منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين   تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:45 am

تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين




حوار مع د. عمرو رياض




 
لقد أثبت مشروع تاريخ المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين حقائق علمية مُدهشة؛ حيث إن تاريخ (المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين (MIE) تاريخٌ لا يُمكن طمسه أو اختزاله في أن المسلمين كانوا مجرَّد غرباء سلبيِّين تجاه السياسة المحلية الأوروبية الداخلية والمناقشات الأوربية العامة، فلقد كانوا روادًا فاعلين مُتفاعلين، وفي هذا الحوار يلقي الدكتور عمرو رياض - رئيس مشروع تاريخ المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين - مزيدًا من الضوء حول هذا التاريخ المغيَّب.
 
• لدينا فرصة جديدة للتفكير حول تاريخ المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين.
المشروع البحثي مموَّل من قبل مجلس البحوث الأوروبي (ERC): ttps://erc.europa.eu/neither-visitors-nor-colonial-victims-muslims-interwar-europe-and-european-trans-cultural history ) الدكتور عمرو رياض رئيس المشروع وفريقه في دراسة بحثية أثبتَت نتائجُها أن تاريخ المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين لا يُمكن أن يُختزَلَ باعتبارهم غرباء سلبيِّين تجاه السياسة المحلية الأوروبية الداخلية والمناقشات العامة.
 
عمرو رياض:
أستاذ مشارك في جامعة أوتريخت الهولندية، بمعهد البحوث للدراسات الفلسفية والدينية (OFR)، قسم الفلسفة والدراسات الدينية، تخصُّص الإسلام واللغة العربية، تركِّز أبحاث "د. رياض" الحالية على التاريخ الفكري الإسلامي المعاصر، وديناميات الشبكات الإصلاحية الإسلامية وحركات عموم الإسلاميين، وجدل المسلمين في المسيحية، وتاريخ البعثات المسيحية في العالم الإسلامي المعاصر، والإسلام العابر للحدود في أوروبا فيما بين الحربين العالميتين.
 
س: أولًا وقبل كل شيء، أعلم بأنك متخصِّص في الدراسات الإسلامية، أتساءل: ما الذي جعلك تركِّز على دراسة تاريخ المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين؟
د. عمرو رياض: يرجع تاريخ فكرة المشروع إلى عام 2005، خلال بحثي عن أوراق شخصية في أرشيف عائلة الشيخ محمد رشيد رضا في القاهرة، لفت انتباهي أن هناك ثلاث عشرة رسالة وجِّهت إليه من برلين تعود تواريخُها إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي 1920 و1930، في هذه المرحلة لم تتوفر معلومات لي عمن أرسل هذه الرسائل، إلا أن اسمه الدكتور زكي حشمت بك كرام، وعنوانه 10 Karlstrasse في برلين، على الرغم من أن المصادر الثانوية القائمة لا تقول الكثير عنه، إلا أن الخطابات تكشف لنا عن شخص له دور يُذكَر في العلاقات بين الغرب والشرق، والتي تمَّ دفنها تقريبًا في التاريخ، ومرة أخرى وأنا في ليدن، بدأت للتحقق من دليل الهواتف لألمانيا المتاح على الإنترنت (Dastelefonbuch)، ولأن اسمه ليس شائعًا في اللغة العربية، وبحثتُ لأعثر على أي شخص من عائلته ربما يكون منهم مَن لا يَزال يعيش هناك، وكم كانت دهشتي كبيرة حين وجدت اثنين من الأشخاص ما زالوا يَحملون هذا الاسم العائلي في البلد كله، وبعد إجراء مكالمة هاتفية مع أحدهما، وهو الدكتور هارون الرشيد كرام (ت: 2015) يقطن في Kornwestheim (قرية قريبة من شتوتغارت)، حدثني بأنه ابنه الذي ولد في عام 1923 في نفس العنوان الذي كان ذكر في رسالة كرام لرشيد رضا، وابن كرام في ألمانيا لا يزال يُحافظ على أوراق والده الشخصية التي تحتوي على الآلاف من اليوميات والرسائل والصور، ومن خلال فحص ودراسة هذه الأوراق نكتشف أن كرام كان قائدًا عثمانيًّا سوريًّا خلال الحرب العالمية الأولى، أُصيب خلال الحرب، وتمَّ نقله إلى ألمانيا في عام 1917 لتلقي العلاج الطبي في برلين، وانضم إلى الشبكة الإسلامية الهائلة من الناشطين الذين يَعيشون في أوروبا فيما بين الحربين العالميتين، والذين حافظوا على اتصالات بين الشرق والغرب سليمة، كان كرام في اتصال مع الأمير شكيب أرسلان، والإمام يحيى من اليمن، والأمير فيصل بن عبدالعزيز (لاحقًا الملك)، والكثير من الشخصيات العربية البارزة الأخرى في وقته.
 
س: نحن نعلم أنك الباحث الرئيسي لفريق يزخر بأعضاء منهم: مهدي ساجد، صوفي إسباني، أندريه تيرتان، ومدة هذا المشروع خمس سنوات: 2014 - 2019، أيمكنُكَ أن تتوسَّع حول المشروع، من فضلك؟
د. عمرو رياض: يركز المشروع على وجود المسلمين في أوروبا خلال فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، التي تمَّ تناولها في الغالب كجزء من منطقة الشرق الأوسط وتاريخ آسيا والدراسات الاستعمارية لفترة وجيزة، وعلاقتها بتاريخ الهجرة الأوروبية، وكانت الدراسات السابقة إما تضمنهم على اعتبار أنهم ضمن حسابات المسافرين والمقيمين العرب / المسلمين في أوروبا في القرن التاسع عشر أو في وقت لاحق من هجرة العمالة المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية، هذا النهج بلا شك له مبرِّراته، ومع ذلك فإنه يَميل إلى التغاضي عن تأثير المهاجرين القومي والفكري الإسلامي؛ باعتباره في التاريخ قضايا متشابكة (تاريخًا متشابكًا) مع السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي عبر أوروبا نفسها.
 
والمؤرِّخون - بشكل عام - كانوا متردِّدين في إلقاء نظرة نقدية في المصادر الأساسية لفهم الواقع وتقييم معنى وجود هذه الجهات الإسلامية إلى معرفتنا للوضع التاريخي للإسلام في أوروبا، والمصادر الأولية والأبحاث التي أجريت تكشف حتى الآن رواية بديلة، وقد تمَّ اختيار الفترة الزمنية 1919-1945 بدقة وعناية؛ ليتمَّ اختيار الحرب العالمية الأولى كنقطة انطلاق، كما لو كانت حافزًا في تشجيع هجرة المسلمين إلى أوروبا بسبب مطالب الحرب، وهذه الشبكات والأنشطة الإسلامية توقفت في نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم ظهرت من جديد مع وصول العمالة الوافدة في أوائل 1960.
 
في دراسة الشبكات الإسلامية في أوروبا ما بين الحربين العالميتين يجب أن نسلِّط الضوء على الطبقات المتعددة من تحديد البُعد السياسي والعمل؛ لأنه غالبًا ما يتم الجمع بين التوجه الديني والطموحات السياسية والوضع الاجتماعي والعادات، هذا التحقيق الشامل في تفاصيل غير معروفة من جيل من المسلمين يَعرض دينامية الذين تحدثوا عن الإسلام في أوروبا، ومكانهم في تاريخ العالم.
 
س: لا شك أنك تدرس تاريخ المسلمين في أوروبا ما بين الحربين العالميتين، كيف يمكننا أن ننظر لهذا التاريخ؟
د. عمرو رياض: تمثِّل فترة ما بين الحربين العالميتين أيضًا فترة كبيرة من الإمبريالية، بالإضافة إلى ذلك، عصر نفسه يُشكِّل مصاير المُجتمعات الأوروبية ذات الأغلبية المسلمة المُعاصِرة، وفي تلك الفترة أصبحت أوروبا واجهةً جذابة للطلاب العرب والمسلمين، والثوَّار والناشطين القوميين، والمنفيِّين السياسيين والمثقفين، تستخدم أوروبا هنا ليس فقط باعتبارها كيانًا جغرافيًّا، ولكن بوصفِها الفضاء الفكري المتجانس للجهات المسلمة الفاعِلة، ومِن أجل إعادة بناء تاريخ المسلمين في أوروبا فيما بين الحربين العالميتَين، يتمُّ تناول المسائل الرئيسية التالية:
• كيف كان المسلمون في أوروبا بين الحربين العالميتين، وكيف كان العمل والتفاعل بين بعضهم البعض، ومع الساسة الغربيين والدبلوماسيين والمستشرقين، والناشرين ووسائل الإعلام؟
• إلى أيِّ درجة أنهم لم يَنجحوا في خَلق هُويَّة مميزة كـ "الإسلام الأوروبي"، يَجمع بين سحر الحضارة الغربية مع الحفاظ على الكيان الديني والسياسي الإسلامي؟
• كيف أثَّر المسلمون في أوروبا بين الحربين العالميتَين على أفكار الغرب في العالم الإسلامي؟
• إلى أيِّ مدى كان لكتاباتهم وأنشطتهم التي مارَسوها، أو هل تلقَّت أي تأثير في السياق الأوروبي؟
 
يُمكن تقسيم الشبكات الإسلامية في أوروبا ما بين الحربين العالميتين إلى الشبكات الاجتماعية والسياسيَّة من ناحية، ومنها الدينيَّة من جهة أخرى، وهذا الانقسام لا يَعني أن المنطقتين فُصلتا تمامًا، وعلى العكس من ذلك، كانت مُتداخلة ومتشابكة في كثير من الحالات، ويرجع ذلك إلى تأثير الروابط الدينيَّة وزيادة المعلومات، وانتشرت العديد من الأفكار السياسية والدينية المُختلفة بين الناشطين المسلمين بين المُستعمرات والدول الأوروبية، وبما فيه الكفاية، ولا سيما بين هذه الشبكات في اتصال المسلمين الموالين للإمبراطورية الاستعمارية الأوروبية بالمسلحين وعموم الإسلاميين الآخرين الذين قاتَلوا ضد التبعية الاستعمارية.
 
بشكل عام، كانت الفكرة من الاتفاقيات الدولية الوحيدة الظاهرة الأكثر لفتًا التي تربط عموم الإسلاميين في عصرِ ما بين الحربين العالميتين، وكانت المؤتَمرات في مكة المكرمة في (1924) وفي (1926)، والقاهرة (1926)، والقدس (1931)، والمؤتمرات التابعة لها في أوروبا، وبالمثل كان إنشاء الجمعيات والسفر والمراسلات الدينية والسياسية، وقبل كل شيء نشَرت الصحُفُ الأدوات الرئيسية لبناء هذه الشبكات، ومِن الأمثلة على هذه الجمعيات: "المجتمع من أجل تقدُّم الإسلام"، "التحالف الإسلامي الدولي"، "المعهد المركزي للإسلام Zentralinstitut"، "الجماعة الإسلامية في برلين GEMEINDE" و "جمعية الشعائر الإسلامية في Gottesverehrung" (برلين)؛ "رابطة علماء المسلمين oulémas musulmans الجزائريين" (باريس)؛ "Orientbund" و "رابطة الثقافة  الشرقية والإسلامية  Kulturbund" (فيينا)؛ والمؤتمر الأوروبي الإسلامي الأول عام 1935 تحت قيادة الأمير شكيب أرسلان، وكان الشخصية الأكثر أهمية في أوروبا فيما بين الحربين العالميتين الأمير اللبناني شكيب أرسلان، الذي كان على اتصال مباشر مع الزعماء السياسيين الأوروبيين، والمستشرقين وصانعي السياسات.
 
صورة المؤتمر الأوروبي الإسلامي الأول في جنيف (1935)، وجد عمرو رياض هذه الصورة الفريدة في أرشيف عائلة هولندية اعتنقت الإسلام، وتَسمَّى رب هذه الأسرة باسم محمد علي فان بيتم Beetem (ت: 1938)، الذي كان على اتصال وثيق مع شبكة شكيب أرسلان الإسلامية العابرة للحدود الوطنية.
 
س: ماذا عن التحديات المنهجية التي تُواجِهُكم وفريقكم؟
د. عمرو رياض: فرضية العمل الرئيسية لهذا المشروع هو أن فريق البحث تعامل مع المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين على أنهم لم يكونوا مجرَّد زوار ولا ضحايا الاستعمار، ولكنهم شكلوا مجموعة من اللاعبين الفاعلين في الفضاء الأوروبي والدولي، وبما في هذه الجهات الإسلامية العاملة في أوروبا، بعد اتصالات مكثفة مع نظرائهم عبر الخطوط الاستعمارية، والتركيز على الأنشطة وشبكاتها يتحدى افتراضات كتابة تاريخ زمن طويل ظلت تتجاهل أهميته بالنسبة لتاريخ أوروبا.
 
إذا ثبَت هذا المُنطلق الصحيح، فالمسلمون في أوروبا بين الحربين العالميتين لا يُمكن أن يُختزلوا في غرباء سلبيين بعيدين عن السياسة المحليَّة الأوروبية الداخلية والمُناقشات العامة، فإن مفهوم كسب التعقيد الديناميكي يعبِّر عن المصالح السياسية والدينية والفكرية للمسلمين خارج حدودِهم الأصلية، وتقوم الدراسة على فحص الفاعلين المسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين، وبالتالي عمل (خط واعد للتحقيق لكتابة تاريخ أوروبي) جديد.


 
س: لقد أمضى فريقكم عامين تقريبًا، هل اكتشف أي نتائج بحثية مثيرة؟
د. عمرو رياض: يُرجى مراجعة موقعنا على الإنترنت لمعرفة الاكتشافات:
www.muslims-in-interwar-europe.com
www.uu.nl/medewerkers/URyad/0
 
س: هل تعتقد أن ينظر إلى المسلمين باعتبارهم تهديدات ثقافية في أوروبا، ولماذا؟
د. عمرو رياض: أعتقد أن هذا السؤال خطابي، ويُحاول مشروعنا القول بعكس ذلك، أنشأنا أداة تاريخيَّة لفهم جذور التيارات الإسلامية الحديثة الحالية في مجالات التاريخ الأوروبي، الإسلام في أوروبا، ودراسات الشرق الأوسط تدفَع لمزيد من البحوث التي ستولد "المعرفة" في دراسة تاريخيَّة قبل الهجرة وقبل دمج الخبراء المسلمين في أوروبا، ويُمكن تعزيز فهمنا للاتجاهات الحالية في أوروبا والإسلام الدولي من خلال دراسة التطوُّرات الاجتماعية والثقافية للأنشطة الإسلامية في أوروبا في تلك الحقبة التكوينية، وتنظر الدراسة من جديد في الجدل الدائر حاليًّا حول أوروبا والعالم الإسلامي والمشهد المعاصر دون اللجوء إلى فرضية مصمَّمة بدقة أو مُبالَغ فيها قبل التعرف على النشطاء الإسلاميين الأوائل، الذين وضعوا الأساس للنشاط الإسلامي المستمر في أوروبا في فترة ما بعد عام 1945.
 
في أوائل القرن العشرين، والشبكات العابرة للحدود الوطنية الإسلامية، استمرَّ تولي رشيد رضا ورفاقه موقعًا مركزيًّا، كانوا على خط النار في التطورات اللاحِقة في الفكر الإسلامي المعاصر، ووصف رضا كشخص وسيط مثالي بين الخطاب الكلاسيكي والعامي، وبين الحكام والجماهير العلمانية التي يتمُّ اتباعها مع ظهور التكنولوجيا الرقميَّة.
 
اليوم النمط الثقافي والصحفي بعد الحرب العالمية الثانية وضَعَ ورثة التراث الفكري الديني ونشاط هذه الشبكة على التنوع في الإسلام: إصلاحيين وسلفيين ومُنفتحين للنُّفوذ، وراديكاليين، وجامدين ومنغلقين، استمرت كل الأنواع في استقطاب الجاليات المسلمة في الغرب.
 
عبدالرحمن أبو المجد: شكرًا جزيلًا لك على المشاركة معنا حول مشروعكم الخاص بالمسلمين في أوروبا بين الحربين العالميتين، حقًّا إنه تاريخ لا يُمكن اختزاله باعتبارهم غرباء سلبيين.
تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين P_10751dcwq1


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين   تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:59 am

الإسلام وازدواجية السلوك

 
إن القرآن الكريم والسنة المطهرة هما المصدران الأساسيان للتربية الإسـلامية، وإذا أردنا أن نعرض موضوع الازدواجـية في السـلوك على القرآن الكريم والسنة المطهرة نجد الكثير من النصوص الشرعية التي تنبه إلى خطورتها وضرورة البعد عنها، لذلك خصصت هذا الفصل للوقوف على هذه النصوص للخروج بمجموعة من الاستنتاجات حول هذه الظاهرة.
 
أولاً: ازدواجية السلوك في القرآن الكريم:
إن أول ما يلفت النظر إلى ازدواج السلوك في الإنسان قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وذلك لأن النداء موجه مباشرة إلى المؤمنين - ونحن هنا نبحث في سلوك المسلم - وهذا النداء وأمثاله في القرآن الكريم يقـول عـنه الصحـابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا سمـعت الله تعـالى يقـول: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ] فأعـرها سمعك فإنه خـير يأمر بـه، أو شر ينهى عنه. ( الجزائري، نداءات الرحمن لأهل الإيمان، ص 9 ).
 
وبالرجوع إلى عـدة تفاسير لفهم الآية الكريمة المشار إليها، وجدت آيتين يضمها المفسرون معها، وهي:
الأولى: قوله تعالي: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].
الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88].
 
ويوضح الشيخ السعدي - رحمه الله - معنى هذه الآية الكريمة بقوله: وهذه الآية وإن كانت نزلت في بني إسـرائيل فهي عامـة لكل أحـد لقـوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3] ( تيسير الكريم الرحمن، ص 34 ).
 
وحول الآية الثانية ذكر السعدي فوائد عدة لقصة شعيب عليـه السلام ومنها: أن من تكملة دعوة الداعي وتمامها أن يكون أول مبادر لما يأمر غيره به، وأول منتهٍ عما ينهى غيره عنه، وكما قـال شـعيب عـليه السلام: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، ولقـــوله تـعـالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2] (المرجع السابق،ص 344).
 
ويتـضح من شرح الآيات السابقـة أنـها كـلها تـدور حول معنى واحد وهو عدم مخالفة الفعل للقول.
 
ومن الآيات التي أشارت إلى ازدواجية سلوك المسلم قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، وقد ذكر القرطبي - رحمه الله - عدة أقوال لقوله تعالى: ﴿ قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ ومن تلك الأقوال: قصداً وحقاً، وقيل صواباً، وقيل لا إله إلا الله، وقيل: هو الذي يوافق ظاهره باطنه، وقيل: هو ما أريد به وجه الله دون غيره... ثم قال: والقول السداد يعـم الخيرات فهو عـام في جميع ما ذكر وغير ذلك ( ج 14، ص 253 ).
 
ومن الآيات التي أشارت إلى ازدواجية سلوك المسلم قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]، وقد سبق أن تناولت الدراسة في الفصل الأول أنواع السلوك، وتم الاستشهاد برأي ابن تيميه رحمه الله بما ذكره استناداً إلى التقسيم الوارد في الآية المشـار إليهـا: (الظالم لنفسه) (المقتصد) (السابق بالخيرات)، واتضح أن ابن تيميه أشار إلى ازدواجية السلوك ضمناً في قسم (الظالم لنفسه).
 
وحول الآية السابقة ومعناها يوضح الشيخ السعدي أن من أمة محمد ظالم لنفسه بالمعاصي التي هي دون الكفر، ومنهم مقتصد على ما يجب عليه، تارك للمحرم، ومنهم مسارع في الخيرات ومجتهد فيها، وهو المؤدي للفرائض المكثر من النوافل التارك للمحرم والمكروه، فكل هؤلاء اصطفاهم الله تعالى لوراثة القرآن الكريم، وإن تفاوتت مراتبهم وتميزت أحوالهم، فلكل منهم قسط من وراثته حتى الظالم لنفسه، فإن مـعه من أصل الإيمان وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان من وراثة الكتاب، لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، و دراسة ألفاظه، واستخراج مـعانيه ( تيسير الكريم الرحمن، ص636 ).
 
ثانياً: ازدواجية السلوك.في السنة المطهرة:
هناك جملة من الأحاديث الشريفة الدالة على ازدواجية السلوك التي تتوافق معانيها مع الآيات السابقة سالفة الإشارة، وهي:
الحديث الأول: عن أسـامة بن زيد رضي الله عنه قـال: سمعت رسـول اللهصل الله عليه وسلم قول: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكــر وآتيه" ( صحيح البخاري، حديث رقم 3094، ج 3، ص 1191).
 
الحديث الثاني: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قـال رسـول اللهصل الله عليه وسلم: " ثم رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تقرض شفاهم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلــون" ( رواه أحمــد في المـسنــد، ج 3، ص 239 ).
 
الحديث الثالث: عن جندب بن عبد الله الأسدي رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل المصباح يضئ للناس ويحـرق نفسه " ( رواه الطـبراني في الكـبير، حـديث رقـم 1685، ج 2، ص 167 ).
 
من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة السابق عرضها، يمكن التوصل إلى الاستنتاجات الآتية:
1 - أن السلوك المزدوج، سلوك انحرف عن منهج الله تعالى، وهو سلوك مذموم وممقوت، بل إن الله تعالى جعل المتصفين به من الظالمين لأنفسهم أي: العاصون المبتعدون عن التطبيق الكلي لتوجيهات الله سبحانه تعالى.
 
2 - من العقوبات المترتبة على هذه الصفة (السلوك المزدوج) سلب حلاوة الإيمان ولذة التعبد، لأن هذه النعمة العظيمة لا تتأتى إلاّ لرجال مـؤمنين ونساء مؤمنات، باطنهم كظواهر هم بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بـل أحلى، وهممهم عند الثريا بل أعلى ( ابن الجوزي، صيد الخاطر، ص 17).
 
3 - ينبغي على الإنسان المسلم أن يكون واضحاً في كل سلوكياته وفي كل الأوقات انطلاقاً من توجيهات الإسلام الواضحة، فالوضوح كما يقول خياط: سمة القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولذا جاء الإسلام واضحاً في كل شيء، في مبادئه وأهدافه وقواعده ومناهجه ووسائله، وأيضاً وضوح في العقيدة والتشريع والأخلاق والآداب والمعاملات والعبادات لا غموض ولا رموز ولا أحجية ولا طلاسم ( المبادئ والقيم، ص 83 ).
 
4 - أن الإسلام يرفض رفضاً قاطعاً ازدواجية السلوك، ولا يقبل انقسام الذات إلى تقوى وفسق، فليس من الإسلام في شيء أن يكون الإنسان المسلم تقياً في المسجد وهو يغش في معاملة الناس، أو أنه يتظاهر بالزهد والتقوى ولكنه يسكر ويزني ويقامر في السر، فالإسلام يوحد وينظم سلوك الإنسان المسلم كما يوحد وينظـم أفـراد المجتـمع الواحد (الجـمالي، نحو توحيد الفكر التربوي، ص 55).
 
لقد حرص الإسلام على أن يكون الإنسان على خلق كريم وسلوك غير مزدوج يليق بكرامة الإنسان، وكل ذلك من أجل إيجاد عناصر قوية وأفراد صالحين يستطيعوا أن يسهموا بقلوبهم وعقولهم في ترقيـة الحيـاة وإعلائها.
 
والإسلام يعلم أن الإنسان يعتريه ضعف فهو طبع لازم لكينونته، لذلك نجد الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تشخص حالات الضعف البشري، ومن تلك الآيات:
1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].
2- قـال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴾ [هود: 9].
3- قال تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 4]، وقـوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 77].
4- قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].
5- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11].
6- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 67].
7- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ [الإسراء: 100].
8- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [الكهف: 54].
9- قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].
10- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾ [المعارج: 19].
11- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6].
 
ويؤكد الجمالي: أن ما في النفس البشرية من ضعف أشارت إليه الآيات الكريمة السابقة لا يعني أن الإنسان يولد في الخطيئة كما تقول بعض الأديان المنحرفة عن الصواب، فالطفل يولد بريئاً وخالياً من كل جريرة، وإن توجهه نحو سلوك الخير أو سلوك الشر يرجع إلى تربيته وإلى البيئة المحيطة به وليس إلى طبيعته الأصلية لأن كل مـولود يـولد على الفـطرة، ولذا قـال الرسـول صل الله عليه وسلم: ( كل مـولود يولد على الفطرة فـأبواه يهـودانه أو ينصـرانه أو يمجسانه..) الحديث، (صحيـح البـخـاري، الـحـديث رقــم 1319، ج 1، ص 465) (نحو توحيد الفكر التربوي، ص 100 ـ 101).
 
ولهذا تقع على عاتق المربين والمسؤولين مسؤولية في غاية الأهمية، إذ إن عليهـم جميعـاً توجيه أفراد الأمة، وعلاج ما يطرأ على أفرادها من سلوكيات ناشزة عن منهج الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين   تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:59 am

ازدواجية السلوك في السنة النبوية

 
هناك جملة من الأحاديث الشريفة الدالة على ازدواجية السلوك التي تتوافق معانيها مع الآيات السابقة سالفة الإشارة، وهي:
الحديث الأول: عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم قول: " يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه " (صحيح البخاري، حديث رقم 3094، ج 3، ص 1191).
 
الحديث الثاني: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " ثم رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تقرض شفاهم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون " (رواه أحمد في المسند، ج 3، ص 239).
 
الحديث الثالث: عن جندب بن عبد الله الأسدي رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل المصباح يضئ للناس ويحرق نفسه " (رواه الطبراني في الكبير، حديث رقم 1685، ج 2، ص 167).
• • •
 
من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة السابق عرضها، يمكن التوصل إلى الاستنتاجات الآتية:
1 - إن السلوك المزدوج، سلوك انحرف عن منهج الله تعالى، وهو سلوك مذموم وممقوت، بل إن الله تعالى جعل المتصفين به من الظالمين لأنفسهم أي: العاصون المبتعدون عن التطبيق الكلي لتوجيهات الله سبحانه تعالى.
 
2 - من العقوبات المترتبة على هذه الصفة (السلوك المزدوج) سلب حلاوة الإيمان ولذة التعبد، لأن هذه النعمة العظيمة لا تتأتى إلاّ لرجال مؤمنين ونساء مؤمنات، باطنهم كظواهر هم بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهممهم عند الثريا بل أعلى (ابن الجوزي، صيد الخاطر، ص 17).
 
3 - ينبغي على الإنسان المسلم أن يكون واضحاً في كل سلوكياته وفي كل الأوقات انطلاقاً من توجيهات الإسلام الواضحة، فالوضوح كما يقول خياط سمة القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولذا جاء الإسلام واضحاً في كل شيء في مبادئه وأهدافه وقواعده ومناهجه ووسائله، وأيضاً وضوح في العقيدة والتشريع والأخلاق والآداب والمعاملات والعبادات لا غموض ولا رموز ولا أحجية ولا طلاسم (المبادئ والقيم، ص 83).
 
4 - إن الإسلام يرفض رفضاً قاطعاً ازدواجية السلوك، ولا يقبل انقسام الذات إلى تقوى وفسق، فليس من الإسلام في شيء أن يكون الإنسان المسلم تقياً في المسجد وهو يغش في معاملة الناس، أو أنه يتظاهر بالزهد والتقوى ولكنه يسكر ويزني ويقامر في السر، فالإسلام يوحد وينظم سلوك الإنسان المسلم كما يوحد وينظم أفراد المجتمع الواحد (الجمالي، نحو توحيد الفكر التربوي، ص 55 ).
 
ويقول سيد سابق - رحمه الله - لقد حرص الإسلام على أن يكون الإنسان على خلق كريم وسلوك غير مزدوج يليق بكرامة الإنسان، وكل ذلك من أجل إيجاد عناصر قوية وأفراد صالحين يستطيعوا أن يسهموا بقلوبهم وعقولهم في ترقية الحياة وإعلائها (عناصر القوة في الإسلام، ص 44 ).
 
والإسلام يعلم أن الإنسان يعتريه ضعف فهو طبع لازم لكينونته، لذلك نجد الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تشخص حالات الضعف البشري، ومن تلك الآيات:
1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم:34].
 
2-قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيؤُوسٌ كفُورٌ ﴾ [هود:9].
 
3- قال تعالى: ﴿ خلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فإِذَا هوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [النحل:4]، وقوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانَ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [يّس:77].
 
4- قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾ [النساء: الآية28].
5- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانَ عَجُولاً ﴾ [الإسراء: الآية11].
6- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانَ كَفُوراً ﴾ [الإسراء: الآية67].
7- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانَ قَتُوراً ﴾ [الإسراء: الآية100].
8- قال تعالى: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانَ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ﴾ [الكهف: الآية54].
9- قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: الآية72].
10 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ [المعارج:19].
11 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات:6].
 
ويؤكد الجمالي أن ما في النفس البشرية من ضعف أشارت إليه الآيات الكريمة السابقة لا يعني " إن الإنسان يولد في الخطيئة كما تقول بعض الأديان المنحرفة عن الصواب، فالطفل يولد بريئاً وخالياً من كل جريرة، وإن توجهه نحو سلوك الخير أو سلوك الشر يرجع إلى تربيته وإلى البيئة المحيطة به وليس إلى طبيعته الأصلية لأن كل مولود يولد على الفطرة، ولذا قال الرسول صل الله عليه وسلم: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.الحديث) (صحيح البخاري، الحديث رقم 1319، ج 1، ص 465) (نحو توحيد الفكر التربوي، ص 100 101).
 
ولهذا تقع على عاتق المربين والمسؤولين في مختلف قطاعات الدولة مسؤولية في غاية الأهمية، إذ أن عليهم جميعاً توجيه أفراد الأمة، وعلاج ما يطرأ على أفرادها من سلوكيات ناشزة عن منهج الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين   تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:00 am

خلاصة الدراسة في ازدواجية السلوك



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد، خيرِ من حمد الله وشكر، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين:
فمن خلال ما سبق في فصول الدراسة، يمكن تحديد أهم ما توصلت إليه الدراسة في النقاط التالية:
1 - إن المقصود بالازدواجية ليست الحالة السوية التي تتكامل فيها العناصر المزدوجة في الإنسان، ولكن المقصود هو: الانحراف كثيرًا عن الوسطية والتوازن الحقيقي الذي وضعه المنهج الإسلامي (قرآنًا وسنة) للإنسان في تعامله مع الخالق والكون والإنسان.
 
2 - تأكيد القرآن الكريم والسنة المطهرة على وجود الازدواجية في سلوك الإنسان، ومقت الله تعالى الشديد لهذه الصفة.
 
3 - إن السلوك جزءٌ من الشخصية، فالشخصية أصل والسلوك فرع منها.
 
4 -الازدواجية وضع قائم في سلوك الإنسان، يلمسها هو في ذاته، وفي الآخرين أيضًا.
 
5 - لازدواجية السلوك أسباب عدة منها: البعد عن الالتزام بحقائق الدين الإسلامي، وغياب القدوة الحسنة، والمؤثرات الخارجية، واتباع الهوى والشهوة والتسويف وطول الأمل.
 
6 - لازدواجية السلوك آثار سلبية على الفرد والمجتمـع، ومن آثارها على الفرد: (فقدان الثقة في النفس، عدم الاهتمام بالوقت وإضاعته فيمـا لا فائدة منه، استغلاله من أصحاب النفوس الضعيفة)، ومن آثارها على المجتمع (التخلف عن الأمم المتقدمة، تبدد الأخلاق، تفشي الغش والفساد الإداري، اهتزاز الصف المؤمن المرصوص، فقدان الثقة بين أفراد لمجتمع الواحد).
 
7 - أهمية التربية الإسلامية في معالجة وإصلاح ازدواجية السلوك، وأنها هي الأساس في إصلاح أي خلل في الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة.
 
8 - يقع على عاتق المربين والمسؤولين وكافة قطاعات الدولة مسؤولية عظيمة جدًا، إذ أن عليهم جميعًا توجيه أفراد المجتمع والأمة وعلاج ما قد يطرأ على أفرادها من سلوكيات ناشزة عن هدي الإسلام.
 
9 - أهمية الأسرة، والوالدين تحديدًا في تـوجيه وإرشاد النشء وغرس السلوكيات الإيجابية ونبذ السلوكيات السلبية وفق توجيهات التربية الإسلامية.
 
10 - للمدرسة دور فاعل في علاج ازدواجية السلوك من خلال اختيار معلمين أكْفاء بمـواصفات وشروط علميـة محددة، ومن خلال تأصيل الكتاب المدرسي تأصيلًا وفق ضوابط شرعية من جهة ومسايرة المتغيرات المعاصرة من جهة أخرى.
 
11 - يمكن للمسجد القضاء على ازدواجية السلوك من خلال إعادة رسالته من خلال الآتي:
أ -العناية باختيار الأئمة والمؤذنين.
ب -تكثيف المناشط الدعوية.
ج -تنظيم دورات علمية لكثير من الأئمة والمؤذنين الذين هم على رأس العمل لإعادة تأهليهم التأهيل الشرعي.
 
12 - الإعلام من أكثر الوسائل وضوحًا في ازدواجية السلوك، ولذلك ينبغي تذكير القائمين عليه بتقوى الله تعالي، وحسن اختيار العاملين فيه المعروفين بصلاحهم وتقواهم واعتدالهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ المسلمين المغيب في أوروبا بين الحربين العالميتين
» مذبحة بلاط الشهداء استشهاد عبدالرحمن الغافقي منع المسلمين من السيطرة علي أوروبا بأكملها
»  في استعراض تاريخ المسلمين . 
» تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين
» تاريخ المسلمين في البرازيل .. الجذور التاريخية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: