بشرعه الحكيم .
ولتبيين جميع جوانب هذا الموضوع ، فسنمعن في أمور قد تسمى حرية جزافا أو افتراءا أو كذبا ولكنها ليست حرية ، وسنرى ما هي الحرية مدلولاتها المقبولة ومدلولاتها الغير مقبولة ، وذلك في مقولة لاحقة بإذن الله .
ونكرر أن الإسلام رعى حريات الأفراد وكرامتهم في إطار جلب المنفعة والحياة السليمة للناس وللحياة ككل , وفي إطار درء المفسدة والفوضى والظلم والنكد , وذلك في ضوابط سليمة هي قمة حماية كيان المجتمع السليم النظيف النزيه , فلا يعقل أن تكون حرية بدون ضوابط وبدون موجهات ، أو أن تكون الحرية ما يمليه الهوى والنزعات , أو ما يؤدي إلى فساد المجتمع والحياة ككل .
(1)
بقلم : أبو عبيدة أمارة .
(ملاحظة : هذه المقالة وجزءها الثاني نشرته في صحف محلية قبل ما يزيد عن ثمان سنوات ، وهي مبنية على حقائق ومنطق لا يرفضه العقل السليم ، والشيء يعرف بضده كثيرا ، فالسليم يعرف أحيانا بما يناقضه من السيئ والمنبوذ عند الناس .
ولا بد ومن أجل أن تنجلي الصورة وتتضح معالم المشهد وتستبين القضية ، فلا بد وأن يبدأ الموضوع بتبيين الكم الهائل من النعم التي أوجدها الله للإنسان أولا .
ومن الناس من قد يقرأ الحقيقة مجتزئة أو ومشوهة ، ومن هنا ولا بد ومن أجل الحق والإنصاف فلا بد للإنسان من النظرة الواسعة الأفق والشاملة والمتبصرة ، وليست الحميد لأحد أن تكون له النظرة الضيقة الأفق أو المنغلقة في زاوية مبهرجة ، وعدم النظر إلى كل الجوانب النافعة والمفيدة.
وأما بالنسبة لقانون العقوبات فهو قانون قد أقرته جميع الحضارات الإنسانية ، بغض النظر حاليا عن مدى العدالة والمصداقية ) .
ونبدأ بالكم الكبير من النعم التي وهبها الله ، والذي وقد يحوله كثير من الناس-معاذ الله- إلى نِقم ، ونبدأ موضوعنا :
خلق الله الإنسان مخلوقا عاقلا بصيرا مُمَيِزا وأعطاه نعم كثيرة وكبيرة وسخر له ما في السماوات والأرض ، وأسبغ الله على الإنسان نعما ظاهرة وباطنة ، وَإِنْ نَعُد نِعْمَ ٱللَّهِ لاَ تحْصُيهَا ، ولنتذكر بعضا من نعم الله على سبيل الامتنان والتدليل لا على سبيل الحصر والتقليل ، فمثلا كنعمة السمع ، ومثلا كنعمة البصر ، ولمعرفة عظم قدر هاتين النعمتين الجليلتين فقط وكبير نفعهما فليقارن أي امرئ ممن لم يفقدوا هاتين النعمتين بحال من فقدهما ، ونعد أيضا من النعم الكثيرة التي خلقها الله للإنسان على سبيل التذكير والامتنان أيضا أمثلة ، كمثال الهواء والماء والغذاء ، ومثال قدرة التنفس والهضم والذوق و..و.. ، و.. ونعم لا تحصى ولا تعد ، وهنا نتذكر أيضا نعمة العقل والتفكير والتمييز وهي من أعظم النعم وهي في جوهر هذا الموضوع .
ونعمة العقل والتمييز التي أعطاها الله للإنسان مكَّنَته من التمييز بين النافع وغير النافع ، وبين الصائب وغير الصائب ، وبين الضار وغير الضار ، وأمورا كثيرة من الخير والشر ويميزها الإنسان .
ونعمة العقل فتحت للإنسان أيضا آفاقا عقلية واسعة في استغلال ما خلق الله للناس على الأرض من نعم لاستعمالها في الصالح والرفاهية الكريمة وللخير ، وكي يُحسّن الإنسان عيشه ويبني وسائل كريمة ، وأيضا لمعرفة فضل وعظم نعم الله ووو... ، والله يقول {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ}(لقمان 20) (ويجدر التذكير والتنويه بأن النعم التي خلقها الله خلقت للصالح والإحسان فلا يَحْسُن أن تستغل للضار أو للفاسد أو لظلم النفس أو الغير أو لأي أمر فيه ظلم ) .
ونتركز هنا في موضوعنا وهو في الحرية ومفهومها السليم ، ونحن واعين عالمين عاقلين أن نعمة العقل والتمييز التي وهبنا إياها الله هي نعمة عظيمة وأعطت الإنسان القدرة وكما ذُكر سابقا أعطته القدرة على التمييز ومعرفة الخير والشر ، ومعرفة النافع وغير النافع ، واللائق وغير اللائق ، ومعرفة الظالم وغير الظالم ، وأمورا كثيرة في التمييز .
ويُذكر أيضا الرحمة الربانية فيما أنزل الله من الحق ومن البيّنات ومن الإرشاد للناس جميعا ، حيث لا تدع مجالا للشك في أن الإنسان قادر على معرفة الصالح (وكل ما يؤدي للصالح وكل خير) وإتباعه ، ومعرفة الفاسد(وكل ما يؤدي للفاسد وأي شر ) واجتنابه ، وللتدليل هنا نذكر مثلا بسيطا فمثلا إنسان في كامل عقله ومعرفته ولياقته لا يضع يده بالقرب من أفعى سمها فتاك قاتل ، أو مثلا لا يعرض نفسه لأي أذى ولو قليل .
ونستثني ما ندر من رجل (أو امرأة)احترفوا وتدربوا على مقاربة أو اللعب مع المخاطر للترفيه والتسلية وذلك مع أخذ الحيطة والتمرن على كافة وسائل السلامة والحماية .
ونستثني أيضا ما استثناه الشرع ممن رفع القلم عنهم في قول رسول الله " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ " (سنن أبي داوود) .
وقد أعطى الله الإنسان الحرية في أي السبيلين يختار، أيختار الإيمان والهداية والعقلانية والحكيم والفضيل ومسار الحياة العادل الناجع النافع والمحب الخير للجميع والصالح والحياة الكريمة وما يرضي الله وجنة عرضها السموات والأرض ، أم قد يختار الإنسان العاجل والرديء أو الهابط أو ما يُغرِّر به من غرور زائل ، أم من ما تمليه من أماني مهلكة بائسة ، أو ما قد يُغرّر من تزيين مُضل مفسد ، أو من تمني غرير على الله ما ليس بحق ولا عادل ، ونذكر ونسرد قول الله في حرية اختيار أي السبيلين يختار الإنسان حيث قال الله تعالى : {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف 29)، فالإنسان بعقله وتمييزه يعرف كما أُسلف طرق الخير وما أدى إليها وطرق الشر وما أدى إليها ، فالإنسان بما وهبه الله كان حقيقا عليه أن يختار الإيمان والصالح والخير وما أدى إليها مختارا غير مرغم وجعل له في ذلك ثوابا وأجرا ، فإن اختار الإنسان الخير والصالح وتقوى الله وطاعته ومخافته ، واختار أيضا مجانبة المفسد والفساد والفاسد والبعد عنها والنهي عنها فحسن عيشه ، وكان له أيضا ثواب في جنة عرضها السموات والأرض .
وإن اختار الإنسان الكفر أو الفاسد أو الذميم أو عدم طاعة الله كلها أو بعضها أو ما أدى إلى معصية الله ، أو أشرك مع الله أو مع حب الله أي شيء من الدنيا سقيم أو سفيه أو مُعتل أو مُعِل أو منفعة نرجسية ، فمهما ضؤل ذلك الشرك أو كبر ، ومن مات وهو كافر أو منكر أو متعامي عن الله أو فضل الله أو عن الخير الذي شاءه الله ، فعليه جرمه أو إجرامه أو ما اختار ، وهو من قد ظلم نفسه وأشقاها وليس غيره.
ولننظر إلى بعض مدنيات اليوم وإلى الحرية التي فيها ، وما جعلوا فيها للحريات من ضوابط في جوانب ،( ولا يعقل أن تكون حرية بلا ضوابط ، ولكن في بعضٍ من الجوانب جعلوا فيها من انفلات !! ) .
فنقول أنهم في جوانب قد رعوا حقوقا مدنية رعاية مُقدَّرَة ولا نقول كاملة ، وفي جوانب ما فما رعوا حق الله وحق الدين رعاية سليمة ، ولا رعوا حق أو جل حقوق السماحة الطيبة الكريمة أو المنصفة ، أو ما رعوا كامل حقوق الإنسانية الكريمة العادلة الحكيمة والنزيهة ، ومنهم من لم يعط تلك الجوانب الكريمة قدرها السليم أو أهمل جلها .
ومع المعلوم والمؤكد فأن "الدين الحق" هو خير من رعى الحقوق الكريمة كلها وأكملها ، وهو من كفل الحريات المستقيمة والطيبة والنافعة والكريمة واحترمها ، ورغب للناس والخَلق الحياة العادلة السليمة .
وللمعلومة وللحقيقة الناصعة وللحكمة الجلية فإن الحرية الحقيقية والمستقيمة والكريمة والحكيمة فهي : تلك التي تتحقق في الحدود التي وضعها الله للناس والتي فيها مصلحتهم ومنفعتهم وعدم الأذية أو الظلم لشيء ، وفيها أيضا عدم حرمان الناس مما خلق الله للناس من الطيبات ومن الحلال "وذلك بالتكسب الحلال الطيب الفاضل النظيف" , وهي حرية نافعة تتمثل فيها كل معاني الإنسانية الصالحة والبر والعطاء ومعرفة الحقوق لأصحابها وكل ذي فضل فضله ، وقبل كل شيء معرفة حق وفضل خالق السماوات والأرض ورب كل شيء .
وتلك هي الحرية التي ينال الإنسان بها حقه الذي أعطاه إياه الله دون أن يكون معتديا على حق أحد ولا ظالما لأحد ولا مقترفا لأثم ولا متجنيا على أحد ولا متغطرسا على أحد ولا مضطهدا لأحد ، وأن يعيش الإنسان حياته الكريمة لا مضطهدا ولا مسلوب الحقوق ولا مزدريا ولا منتقصا من إنسانيته ولا من قدره ، ولا مغبون الفضل ولا معاقبا دون جريرة ، ولا معاقبا دون محاكمة عادلة ، ولا مسلوبا إرادة الخير والعفاف (كالجلباب الذي فرضه الله على نساء المسلمين مثلا ) , ولا مسلوبا وإرادة فعل الخير والإحسان وإغاثة الملهوف والمحتاج وحب الله وكل صالح وعبادة الله على بيّنة والالتزام بشرعه الحكيم .
ولتبيين جميع جوانب هذا الموضوع ، فسنمعن في أمور قد تسمى حرية جزافا أو افتراءا أو كذبا ولكنها ليست حرية ، وسنرى ما هي الحرية مدلولاتها المقبولة ومدلولاتها الغير مقبولة ، وذلك في مقولة لاحقة بإذن الله .
ونكرر أن الإسلام رعى حريات الأفراد وكرامتهم في إطار جلب المنفعة والحياة السليمة للناس وللحياة ككل , وفي إطار درء المفسدة والفوضى والظلم والنكد , وذلك في ضوابط سليمة هي قمة حماية كيان المجتمع السليم النظيف النزيه , فلا يعقل أن تكون حرية بدون ضوابط وبدون موجهات ، أو أن تكون الحرية ما يمليه الهوى والنزعات , أو ما يؤدي إلى فساد المجتمع والحياة ككل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحرية ومفهومها السليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرية ومفهومها السليم
»  الجسم السليم في الاستهلاك السليم
»  اسس التعامل السليم مع أبناءك و طرق التواصل الفعّال
» قيمة الحرية
» معلومات تمثال الحرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: