إلى متى ستبقى «إسرائيل» على قيد الحياة
أصدرت دار النشر Hurst & Company في لندن كتاب حديث لعام 2017 م تحت عنوان “How Long Israel Will Survive:The Threat from Within “ by Greg Carlstrom ومؤلف الكتاب يهودي ليبرالي وهو من يسار الوسط، ولد في نيويورك وعمل في الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل كصحفي لمجلة Economist وجريدة Times وترجمة عنوان الكتاب بالعربية « الى متى ستعيش إسرائيل: التهديد من الداخل» كما هو مبين تاليا في صورة غلاف الكتاب:
يبين الكاتب أن إسرائيل لن تعمر طويلا بسبب السياسات التي تنتهجها حكومة الليكود اليمينية والتي تخلت عن الديموقراطية والقيم الأنسانية وتمارس التمييز والتفرقة العنصرية ضد الأقليات من عرب ودروز وشركس واثيوبيين وغيرهم وتمارس العنف ضد الفلسطينيين وتطلق أيدي المستوطنين في الضفة الغربية وهي غير معنية بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وأن هذه السياسات على مدار عقود زمنية سببت في تفتت نسيج المجتمع الاسرائيلي (Deteriorating of Fabrics of Israeli Society ) وقد عبر رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله أن تعيش إسرائيل لمدة 100 عام أثناء لقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية التي دعته الى لندن للاحتفال بمرور مئة عام على اصدار وعد بلفور في العام 1917 وهي فترة أطول من الفترة التي عاشتها مملكتا يهودا والسامرة في العهد القديم والتي بلغت 70 سنة وتم تحطيمها على يد نبوخذ نصر ملك البابليين ثم جاء الامبراطور تيتس الروماني ونفى ما تبقى من اليهود في فلسطين في أرجاء الامبراطورية الرومانية.
كثير من يهود العالم يتنبأون بقصر عمر دولة إسرائيل ومنهم من يعتبر قيامها غلطة تاريخية وعلى رأس هؤلاء العالم الشهير ألبرت أنشتين الذي رفض ترأس دولة إسرائيل عند قيامها عام 1948 قائلا للحركة الصهيونية لن أقبل أن أكون رئيسيا لدولة لن تدوم طويلا، معبرا عن معارضته للمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني وتشريدهم في أرجاء العالم.
ها هي إسرائيل بعد قرابة سبعين عاما تمارس نفس الجرائم التي ارتكبتها في حق الفلسطينيين من قبل وتشريد وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة وممارسة أشد أشكال التمييز العنصري ضد عرب 1948 بالرغم حملهم للجنسية الإسرائيلية.
من الجدير بالتنويه بأن عشرات الآلاف من اليهود عاشوا في البلدان العربية منذ عصور في كل من مصر والعراق وسورية والمغرب وكان منهم الوزراء ورجال الأعمال شأنهم في ذلك شأن بقية المواطنين في الدول العربية ولم يتم اضطهادهم والتنكيل بهم كما فعلت اوروبا بهم وحتى اليوم يقوم ملك المغرب بالمحافظة على التراث اليهودي في المغرب ويستقبل اليهود من أصل مغربي وأن افضل فترات تمتع اليهود بالسلام والأستقرار كان أيام أمراء الأندلس الذين أكرموا اليهود واتخذوا الكثير منهم مستشارون ومقربون حتى إن اليهود قد آثروا الخروج مع أهل الأندلس من المسلمين والعيش معهم في المغرب العربي ورفضهم العيش تحت الحكم الأسباني لأيزابيلا وزوجها والذين مارسوا محاكم التفتيش واجبار اليهود والمسلمين على التحول الى النصرانية.
كثير من اليهود في العالم يقدرون المعاملة الحسنة والانسانية التي لقيها اليهود على مر العصور من قبل العرب والمسلمين في أرجاء العالمين العربي والاسلامي، ولكن للأسف الحركة الصهيونية اختطفت اليهود الطيبون وحولتهم الى وقود لحروبها مع الفلسطينين والعرب وكان بإمكان اليهود في فلسطين العيش مع جيرانهم الفلسطينيين في دولة مشتركة واحدة مع تقاسم السلطات والمناصب السياسية والبرلمانية دون اراقة دماء ومجازر وتشريد للشعب الفلسطيني وللأسف فإن قادة اسرائيل الحاليين لم يستفيدوا من الدروس والعبر بل أمعنوا في غيهم وطغيانهم مما سيقود اسرائيل الى الزوال ككيان عنصري مكروه في معظم بلدان العالم المتحضر.
إن بقاء اسرائيل ككيان عنصري يسعى الى جذب كل يهود العالم الى فلسطين وعلى حساب الشعب الفلسطيني لن يستمر طويلا وهو مناقض لمسيرة التاريخ الذي سيحكم عليها بالفناء بسبب جورها وبطشها وانعدام قيمها الانسانية وهي تضر بمصالح اليهود الذين يرغبون في العيش بسلام أسوة ببقية شعوب العالم.
وأنني لأدعو العقلاء من اليهود في العالم إعادة النظر في دعمهم إسرائيل وإجبار اسرائيل على إيجاد حل عادل وانساني للفلسطينيين واقامة سلام دائم وشامل مع البلدان العربية وهناك طروحات ومشاريع سلام تقوم على حل الدولتين لشعبين أو إيجاد دولة كونفدرالية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل أو توحيد فلسطين التاريخية وتقسيمها الى كانتونات للاسرائيليين والفلسطينيين على غرار النموذج السويسري يعيش فيها اليهود والفلسطينيون بسلام في بلد موحد وتكون القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة للدولة الجديدة.
http://www.gametube.info/epub-download/how-long-will-israel-survive-the-threat-from-within-115188.php