ابرز ما تناولته الصحف العربية 26/08/2017
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية احتدام الخلاف بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وبين جماعة أنصار الله أو الحوثيين.
رأت بعض الصحف أن الخلاف بين الطرفين لا يعدو عن كونه "تراشق إعلامي"، بينما وصفت صحف أخرى الخلاف بأنه "انقلاب السحر على الساحر" صالح.
وكان صالح قد ألقى كلمة تحفيزية في الرابع والعشرين من أغسطس / آب بمناسبة ذكرى الـ 35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه، وأكد استعداده لتعزيز جبهات القتال بعشرات الآلاف من المقاتلين.
وعقبت الكلمة اشتباكات بين أنصار صالح والحوثيين.
"تراشق الانقلابيين"
يشير خالد صالح بن شجاع في جريدة عدن الغد اليمنية إلى "تراشق الانقلابيين" في الإعلام.
ويقول: "في الفترة الأخيرة بعد استحواذ جماعة الحوثي على القرار السياسي والمناصب والأماكن السيادية الهامة وتم تهميش أنصار المخلوع صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام مما سبب تذمر أدى إلى التوتر والتصعيد بين طرفي الانقلاب، وبالذات في هذا الأسبوع مع إعلان حزب المؤتمر الاحتفال مع مناصريه في ميدان السبعين في صنعاء بمناسبة تأسيس الحزب".
وفي تبيان نقط الخلاف بين الطرفين، يقول عريب الرنتاوي في جريدة الدستور الأردنية: "صالح يتهم الحوثيين بالهيمنة والاستئثار على مفاصل الحكومة والمجلس السياسي، ويحمّل لجنتهم الثورية المسؤولية عن التردي في علاقات الحليفين اللذين صمدا لما يقرب من ثلاث سنوات في مواجهة حرب عاتية، شنها تحالف عريض ومدجج بأحدث ما أنتجته الترسانة الحربية الغربية".
ويضيف: "فيما يتهم الحوثيون صالح، بخيانتهم والغدر بهم، من خلال التساوق مع مشاريع ، تسعى في خلق الشقاق بين الحليفين واستمالة صالح ونجله وحزبه إلى جانب التحالف العربي ، ودائماً على حساب الحوثيين وبالضد من حليفتهم الإقليمية: إيران".
"انقلب السحر على الساحر"
أما ياسين نعمان، فيقول في جريدة الأيام اليمنية: "صالح يعرف جيداً أن السحر انقلب على الساحر.. ففي الوقت الذي اعتقد فيه أنه استخدم الحوثيين لتنفيذ المشروع الانقلابي الانتقامي فقد كان يسلم لهم كل ما جمعه من أدوات نفوذ وقوة خلال ثلاثة عقود بصورة عكست حماقة المنتقم حينما يدمر كل شيء ليجد نفسه محاطاً بخراب".
ويتنبأ نعمان بأن الخلاف بين الطرفين لن يؤدي لإنهاء التحالف بينهما، مضيفاً : "سيستمر صراخ الطرفين في صورة لغو وزعيق .. فلا صالح يمتلك القوة على تعديل المعادلة مع حليفه الحوثي، ولا الحوثي لديه مصلحة في إنهاء التحالف مع صالح والذي يعطيه الغطاء لمشروعه".
من جانبه، يتساءل عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية عما إذا كان صالح سيتخلى عن الحوثي، ويقول: "صالح، الذي يفتخر بأنه من مهارته السياسية قادر على أن يراقص الثعابين، قد لا يعدو خلافه مع الحوثي مجرد رقصة أخرى من رقصاته المتكررة. لهذا يوجد تشكيك كبير في رواية خلافه والجميع في انتظار ما سيحدث لاحقاً. وهذا لا ينفي حقيقة الخلافات بين الحليفين، فالميليشيات الحوثية اعتادت على إهانة قيادات قواته في الميادين، واستولت على العديد من المواقع التابعة له، عدا عن التنازع السياسي والمالي".
وفي الجريدة نفسها، يقول مشاري الذايدي تحت عنوان "الأعدقاء صالح والحوثي": "صالح، مراقص الثعابين، لا يريد شطب الحوثي من المشهد نهائياً، إن كان يقدر أصلاً، بل يريد ترويض الثور الحوثي الهائج، وتسخيره للمناورات السياسية الداخلية والخارجية".
الأزمة مع قطر
وفي سياق آخر، سلطت الصحف الإقليمية الأضواء على الأزمة مع قطر وعلى ما وصفته بأدلة تدينها وتؤكد دعمها للإرهاب.
وعن ما وصفَه بالأعمال التخريبية القطرية، يقول أسامة يماني في عكاظ السعودية: "الأعمال والأدوار التخريبية التي قامت بها قطر في داخل السعودية من شراء الذمم ودعم لبعض من المشايخ ... وكذلك بإذكاء وإثارة الطائفية والقَبليةِ والمذهبية حتى تهييء وترتب لإثارة الفتن، وقامت بالترويجِ لذلك عبر من يُدعَون بالمشايخِ أو الدعاة الذين يقبضون أجورهم من الدوحة، على حد وصف الكاتب.
من جانبها، هاجمت الصحف القطرية الدولَ المقاطعةَ لها، وما وصفته ﺑ"الإجراءات الظالمة لها التي فضحت العداء للشعب القطري".
تحت عنوان "قطر والسعوديون والحصار"، يقول محمد صالح المسفر في جريدة الشرق: "إنهم لا يعرفون خصوصيةَ المجتمع القطري، راهنوا بأن الحصار سيسقِط النظام وفشلوا، راهنوا على خلق بديل من العائلة وتلميعه إعلامياً وفشلوا. راهنوا على إقناعِ العالم بأن قطر تمول الإرهاب والإرهابيين فلم يصدقهم العالم".
قراءة مضامين أبرز الصحف العربية الصادرة اليوم
تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم ، جملة من المواضيع، أبرزها، العلاقات المصرية-البريطانية، وجهود القاهرة لتعزيز تقاربها من الدول الإفريقية، وتطورات القضية الفلسطينة، ومستجدات الأزمة الخليجية، فضلا عن الانفتاح الاقتصادي في السعودية على الاستثمارات الخارجية، والعلاقات بين قطر وإيران، إلى جانب احتدام الخلاف بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، والعملية التي يشنها الجيش اللبناني لمحاصرة تنظيم (داعش).
ففي مصر، أشارت يومية (الأهرام) إلى أن زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، أمس إلى القاهرة، ولقائه بوزير الخارجية المصري سامح شكري، تندرج في سياق تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين مصر وبريطانيا في ما يتعلق بالتعامل مع العديد من الأزمات التي تمر بها المنطقة، ومنها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات الوضع في سورية والعراق وليبيا.
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب فؤاد سعد، تناول فيه الجهود المصرية لتعزيز التقارب مع إفريقيا، قال فيه إن "مصر عانت كثيرا جراء ابتعادها عن دول القارة الإفريقية قرابة أكثر من 20 عاما بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك قرب مطار أديس أبابا، وبعد أن كانت مصر هي الدولة الحاضنة والملهمة لمعظم الدول الإفريقية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر الذي وقف بكل قوة وخلفه الشعب المصري، لمساندة معظم الدول الإفريقية في كفاحها لنيل حريتها من الاستعمار الأوروبي البغيض في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي".
وسجل الكاتب أن مصر تحاول أن تعيد علاقاتها مع افريقيا الى وهجها السابق، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى أربع دول إفريقية، تؤكد "صدق سياسة مصر الحكيمة وضرورة الاستمرار في تنفيذها على المستوى الإفريقي".
وبخصوص تطورات القضية الفلسطينية، أبرزت يومية (الأخبار)، أن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، دعا أمس الخميس، خلال افتتاح الدورة الـ100 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، إلى ضرورة استمرار الدعم اللازم للاقتصاد الفلسطيني من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي موضوع آخر، اهتمت الصحف المصرية، بانعقاد الاجتماع الأول للمجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأشارت يومية (الجمهورية) في هذا الصدد، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال رئاسته لهذا الاجتماع، على أهمية قيام المجلس بصياغة وإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا، تشمل مختلف المحاور الأمنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، فضلا عن تعزيز التنسيق بين جميع أجهزة الدولة بالنسبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية .
أما صحيفة (الأخبار) فسجلت من جهتها، أن الرئيس السيسي، شدد خلال رئاسته أمس لهذا الاجتماع على اهمية مساهمة المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، في جهود نشر الخطاب الديني المعتدل والمفاهيم الصحيحة، بالإضافة إلى وضع خطط لحماية الشباب من التطرف ودعم جهود توفير فرص العمل لهم.
وبخصوص تداعيات الأزمة الخليجية، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب العزب الطيب الطاهر أكد فيه أن "سياسة الاستقواء بالخارج باتت تمثل أحد مرتكزات قطر في تعاملها مع أزمتها مع الدول الأربع التي أعلنت مقاطعتها لها في الخامس من يونيو الماضي، مما وضع الأزمة في حالة مراوحة المكان، دون أن يظهر في الافق ما ينبئ عن حدوث اختراق حقيقي يمكن ان يفضي إلى مقاربة تنهيها".
وأضاف الكاتب أنه "رغم مرور 80 يوما عن بداية الأزمة، لم تبدي الدوحة اي قدر من التجاوب الحقيقي مع المطالب ال13 التي تقدمت بها دول المقاطعة، وهو أمر لافت، ولم تباشر التعاطي الإيجابي مع الوساطة الكويتية، مما أعاد الأمور إلى حالة من الركود".
وفي السعودية، أبرزت يومية (الاقتصادية) الانفتاح الاقتصادي للمملكة على الاستثمارات الخارجية ولاسيما مع الصين التي "سارعت مؤخرا من وتيرة اندفاعها نحو السعودية من أجل الإسهام في عملية البناء الاقتصادي الهائلة التي تجري في البلاد، خصوصا وأنها توفر مساحات واسعة ومتنوعة لأي نشاط استثماري".
وأكدت الافتتاحية أن المؤسسات والشركات الصينية "كانت من أوائل المؤسسات العالمية التي وجدت كثيرا من الفرص في (رؤية المملكة 2030)، في الوقت الذي كانت فيه مؤسسات الصين الاستثمارية والإنتاجية والاقتصادية بشكل عام، تحقق تقدما كبيرا على الساحة العالمية، بل إن بعضها تفوق على مؤسسات غربية عريقة في الاختصاص نفسه".
وفي الشأن اليمني، كتبت يومية (الوطن الآن) أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح "خيب آمال مشايخ اليمن في مواجهة الحوثيين، وذلك في كلمته التي لم تتجاوز خمس دقائق في احتفالية المؤتمر الشعبي بميدان السبعين أمس، حيث ظهر ذليلا خاضعا، دون أن يصف الحوثيين بأي عبارات رغم هجومهم الكبير عليه خلال الأيام الماضية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم محاولة الاغتيال التي رسمها الحوثيون لصالح قبل وقت قليل من خروجه إلى السبعين من خلال كمين تم إعداده، اضطر على إثرها إلى تغيير مسار تحركه، إضافة إلى إهانة واعتقال عدد من قيادات المؤتمر، واقتيادهم إلى مواقع مجهولة، إلا أن صالح شدد في كلمته على دعم الحوثيين بالآلاف من المقاتلين".
وفي شأن آخر، قالت يومية (عكاظ) إن الغموض لا يزال يلف مصير الشركة الأمريكية المعروفة باسم "كروب أوليف" المكلفة بحماية الطريق الدولي الواصل بين بغداد وعمان، ما أتاح للحشد الشعبي أن يحل محل الشركة الأمريكية، مشيرة إلى أن الأردن جدد رفضه وجود أي ميليشيات طائفية على حدوده مع العراق، معتبرا أن "الخطر الذي قد تشكله الميليشيات يهدد المملكة ودول الإقليم والجوار".
وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها بحث تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة، وتوقفت بعضها عند قرار الدوحة عودة سفيرها الى طهران بعد استدعائها له في يناير 2016 تضامنا مع المملكة العربية السعودية بعد واقعة الاعتداء على بعثتيها في كل من طهران ومشهد.
تحت عنوان "عودة السفير القطري لطهران قرار صائب"، كتب رئيس تحرير صحيفة (الراية) أن "العلاقات بين الدوحة وطهران وثيقة ووطيدة وأخوية، لم تشبها شائبة أو يعكر صفوها خلاف ثنائي رغم حالات التوتر والاضطراب التي تمر بها المنطقة من حين لآخر"، مستدركا بالقول إن سحب قطر لسفيرها "في الأصل لم يكن لخلاف ثنائي من أي نوع بين البلدين وإنما لأسباب تضامنية مع دولة شقيقة".
وتابع أن ما يجمع بين البلدين "أكثر من هدف وعامل مشترك"، وانهما "حريصتان على علاقات استراتيجية وذات مصداقية ومستدامة بينهما، تحكمها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير، يعزز كل ذلك سياج منيع من المنافع التجارية والاقتصادية وروابط الدين والجوار"، فضلا عن كون "إيران دولة إقليمية لها وزنها وشأنها"، لافتا الانتباه الى أن "التنامي الملحوظ في وتيرة" علاقات البلدين "لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها منطقة الخليج، يمثل مكسبا لدول وشعوب المنطقة كلها".
ومن جهتها، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عند المباحثات الأخيرة التي أجراها وزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية، بكل من موسكو مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، وبأنقرة مع الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، والتي جدد فيها موقف قطر الداعي الى الحوار المباشر كمدخل لحل الازمة الخليجية الراهنة، مسجلة أن هذا الموقف "ظلت تتمسك به قطر، وتشدد عليه" وهو ما "تفهمه الوسيط الكويتى، وأكدت عليه كل الاطراف التي تدخلت دعما لتلك الوساطة".
وفي لبنان، كتبت يومية (الجمهورية) أن "معركة "فجر الجرود" في أبعادها غير المعلنة، هي أكثر من معركة على أكثر من جرود، وعلى أكثر من ساحة وجبهة قتال، وقد تنتهي بأكثر من انتصار. وأضافت الصحيفة أن أبرز ما سجل في هذه العملية، هي نجاحها في تحرير الأرض، وتعزيز وحدة الجيش بوحدة الدم، وتنامي حدة المنافسة في تدفق العواطف الجياشة نحو الجيش، مشيرة إلى أن عملية الجيش هاته حاصرت المحاولات الساعية لتشتيت الجيش والتشكيك في قدرته في الدفاع عن التراب اللبناني.
وفي نفس الموضوع، نقلت صحيفة (الأخبار)، عن مصدر عسكري رفيع، تأكيده لليومية أن قرار الجيش خوض معركة الجرود اتخذ لتحقيق ثلاثة أهداف وهي استرداد الأرض التي تحتلها التنظيمات الإرهابية، وإزالة الخطر الإرهابي عن لبنان بعد تفاقمه بتجنيد عناصر إرهابية وتشكيل مجموعات إرهابـية والتخطيط لتفجيرات انتحارية، وكـشف مصير الجنود الأسـرى المفقودين.
وأشار المصدر، تضيف اليومية، إلى أن الهدف الأخير "لا يزال صعب التحقيق من قبل الجيش الذي يضع سلامة جنوده في مقدم اهتماماته، علما بأن المـساحة الجغرافية التي يجري الحديث عنها، سواء في لبنان أو بين لبنان وسوريا، كبيرة وواسعة وخالية من مواطنين لبنانيين يمكن أن يتعاون معهم الجيش، للحصول على معلومات حول الجنود المفقودين".
أما صحيفة (المستقبل) فسجلت أن الالتفاف الرسمي والشعبي حول الجيش، يعززه تثبيت وجوده وحضوره ودوره في المناطق التي حررت من الإرهاب وإخضاعها لسلطته وسلاحه وحدهما بما يكمل دائرة الأمان والاطمئنان، ويعززها.
وفي هذا الصدد، توقفت اليومية عند تفقد رئيس الوزراء سعد الحريري لوحدات الجيش المقاتلة والمنتشرة في الجرود البقاعية الشرقية، وثناؤه بحرارة على بطولاتها وتضحياتها في الدفاع عن الوطن وأهله.