منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  لبنان... خريطة العرب الكبرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68939
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 لبنان... خريطة العرب الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: لبنان... خريطة العرب الكبرى    لبنان... خريطة العرب الكبرى Emptyالسبت 11 نوفمبر 2017, 3:26 pm

 لبنان... خريطة العرب الكبرى 3_1507365524_9652
عبد الرحمن شلقم*

 لبنان... خريطة العرب الكبرى

الأوطان لا تقاس بالمساحات أو بكتل البشر التي تعيش فوقها. للمكان عبقرية وله أيضاً تكوين، وللناس كيمياء تصنعها مواد التاريخ ومسارب الحياة.
لبنان، شريحة صغيرة من الأرض، لكنه مجلدات في مكتبة العرب بل والعالم. سويسرا الدولة الأوروبية الحبيسة التي لا تملك منفذاً على البحر ذات المساحة الصغيرة تتكون من جنسيات أربع، كل لها لغتها وثقافتها، وتنتمي في ذلك إلى دول مجاورة. تحاربت الدول التي ترتبط بها هذه المكونات تاريخياً وعرقياً وثقافياً، لكن سويسرا الدولة أسست ثقافة وطنية شاملة صلبة «نأت» بنفسها عن الحروب والصراعات التي توالدت واتسعت في القارة الأوروبية. شخصيات أوروبية كثيرة أسهمت في تأسيس الفكر النهضوي الحداثي في القرنين التاسع عشر والعشرين. لبنان مكون صغير جغرافياً وسكانياً، متنوع على غرار الكيان السويسري، مختلف طائفياً، لكنه متوحد لغوياً وثقافياً. مشكلة لبنان وميزته، أن رأسه أكبر من جسده. الفينيقيون أسسوا التاريخ ورسموا جغرافيا الزمان. إلى اليوم عرقهم ينبض في أجزاء من المشرق والمغرب العربي وجزر البحر الأبيض المتوسط؛ مالطة وصقلية وسردينيا وقبرص. أعطوا للدولة الرومانية التي سادت العالم إمبراطوراً حاكماً وفاتحاً، سبتيموس سيفروس الليبي الفينيقي. إلى اليوم يصدر لبنان إلى أميركا اللاتينية رؤساء وأغنياء، وإلى أميركا الشمالية علماء وسياسيين ومليونيرات.
لبنان الحديث، لم يغبْ عن أي تغيير وتطوير في العالم العربي. المسيحيون اللبنانيون وعلى رأسهم رجال الدين قاموا بدور محوري في الحفاظ على اللغة العربية طوال حقبة الهيمنة التركية. أسس اللبنانيون المدرسة الصحافية الحديثة في الوطن العربي، ودورهم في المسرح والسينما شكل نقلة باهرة لم يغبْ أثرها إلى اليوم.
بعد استقلال عدد من الدول العربية منتصف القرن الماضي، شهدت المنطقة تحولات صنعت مسارات سياسية وفكرية متضاربة. حرب السويس كانت مهد حقبة. برز تيار قومي ناصري اصطدم بسياسات دولية في خضم الحرب الباردة، انعكست في ترتيبات عسكرية وسياسية إقليمية ودولية من حلف بغداد إلى الوحدة السورية المصرية وانقلاب عبد الكريم قاسم بالعراق وحرب اليمن وقبلها الثورة الجزائرية. ساد مفهوم المحورين العربي، اليمين واليسار. 
كان لبنان هو الرصيف الذي يعرض فوقه كل تيار بضاعته، وكانت أزمة العام الثامن والخمسين من القرن الماضي بلبنان، إذ أنزلت القوات الأميركية. لبنان يظهر جسده وملامحه كل أعراض ما يعانيه الجسد العربي. القضية الفلسطينية دخلت مرحلتها أو لنقل مسارها السياسي الحاسم بعد معاركها في بيروت ضد القوات الإسرائيلية، صارت قضية يركض إليها العالم بعدما كانت قليلة الحضور فوق موائد الكبار.
بعد حرب الأيام الستة وانكسار العرب أمام إسرائيل، تغير كثير من المفاهيم النظرية والخيارات السياسية العربية. 
الدول التي كانت الأنظمة التي تحمل العناوين التقدمية، مصر وسوريا المنكسرة أمام إسرائيل وجدت المساندة من المعسكر الذي كانت تطلق عليه كلمة «رجعي»، سارعت السعودية والكويت وليبيا بتقديم دعم مالي لدول المواجهة في قرارات قمة الخرطوم بعد النكسة.
بعد مرحلة الاستقلالات العربية، قامت أنظمة ملكية وأخرى جمهورية. في لبنان تأسس نظام له تكوين خاص وفق تفاهم بين القوى السياسية الأساسية. رئيس جمهورية مسيحي ماروني، رئيس حكومة مسلم سني، ورئيس برلمان مسلم شيعي. هذا التشكيل الذي لا يقابله مثيل في كل الدول العربية المستقلة، كان الإبداع اللبناني الذي يوازي الإبداعات الأخرى في الفكر والفن وصناعة التاريخ وترتيب الجغرافيا.
قال حكيم سياسي لاتيني: «المكسيك بعيدة عن الله، قريبة من أميركا». 
هل ينطبق هذا القول على لبنان وسوريا؟ في كل محطات التاريخ اللبنانية كانت اليد السورية ترسم وتفعل. الحرب الأهلية التي اندلعت منتصف سبعينات القرن الماضي، كانت لسوريا يد في الحطب واللهب، قاتلت وقتلت في كل أنحاء لبنان، تدخلت في القرارات والمسارات العسكرية والسياسية الإقليمية والدولية وفي ترتيبات تعيين رؤساء الجمهورية والحكومة. مؤتمر الطائف أنهى الحرب الأهلية وأنتج جمهورية لبنانية جديدة بمعمار قديم. دفع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري دمه ليتحقق حلم اللبنانيين في التحرر من الهيمنة السورية. سوريا لم تعترف عملياً بالدولة اللبنانية إلا بعد عقود من قيامها، لم تتبادل معها التمثيل الدبلوماسي إلا في السنوات الأخيرة، تعاملت معها كجمهورية موز أو جمهورية أرز وحديقة جانبية لها. اعتقد الكثيرون أن استقرار لبنان مقبل بعد زوال الوجود السوري العسكري على الأرض، لكن نتوءاً خارقاً حارقاً تمدد بشكل خافت في البداية داخل لبنان، هو ذاك الإيراني. بعد تسيّد الملالي الحكم في إيران بزعامة الخميني، تغيرت كل المعادلات في لبنان. اعتمدت الدولة الجديدة في إيران مبدأ تصدير الثورة الإيرانية في 
إناء طائفي. موانئي الاستقبال على امتداد العالم العربي بعض الموالين لإيران في لبنان.
تغير دور بيروت الذي قامت به عبر عقود الاهتزازات الفكرية والسياسية التي شهدها العرب. المرة الأولى التي يدخل فيها المضمار اللبناني كيان غير عربي، يفرض بضاعته بقوة المال والسلاح وفي بازار طائفي يحمل يافطة فاقعة لا مراء فيها. البضاعة عابرة للحدود، لبنان يستقبل ويوطن ويعيد تصدير البضاعة الطائفية الإيرانية. السياسة لها مواسم وفصول مثل الزراعة، لا يمكن زراعة القمح في الصيف. الإيرانيون يرون أن ما يمر به العالم العربي يفتح الباب لها لدخول العقول، ومنها إلى الأرض والسلطة والهيمنة وتحقيق المشروع الفارسي الحالم بإقامة الإمبراطورية الإسلامية الثالثة بعد العربية والعثمانية التركية.
طرق حزب الله باب الناس بيد مكتوب عليها - المقاومة - أي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. صفق له الكثيرون، لكن القناع الطائفي بدأ في السقوط بعد تدخله المكشوف مع النظام السوري ضد الثورة السورية، صارت المواجهة ليست مع إسرائيل، بل مع العرب السنة، فتحاً لباب المشروع الإيراني الطائفي. التدخل في العراق واليمن أكمل ملامح وجه حزب الله.
هناك من قال يوماً إن قوة لبنان تكمن في ضعفه. قد يكون الأمر كذلك أو عكسه. لكن الحقيقة التي يؤكدها التاريخ أن قوة لبنان تكمن في قوة تكوينه المتنوع المبدع. اختارته إيران ليكون المنصة التي تتحرك منها نحو مسارات تقود للسيطرة على العالم العربي، لكن لبنان سيكون الهاوية التي يتردى فيها المشروع الإيراني. لبنان عصارة الزمن المركزة، مساحته لا تقاس بالكيلومترات وشعبه لا يحسب بالعدد.
* وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة
عن  الشرق الأوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68939
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 لبنان... خريطة العرب الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: لبنان... خريطة العرب الكبرى    لبنان... خريطة العرب الكبرى Emptyالسبت 11 نوفمبر 2017, 3:28 pm

[size=30]حرب إقليمية فى لبنان[/size]

عماد الدين أديب
هل نحن على أعتاب حرب إقليمية؟
لا بد من الفهم الصحيح والعميق لما يحدث من توترات وصراعات فى لبنان.
حتى نفهم ما حدث تعالَ نستعرض شريط الأحداث كما تطور وتدهور:
1 - تدهور الوضع بالنسبة لقوى المعارضة فى سوريا وتأثيراته على استقواء حزب الله اللبنانى والقوى المتحالفة معه داخل معادلة القوى فى لبنان.
2 - تصريح رئيس الجمهورية الإيرانى حسن روحانى بأن أى قرار رئيسى فى بيروت لا بد أن يمر عبر طهران.
3 - زيارة على أكبر ولايتى، مستشار الرئيس الإيرانى لشئون الأمن القومى لبيروت، وحدوث صدام لم يُعلن عنه فى لقائه مع رئيس الوزراء سعد الحريرى.
4 - تشدّد حزب الله وحلفائه من خلال تمثيلهم فى الحكومة فى عدة ملفات وتعطيلهم مسارات الحل لها.
5 - استدعاء سعد الحريرى إلى الرياض.
6 - إعلان سعد الحريرى من الرياض وعبر قناة «العربية» استقالته المفاجئة وتبريره لها بأنها جاءت خوفاً على حياته، ورداً على التدخلات الإيرانية فى شئون بلاده عبر حزب الله.
7 - إعلان ثامر السبهان، وزير الدولة لشئون الخليج، والموكل إليه ملف لبنان «أن يد إيران يجب أن تُقطع فى المنطقة».
8 - إعلان وزارة الخارجية السعودية أن لبنان بلد فيه خطورة على السعوديين، ومطالبة الرعايا بالخروج فوراً ومغادرة لبنان.
9 - إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً أن حزب الله منظمة إرهابية.
10 - مطالبة حزب الله مقاتليه وقواعده فى كل لبنان بإعادة التموضع وإعلان حالة التأهب لمقاتلى الحزب.
11 - إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً إيرانى الصنع قيل إنه بتنفيذ خبراء من حزب الله الموجودين فى اليمن على مدينة الرياض.
وأخيراً نقلاً عن الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع وولى العهد السعودى، أن «المملكة» لن تصمت تجاه التهديد الحوثى المدعوم من إيران.
وكما يقول هنرى كيسنجر: «من لا يسمع طبول الحرب التى تدق الآن هو بالتأكيد أصم».
ونضيف على ما قاله «كيسنجر»: ومن لا يرى أننا على أعتاب حرب فى لبنان تقودها إسرائيل على إيران عبر ضرب حزب الله، فهو فاقد للبصر والبصيرة.
عن الوطن المصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68939
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 لبنان... خريطة العرب الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: لبنان... خريطة العرب الكبرى    لبنان... خريطة العرب الكبرى Emptyالسبت 11 نوفمبر 2017, 3:36 pm

الصاروخ الذي أسقط الحكومة اللبنانية


سليم نصار
منذ تحقيق مبادرة الوفاق الوطني التي جمعت فريق 14 آذار مع فريق 8 آذار، لم يعرف لبنان أزمة مقلقة بحجم الأزمة التي عصفت بأجوائه السياسية خلال هذا الأسبوع. وهي الأزمة التي فجّرتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري يوم السبت الماضي، والتي أخذت بعداً إقليمياً خطيراً فور انتقالها إلى لبنان عبر قناة «العربية» السعودية. كذلك اتسع حجم المسببات ليشمل إيران التي اتهمها الحريري بأنها صادرت القرار الحر من اللبنانيين بحيث أصبحت لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون البلاد وشجونها.
ورأى كثيرون أن التمهيد لمسلسل الأحداث بدأ مع الزيارة التي قام بها للرياض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل. خصوصاً أنهما ركزا أثناء اجتماعهما بولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تعداد الأساليب التي يستخدمها «حزب الله» من أجل خلق أمر واقع يخدم مصالح إيران ويسهل هيمنتها على مؤسسات الدولة.
إضافة إلى صورة الاحتقان السياسي التي رسمها جعجع والجميل، جاءت زيارة الحريري إلى الرياض لتكشف عن حقيقة النظرة المتعالية التي تتعامل بها طهران مع لبنان. وكان ذلك عبر لقائه مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. ففي ذلك اللقاء قال ولايتي إن إيران تحمي استقرار لبنان، وتدعم حكومته وتؤيد استقلاله. وقال أيضاً: «إن لبنان انتصر على الإرهاب، الأمر الذي تعتبره طهران انتصاراً لكل المنضمين إلى محور المقاومة في مواجهة الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة».
وقد أضاف فريق 14 آذار كلام ولايتي إلى التصريح الاستعلائي الذي أطلقه الرئيس حسن روحاني آخر الشهر الماضي. ومع أن روحاني يُصنَّف في خانة المعتدلين، إلا أنه عكس في كلمته دور الهيمنة الذي اتخذته إيران حيال المواجهة مع العالم العربي. قال: «لا يمكن في العراق وسورية ولبنان ودول الخليج ودول شمال أفريقيا القيام بأي خطوة مصيرية من دون موافقة إيران».
وكان روحاني بهذه الوصاية السياسية يجرّد الدول العربية من حرية القرار، ويجعلها رهينة لإرادة إيران ومصالحها القومية. لهذا قوبل تصريحه في حينه بحملة انتقاد عارمة شاركت في صنعها غالبية القوى المؤثرة في الدول العربية المعنية.
واللافت أن كل تلك المواقف الاستفزازية الصادرة عن مسؤولين إيرانيين لم تزعزع علاقة التعاون بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. أي العلاقة التي دشنها فريق 14 آذار بالتنسيق مع فريق 8 آذار، في 20 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2016.
ويؤكد المراقبون في بيروت أن سعد الحريري حمل معه من الرياض إلى جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الأسبق أفضل الانطباعات وأكثرها ارتياحاً. وقال في مستهل الجلسة: «إن الإخوة في السعودية يتفهمون وضعنا. وهو وضع يعكس الاطمئنان إلى موقفهم من لبنان».
بعد مرور يومين تقريباً، عاد سعد الحريري إلى الرياض ليدلي بتصريح مفاجئ يعلن فيه استقالته عبر قناة «العربية». وقد نقلت بيان الاستقالة محطة «المستقبل». وفيه يلخص الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ مثل هذا القرار... والتي وصفها بأنها شبيهة بالأجواء التي سادت لبنان قبل اغتيال والده.
وبعد أن امتدح أبناء الشعب اللبناني العظيم، هاجم إيران لأنها تطاولت على سلطة الدولة، وأنشأت دولة داخل الدولة. ثم اتهم «حزب الله» بالسعي إلى خطف لبنان من محيطه العربي والدولي بهدف خلق أمر واقع جديد بقوة السلاح. وفي آخر البيان، حذر الحريري من التدخل في شؤون الأمة العربية، وقال: «إنها ستقطع الأيادي التي تمتد إليها بالسوء... وإنها مستعدة للرد على إيران في البحرين واليمن وكل جزء من أجزاء أمتنا الغالية».
في تعليقه على بيان سعد الحريري، أطل السيد حسن نصرالله، الأمين العام «حزب الله»، عبر شاشات التلفزيون ليتحدث بصوت هادئ، عن انطباعاته على مضمون البيان، ويشكك في صدوره عن رئيس الحكومة. وقال إنه ينتظر عودته إلى بيروت ليستوضح منه الدافع الحقيقي الذي فرض عليه تغيير موقف لا ينسجم مع كلامه في مجلس الوزراء.
تباينت الاجتهادات في تفسير الدافع الحقيقي لاستدارة الحريري وإعلان خروجه من صف الانسجام. البعض عزا السبب إلى رفضه أي تطبيع أو تواصل مع نظام الأسد، بخلاف الرئيس ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل اللذين سارعا إلى تعيين سفير جديد في دمشق عوضاً عن الاكتفاء بقائم بالأعمال. أو عوضاً عن انتظار قرار الجامعة العربية التي طردت النظام السوري من صفوفها.
التفسير الثاني مرتبط بموعد الانتخابات النيابية المقبلة (ربيع 2018) وبأهمية تجديد نشاطه السياسي بغرض إحياء الكتلة النيابية التي أرسى والده دعائمها. وهذا يقتضي منه التفرغ الكامل، والانفصال عن خط التسوية الذي رسمه مع ميشال عون في عام 2016.
التفسير الثالث يشير إلى أهمية التوقيت الذي صدر فيه بيان الاستقالة... وإلى المكان الذي أعلنه منه. أي إلى الرياض التي أقلقها دخول إيران على خط النزاع مع حوثيي اليمن من طريق تزويدهم بصواريخ باليستية. وقد رصدت السعودية استخدام هذه الصواريخ لإلحاق الأذى بالمواطنين والمنشآت العامة منذ منتصف الشهر الماضي.
وكانت إيران قد عرضت صاروخاً باليستياً للمرة الأولى خلال إحياء الذكرى الـ38 لاقتحام السفارة الأميركية في طهران. وعرض المتظاهرون صاروخاً باليستياً أمام مبنى السفارة من طراز «قدر- أف» يبلغ مداه ألفي كيلومتر.
وألقى الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، بهذه المناسبة كلمة جاء فيها: «يجب أن يقبل العالم أن القدرة التي تؤدي دوراً مهماً في المنطقة هي إيران. وهذا الدور ينطلق من شمال البحر الأحمر حتى الشرق الأوسط. وهو دور واضح لا يمكن إنكاره في سورية والعراق ولبنان». ومع أنه لم يشمل اليمن في قائمة الدول التي ذكرها، ولكن كميات الأسلحة التي تُرسَل من إيران إلى الحوثيين كافية لإثبات دورها. وكانت آخرها الصواريخ الباليستية التي تُطلق باتجاه المدن والمنشآت السعودية. وقد تزامن تفجير صاروخ باليستي خامس أطلِق من اليمن باتجاه مطار الرياض مع وجود سعد الحريري في العاصمة السعودية.
ويرى المحللون أن قرار الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية جاء متلازماً مع بيان قيادة تحالف الشرعية في اليمن، والذي يقضي بإغلاق المنافذ اليمنية موقتاً، الجوية منها والبحرية والبرية. مع الإشارة إلى استمرار دخول طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وفي المحصلة النهائية، يتبين مما تقدم أن الاتفاق الدولي والإقليمي الذي شاركت في بلورة عناصره دول عدة بينها: السعودية وإيران وروسيا والولايات المتحدة... هذا الاتفاق تعرض للتصدع بسبب ازدياد حدّة الخلاف بين الرياض وطهران. وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك الخلاف على الساحة اللبنانية.
لا شك في أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري سينتظران أطول مدة ممكنة على أمل أن تثمر الوساطات الدولية والعربية بحيث يقتنع سعد الحريري بضرورة التراجع عن قرار الاستقالة. ولكن مثل هذا القرار مرتبط بوقف تدخل إيران في الشأن اللبناني واليمني. علماً أن طهران زعمت على لسان بهرام قاسمي أن اليمن يتصرف في حربه في شكل مستقل.
وترى الرياض أن تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية يعني أن إيران متورطة في المجابهة بطريقة غير مباشرة. مثلما يعني أن هذا التورط يسقط عن اليمن صفة الدولة المستقلة في قراراتها.
وفي هذا السياق، شنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني هجوماً على المسؤولين السعوديين، اتهمهم فيه بإرغام سعد الحريري على إعلان استقالته من الرياض.
بقي أن نذكر أن الرئيس عون لم يعلن قبول الاستقالة كونها غير مستوفية الشروط القانونية. وتقول المادة 69 من الدستور «إن الحكومة تعتبر مستقيلة إذا استقال رئيسها».
وبسبب الغموض الذي رافق الاستقالة الشفهية عبر التلفزيون، فقد وقع اللبنانيون في بلبلة أعقد من بلبلة أهل بابل!
* كاتب وصحافي لبناني
عن الحياة اللبنانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لبنان... خريطة العرب الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خريطة فلسطين الكبرى : تاريخيا ودينيا وسياسيا وجغرافيا Map of Palestine
» سبب نكبة العرب : الفيديو اللذي انتظره العرب والمسلمين
» العرب في مئة عام - جربنا «فحول العرب» فخيبوا ظننا
» خريطة الطريق
» خريطة الاقمار الصناعيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: