منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة   التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:19 am

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة 131096_180x180



التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.
 
يتَّخذ التَّمايز العقلي بين كلٍّ من الرَّجل والمرأة مستويات عدَّة، نوجزها فيما يلي:
أولاً: على مستوى البنية والتَّركيب:
أظهرت الدِّراسات الحديثة وجود اختلافات بين بنية دماغ المرأة، وبنية دماغ الرَّجل من ناحية، وبين عمليات تفاعل الهرمونات مع دماغ المرأة، وعمليات تفاعل الهرمونات مع دماغ الرَّجل، وذلك كما يلي:
♦ «دماغ الأنثى أقلُّ وزناً من دماغ الرَّجل، حيث يزن دماغ الأنثى في المتوسِّط (44) أونس أو ما يعادل (1245,2) غرام، بينما يزن دماغ الرَّجل (49) أونس أو ما يعادل (1386,7) غرام.
 
♦ وجود اختلاف في الجسم الجاسئ، وهو كتلة أليافٍ عصبيَّة موصلة، تربط بين شطري الدِّماغ نصف الكرويين؛ ففي الإناث هو أسمك وأكثر انتفاخاً ووزناً، وبَصَلي الشَّكل عنه لدى الذُّكور»[1].
 
♦ «كثرة التَّلافيف الموجودة في مخِّ الرَّجل، فهي أكثر بكثير من التَّلافيف الموجودة في مخِّ المرأة، وتقول الأبحاث: إنَّ القدرة العقليَّة والذَّكاء يعتمدان إلى حدٍّ كبيرٍ على حجم ووزن المخِّ، وعدد التَّلافيف الموجودة فيه»[2].
 
♦ «دماغ الإناث يمتدُّ أطول عمراً من الذُّكور في المطاوعة واللُّيونة؛ أي: بقاء دماغ الإناث مفتوحاً للنُّمو والتَّغيُّر لسنين أكثر في النِّساء من الرِّجال»[3].
 
ثانياً: على مستوى الإدراك الحسِّي:
يتعامل الدِّماغ مع المعارف المُسْتَلَمة بواسطة الإدراك الحسِّي، والذي مصدره الحواسُّ الخَمْس، وقد تبيَّن للباحثين أنَّ دماغ الأنثى مختلفٌ تماماً عن دماغ الذَّكر من حيث الإدراك الحسِّي كما يلي:
♦ السَّمع: تتفوَّق الإناث على الذُّكور في حاسَّة السَّمع، بما يعادل النِّصف تقريباً، ولذلك تجد الأطفال الإناث يتعلَّمن النُّطق قبل الذُّكور، كما تتعلَّم الإناث اللُّغات أسرع من الذُّكور؛ بسب تفوُّقهنَّ في السَّمع والذَّاكرة اللَّفظية.
 
♦ الإبصار: يتفوق الذُّكور على الإناث في الإبصار لمسافات بعيدة، وفي الإدراك البصريِّ العميق، وإبصار الذُّكور في النَّهار أفضل من الليَّل، وتتفوَّق الإناث على الذُّكور في الإبصار المحيطي أو الحولي؛ أي: الإبصار ما حول الشَّيء المرئي، والذي يُعينها على تقدير المسافات بدقَّة، ومن ذلك يمكن القول: بأن هذا التَّفوُّق في الإبصار اللَّيلي يُعين الأُمَّ على العناية بأطفالها ليلاً.
 
 الذَّاكرة الصُّورية: كما تتفوَّق الإناث على الذَّكور في الذَّاكرة الصُّورية؛ لذلك هي أعلى قابليَّة في التَّعرُّف على وجوه وأسماء الآخرين.
 
♦ اللَّمس: اللَّمس اليدوي عند الإناث أكثر حساسيَّة وانتشاراً منه عند الذُّكور، لذا يتفوَّقن على الرِّجال في إنجاز أعمالٍ يدويَّة دقيقة، ويَشْعرن بالألم أسرع من الذُّكور، ويتحمَّلنه لمدَّة أطول منهم.
 
♦ الشَمُّ والتَّذوُّق: للنِّساء حاسَّة شمٍّ أقوى من الرِّجال، وهنَّ أكثر حساسيَّة للرَّائحة والعبير، ولأيِّ تغيُّرٍ رقيق فيهما، والله سبحانه وتعالى خَلَق المرأة وَزَوَّدها بحواسَّ أقوى نسبيّاً من الرَّجل؛ ليمكِّنَهَا من أداء وظائف الأمومة، وأخرى منزليَّة رقيقة دقيقة[4].
 
ثالثاً: على مستوى القدرات والمهارات:
الفوارق بين القدرات العقليَّة لكلٍّ من الرَّجل والمرأة متعدِّدة ومتشعبِّة، وهي نابعة من الاختلاف التَّكويني لكلٍّ من عقليهما، كما أنَّها نابعة من اختلاف آليَّات العمل داخل عقليهما، وهذه المهارات والقدرات يغلب عليها عامل التَّكامل بين الجنسين، فكلٌّ منهما يُكَمِّل الآخر، حيث وهبهما الله تعالى من القدرات والمهارات المرتبطة بكلٍّ منهما ما يمكِّنهما من أداء الدَّور المنوط بهما في الحياة، ونُجمل هذه الاختلافات فيما يلي:
♦ من حيث درجة التَّركيز والتَّشتُّت نجد أنَّ التَّركيز يغلب على أداء الرِّجال لعملٍ معيَّن، ولا يصرف انتباههم عن ذلك معلومات طارئة أو زائدة، فدماغ الرَّجل يُعطيه القابليَّة على التَّركيز على الشَّيء المراد إنجازه، حيث إنَّه أكثر تخصُّصاً من دماغ المرأة، فيختصُّ الجانب الأيسر من دماغ الرَّجل كليّاً في السَّيطرة على قدرات الفعل، بينما يختصُّ الجانب الأيمن بالسَّيطرة على قدرات الإبصار.
 
أمَّا المرأة، فقابليَّة التَّركيز أقلُّ منها في الرِّجال، حيث يغلب التَّشتُّت على تفكيرهنَّ حيث يسيطر كلا جانبي العقل الأيمن والأيسر على كافَّة المسائل لدى المرأة معاً، ممَّا يزيد من درجة التَّشتُّت ويقلِّل من درجة التَّركيز؛ لذا مثلاً نجد أنَّ المهندسات المعماريَّات أقلَّ من الرِّجال [5].
 
♦ «يختلف مركز تخزين المعلومات والقدرات في الدِّماغ، ففي الفتى تتجمَّع القدرات الكلاميَّة في مكانٍ مختلف عن القدرات الهندسيَّة والفراغيَّة، بينما هي موجودة في كلا فصَّي المخِّ لدى الفتاة، وهذا معناه أنَّ دماغ الفتى أكثر تخصُّصاً من مخِّ أخته»[6].
 
♦ «البنات أقلُّ استعداداً من البنين في تعلُّم واستيعاب الرِّياضيات في مستويات عليا من الدِّراسة؛ لذا وُجِدَ معدَّل (13) إلى (1) من البنات في صفوف الدِّراسات العليا للرِّياضيات بأمريكا.
 
أمَّا قدراتهنَّ على اللُّغة وإتقانها، فقد أثبت العلم تفوُّق الإناث على البنين في تعلُّمها»[7].
 
♦ ازدياد سُمْك الجسم الجاسئ عند المرأة، والذي يعمل على تبادل المعلومات مروريّاً بين نصفي الدِّماغ أكسب المرأةَ بعض القدرات، ومنها: مساعدتها في أعمالٍ تتطلَّب التَّقريب بين يديها والتَّنسيق، كما في الحياكة والتَّطريز والأعمال المنزليَّة، كما يزيد من قدرتها على الرَّبط الذِّهني بين الأشياء والأفكار، كما يساعدها على إنجاز نشاطات متعدِّدة في آنٍ واحد.
 
♦ أمَّا الرِّجال فتركيب المخِّ لديهم يمكِّنهم من التَّركيز في عمل واحد؛ لذا يتفوَّقون على النِّساء في المجالات التي تحتاج إلى درجة تركيزٍ أعلى، مثل: الميكانيكا، الحساب، الهندسة، الرِّياضيات، ونحوها[8].





[1] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، عبد الوهاب الراوي (ص84).
[2] عمل المرأة في الميزان، د. محمد علي البار (ص84).
[3] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، (ص82).
[4] المصدر نفسه، (ص85-86).
[5] انظر: المصدر نفسه، (ص83).
[6] عمل المرأة في الميزان، (ص82).
[7] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، (ص82).
[8] انظر: المصدر نفسه، (ص97).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة   التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:20 am

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة 131149_180x180

التَّمايز النَّفسي بين الرجل والمرأة



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده:
الإنسان آيةٌ من آيات الله تعالى، ودليلٌ من دلائل إعجازه وعجائب قدرته، ضَرَب اللهُ تعالى به المثلَ، منبِّهاً النَّاس جميعاً إلى ما أودع فيه من الآيات والعِبَر، فقال سبحانه: ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ [الذَّاريات: 21].
 
هذا الإنسان مركَّب من جَسَدٍ ونَفْس، أو جسم وروح، ورغم ذلك لا يمكن الفصل بين هذين العنصرين، فهو وِحْدة واحدة، وكلٌّ لا يتجزَّأ، وأيُّ محاولةٍ للتَّفريق بين الجسد والنَّفس لا يعني إلاَّ القضاء عليه بالموت والهلاك.
 
وعلى هذا، فالعلاقة بين النَّفس والجسد علاقة رصينة ومتينة، تتَّضح هذه العلاقة من خلال التَّمايز والاختلاف بين سلوك المرأة النَّفسي وبين سلوك الرَّجل النَّفسي، حيث إنَّ سلوكهما النَّفسي لا يرجع فقط إلى طبيعة المجتمع والتَّنشئة الاجتماعيَّة والتَّربية التي يتعرَّضون لها، وإنَّما يعود هذا التَّباين والتَّمايز بصورة واضحة إلى أسبابٍ أعمق بكثير من ذلك، وهي التَّباين بين التَّكوين الجسدي والعقلي لكلٍّ من الرَّجل والمرأة، «فكما أنَّ للمرأة جسداً أنثويّاً فلها دماغ أنثوي، وكما أنَّ للرَّجل جسداً ذكوريًّا فله دماغ ذكوري... والدِّماغ هو الجهاز الإداري والعاطفي المركزي لحياة الإنسان، وتختلف بُنيته في الرِّجال عن النِّساء، فتنتج اختلافات بين الجنسين في العمليَّات العقليَّة والقدرات الفكريَّة وفي المهارات... وفي السُّلوك»[1].
 
وصور الاختلافات النَّفسيَّة بين الرِّجال والنِّساء متعدِّدة، وتظلُّ مصاحبةً لهما خلال مراحل الحياة المختلفة، ونجملها فيما يلي:
مرحلة الطُّفولة:
يميل أغلب الأطفال الذُّكور في هذه المرحلة إلى كثرة الحركة وشيء من العنف، بينما تميل أكثر الفتيات إلى السَّكينة والهدوء وقلَّة الحركة[2].
 
كما تميل الصَّغيرات إلى اللَّعب بالعرائس وإلى تسريحهنَّ والعناية بهنَّ، ويقمن تلقائياً بدور الأمِّ، بينما يصعب على الصَّبي فعل ذلك، وسرعان ما يلوي رقبة العروسة إنْ أُعطيت له... ويعرف الآباء والأمَّهات الذين رزقهم الله ذرِّيَّة من البنين والبنات الفروق الشَّاسعة بين أطفالهم... فبينما تقف البنت الصَّغيرة أمام المرآة وتتدلَّل تلقائياً... يظلُّ الطِّفل مشغولاً منذ الطُّفولة المبكِّرة باللَّعب بالكرة، وتفكيك الألعاب التي تُهدى إليه؛ ليعرفَ ما بداخلها [3].
 
المراحل المتقدِّمة من العمر:
فإذا انتقلنا مع المرأة في مراحل متقدِّمة من العمر، وجدنا اختلافاً واضحاً بينها وبين الرَّجل، منبعه الجنس الذي ينتمي إليه كلٌّ منهما، فعند بروز الرَّغبة الجنسيَّة عند الذكور والإناث «لا تبدأ الأنثى بالإرادة والدَّعوة ولا بالعراك للغلبة على الجنس الآخر، وليس هذا ممَّا يرجع في أصوله إلى الحياء الذي تفرضه المجتمعات الدِّينية، ويزكِّيه واجب الدِّين والأخلاق، بل يُشاهد ذلك بين ذكور الحيوان وإناثه»[4].
 
وفي هذا دليلٌ على ارتباط السُّلوك بالطَّبيعة البيولوجيَّة لدى كلٍّ من الذَّكر والأنثى، ولعلَّ فيما سبق بيانه من الاختلاف على مستوى النُّطفة، وكون نطفة الرَّجل هي التي تُسرع باتِّجاه البويضة، بينما هي «ساكنة، هادئة، تسير بدلال، وتتهادى باختيال، وعليها تاج مُشعٌّ يدعو الرَّاغبين إليها، وهي في مكانها لا تبرحه ولا تفارقه، فإنْ أتاها وإلاَّ ماتت في مكانها، ثم قذفها الرَّحم مع دم الطَّمث»[5] ما يؤكِّد هذا البعد النَّفسي بين كلٍّ من الرَّجل والمرأة، وأنَّه قديم وليس وليد البيئة، ولا نتيجة التَّنشئة الاجتماعيَّة فحسب، وإنَّما له أسباب وعوامل بيولوجيَّة وجسميَّة كما أوضحنا.
 
كما نجد أنَّ المرأة أكثر تعرُّضاً من الرَّجل للاضطرابات النَّفسية والسُّلوكية؛ بسبب ما تختصُّ به من الحيض والنِّفاس والحمل والولادة، وما يصاحب هذه الحالات من ظواهر نفسيَّة، ومنها: شعورها بحالاتٍ من الكآبة والضِّيق، وتقلُّب المزاج، وسرعة الانفعال، وقلَّة الاحتمال، والميل إلى الهموم والأحزان، وكلُّ هذه الظَّواهر مُشاهدة للجميع، ولا يستطيع أنْ يُنكرها أحد، وكلُّها ذات ارتباطٍ بتكوين المرأة الجسدي والفسيولوجي.
 
كما نلاحظ أنَّ المرأة في الأعمِّ الأغلب أشدُّ من الرَّجل شعوراً بالخوف، والغضب، والاشمئزاز، والخجل، والغيرة، والحسد... كذا المرأة أشدُّ إحساساً وشعوراً بمحبَّة الأهل والوطن، وكراهة الظُّلم، والخوف من عمل القبيح، كما أنَّها أكثر رقَّةً ورأفةً ورحمةً من الرَّجل، حيث تُسيطر عليها مشاعر الأمومة [6].
 
«فأبرزُ خِصَالٍ سلوكيَّة تُميِّز الرِّجال عن النِّساء: العدوانيَّة، والمغامرة، والمخاطرة، والمنافسة، والحزم، والإصرار، والعزم، والولوع إلى السُّلطويَّة، وهي خصالٌ جِبلِّيَّة غير مكتسبة، وإلى هذه الخصال تُعَللُّ هيمنة الرِّجال بدرجة كبيرة على مدار التَّاريخ، فالرِّجال لم يكتسبوا سلوكيَّة المغامرة مثلاً عن طريق التَّعليم أو الممارسة، أو نتيجة مؤثِّرات اجتماعيَّة أو بيئيَّة، وليس في مدرسةٍ درسٌ يعلِّم المغامرة وتكتيكها، بل حتى العلماء المختصون في مجال الفوارق بين الجنسين يُقِرُّون بأنَّ هذه الخصالَ متميِّزة عند الرِّجال؛ لأنَّ نسبة هرمون التُّستسرون عندهم عشرة أضعاف ما عند النِّساء»[7].
 
وبعد هذا العَرْض المُوجز المُبَسَّط للتَّمايز بين الرَّجل والمرأة، أمَا آن الأوان «لإيقاف الجدليَّة العقيمة غير المُجدية بأنَّ الرِّجال والنِّساء خُلِقوا متماثلين؛ فهم لم يُخْلَقوا هكذا، ولا يمكن لأيِّ مثاليٍّ أو مُنادٍ بإصلاحٍ أنْ يُغيِّر هذه الحقيقة الفطريَّة النَّاصعة التي قضاها الله سبحانه وتعالى لعباده الذُّكور والإناث، وبذلك يستطيع الجنس البشري بناء حياته على دعامتين ثنائيَّتين متميِّزتين من حيث الهويَّة الجنسيَّة»[8].




[1] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، عبد الوهاب الراوي (ص102).
[2] انظر: عمل المرأة في الميزان، د. محمد علي البار (ص83).
[3] انظر: المصدر نفسه، (ص89-90).
[4]انظر: المصدر نفسه، (ص87).
[5]المصدر نفسه، (ص66).
[6]انظر: الرجل والمرأة في الإسلام، د. محمد وصفي (ص46).
[7] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، (ص102).
[8] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة   التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:21 am

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة 130739_180x180



الرجل والمرأة بين التمايز والاختلاف




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الرَّجل والمرأة في عالم الذُّكورة والأنوثة كأنَّهما حلقةً في سلسلة طويلة في هذا العالَم، فهما أحد أنواعه، ومخلوقاتُ اللهِ تعالى من الكثرة ما لا يستطيع أن يحصيَها أحدٌ إلاَّ الله، وهذه الثُّنائيَّة: الذَّكر والأنثى هي أحد نواميس الكون، والتي بها ينتظم الكون وتستقيم حركة الحياة فيه، وهي مبنيَّة على التَّكامل والتَّوافق، لا على التَّقابل والتَّنافر، وهكذا يجب أن تكون النَّظرة إلى الاختلاف القائم بينهما.
 
واللهُ سبحانه وتعالى خَلَق الخَلْق جميعاً وَفْقاً لهذه الثُّنائيَّة، فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذَّاريات: 49]؛ ليبقى كلُّ زوج من هذه الأزواج مُفتقراً إلى زوجه، فيشعر دائماً بالنَّقص في ذاته والعَوَز إلى غيره، وليبقى الله تعالى هو الفرد الصَّمد، ذو الكمال المطلق، لا شبيه له، ولا مثيلَ، ولا ضِدَّ ولا نِدَّ، وهو مكتفٍ بذاته، مستغنٍ عن خلقه.
 
فهذه الثُّنائيَّة ليست مجرَّد ظاهرة كونيَّة أو بيولوجيَّة فحسب، بل هي أمر عقدي، يجب الإيمان به وبما تحتويه من دلائلَ وإشارات.
 
وقد شاء اللهُ تعالى أن يكون الذَّكر والأنثى مختلفَين؛ ليقوم كلُّ جنسٍ منهما بالدَّور المنوط به الذي يتناسب مع طبيعته وتكوينه، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة، فقال تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36]، فاستغرقت (أل) التَّعريف في الذَّكر والأنثى جميع الأجناس والأنواع التي تندرج تحتهما، و«إنَّ ملايين الخلايا توضِّح لنا تلك الحقيقة الفاصلة بين الذَّكر والأنثى؛ خلايا الدَّم، خلايا العظم، خلايا الجلد، خلايا الشَّعر، خلايا المخِّ، كلُّ هذه الحقائق تُنبئنا بأنَّه: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾»[1].
 
ونجاح الجنس البشري مرهون بفهمه لهذه الحقيقة؛ حقيقة الاختلاف بين الذَّكر والأنثى، حيث إنَّه من الواجب علينا أن نحترم «تركيبنا النَّفسي والبيولوجي، واحترام كلِّ مبدأ ينسجم مع تركيبنا النَّفسي والجسمي، وهكذا يجب أن نفهم الحريَّة: أنْ يعيش الإنسان منسجماً مع طبيعته؛ كالنَّسر في الفضاء، والسَّمكة في الماء، والأسد في الغابة، وعندما ينزل العصفور إلى الماء يموت؛ لأنَّه خالف طبيعته، وخالف سنن الكون، وعندما تخرج السَّمكة إلى الفضاء تموت؛ لأنَّها خالفت قوانين الكون، وشقاء الكائنات ينبع من مخالفتها قوانينها وفطرتها»[2].
 
إذن، حقيقة الاختلاف بين الرجل والمرأة، هي اختلاف التَّمايز، الذي يجعل من أحدهما مُكمِّلاً للآخَر بما لديه من سِماتٍ ومهاراتٍ وقُدراتٍ تميَّز بها، بما يُحقِّق التكامل بينهما وبما يضمن استقرار الحياة ونجاحها، وليس الاختلاف راجعاً إلى اختلاف التَّنافر والتَّقابل والتَّضاد، والذي يُؤدِّي إلى فساد العلاقة بينهما وعدم القدرة على التعاون والتَّشارك في مسيرة الحياة.
 
كما أنَّ هذا التَّمايز لا يُعطي فرصةً لتعالي أحدهما على الآخر؛ لكونهما مُفتقرين إلى بعضهما البعض.





[1] المساواة العادلة بين الجنسين في الإسلام، د. مكارم محمود الديري (ص170).
[2] قوق المرأة في الإسلام، د. صالح أحمد جرادات (ص35).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة   التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:24 am

لمحات عن العلاقة بين الرجل والمرأة

في ضوء فقه النصوص الشرعية


 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. وبعد، فهذه السطور محاولة لإلقاء بعض الضوء على موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة، الذي كثر الحديث فيه، وسيستمر الاختلاف حوله ما دام في الحياة رجال ونساء، وما دام الهوى والتحيّز يتغلغلان في نفوس أكثر الذين يخوضون فيه. وأنا أكتب في هذا الموضوع استجابةً لطلب ابنة فاضلة تلقيته منها عبر شبكة الإنترنت، وجّهت لي فيه بعض الأسئلة، تريد (أن يطمئنَّ قلبها) على بعض الأفكار التي تختلج في خاطرها.
 
وأجعل جوابي على شكل نقاط، بعضها في منهج البحث، وبعضها في صلب الموضوع:
أولاً: نستبعد كل حديث نبوي غير صحيح، أما الآيات الكريمة فكلها قطعي الثبوت، ويختلف العلماء في فهم مدلولاتها.
 
ثانياً: يتصل بهذه النقطة أن هناك فرقاً بين النص الشرعي وبين فهم النص. أعني: هناك فرق شاسع بين (قول) رسول الله صل الله عليه وسلم وبين (فهم) إمام من الأئمة أو عالم من العلماء، فالرسول الكريم معصوم وسواه ليس بمعصوم.
 
ثالثاً: نصوص الشريعة الجزئية تفهم في ضوء مقاصد الشريعة الكلية (مثلاً: من المقاصد الكلية: القاعدة الأساسية التي أرساها النبي صل الله عليه وسلم بقوله: لا ضرر ولا ضرار، ففي ضوء هذه القاعدة ينظر إلى العلاقة العامة بين الزوجين وإلى النصوص التي تحكم هذه العلاقة).
 
رابعاً: إن حسن فهم الكتاب والسنة يحتاج إلى ثلاث أدوات لا بدَّ منها جميعاً – كما يقول أستاذنا مصطفى أحمد الزرقا رحمه الله – وإن النقص في أي واحدة منها يؤدي إلى سوء الفهم وسوء النتائج. هذه الأدوات هي:
1- التعمق في اللغة العربية ومعرفة أساليبها البيانية لأنها لغة الكتاب والسنة.
 
2- العقل، لأنه هو الميزان الذي ربط الله به التكليف، وعلى قدر سلامته يحاسِب المكلفين، وبه يوازن الإنسان بين الأمور، ويميز الصحيح من الفاسد، ويتجنب التناقض في سلوكه وآرائه.
 
3- التمكن من فقه الشريعة الذي به يعرف العالم مقاصدها، ويقيس الأمور بأشباهها، ويعرف محامل النصوص، ويميز بين الوسائل والغايات في أحكام الشريعة، ويدرك فقه الأولويات، ويعلم أن الغايات هي الثوابت، وأما الوسائل فإنها غالباً ما تقبل التبدل والتغير بتبدل الأحوال والأزمنة والأمكنة ما حُوفِظَ على الغايات.
 

خامساً: من المشاهد أن أهل كلّ قُطر ينظرون إلى بعض الأحكام الشرعية من خلال بيئتهم الثقافية أو تقاليدهم الاجتماعية، وهذا النظر يجعلهم يرجِّحون قول مدرسة فقهية على قولِ مدرسة أخرى، واجتهادَ إمام على اجتهاد إمام آخر. وفي موضوع المرأة الذي يدلي بدلوه فيه العالم والجاهل، والمثقف وغير المثقف، تلبس التقاليد والعادات والأعراف لباس الأحكام الشرعية.
 
سادساً: المرأة في الحياة ليست (زوجة) فقط. إنها: أم، وأخت، وابنة، وعمة، وخالة، وجدَّة... إلخ، ومن الخطأ النظر إليها بحيث تطغى مساحة (الزوجة) فيها على سائر المساحات...
 
سابعاً: معرفة سبب نزول الآية الكريمة (إن وجد)، وسبب ورود الحديث الشريف يعين كثيراً على فهمهما، وقد يتوقف الفهم على معرفتهما. وإذا وُجِدَ أكثر من نصّ في موضوع ما فيجب جمع النصوص جميعاً (الآيات والأحاديث) وفهم بعضها في ضوء بعض.
 
ثامناً: حتى تأخذ صورة العلاقة بين الزوج والزوجة أبعادها الصحيحة من غير تشوه يجب مقارنة واجبات المرأة مع واجبات الرجل وحقوقها مع حقوقه، لا أن نضع حقوق الزوج في كفة وواجبات الزوجة في كفة أخرى، فهذا ليس عدلاً.
 
تاسعاً: هناك عدد من النصوص الشرعية تصرح أو تلمّح إلى ترجيح كفة الإكرام في المعاملة إلى طرف المرأة، أوضحها ما جاء في حق الوالدة فهو أكبر بكثير من حق الوالد، وما جاء من ترغيب في إكرام الأخوات والبنات، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة". الترمذي. وقوله: "ساووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مفضلاً لفضلت البنات". الطبراني والبيهقي.
 
عاشراً: خلق الله سبحانه الرجل والمرأة مختلفين في كثير من الأمور: الفيزيولوجية، والنفسية وغيرها، ولذلك اختلفت حقوق كل منهما وواجباته باختلاف طبيعته واختلاف وظيفته، والاختلاف لا يعني عدم المساواة، إنما يعني عدم التماثل، وقد حدا هذا الاختلاف ببعض المؤلفين أن كتب كتاباً في هذا الموضوع سماه: "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة". كأنه يريد أن يقول: أنهما لشدة الاختلاف بينهما كأنما جاءا من كوكبين مختلفين (جون غراي – الكتاب مترجم إلى العربية).
 
أحد عشر: ألخص أهمّ ما جاء في رسالة السائلة الفاضلة في النقاط الآتية:
• فصل الدين عما اختلط به من التقاليد في شأن المرأة.
• العدل بين الجنسين في الأحكام الشرعية.
• هل تمحورت الحياة حول آدم عليه السلام فخُلِق أولاً ثم خُلقت حواء من أجله؟
• ترى السائلة أن المرأة في (كل التوصيات تابعة للرجل خاصة كزوجة لزوجها، لا ترقى إلى مستواه).
• حديث "خلق المرأة من ضلع أعوج".
• حديث "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
• حديث لعن الملائكة للمرأة التي تمتنع عن فراش زوجها.
 

اثنا عشر: آتي الآن إلى الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تتعلق بموضوعنا، وأحاول إلقاء الضوء عليها – على قدر علمي – لعلّ ذلك يزيل بعض الإشكالات التي قامت في نفس السائلة الكريمة:
 
1- القصد من خلق الذكر والأنثى، والجن والإنس هو عبادة الله، لا أن يكون أحد تابعاً لأحد: ﴿ وما خلقت الجِنَّ والإنس إلا ليعبدون ﴾ [الذاريات: 56]، يستوي في ذلك آدم عليه السلام، وزوجه، وذريته، والأنبياء، والرسل، والملائكة..
 
2- عدل الله بين الجنسين مطلق، والظلم منتفٍ: ﴿ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ﴾ [النساء: 124]، والنقير: الشيء الطفيف، ﴿ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض... ﴾ [آل عمران: 195]، وبعضكم من بعض تفيد المساواة على أي معنىً تمّ حملها (وكلامي هنا موجه لمؤمن بعدل الله وحكمته وليس لمن يشك في عدل الله وحكمته).
 
3- الذكور والإناث من أصل واحد: ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً... ﴾ [النساء: 1].

4- جعل الله القوامة للرجل على المرأة: ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطَعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً ﴾ [النساء: 34].
 
القوّام: المبالغ في القيام بالأمر، وهو الذي يعتني بالمرأة ويهتم بحفظها، والقِوامة سببها أن الله تعالى فضّل جنس الرجال على جنس النساء (بصفة عامة) بمزايا منها: العِلم، والقوة الجسدية، وأن منهم الأنبياء والرسل، وقادة الجيوش... إلخ، وليس المراد نفي أن يكون بين آحاد النساء من تتفوق في علمها وفضلها على ألف رجل، فمعاجم سِير النساء حافلة بأسماء المخترِعات، والشاعرات، والعالِمات اللواتي يتفوقن على جماهير الرِّجال.
 
ومن أسباب التفضيل أن الرجل مكلف بالإنفاق على المرأة، فإن لم يفعل أو أنفقت هي عليه فقد نقص سبب من أسباب قوامته عليها (في بعض الحالات تصبح هي قوَّامةً عليه).
 
ثم بيَّنت الآية أن النساء في هذا الصدد ينقسمن إلى قسمين: صالحات، ومطيعات لله تعالى، يحفظن حق الزوج في غيابه بما حفظ الله، أي: "في مقابلة ما حفظ الله حقوقهن على أزواجهن، حيث أمرهم بالعدل عليهن، وإمساكهن بالمعروف، وإعطائهن أجورهن، فقوله: ﴿ بما حفظ الله ﴾ يجري مجرى ما يقال: "هذا بِذاك، أي هذا في مقابلة ذاك" كما أفاده الإمام الرازي في تفسيره. والقِسم الثاني: المقابل للصالحات (ولم يقل: وغير الصالحات، أو السيئات مكتفياً بهذه الإشارة البليغة) هو الناشزات أو اللاتي يخشى نشوزهن، ونشوز المرأة على زوجها: رفع نفسها عليه، وإهمال حقوقه، وإساءة معاملته... إلخ.
 
﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
 
يقول سيد قطب رحمه الله عند حديثه عن هذه الآية (في ظلال القرآن: 2/653 بتصرف):
"لا بدّ من أن نستحضر في الأذهان ونحن نقرأ هذه الآية تكريم الله سبحانه للإنسان بشطريه وما قرره من حقوق للمرأة يضيق هذا المجال عن الإشارة إليها.
 
"لقد شرعت هذه الإجراءات كإجراء وقائي عند خوف النشوز للمبادرة بإصلاح النفوس والأوضاع، لا لزيادة إفساد القلوب، وملئها بالبغض، أو بالمذلة، إنها لسيت معركة بين الرجل والمرأة يراد بها تحطيم رأس المرأة وردّها إلى السلسلة لتربط بها.
 
"عندما لا تنفع الموعظة يكون الهجر في المضجع، وللهجر في المضجع أدب معين، فهو في مكان خلوة الزوجين، وليس في مكان ظاهر أمام الأطفال يحسّون فيه تصدع الأسرة، ولا أمام الغرباء يذل الزوجة أو يستثير كرامتها فتزداد نشوزاً فالمقصود العلاج وليس الإذلال".
 
"ولكن هذه الخطوة إذا لم تفلح فهل تترك مؤسسة الزواج تتحطم إن كان هناك إجراء يحميها من التحطم". انتهى النقل بتصرف عن ظلال القرآن.
 
وقوله تعالى: ﴿ واضربوهن ﴾ للإباحة، وليس للأمر ولا للاستحباب، بل المستحب ألا يفعل بدليل تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الذين يضربون نسائهم ليسوا من الخِيار، وبدليل أنه لم يضرب أي واحدة من نسائه، بل منع سيدنا أبا بكر من ضرب ابنته السيدة عائشة عندما رفعت صوتها على زوجها رسول الله صل الله عليه وسلم (أبو داوود: 4999).
 
وخَتمُ الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34] تهديد للرجال بأنهم إذا ظلموا نساءهم فإن الله عليّ كبير ينتقم لهن منهم.
 
5- قوله تعالى: ﴿ ... ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنَّ درجة... ﴾ [البقرة: 228]، يبيّن أن للمرأة حقوقاً على زوجها مماثلة لحقوقه عليها، وله فوق ذلك درجة القِوامة.
 

وبمناسبة الحديث عن القِوامة تحسن الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من النساء السويات فطرن على الاطمئنان إلى العيش في كنف رجل قوي مكتمل الرجولة يتمتع بحقّ القِوامة ويمنح المرأة مقابله العون والمساندة والحِماية والرعاية المادية والمعنوية والنفسية.
 
6- ويقرر معنى المساواة أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام في مناسبة أخرى: "إنما النساء شقائق الرجال" الإمام أحمد وغيره.
 
7- حديث سجود المرأة لزوجها وردت له عدة روايات، واحدة منها:

عن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمَرزبان لهم، فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يُسجَد له.... فأتى النبي صل الله عليه وسلم فأخبره، فمنعه عليه الصلاة والسلام وقال: "لو كُنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من حق". أخرجه أبو داوود.
 
وتعليقي على هذا الحديث يتلخص في همسة واحدة في أذن الأزواج: من هو الزوج الذي أحلّه الدين هذا المحل الرفيع من نفس المرأة؟ أليس الزوج الذي يؤدي واجبه وينصف من نفسه، ويتخلق بالأخلاق التي حثّه الدين على التخلق بها؟
 
وكذلك حديث الترمذي: "أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة" لا يعني أن ترضي المرأة زوجها لتدخل الجنة ثم تفعل ما تريد!! بل يعني أن إرضاء الزوج له أجر عظيم، وأنه أحد أسباب دخول الجنة، والله أعلم.
 
8- حديث الصحيحين: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح"..
 

فقه الحديث يدل على أن المرأة إذا امتنعت عن تلبية رغبة زوجها بدون سبب، فقد ارتكبت ذنباً عظيماً.
 
أما إذا كانت متعبة من العمل، أو من مرض، أو من تغير في الهرمونات، أو متألمة من إساءة زوجها إليها بكلام أو غيره فهي لا تدخل تحت هذا التهديد. يقول عليه الصلاة والسلام: "لا يجلد أحدكم امرأته جَلدَ العبد ثم لعله يجامعها من آخر اليوم" رواه الشيخان.
 
وواضح أيضاً من هذا الحديث أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يعالج وضعاً اجتماعياً فيه أخطاء يجب إصلاحها.. كما يدل على ذلك حديث أبي داوود: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "لا تضربوا إماء الله". هذه هي القاعدة الأولى.
 
فجاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئِرن النساء على أزواجهن (يعني: نشزن، واجترأن، وأسأن)، فرخَّص في ضربهن (فماذا كانت النتيجة؟)، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهنّ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهنّ، ليس أولئك بخياركم"، وهذه هي القاعدة الثانية: ليس من الخيار من يضرب زوجته.
 
نختم هذه الفقرة بالقول: إن بعض النساء يمتنعن عن تلبية رغبة أزواجهن إذا لم يحققوا لهن مطلباً معيناً، أو رغبة ما، ويعاقبن الأزواج بذلك مستغلاّت قلة صبر الرجل عنهن، وهذا خلق سيىء، وهو المراد بالتهديد والوعيد حسبما أفهم، والله أعلم.
 
9- حديث الصحيحين: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلِقَت من ضِلَعٍ وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء"، وفي رواية "إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عِوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".
 

الحديث سطران: بدأ بـ "استوصوا بالنساء خيراً" وانتهى بها، وكأني بالرسول عليه الصلاة والسلام يقول للرجل: إن طبيعة المرأة خلاف طبيعتك فهي عاطفية انفعالية متقلبة في الأعم الأغلب، فإذا بدر منها هذا فلا تغضب، فإنها غير ملومة لأنها هكذا خُلِقَت، وإذا أردت منها غير هذا كسرتها وكسرها طلاقها.
 
10- حديث الصحيحين الذي فيه: "ورأيتُ النار... ورأيت أكثر أهلها النساء... يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قطّ".
 

غاية ما في الحديث تحذير النساء من أخلاقٍ تدخلهن النار وتعرضهن للعقاب، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ووقع في حديث جابر ما يدل على أن المرئي في النار من النساء من اتصف بصفات ذميمة ذُكِرت، ولفظه: "وأكثر من رأيت فيها من النساء اللاتي إن اؤتمن أفشين، وإن سُئلن بخِلن، وإن سَألن ألحفن، وإن أُعطينَ لم يشكرن". وفي الحديث إغلاظٌ في النصح لإزالة هذه الصفات المعيبة.
 
وبعض الناس يأخذون بعض الأحاديث الشريفة، وهذا أحدها، ويتخذونها سبباً للطعن في صحيحي البخاري ومسلم، ومن ثم يشككون في ثبوت هذا الحديث أصلاً! وطائفة أخرى أسوأ حالاً يعترضون على حكمة الله فيقولون: كيف خلقهن من ضلع أعوج ثم يعاقبهن... فهؤلاء ليس هذا المقال موضع مناقشة آرائهم.
 
11- حديث الصحيحين: خرج رسول الله صل الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمرّ على النساء فقال: "يا معشر النساء... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُبّ الرجل الحازم من إحداكن" قلن، وما نقصان دِيننا وعقلِنا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟" قُلنَ: بلى. قال: "فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟" قُلن: بلى. قال: "فذلك من نقصان دينها".
 

الحديث مجال لكلام طويل في الفرق بين شهادة الرجل وشهادة المرأة المنصوص عليها في الكتاب العزيز ﴿فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ ﴾ [البقرة: 282]، وهو أيضاً واحد من الأحاديث لتي يحتج بها من يطعنون على السُّنة ويشككون في ثبوتها. حسبنا من التعليق عليه فيما يخص موضوعنا، أن الحديث قيل في مناسبة العيد، وهي مناسبة سعيدة لا يمكن أن يفسد صفوَها الرسول الكريم ذو الخُلُقِ العظيم بالإساءة إلى معشر النساء.. أنا أفهم أنه عليه السلام قدم للنساء نصيحة بطريقة الملاطفة كما هي عادته عندما يمازح بعض أصحابه (مثل قوله للمرأة العجوز التي طلبت منه أن يدعو لها بدخول الجنة، فقال: لا تدخل الجنة عجوز، فولت تبكي، فقال أخبروها أنا ستدخلها وهي شابة) ومستحيل أن يقول لهن هذا على سبيل الانتقاص بسبب أمر جُبِلن عليه ولا يدَ لهن فيه.. ولو كان انتقاصاً لكان الانتقاص للرجال أشد: فأين لبّ الرجل الحازم وعقله الذي تذهب به امرأة ضعيفة ناقصة عقل ودين، مخلوقة من ضلع أعوج؟؟
 
لا بد من وضع النص الشرعي في سياقه: اللغوي، والتاريخي، والاجتماعي، ومعرفة كيفية فهم المخاطبين به، لا أن نقي النصوص بمقياس فهمنا اللغوي الآن، وظروفنا الثقافية، وبيئاتنا الاجتماعية.
 
نصيحته صل الله عليه وسلم – كما قال الأستاذ عبدالحليم أبو شقة في موسوعته: تحرير المرأة في عصر الرسالة: أيتها النساء إذا كان الله قد منحكن القدرة على الذهاب بعقل الرجل الحازم مع ضعفكن، فاتقين الله ولا تستعلمن هذه القدرة إلا في الخير والمعروف.
 
جُلّ ما مضى من هذا المقال تحدّث عن "واجبات المرأة وحق الرجل عليها".
 
بقي الحديث عن "واجبات الرجل وحق المرأة عليه"، ونلخصه في السؤال الكبير المهم، السؤال المحوري الذي يدور شطر الكلام حوله، إذ في الإشارة ما يغني ذوي الألباب عن الكلام الكثير، هذا السؤال:
من هو الرجل الذي يستحق أن يحتل تلك المكانة العالية، والذي يُدخِل رضاه المرأة الجنة؟ ولو كانت مأمورة بالسجود لأحد لأُمِرت بالسجود له؟
 
إنه الرجل الذي يتقي الله في أهله فلا يطالبهم بالأخذ قبل أن يعطي، والذي يكون معهم أنموذجاً للعطف والتسامح والحنان. والذي يذكر بقوله عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" الترمذي، وقوله في حجة الوداع في وصيته الأخيرة للمسلمين قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هنّ عوانٌ عندكم..." (يعني: أسيرات).
 
إنهما كفتا ميزان، ووجهان لعملة واحدة، ومخطئ من ينظر إليهما خارج هذا الإطار، والله سبحانه أعلم، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة   التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 2:25 am

الفارس والأميرة

علاقة الرجل بالمرأة في العصر الحديث



في الرموز والمسمَّيات القديمة والتي توارثتها الأجيالُ معانٍ لا بد وأن ننقِّب عنها، وألا نسلِّم بالرمز من الناحية الجمالية فقط، أو نظنه مبالغة، وإنما هي رموز وضَعها الأقدمون بفكرهم؛ لتكون اسمًا جامعًا لباقةٍ من الصفات، و"فارس الأحلام" من بينِ تلك المسمَّيات، فما أسماه الأقدمون بالفارس إلا لأنهم رأَوا المرأة تميلُ للفرسان، وهم لم يصنِّفوا ويحدِّدوا بدقة صفاتِ الفارس التي جذَبت المرأة، والتي إن وجدت بغيره استمالت قلبَها إليه، وقد نعزو ذلك لبساطة التفكير في العصور السابقة، وربما هم أبقوا على المسمَّى؛ لأن الفارس كان لا يزال حيًّا بينهم، فكان مثالاً يمكن للرجل أن يتعلمَ منه بطريقة مباشرة، ولكن اليوم لم يعُدْ هناك فرسان بالمعنى والصورة التي ورِثْناها من الأقدمين، فلم يعُدْ بيننا فارسُ السيف والدرع والفرس، ولكن بقيت لنا صفاتُ وأخلاقُ الفارس حيَّةً يحتذيها من يشاء.
 
والفارس قديمًا أو حديثًا ما هو إلا مجموعٌ لصفات حميدة، وإن كتبناها كمعادلة على نسَق المعادلات الكيميائية.
 
فيمكن أن نقول:
صبر + شجاعة + شهامة + اعتزاز بالنفس + ثقة + يقين + قوة + عدل + كفاح وتجربة = فارس
 
فإن غابت صورةُ الفارس التقليدية بقيت صفاتُه، فمن أين جاءت استحالة إيجاده في كل زمن وعصر؟!
إن كان مِن بين الرجال مَن هم أهلٌ لحمل صفات الفرسان، فمن حق البنات وقتَها أن يحلُمْنَ بالفرسان، وإن كان من حق البنات أن يحظَيْنَ بفرسان، فمن واجبِهن أن يكنَّ أميراتٍ بأخلاقهن، وما كانت روايات الطفولة والحكايات الموروثة إلا تجسيدًا لأخلاق الأميرة والفارس، ولكن أخَذها البعض على غير ذلك، وحملوها على غير محملِها، ويبدو أن متغيرات العصر الفكرية، والدعوات المتزايدة لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل، كانت سببًا رئيسًا في ذلك، وقد عمَّقت المشكلة وأوجدتها من قبلُ ولم يكُنْ للمشكلة وجود من قبلها، فما كان يضير المرأة أن تستشعر الضعف وتنشُدَ الأمن والحماية في رجل يصبح هو فارسَها، وما كان الرجلُ يميل للدناءة، فيلهو بالمرأة الضعيفة التي تنشُدُ فيه الرجولة، وما كان ليسخَرَ منها، بل كانت المرأة أنثى بطبيعتها وفطرتها ونقائها، وكان الرجل رجلاً بأخلاقه ورجولتِه التي لا يتنازلُ عنها.
 
وهذا لا يعني تحجيم المرأة في المجتمع، وإنما يعني أن تكتسب المرأةُ من العلم والمعرفة ما شاءت، على أن تنشأَ في بيتِها على أنها أنثى، ولقد كانت صيانةُ الفتاة في بيت والدها ومن ثم زوجها إعزازًا وإكبارًا لها، لا تقييدًا، وإنما ألبستها الدعوات ما شانها، وأبدلتها في عقول الفتيات؛ لتصبح تقييدًا وإهمالاً وإقصاءً عن المجتمع والمشاركة والإسهام فيه، وفكرُ المرأة حرٌّ ما دام لم يخرُجْ بفطرتها عما خُلِقَتْ له وخُلِق لها.
 
ويقول مصطفى صادق الرافعي عن ضعف المرأة كلامًا عذبًا، إن وَعَتْه النساء ما اسْتَأْنَ مِن صفات الضعف الفطرية فيهن، وإن وعاها الرجل ما استشعر رجولتَه بالاستعلاء على المرأة وتتبّع سُبُلَ ضعفها ليعلوَها، فيقول في مقال بعنوان "تربية لؤلؤية" في كتاب "وحي القلم ج1": "لم يخلُقِ اللهُ المرأةَ قوة عقل فتكون قوة إيجاب، ولكنه أبدعها قوة عاطفة لتكون قوة سلب؛ فهي بخصائصها، والرجلُ بخصائصه، والسلب بطبيعتِه متحجِّب صابر هادئ منتظر، ولكنه بذلك قانونٌ طبيعي تتمُّ به الطبيعة.
 
وينبغي أن يكون العلمُ قوةً لصفات المرأة لا ضعفًا، وزيادة لا نقصًا، فما يحتاج العالم إذا خرج صوتها في مشاكله أن يكون كصوت الرجل صيحة في معركة، بل تحتاج هذه المشاكلُ صوتًا رقيقًا مؤثرًا محبوبًا مجمعًا على طاعته، كصوت الأم في بيتها"، وما أراد الرافعي إلا أن يميز بين المرأة والرجل؛ فالقوةُ في أحدِهما تتمثل بصورة، وفي الآخَرِ بصورة أخرى، ولا تنتقص من قيمتِها في هذا أو ذاك، وهذا هو الاختلافُ المطلوب، ولن تكونَ أبدًا مساواة مطلَقة بين الرجل والمرأة؛ إذ هما في الأصل مختلفانِ، كمن يساوي بين الموز والتفاح، وما بينهما شَبَه إلا أنهما من الفاكهة؛ فحقوق المرأة تختلف عن حقوق الرجل، ولا يشتركانِ إلا في حقوق إنسانية عامة، أما المساواةُ بالمفهوم الذي انتشرت به اليوم فلم تجلِبْ للمرأة غير الشقاء، ولم تَجْنِ من ورائه غير فِقدان الرجل لرجولته؛ لأنها فقدت أنوثتَها، ونحن نرى أمثلة كثيرة كانت بمثابة الفاتورة التي أصبحت المرأة مطالبة بسدادها نظيرَ تلك المساواة المزعومة، ففي السابق كان يُقدِم الرجل على خدمة المرأة وإيثارها ولو لم تكن زوجةً له، فكانت تُقَدَّم عليه في الحقوق المشتركة، فإن وُجِدَ رجل وامرأة ومقعد واحد كان لها وليس له، وإن كان الزحام قدَّمها عليه، ونعرف في قصة موسى - عليه السلام - شهامتَه في السقاية للفتاتين، فكانت الشهامةُ صفةً يتوارثها الأبناء عن الآباء منذ القِدَم إلى أن علتِ الصَّيحات التي تطالب بحق المرأة، ومساواتها بالرجل، فماتت الشهامة أو الكثير منها، واليوم إن وُجِدَ رجُل وامرأة ومقعد واحد، كان مِن نصيب مَن سبق إليه، وإن كان الرجلَ، ولم يعُدْ يضير الرجل أن يسبق المرأة لمصلحة فينال ما يريد في دقائق، وتنتظر هي الساعات الطوال، ولم يعُدِ الشاب كفئًا لحمل الأعباء والمسؤولية؛ إذ المجتمع أوهمه أن عليه النصف فقط.
 
إن العلة لا تعالَجُ بالسلب، فلا نزيد المشكلة بأن ننزع من المرأة ما بقي من طبيعتها وفطرتها، بل نعالجها معالجة إيجاب، نعدِّل من أفكار أبنائنا وبناتنا، ونزرَعُ فيهم أخلاقَ الفارس والأميرة بلا مبالغة، والمبالغة أُسُّ البلاء، ولا بأس أن نضيف لموروثنا من حكايات الماضي ما يُناسِبُ عصرنا، ويحل مشكلاتنا الجديدة، على ألا نفقد أجمَلَ ما في الحكاية من مَيْلِ الرجل الفطري للمرأة، ومَيْلِها إليه، وصورة الرجل الفارس بأخلاقه، والمرأة الأميرة بأخلاقها، وليتحمل الرجل العبء، لا أقول: كله، بل معظمه؛ لأنه رجل، هكذا أمده الله سبحانه بأسبابِ القوة، ولم يجعَلِ اللهُ الرجالَ قوّامين على النِّساء إلا ليحملوا العبءَ الأكبر في الحياة، ولولا ما وهَبهم الله من قوة تحمُّل وتجلُّد لَما كان لهم شرَفُ القوامة، والقوامة ليست إذلالاً للمرأة، بل إعزازًا لها.
 
وأذكر سيدة قالت لي ذات يوم بأنها سعيدة بحياتها في مجتمع متحفِّظ بتقاليده، يُبقي المرأةَ كالملكة في بيتها، ورجال البيت جميعًا قائمون على مصالحها، وتلك هي الحرية؛ فحريةُ المرأة وحقوقها في الرعاية والإعزاز، لا في الخروج والكفاح كالرجال، وأُنهي مقالي وحديثي إليكم بذاك النصِّ المميَّز للرافعي إذ يقول: "لا حريةَ للمرأة في أمَّةٍ من الأمم، إلا إذا شعَر كلُّ رجُلٍ في هذه الأمة بكرامة كلِّ امرأة فيها؛ بحيث لو أهينت واحدةٌ، ثار الكلُّ فاستقادوا لها، كأن كراماتِ الرجالِ أجمعين قد أُهينَتْ في هذه الواحدة؛ يومَئذ تصبحُ المرأةُ حُرَّة، لا بحريتها هي، ولكن بأنها محروسةٌ بملايين من الرجالِ".
 
أبالحراسة والرعاية تُقيَّد حرية العقل والفكر والعاطفة؟! أم هي صيانة وأمان وإعزاز؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التَّمايز العقلي بين الرجل والمرأة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خريطة الجسد عند الرجل والمرأة
»  العلاقة بين الرجل والمرأة (مرفق نسخة بالإنجليزية)
» دراسة علمية تكشف الفرق بين أحلام الرجل والمرأة !
» تجديد البعد العقلي
» تجديد البعد العقلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: