منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية Empty
مُساهمةموضوع: البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية   البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية Emptyالأحد 25 مارس 2018, 6:51 am

البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية



ترجمة: علاء الدين أبو زينة
روبرت د. كابلان* - (فورين بوليسي) 7/3/2018

تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في العراق في العام 2003، قبل 15 عاماً من هذه الأيام، وكانت النتيجة هي الحرب والفوضى. لكن الولايات المتحدة لم تتدخل في سورية في العام 2011 عندما تعرض النظام للتحدي هناك، وكانت النتيجة هي الحرب والفوضى أيضاً. ومع أن الإعلام فسر العقد ونصف العقد الماضيين من الصراع المسلح في منطقة بلاد الشام بشكل حصري بأنها نتاج لفشل السياسة الأميركية، فإن الحقيقة هي أن هذه السياسة كانت في سورية مختلفة 180 درجة عن العراق، ومع ذلك، كانت النتيجة هي نفسها، وهو ما يعني أن هناك قوة أكثر عمقاً وجوهرية كانت قيد العمل في كلا البلدين، والتي ينبغي أن يعترف بها المؤرخون والصحفيون.
تلك القوة الأعمق هي إرث البعثية. وبوصفها مزيجاً سُمياً من القومية العربية والاشتراكية على غرار عقائد الكتلة الشرقية، والتي هيمنت على سورية والعراق لعقود منذ الستينيات، جعلت الأيديولوجية البعثية نظامي عائلة الأسد في سورية وصدام حسين في العراق فريدين تماماً في العالم العربي. وكانت البعثية، أكثر من جورج دبليو بوش أو باراك أوباما، هي الوالد الحقيقي للكابوس الهوبسي العنيف الذي دمر المنطقة بين البحر الأبيض المتوسط والهضبة الإيرانية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
كقاعدة عامة، كلما كانت الأيديولوجية أكثر تجريداً وشمولية، ازداد كمّ الدم الذي يسيل في أعقابها. ذلك لأنه ما إن تتم الإطاحة بزعيم أو تحديه، فإن هذه الأيديولوجيات لا تعرض أي طبقات وسيطة للمجتمع المدني -بين النظام في القمة والقبيلة والعائلة الممتدة في القاع- والتي تستطيع إبقاء البلد متماسكاً. وفي العام 1998، قبل ثلاث سنوات من أحداث 11/9، كنتُ قد أجريت مقابلة في بيروت مع المفكر المثقف المعروف إلياس خوري، الذي قال لي عن العراق وسورية: "هذه الأنظمة نجحت في تدمير -ليس مجتمعاتها فقط، وإنما أي بدائل عنها. لأن أي بديل لا يستطيع أن يبقى على قيد الحياة، فإن الخيار ربما يكون فقط بين السيطرة الكلية أو الفوضى الكلية".
وقد اعتمد تفسير خوري على معرفة أن حافظ الأسد وصدام حسين استخدما العقود الكثيرة التي قضياها في السلطة لبناء هياكل مخابراتية متقنة ومعقدة، والتي كانت متخفية في شكل دول. وظلت شعوبهما أتباعاً ورعايا، وليس مواطنين؛ وكانت التناقضات العرقية والطائفية معبأة في زجاجات، وجاهزة للتفجير، بدل أن يتم تذويبها بتنمية اقتصادية وسياسية صحيّة. وتحت صدفة الطغيان الخارجية الصلبة، كان ثمة فراغ مطلق.
في أصل هذا الفشل الكامل في صياغة هويات علمانية نابضة تمتد عبر الخطوط العرقية والطائفية في سورية والعراق، كانت الأيديولوجية البعثية أكثر فتكاً وخنقاً بكثير من الأنظمة الاستبدادية البرجوازية العادية بشكل أساسي في كل من مصر وتونس وأماكن أخرى من العالم العربي. كانت الأماكن مثل مصر وتونس مجموعات قديمة من الحضارة، والتي كانت دولاً بشكل أو بآخر منذ العصور القديمة، تواكبها هويات قوية وراسخة؛ بينما كان العراق وسورية مجرد تعبيرات جغرافية غامضة، بتواريخ أضعف كثيراً كدول، وبذلك تطلبتا توظيف أشكال أكثر تطرفاً من الوحشية لإبقائهما متماسكتين. وفي ذلك الجهد، وفرت البعثية المادة الأيديولوجية اللاصقة.
ظهرت البعثية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية على يد عضوين من الطبقة الدمشقية الوسطى، أحدهما مسيحي والآخر مسلم: ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار. وكان الرجلان قد انجذبا إلى الأيديولوجيات التي كانت تدور في أوروبا والتي التقطاها عندما كانا طالبَين في فرنسا في أوائل الثلاثينيات. وكان ما ظهر هو خليط من القومية العربية، والماركسية التي كان عفلق والبيطار متيّمين بها، والنظريات الألمانية عن هوية مثالية من الدم والتراب التي كانت سائدة بين النازيين في ذلك الوقت. وينطبق ما كتبه المفكر الفرنسي، أوليفر روي، عن الأصوليين الإسلاميين نصف المتعلمين اليوم على البعثيين العلمانيين أيضاً: فلأن مجتمعاتهم الخاصة تجاهلت أولئك الأبناء المغرمين بالكتب من الطبقتين الدنيا والوسطى، فإنهم استاؤوا من وضعهم وحلموا بالثورة التي ستمحو البرجوازية العربية جملة وتفصيلاً، لصالح نشوء دول مفرطة النشاط وشديدة المركزية بعقلية بروليتارية. وبحلول أوائل الستينيات، كان الناس من أمثال عفلق والبيطار، وليس أعضاء طبقات التجار التقليدية في دمشق وبغداد -ولا نخب الحقبة العثمانية وحقبة الانتداب الأوروبي بأفكارهم السهلة عن الحكم- هم الذين اجتذبوا أسماع الضباط العسكريين الصاعدين والناشطين من أمثال الأسد الأب وصدام حسين. وللأسف، كانت نتيجة صعود الأفكار البعثية التجريدية والمغرية، التي بدأ معناها الفكري بالتبخر بمجرد أن واجهت مباشرة المجتمعات الأُمية والتقليدية إلى حد كبير لبلاد الشام، هي نشوء دول بوليسية عقيمة قائمة على القمع، وبعض التنمية الاقتصادية، واستغلال تكوينات الطائفة والعشيرة. وبينما تحولت البعثية في العراق، تحت الحكم السني، في نهاية المطاف إلى فلسفة مناهضة للشيعية، فقد أصبحت في سورية تحت الحكم العلوي مناهضة للسنة في المقابل؛ ووقفت ضد الأكراد في كلا البلدين، بغض النظر عن ادعاءاتها المعلنة. كانت البعثية في الممارسة تنويعاً مريضاً بكثافة من القومية العربية، التي ستطغى عليها هي نفسها فيما بعد قوى التطرف الإسلامي.
بطبيعة الحال، كانت هناك دائماً فروق إقليمية في داخل البعث. كان عراق صدام، حيث لم يجرؤ الناس حتى على مجرد الهمس بشيء عن النظام في منازلهم، أكثر قمعية بكثير من سورية في ظل الأسد الأب، حيث سُمِح بوجود للمعارضة، بما أنها لا تكون عامة ومعلنة. وكنتُ أثناء عملي كصحفي في الفترة بين السبعينيات والتسعينيات، قد زرتُ سورية بشكل دوري وسافرت بالحافلة، وقابلت الناس في كل مكان، من دون حاجة إلى مرافقة.
أما في العراق، فبعد رحلة ليوم واحد من بغداد جنوباً إلى النجف في العام 1948، تم تحذيري بأقوى العبارات بضرورة عدم محاولة مثل ذلك مرة أخرى، وعندما وصلت فعلاً إلى شمال العراق بعد سنتين من ذلك، فقد استطعت ذلك فقط مع مرافقة، بعد أن أخذت سلطات النظام جواز سفري مؤقتاً. وفي العراق في الثمانينيات، كان عليَّ أن أسلم نسخة من تقاريري الإخبارية التي أكتبها لمسؤول خلف نافذة من الزجاج السميك، والذي يقوم بإرسالها بواسطة آلة التلكس إلى المحررين في صحيفتي. أما في سورية، فكنت أذهب إلى أي مكتب بريد وأقوم بإرسال نسختي من دون أي إشراف.
كان العراق أشبه بساحة سجن واسعة مضاءة بمصابيح عالية الفولتية. وقد أراد صدام بالتحديد أن يكون المجتمع العراقي دائماً في حالة تمرين على الحرب. وبعد محاربة إيران على مدى عقد في الثمانينيات، قام صدام بغزو الكويت في العام 1990. وسوف يؤسس ذلك الغزو، بالمعنى الباثولوجيّ، بداية النهاية الدموية للبعثية، التي تم ابتكارها قبل ستة عقود من ذلك في جامعة السوربون.
هذا هو السبب في أنني غير متأكد مما إذا كان البعثيون العراقيون سينجون من الربيع العربي في العام 2011 ويخرجون منه سالمين لو أن الولايات المتحدة تركت صدام في السلطة قبل خمسة عشر عاماً من هذه الأيام. ولأن الخطوط الطائفية والعرقية بين السنة والشيعة والأكراد كانت مرسومة دائماً بشكل أكثر حدة في العراق مما كانت حتى في سورية، وبسبب الكثافة الخاصة والوحدة اللتين ميزتا نظام صدام حسين، فإن أدنى ثقب أو شق في الواجهة الحاكمة (بالنظر إلى العقوبات المستمرة والمزيد من تدمير الاقتصاد) كان سيتسع ويتمدد في كل هيكل الدولة بطريقة أسرع من سورية.
من المؤكد تماماً أن مفهوم "المقاومة" يقع في مركز البعثية، ولذلك كان صدام حسين سيقاتل، بغض النظر عن الصعاب والتناقضات، ويُرجَّح أنه كان سينجو بشكل اسمي ما -وإنما ليس من دون خسارة كبيرة في الأرواح وإضعاف كبير للدولة. وهكذا، كان رجال الدين في إيران سيظهرون في كل الأحوال كقوة مهيمنة في بلاد ما بين النهرين، حتى من دون الغزو الأميركي. وكوصفة في هذا الوضع، سيكون علينا أن ننتظر انتفاضة داخلية من داخل إيران نفسها. وهناك القليل الذي تستطيع الولايات المتحدة أن تقوم به بنفسها لإنقاذها.
كان تفسير النفوذ الإيراني في بلاد ما بين النهرين الذي أعقب الغزو الأميركي في السنوات الخمس عشرة الماضية هو أنه جاء نتيجة لتأثير الحتّ المجتمعي الذي أحدثته البعثية بقدر ما كان تداعياً لقرارات رؤساء الولايات المتحدة الأميركية. وكان أمل العراق الوحيد بعد الغزو الأميركي هو الظهور السريع -أو تنصيب- دكتاتور عسكري آخر، والذي يكون هذه المرة براغماتياً وغربي الميول، من نوع حسني مبارك في مصر أو برويز مشرف في باكستان، ويكون أقل وحشية من صدام. ولكن، بالنظر إلى الكيفية التي كان صدام والأيديولوجية البعثية قد شوها بها المجتمع العراقي، فإن هذه الإمكانية في ذاتها لم تكن متاحة.
مع ذلك، كان الضرر الذي ألحقته العقيدة البعثية بسورية -ولو أنه أخف من العراق- حاداً بحيث ظهرت الفوضى بمجرد أن تعرض النظام السوري للتحدي بطريقة حاسمة. وبعد 21 تغييراً في الحكومة في سورية بحلول السنة الرابعة والعشرين من استقلاله، جاء انقلاب بالأسد الأب إلى سدة السلطة في العام 1970. وساعد المستشارون الأمنيون للكتلة السوفياتية، بتكتيكاتهم للتعذيب والمراقبة، على تحقيق الاستقرار، لكن الأسد لم يفعل شيئاً به. وبدلاً من تحويل الرعايا إلى مواطنين وبناء حس من الوحدة، والذي يجمع كافة المجموعات المتفرقة في البلد -السنة، والشيعة، والأكراد، والأرمن، والمسيحيين العرب- لجأ الأسد فقط إلى القمع العقيم (ولو بشكل أخف من صدام).
كان ما تحتاج إليه سورية في ذلك الوقت هو دكتاتورية متنورة -شيء يشبه ما كان يعرضه الحبيب بورقيبة في تونس وما عرضه بعض الملوك العرب في بلدانهم. لكن الأسد كان، بسبب وضعه الخاص كعضو في الأقلية العلوية، مفتقراً كثيراً إلى الإحساس بالأمان لذلك السبب. وللأسف، افتقرت البعثية، على الرغم من مزاعمها الأيديولوجية، إلى الشرعية الموروثة المتصوَّرة للملَكيات العربية، والتي مكَّنتها من تزويد شعوبها بجرعة كافية من الحرية -الحرية التي سمحت بقدر من المجتمع المدني الذي افتقرت إليه الأنظمة البعثية. وبذلك تمزقت سورية إرباً عندما واجه نظام الأسد الابن احتجاجات جديَّة. فهل كان بوسع الولايات المتحدة أن توقف المذبحة لو أنها تدخلت مباشرة بعد 2011؟ لا أحد يستطيع أن يعرف ذلك بعد.
لا شيء من هذا يقصد إلى محاولة التهرب من تداعيات غزو العراق، الذي كنتُ قد أيدته. لم تكن حرب العراق بكل وضوح تستحق كلفة 4.500 أو نحو ذلك من الأميركيين الذين ماتوا، وعشرات الآلاف من الآخرين الذين أصيبوا بجروح بليغة -وهي خسائر دمرت حياة مئات الآلاف من الأحباب في الولايات المتحدة، ناهيك عن ذكر الأعداد الأكثر بكثير من القتلى العراقيين. ومع ذلك، نبع دعمي للحرب من تجاربي الشخصية الوفيرة مع القمع في عراق صدام في الثمانينيات، والذي استطعتُ أن أقارنه فقط برومانيا في عهد نيكولاي تشاوشيسكو، حيث كنتُ قد عملت أيضاً خلال ذلك العقد، والذي أسس نظامه هو الآخر مزيجاً ساماً من الاشتراكية والفاشية القومية. وقد تمكنت رومانيا من التعافي بعد تشاوشيسكو، واعتقدت أن العراق سيتمكن من ذلك هو أيضاً بطريقة ما أيضاً. وكان ينبغي أن أتذكر بشكل أفضل بعد 11/9 ما كان قد قاله لي خوري.
أكد لي خوري أن حكم البعثيين كان شمولياً جداً إلى درجة أنه لم يصنع أي بديل لنفسه، ولذلك كانت هناك حاجة إلى البعثيين لإدارة العراق بعد الإطاحة بصدام، في المستويات الدنيا على الأقل. وهو شيء كان على سلطات الاحتلال أن تدركه، تماماً كما فهم المحتلون الغربيون والسوفيات أن عليهم التسامح مع نازيين من مستوى منخفض من أجل إدارة ألمانيا بعد الإطاحة بهتلر. وبطبيعة الحال، نُسيَ هذا الدرس في العراق.
لكنه ربما ما يزال قابلاً للتطبيق في سورية، حيث يتعين أن يبقى الموظفون الذين يديرون الآن نظام بشار الأسد مستمرين في وظائفهم، حتى في حال الاحتمال غير المرجح لإسقاط الأسد الابن من الأساس. لأنه إذا ما تحقق الاحتمال البعيد وتمت الإطاحة بالأسد، فإن دمشق -التي ما تزال تعيش بسلام، بدرجة أو بأخرى- يمكن أن تتحول إلى بيت دموي وفوضوي للموت -تماماً مثلما أصبحت حلب، والموصل وبغداد في أعقاب انهيار حكم البعث في تلك المدن. ومهما يكن ما يفعله الغرب في سورية، فإن من الأفضل أن تكون لدينا خطة مفصلة مقدماً لما سيأتي تالياً. ولنتذكر أن رومانيا تمكنت من التعافي بعد بضعة أيام فحسب من الفوضى بعد سقوط تشاوشيسكو، فقط لأن جناحاً أكثر اعتدالاً من الحزب الشيوعي تولى السلطة فعلياً في مرحلة انتقالية دامت بضع سنوات قبل أن تظهر ديمقراطية حقيقية هناك.
كانت أخطاء أميركا في العراق، وربما في سورية، كبيرة جداً، لكن علينا في الوقت نفسه أن ندرك أيضاً أن الولايات المتحدة، سواء كانت في أفضل أحوالها أو في أسوئها -مثلما كان الأمر في العراق- ليست مطلقة القدرة. وعلى سبيل المثال، فإن تحولاً سياسياً، أو حتى نوعاً خفياً وصغيراً منه في إيران، القوة المهيمنة، يمكن أن تكون له تأثيرات على المنطقة أكبر من أي شيء فعلته أميركا أو ستفعله. وبالروحية نفسها، كانت البعثية، أولاً وقبل كل شيء، هي التي وفرت الأساس السياسي والاجتماعي للفوضى العراقية والسورية، وليس عملنا نحن أو تقاعسنا عن العمل. وبطبيعة الحال، فإن التداعيات نفسها التي ترتبت على تركِ البعثية هاوية كاملة تحت واجهة طغيان صدام كان يجب أن تكون ماثلة في المقدمة في ذهن الأميركيين قبل أن نقوم بالغزو.
لكنها المشاعر الانتصارية التي نجمت عن الانتصارات الأميركية على الأيديولوجيات الشمولية الأخرى في القرن العشرين -على النازية في العام 1945، وعلى الشيوعية في العام 1989- هي التي شكلت جذور غطرسة أميركا وأفراط ثقتها نفسها في العراق في العام 2003. لأنه إذا استطاع التدخل الأميركي أن يشفي ألمانيا النازية بعد العام 1945، ويحسن بشكل كبير يوغسلافيا التي كانت شيوعية سابقاً في التسعينيات، فإن شيئاً لم يكن خارج الحدود؛ أو هكذا بدت الأمور. وبذلك، كان تفكيك العراق تتويجاً من نوع ما: فقد كشف عن الفراغ المطلق للأيديولجية البعثية من ناحية، وعن نهاية الهيمنة الأميركية أحادية القطب الشبيهة بالإمبريالية من ناحية أخرى. وبينما يتداعى العراق ويسقط في دوامة الفوضى الدموية في الأعوام التي أعقبت الغزو الأميركي، فقد عنى ذلك وصول القرن العشرين -بالمعنى التاريخي الحقيقي- إلى نهايته أخيراً.

*مؤلف كتاب "عودة عالم ماركو بولو: الحرب، الاستراتيجية، والمصالح الأميركية في القرن الحادي والعشرين"، الذي صدر هذا الشهر. وهو زميل رفيع في مركز "أمن أميركي جديد"، ومستشار كبير في مجموعة "أوراسيا". 
*نشر هذا المقال تحت عنوان:

 Baathism Caused the Chaos in Iraq and Syria
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية Empty
مُساهمةموضوع: رد: البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية   البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية Emptyالأحد 25 مارس 2018, 6:55 am

Baathism Caused the Chaos in Iraq and Syria

The United States invaded the Levant 15 years ago – but the region’s scorched-earth ideology has kept the fire burning.



 | MARCH 7, 2018, 9:17 AM
البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية Gettyimages-1920088




The United States intervened militarily in Iraq in 2003, 15 years ago this month, and the result was war and chaos. But the United States did not intervene in Syria in 2011 when the regime there was challenged, and the result was still war and chaos. Though the media has interpreted the past decade and a half of armed conflict in the Levant exclusively through the failure of U.S. policy, the fact that the policy in Syria was 180-degrees different from the one in Iraq and yet the result was the same indicates that there has to be a deeper, more fundamental force at work in both countries that journalists and historians must acknowledge.
That deeper force is the legacy of Baathism. A toxic mix of secular Arab nationalism and Eastern Bloc-style socialism that dominated Syria and Iraq for decades since the 1960s, it made the regimes of the al-Assad family in Syria and Saddam Hussein in Iraq completely unique in the Arab world. Baathism, more than George W. Bush or Barack Obama, is the father of the violent Hobbesian nightmare that has devastated the lands between the Mediterranean Sea and the Iranian plateau in the early 21st century.

As a rule, the more abstract and totalizing the ideology, the more blood that follows in its wake. That’s because once a leader is toppled or challenged, such ideologies provide for no intermediary layers of civil society — between the regime at the top and the tribe and extended family at the bottom — to hold a country together. In 1998 in Beirut, three years before 9/11, I interviewed the public intellectual Elias Khoury who told me regarding Iraq and Syria, “these regimes have succeeded in destroying not only their societies but any alternatives to themselves. Because no alternative can survive, the choice may be between total control and total chaos.”
Khoury’s clairvoyance rested on the knowledge that Hafez al-Assad and Saddam Hussein had used their many decades in power to build elaborate moukhabarat (security service) structures that only masqueraded as states. Their people remained subjects, not citizens; and ethnic and sectarian contradictions lay bottled-up, ready to explode, rather than be assuaged by healthy economic and political development. Beneath the carapaces of tyranny lay utter voids.
At the root of this complete failure to forge vibrant, secular identities spanning ethnic and sectarian lines in Syria and Iraq was Baathist ideology, something far more lethal and suffocating than what obtained in the basically ordinary, bourgeois tyrannies of Egypt, Tunisia, and elsewhere in the Arab world. Places like Egypt and Tunisia constitute age-old clusters of civilization, which have been states in one form or another since antiquity, and with robust identities to go with it; whereas Iraq and Syria were merely vague geographical expressions, with much weaker histories as states, and thus they required more extreme forms of brutality to hold them together. And in that effort, Baathism supplied the ideological adhesive.
Baathism was hammered out before and during World War II by two members of the Damascene middle class, one Christian and the other Muslim: Michel Aflaq and Salah al-Din Bitar, who were attracted to the heady ideologies swirling around Europe that they had picked up as students in France in the early 1930s. What emerged was a concoction of Arab nationalism, the Marxism that both Aflaq and Bitar had become enamored with, and German theories of an idealized blood-and-soil identity that were prevalent among the Nazis at the time. What the French scholar Olivier Roy writes about the half-educated Islamic fundamentalists of today applies as well to the secular Baathists: Because their own societies had ignored these bookish sons of the lower and middle classes, they resented their own status and dreamt of a revolution that would wipe away the Arab bourgeoisie altogether, in return for heavily mobilized, overly centralized states with a proletarian mindset. And by the early 1960s, it was people such as Aflaq and Bitar, not the members of the traditional merchant classes in Damascus and Baghdad — nor the Ottoman- and European mandate-era elites with their easygoing notions of governance — who gained the ears of rising military officers and activists like the elder Assad and Saddam Hussein.
Alas, the consequence of Baathism’s steamy and abstract ideas, whose intellectual meaning began to evaporate once they directly encountered the largely illiterate and traditional societies of the Levant, was merely sterile police states built on repression, some economic development, and the manipulation of sect and clan. While in Iraq, under Sunni rule, Baathism evolved eventually into an anti-Shiite philosophy, in Syria under Alawite rule it became in effect anti-Sunni; it was anti-Kurd in both countries, whatever its stated pretensions. Baathism was in practice an intensified-disease variant of Arab nationalism, which itself would be later overwhelmed by the forces of Islamist radicalism.
Of course, within Baathism there were always regional differences. Iraq under Saddam, where people didn’t even dare whisper about the regime in their homes, was far more repressive than Syria under the elder Assad, where dissent was allowed, as long as it was never public. As a journalist from the 1970s to the 1990s, I periodically visited Syria and traveled the country by bus, meeting people everywhere, without need of an escort.
But in Iraq, following a day trip from Baghdad south to Najaf in 1984, I was warned in the strongest terms never to attempt that again, and when I did travel in northern Iraq two years later I could do so only with an escort, after my passport had been temporarily taken from me by the regime authorities. In Iraq in the 1980s, I had to hand my news copy to an official behind a thick glass window, who would punch it out on a telex machine to my editors. In Syria I could go into any post office and send out my copy unsupervised.
Iraq was like a vast prison yard lit up by high-wattage lamps. To wit, Saddam required Iraqi society to be always on a war footing. After fighting Iran for a decade in the 1980s, he invaded Kuwait in 1990. That invasion would in a pathological sense constitute the beginning of the bloody finale of Baathism, invented at the Sorbonne six decades earlier.

And that is why I am uncertain that the Iraqi Baathists would have survived the Arab spring of 2011 unscathed had the United States left Saddam in power 15 years ago this month. Because sectarian and ethnic lines among Sunnis, Shiites, and Kurds were always more sharply drawn in Iraq than even in Syria, and because of the particular intensity and bestiality of Saddam’s regime, the slightest puncture in the ruling facade (given ongoing sanctions and further destruction of the economy) would have shattered the whole state structure quicker than in Syria.
It is certainly true that the concept of “resistance” is central to Baathism, and so Saddam would have fought on, no matter the odds, and might well have survived in some nominal form — but not without a vast loss of life and a comparable weakening of the state. Thus, clerical Iran would still have emerged as dominant in Mesopotamia, even without an American invasion. For a respite in this situation, we will have to await an internal upheaval inside Iran itself. There is little the United States can do on its own to salvage it.
The expansion of Iranian influence to the Mediterranean that has followed in the past 15 years is as much a consequence of the corrosive societal effect of Baathism as of the decisions of U.S. presidents. Iraq’s only hope after the American invasion was for the quick emergence, or installment, of another military dictator, this time along the lines of a Hosni Mubarak like in Egypt or a Pervez Musharraf like in Pakistan, Westernized pragmatists far less brutal than Saddam. But given how Saddam and Baathist ideology had so deformed Iraqi society, even that possibility would have been a long shot.
The damage that Baathist ideology did to Syria, though milder than in Iraq, was still sufficiently severe that chaos ensued once the regime was critically challenged. After 21 changes of government in its first 24 years of independence, a coup brought the elder Assad to power in 1970. Soviet-bloc security advisors, with their torture and surveillance techniques, helped achieve stability, but Assad did nothing with it. Rather than convert subjects to citizens and build a sense of a patria to unite all the country’s many disparate groups — Sunni, Shiite, Kurd, Armenian, Arab Christian — he merely resorted to sterile repression (albeit a lighter form than Saddam’s).
What Syria required back then was enlightened dictatorship, something akin to what Habib Bourguiba was offering in Tunisia and the kings in Morocco and Jordan were offering in their own countries. But because of his own minority status as an Alawite, Assad was too insecure for that. Alas, Baathism, its ideological pretensions notwithstanding, lacked the inherent perceived legitimacy of Arab monarchies which were thus able to provide their peoples with a sufficient dose of freedom — freedom which, in turn, allowed for a measure of civil society that the Baathist regimes lacked. Syria, thus, came apart when the regime of Assad’s son faced serious protests. Could the United States have stopped the carnage had it intervened soon after 2011? That remains an unknowable.
None of this is an attempt to escape the consequences of the Iraq invasion, which I supported. The Iraq War was clearly not worth the cost of 4,500 or so American dead and tens of thousands of seriously wounded — casualties that have devastated the lives of hundreds of thousands of loved ones in the United States, to say nothing of the far more numerous Iraqi dead. And yet my support for the war arose from my vivid personal experiences of repression in Saddam’s Iraq in the 1980s, which I could only compare to Romania under Nicolae Ceausescu, where I had also worked during that decade, and whose regime also constituted a toxic brew of socialism and national fascism. If Romania could recover following Ceausescu, I believed that Iraq somehow could, too. I should have remembered better after 9/11 what Khoury had told me.
Khoury had emphasized that Baathist rule was so total that it created no alternative to itself, so that Baathists were needed, at least at the lower levels, to run Iraq after Saddam was toppled. This was something the occupation authorities should have realized, just as Western and Soviet occupiers understood they would have to forgive lower-level Nazis in order to run Germany after Hitler was toppled. Of course, this lesson was forgotten in Iraq.
But it might yet be applied in Syria, where the functionaries now manning Bashar al-Assad’s regime would have to continue in their jobs, even in the unlikely possibility that the younger Assad is ever removed. For if Assad is ever toppled, Damascus — still at peace, more-or-less — could turn into a writhing, bloody charnel house just like Aleppo, Mosul, and Baghdad became following the collapse of Baathist rule in those cities. Whatever the West does in Syria, we better have a detailed plan in advance for what comes afterward. Remember that Romania recovered with only a few days of anarchy after Ceausescu fell only because a more moderate wing of the Communist Party effectively took power in a transition phase lasting several years before real democracy would emerge there.
America’s mistakes in Iraq and perhaps in Syria have been legion, but at the same time we should also realize that the United States, whether at its best, or at its worst like in Iraq, is not omnipotent. For example, a political transformation of even a subtle kind inside Iran, the regional hegemon, will have a greater impact on the region than anything America has done or will do. In the same spirit, it was Baathism, first and foremost, that provided the political and social foundation for Iraqi and Syrian anarchy, not our action or inaction. Of course, the very consequences of how Baathism had left a complete abyss underneath the facade of Saddam’s tyranny should have been foremost in Americans’ minds before we invaded.
But it was the triumphalism resulting from U.S. victories over the other totalitarian ideologies of the 20th century — over Nazism in 1945 and communism in 1989 — that lay at the root of its hubris in Iraq in 2003. For if American intervention could heal Nazi Germany after 1945 and dramatically improve formerly communist Yugoslavia in the 1990s, nothing was off-limits, or so it seemed. Thus, the dissolution of Iraq was a culmination of sorts: It revealed the utter emptiness of Baathist ideology on the one hand and the end of American imperial-like, unipolar dominance on the other. And as Iraq crumbled into bloody mayhem in the years following the U.S. invasion, the 20th century in the true historical sense finally came to an end.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
البعثية هي التي تسببت بالفوضى في العراق وسورية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سقوط بغداد واحتلال العراق القصة الحقيقية التي حرفت
» الذكرى الخامسة عشرة على غزو العراق.. لماذا اُحتل العراق؟ واين ذهبت ملياراته؟
»  10 اختراعات تسببت في تعاسة البشرية
» عيون وآذان (فلسطين وسورية وشعر يجمعهما)
»  "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات مترجمه-
انتقل الى: