التعافي من المخدرات.. البطولة الوحيدة في قصص الإدمان

إن علاج الادمانوما قد يتضمنه من خطوات ومراحل قد يتحول بعد عناء إلى سراب حقيقي إن لم يكن مبنيا على العلم. وعندما أتحدث عن العلم فلابد أن يكون ذلك نتاج الدراسة والتحقيق الذي بذل فيه المتخصصين كثيرا من الوقت والجهد. ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أن خطوات علاج الادمان ليست غاية في حد ذاتها سواء تم القيام بها في المنزل وبمساعدة الأسرة أو في مراكز علاج الادمان.

الحق أقول أن الغاية هو تحقيق النتيجة المرجوة وهى أن يتخلص الإنسان من شر الادمان لذا لا يجب أن نتعامل مع خطوات علاج الادمان أنها بنود جوفاء صامته جامدة …. لا، بل نتعامل بمرونة وتفهم ورفق مع المدمن وندرك أن لكل حالة ما ينفعها من الخطوات أو قد لا يكون ملائم لها. لذا وقبل الشروع في سرد خطوات علاج الادمان علينا أن نؤكد أن الدراسة المسبقة لشخصية المدمن وميوله ومكامن الإثارة والاستفزاز داخل نفسيته التي منها نستطيع أن نفجر طاقة الإرادة بداخلة وإعلاء مستويات الثقة بالنفس به خطوة هامة للغاية قبل البدء في علاج الادمان لذا علينا أن نذكر أن من أصعب الشخصيات في علاج الادمان هي الشخصية العنيدة،  ومن ثم لابد قبل البدء في العلاج أن نصل إلى أعلى مستويات الإقناع لتلك الشخصية بجدوى العلاج وأهميته في تغير حياته وبناء ذاته.

أولا: التأهيل النفسي للمدمن تجاه العلاج وفى تلك المرحلة لابد أن نركز على طاقة الإرادة بداخله فالتحدي الأكبر هو أن تبعث هذا المارد الذي سجنته المخدرات داخل النفس إلى الوجود وعن الإرادة أتحدث ولا شك انه لا يجب أن تتردد الأسرة في طلب المشورة من أخصائي نفسي أو طبيب علاج ادمان في تلك المرحلة الهامة جدا في علاج المدمن.

ثانيا: إن المرحلة التالية لاستجلاب إرادة المدمن هي التعامل مع فترة الانسحاب من المخدر والتي قد تشتمل على بعض الأعراض التي تصيب المدمن مثل الأرق والتقيؤ والتعرق والهلوسة والتشنجات وارتفاع شديد في ضغط الدم وضربات قلب متسارعة وألام شديدة في العضلات وارتفاع في درجات الحرارة وما يجب أن ينتبه له المحيطين بالمدمن أن تلك الأعراض قد تدفع المدمن لمحاولة الانتحار. والآن ما هي خطوات علاج الادمان في مرحلة الانسحاب ..؟

1: الخفض التدريجي لجرعة المخدر.
2: الاستعانة بمواد مخدرة بديلة لها تأثير جانبي أقل تحت إشراف طبي كامل.
3: يفضل علاج أعراض الانسحاب قي مراكز علاج الادمان المتخصصة.

ثالثا: عمل كافة التحليلات الطبية اللازمة للمدمن حيث قد يكون معرضا للعديد من الأمراض وأهم تلك التحليلات الطبية نقص المناعة المكتسبة (الايدز) -التهاب الكبد الوبائي “ب” و “ج” -تحليل السل.

رابعا: فترة النقاهة والتي لا تقل أهمية إطلاقا عن كل فترات علاج الادمان حيث أن المدمن في تلك الفترة وبعدها بقليل قد يكون معرضا للانتكاسة والعودة مرة أخرى لتعاطي المخدرات ولتجنب ذلك يجب:

1: الابتعاد عن أصدقاء السوء وكل المظاهر التي تذكر المدمن بالمخدرات.
2: الاتصال الفوري بمراكز العلاج إذا تعاطى المدمن المخدر ولو لمرة واحدة.
3: الالتزام بالعقاقير التي وصفها الطبيب وخطة العلاج حتى نهايتها فقد يبدوا المريض أنه تعافى من المخدر ولكن لا يجب أن ننخدع بتلك الحالة بل نستمر حتى النهاية تجنباً لحدوث الانتكاس.

وبعد ذكر خطوات العلاج من الادمان علينا أن نذكر المشاكل التي قد تظهر بعد العلاج وتتطلب مساعدة طبية ومتخصصة فورية:

1: الرغبة في العودة للمخدرات مرة أخرى وقد تستمر تلك الرغبة لشهور بعد العلاج.
2: التأقلم مع الحياة الجديدة ومع طرق إشباع نفسي جديدة بعيدا عن المخدرات.
3: محاولة أصدقاء السوء ورفقاء المدمن سابقا في المخدر تعطيل مسيرته وإفقاده الثقة بالنفس للعودة مرة أخرى للإدمان.

علينا دائما أن نطبق مبدأ الوقاية خير من العلاج لتجنب الإدمان ودفع تكلفة باهظة من الوقت والعمر والمال للتخلص منه

الادمان ؛ أحد الابتلاءات التي ابتلي بها شباب هذا العصر ، تشبه كثيراً الأسطورة التي كانت تسمى قديماً بالنداهة التي تخطف الشخص الى دوامة وعالم آخر ليس له نهاية ..

ونظراً لخطورتها الشديدة ، اتجهت العديد من الدراسات للوصول الى حلول جذرية لهذا الداء ، وبالفعل تم ابتكار الكثير من الخطط العلاجية والتي يتوقف تطبيقها على العديد من العوامل ، وهي:

1- شدة الدرجة الادمانية الموجودة في المخدر

2- نوع المخدر ومدى تركيز المادة المخدرة به

3- الحالة الصحية العامة للشخص المدمن

4- الجرعة التي يتناولها الشخص يومياً

وقبل أن نتحدث عن أحدث الطرق التي تم ابتكارها في علاج الادمان ، علينا أولاً أن نشير الى الأعراض والسمات العامة التي تظهر على المدمنين ، ومن أبرز هذه الأعراض:

1- التغيرات الحادة في السلوك والميل الى العزلة

2- تعمد الابتعاد عن التجمعات العائلية والنوم طوال النهار والسهر طوال الليل

3- الاهمال الملحوظ للدراسة او العمل

4- قلة الشهية والنقص الملحوظ في الوزن

5- التدخين بشراهة

عادة ما يتم الكشف عن المخدرات بأنواعها المختلفة عن طريق التحليل سواء عن طريق الدم او البول ، حيث يتم اكتشاف المخدرات في الدم بعد فترة تتراوح ما بين 6 الى 8 ساعات من التعاطي ، أما عن فحص البول ، فقد يظهر به تأثير المخدرات حتى ثلاثة أسابيع ، كما يمكن التعرف على تعاطي المخدرات ام لا عن طريق الشعر!

نعم ، بما أن الشعر ينمو بمعدل 1 سم كل شهر ، فاذا حصلنا عن شعرة طولها 10 سم ، فيمكن من خلالها الكشف عن تاريخ تعاطي المخدرات خلال مدة عشرة أشهر سابقين.

ربما ستحدث هذه الطريقة ثورة في علاج الادمان على المخدرات ، وتتلخص هذه الطريقة في اجبار الجسم بصورة كيماوية على طرد المادة المخدرة الموجودة في خلاياه ، والتخلص منها خلال ساعات ، وعادة ما يتم ذلك تحت مخدر أو مهدئ عام للجسم حتى لا يشعر المريض بالآلام التي تنتج عن الأعراض الإنسحابية التي يعاني منها المريض أثناء العلاج بالطرق التقليدية، وعادة ما تستغرق هذه العملية عدد قليل من الساعات .

والجدير بالذكر ان هناك مايقرب من 50% من المرضي المدمنين لمادة الهيروين لا يستمرون في العلاج ويفضلون الهروب قبل انتهاء فترة العلاج ، وذلك بسبب الأعراض الانسحابية القوية والآلام الناتجة عنها والتي تستمر إلى عدة أسابيع وأحياناً شهور وفقاً لكمية المخدر التي يتعاطاها الشخص يومياً.

قبل تطبيق هذه الطريقة الجديدة، يجب دراسة الحالة الصحية للشخص المتعاطي جيداً ، والتـأكد من مدى صلاحية هذه الطريقة ، وعادة ما يعيق تطبيق هذه الطريقة هو الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة .

والجدير بالذكر أن هذه العملية لا تحتاج إلى أخذ او عطاء أي دم للمريض أثناء هذه العملية ، حيث أن هناك اعتقاد خاطئ أن علاج الادمان يتم عبر تغيير دم المريض ، وهذا ليس له اي أساس من الصحة