التبرج والسفور

التبرج والسفور

السبت 7/أكتوبر/2017
إشراقات بقلم: شروق غنيماتالحمدلله حمدًا يليق بعظمته، الحمدلله من قبل ومن بعد، الحمدلله في السراء والضراء، الحمدلله القائل في كتابه العزيز: “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (سورة الأحزاب - الآية 33 )
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
أصبحنا في عصر تفشى فيه سرطان التبرج والسفور والمجون، وبدأ يمتد إلى أن وصل لمعظم شبابنا وفتياتنا، وحرفهم عن الطريق القويم، عصر ظهر فيه الميل كل الميل لما يغضب الله تعالى على أيدي هؤلاء الثلة، بعد أن كانت مجتمعاتنا مجتمعات محافظة يسودها الستر والحشمة والثبات، وإذ بالوقت يمضي بنا ونحن غارقون غافلون، حتى وجدنا أنفسنا في حاضر تغزوه العادات والتقاليد العمياء، والفكر الثقافي المنحرف، فنجدهم يسيرون في ركب الحياة لاهين ساهين لا يلتفتون لما حولهم، ولا لما سيؤول إليه حالهم عند ربهم، وأصبح اللعب بحدود وشرع الله أمرا بسيطا وهينا.

فأصبح التنمص عند المتبرجات مباحا، وتضييق الملابس وجعل رؤوسهن كأسنمة البخت أمرا جائزا، وطلاء الوجه وإخفاء الملامح الربانية لتظهر لنا بملامح شيطانية جنونية، وغيرها الكثير من الأمور المحظورة التي أصبحت على أيديهن أمورا مباحة جائزة. ناهيكم عن مجالس الفحش والغيبة والنميمة التي أصبحت فاكهة المجتمع، وفاكهة النساء خاصة، وأمور عديدة.

فالعجب كل العجب أنهن خرجن من بيوت فيها رجال، فنجد الأخ يخرج مع أخته وأمه وهي متبرجة دون أن يكترث لأمرها، ونجد الزوج مع زوجته بلباس فاضح مقزز دون أن يحرك ساكنًا، ودون غيرة على عرضه بل أصبح كالديوث يتباهى ويتفاخر بها، فالكلمات والعبارات كثيرة لا يسعنا الحديث عنها دفعة واحدة لهول ما فيها.

أختاه 
أفيقي من غفلتك التي هوت بك إلى حيث لا تعلمين، ارجعي إلى رشدك وصوابك فلا غنى عن الستر والعفاف والحشمة والحياء، لا تجعلي ذئاب البشرية يصلون إلك بكل سهولة، يفترسونها وقتما يريدون، كوني كالجوهرة الثمينة لا يحلم بها إلا من عرف حدود ربه، وجعل خشية الله في كل دربه، اجعلي من نفسك زجاجة لا يخدشها عبث الزمان، فالحياء والحشمة مطلوبتان، والزينة مطلوبة أيضًا، لكن ضمن حدود وضوابط مشروعة، فأنت ملكة نفسك تعلمين جيدًا الوقت الذي يجب أن تتزيني فيه، ولمن ستتزينين.

كما لا يخفى عليكم حال شبابنا اليوم ، أصحاب القمار والواكس والقزع (حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه)، أصحاب الموضة الصاخبة، والبنطال الممزق، فأصبح الوقت عندهم كله واحد، يقضونه في لهو ولعب وكلام بذيء، فإذا أسدل الليل ستاره تجدهم في القمار والمقاهي منشغلين إما في لعب أو حديث لا ينفع، وإن جاء النهار فبالنوم غارقين، وفي أطراف النهار بالطرقات والأسواق يتغازلون.
حياتهم أكل ونوم ولهو، كالبهيمة التي لا تعقل شيئًا، فهم أشبه بسفينة تجري بهم وهم لا يعلمون، إلى أن تحط رحالها بهم في مأزق كبير، فلا نسمع منهم إلا مناجاة ونداء.

أخي الكريم 
يا من قال عنكم الرسول صل الله عليه وسلم: أنكم وقود الأمة وقوتها وعمادها، وجعل التغيير والصلاح على أيديكم، فكونوا كما قال عنكم رسول الأمة، وأروا الله منكم ما يرضيه، كونوا شعارًا للحفاظ على المجتمعات من الانحطاط والانحراف والفساد، واجهوا عاداتكم وتقاليدكم العمياء بكل شراسة وقوة، لتكونوا شامة في أعين من يرونكم.

اللهم إنا نسألك التقى والعفاف والغنى في الدنيا والآخرة.