[rtl]
التاريخ:11/10/2017 [/rtl]هل أضعف "كبار موظفي الدولة" المطبخ السياسي؟
عمان – ربى كراسنة
هل الذي نعاني منه في المملكة عدم وجود مطبخ سياسي أم انه موجود لكن شخوصه لا تتمتع بالخبرة السياسية ذاتها التي كانت في السابق، على حد وصف السياسي الاردني عدنان ابو عودة.
السياسيون الأردنيون يختلفون في هذا. هناك من ينفي وجود مطبخ سياسي أصلا، فيما يرى آخرون بوجوده لكنه ضعيف، وأن فيه اشخاصًا تنفيذيين وليسوا راسمي سياسات.
هل يوجد مطبخ سياسي في الاردن؟
على العموم، عادت "البوصلة" الى اساتذة علوم سياسية وسياسيون وطرحت عليهم السؤال التالي: هل يوجد مطبخ سياسي في الاردن أم لا؟ وهل أضعف "كبار موظفي الدولة" المطبخ السياسي؟
أستاذ العلوم السياسية الدكتور ابراهيم حراحشة يحمل الرأي الأول النافي لوجود مطبخ سياسي، بينما يرفض الأكاديمي الاردني الدكتور هايل الدعجة الحديث عن وجود مطبخ سياسي من عدمه أو شخصيات متنفذة أم لا بقدر ما يرى ان الأمر يتعلق في قدرات من يقود المطبخ السياسي.
في حين يقف الوزير الأسبق واستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة بين المنزلتين وهو يقول: ان القصة ليست في وجود مطبخ سياسي أم لا بل في وجود مؤسسات لها علاقة في الشأن العام من الممكن ان لا يوجد بينها تنسيق واضح.
ضعف المشاركة الجماهيرية
يقول د. الحراحشة لـ "البوصلة": الحياة السياسية الاردنية تعاني من عدم وجود مطبخ سياسي وسياسيين يديرون البلد، مشيرا الى ان هذه المعاناة سببها ضعف المشاركة الجماهيرية للمواطن بسبب كثرة الضرائب التي تفرض عليه حيث تصل الى اكثر من 85% رغم ان الاصل ان تكون للمواطن مشاركة في القرار السياسي.
وأضاف:" ليس دقيقا تمثيل المواطن في البرلمان، مشيرا الى ان قانون الانتخاب لا يفرز ممثلين، ومن هنا تأتي معاناة الحياة السياسية الاردنية من عدم وجود مطبخ سياسي وسياسيين يديرون البلد". هذا ما يقوله على الأقل الحراحشة. لكن ماذا عن الدكتور أمين مشاقبة وزير التنمية السياسية الأسبق واستاذ علم الاجتماع؟
عدم التنسيق بين المؤسسات
الوزير الأسبق واستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة يرى في حديثه الى "البوصلة" ان القصة ليست في وجود مطبخ سياسي أم لا، بل في عدم التنسيق بين مؤسسات لها علاقة في الشأن العام.
ويستدرك الوزير الاسبق حديثه بالقول: "هناك مجلس الأمن الوطني الأعلى الذي يقوده الملك ويلتقي فيه مع رؤساء المؤسسات السيادية عندما يكون هناك قرارات مصيرية للبلد وتكون قراراتها مدروسة".
ويتابع مشاقبة: "البلد من الناحية الأمنية جيدة وممكن ان نقول ان هناك استقرار سياسي في الدولة لكن في الشأن الداخلي ربما يكون هناك حالة ارتباك ناتجة عن عدم فهم الواقع على الأرض"، إلى جانب "حالة الضعف لدى الحكومة في مواجهة التحديات الكبيرة ربما تكون ايضا عاملا مهما يعود سببه الى ضعف الامكانيات بالموارد التي تحول من تمكن الحكومة في مواجهة التحديات".
ويشير مشاقبة الى التأثيرات الاقليمية التي تحيط بالاردن ويقول: اللجوء السوري ربما يلعب دور مهم ينعكس على الاردن ويقيد الحكومة من مواجهة التحديات الكبيرة".
قدرات من يقود المطبخ السياسي
ورفض من جهته الدكتور هايل الدعجة مصطلح عدم وجود مطبخ سياسي في البلد او انه يقوده متنفذون وقال في حديثه الى "البوصلة" لا اعتقد ان معاناة الحياة السياسية من عدم وجود مطبخ سياسي وسياسيين متنفذين يديرون البلد لكن ربما يكون هناك أناس في المطبخ السياسي ليسوا في مستوى المسؤولية للتعاطي مع المرحلة".
وأضاف:" القصة ليست بوجود شخصيات متنفذه أم لا بل في قدرات من يقود المطبخ السياسي".
ماذا بعد؟
لن يكف الاردنيون عن السؤال عن الأخطاء المتكررة التي ترتكبها الحكومات المتعاقبة. كما لن يكف الجدل حول أسباب ذلك. لكن المؤكد هو ان الساحة الاردنية تعاني من ضعف حضور السياسيين الفاعلين داخلها.
(البوصلة)