منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Empty
مُساهمةموضوع: الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب   الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Emptyالأحد 17 سبتمبر 2017, 9:27 pm

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب

لبلاد المغرب الأقصى وضعيَّة خاصَّة على مرِّ التاريخ؛ فلقد كانت تمثِّل منتهى حدود الدولة الإسلامية غربًا؛ مما جعلها في موقف الرِّباط الدائم مع العدوِّ الأوروبي المتربص والمتحفِّز للوثوب على العالم الإسلامي، ولقد تعاقبَت الدول والممالِك الإسلامية المختلفة على حكم هذه البلاد الإستراتيجية، والتي كانت أولًا إحدى أقاليم الخلافة الأموية ثم العباسية؛ وابتداءً من سنة 172هـ خرَجت من عباءة الخلافة العباسية، وقامت بها دولة الأدارسة التي ظلَّت قائمةً حتى سنة 375هـ، ثم خضعَت بعدها لدولة المرابطين، ثم دولة الموحدين، ولما سقطَت دولة الإسلام في الأندلس كانت بلاد المغرب تحت حكم بني وطاس، الذين لم يكونوا على مستوى الأحداث الجسيمة التي كانت تتمخَّض بها المنطقة بأسرها، فبدأت بلاد المغرب تتعرَّض لسلسلة متواصلة من الحملات الصليبية المتتابعة؛ من إسبانيا تارة ومن البرتغال تارة، ومن إنجلترا وفرنسا، وحتى ألمانيا، وأصبحت البلاد مثل الفريسة السَّهلة التي يتصارع عليها وحوش الغابة.
 
بلاد المغرب والدولة العثمانية:
كانت بلاد المغرب تحت حُكم بني وطاس منذ سنة 823هـ، ولما سقطَت الأندلس وثَب نصارى الأندلس - الإسبان والبرتغاليون - على سواحِل المغرب، واحتلُّوا العديدَ من مدنها ومَوانيها، ولم يَجرؤ بنو وطاس على مُنازلة البرتغاليين، وعَظُم ذلك على مسلمي المغرب، وأظهَر البرتغاليُّون صليبيَّتَهم المشهورة، وأحرقوا القرى وقتَلوا السكَّانَ، وتشفوا غاية التشفِّي بالمسلمين؛ فلقد كانت قلوبهم مَشحونة بأحقاد قرونٍ ثمانية حَكَم فيها المسلمون بلادَهم، وجاءتهم الفرصةُ للانتقام؛ فأطلقوا العنانَ لرغباتهم وأحقادِهم ونزواتهم الحيوانيَّة.
 
ثار المسلمون على حُكم بني وطاس الضَّعيف الخانع؛ فسقطَت دولتُهم، وجاء من بعدهم السعديُّون؛ وذلك سنة 955هـ، وحقَّقوا انتصارات متتالية على البرتغاليين، وذلك بفضل الله عزَّ وجل أولًا، ثم بفضل مساعدة الدَّولة العثمانية وسلطانها آنذاك "سليمان القانوني"، الذي كان يرى في بلاد المغرب جبهةً متقدمة في القتال مع الدول الأوروبيَّة الصليبيَّة.
 
استغلَّ الصليبيون المخاوفَ الموجودة لدى سلاطين السعديِّين من التوسُّع العثماني في الشمال الإفريقي، وعملوا على إذكاء هذه المَخاوف وتضخيمها بالشائعات والأكاذيب عن نيَّة العثمانيِّين في احتلال المغرب؛ حيث لم يَقبل من الشمال الإفريقي كله سوى بلادهم، وعملَت المخابرات البرتغاليَّة والإسبانية على تَزوير المكاتبات والرسائل المفتعلَة بين العثمانيين وزعماء الأندلسيِّين المقيمين بالمغرب منذ سقوط دولتهم، والذين كانوا يَحلمون بانضِمام المغرب للدولة العثمانيَّة حتى يعودوا إلى الأندلس مرَّةً أخرى، ومع استيلاء حسن بن خير الدين والي الجزائر على تلمسان تأكَّدَت المخاوف لدى سلاطين المغرب، ووقعَت العداوة، واستحكمَت الخصومة، وشُحن المغاربة كراهيةً ضد العثمانيين، وفرِح الصليبيُّون بذلك، وأخذ سلاطين المغرب في الاستعانة بالصليبيِّين ضد إخوانهم العثمانيين، وقابل العثمانيُّون ذلك بالتحضير لعمل كبير ضد هذا التحالف المشبوه.
 
وقع الخلاف بين أفراد الأسرة السعديَّة الحاكمة بالمغرب أيام السلطان محمد المتوكل على الله سنة 985هـ؛ ممَّا جعل أبناءَ أخيه يطلبون العونَ من العثمانيين فأمَدُّوه بجيشٍ كبير، وطلب محمد المتوكل المساعدةَ من الصليبيين، فجاءه تحالُف صليبيٌّ كبير من عدَّة دول أوروبيَّة؛ من إسبانيا والبرتغال والألمان والطليان والهولنديين، ووقعَت معركة وادي المخازن الشهيرة سنة 986هـ، ولكن ما لبثت أن ساءت العلاقة بين العثمانيِّين والمغاربة مرَّةً أخرى، وانصرف العثمانيُّون عن اهتمامهم بالمغرب، وركَّزوا على تأمين الحدود الجزائرية المغربيَّة لمنع النُّفوذ الأوروبي من التوغُّل في الشمال الإفريقي.
 
التدخل الصليبي في المغرب:
كان لانصراف العثمانيِّين عن المغرب أثَرٌ كبير في زيادة النُّفوذ الأوروبي الصَّليبي بالمغرب، وأسهم الصِّراع على السلطة بين أفراد الأسرة السعدية في زيادة هذا النُّفوذ، وأسرَف بعضُ سلاطين المغرب في الاستعانة بالصليبيين ضد خصومه، حتى إنَّ السلطان المأمون بن المنصور قد أعطى الإسبانَ الصليبيين ميناء (العرائش)، وفضح لهم أمرَ الأندلسيين الذين اتَّفقوا مع الجزائريين للقيام بحركةٍ ضد الإسبان وإعادة المسلمين إلى الأندلس؛ ممَّا جعل الإسبان يقضون على مَن بقي من المسلمين في الأندلس، وقد أدَّت هذه الخيانة الشنيعة إلى أن يَثور المغاربة على سلطانهم ويقتلوه سنة 1022هـ.
 
أخذ شأن السعديين يَضمحل بسبب خيانتهم للمسلمين وعمالتهم للصليبيِّين، حتى زالت دولتهم سنة 1050هـ، وحلَّت مكانهم أسرةُ الأشراف العلويين الذين يَنسبون أنفسهم لآلِ البيت، ولكنهم وجَدوا منافسة شديدة من القبائل المغربية؛ مما جعل سلاطين هذه الدَّولة يقضون الشطرَ الأول من دولتهم في صِراعٍ مستمر وحروب شديدة في الداخل والخارج، ودخلوا حروبًا طاحنة مع الجزائريين والعثمانيِّين، خاصَّة أيام السلطان إسماعيل بن محمد الشريف [1082هـ - 1139هـ] الذي تعرَّض لعدَّة محاولات لاغتياله، وعمَّت الفوضى المدن الغربية بعد وفاة إسماعيل؛ لاختلاف أبنائه فيما بينهم، وفي أتون هذه الفوضى الشَّاملة استولى الصليبيُّون على الكثير من سواحل المغرب، ولم يكن من سلاطين هذه الدَّولة مَن يَصلح لهذا المنصب الهام لهذه الدَّولة صاحبة الموقع الإستراتيجي الخطير سوى عددٍ قليل لا يتجاوز عدَّة أصابع اليد الواحدة، وكثير منهم فتَح البلادَ على مصراعيها للنُّفوذ الأجنبي في شكل امتيازات ومُعاهدات وموانئ مَفتوحة ومناطق حرَّة؛ وهكذا أصبح الوضع داخلَ المغرب مثل الفسيفساء المتشابِكة بالصِّراعات الأوروبية على كعكة المغرب الشهيَّة والسهلة، ومع ذلك كله ظلَّت البلاد ظاهريًّا تحت حكم سلاطين الأشراف العلويين الذين انصرَف بعضُهم لإعمار البلاد والبعض الآخر في اللَّهو واللعب، وظلَّت البلاد ظاهرها الاستقلال، وباطنُها الاحتلال متعدِّد الجنسيات.
 
الاحتلال الفرنسي الإسباني المشترك للمغرب:
يعتبر الصِّراع الدائم والمتوارَث على الحكم بين أفراد أسرة السعديين، ثمَّ أفراد أسرة الأشراف العلويين هو السَّبب الرئيس في سُقوط بلاد المغرب تحت الاحتلال الصَّليبي متعدِّد الجنسيات، فضلًا عن الأحقاد الصليبيَّة التي لا تنتهي أبدًا ضد العالم الإسلامي، والتي لا تَخبو نارها عبر القرون؛ بل تزيد وتَأَجَّج، وتدفع أصحابَها في كل عصر إلى الوثوب على العالم الإسلامي متى سنحَت الفرصة.
 
كانت بدايات الاحتلال الحقيقي للبلاد في عَهد السلطان محمد الرابع [1276هـ - 1290هـ] عندما احتلَّ الإسبان مدينةَ (تطوان)، فأرسل السلطان جيشًا لقتالهم، فهُزم أمام الإسبان، واضطرَّ السلطان لدفع مبلغ عشرين مليون ريال للإسبان للخروج من تطوان، وقد أدَّت هذه الحادثة لسقوط هيبة المسلمين المغاربة أمام عدوهم الصَّليبي، وارتماء بعض سلاطين المغرب في أحضان بعض الصليبيين ليحموهم من صليبيِّين آخرين؛ فحالفوا فرنسا ضدَّ إسبانيا، ثم إنجلترا ضد فرنسا، ثمَّ ألمانيا ضد فرنسا وإسبانيا، وهكذا، وقد غفل هؤلاء السلاطين عن أنَّ كلَّ هؤلاء الأعداء تجمعهم المصالح المشتركة ووحدة العقيدة، ومهما اختلفوا فهم في النِّهاية متَّحِدون على المسلمين.
 
في أيام السلطان عبدالعزيز بن الحسن [1311هـ - 1325هـ] ازداد النُّفوذ الفرنسي داخل المغرب بسبب توسُّع السلطان في الاقتراض من البنوك الفرنسيَّة والهولندية، وقامَت حركات مقاومة ضد السُّلطان والتغلغل الصَّليبي في البلاد، فأسرعَت فرنسا وإسبانيا واتَّفقَتا على اقتسام الغنيمة المغربيَّة الثمينة؛ فأخذَت فرنسا ما أصبح بعد ذلك (موريتانيا)، وأخذت إسبانيا الصحراءَ المغربية، وأُجبر السلطان المنهوك بالديون الطائلة على قبول الوضع القائم؛ وذلك سنة 1319هـ، ولقد اشتدَّ غضب المغاربة على هذا السلطان الخانع وأطلقوا عليه "عبد الأجانب"؛ وقامَت العديد من الثورات ضده؛ فحاول السلطان عبدالعزيز تَحجيم النفوذ الفرنسي والإسباني بالتقرُّب إلى ألمانيا، فأحبطَت فرنسا الخطَّة بإعطاء أجزاء من الكاميرون لألمانيا ترضيةً لها، ثمَّ حاول السلطان عرض القضيَّة المغربية في المحافل الدولية، وعقد مؤتمر الجزيرة سنة 1323هـ - 1906م، وقد انتهى هذا المؤتمر بمَزيد من تكريس النُّفوذ الفرنسي والإسباني في المغرب، وأخيرًا غضبَت فرنسا على السلطان عبدالعزيز بسبب محاولاته المتتالية استدراك أخطائه السَّابقة، وقبضت عليه ونفَته خارج البلاد سنة 1325هـ، وخلفه أخوه عبدالحفيظ.
 
بايَع المغاربة السلطان عبدالحفيظ بشروطٍ؛ منها تحرير المناطق المحتلَّة من المغرب، وإلغاء الامتيازات الأجنبيَّة، وألَّا يستشير الأجانبَ أو يعقد معهم معاهداتٍ إلَّا بعد استشارة أهل البلاد، ولكنَّه ما لبث أن أخذ في مُصانعة فرنسا؛ حتى لا يَلقى مصيرَ أخيه عبدالعزيز؛ فثارت عليه القبائل وبايعوا أخاه "زينًا" وكان واليًا على مكناس؛ فاستنجد عبدالحفيظ بفرنسا التي أسرعَت بجيشٍ كبير وقضَت على ثورة أخيه زين، وكلَّما تكرَّرت الثورة جاءت فرَنسا بقوَّات كبيرة لمساعدة عَميلها ورجلِها المخلص، وفي كلِّ مرة تظلُّ القوات الفرنسية بالمغرب ولا تغادِرها، حتى أصبح لدى الفرنسيين قوَّات ضخمة بالمغرب مكَّنَتها من احتلال فاس سنة 1329هـ، ثمَّ احتلال مكناس والرِّباط، ثمَّ فرضت فرنسا على السلطان عبدالحفيظ معاهدةَ الحماية في سنة 1330هـ - 1912م، وكان ذلك بمثابة الإعلان الرَّسمي عن احتلال فرنسا للمغرب، واضطر عبدالحفيظ أن يَنزل عن الحكم لأخيه يوسف في رمضان سنة 1330هـ، لتبدأ بعدها فصول الجهاد الشامل والمقاومة الإسلاميَّة الباسلة ضد الاحتلال الإسباني الفرنسي المشترك للمغرب.
 
السياسة الصليبية للاحتلال في المغرب:
قامَت الحرب العالميَّة الأولى والمجاهدون المغاربة يقاوِمون الاحتلالَ الفرنسي والإسباني في جبَل الأطلس والريف ومنطقة (تافيللت)، ومع انتهاء الحرب وسقوط الخِلافة العثمانيَّة أصبحَت بلاد المغرب كلها تحت الاحتلال الصليبي المشترك بالتقسيم الآتي:
1- مراكش: تحت الاحتلال الفرنسي.
2- موريتانيا: تحت الاحتلال الفرنسي.
3- بلاد الريف: تحت الاحتلال الإسباني.
4- الصحراء المغربية: تحت الاحتلال الإسباني.
5- طنجة: لها وضع دولي.
6- إيفني: تحت الاحتلال الإسباني.
وهذا التقاسم الصَّليبي للتركة المغربيَّة صعَّب من مهمَّة المجاهدين؛ إذ كان عليهم أن يواجِهوا دولتين كبيرتين شديدتي العداوة والكراهية للإسلام والمسلمين.
 
ومنذ أن دخلَت فرنسا الصليبيَّة البلادَ وضعَت نصبَ أعينها أن تُحكِمَ سيطرتها على البلاد بأقل تكلفة، وتتلافى الأخطاء التي وقعَت فيها بالجزائر، والتي كلَّفَتها ثمنًا باهظًا، واتَّبعَت في ذلك السياسة الاستعمارية للإنجليز، وهي سياسة (فرِّق تَسُد)، فعملَت فرنسا على التفرقة بين العرب والبربر؛ وهما عنصرا الشعب المغربي، وكانت نسبة البربر 45 % من مجموع السكَّان، ويتركَّزون في منطقة الريف والجبال، وكانوا وقودَ المقاومة في بادئ الأمر، فعمِل الفرنسيون على التركيز على مَناطقهم فأصدروا مرسومَ الظهير البربري الشهير سنة 1333هـ - 1914م، وفيه أعفَت البربر من تطبيق الشريعة الإسلامية ومن دراسة اللغة العربية، وأعطَتْهم حقَّ التقاضي فيما بينهم حسب العادات والأعراف الجاهلية القديمة للبربر، ثمَّ أصدرَت مرسومًا آخر سنة 1340هـ، ألغَت فيه نظامَ المواريث في الإسلام على البربر، ثمَّ أصدرَت مرسومًا ثالثًا سنة 1348هـ، والمراسيم الثلاث كلها كانت تَهدف لتفتيت الوحدة الإسلاميَّة للمغاربة بإثارة النعرات القبَليَّة والعرقيَّة، ولقد تنبَّه المغاربة لهذه السياسة الصليبيَّة الخبيثة؛ فانطلقَت المظاهرات المندِّدة بهذه المراسيم، وكانت أعنفها ما خرج من جامع القرويِّين بمدينة (فاس)، وتعدَّى التنديد إلى العالم الإسلامي بأسره، وشجب المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس عام 1350هـ هذه السياسة الصليبيَّة للاحتلال الفرنسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب   الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Emptyالأحد 17 سبتمبر 2017, 9:29 pm

تاريخ المغرب القديم

"شخصيات ومصطلحات مرتبطة بالملك الأمازيغي يوبا الثاني"



مقدمة:
نتصفَّح كُتب التاريخ القديم - على قِلتها - فنجد معلوماتٍ متفرِّقة هنا وهناك عن الملِك الأمازيغي العالم "يوبا الثاني"، ونقرأ في كُتب ومقالات الباحثين المتأخِّرين كتابات عن هذا الملك الأمازيغي، ولكن تُصادفنا بعض المصطلحات وأسماء بعض الأعلام الغامضة التي تحتاج إلى شرح وتبسيط.
 
ومن خلال هذا البحث المتواضع حول "الشخصيات والمصطلحات المرتبطة بالملك الأمازيغي يوبا الثاني"، سنحاول تسليط الضوء عليها، وشرحها باختصار وإيجاز؛ حتى يتسنَّى للقارئ الكريم والطالب المجتهد فَهْمُ الظروف المحيطة بفترة حكم يوبا الثاني في مملكته، وفي عاصمته "شرشال"، أو قيصرية، أو يول.
 
• صيفاقص: ويُكتب أيضًا (سيفاكس): هو ملك الماسيسيل، وكان حاكمًا قويًّا تمكَّن من توسيع مملكته لتشمل كل نوميديا، وكان حليفًا لقرطاج، ومعاديًا للرومان، وحسب ستيفان غزال، فلم يكن حكمه إلا صراعًا طويلًا ضد جيرانه، وقد ترك صيفاقص كلمة مدوية مُفادها: الويل للمهزوم[1].
 
• الماصيل: مملكة الماصيل، يحدها غربًا وادي مساغا، وشرقًا قرطاجة، ومن أشهر ملوكها غايا، ثم ابنه الملك ماسينيسا[2].


• النوميدي: نسبة إلى نوميديا "نوميداو"، وهو مصطلح أطلَقه الإغريق ثم الرومان على سكان المنطقة الذين كانوا يسكنون بيوتًا سهلة الحمل، ويأكلون اللحم، ويشربون الحليب، وقُسِّمت المنطقة إلى ثلاثة أقسام متوازية، تمتد من مصر شرقًا إلى "رأس سولاوي" الذي يقع إلى المحيط إلى الجنوب من أعمدة هرقل، فالقسم الشمالي مأهول بالسكان، وينقسمون حسب النشاط إلى مزارعين مستقرِّين وإلى رعاةٍ رُحَّل، وفي الجنوب توجد منطقة البهائم المتوحشة، ثم منطقة الصحراء إلى الجنوب منها[3].
 
• مكيبسا: هو الملك مكيبسا شقيق غلوسا ومصطنبعل أبناء الملك ماسينيسا اللذين تُوفِّيَا بعد والدهما؛ ليتركا المجال لأخيهما مكيبسا الذي اعتلى العرش، وقد استمر حكمه إلى 118 ق.م[4].
 
• بوكوس الثاني: هو الملك بوكوس الثاني بن بوغيد الأول، جلس على عرش الملك بعد وفاة أبيه.
شاهَدَ بوكوس الثاني ما حلَّ بمملكة ابن عمه، فوثَب عليها وملَكها، ثم انتقل إلى يول (شرشال)، وجعلها عاصمة لمملكته، وقد توفِّي سنة 33 ق.م، ولم يترك عقبًا[5].
 
• أوكتافيوس: أو قيصر، واسمه عند ولادته جايوس أو كتافيوس، تبناه جايوس يوليوس قيصر المغتال عام 44ق.م، وبمقتضى الوصية التي تركها وفتِحت بعد اغتياله، اكتسب أوكتافيوس - بحسب العرف الروماني - اسم أبيه الجديد، فأصبح يُدعى "جايوس يوليوس قيصر أوكتافيوس"، واشتَهر باسم قيصر.
وبعد عام 27 ق.م حمل لقب الجليل أو العظيم (أغسطس)، ولعله هو أول من حمل لقب إمبراطور، ودامت فترة حكمه من 30ق.م إلى 14م[6].
 
• موريطانيا: هو مصطلح جغرافي مشتق من كلمة (المور)، التي تعني مناطق غروب الشمس، ويذكر سترابون أن أنهار الموروزي كانت مغذية للتماسيح، وحيوانات أخرى مشابهة لها توجد بنهر النيل، والمياه في موريطانيا وفيرة[7].
 
• يوبا الأول: هو ابن الملك "هيمبصال"، فرض نفسَه على رؤساء القبائل، وقام بحملات ضد الذين كانوا يرفضون سلطته، كما تنازع مع جيرانه المور، واختار جانب البومبيين ضد قيصر.
 
قضى على كيرون الذي كان ينوي إلحاق نوميديا بروما، ونظرًا لنزعته الاستقلالية، فإن مجلس الشيوخ القيصري اعتبره عدوًّا، ثم جاء قيصر على رأس عشرة فيالق لقتاله، فاستماتَ يوبا الأول في الدفاع عن مملكته، ولكنه انهزم في معركة تابسوس[8].
 
• معركة تابسوس: هي واقعة أو معركة حدثت سنة 46ق.م، وعلى إثرها استعمر الرومان شرق نوميديا، وأطلَقوا عليها اسم "إفريقيا الجديدة"، أو "نوميديا الحديثة"، ومنَحت نوميديا الوسطى (قرطة والمدن التابعة لها) لـ "سيتيوس"، وأطلق عليها اسم مستعمرة سيتيوس[9].
 
• بطليموس: (23م -40م)، هو ابن الملك يوبا الثاني، وهو اسم غير بربري، وكان مواليًا للرومان ويخدم مصلحتهم، ترك أمور دولته بيد الحاشية وانهمك في الملاهي، وقد قتله الإمبراطور كاليقولا سنة 40م، ثم أُلحقت موريطانيا بروما سنة 42م[10].
 
• كاليقولا: كاليجولا إمبراطور روماني، وهو أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه وساديته، وله صلة قرابة من ناحية الأم بالإمبراطور الأشهر نيرون الذي أحرَق روما.
واسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس)، وقد تولَّى حكم روما منذ عام 37م إلى 41م.
ولِد كاليجولا في (إنتيوم)، وتربَّى ونشأ في بيت ملكيٍّ، وتَمَّت تربيته بين العسكر إعدادًا له للحكم، وأطلَقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا"، وهو معناه الحذاء الروماني؛ سخرية منه في صِغره، وظل يحمل الاسم حتى مَصرعه[11].
 

• معركة تابسوس: هي واقعة أو معركة حدثت سنة 46ق.م، وعلى إثرها استعمر الرومان شرق نوميديا، وأطلقوا عليها اسم "إفريقيا الجديدة"، أو "نوميديا الحديثة"، ومنحَت نوميديا الوسطى (قرطة والمدن التابعة لها) لـ "سيتيوس"، وأُطلِق عليها اسم مستعمرة سيتيوس[12].
 
• إفريقيا الجديدة: لقد غيَّر قيصر نظام إفريقيا تغييرًا عميقًا، فأزال مملكتي يوبا وماسينيسا اللتين ناصَرتا بومبيوس، وجعَل من القسم الشرقي من نوميديا مقاطعة نوميديَّة جديدة، سماها: (إفريقيا الجديدة) وقد ضُمَّت بعد عشرين سنة إلى القديمة التي سُمِّيت إفريقيا العتيقة.
كان يحد إفريقيا الجديدة من الشرق خندق "شيبيون الإميلي"، ومن الغرب يحدها الخط الذي يمر غربي عنابة وقالمة[13].
 
• زاما الملكية: عاصمة يوبا الأول، وأغلب الظن أنها مسقط رأس يوبا الثاني، واقعة في التراب التونسي حاليًّا[14].
 
• أنطوان: "مارك" هو قائد روماني، ولِد بروما سنة 83 ق.م، وانتَحر بالإسكندرية في 31 ق.م، كان تحت إمرة ابن عمه يوليوس قيصر، وبعدما كلَّفه بولاية مصر، انحاز في الحرب المدنية إلى بومبي، فانفرد بالحكم في مصر، وطلَّق زوجته أوكتافيا، وتزوَّج كليوباترا السابعة، فحارَبه أوكتافيوس، وانتصَر عليه بموقعة أكسيوم، فالتجأ إلى الإسكندرية، ثم انتحر هناك؛ كيلا يسقط أسيرًا في يد غريمه أوكتافيوس[15].
 
• أوكتافيا: هي أخت أوكتافيوس، وزوجة أنطوان الشرعية، وهي التي ربَّت كليوباترا سليني ويوبا الثاني[16].
 
• كابادوسيا: أو كبادوكيا، أو قبادوقيا، أو قباذق، وهو اسم تاريخي لإقليم في آسيا الصغرى (تركيا حاليًّا).
والكبادوكيون سكنوا المنطقة الممتدة من جبال طوروس إلى بحر اليوكسين (البحر الأسود)، ومن إقليم البنطس التاريخي إلى ليكوانيا وغلاطية الشرقية[17].
 
• أرخيلاوس: هيرودس أرخيلاوس، وهو أحد الملوك المحليين تحت سلطة الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول، وهو ابن هيرودس الأول، وقبيل وفاة هيرودس الأول قسَّم مملكته بين أولاده الثلاثة، فكانت حصة أرخيلاوس مقاطعتي (اليهودية والسامرة)، وقد بدأ حكمه بشكل وحشي؛ إذ قتَل أكثر من ثلاثة آلاف رجل من ذوي النفوذ، ولما اضطربت علاقته مع الإمبراطورية الرومانية، قامت بخلعه ونفيه إلى بلاد الغال سنة 6 للميلاد[18]
 
• جدالة: أو قدالة، ولفظ (غيتولوس) هو شكل محرف من عبارة (أغاديق) الليبية، ثم أصبحت تُعرف باسم جدالة، وهو اسم قبيلة مشهورة في تاريخ المغرب الإسلامي.
 
وهذا اللفظ يطلق على مجموعة بشرية متشابهة من حيث نمط المعيشة، أما الأصول العِرقية والتاريخية للجيتول، فلها علاقة بِمُرَبي الأبقار الذين عاشوا في العصر الحجري الحديث في الصحراء، ثم أجبَرتْهم الظروف المناخية الصعبة والجفاف على النزوح في اتجاهات مختلفة[19].
 
• السويرة: مدينة عتيقة واقعة في جنوب المغرب الأقصى، اسمها القديم موكادور[20].
 
• أرابيون: هو ابن مصانسيس، ولَما قسم قيصر مملكتي والده ويوبا، ذهب إلى الأندلس، فجمع هنالك جيشًا من المرتزقة، واشتغل بالحرابة زمنًا، وقاتَل قيصر هناك، وعاد إلى وطنه سنة 44، وخاض عدة حروب.
وقد كان أرابيون عاملًا جريئًا مفكرًا، داهية شجاعًا مِقدامًا، صاحب آمالٍ كبيرة، وكان ينوي إخراج الرومان من نوميديا، ولكنه لم يوفَّق في ذلك، وكان أرابيون خاتمة ملوك نوميديا الذين وقَفوا في وجه الاستعمار الروماني[21].
 
• سكيستوس: هو قائد روماني نصَّبه أوكتافيوس واليًا على إفريقيا الجديدة، وقد خاض عدة حروب فيها[22].
 
• فلوتارخوس أو بلوتاركو: هو مؤرخ وموسيقي كبير، ولِد سنة 46م، كشف عن القيمة العلمية ليوبا الثاني، فقال عنه: إنه أحسن مؤرخٍ ظهر وسط الملوك، وقال عنه أيضًا: إنه من أكبر مؤرخي العالم الهيليني، وذلك من خلال كتابه "قيصر"، وكتابه "سيرتوريو"[23].
 
• سالوستيوس: يُكتَب أيضًا سالوست، ساليست، سالوستيس، وهو مؤرخ روماني ولِد سنة 86ق.م بمينة أميترنوم بإيطاليا، وتوفِّي سنة 34 ق.م بروما.
ينتمي ساليست إلى أسرة من العامة، وهو من مناصري يوليوس قيصر ومؤيديه، وقد ولاه يوليوس قيصر ولاية "إفريقيا الجديدة"، وهي الأراضي المنتزعة من الملك يوبا الأول سنة 45 ق.م.
ومن أشهر مؤلفاته: (حرب يوغرطة)، و(مؤامرة كاتيلينا)[24].
 
خاتمة:
وفي الختام أرجو أن يستفيدَ طلبتنا الأعزاء من هذا البحث المختصر في أهم الشخصيات والمصطلحات المرتبطة بشخصية الملك الأمازيغي يوبا الثاني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب   الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Emptyالأحد 17 سبتمبر 2017, 9:30 pm

موجز تاريخ المغرب الإسلامي
عبدالعزيز كحيل

نقصد بالمغرب الإسلامي:
الحيِّز الجغرافي الذي يشمل أساسًا تونس والجزائر والمغرب، والذي يطلق عليه حاليًّا "المغرب العربي"، ونهدف إلى التذكير بأهمِّ المحطات السياسية، التي مرَّ بها منذ الفتح الإسلامي.
بدأ الفتح بتوجُّه الجيوش الإسلامية إلى بلاد المغرب في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - بعد فتح مصر، وامتدَّ عبر سنوات عديدة؛ ليكتملَ زمنَ عبدالملك بن مروان، واقترن هذا الفتح باسم الصحابي عُقبة بن نافع - رضي الله تعالى عنه - فقد كان قائد الحملة الأولى، وعاود الكَرَّة زمنَ يزيد بن معاوية، وأسَّس مدينة القيروان، كعاصمة لتلك البلاد، ووصلت جيوشه إلى شواطئ المحيط الأطلسي غربًا، وتُوفي بهذه الأرض المفتوحة، وقبره موجود بمدينة سيدي عقبة شرق الجزائر.
وبين الحملتين المذكورتين كانت هناك حملات أخرى، ومنذ خلافة عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - قادها على التوالي: عبدالله بن أبي سرح، المهاجر بن دينار، وزهير بن قيس البلوي، واكتمل الفتح على يد حسَّان بن النعمان؛ حيث تخلَّصت البلاد من الاحتلال البيزنطي، واحتضن السُّكان المحليون الإسلامَ والعربية.
وبعد استِتْبَاب الأمر للمسلمين، ومضي الأعوام، وأثناء الخلافة العبَّاسية، قامت بالمغرب عدَّة دول، أكثرها على إقليم من الأقاليم الثلاثة المكوِّنة لهذه البلاد، والتي عرفت بإفريقيَّة (تونس الحالية)، والمغرب الأوسط (الجزائر)، والمغرب الأقصى (المغرب)، وأهمُّ هذه الدول المحلية هي:
الدولة الرستميَّة: قامت للإباضيِّين، (وكانوا فرعًا من الخوارج)، دولة ليست ذات شأن كبير في القيروان في العقود الأولى التي تلت الفتحَ، وبعد سقوطها فرَّت بعضُ قياداتها إلى تيهرت (غرب الجزائر الحاليَّة)، وهناك أسَّس عبدالرحمن بن رستم الدولة الرستميَّة، الَّتي امتدَّت من 160هـ إلى  296هـ.
الدولة الإدريسيَّة: موطنها الأول بالمغرب الأقصى، وهي تنتسب إلى الشيعة الزيدية، في عهدها أسِّست مدينة "فاس"، وبني جامع القرويين الَّذي يُعَدُّ أول جامعة في العالم الإسلامي، وقد بنتْه فاطمة الفهرية بنت إدريس الأكبر من مالها الخاص، سقطت الدولة على يد الفاطميِّين، بعد أن ظلَّت قائمة من 172إلى 309 هـ.
الدولة الأغلبية: قامت في تونس، واستقلَّت عن الخلافة العبَّاسيَّة، امتازت بنشر الثقافة العربيَّة، لكن بعض حكَّامها كانوا على جانب كبير من القَسْوة على الرعيَّة، سقطت هي الأخرى على يد الفاطميِّين، وقد دامت من 184 إلى 296 هـ.
الدولة الفاطميَّة: أسَّسها أبو عبدالله الداعي الشيعي الإسماعيلي، بعد أن مكثَ في المغرب الإسلامي عشر سنوات يبشِّر بالمهدي المنتظر، المتمثِّل في أبي عبدالله المهدي أوَّل قائد للدولة.
اتَّخذت من القيروان عاصمةً لها، وقضت - كما ذكرنا - على دول بني رُستم والأدارسة والأغالبة، ثم وجَّهت قواتِها نحو مصر، فغزاها "المعزُّ لدين الله"، وفي عهدها أسَّس "جوهر الصقلي" مدينة القاهرة، وتَمَّ تشييد الجامع الأزهر بها.
وبقيت هذه الدولة قائمةً حتَّى أطاح بها صلاحُ الدين الأيوبي - رحمه الله - أي: من 297 إلى 567هـ.
دولة بني زيرى: قامت إثر رحيل الخليفة الفاطمي عن المغرب، وتعيينه "بلكين بن زيرى" نائبًا عنه، فأسَّس هذا الأخير ثاني دولة مستقلَّة عن الخلافة العباسيَّة بالمغرب الأوسط (الجزائر الحاليَّة)، واتَّخذت "بجاية" عاصمةً لها.
أقام بنو حمَّاد حضارةً متألِّقة، وجعلوا من "بجاية" حاضرة علميَّة يقصدها طلبة العلم من الأقاصي، وعلى سبيلِ المثال: تخرَّج في مدارسها كلٌّ من عبدالمؤمن بن علي (الذي قاد دولة الموحِّدين بعد مؤسِّسها الأول ابن تومرت)، والمهندس الإيطالي ليوناردو دا فنتشي. 
دامت الدولة الحمادية من 398 إلى حوالي 540هـ، وسقطت تحت ضربات الغُزاة النورمان من الشمال، والهلاليِّين من الشرق والجنوب، والمرابطين من الغرب.
دولة المرابطين: بدأ تأسيسها انطلاقًا من موريتانيا الحاليَّة على يد عبدالله بن ياسين، ووطَّد أركانها القائد الكبير يوسف بن تاشفين، كانت دولة مجاهدةً قويَّةً حاربت الإسبان، ووحَّدت المغرب العربي، وكانت قلعة خلفية ساعدت الأندلس، وثبَّتت الوجود الإسلامي فيها.
دامت من 487 إلى 558هـ، وسقطت بسبب الفقهاء الَّذين تدخَّلوا بشكل كبير وسافر في السياسة من غير أن يَمتلكوا أدواتها؛ مِمَّا أتاح للمهدي بن تومرت أن يقوِّض أركانها بدهائه وحنكته.
دولة الموحِّدين: هي أوَّل دولة وحَّدت المغرب العربي على يد السُّكان الأصليِّين، وضمَّت إليه الأندلس، أسَّسها ابن تومرت سنة 513هـ، ووطَّد دعائمها خليفته عبدالمؤمن بن علي، امتازت هذه الدولة بنشر العلم على أوسع نطاق، ففي مدارسها تخرَّج ابنُ رشد الحفيد، وابن طفيل الفيلسوف المشهور، وغيرهما من العلماء.
انهارت سنة 609هـ بعد أن هزمتها جيوشُ الصليبيِّين في معركة "حصن العقاب" بالأندلس.
انقسام المغرب الإسلامي: بعد انهيار دولة الموحِّدين انقسم المغرب الإسلامي إلى ثلاث دول مستقلَّة عن بعضها:
الدولة الحفصية في تونس.
الدولة المرينية في المغرب الأقصى.
الدولة الزيانية في الجزائر.
من جهتها استقلَّت الأندلس بأمرائها.
الدولة الزيانية: الجدير بالذكر أنَّ هذه الدولة أسَّسها إيغمراسن زيان في 633هـ، واتَّخذت مدينة "تلمسان" عاصمةً لها، ودامت ثلاثة قرون، كلُّها حروب مع الجيران والإسبان.
أقام بها ابنُ خلدون، وألَّف مقدِّمته، استنجدت بالأخَوَين: خير الدين، وبابا عروج؛ لمواجهة حملات الإسبان والبرتغاليِّين سنة 926هـ، وبذلك ألحقت الجزائر بالخلافة العُثمانية، وكانت نهايتها في 962هـ.
في كل هذه المراحل لم يكن المغرب الإسلامي يحتكم في جميع شؤونه إلاَّ لشريعة الإسلام، مثله مثل باقي أقطار المسلمين، وبَقِيَ كذلك حتى ابتُلِي بالاحتلال الأجنبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب   الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب Emptyالأحد 17 سبتمبر 2017, 9:38 pm

قصة قادة فتح المغرب العربي وصور من حضارة المغرب الإسلامية

الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب 98140_180x180
أ. د. عبدالحليم عويس 


























دخل المغرب العربي في الإسلام بعد فترة من الفتح امتدت نحو سبعين سنة، فقد بدأ الفتح منذ سنة 23هـ، واستمر حتى عام 90 هـ فهو - بهذا - أطول فتح إسلامي في التاريخ.
 
وقد برز في فترة الفتح هذه أبطال مسلمون ضربوا أروع الأمثال في الإخلاص لدينهم والأناة في نشره، والاعتماد على فتح أقفال القلوب والعقول وليس لمجرد التسلط والاستغلال، ومن هؤلاء عُقبة بن نافع باني القيروان، وفاتح تونس، وأبو المهاجر دينار فاتح الجزائر والذي أسلم على يديه أحد فرعي البربر الكبيرين، وهم البرانس، وحسان بن النعمان الذي أخضع الفرع البربري الآخر للإسلام، وهو فرع البنز، وموسى بن نصير الذي كان له فضل كبير في إتمام المغرب إسلامياً، وعربياً. بل والاستعانة بهؤلاء البربر أنفسهم، وهم حديثو عهد بالإسلام في فتح الأندلس - 92 هـ، بقيادة مولاه البربري طارق بن زياد!!
 
إن هذا المغرب الإسلامي، ما إن استقر الإسلام في وجدانه - حتى بدأ ينصهر في بوتقة الحضارة الإسلامية، ويشكل بمدنه الكبرى التي ظهرت في التاريخ حافلة بالحياة والحركة صفحة رائعة من صفحات حضارتنا الإسلامية.
 
ففي القرن الثاني الهجري الذي أعقب فترة الفتح مباشرة تألقت مدن مغربية كثيرة، كان من أبرزها (تاهرت) عاصمة بني رستم في الجزائر والمهدية عاصمة الأغالبة في تونس، وفاس عاصمة الأدارسة في المغرب الأقصى، أما في القرن الرابع الهجري، ثم الخامس. فقد اتسعت دائرة المراكز الحضارية، وتألقت بعضها تألقاً عظيماً حتى أصبحت مدناً شبه عالمية، وعلى رأس هذه المدن تقف (القيروان) عاصمة بني زيري، وبجاية عاصمة بني حماد، ومراكش عاصمة المرابطين.
 
ومنذ القرن الرابع الهجري الأنف الذكر، والعربية هي الغالبة على اللسان المغربي، والمشرق يبدو وكأنه قد أعطى المغرب ما يكفيه ليبرز ذاته في إطار الإسلام، وفي وعاء العربية، ويحكي المؤرخون أنه بدءاً من هذا القرن صار المغاربة يزاحمون العرب في لغة الضاد، وأصبح علماء البربر يناظرون فقهاء العرب في قواعد الأصول وتفاريع الفقه ومبادئ علم الكلام، وقريباً من منتصف القرن الخامس الهجري حدث ما هو معروف عن زحف القبائل العربية من بني هلال وبني سليم على المغرب، وقد أدى هذا إلى تعريب المغرب تعريباً شبه كامل.
 
ومن الجدير بالذكر هنا أن (المسجد) قام بدور كبير في تعريب المغرب وتثقيفه، وقد عرف المغاربة ملحقاً بالمسجد أطلق عليه (المسيد) وكان هذا الملحق أو (المسيد) مفرداً للناحية التعليمية. أي أن المسجد في المغرب كان مسجداً ومدرسة في الوقت نفسه. كما عرف المغاربة الكتاتيب، وبالطبع فإنهم نقلوها عن المشرق، وإن كانوا في بعض الأحيان أطلقوا هذه عليها لقباً خاصاً هو (الشريعة)، وغالباً ما تكون الشريعة مدرسة في البادية، ومن المحتمل أن تكون الشريعة هي المدرسة البدوية في مقابل (المسيد) الذي هو المدرسة الحضرية.
• • •
 
والغريب أننا نعجب حين نعلم أنه في المدن الغربية الكبرى في فترة القرون عرف لون من التعليم الجامعي (كمعهد سيدي التواتي) في بجاية الذي كانت تدرس فيه العلوم الفلكية وغيرها، وفي هذه الجامعات عرفت منزلة الاختصاص، بل وقدمت بعض الأطروحات، وتوفرت المكتبات العامة، بل وعرف نظام الأساتذة الزائرين والمحاضرين، فخلال القرن الخامس الهجري - هذا - وفي معهد سيدي التواتي قام بإلقاء المحاضرات علماء من أسبانيا وإفريقية والشرق، وقد ارتحل إلى الجزائر ابن حمديس الصقلي الشاعر، وعاش في كنف حكامها من بني حماد الزيريين.
 
كما أنه خلال هذا العصر غصت الحواضر كبجاية والمهدية وفاس والقلعة وأشيروطبنه والزاب والمسيلة، بمئات العلماء من الفقهاء والنحاة والمفسرين والأدباء والرياضيين وغيرهم.
 
ويدل على كثافة أعداء العلماء ما أورده (أبو العباس الغبريني) عن علماء بجاية وحدهم في قرن واحد، وذلك في كتابه المعروف: عنوانه (الدراية في علماء المائة السابعة ببجاية). والغبريني نفسه - بعدما أورده - يعتذر بقوله: «وقد بقي خلق كثير من أهل المائة السادسة ولكن شرط الكتاب (أي منهجيته) منع من ذكرهم. ثم يورد الغبريني نقلاً عن أبي علي المسيلي (من المسيلة) يقول فيه: «لقد أدركت ببجاية ما ينيف على تسعين مفتياً منهم من يعرفني» فإذا كان المفتون في جبل واحد تسعين، فكم يكون المحدثون والنحاة والأدباء وغيرهم في هذا البلد الواحد!!
 
وجدير بالذكر أنه مع أن المذهب المالكي سيطر على المغرب، كما سيطر على الأندلس - إلا أن المغاربة لم يكونوا - في كثير من الأحايين مجرد متبعين، بل ظهر منهم طائفة مجتهدون من أعلام الفقه كابن أشرس والكتامي والبرادعي وغيرهم ممن أوردهم ابن فرحون صاحب كتاب (الديباج في أعيان المذهب).
• • •
 
وخلال القرون التالية سواء في عصر بني عبد الواد في الجزائر، ومعاصريهم من بني حفص في تونس، وبني مرين في المغرب الأقصى، ظلت الحركة العلمية نشطة تستمد قوتها من تلك الدول العظمى التي سيطرت على المغرب في القرنين الماضيين، وهم المرابطون والموحدون. وقد ظهر دور جديد للمغرب على مسرح حضارتنا، وهو دور ذو شقين. شق يتعلق بواجبه في مناصرة الأندلس من جانب، وشق في إفساخ المجال للاجئي الأندلس والإفادة منهم - حضارياً - من جانب آخر، مما جعل الأثر الأندلسي يبدو قوياً خلال هذه القرون على طابع الحضارة الإسلامية في المغرب. بل جعل مدناً مغربية بأكملها تبدو وكأنها مدن أندلسية.
 
إن هذه بإيجاز بعض خيوط جمعناها من نسيج الحضارة المغربية الإسلامية، وإنه لنسيج إسلامي فيه من أصالة العروبة المسلمة الكثير، وفيه من عبق البيئة المغربية والأندلسية لون ورواء، وإنه لنسيج يحتاج إلى مزيد من المعايشة والدراسة والادّكار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاحتلال الفرنسي للجزائر
» الدب القطبي الفرنسي
» جاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي
» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل
» الحركيون المحاربون مع الجيش الفرنسي في حرب الجزائر؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: