منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الدرك الأسفل للحالة العربية،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالأربعاء 06 ديسمبر 2017, 10:10 am

ماذا لو قدم هذا الثمن باتجاه القدس؟

صلاح أبو حطب
مشهد يختصر الدرك الأسفل للحالة العربية، زعيم مضجر بدمائه يلقى في مؤخرة عربة كأنه صيد لحيوان بري، وقع في قبضة هواة صيد أطلق يدهم سيدهم بدلاً من الكلاب المُدربة.
مشهد كان نبوءة العقيد في مؤتمر الجامعة العربية 2008، وهو يرثي مصيره المحتوم في رثائه للزعيم العراقي صدام حسين، ولسان حاله يقول (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض). مشهد لا يزيد من حد سخريته وآلامه إلا تلك الضحكات التي كانت تتعالى والعقيد القدافي يرثي بها مصيرهم قبل مصيره. مشهد يثبت أن من تصدر مشهد الزعامة في هذه الأمة المنكوبة هم مجموعة من المذهولين وعقول مشحونة بالتخلف والجهل، ونقص في الخيال السياسي والعقلي، وثبات على استراتيجية التناحر المسكونة بالأنانية وعقلية القبيلة. تاريخهم خصومة وحاضرهم يقول أنهم أتموا ركوب قطار الانزلاق المنحدر نحو القاع، أما المستقبل فقد حدده سعد الله ونوس قبل عقود في روايته " مغامرة رأس المملوك جابر".
لقد استغلت قضية فلسطين للتستر على هزال وضعف الأنظمة وفقدانها مشروعية الحكم، وخيانتها للعقد الاجتماعي المتفق عليه، للوصول إلى حالة من التوازن الديناميكي، بين توقعات وطموح المجتمع وقدرة هذه الدولة على الإيفاء بالتزاماتها وتوقعات المواطنين منها. فانصرفت الأنظمة للمحافظة على عقد آخر للمحافظة على حالة التوازن في العلاقة مع أعداء الأمة، واستسلمت للأمر الواقع واستسهلت مواصلة الحكم الفردي، الاستبدادي ومناورات الإعياء في إخضاع شعوبها، وتجاهلت دورها الحقيقي للنهضة والتطور وقيادة مجتمعاتها إلى بر الأمان. وبرز التنافس فيما بينها خفية تارة، وعلانية تارة أخرى بالتقرب من الأيدولوجية الكونية "المصطنعة" للولايات المتحدة الأمريكية، تحت مسمى محاربة الإرهاب. ومن حيث علموا أم لم يعلموا تشربوها حد الثمالة ليصدق عليهم قول الله "كالحمار يحمل أسفاره ".
والنتيجة أن الشعب العربي وورث وعياً استسلامياً ناجماً عن الهزيمة في كل مناحي الحياة. فأصبح وعاءً لكل المتناقضات والخلافات التي أطلقت غرائز الانتقام من عقالها وأنتجت براعة في هندسة التدمير الذاتي لكل شيء. ووقعنا تحت شقي رحى إن دارت يميناً طحنت وإن دارت شمالاً طحنت. بل والأخطر من ذلك اليوم هو محاولات غسل كل المسائل اللاأخلاقية، الفشل، الانهيار والدمار من خلال خطاب إعلامي يحرف البوصلة عن العدو الحقيقي للأمة، ويدغدغ الوجدان المتعب بآمال زائفة حول لعبة سلام صورية وعقيمة يسعون لتمرير فرضها على الفلسطينيين. والسؤال الرئيس ماذا لو قُدمت هذا التضحيات أو جزء منها باتجاه فلسطين؟ ماذا لو ُقدمت هذا المليارات العربية التي ضخت في تدمير سوريا، العراق، ليبيا، وتمزيق اليمن وقدفه إلى قرون العصور الوسطى تجاه التنمية، الصحة، التعليم، والبنى التحتية؟ ماذا لو اتبعنا أبسط النماذج في التنمية، أليست ماليزيا دولة مسلمة وآسيوية!.
إن الاستمرار في محاولات تلويث العقل وحقنه بالوعي الزائف بحرف البوصلة باتجاه صراع عدمي لا أصول له إلا في العقول الخربة لن يوقف هذا الجنون ولن يعيد شيء مما فقد. ربما لإيران أطماع وأحلام إمبراطورية وتوسعية.
ولكن تجاه البوصلة يعرفه الداني والقاصي، واللغة العنيفة التي يحملها الخطاب الرسمي حول إيران تحمل دلالات العجز والفشل وتجاوز الواقع... وها هي (الولايات المتحدة)، التي يقول المؤرخ اليهودي/ الأمريكي ناعوم تشومسكي بحقها: إن كل السجل الدبلوماسي للشرق الأوسط _باستثناء النسخة الأمريكية_ ألقي خارج التاريخ بغير رجعة، ستنقل سفارتها إلى مسرى نبيكم فماذا أنتم فاعلون!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالجمعة 15 ديسمبر 2017, 6:20 am

أين اختفت الدول العربية؟

أردوغان يقرأ خريطة الشرق الأوسط جيدا ويعرف أن القادة العرب لا يسارعون إلى الوقوف مع الفلسطينيين

صحف عبرية



Dec 15, 2017

الدرك الأسفل للحالة العربية، 14qpt963
في خطاب استمر نحو ستين دقيقة، ناشد أبو مازن قادة الدول العربية والإسلامية التجنّد للكفاح من أجل القدس ردًا على تصريح ترامب. وبمناسبة استغلال المنصة التي وضعها تحت تصرف الضيف، الرئيس التركي أردوغان، أغدق رئيس السلطة الفلسطينية على سامعيه (معظمهم لا يعرفون العربية على الإطلاق، وشوهد بعضهم في البث الحي والمباشر وهم منشغلون بأجهزتهم الخلوية) تنديدات ضد الولايات المتحدة. وأعلن أنه سيطلب من مجلس الأمن في الأمم المتحدة قرارا يُلغي تصريح ترامب وهدّد بأنه من دون القدس عاصمة فلسطين «لن يكون سلام في المنطقة ولن يكون سلام عالمي».
هل بالفعل؟ لِمَ كان أردوغان مطالبا باستضافة منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ في أعقاب التصريح الرئاسي؟ ليس هذا فقط، لأنه رئيس المنظمة. فأردوغان يقرأ خريطة الشرق الأوسط جيدًا، ويرى أن قادة الدول العربية لا يسارعون إلى الوقوف إلى يمين الفلسطينيين بشكل تلقائي. صحيح أنهم نددوا بالتصريح وأوضحوا أنه خطر، وأنهم لن يتنازلوا عن القدس، ولكن أردوغان، ويخيّل أن أبا مازن أيضا، يعرفان جيدا أن هذه ضريبة لفظية.
ولِمَ؟ لأن استعراضا خاطفا يبين الريح الجديدة التي تهب في غير قليل من الدول العربية. فالشرخ السنّي ـ الشيعي، القائم في المنطقة بشكل تقليدي وتعاظم في عصر الربيع العربي، وإلى جانبه تهديدات الجهاد العالمي بالمس بكل من لا يؤمن بطريقه، غيرا سلّم أولويات الدول الوطنية العربية. فهذه تسعى قبل كل شيء لتحقيق استقرارها السياسي الداخلي وبعد ذلك شق طريقها الكفاحي ضد الأعداء الخارجيين. 
ليس مصادفة أن اقترح رئيس الأركان آيزنكوت على السعودية التعاون الاستخباري في المقابلة مع موقع الإنترنت السعودي قبل نحو شهر. وعلى أية حال، فهو يعرف أن له أذنًا صاغية في الرياض. أردوغان وأبو مازن يعرفان أيضا. وإذا لم يكن هذا بكافٍ، فإن وفدا من نحو 30 شخصا من البحرين يزور إسرائيل هذه الأيام ويحمل معه رسالة سلام من الحاكم القائم في العاصمة المنامة. 
هذه بالطبع مجرد مؤشرات على التغيير الذي يجد تعبيره في الأشهر الأخيرة في التفكيرات المتجددة عن طبيعة العلاقات مع إسرائيل في عواصم عربية أخرى أيضا. هذا تعبير علني عن المزاج في دوائر في النظام والنخبة في عدد غير قليل من الدول العربية، والذي يسعى إلى تحقيق المصالح الوطنية ولا يرى في حل المشكلة الفلسطينية شرطا ضروريا للتطبيع بالمعنى الدارج في الغرب. 
كل من يشرح لِمَ لا تتجند الدول العربية التي تعانق الرئيس الفلسطيني على نحو متواصل، استضافة اجتماع طارئ تطلق فيه خطابات حماسية ضد الصهاينة. فما هو الحل المفضل؟ أردوغان يرتب الأمور. وهكذا فإن رئيس دولة ليست عربية يستضيف الاجتماع ورؤساء الدول العربية (باستثناء الملك عبدالله الأردني، الذي ألقى كلمة قصيرة) اكتفوا بإرسال مستوى متدن نسبيا إلى الاجتماع. كل هذا كي يقولوا من دون أن يصرحوا «فقراء مدينتي أولى».
إضافة إلى ذلك، فإن محاولات إثارة الخواطر على أساس ديني، في الوقت الذي يشدد فيه أبو مازن نفسه على أن هذا صراع على الأرض، ليس فيها ما يكفي كي يمس المصالح المتحققة بقدر غير قليل بفضل العلاقات الهادئة مع القدس أيضا. 
محاضر في دائرة الشرق الأوسط في جامعة أريئيل وخبير في الشؤون العربية

غادي حيتمن*
معاريف 14/12/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالسبت 06 يناير 2018, 2:06 pm

العلاقات المِصريّة السودانيّة تَتّجه نَحو تأزّمٍ أكبر.. وسَحبْ السّفير من القاهرة البِداية.. وحلايب وسَدْ 

النّهضة و”سواكن” أبرز الأسباب.. وزِيارة أردوغان للخَرطوم تُشعِل فَتيل الصّراع على البَحر الأحمر
 

ما زال قرار السلطات السودانيّة بسَحب سفيرها من القاهرة مساء الخميس لـ”التّشاور” مَثار العَديد من 

التساؤلات في ظِل التوتّر المُتصاعد بين البَلدين، ودُخوله مَناطق مُحرّمة من التّراشق الإعلاميّ غَير 

المَسبوق، خاصّةً من الجانِب المِصري الذي يَملُك إمبراطوريّاتٍ إعلاميّةٍ جَبّارة.
العلاقات السودانيّة المِصريّة لم تَكُن طبيعيّة، ناهيكَ عن أن تكون جيّدة على مَدى الثّلاثين عامًا الماضية، 

وبالتّحديد مُنذ مَجيء الرئيس السوداني عمر البشير إلى السّلطة عبر انقلابٍ عَسكريٍّ عام 1989 بالشّراكة 

مع المُفكّر الإسلاميّ السودانيّ الراحل حسن الترابي، ومجموعةٍ من الضّباط المعروفين بمُيولِهم الإسلاميّة 

الإخوانيّة، ووصل التأزّم إلى ذروته عندما جرى اتّهام السودان بالتورّط في مُحاولة اغتيال الرئيس حسني 

مبارك في أديس أبابا في 26 حزيران (يونيو) عام 1995، وإذا حدثت “بُقع″ انفراجيّة بين الحِين والآخر 

فكانت أقرب إلى السطح وليس العُمق، ولم تُعمّر طويلاً.
الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخَرطوم يوم 24 من شهر كانون 

أول (ديسمبر) الماضي، والنّتائج الاستراتيجيّة “المُهمّة” التي تَمخّضت عنها، رَشّت الكثير من المِلح إلى 

جُرح العلاقات المُلتهب، خاصّةً اتفاقات التعاون العسكري والأمني والاقتصادي التي وقّعها الرئيس 

السوداني مع ضَيفِه التركي، وتَضمّنت مَنح جزيرة “سواكن” التاريخيّة الواقِعة على البحر الأحمر لتركيا 

لإقامة مشاريع استثماريّة سياحيّة فيها، وكذلك قاعدة عسكريّة على غِرار نَظيرتها في قطر.
تتعدّد التفسيرات حول إقدام السودان على خُطوةِ سَحب السفير، والأسباب التي تَكمُن خَلفها، ويُمكن 

الاجتهاد هُنا واختصارها في أربعة:
الأول: إقدام السّلطات المِصريّة على بِناء مِئة مَنزل في مثلث حلايب المُتنازع عليه، وبث تلفزيونها الرسميّ 

خُطبة صلاة الجمعة ألقاها وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، من مسجد التوبة وبَثْ مُقدّمة عن 

“مِصريّة” حلايب وشلاتين، وإنشاء سَد لتخزين مياه السيول، وميناء للصّيد في شلاتين.
الثاني: توارُد تقارير إخباريّة في وَسائِط تواصل اجتماعي وصُحف سودانيّة، تُفيد بأنّ مِصر طَلبت من أثيوبيا 

استبعاد السودان من المُفاوضات الخاصّة بِسَد النّهضة، واقتصارِها فَقط على الجانِبين المِصري والأثيوبي، 

بحُضور صندوق النقد الدولي، وقد نَفت وزارة الخارجيّة المِصريّة هذهِ التقارير.
الثالث: تصاعد الحملات الإعلاميّة المِصريّة الشّرسة ضِد السودان، والرئيس البشير تحديدًا، بعد زِيارة 

الرئيس أردوغان للخَرطوم، ودُخولِها مَناطق مُحرّمة، وبإيعازٍ من السلطات المِصريّة التي رَأتْ في اتفاقات 

التّعاون العَسكريّ والاقتصاديّ الأمنيّ التركيّة السودانيّة طَعنةً في الظّهر، والدّخول في تَرتيبات إقليميّة ضِد 

مِصر، وهذهِ الحَملات أزعجت الخَرطوم وقِيادتها.
الرّابع: اتّهام الرئيس البشير لمِصر علانِيةً بدَعم الحركات السودانيّة المُتمرّدة في دارفور، وتأكيده بأنّ 

الجيش السودانيّ غَنِم مُدرّعات ومَركبات مِصريّة استخدمها المُتمرّدون، وهي اتّهامات نَفتها مِصر أيضًا.
من الصّعب عَلينا التكهّن بنَوعيّة الرّد المِصري على القرار السوداني بسَحب السفير من القاهرة، فقد 

تَستدعي السّلطات المِصريّة سفيرها في الخَرطوم، وقد تُحاول امتصاص هذه الخَطوة بالصّمت، واللّجوء إلى 

الاتصالات الدبلوماسيّة لتَطويق الأزمة، ولكن الأمر المُؤكّد أن التأزّم في العَلاقات بين البَلدين يتّجه للتّصعيد 

في ظِل التّغييرات الجَذريّة في خَريطة التّحالفات السودانيّة، وخُروج الرئيس البشير من المِحور السعوديّ 

الإماراتيّ وعَودَتِه إلى المِحور القطريّ التركيّ.
مِصر ستكون الأكثر تضرّرًا من تَدهور العلاقات مع السودان خاصّةً في مَلف حصص مِياه نهر النيل، 

والأخطار التي يُشكّلها سَد النّهضة على حِصّتها بالذّات التي تُعتبر الأضخم.
المُعاهدات التي تَحكُم تَوزيع مِياه النّهر تُعطي مِصر دولة المَصب 55.8 مليار مِتر مُكعّب سَنويًّا، والسودان 

18 مِليار مِتر مُكعّب من المَجموع الكُلّي للمِياه الذي يَبلغ 86 مِليار مِتر مُكعّب، مع الأخذ في الاعتبار أن 

عشرة مِليارات مِتر مُكعّب من المِياه تتبخّر سَنويًّا بحُكم الحَرارة.
التحالف المِصري السّوداني يُشكّل جَبهةً صَلبةً في مُواجهة المُحاولات التي تَبذُلها دُول أفريقيّة مِثل أثيوبيا 

التي تَأتي مِنها 85 بالمِئة من مِياه نَهر النيل، عَبر النيل الأزرق، وأوغندا (بُحيرة فيكتوريا) والكُونغو 

وتنزانيا من أجلِ إلغاء هذهِ المُعاهدة واستبدالِها بأُخرى تُعيد تَوزيع هذهِ الحِصص على حِساب الحِصّتين 

المِصريّة والسودانيّة.
تأثّر السودان بأيِّ تَوزيعٍ جديد للحِصص سَيكون أقل كثيرًا من نَظيره المِصري، لأن السودان يَتمتّع بمَصادر 

مِياه جوفيّة وأمطارٍ أُخرى تُقلّل من اعتمادِه على مِياه النّيل على عَكس الجار المِصري الشّمالي الذي يَعتمد 

اعتمادًا كُليًّا على مِياه النّيل، ليس كمَصدر للمِياه، وإنّما لتَوليد الكهرباء، مِثلما هو الحال في سَد أسوان 

العالي، وأي انخفاضٍ في حِصَصِه المائيّة سيَنعكِس سَلبًا على المصدرين.
مِنطقة البحر الأحمر تشهد حاليًّا حرب نُفوذ مُتصاعدة بين تركيا وإسرائيل والسعوديّة وإيران ودولة 

الإمارات العربيّة المتحدة، فمُعظم هذهِ الدّول أقامت قواعد عَسكريّة في جُزرِها، وتُحاول التحكّم في بابِ 

المَندب، وباتَت مِصر المُنشغلة بأزماتِها الاقتصاديّة، والتحدّي الذي يُشكّله سَد النّهضة الأثيوبي، والاعتماد 

على المُساعدات السعوديّة، ومُهادنة إسرائيل لتَقليص أخطارها في حَرب سيناء، باتَت مِصر مُقيّدةً وفي 

حالةٍ أقرب إلى الشّلل، حيث تَكاثر عليها الأعداء والطّامِعون.
التّقارب المِصري السوداني هو الخَيار الأفضل، الذي يحب تَعزيزه، واستمرار الخِلافات حول مَلف حلايب 

يُؤزّم العلاقات، ويَدفع بالسودان إلى تحالفاتٍ مع تركيا وقطر تَرى القِيادة المِصرية أنّها مُوجّهةٌ ضِدها، 

وهذا تَخوّفٌ يَنطوي على الكَثيرِ من الصحّة، ولكن يُمكن تَجنّبه لو جَرى اتّخاذ خَطواتٍ استباقيّة أبرزها عدم 

التّصعيد في قضيّة حلايب، والتوصّل إلى تفاهماتٍ، أو تَجميد الصّراعِ حَولها.
مِصر مُهدّدة في أمْنِها واستقرارِها ولُقمَة عَيشِها، وتَحتاج إلى إجراءِ مُراجَعةٍ في الكَثير من سِياساتِها، وبِما 

يُؤهلها لمُواجهة هذهِ التحدّيات، واستعادة مَكانتها الرياديّة والقِياديّة، أمّا كيف تكون هذهِ المراجعة ونَتائِجها 

وخُطَطِها المُستقبليّة فهذا مَوضوعٌ آخر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالسبت 06 يناير 2018, 2:07 pm

4 ملفات فجَّرت الأزمة بين القاهرة والخرطوم: سد النهضة وحلايب وسواكن ودارفور
سياسي مصري يدعو لتشكيل لجنة شعبية لحل الخلافات ويشدد على حجم المصالح المشتركة
تامر هنداوي

الدرك الأسفل للحالة العربية، 05qpt969
القاهرة ـ «القدس العربي»: في أقصى رد فعل شهده توتر العلاقات بين مصر والسودان، استدعت 

وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى القاهرة للتشاور، ولم تعلن أسباب الاستدعاء، فيما ردت الخارجية 

المصرية بأنها ستقيم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب.
سنوات من التوتر شهدتها العلاقات المصرية السودانية، فمنذ عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي 

في يوليو/تموز 2013، والعلاقات بين الطرفين متأزمة.
وقد خرجت الخلافات للعلن في عدة ملفات، كان أبرزها ملف سد النهضة الإثيوبي، ومثلث حلايب وشلاتين 

المتنازع عليه بين البلدين، والاتفاق التركي السوداني بشأن جزيرة سواكن، فضلاً عن اتهامات الخرطوم 

للقاهرة بدعم حركة تمرد دارفور.

صراع على المياه

ملف سد النهضة كان أحد الملفات التي وسع هوة الخلاف بين البلدين حيث تدعم الخرطوم السد وتراه في 

مصلحتها، فيما ترى القاهرة أن السد سيؤثر على حصتها المائية التاريخية التي تقدر بـ 55 مليار متر 

مكعب.
واشتعلت الأزمة مع نشر صحف إثيوبية تقارير تفيد بطلب القاهرة رسميا استبعاد السودان من مفاوضات 

السد، وهو ما نفاه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد مساء الثلاثاء الماضي.
وكانت الخلافات المصرية السودانية حول السد ظهرت للعلن بعد أن قال ابراهيم الغندور وزير خارجية 

السودان في تصريحات رسمية إن «مصر استخدمت لسنوات طويلة جزءًا من حصة السودان من مياه 

النيل».
وأضاف : «مصر منزعجة لأنها ستخسر تلك المياه عند اكتمال بناء سد النهضة لكونه سيمكّن السودان من 

حصته بالكامل»، ورد سامح شكري وزير خارجية مصر، بقوله إن ما «استخدمته مصر من مياه حصة 

السودان في السابق كان فائضا عن قدرته الاستيعابية وبموافقته وليس سلفة أو منحة».
كذلك مثل ملف مثلث حلايب وشلاتين، المتنازع عليه بين البلدين أحد أبرز الملفات التي ساهمت في زيادة 

التوتر بينهما، وكانت آخر ردود الفعل فيه ما أقدمت عليه الحكومة السودانية من إخطار الأمم المتحدة أنها 

ترفض اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية التي وقعت عام 2016، وذلك لأنها اعتبرت مثلث حلايب 

المتنازع عليه مع السودان تابعا لمصر، في وقت تعتبر الخرطوم الإجراءات التي تتخذها القاهرة في 

المثلث تهدف لتثبيت الوضع الراهن.
وسبق ذلك إعلان الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، في بيان، أنها ستنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من 

حلايب وشلاتين «في إطار الرسالة التي يقوم بها الإعلام الوطني بالاهتمام للوصول إلى كل ربوع 

مصر».
كما أعلنت أيضاً وزارة الأوقاف المصرية بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية في إطار 

تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا.
وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية 

المثلث «إما بالحوار أو التحكيم الدولي».
ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما 

ترفضه مصر.
في الموازاة، أثار الاتفاق الذي وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتركي رجب طيب أردوغان، على 

تسليم جزيرة «سواكن» الواقعة في البحر الأحمر، شرقي السودان لتركيا من أجل إعادة تأهيلها وإدارتها 

لفترة زمنية، قلقا مصريا، ومخاوف من الوجود التركي في البحر الأحمر.
وتشهد العلاقات التركية ـ المصرية توترا منذ عام 2013، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث 

رفض أردوغان الاعتراف بالنظام المصري الجديد، وتعتبر القاهرة أن الخرطوم سمحت بوجود لأنقرة يهدد 

أمنها القومي في البحر الأحمر.

اتهام بدعم حركات التمرد

إضافة إلى ذلك، شهدت العلاقات بين البلدين توترا متلاحقا حيث خرجت تصريحات سودانية تتهم مصر 

بدعم حركات التمرد الدارفورية، وردت القاهرة أنها تحترم سيادة السودان على أراضيه، ولم ولن تتدخل 

يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها.
ورد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هذه الاتهامات أيضاً، وقال إن مصر لا تتآمر ضد السودان 

أو أي دولة أخرى، وسياستها ثابتة وهي عدم التدخل في شؤون الآخرين.
عبد العزيز الفضالي، أمين الشؤون العربية والدولية في حزب «تيار الكرامة»، قال لـ«القدس العربي»، 

إن «قرار السودان بسحب سفيرها من القاهرة للتشاور في ظل حدة الخلاف بين البلدين حول أزمة حلايب 

وشلاتين يعد تطورا خطيرا في العلاقة بين البلدين».
وحسب المصدر «العلاقة التاريخية بين البلدين اتسمت بالخلل في بعض الأوقات نتيجة للقصور المصري 

في ظل حكم سياسي معين وتجاهله لأهمية العمق الاستراتيجي الذي تمثله السودان لمصر، والتدخلات 

الإقليمية والدولية التي تسعي إلي قطع و تأزم العلاقات بين البلدين عن طريق زرع الفتن بينهما وإثارة 

المشكلات».

وجدان شعبي مشترك

وأضاف: «إذا كانت العلاقات الثنائية بين البلدين حافظت في سياقها الرسمي على عدم استقرارها طبقاً 

لتقلبات نظم الحكم ومتغيرات النظام العالمي، فإن المكون العاطفي حافظ على دفئه وحيويته على المستوى 

الشعبي بفعل الوجدان المشترك الذي يلعب نهر النيل فيه دوراً مرتبطاً بسريانه البطيء كثيراً والهادر 

أحياناً، فيخلق الوشائج التي عبرت عن ذاتها في النزوح السوداني إلى مصر مع كل أزمة سياسية سودانية، 

وأيضاً عمليات التزاوج والاختلاط العائلي، وقضاء الحوائج السودانية من الداخل المصري».
وبين أن «كلا النظامين المصري والسوداني يتحملان المسؤولية كاملة عن تدهور العلاقات السياسية بين 

البلدين، التي اتسمت بتجاهل مصري ومكايدة سودانية، كان آخرها قرار السودان بتأجير جزيرة سواكن 

لتركيا التي تحمل مشروعا منافسا للمشروع المصري العربي، وما سبقه من تصريحات لوزير الإعلام 

والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان، لتصب الزيت الساخن على النار أكثر بين البلدين، 

حيث قال في تصريح له نهاية شهر مارس/ آذار 2017 إن السودانيين حكموا مصر».
ورغم تجاهل الدولة المصرية، وفق المصدر «الرد الرسمي على هذه التصريحات المستفزة إلا أنها قد 

تسببت في إثارة غضب الإعلام المصري، وقام بعض الإعلاميين المصريين بشن هجوم ساخر على 

التصريحات السودانية، إضافة إلي تخلي السودان عن مصر في قضية سد النهضة، وانحيازها للجانب 

الإثيوبي».
ودعا إلى «تشكيل لجنة أهلية غير حكومية تضم كل المثقفين وكبار العلماء والنخب السياسية لكل من 

مصر والسودان ووضع ميثاق مبادئ يحكم العلاقة بين البلدين يسعى لحل جميع أزماتها، ويحافظ على 

العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويزيل خلافات الأنظمة الحاكمة، ويوحد وجهة النظر بما يخدم مصالح 

البلدين».
وطالب بـ»حلول دبلوماسية تسعى إلى تفاهم السودان مع مصر بشأن حلايب وشلاتين، ما يستدعي إقامة 

قمة ثنائية بين السيسي والبشير بدلا من الحديث عن التدويل والتحكيم الدولي، خاصة وأن هناك دولا تسعى 

للتدخل واستغلال الأزمات في الدول العربية».
وشدد على أن «حجم المصالح المشتركة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا بين مصر والسودان أكبر 

بمراحل من مجرد الصراع الدائر حول تبعية حلايب وشلاتين، وإذا كانت العلاقة التاريخية بين البلدين 

تشهد تصاعدا وهبوطا منذ الأزل، فان هذا لا يعني أن تقف الجهود الشعبية والسياسية بين البلدين لحل 

الأزمة أو تجاوزها تقديرا لظروف المرحلة الصعبة التي يتعرض لها الوطن العربي والمنطقة، خاصة في 

ظل أزمات أخرى متلاحقة تضرب مصالح الدولتين معا».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالثلاثاء 09 يناير 2018, 10:15 am

الدرك الأسفل للحالة العربية، Qardawi31.jpg441-400x280



 بعد أحداث “القدس″: هل وصلت الأمة إلى مرحلة “غثاء السيل” وتداعت عليها الأمم؟ وكيف تجدد دنيتها عن طريق تجديد دينها؟ أكبر اسمين في العالم الإسلامي يضعان “روشتة ” لاستعادة المسلمين مجدهم المفقود: القرضاوي: الفقه هو الذي يقود الدورة الحضارية للأمة ود. محمد عمارة: عندنا خبراء لا قلوب لهم وفقهاء لا عقول لهم وهذه هي الآفة!
 
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
كثيرة هي الكتابات التي طُرحت، والأفكار التي عُرضت من أجل أن تنهض الأمة الإسلامية من كبوتها التي طالت، حتى ربما وصلت الى مرحلة ” الغثاء” وتداعي الأمم عليها تداعي الأكلة إلى قصعتها، وهي المرحلة التي أخبرنا عنها الرسول الكريم قبل أكثر من 14 قرنا من الزمان.
أحداث القدس التي تكاد تضيع من بين أيدينا تنكأ الجرح الغائر في جسد الأمة، فهل تستيقظ أم أنها صارت كالميت الذي لا تؤلمه الجراح؟!
ويبقى التساؤل: كيف تستعيد الأمة مجدا مفقودا، وأملا معقودا وسط تحديات عاتية، وحروب دامية؟!
في السطور التالية نتلمس الطريق: اليوم واصل الشيخ يوسف القرضاوي تغريداته من فوق منبره الجديد “الأُثير”
“تويتر” ملتمسا إصلاح الأمة، عارضا لأفكار لزوال الغمة، فكتب قائلا: “لدى أمة الإسلام القوة العددية، والقوة الاقتصادية، والقوة الحضارية، والقوة الروحية، التي تجعلنا في رأس القافلة؛ إن صدقت النيات، وصحت العزائم، وتراصت الصفوف”.
وتابع القرضاوي: “الفقه هو الذي يقود الدورة الحضارية للأمة، ويضبط إيقاعها على موازين الكتاب والسنة، وكثيرًا ما يقترح الحلول لمشكلاتها في ضوء أحكام الشرع المقررة، مهتديًا بما قرره علماء الأمة: أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال”.
وتابع القرضاوي في تغريدة ثالثة: “غاية الإسلام بإجمال: هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وفسِّر الظلمات بما شئتَ من الجهل أو الشرك، أو الشك أو الظلم، أو الحقد أو غير ذلك، فلا حرج عليك، فكلها ظلمات تُظْلِم بها النفس وتُظْلِم بها الحياة معًا”.
تجديد الدنيا
“رأي اليوم” توجهت الى د. محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بسؤال “كيف نجدد الدنيا عن طريق تجديد الدين؟” .
فأجاب قائلا: “نستلهم ما فعله الرسول الكريم الذي أحيا القلوب والعقول في كل الميادين, والآن للآسف من مشكلاتنا الأساسية اللا مبالاة وعدم المشاركة في العمل العام وغيبة الانتماء, وإذا جددنا قيمة الشوري والمشاركة في العمل العام, والإحساس بأنها ليست مجرد حق من حقوق الإنسان, وإنما هي فرائض وواجبات وتكاليف وضرورات.. فالمشاركة في العمل العام ضرورة, وكذلك لابد من تجديد قيمة الشوري وكيف أنها ملزمة لا معلمة, وتجديد قيمة الحرية وكيف أن الإسلام رفع الحرية إلي مستوي الحياة, حيث إن كفارة القتل الخطأ عتق رقبة وتجديد قيمة العلم الذي ارتفع في الإسلام إلي مستوي الحياة( أسري بدر كانوا يحافظون علي حياتهم بتعليم المسلمين), تجديد الحياة يكون أيضا بإحياء الفرائض الغائبة مثل فريضة العدل الاجتماعي, إذن تجديد المفاهيم والقيم والفرائض الإسلامية هو الذي يفتح عيون الناس علي تجديد هذه الحياة, والتجديد في الإسلام ليس ترفا فكريا وإنما ضرورة, لذلك كل المجددين في التاريخ الإسلامي كانوا أصحاب مشاريع نهضوية, رفاعة الطهطاوي, ومحمد عبده, وجمال الدين الأفغاني, والشيخ الغزالي, والشيخ المراغي, ومصطفي عبد الرازق أئمة الفقة في المذاهب الأربعة وغير المذاهب الأربعة هم أصحاب مشاريع لتجديد الحياة, وللنهوض بالحياة, فعندما نجدد ديننا, فنحن نفتح السبل والوسائل لتجديد المجتمعات ولتجديد الواقع, لأن الإسلام دين ودينا, فرد وطبقة وأمة, ذات وآخر, والإسلام ليس فلسفة موجودة في الكتب, ولكنه دين أحدث نهضة وحضارة ومدينة وثقافة, جاء لإحياء هذه المجتمعات”.
وردا على سؤال: “علي من تقع مسئولية التجديد؟”
أجاب د. عمارة: “تقع علي النخبة العلمية والدينية, والنخبة العلمية هم خبراء فقه الواقع, والنخبة الدينية هم خبراء فقه الأحكام, ولن يكون هناك أكتمال لمشروع فكري إلا إذا عقدنا القرآن بين فقه الواقع وفقه الأحكام, لذلك فالانفصام الفكري بين خبراء الواقع وخبراء الأحكام, هذه آفة من أفات الحياة الثقافية.
عندنا خبراء لا قلوب لهم, وفقهاء لا عقول لهم, وهذه هي الآفة, إذ من فقه الواقع وفقه الأحكام وعقد القران بينهما, هذا هو السبيل إلي التجديد”.
وردا على سؤال: “هل نحن بحاجة إلي فقه جديد؟”.
أجاب د. عمارة: “هذه عبارة ملغومة, فمن يدعون إلي ذلك يريدون أن يلغوا الفقه القديم, وهذا كلام من لا دراية لهم بالفقه الإسلامي, فأنت إذا قرأت السنهوري باشا ـ رحمة الله ـ وهو أبو القانون المدني, وفقيه وإمام في الشريعة, وكلامه عن الفقه الإسلامي, ستتأكد من أنه فقه أصبح منظومة عالمية يؤخذ بها عالميا, ولا نظير لها في الفقه الآخر, والمطلوب أن نجدد في الفقه, لا أن نلغيه, لأن الفقه ينقسم إلي فقه أحكام وفقه واقع, والواقع متغير, لذا فنحن بحاجة إلي أن نضيف جديدا إلي ما لدينا, والفقه هو علم الفروع, لذا فهو يخضع لاجتهادات الفقهاء ومستجدات الزمان والمكان, إذن فالشعار يجب أن يكون تجديد فقهي أي إضافة الجديد إلي الثوابت التي لدينا.”
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالأربعاء 10 يناير 2018, 10:32 pm

اتجاهات سياسية وامنية واقتصادية لعام 2018

تمارا حداد
تشهد منطقة الشرق الاوسط توترا ملحوظا على الصعيد الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكل اتجاه مرتبط بمصالح دول اقليمية ودولية، وكل دولة تشهد تغيرا ينعكس اما سلبا او ايجابا على الشعوب ومتطلباتهم.
الاتجاهات الثلاث تبقى رهن التطورات الجيوسياسية في المنطقة ، فالاتجاهات الاقتصادية عند بعض الدول ستتعافى حسب ديناميكية اسعار النفط في الاسواق العالمية، وبعض الدول الاخرى ستعاني من انكماش حقيقي.
على الصعيد المحلي تعيش القضية الفلسطينية من الناحية السياسية اسوأ حالاتها، لعدم وجود برنامج سياسي وطني يوصلها الى بر الامان، قطاع غزة محاصر قد ينفجر في اي لحظة نتيجة الاوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار الفقر والقتل والبطالة والرواتب المنكمشة وانتشار الامراض وانقطاع الكهرباء، الحالة الامنية في غزة مستقرة الا ان الجماعات التي تنتمي الى داعش تقوم بزعزعة استقرار القطاع حيث ان تلك الجماعات تساهم في جر حماس الى حرب ضدهم في غزة ومنطقة سيناء، لابعاد انظار المقاومة عن اسرائيل .
الضفة الغربية تعيش اليوم حالة الاحباط والهزيمة فصائل لا تملك آلية للخروج من هذه الازمات السياسية والاقتصادية، الحالة الامنية مستتبة حتى الآن فالاجهزة الامنية الفلسطينية قوية اذا ما قورنت بالاجهزة العربية الاخرى، الضفة تنتظر انعقاد المجلس المركزي لعل وعسى ان يخرج بمخرجات تنفع الشعب الفلسطيني.
على الصعيد العربي، اليمن يشهد افول الصراع الداخلي، نتيجة صراعات الدول الاقليمية والدولية والوجود الايراني فيها، وهذا يساهم في تاجيج الحرب في اليمن، استمرار في اطلاق الصواريخ الباليستية، وتزايد الحركات الانفصالية في اليمن بانفصال اليمن الجنوبي عن الشمالي، الى حين ترتيب التوازنات الداخلية ما بعد مقتل صالح.
العراق يحاول اعادة الاعمار في المناطق التي تحررت من داعش، سيحارب الفساد، تنامي العلاقات العراقية مع دول الخليج بالتحديد السعودية، مصر والاردن، التأثير الايراني ما زال يؤثر على السياسة الخارجية العراقية.
سوريا تحارب تنظيم داعش وجبهة النصرة، ومن ثم لتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية، تزايد نفوذ كردي في الشمال، خلايا الجماعات المسلحة موجودة الى حين استثمارهم حسب ما تقتضيه مصالح الدول الاقليمية والدولية، روسيا متواجدة في سوريا لعدة اسباب:-
1. التوسع الروسي في سوريا.
2. استغلال الثروات في سوريا، وارساء قواعدها في المياه الدافئة في البحر الابيض المتوسط.
3. بيع السلاح وهذا يعود بالنفع المادي لروسيا.
روسيا تخطط عام 2018 تحصين الوضع الداخلي لها، تحفيز الاقتصاد الروسي، تعزيز قوتها العسكرية، احتواء الضغط الامريكي، التصدي للعمليات الارهابية، الانخراط في بؤر الازمات الاقليمية في الشرق الاوسط وحماية وجودها الاستراتيجي.
ايران ستحتوي المظاهرات الداخلية عبر خروج حشود مضادة لدعم النظام الايراني، استمرار التدخل في الدول العربية لبسط نفوذها الايراني وتحقيق مشروعها التوسعي في مناطق الشرق الاوسط وافريقيا، ايران ستشهد هدوء سياسي آني هذا العام قبل العاصفة، عبر توازن علاقاتها الخارجية والداخلية.
تركيا تستعمل القوة الخشنة عام 2018، عبر القواعد العسكرية وتعزيز حضور قوي في البحر الاحمر لمنافسة دول الخليج، ناهيك عن استعمال القوة الناعمة عبر المشاريع الاقتصادية والتبادل التجاري بينها وبعض الدول الافريقية ، ستعمل بشكل مباشر وغير مباشر للحصول على مكاسب استراتيجة واقتصادية في منطقة الشرق الاوسط.
داعش بعد خسارته في سوريا والعراق سيرجع الى بلاده لاستكمال العمليات الارهابية اذا ما قامت بلادهم على وضع سياسة تقوم على احتواء تلك الجماعات.
مصر قلقة ما بعد التقارب التركي السوداني، وبسبب انتقال الدواعش الى سيناء وهدفهم زعزعة الامن القومي المصري.
امريكا تحرك العالم عبر خيوطها السياسية والاقتصادية والعسكرية، اسرائيل تعيش حالة من الازدهار عبر تواصلها العلني والسري مع الدول العربية والافريقية.
الختام الحالة العربية تعيش اضعف حالاتها اليوم هزيمة تلو الهزيمة، نسال الله الرحمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالأحد 14 يناير 2018, 7:21 am

[rtl]الدرك الأسفل للحالة العربية، Sadek-hajal[/rtl]

صادق حجال


ما سمي بالثورة العربية الكبرى لعام 1916م وما يسمى بالربيع العربي لعام 2011م:عندما لا نستفيد من مصائب التاريخ نبقى نعاني إلى الأبد


  في سياق مواجهة الدول الغربية للدولة العثمانية حاملة راية الخلافة الإسلامية قامت تلك الدول بالعديد من السياسيات الكفيلة بهزيمة الدولة العثمانية، أبرز تلك السياسات وأنجعها هو العمل على تفتيت الدولة من الداخل عبر خلق مجموعة من الأفكار الداعية لانفصال أحد مكونات المجتمع، حيث وجدت بريطانيا الاستعمارية آنذاك في القومية العربية-الإسلامية- الفرصة المناسبة لإضعاف الدولة العثمانية من الداخل، ففي عام 1913م خرج العرب- الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مضطهدين من قبل العثمانيين- من مؤتمر باريس بمجموعة من الأهداف الداعية للمساواة مع الأتراك، لكن الغريب في الأمر هو أن هؤلاء الذين كانوا يعتبرون أنفسهم ممثلين للعرب في المؤتمر كانوا يعوّلوا على دعم فرنسا الاستعمارية من أجل تحقيق مطالبهم ! (أنظر في كتاب في كتاب “الفكر العربي المعاصر” لألبرت حوراني، ص338.)!، لا ندري ربما هؤلاء الممثلين العرب لم يكونوا على علم بأن فرنسا تستعمر الجزائر في تلك الفترة وتقتل وتعذب وتنكّل بالشعب الجزائري الأمازيغي العربي المسلم الحرّ !!!!.
بريطانيا أدركت بأن هؤلاء الممثلين العرب سطحيين لدرجة أنهم يعوّلون على فرنسا المستعمرة في سبيل تحررهم من السلطة العثمانية، لذا عملت على تشجيع العرب بقيادة “شريف حسين” من أجل القيام بالثورة على السلطة العثمانية ودعمته بالمال والسلاح والتخطيط في سبيل ذلك، وفي سياق متصل وعدت الملك”شريف حسين” بأن تضمن له قيام دولة عربية كبرى تحت قيادته عندما تضع الحرب أوزارها، كل هذا جاء في المفاوضات المعروفة بـ” مراسلات الحسين- مكماهون”. بتلك السياسة وقدرتها على إقناع بعض العرب بالثورة على السلطة العثمانية حققت بريطانيا هدفين أساسيين، الأول هو تفكيك الدولة العثمانية من الداخل؛ والثاني وهو الأساسي تمثل تقليل حجم التعبئة الإسلامية على المستوى العالم من قبل السلطة العثمانية في حربها ضد دول الحلفاء، لأنّ الملك “شريف حسين” وهؤلاء “الثوار العرب في سياق مواجهتهم مع السلطة العثمانية وتحالفهم مع بريطانيا عملوا على إقناع العالم الإسلامي بعدم تلبية دعوة الخليفة العثماني على اعتبار أنها خلافة غير شرعية ولا يجوز القتال أو الجهاد في سبيلها وأنّ الخلافة الحقيقية الشرعية يجب أن يمثّلها عربي قريشي- معتمدين على حديث الرسول صل الله عليه وسلم-.
  قد يكون للعرب أسباب موضوعية بأن ينزعجوا وينتفضوا على سياسات السلطة المركزية العثمانية، ولكن أن يثوروا عليها في فترة كانت فيها تحارب عدواً استعمارياً خارجياً بل ويتحالفوا مع ذلك العدو المستعمر فتلك كانت الكارثة العظمى، حيث بعد الحرب تم تقسيم العرب إلى مناطق نفوذ خاضعة للاستعمار الفرنسي والبريطاني وفق ترتيبات اتفاقية سايكس-بيكوا لعام 1916م ومؤتمر سان ريمون لعام 1920م. منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا مازال الكثير من الشرفاء العرب يتحسر على خيانة دول الحلفاء، وفي الحقيقة، كان من المفترض أن يتحسروا على غباء وسطحية التصور الإستراتيجي لمن شجع وقاد تلك الثورة وتحالف مع المستعمر.
  في عام 2011م التاريخ أعاد نفسه، حيث بعض الدول العربية التي انطلق فيها الحراك-سوريا وليبيا-، عملت قادة بعض مكونات المجتمعين السوري والليبي المناهضين للنظامين الحاكمين في كلا البلدين على تلقي الدعم العسكري والمالي والإعلامي والدبلوماسي من قبل القوى الخارجية المعادية لأنظمتها (تلك القوى، الغربية بالأساس، التي كانت في وقت قريب تستعمر أراضيها استعمارا مباشرا ومازلت كذلك عبر استعمارا غير مباشرا)، بل وصل بها الأمر- أي بتلك المكونات المناهضة لنظام الحكم- إلى أن تطلب النجدة من قبل القوى الغربية لتحقق لها الحرية والديمقراطية والكرامة !!!!! عبر دعوتها صراحةً إلى التدخل العسكري، بل وتعاتبها لأنها لم تتدخل بطريقة عسكرية مباشرة !. لا ندري ربما تلك ما تسمي نفسها نخب عربية قرأت التاريخ بطريقة عكسية أو أنها ذكية بالقدر الذي لا يمكننا أن نفهم درجة تخطيطها العظيم.
  كما حدث عام 1916م، بعد الحراك العربي لعام 2011م، حقق الغرب أهدافه الأساسية المتمثلة في إسقاط نظام “معمر القذافي” الذي كان قد أسقط الحليف الأساسي للغرب عام 1969م المتمثل في النظام الملكي، والذي  لطالما كان في صدارة الدول المناهضة للغرب خاصة في الثلاث عقود الأولى من حكمه، أما في سوريا فقد حققت الدول الغربية ووكلائها من دول الخليج، نصف هدف بأن أضعفت الدولة السورية التي تعتبر لاعبا أساسيا في محور المقاومة وحلقة امتداد لمحور المقاومة بين إيران وحزب الله في لبنان.
 لكن ماذا نال هؤلاء الذين اعتمدوا وطالبوا الدعم العسكري والتدخل الخارجي من قبل القوى الغربية ؟، أو بالأحرى ماذا نالت شعوبهم العربية، لأنه من غير الممكن أن يكون هؤلاء أصحاب البدلات الرسمية التي تعيش في الغرب وفي الفنادق قد تأثروا بما يجري لشعوبهم.
  ما ناله الشعب السوري هو دمار شبه كامل للدولة وانزلاق البلاد إلى براثن الحرب الأهلية المدمرة الذي نتج عنه آلاف القتلى والمجروحين وتشريد الآلاف من العائلات السورية…الخ، أما في ليبيا، ما حدث هو أنه القوى الخارجية  العربية والغربية التي عملت عسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً على إسقاط  نظام “معمر القذافي” راحت   تتنافس فيما بينها في فترة ما بعد إسقاط النظام على اقتسام “الكعكة”، حيث جعلت ليبيا ميدانا لحروبها بالوكالة المدمرة أمّا الشعب الليبي فقد تم تهميشه بصورة نهائية، واليوم سواء حول سوريا أو ليبيا فإن مفاوضات السلام لا تجري داخل أراضيها وإنما تجري في العواصم الغربية والعربية، والمفاوضين ليسوا هؤلاء من يدعوا أنهم ممثلين للشعبين السوري والليبي فهؤلاء تم تهميشهم من زمان، وإنما المفاوضين الحقيقيين هم القوى الإقليمية والدولية.
  ما قلناه، لا يعني أبداً بأننا نعتبر الحراك الشعبي هو من فعل أيادي خارجية، فذلك الحراك الشعبي والمطالب  المشروعة هي جد واقعية ومتوقعة ومنطقية، وكل من يقول عكس ذلك هو مخطئ فالشعوب العربية لم تعد تحتمل الاستبداد السياسي الممارس عليها والتدهور المعيشي الكارثي التي باتت تعيشه. لكن كل هذا لا يبرر أبداً التحالف مع قوى خارجية معروفة باستعمارها واستغلالها لتحقيق التنمية والكرامة ولإسقاط أنظمة الحكم.
 على العموم الدرس الأول تمثل في الثورة العربية الكبرى لعام 1916م ونتائجها، والدرس الثاني كان في الحراك العربي لعام 2011م وتداعياته،… والآن من المفروض أننا اكتفينا، لا نريد دروساً أخرى ولا نريد أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى، لأن إعادة ثانية للتاريخ يعني بأننا أصبحنا شعوباً بلا عقول وغبية، ونحن أكيد لسنا كذلك.
باحث دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر3 (itfc).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالسبت 20 يناير 2018, 11:26 am

المُلك من عند الله.. من الرئيس المؤمن الى القائد الملهم والامة تتفكك!
 
الدرك الأسفل للحالة العربية، Talal-salman-2005-300x300
طلال سلمان
يحكم الأمة العربية، بأقطارها جميعاً، نخبة من الاباطرة الذين لا مثيل لأي منهم ولا شبيه: أن واحدهم يستطيع أن يحكم، منفرداً، وان استعان ببضعة من المستشارين، قارة تامة بحجم السعودية او بلداً يزيد عدد سكانه على المائة مليون بني آدم، بالكفاءة ذاتها التي يحكم بها شيخ قطر النصف مليون من أهل شبه الجزيرة مع “ضيوفهم” الذين يبنون عمرانها ويسلمونه جاهزاً.
مع ذلك، فان كل امبراطور يدعي انه الاعظم ايماناً بالديمقراطية، والأكثر اخلاصاً لحقوق الرعية، والاسرع في انجاز التقدم والتفوق على دول العالم اجمع، ثم انه الاشد ايماناً بالله وانبيائه وملائكته المطهرين..
بين من حكم الامة “الرئيس الخالد” و”الرئيس المؤمن” و”الرئيس إلى الابد”، و”القائد الملهم” و”قائد كل الأزمنة” الخ..
قبل هؤلاء الاباطرة كانت “الامة” واحدة، بالتاريخ والجغرافيا، او بالحلم والتمني، او بالمصلحة وضرورة حماية الذات..
معهم، ثم من بعدهم، غدا الوطن العربي مزقاً، وصارت شعوبه أمما شتى، تتصارع على الماء والكلأ والبترول والغاز، وتقتتل على المرافئ والموانئ والجزر (السعودية، مصر، الامارات، اليمن..)
ومعهم وبهم توسع الاحتلال الاسرائيلي وتمدد نفوذ دولة العدو وسقط عنها ثوب العداء، فاعترف بها بعض العرب العاربة فضلاً عن كثير من العرب المستعربة، وصار منطقياً أن تُطالب بدخول جامعة الدول العربية، بل وان تُطالب بمنصب الأمين العام لان عندها الفاً من احمد ابو الغيط..
وهكذا فان الوطن العربي يتفكك إلى ارخبيل من “الدول”، بعضها من نفط، وبعضها من غاز، وغالبيتها من أوهام وتخيلات ومصالح للأجنبي على حساب الامة واحلام وحدتها وحقها في التقدم.
يتزايد عدد سكان الوطن العربي ويتعاظم فقرهم: حتى رعايا الممالك والإمارات الغنية يعيشون خارج العواصم ذات الواجهات الفخمة، في الضواحي المبنية أكواخها من الصفيح والخشب..
ربما لهذا لم يتعاطف أحد مع امراء الثروة في السعودية الذين احتجزهم الامير ـ الوعل محمد بن سلمان وقنص منهم ما فاض من ثروة واحدهم عن المليار دولار باعتبار ان هذا المبلغ من عرق جباههم المدموغة بآثار السجود..
بل أن الاكثرية الساحقة من الرعايا العرب تمنت لو أن اخوانهم من رعايا تلك المملكة التي نُسَّبت قهراً إلى اسرة أخذتها بالسيف والتواطؤ مع بريطانيا بداية ثم مع الولايات المتحدة، من بعد، (ومعهما اسرائيل، تماشيا مع العصر..)، هم الذين نهضوا فاحتجزوا الاسرة المالكة جميعاً قبل أن يحاكموا افرادها ملكاً وولي عهده وامراء أثروا بلا تعب وعاثوا في الارض (والبحر) فساداً يفوق التخيل..
المحزن أن الجمهوريات العربية تأخذ عن الممالك (والإمارات والمشيخات) العربية أسوأ ما فيها: فالحكم لمن غلب، بالسيف او بالذهب، بالأميركي او البريطاني (والاسرائيلي في كليهما)… وهكذا فان “الرئيس” ملك من دون لقب صاحب الجلالة ، ومدة ولايته مفتوحة حتى يقضي الله امراً كان مفعولاً..
وهكذا فان الوطن العربي ينقسم إلى جمهوريات ملكية، وملكيات عائلية، ورعايا لا يعرفون طبيعة نظامهم، ولكنهم يعرفون القانون السائد في الارض العربية كافة ومفاده: العصا (او السيف) لمن عصا.. والمُلك من عند الله يهبه لمن شاء، سبحانه وتعالى..
كاتب وناشر ورئيس تحرير صحيفة السفير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالسبت 20 يناير 2018, 11:27 am

المشروع القومي العربي ..إلى أين؟!

شاكر فريد حسن
 يعاني المشروع القومي العربي ، كغيره من المشاريع الايديولوجية التقليدية ، من أزمة خاصة ، ومع أنه واع لأزمته لكنه غير قادر نظرياً وعملياً على تجاوزها.وهذه الأزمة مرجعها بالأساس ليس التغيرات العالمية فحسب، وانما التبعية والتخلف الاجتماعي والتأخر التاريخي للأمة العربية من محيطها حتى خليجها، اضافة الى فقدان الرؤية الاستراتيجية الشاملة لتغيير الواقع وتجديده.
وفي حقيقة الأمر، أن الواقع العربي لا يعاني من انهيار الفكرة القومية فقط، بل يعاني أيضاً من انهيار وانطفاء السياسة، وانحسار دور المثقفين العرب وانقطاع الكثير منهم عن الالتزام بالواقع والأمة ، وهي فئة ترتزق بالكلمة، الى جانب تراجع الأحزاب السياسية في العالم العربي ونكوص القوى الوطنية التقدمية والعلمانية ، علاوة على غياب الحركة الشعبية العربية التي تمثل أحد شروط نهوض وتبلور أي مشروع وطني ونهضوي جديد.
ومن الواضح، أن انبعاث الحركات الدينية الجماهيرية هو تعبير عن اندثار وانطفاء السياسة في المجتمعات العربية ودليل قاطع على أزمة مجتمعنا، وأن صعود الفكر القومي،ابان الحقبة الناصرية، كما الفكر الماركسي العربي في سنوات مضت الا ترجمة لنهوض الحركة الشعبية الجزئي.
أن فشل الخطاب القومي هو ربما أحد أسباب اندلاع الحرب الأهلية في لبنان وشرذمة المقاومة في العراق وغياب أفقها السياسي والقومي، عدا عن التمزق الحاصل في العالم العربي وغياب التضامن العربي ، كما يمكن تعميم الفشل على جميع النكسات والهزائم التي مرت بها الأمة العربية خلال العقود الأربعة الماضية.
ولا شك أن عدم الجرأة وعدم وضوح الرؤية في الخطاب القومي يشكلان المعضلات الأساسية في عدم تكوين المرجعية المنشودة، ولذلك لا بد من تغيير جذري في معالم هذا الخطاب من حيث المضمون، على أن يجسد تطلعات الشرائح الواسعة للجماهير العربية، وليس تمنيات النخب المثقفة التي أخفقت حتى الان بتحمل مسؤوليتها التاريخية والتي سمحت لفئة من المرتزقة تدور في فلك السلاطين بامتلاك الساحة الوطنية والقومية.
كذلك لا بد للخطاب القومي أن يصيب ويلامس الوجدان الشعبي العربي ويعزز الثقة ويبعث الأمل في الذات العربية المحبطة واليائسة والمهزومة .وعليه أيضاً أن يحتوي على اشارات للتراث والانتقال الى مواقع جديدة تلتقي مع العلم والمعرفة ليصبح الوعاء لانتاج المعرفة الحديثة. كما وعلى الخطاب القومي العربي أن يبحث عن فاعل جديد يستأنف في فعله الفكر القومي النهضوي التنويري العربي ويقدم طرحاً جديداً للمسألة القومية.
وفي النهاية ، هناك مهمة تاريخية مشتركة أمام القوى المجتمعية العربية، وقوى الاصلاح والتغيير ، من قوميين وعلمانيين وليبراليين واسلاميين، وهي القيام بمراجعة ثقافية جادة في مواجهة الهزيمة، والعمل على تجديد الفكر القومي العربي وعقلنته، واعادة التأسيس الفكري البنّاء والحضاري في حياة الأمة العربية.وكذلك العمل في جبهة وطنية متحدة من أجل انشاء المجتمع الوطني المدني التعددي الديمقراطي، عبر عملية تنمية ونهضة شاملة، مما يجعل الواقع العربي قابلاً للتغيير والحياة والانتصار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالإثنين 05 نوفمبر 2018, 7:40 pm

هل تسيّدنا – نحن العـرب – العالم يومـاً ما بالفعل ؟


الدرك الأسفل للحالة العربية، Ms



ذا ما أتتك الفرصة للقاء شخـص من دولة غير عربية, و أخبرك بصراحة أنه يظن أنه يرثى حال العرب على مدار التاريخ, و ان  حذف العرب من خريطة التاريخ والجغرافيـا لن يؤثر الكثير. فماذا انت بمجيب عادة ؟!

بالتأكيد وقتها لن تتمالك لسانك و ستندفع في خطبة تاريخية تعدد لهذا الشاب كل ما تعلمناه عن براعتنا في شتى العلوم وقتما كانت أوروبا تقبع في ظلمة الكهنوت.
و لن تنسى ان تخبره عن الخوارزمي مخترح الجبر ,و كتاب القانون لابن سينا, و رسائل ابن رشد, و الفارابي, و الغزالي, و مقدمة ابن خلدون, و هندسة الجزري, و البيروني, و البيطار. ولربما انتقلت معه في جوله لأشهر علماء التشريع من البخاري الباحث و المدقق, و الترمذي, الى الطبري المؤرخ العظيم, وصولاً الى ابن بطوطة الرحالة و غيرهم الكثير.
و لن تنسى – طبعاً – أن تفتخر بما يتغنّى به العرب ليل نهار و ينتظرونه : صلاح الدين الايوبي !
لكن دعنا نسألك نحن مرة اخرى, هل اجبت حقاً على الرجل ؟! و هل حقاً تسيدنا –العرب- العالم يوماً ما ؟!.
لا تنكر ، هل واتتك الحماسة حين وقعت عينيك على كل تلك الاسماء العربية بالأعلى التي سردتها منذ قليل ، وترددها على لسانك, و تعيــش لحظات من النشوة أن أجدادك تركوا لك شيئاً تتغنى به في ظل حال الحاضر البائس ؟
لكن للأمانة, فان من عموا عن تلك الاجابة – التي قدمتها للأجنبي – بحق هم العرب أنفسهم !

السؤال: هل كل تلك الأسمـاء العظيمة ، عــربٌ أصلا ؟!

المشكلة أننا كنا دائماً نقع في فخ الاسماء العربية و الرسومات التصورية للشخصيات التاريخية, و التي كانت ترسم لنا صلاح الدين الأيوبي–الأرميني الأصل- بملامح فارس عربي .. وإبن سينــا – الطبيب العظيــم – الاوزباكستــاني وفقــاً لمعايير اليوم ، وهو يرتدي عمـامة عربية أصيلة !
الدرك الأسفل للحالة العربية، Binsina
الرسمة الأشهر للطبيب العظيم : إبن سينا ، والاكثـر توارداً عنه في التراث العربي والإسلامي
و لربما يزعجك تصوّر أن شيوخك الغزالي والخوارزمي لم تكن ملامحهم عربية كمـا المنحوتات والرسومات ، بل ( فارسيــة إيرانية أصيلة ) .. حتى المُحدث العظيــم ( البخــاري ) فعليك أن تتخلى قليلاً عن صورته العربية في خيالك, فلقد كان أوزباكستانياً أيضاً!
عليك ان تتصور صلب الروعة في غابر هذا الزمان الذي تتباكى عليه, ان رجلاً بملامح آسيوية فقيرة كتلك التي تراها في العمالة الاسيوية في بلدان الخليج العربي مثلاً, و قد حل على قريتك العربية, و إذ بالخبر ينتشر كالهشيم في أرجاء البلدة, فيتسابق الجمع الغفير -من أشباه أصلك العربي- على التعلم على يد شيخ جليل أو طبيب حاذق أو كيمــائي مُخضـرم الذي لم تمنعه لا ملامحه أو عرقه أن يتسيد اللحظة.
أو أن يرتحل شاب من الجزيرة العربية الى أقاصي خراسان ليتم كتابة مخطوطته, فيحل على بلد تختلف عرقياً معه, فلا يجد لا هو و لا اهل خراسان امراً عجيباً قد حدث يستحق التدوين.
الدرك الأسفل للحالة العربية، Saladin-2
تمثال لصلاح الدين الأيوبي – الكردي / الأرميني الأصل – في القاهرة..
او أن يهدد مصر و البلاد حولها خطر التتار, فيتوحدوا خلف لواء حاكم غير عربي على الإطلاق يدعى سيف الدين قطــز ،  و يعلم الجميع انه بالامس كان مملوكاً له ثمن في سوق الرق.
أو أن يتحلق الجمع أمام رجلاً بأصول أوروبيه يعلمهم بلغة عربية –لربما كانت بلكنة غريبة- كما حال الفيلسوف العظيم ابن رشد ، و ابن البيطار.
أعد لنفسك كل هذه التخيلات, و اعد على نفسك السؤال :
اقتباس :
هل تسيدنا نحن –العرب- العالم يوماً, ام كنا مجرد شراكة في مشروع انساني كبير, نجح فيه الأجداد ان يحرروا العالم للحظات من حدود العرقية و المنشأ, و فازت فيه العربية بنصيب كبير بأن سيطرت على لغة الثقافة وقتها.
حين يسألك الشخص الأجنبي هذا السؤال مرة أخرى, أجبه بأنه من قال لك ان ذوي الاصول العربية قد تسيدوا العالم ؟! بل كانوا شركاء و مؤسسين في مشروع انساني ضخم, عظم فيه بكل جدارة مبدأ الاخوة الحقه. و أسأله ان كان يعلم نموذج كهذا في تاريخه الخاص – قبل النهضــة العالمية التى نعيشها الآن – ؟!
و لا تنسى أن تخبره أن نتائج هذا المشروع ظاهرة الى الآن في ان أغلب من يسميهم هو عرب الآن, فهم ليسوا بالأساس في أغلبهم الا عرب مُسْتَعجمه أو عجم مُسْتَعربه. ليترك لنا اجدادنا عبرة في معنى الشراكة ظاهرة في انسابنا .. غير أننا لا ننفك أن نحاول أقصاء كل من حولنا, ظناً منـا اننا من الممكن أن نعيد شيئاً من امجاد الماضي وحدنا, أو بعنصريتنا القميئة ” المُنتنــة ” كمـا هو معــروف من التراث الإسلامي , لانها ستطرد حتماً كل طيب و جميل نبتغيه.
كونوا شركاء .. استوعبـوا الآخر .. تفلحوا في بناء حضــارة !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 12:22 pm

لماذا تنتهي الثورات العربية فى حضن العسكر؟

د خالد فتحي
يقتضي هذا السؤال إثبات الحالة أولا .سنأخذ بلدان الربيع العربي إذن ،ونفحص مصأئر ثوراتها واحدة واحدة ،وسنلاحظ كما ترون جميعا انه بعد خفوت فورة القيام، قد سقطت تباعا في حضن العسكر إما بشكل مباشر وفج، أو بطريقة ناعمة ارتدى فيها الجيش مسوح الديمقراطية قبل المرور الى السلطة عبر البوابة الانتخابية:
مصر أسقطت حكم الإخوان المسلمين لتعود إلى المؤسسة العسكرية ،ففي هذا البلد، علينا أن نتذكر أن الجيش كان هو من أسس الجمهورية، وأن الإسلاميين كانوا على الدوام معارضيه الأوحدين، لذلك استرجع الدولة منهم بعد ان انتهت الثورة في مخدعهم ،ليبيا بدورها طوحت بالعقيد ، ثم أصبحت مرتعا كبيرا للمسلحين تجلس فيه طرابلس المدمرة “بانتظار” الجنرال المتقاعد حفتر ….الذي يقول للجميع بأنه يحمى الدولة من الفوضى والفتنة ،لكنه يحلم في الحقيقة أن يراه القذافي من قبره وهو يسوس الجماهيرية التي ما كانت ولن تكون عظمى ،
اما الجزائر التي تأخر ربيعها كثيرا ،فيصنع فيها القايد صالح الصحو والمطر ، ويحدد وهو العسكري الطاعن في السن والحكم سقف لائحة المطالب الثورية ولائحة أخرى للمتخلى عنهم من رجالات النظام حسب ما تنتهي إليه ذبذبات الشعارات في الشارع الهائج ،
وكذلك السودان تمخضت فيها الثورة عن طبخة انقلاب نصف عسكري ببهارات مدنية . موريتانيا كانت الأذكى ،انزاح رئيسها العسكري ديمقراطيا لعسكري آخر ارتضاه لها ،و حتى تونس ايقونة الربيع قد تتجرع نفس الدواء بطريقتها الناعمة وتنتخب رجلا بين العسكرية والمدنية ،فوزير الدفاع الطبيب عبد الكريم الزبيدي هو الأقرب الآن لقصر قرطاج. وهذا مايكاد يوحد سيناريوهات مآل الحراكات بكل بلدان الربيع .
يتعلق الأمر إذن بقاعدة عربية شبه حصرية .لا بصدفة اعتباطية تتكرر كل ربيع. فهناك ولابد عامل كامن في الذهنية والثقافة العربيتين يحفز قدوم العسكر . ولربما أن السر يكمن في البناء السوسيولوجي والسياسي السياسي لهذه المجتمعات عشية ثوراتها. تنضاف لهذا عناصر أخرى تبدو حاسمة كعدم اكتمال نضج المؤسسات المدنية والسياسية داخل الدولة العربية القطرية التي تلت سايس بيكو لكي تستلم الحكم عقب الثورة.و استمرار نظرة الشعوب العربية وخصوصا من مواطنيها غير المتحمسين للربيع الى الجيش كمخلص وكملاذ حين تدلهم أجواء الثورة وتتلبد بغيوم الفتنة.
ثم رسوخ الهاجس الأمني وتجذره لدى الدولة العميقة وضمنها المؤسسة العسكرية التي لم تعد الآن معنية بالتصدي للعدو الخارجي فقط، بل اصبحت ايضا تحارب العدو الداخلي المتمثل في الإرهاب مما أصبح يغريها بإمكانية لعب دور في هذا الداخل المشتعل و يقنعها بالتالي بشرعية التدخل في السياسة .ثم تأتي العقيدة العسكرية للجيوش التي تعلمت في العالم العربي أن تفرق في اللحظات المفصلية للتاريخ بين النظام الذي يمكن أن يسقط والدولة التي لا يد أن تبقى مما يمنح مسوغانفسيا لهذا لعسكر لكي يكون له قول وفعل في مسار الثورة.
لننتبه الآن أن الدول المعنية بهذه الملاحظة كلها جمهوريات عربية. وأن العسكر قد حاز السلطة فيها بعد أن حرم منها الإسلاميين .كان ذلك بالغصب أحيانا وبالتدافع الديمقراطي أو الشبه ديمقراطي أحيانا اخرى .و في الحالتين يكون هناك ملل مسبق من الإسلاميين أو شعور عارم بلا جدوى حكمهم في تحقيق أحلام الثورة الوردية.
واضح ان إسقاط الرئيس لايقود حتما للدولة المدنية التي في مخيال الثوار . فالثورة بطبعها تنشد الحرية والكرامة .لكن ثوراتنا لم تنجح في الإمساك بالمدنية لأنها كانت ثورات جارفة حماسية مشوبة كثيرا بالعاطفة وروح التضحية… ثورات كان أغلبها غير مهيكل ودون قيادة واضحة أو نخية مفكرة و كان لا يجيب عن سؤال مابعد الثورة.
ولذلك كان من المتوقع تحليليا أن تدلف للحكم القوة الاجتماعية الوحيدة المهيكلة التي عرفت كيف تصل إلى الكتف ولم تعرف كيف تأكله: الإخوان المسلمون
وقد جرى أن الجماهير العربية اكتشفت بعد الثورة انها انتقلت من حكم مغلق الى آخر اكثر إغلاقا.و من شمولية تتظاهر بالديمقراطية الى أخرى تضاهيها ترفع شعار الإسلام هو الحل. لتكتشف انها كانت ضحية برامج طوباوية لا تقدر على تغير واقع شعوب تعاني ازمة تطلعات للعيش الرغيد كالمجتمعات الأخرى…. عيش شاهدته وخبرته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقع أيضا أن قواعد الإسلام السياسي والمتعاطقون معه بالخصوص شيدوا بدورهم آمالا عظيمة على القادة ، ثم رأوها تنهار، فخف حماسهم” للجهاد “لاجل الحكم الراشد . اما الشعوب، فبدورها فهمت ان السياسة في بلاد العرب كذبة يتقنها الإسلاميون والعلمانيون على السواء ،فقرفت أولا الفوضى التي تجر للخلف ليصير أقصى “حلمها ” ان تنعم من جديد بالاستقرار ولو مشوبا بالاستبداد.
فوق ذلك لم يتخلص الإسلاميون رغم الحكم من عقدة الاضطهاد، وظلوا يتشوقون لها كصانعة لشرعيتهم التي لا تتخلق إلا بالدماء والسجون والمنافي ، فاستدعوا بأخطأئهم لاشعوريا العسكر من جديد. لقد عجزوا عن الحكم إذن ولكنهم ظلوا غير عاجزين عن التشكي من الظلم.
ومن المؤامرات والفلول الى أن تحول قدوم العسكر الى شبه خلاص لهم ينقذهم من فشلهم في الحكم.
لم يعرف الاسلاميون كذلك كيف يتعاملون مع المركز الذي يمص خيرات العالم العربي.لم يطمئنوه صراحة على مصالحه ليساندهم .ولم يقاوموه أيضا ليضللوه.لكن خطابهم للشعوب كان خطابا مناهضا لهذا المركز.وبهذه الازدواجية أو الثلاثية في السلوك خسروا في النهاية كل شيء و بعد ذلك خسروا أنفسهم ايضا.
الانتظارات كانت كبيرة .والإسلاميون حكموا في ظرف ملتهب وصعب احتمالات الفشل فيه أكبر من النجاح. فقرف منهم الناس وملوهم، لأن أساس التعاقد كان تحسين ظروف العيش في هذه الدنيا الفانية وليس في الآخرة الآتية مماعرى تناقضاتهم وكشف ظهورهم للخصوم.
ولأنه لم تكن توجد قوة سياسية مهيكلة قادرة على مناجزة الإسلاميين ،تصدت للأمر قوة اجتماعية منظمة أخرى كانت عينها على استيياء الشعوب من تأخر الحلول.هي قوة العسكر.
وبذلك انتهت الثورة في مخدع الجيش قسرا اوطواعية. كأن ذاك كان هو الممكن سوسيولوجيا ليس عندنا فقط، بل لدى جميع الثوراث .فحتى الثورة الفرنسية اذا تذكرنا جاءت بالجنرال نابليون بعد فترة من المخاض.
لكن هذه المآلات مع ذلك اختلفت هن ذلك في الملكيات العربية. وهذا من حسن حظ شعوبها و إسلامييها على السواء .ملكياتنا حاكمة تمسك جوهر السلطة .ولذلك تتيح للإسلاميين أن يقفزوا لمركب السلطة حتى دون ثورة و تتيح لهم أن يستمروا في نفس الآن في ترديد معزوفة المظلومية القديمة.كما أن هذه الملكيات تستطيع أيضا أن تدبر بشرعيتها على عكس الجمهوريات اي سخط شعبي على حكم الإسلاميين من دون الرجوع إلى العسكر.
نهاية نظن أن على الجماهير العربية أن تستوعب أن الثورات لاتمطر ديمقراطية ولا كرامة ولا مدنية .فذاك مرتهن الى تحقق الشروط الموضوعية الضرورية.ولذلك فثورات دون رؤيا ودون وعي بميزان القوى واستبصار كامل لإمكانيات الفرقاء الحقيقية ،و دون تخيل مسبق للسيناريوهات المتمخضة عنها ودون فكر تنويري يؤطرها ،ستكون عبارة عن مجرد رصاصات في الفراغ.
لابد إذن من ثورة ثقافية قبل اي ثورة عضلية. ولربما تكون الثورة الثقافية كافية لنا لتنزيل إصلاحات حاسمة تجننبا تكرار هذا المصير المؤلم الذي انتهت اليه بسبب الثورة أولا ثم الإسلاميين ثانيا ثم العسكر ثالثا اجمل واعرق العواصم العربية.
إن مستقبل اي حراك عربي رهين بقرار العسكر في عدم التدخل وهذا القرار العسكري بدوره رهين بتعقل الإسلاميين وعدم سعيهم للهيمنة على كل مفاصل الدولة.
تلك هي وصفة تونس لحدود اليوم .
*كاتب من المغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 12:23 pm

العربية والهوية.. ضياع في الشرق وفي الغرب اتباع

د. نضير الخزرجي
ما من تجمع بشري قلّ عدده أو كثر إلا وله رسالة في هذه الحياة، وإلا لما اجتمعوا وتضامنوا والتفوا حول محور أو جمعهم المحور إليه، ولا يمكن للإنسان ان يعيش منفردا حتى وإن حبس على نفسه أو عرّس في مكانه أو احتلس في داره، فالاحتكاك مع الآخر امر حياتي تفرضه طبيعة الحياة اليومية فضلا عن فطريته، إلا اذا بلغ المرء من الحال ما يجعله يعتكف في داره أو صومعته لامر هو راغب فيه أو لغاية أسمى يرى الآخر بعين البصر خطوطها العريضة فيما يرى هو بعين البصيرة جزئياتها الدقيقة.
ولأن الرسالة هي مقود عجلة كل تجمع بشري، لهذا تعددت المجموعات البشرية ورسائلها، ومعظمها أخذ صبغة دينية يحصّن بها نفسه وأبناء مجموعته لحماية الذات ومواجهة الآخر الذي هو كذلك يحمل رسالة يريد بها أن ينفذ في قلب التجمعات البشرية الأخرى لخلق قاعدة عريضة له تمكنه من الاستمرار والمواصلة وكسب أكثر عدد من المؤيدين والمريدين.
وعندما تنتقل مجموعة بشرية من الدفاع عن معتقداتها إلى الهجوم على معتقدات الآخر تتبدل الى دين ومذهب وإن كانت في قرارة نفسها ترفض ذلك، ولكن ممارستها دالة على تمذهبها، فعلى سبيل المثال فإن الرجل النباتي الذي يمتنع عن أكل اللحوم لغايات طبية يتحول الى رجل دين وداعية عندما يقوم بمهاجمة مجموع البشرية التي استحلّ لها دينها أكل اللحوم والإمتناع عن بعضها، ويتحول مفهوم حقوق الحيوان إلى رسالة دينية لمحاربة تجمعات بشرية تتناول اللحوم ومشتقات الحليب وهي الأكثرية الغالبة، ثم تدخل الحيوانات البرية والبحرية والجوية ضمن مفهوم حقوق الحيوان.
إذن كل فكرة أو تقليعة يلتف حولها مجموعة من البشر تصبح عقيدة إذا مارسها المرء وعمل على نشرها، وإذا دخل في مواجهة مع الضد النوعي صار دينا ومذهبا وتمذهبا تطير معه الرؤوس، فالمعتقدات الأرضية تبشر الإنسان بحياة أرضية طيبة والمعتقدات السماوية تبشر الإنسان بخير العاجلة وسلاستها وسعادة الآجلة وسرمديتها.
هذا الواقع المعاش ذكّرنيه وقدح في ذهني فكرة التمذهب وسلبياتها، قراءة متمعنة ومتأنية للجزء الثالث من كتاب “معجم المشاريع الحسينية” من تأليف المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، الصادر حديثا (2019م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 566 صفحة من القطع الوزيري، حيث تحلقت حول صفحاته والتهمتها كلما عدت الى غرفتي في فندق قصر ضياء الدين بكربلاء عندما كنت في رحلة عمل قصيرة إلى العراق في شهر تموز من العام الجاري (2019م)، وفي هذا الباب من دائرة المعارف الحسينية يتابع المؤلف بدقة نشأة البلدان وقيامها وبدايات انتشار الأديان فيها ومنها الإسلام وما تركته النهضة الحسينية لسبط النبي الاكرم محمد (ص) من آثار كانت أو لا زالت قائمة أو هي في طريقها للنمو والرسوخ، والجزء الثالث وفق نظام الحروف الهجائية ضم تسعة بلدان متوزعة على قارات أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا والمحيط الاطلسي، وهي: أنغولا، أروغواي، أوزبكستان، أوغندا، أوكرانيا، إيران، أيرلندا، آيسلندا، وإيطاليا، وهذا الجزء هو الرقم 116 من مجموع أجزاء الموسوعة الحسينية الصادرة حتى الآن.
المبتعثون رسل السلام
جرى الخلاف بين المدرسة الإسلامية والمدرسة الغربية المؤدلجة التي تتهم الإسلام إنتشاره بالسيف، وما زال الخلاف قائما في مراكز الأبحاث والدراسات، وحيث ثبت على أرض الواقع أن كل الحروب التي قادها رسول الإسلام محمد (ص) هي حروب دفاعية ولم تكن أي منها حربا ابتدائية هجومية، فإن دعوى ثنائية الإسلام والسيف ليس في محلها، لأن المجتمع الذي تقبل الإسلام لم يرجع عن دينه طواعية إلا بفعل فاعل كما حصل في أوروبا حينما خيّرت الحركات الصليبية المنتصرة المسلم بين الموت صبرا وقهرا أو الإيمان بالصليب أو الطرد من البلاد والاستيلاء على الأموال والممتلكات كعقوبة دنيا، فقتل على الإسلام الكثيرون وتولى الكثيرون المسيحية عنوة ورغبة في الحياة.
وحيث اختلفوا على السيف ودوره، فلا يمكن لأحد أن يختلف بأن الإسلام انتشر عبر حركة التجار المسلمين الذين اعطوا صورة طيبة عن الإسلام فكانوا مع تجارتهم عونا لأبناء البلدان التي يطؤونها للتعرف على الإسلام والإيمان به، وقد ترسّخ عندهم الإيمان وصاروا حملته لشعورهم أن الخلاص فيه والنجاة في تعاليمه وفيه خير الآجلة والعاجلة لمن آمن بالآخرة وخير الآجلة لمن احتفظ بدينه بخاصة داخل الوطن الإسلامي.
وحيث لا خلاف على حركة التجار، فإن الهجرة هي ثالثة الملاحق في طومار بشارة الإسلام للمجتمعات الأخرى في بقاع الأرض، وكانت الهجرة على مر التاريخ تمضي في سماطين واحدها وفق التوصية القرآنية: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا …) سورة العنكبوت: 20، وثانيها وفق اللازمة القرآنية: (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) سورة النساء: 97، وفي الهجرتين كان الإسلام حاضرا في قلوب المهاجرين وفي صفحات أعمالهم، فارتاح إليهم الناس فآمنت طائفة واحترمتهم طائفة أخرى، والعديد من البلدان انتشر فيها الإسلام بفضل هجرة المسلمين إليها طوعا أو كرها فكانوا لأهل البلد خير عون تتقدمهم راية الفضيلة والقيم النبيلة.
فالظلم الذي مارسته السلطات في البلدان العربية والإسلامية بالضد من شعبها أو من طائفة مذهبية بعينها، انطبق على هذه المظالم المثل الشائع: “رب ضارة نافعة”، فكان الظلم مدعاة للهجرة، والهجرة مدعاة لانتشار الإسلام وانتشار المذاهب الإسلامية التي تعرضت للإضطهاد الطائفي، وهذا ما أوقفنا عليه المحقق الكرباسي عند الحديث عن أوغندا حيث ساهم ظلم الحجاج بن يوسف الثقفي في انتشار الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام في اوغندا وعموم افريقيا، كما ساهم ظلم النظام القيصري ثم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق إلى انتشار الإسلام في أوكرانيا، كما ساهم الإضطهاد الأموي في هجرة كبيرة للسادة العلويين وشيعتهم إلى إيران الكبرى وأفغانستان وبلاد ما وراء النهرين.
وهذا الباب من الموسوعة الحسينية، الذي يمثل واحدا من ستين بابا من أبواب المعرفة غاص فيه المحقق الكرباسي عبر دائرة المعارف الحسينية، يوضح أثر هجرات المسلمين وانتشارهم في أقطار الأرض وتغلغل الإسلام وتعاليمه في قلوب المجتمعات الحاضنة.
وإلى جانب حركتي التجار والهجرة، فإن الفقيه الكرباسي من خلال سبر حركة الإسلام في البلدان يضعنا على بوابة ثالثة للإسلام وانتشاره تمثلت في حركة الطلبة العرب والمسلمين المبتعثين والوافدين على الجامعات المعروفة في شرق الأرض وغربها وبخاصة في أميركا والقارة الأوروبية، فلهؤلاء الشباب دور كبير في التعريف بالإسلام وثقافته من خلال الصورة الحسنة التي يقدمونها للمجتمعات الحاضنة، وهذا ما نجده في هذا الجزء من خلال بيان حركة الأديان في بلد أوروبي مثل ايرلندا وإيطاليا وأوكرانيا، فعلى سبيل المثال ويعود الفضل الكبير للطلبة العرب والمسلمين في تعريف المجتمع الأوكراني على النهضة الحسينية المنبعثة من رحم الإسلام.
المرأة في الصميم
ومن الطبيعي أن تكتنف حركات التجارة والهجرة والدراسة خطوات مجتمعية للتأهل ولاسيما بناء الأسرة، وحيث لا وجود لمسلمات مهاجرات أو ندرتهن فكان الزواج من بنات البلد الحاضن الأثر الكبير في فتح سجل الإسلام ليتعرف عليه أهل البلد، وهذا ما حصل قديما في آسيا وأفريقيا ويحصل اليوم في أوروبا واستراليا والأميركيتين وكندا، وأكثر ما يلفت مراكز الدراسات والأبحاث العقائدية في مثل هذه البلدان هو سرعة إنتشار الإسلام بين النساء وتعطشهن إلى نزع جلباب الضياع الروحي والتلفع بعباءة العطاء الإسلامي والسلامة النفسية.
ومثل هذا الجدب الروحي والبحث عن الهوية الذاتية نجده في بلد أوروبي كبير مثل أوكرانيا أو جزيرة كبيرة مثل آيسلندا، أو إيطاليا، حيث يرفع المحقق الكرباسي شاشة واسعة نستبين من ذبذبتها دور المرأة الكبير في التعريف بالإسلام، ومن ذلك المستشرقة الأوكرانية يانا فلاديمير كوروبكو (Yana Vladimir Korobko) المولودة في كييف العاصمة سنة 1987م والتي تجيد العربية بطلاقة، وهي مستشرقة وطبيبة نفسانية وأستاذة جامعية ومستشارة، تقول: (درست العديد من الاديان، ولم يدخل أي دين قلبي، ما عدا الدين الإسلامي، فسبحان الله حينما أفتح القرآن وأفهم معاني هذه السور والآيات، وهذا بالنسبة لي كان أكبر اكتشاف في العالم، إنه كتاب ملئ بالدلالات والعبر وهذا لم يحصل مع الأديان الأخرى).
ومن المفيد ذكره هنا أن المحقق الكرباسي في تناوله للإسلام في هذه الدول تابع الامر ميدانيا ما أمكنه ذلك سبيلا، إما بنفسه أو عبر آخرين، ومثال ذلك المستشرقة الآنفة الذكر التي تم الإتصال بها مباشرة من لندن وأبدت تعاونا طيبا مع الموسوعة الحسينية.
ومن نماذج المرأة الأوكرانية السيد تاتانيا فاليريفنا المولودة في العاصمة كييف سنة 1970م اعتنقت الإسلام بعد أن تعرفت على الإسلام عن طريق زوجها اللبناني الجنسية، وقد وجدت في الإسلام: (راحة نفسية عظيمة .. عرفت أن للحياة هدفًا، وأن للكون خالقًا ومدبّرًا، تخلصت من حيرتي .. ومن الثغرات على مستوى الفكر والعقيدة في ظل النظام الماركسي .. ولم يعد هناك فراغ في حياتي على مستوى الفكرة والعقيدة).
ومن نماذج المرأة في جزيرة آيسلندا السيدة الشابة أخنس أوسك (Agnes Osk) التي انتقلت من الإلحاد إلى الإسلام معبرة عن راحة نفسية وروحية كبيرة: (في اللحظة التي نطقت فيها شهادة الإسلام شعرت فيها كأنني اكتشفت نفسي للتو، كنت ملحدة طوال حياتي، وقد شكّل ذلك لديّ خطوة كبيرة، وشعرت بأن حَملًا ثقيلا أزيح عني، ولأول مرة في حياتي اكتشف حقيقة نفسي).
ومن نماذج المرأة في آيسلندا السيدة الشابة إريس بيوك (Iris Bjork) التي اكتشفت هويتها الحقيقية وذلك: (في اللحظة التي نطقت فيها الشهادتين شعرت كما لو أنني وجدت نفسي للتو، كانت لحظة رائعة وجدت شيئا يناديني من أعماق قلبي).
ازدهار اللغة العربية
فكما لم يفرض الإسلام نفسه على الشعوب بشفرة القوة وحد القهر، كذلك لم يفرض اللغة العربية على البلدان التي دخلها، بل كان المسلمون يتهافتون على تعلم اللغة العربية باعتبارها المفتاح الى الكثير من العلوم منها علوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الرجال وعلوم اللغة وعلوم الفقه وأصول الفقه، هذا فضلا عن الصلاة اليومية نفسها التي تقرأ بالعربية وصلاة الجمعة والعيدين التي يحرص أئمة الجمعة والجماعة بيان خطبتيها باللغة العربية وكحد أدنى قسما من الخطبة الأولى او الثانية أو مقاديم الخطب وخواتيمها.
وفي الجزء الثالث من معجم المشاريع الحسينية والجزءان السابقة والأجزاء اللاحقة يلفت فيها المحقق الكرباسي أنظارنا إلى تأثير الإسلام ودوره الحيوي في انتشار اللغة العربية في البلدان التي لا ينطق أهلها العربية حتى أصبح بعض علمائها سادة اللغة العربية، وهذا ما نراه عند تناوله للواقع الإجتماعي الذي كانت عليه أوزبكستان الكبرى أي آسيا الوسطى وما عليه الآن ضمن حدودها الإدارية، وما كانت عليه إيران الكبرى وما عليها الآن بحدودها الإدارية، فعلى سبيل المثال: (احتفظت آسيا الوسطى بالكثير من طابعها الفارسي، ومع ذلك كانت اللغة العربية حتى القرن الرابع الهجري لغة الحكومة والتجارة والأدب .. وقد أصبحت بخارى واحدة من المراكز الرائدة في مجال التعليم والثقافة والفن في العالم الإسلامي)، وإلى جانب تعرِّيات السياسة وتقلبات الزمن ساهم النظام الشيوعي السوفيتي بشكل كبير في طمس معالم اللغة العربية في أوزبكستان إذ كانت اللغة الأوزبكية حتى سنة 1927م تكتب بأبجدية عربية استبدلها الروس بأبجدية روسية، وقبل هذا: (كانت اللغة العربية تستخدم في تحرير الأوزبكية حتى سنة 1865م ثم أضيفت إليها بعض الحروف الفارسية)، وبل ويخبرنا الشيخ الكرباسي: (وجود قرية اسمها “جينوو” بولاية “قاشاقاداريا” يعيش فيها أكثر من 13 ألف عربي مسلم مازالوا يحافظون على هويتهم العربية الأصيلة فيتحدثون باللغة العربية الفصحى ويرتدون الزي العربي ولهم عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم العربية، وقد استوطن هؤلاء العرب في هذه القرية منذ القرن الأول الهجري).
 ويكفي أن أوزبكستان كما يدلنا الكتاب قد: (أنجبت للعالم الإسلامي المفسرين والمحدثين والمؤرخين، مثل الإمام البخاري والزمخشري والترمذي والنسفي والفرغاني والسمرقندي والبيروني والفارابي، وغيرهم، وهم جميعا تركوا لنا تراثا عظيما في علم الدين والدنيا).
ويواصل المحقق الكرباسي في هذا الجزء الحديث عن إيران الكبرى قديما التي دخلها الإسلام عبر اليمن كما دخلها التشيع عبر اليمن، والجمهورية الإسلامية حديثا وعلاقته بمؤسس الجمهورية الإسلامية السيد روح الله الموسوي الخميني الذي يعتبر أحد أساتذة المؤلف، وبيان علاقته أثناء الدراسة وعلاقته أيام الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية وقد زار زعيم الثورة الإسلامية مرتين في مقر إقامته في باريس بضاحية نوفل لوشاتو.
وكما هو ديدنه، أنهى المحقق آية الله الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي هذا الجزء بقراءة باللغة البوسنية قدمها الباحث في العلاقات الدولية الأستاذ حمزة خالدوفيج (Halitović Hamza) البوسني المقيم في مدينة اسكوبي بجمهورية مقدونيا، حيث وجد أن الإمام الحسين عليه السلام لم يكن شجاعًا ومقاتلًا ومعارضًا للظلم والطغيان فحسب، بل كان أيضًا قائدًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فليس بملهم للأمة الإسلامية فحسب بل لكل الأمم.
 وبعد أن تناول بالقراءة الجزء الثالث من معجم المشاريع الحسينية، وجد أن دائرة المعارف الحسينية موسوعة عظيمة وضعت في هذا الإمام العظيم، والموسوعة المؤلفة من حوالى ألف مجلد قابلة أن تتوسع يوما بعد آخر وتزداد عددا بفضل مؤلفها آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي الحاوي للعلوم العقلية والنقلية والواقف على العلوم الحديثة، وقد اختار لجهده المعرفي اسم “دائرة المعارف الحسينية” وهي بحق منجم معرفي تضم كل ما يتعلق بالإمام الحسين عليه السلام ونهضته من علوم ومعارف من قريب وبعيد.
ومع صدور هذا الجزء الذي تناول فيه المؤلف بالتفصيل نشأة تسعة بلدان وحلول الإسلام فيها بمذاهبه المختلفة، تكون الأجزاء الثلاثة بمجملها قد ضمت 26 بلدا، خمسة في الجزء الأول هي: آذربايجان، إثيوبيا، الأرجنتين، الأردن، وأرمينيا. واثنا عشر بلدا في الجزء الثاني هي: اريتريا، اسبانيا، استراليا، استونيا، أفريقيا الوسطى، أفغانستان، الإكوادور، ألبانيا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، أمريكا، واندونيسيا. ويكشف هذا الجهد المعرفي الواسع كنه العقلية الموسوعية للمؤلف وحجمها، وتداخل الموسوعات المعرفية داخل الموسوعة الحسينية الكبرى.
الرأي الآخر للدراسات- لندن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالخميس 22 أغسطس 2019, 2:07 pm

الخادش وغير الخادش للحياء

لا يمر شهر، حتى تظهر في مكان ما من الوطن العربي إشكالية ما، حول حرية الإبداع والمبدع وحدودها. في الأيام الأخيرة طفا هذا السؤال في أم الفحم، المدينة الفلسطينية داخل الخط الأخضر، التي وصفها شهيد الفن والموقف ناجي العلي بـ»الأسم الحركي لفلسطين».
اتخذت بلدية أم الفحم قراراً بإلغاء حفل لمغني الراب تامر نفار، الذي كان مقرراً مساء اليوم الخميس في قاعة سينماتيك في المدينة، بحجة أن كلمات أغانيه لا تنسجم مع الثقافة والمعايير الفحماوية، كما جاء في بيان البلدية، وعلى الفور ظهر صراع بين موافق ومعارض. اعتبر البعض أن هذا المنع قمعٌ لحرية الإبداع، بينما اعتبر البعض الآخر، أن القرار صحيح، لأن هناك كلمات لا تليق بأن تلقى على مسامع شبابنا وشاباتنا.
الفنان تامر نفار ذو توجه قومي عربي وأممي واضح، بدأت شهرته في الانتشار بعد أغنية «مين إرهابي» عام 2001. هاجمته وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجب قبل ثلاث سنوات بعدما خرجت بشكل تظاهري من قاعة حفل خلال مهرجان أفلام في حيفا، وذلك عندما بدأ بغناء قصيدة محمود درويش «سجّل أنا عربي». تعرّض نفار في مسيرته إلى تحريض من اليمين الإسرائيلي الحاكم ومحاولات تخريب لحفلاته. صحيح أن إحدى أغنيات تامر نفار فيها كلمات خادشة لنا كعرب، ولكن من الممكن تصنيف معظم أغانيه بأنها وطنية اجتماعية، تتحدث عن مشاكل الشباب العرب وأحلامهم ومعاناتهم في مواجهة العنصرية والاحتلال والتطهير العرقي، وهدم البيوت العربية، ومصادرة الأرض، وتهمة الإرهاب العشوائية الموجهة للعرب، وجرائم القتل المتفشية في مجتمع عرب 48 من دون أن تقوم الشرطة بواجبها في مكافحة هذه الظاهرة.
الراب جديد نسبياً عند العرب، ومعظم جمهوره من الشباب، ولهذا السّبب يجد المتقدمون في السن، وهم عادة أصحاب القرارات في المراكز الثقافية، صعوبة في تذوق هذا الفن وتقبّله، ويرونه منفّرا بغض النظر عن كلماته، فهو يعتمد الحركة العنيفة على المسرح والإيقاع السريع المؤثرات، وكلمات تبدو غير منسجمة وبدون وحدة في موضوعها، حيث من الممكن أن تنتقل الكلمات بحدة من موضوع إلى آخر في فضاء الفكرة، وهي خلطة كلمات فصيحة ومحكيّة مطعّمة أحيانا بشعر معروف إلى جانب كلمات ركيكة من تلك الكلمات المستعملة في حياتنا اليومية، وقد تظهر بينها فجأة كلمة عبرية أو إنكليزية وحتى روسية. من ناحية أخرى فإن القرى والمدن العربية داخل مناطق 48 ليست كلها على مقاس ثقافي واحد، فسكان المدن المختلطة مثل، يافا التي باتت جزءا من تل أبيب واللد والرملة وعكا وحيفا ذات الأكثرية اليهودية، لا بد أن يتأثروا بالأجواء المحيطة بهم، أكثر من سكان مدينة كل سكانها من المسلمين مثل أم الفحم، التي تعتبر قلعة الحركة الإسلامية في مناطق 48، رغم أن أهلها مثل سائر سكان المدن والقرى العربية يخرجون إلى أعمال معظمها في المدن اليهودية.

كل جيل ينمو ومعه فنونه ومعاييره الجمالية الجديدة، وهذا خاضع لعوامل كثيرة اجتماعية واقتصادية وسياسية

لا نستطيع أن نطلب من الجيل الصاعد البقاء داخل بوتقة الفنون التي عاشتها وتذوّقتها الأجيال السابقة، في ما سُمّي بالزمن الجميل، وقبل الزمن الجميل، فكل جيل ينمو ومعه فنونه ومعاييره الجمالية الجديدة، وهذا خاضع لعوامل كثيرة اجتماعية واقتصادية وسياسية، وفي النهاية لا يبقى سوى الحقيقي والأصيل بغض النظر عن تسميته. برأيي المتواضع أنه كان من الممكن لممثلي بلدية أم الفحم أن يتفقوا مع المغني على حذف بعض الأغاني من عرضه، ولا أظن أنه سيعارض، فلديه عشرات الأغاني الاحتجاجية المصنفة بأنها وطنية واجتماعية، ليس فيها أي كلمة خادشة. هناك قضية أخرى وراء هذا الحظر، وهو أن هذا النوع من الحفلات عادة ما يكون مختلطا بين الذكور والإناث، يتخلله هياج الجمهور، ربما هذه هي المعضلة الحقيقية التي واجهتها بلدية أم الفحم، عندما ناقشت الموضوع واتخذت قرارها، بدون أن تذكرها في بيانها، علماً أن رئيس بلديتها مستقل وليس محسوباً على التيار الإسلامي، ولهذا أعتقد أنه لو كان العرض للذكور فقط، لما كان هناك اعتراض بمثل هذا الحزم والحدّة.
يبدو أن النقاش الذي أثاره قرار بلدية أم الفحم، هو نفسه الذي يدور في معظم البلدان العربية، المثال الأخير كان مشروع ليلى في لبنان، وملابس ديانا كرزون في جرش، الأمر الذي يعني أننا كلنا كأمة نعيش في منطقة الحيرة بين ما هو خادش للحياء وما هو ليس خادشا للحياء، وما يزيد الارتباك، هو إدراكنا بأن الحواجز التقليدية تحطّمت بواسطة وسائل الاتصال التي تتيح لكل الناس من كافة الأعمار والأجناس مشاهدة ورؤية وقراءة كل ألوان الفنون، خادشة وغير خادشة للحياء، وأمام قضايانا الكثيرة والخطيرة، نتساءل هل خدش الحياء متعلق بالفنون فقط؟ مثلا، أليس غريباً أن لا نعتبر إلقاء القمامة في الشارع عملا خادشا للحياء؟ أليس الفضاء الممتلئ بروائح بقايا الذبائح المتعفنة بعيد عيد الأضحى في أطراف مدننا وقرانا خادشا للحياء؟ كي لا نستحي أمام جريمة قتل أم لخمسة أطفال على يد زوجها! ألا تخدش حياءنا جرائم القتل وإطلاق النار التي تكتسح مجتمعنا؟ القائمة طويلة جداً، وأهم بكثير من كلمات في أغنية لتامر نفار أو غيره من الفنانين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالجمعة 30 أغسطس 2019, 6:15 am

الدرك الأسفل للحالة العربية، 1-745

صورة العالم العربي من الخارج والداخل: 
المسافة بين الحلم والواقع

هناك مثل عربي متداول كثيرا في بلاد الشام يقول «من برّة رخام ومن جوّة سخام»، أي أن الشكل من الخارج جميل ومن الداخل سيئ وقبيح، كأنه بقايا فحم محترق. وهذا المثل ينطبق تماما على العالم العربي في وضعه الحالي. فشتان بين الشكل والمضمون، بين النظرة إليه من الخارج وكأنه قطعة من نور ونوار، والنظرة إليه من داخله وكأنه زبد وأسى وشذرات مبعثرة بين الأشواك. وأود هنا أن أعرض صورتين لعالمنا العربي: الصورة كما يجب أن تكون والصورة كما هي في الواقع المرير. بين إمكانيات هذا الجسم الجغرافي الكبير الممتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي والمحيط الهندي وبحر العرب، والواقع الذي نراه أمام عيونا من تمزق وشرذمة ومهازل ومجازر. فما الحل وما هو المطلوب وكيف يمكن أن نخرج كأمة من هذا المأزق الوجودي؟
العالم العربي كما نراه عن بعد كتلة واحدة ممتدة من المغرب وموريتانيا في الغرب إلى العراق والكويت واليمن شرقا ومن جبال طوروس شمالا إلى أحشاء افريقيا الوسطى جنوبا. يتربع بكبرياء وسط ثلاث قارات يربطها شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. تصل مساحته مجتمعا إلى نحو 13 مليون كيلومتر مربع، ليحتل المركز الثاني بعد روسيا، ويسكنه ما لا يقل عن 400 مليون إنسان ليحتل الموقع الثالث في العالم بعد الصين والهند. يضم العالم العربي أجمل الأنهار وأهمها كالنيل ودجلة والفرات. موئل الحضارات الأولى بلا منازع. من تلك الرقعة انطلقت الزراعة والأبجدية والكتابة والأرقام. وكل أتباع الأديان السماوية وغير السماوية. ملايين المؤمنين ترف قلوبهم لمدينة أو موقع أو معلم في العالم العربي، ويأتونه حجاجا وسياحا. في بلاد الشام والعراق والحجاز ومصر تتجسد الرسائل السماوية، وتبدو آثارها أمام عينيك. وتستطيع أن تسير في درب الآلام التي سار فيها السيد المسيح وتلمس الصخرة التي صعد منها النبي العربي الأمي إلى السماء، وفيه تشاهد الغار الذي نزل الوحي على من اختاره الإله رسولا للعالمين. يطل على البحور جميعها فشاطئ المتوسط الجنوبي لنا وحدنا والبحر الأحمر لنا وحدنا وقناة السويس تربط العوالم الثلاثة القديمة لنا وحدنا ولنا من الشواطئ على البحار والمحيطات ما يصل إلى نحو عشرين ألف كيلومتر. إن أردت المصايف الجميلة الساحرة وجدتها وإن أردت المشاتي الدافئة فما أسهل الوصول إليها وإن أردت الغابات وجدتها وإن كنت من عشاق الشمس والصحراء وتسلق الجبال فأهلا بك في بلاد العرب.
التاريخ هنا والحضارات هنا، والمدرجات الرومانية هنا والمدن الصخرية بلونها الوردي هنا، ومقامات الأنبياء والصحابة والأولياء موزعة بين هذه البلدان. المدن الغابرة بحضاراتها منتشرة في أصقاع العالم العربي من تدمر إلى قرطاج ومن أصيلة إلى إرم ومن طيبة إلى سومر. من هنا مرّ الأنبياء وهنا دفنوا، ومن هنا قاد ابن الوليد جيوشه وأكمل مسيرته صلاح الدين وبيبرس. هنا عاش المتنبي وأبو العلاء، وقضى ابن خلدون والشافعي وابن عربي، وتغنى أبو نواس بقيانه وعزف زرياب موسيقاه وأجرى إبن الهيثم عمليته في قرنية العين، بينما كان الرازي مشغولا في إنجاز كتابه «الحاوي في الطب» وابن رشد يرد على تهافت الغزالي. هنا من يتكلم الآرامية والسومرية القديمة والكردية والأمازيغية والنوبية والآشورية والسريانية والأرمنية والتغرية. هنا تجد كل الألوان وكل الأعشاب وكل الوجوه من أسود وأبيض وأزرق وأكحل وأسمر.
إحفر قليلا في الرمل تتفجر العيون النفطية، ويتسرب الغاز الطبيعي لإعطاء العالم دفئا وصناعة ومواصلات. ينهار العالم في أيام لولا هذه الثروة التي تختبئ في أحشاء عالمنا العربي وتقدم له 25 ميلون برميل يوميا، من احتياط يزيد عن ثلثي ما في أحشاء بقية الدنيا. يتحول النفط والغاز إلى ثروات لانهاية لها تستطيع في سنوات أن تقضي على الفقر والجوع والمرض والتخلف. إذا أردت الأرض الزراعية فمرّ على السودان التي تزيد مساحة الأراضي الزراعية فيها عن 80 مليون هكتار تكفي لتطعم العالم العربي خضروات وفواكه وحبوبا ولحوما. ثم توقف قليلا في الجزائر أكبر دولة في القارة الافريقية، التي جمعت كل أسباب المجد والثروة من نفط وغاز وزراعة ومعادن وشعب شاب. أما نخيل العراق فلا أجمل ولا أحلى وتصاب بالدهشة مثلي عندما رأيت غابات النخيل في البصرة. وإذا أردت المعادن فادخل قليلا في جوف الأرض في ليبيا وصحراء مصر والجزائر ونجد وموريتانيا. أما السياحة في العالم العربي بشقيها الترفيهي والديني فتقف مصدر دخل إلى جانب النفط والغاز لكثرة كنوز هذا الوطن التي لا تحصى، ومن يريد الاستزادة فليطلع على قائمة اليونسكو للمواقع التراثية العالمية.


صورة العالم العربي من الداخل


مشهد العالم العربي من الداخل يثير الوجع والحزن فلا يمر يوم بدون أن يسقط فيه الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وعجزة ومعاقين في شوارع المدن العريقة وأريافها، وفي مآوي المشردين ومخيمات اللاجئين. مئات المدنيين يقتلون بالبراميل المتفجرة، أو المدفعية والطائرات، أو بالسيارت المفخخة، أو يقعون ضحايا للانتحاريين، وبعضهم يسقط لمجرد المشاركة في مظاهرة سلمية، أو لرفع أربعة أصابع إشارة إلى موقف سياسي. كيف يمكن أن نفسر هذا التخلف وهذا التراجع المميت في كل مناحي الحياة؟ لماذا يعم السلام والحريات والاستقرار والتنمية في معظم بلدان العالم إلا العالم العربي؟ كل الدول تستغل ثرواتها في تنمية البلاد ورفع مستوى حياة شعوبها إلا العرب، يبددون ثرواتهم في الحروب والتسلح والرشاوى ودفع الخاوات للسيد الأمريكي، ويفتحون جبهات قتال مع الجار والأخ والشقيق وينصاعون بكل ذل للعدو الصهيوني الذي يحتل الأرض وينتهك المقدسات ويضرب مرة في لبنان ومرة في سوريا ومرة في العراق ومرة في تونس ومرات في غزة. كيف لأمة هي الأقرب إلى بعضها بعضا، عرقيا ودينيا وثقافيا وتاريخيا ولغويا وحضاريا، لكنها تتفتت عرقيا ودينيا وجغرافيا وسياسيا، وتحمل السلاح لا لأعدائها بل لإخوة الدم والعقيدة والتاريخ. أكثر الجياع وأكثر المشردين وأكثر اللاجئين من العالم العربي. تسعة نزاعات عربية تحتل سلم أولويات مجلس الأمن الدولي، وتستهلك الثروات وتدمر إمكانيات نهوض البلاد ـ فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان والصحراء الغربية. أغلقت الحدود بين المغرب والجزائر لأكثر من عشرين سنة، ودول الخليج تحاصر بعضها بعضا وطيران العرب يضرب العرب وترامب يغذي هذه الخلافات لتجريف أموال هذه الدول. الحريات العامة مقموعة وقد توصلك تغريدة أو قصيدة أو تعليق إلى المقصلة، بحجة الإرهاب أو التطرف أو «الفساد في الأرض» من وصل الكرسي لا يريد أن ينزل عنه إلا قتيلا أو طريدا أو سجينا. ومعظم الحكام الأشاوس يعدون أولادهم لاستلام الحكم من بعدهم. الانتخابات زائفة وأرقام التنمية كاذبة، والاستقرار المزعوم وهم وإنجازات الزعماء التي تملأ الصحف كاذبة والمناهج المدرسية لا علاقة لها باحتياجات البلاد والفساد يخترق البلاد طولا وعرضا وتبذير الأموال على القصور والسيارات والطائرات الخاصة واليخوت لا نهاية لها. الأجنبي مرحب به ويدخل بدون تأشيرة، أما العربي الأخ والجار فلا أمل له باجتياز الحدود. المرأة مهمشة ولا دور لها إلا ما ندر، ويتسابق كهنة السلطان بإصدار الفتاوى لكل ما يتعلق بجسد المرأة. الطائفية تتغول والتطرف الديني يتجذر والإعلام يطبل للحاكم بشكل رخيص. والبرلمانات في غالبيتها الساحقة تخدم السلطان لا تخدم الشعوب. فما العمل؟
شاهدنا صورتين للعالم العربي الصورة الحلم والأمل، والصورة الواقع بدون رتوش، وبين الصورتين برزخ كبير مرير موجع فاجع. فما الحل وأين المخرج؟

مشهد العالم العربي من الداخل يثير الوجع والحزن فلا يمر يوم بدون أن يسقط فيه الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وعجزة

لقد توصلت إلى قناعة بعد التعرف عن قرب على العالم العربي وأزماته وعلله المتشابهة والمتداخلة، بأن الحلول الجزئية والإقليمية والمحلية لن يكون مردودها طويل المدى. وكما نهضت شعوب عديدة بعد كبوة أو كبوات، وكما خرجت الملايين من أبناء آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية من عصور الظلام والتخلف إلى عصر النهضة والتقدم والاستقرار، ليس أمامنا إلا أن نسير على النهج القائم على قواعد ثابتة، جربت مرارا وتكرارا، وأدت النتائج وهي بكل بساطة اتباع الديمقراطية الحقيقية البعيدة عن التزوير التي تتضمن: تداول السلطة في انتخابات حرة وعادلة ومراقبة، سيادة القانون فلا أحد فوق القانون حتى لو كان رئيس البلاد، وتمكين المرأة وضمان الحريات العامة وأهمها حرية التعبير والتجمع والرأي، واستقلالية القضاء، وصحافة حرة، وحرية الدين والمعتقد، كل ذلك في دولة مدنية تفصل فيها السلطات ويكون الفيصل بين الناس هو القانون.
كم نحن بعيدون عن الصورة الأمل، بسبب طاقم من الحكام الذين فرطوا في كرامة الوطن والمواطن، وإلى أن يتم السير على طريق الخلاص ونشاهد النهوض الحقيقي الذي بدأت بواكيره تطل علينا رغم حجم المتربصين سنبقى متمسكين بالأمل.

عبد الحميد صيام

محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الدرك الأسفل للحالة العربية، Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرك الأسفل للحالة العربية،   الدرك الأسفل للحالة العربية، Emptyالجمعة 30 أغسطس 2019, 7:12 am

لانهم يريدوننا ان نكره السيد نصر الله: الطوفان الذي بلع قوم لوط… سيبتلعنا

نادية عصام حرحش
الرواية الدينية بموضوع قوم لوط، تتكلم عن تحذيرات النبي لوط لقومه الذين رفضوا التوقف عن إتيان الفاحشة فبغوا فضربهم الله بطوفان وبلعهم وقيأهم في قعر بحر صار ميتا.
منذ الربيع العربي ونعيش كشعوب عربية تحت عواصف تنقلب تدريجيا الى طوفان لا يمكن ان يبقي منا شيئا إذا ما استمرينا بالرقص تحت الامطار ظانين ان امطار الصيف تبرد فقط من حرق الصيف اللاذع.
في محاضرة لوزير الخارجية السعودي- الجبير- بمعهد امريكي قبل أيام، خاطب الحضور متفاخرا بعلاقة أمريكا بالسعودية منذ ثماني عقود. جاء على لسانه ان دولته تعاونت مع أمريكا لإسقاط عبد الناصر ومختلف ثورات الشرق بالسبعينات والثمانينيات. وتكلم عن تعاون السعودية مع أمريكا بتحويل مصر من المعسكر السوفييتي الى الغربي وكذلك في الصومال، وعملهم معا في أفغانستان…
طبعا، نحن لسنا بحاجة لاعتراف كهذا لنفهم دور السعودية في المنطقة. فكل شيء يتكشف منذ مجيء بن سلمان الابن الى الساحة السيادية. متلازمة ترامب تضرب بالسعوديين تحديدا، وبالخليج والعالم بلا هوادة. كما تضرب متلازمة داعش بعقول الشعوب العربية وتحوله الى فتات قبلي رجعي عنصري إرهابي.
ربيع تحول الى امطار بدأت تتحول غيومها إلى طير ابابيل وترمينا بحجارة من سجيل، في محاولة ربانية أخيرة ربما لتحذيرنا قبل ان يبلعنا الطوفان. شعوب تأكل بعضها البعض. قصم بين محاور متباعدة متنافرة متناحرة، كانت قبل لحظات فقط متماسكة متلاحمة. عملية فصل ظفر عن لحم…هذا هو شكلنا الحالي.
قبل عدة أيام قصف الاحتلال الإسرائيلي سماء دمشق وبيروت. -حتى عندما اكتب هذه الكلمات أقول في نفسي يا إلهي، كيف وصلنا الى يوم صارت فيه إسرائيل تقصف سماء العواصم العربية بلا خوف او خجل، على العلن؟ ـ ولكن كيف لا تفعل إسرائيل هذا، وحالنا هو ما يؤكد ان الأرض والسماء لا تتسع سطوة إسرائيل التي منحناها لها بوصولنا الى هذه المرحلة من القصم فالانهيار.
خرج السيد حسن نصر الله بخطاب مهم آخر، في وقت تزامن فيه إعلانات الدول العربية بعبارات واضحة تؤكد فيها حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها (كما جاء على لسان وزير الخارجية البحريني)، وسكوت قاتل للكل العربي، واصوات مفرقعات من الاعلام، يخرج فيها اعلامي مصري (عمرو اديب) ليتكلم تعقيبا على اعتداء إسرائيل بقصف بيروت ودمشق ان حزب الله يأخذ الشعب اللبناني رهينة له!
في فلسطين، الأصوات الكارهة الحاقدة على السيد حسن نصر الله، حدث ولا حرج. فحسن نصر الله الشيعي، الإيراني الفارسي الولاء لا يمكن الا ان يكون مجوسيا متنكرا من اجل القضاء على الإسلام السني العامر بالفكر الوهابي الذي تدعش وعشعش برؤوسنا مكان المخ. كيف وصلنا الى ان يكون الكره الطائفي أهم من كرهنا للاحتلال الإسرائيلي وافعاله الاجرامية؟
المصيبة، اننا صرنا جزء من ديباجة الكره المصنوعة خصيصا من اجل الطائفية السنية الشيعية، على الرغم من عدم وجود الشيعة أصلا في فلسطين، الا بأعداد ربما لا تتعدى الأصابع. كيف تحول نصر الله الى قاتل أطفال سورية، وهو نفسه الذي هز مضاجع الكيان الصهيوني وكبدهم هزيمة مؤكدة في ٢٠٠٦؟ إذا ما راجعنا تاريخنا منذ الاحتلال، فإن الهزيمة الوحيدة التي عاشها الاحتلال كانت على الحدود اللبنانية مع حزب الله في ٢٠٠٦. (مع التحفظ على القراءة التاريخية لحرب ال ٧٣). نحن شعب خسرنا الكويت من اجل ضربة صاروخ صدام نحو فضاء إسرائيل! كيف يصبح السيد حسن نصر الله عدونا؟ الا يوجد في فن السياسة الإنسانية مبدأ “عدو عدوي صديقي؟” كم بنينا ولاءات وصفقنا وهللنا من اجل شخصية لوحت باسم فلسطين للترويج الانتخابي؟ فكيف ومتى أصبح السيد حسن نصر الله عدونا، في وقت يقف فيه حزب الله كالشوكة في حلق الكيان الصهيوني الذي يمتد الى احشاء الجسد العربي من كل الأماكن المتاحة!
لا يزال البعض يردد شعارات “ادلب تختنق وحلب تحترق” على الرغم من تكشف الحقائق بقدر نصاعة اللون الأبيض الذي اختبأت وراءه الخوذ البيضاء. ما قام به الجيش العربي السوري بحماية مستميتة لإبقاء سورية صامدة لا يمكن ان يرى الا بعين التقدير والاحترام. نعم ارتكبت الدولة السورية الأخطاء على مدار سنوات المؤامرات والتفتيت والإرهاب بحق الدولة السورية، ولكن صمود سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد صمود دولة وشعب يحكمها أسد. ويكفي ان نفهم كفلسطينيين، ان قصف إسرائيل لسورية، ودعمها للمعارضة السورية واحتضانها، وفتح مشافيها لجيش النصرة وداعش ليس الا تأكيدا على ان الأسد ونصر الله  يقفان في المكان الصحيح من معادلة الحق والباطل هنا. كيف لنا كفلسطينيين الا نقف كوحدة واحدة مع الجيش العربي السوري وحزب الله، في وقت نشهد ونرى ونعيش حرب إسرائيل ضدهم ودعمها لمن هم ضده؟
كيف لنا الا نفهم ما يسمى جرائم نظام في وقت تحاول المرتزقة من اتباع داعش واخوانها السيطرة على مدن وقرى سورية؟ نحن نرتعب من فكرة “اسلمة الحكم” في اوطاننا عندما تخرج فتوى تؤرق حرياتنا، فكيف يمكن ان نقبل بأن تحكم أي دولة بداعش واخوانها؟ كيف نقبل ان نصدق ما تنشره أمريكا والسعودية وحلفائهم من اخبار، في وقت نعرف ونعلم ونعي تماما كذبهم ونواياهم ضدنا؟ رأينا دور “الجزيرة” في القصف الأخير على دمشق وبيروت. لم يمر حتى الشريط الاخباري بالنبأ.
يهزؤون من تهديد السيد حسن نصر الله لإسرائيل؟ والله يكفي انه لوح بيده محذرا لنقول ان الرجل انتصر عليهم وأرهبهم. كم نحتاج في هذا الوطن المستباح الى قائد يصدق قوله، ويفهم لعبة السياسة، ويعرف كيف يتكلم لغة الحروب والدبلوماسية. كم نحتاج الي قائد يهدد ويهول ويحذر، ولا تمسك به حمية اللحظة من تصفيق وتمجيد لان يتصرف باعتباط وبلا تكتيك.
احتاج السيد حسن نصر الله ان يقول للإسرائيليين “قفوا على رجل ونص” ليقفوا بزوايا ملاجئهم منتظرين ضربة لا يعرفون حجمها ولا مصدرها ولا زمنها. ننتظر دوما حربا يشنها لنا الآخرون، وانتصارا يحققه باسم قضيتنا الاخرون. ونسينا، ان دور السيد حسن نصر الله، بغض النظر عن اماله بتحرير فلسطين، مرتبط بالحفاظ على حدود لبنان. وهذا يكفينا كفلسطينيين. لان تحرير فلسطين عملنا نحن. ونحن منشغلون بسلطة فاسدة، افسدتنا، وانستنا من نحن. فنسينا اننا شعب تحت احتلال، كان جل اهتمامه في الحياة هو التحرر، وصار أكبر تمنياته اليوم هو المرور من حاجز والحصول على راتب اخر الشهر لتأمين قرض. ونجلس خلف الشاشات ننشطر في فضاء سيخنقنا قريبا.
نخاف ان يكون مصيرنا كقوم لوط ويبتلعنا الطوفان ويحولنا الى ملح يميت بحر، فحاربنا المثلية على انها الفاحشة، ومارسنا كل أنواع الفواحش والبغي عندما صرنا مستعدين قتل اخينا اذا ما اختلفنا معه وتقديمه قربان ولاء لعدونا. فأي فاحشة اكبر نرتكبها….أيا قوم لوط!

كاتبة من القدس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الدرك الأسفل للحالة العربية،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاقتصاد الفلسطيني والصعود نحو الأسفل
» اعراض و اسباب انخفاض ضغط الدم و علاج فوري للحالة
» خطبة الجمعة التي عجز عن خطبتها اغلب البلدان العربية عن القدس العربية
» 14 عام من اقرار القمة العربية السنوية -قرار الشؤم- :مات 8 رؤساء وسقط 5 أنظمة .. ملخص القمم العربية
»  إن كانت معظم المشاكل العربية تصنعها إسرائيل وأمريكا فلماذا تتحالف معهما معظم الدول العربية ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: