ملف الثروات المعدنیة غیر المستغلة بالأردن
– دعوات لترك المجال مفتوحا للاستثمار في قطاع التعدین
– لا حوافز كافیة تشجع على استثمارات في الخامات المعدنیة
رھام زیدان
عمان- للثروات المعدنیة أھمیة كبرى، فھي ترفد الصناعات المحلیة بالمواد الخام
وتدعم الصادرات للأسواق العربیة والعالمیة في بلد تبلغ فیھ مساھمة قطاع
التعدین في الناتج المحلي الإجمالي نحو 8.%
وفي الأردن، من ھذه الثروات ما ھو مستغل على نطاق واسع مثل الفوسفات
والبوتاس والجبس ومواد البناء ومنھا ما یستغل حالیاً بشكل محدود مثل رمال
السیلیكا والكاؤلین والبازلت والحجر الجیري النقي وغیرھا، بحسب وزارة الطاقة
والثروة المعدنیة.
كما ما تزال ھناك ثروات متوفرة بكمیات ونوعیات واعدة ولكنھا غیر مستغلة
حتى الآن مثل الذھب ورمال السیلیكا والتف والزیولایت وغیرھا، مع العلم بأنھ
تم منح العدید من رخص التحري والتنقیب عن بعض الخامات المعدنیة مثل
رمال السیلیكا والكاؤلین والترافرتین والجرانیت والبنتونایت والحجر الجیري
النقي والرخام.
وقد أنیطت بسلطة المصادر الطبیعیة (سابقا) مھمة التحري والتنقیب عن
الثروات الطبیعیة باستخدام أحدث الوسائل والطرق العلمیة وأن تعمل على خلق
المناخ المناسب للاستثمار في قطاع التعدین، وأن إلغاء ھذه السلطة وتوزیع
مھامھا بید الوزارة وبین ھیئة تنظیم قطاع الطاقة والمعادن كان محط انتقاد
كثیرین من الخبراء كونھا كانت الأساس في أي عملیة استكشاف أو استثمار لأي
خام.
وإلى جانب النفط والغاز والیورانیوم، تزخر مواقع عدة في المملكة باحتیاطیات
واعدة من خامات الصخر الزیتي ورمال السیلیكا والتف البركاني والزیولایت
والكاؤلین والفلدسبار والبازلت والذھب والنحاس والبنتونایت والدیاتومایت
والجبس الدولومایت والحجر الجیري النقي والطباشیر والزركون.
وزیرة الطاقة والثروة المعدنیة م.ھالة زواتي، قالت ”إن 3 شركات تأھلت لتوقیع
مذكرات تفاھم لغایات الاستثمار بخامات الذھب في منطقة وادي عربة“، مؤكدة
أھمیة مساھمة قطاع التعدین في الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ حوالي 8.%
وأضافت ”أن الوزارة تجري حالیا الدراسات الفنیة اللازمة على العناصر
الأرضیة النادرة، وتم مسح 170 كیلومترا مربعا من أصل 900 كیلومتر مربع
فیھا شواھد ”مبشرة““.
وعن طبیعة الخامات الواعدة، قالت الوزیرة زواتي ”إنھا تشمل العناصر النادرة
بما فیھا الزركونیوم والعناصر الأرضیة النادرة والرمل الزجاجي في منطقة
رأس النقب والزیولایت والبنتونایت والدیاتومایت في منطقة الأزرق والفلدسبار
والبازلت والتف البركاني والكاولین والصخور الطینیة“.
وأوضحت الوزیرة زواتي، أن الوزارة مستمرة بإجراء الدراسات اللازمة على
الثروة المعدنیة الأردنیة والتي توفر المعلومة اللازمة لتسویق ھذه الخامات الى
القطاع الخاص المحلي والخارجي.
وبھذا الخصوص، قالت ”إن ھذه الدراسات أسھمت بجذب مستثمرین محلیین
وخارجیین لاستغلال الصخور والمعادن الصناعیة مثل الصخر الزیتي في منطقة
وسط الأردن والنحاس في منطقة وادي عربة وكربونات الكالسیوم وحجارة البناء
والخامات الأولیة اللازمة لصناعة الاسمنت“.
وعن التحدیات التي تواجھ قطاع التعدین، قالت ”إن الاستثمار في ھذا القطاع
یحتاج الى شركات مؤھلة ذات رأسمال وتكنولوجیا متطورة وإن عدم إقدام
الشركات على الاستثمار في بعض الأوقات یؤدي الى ركود في القطاع أحیانا“.
مدیر عام سلطة المصادر الطبیعیة السابق د.موسى الزیود، قال ”إن ھیكل قطاع
الطاقة بما تضمنھ من إلغاء لسلطة المصادر الطبیعیة أضر بالعمل بقطاع
الثروات المعدنیة بسبب تعدد المرجعیات بعد توزع مھام السلطة بین جھات
وأشار إلى أن الكوادر التي تعمل حالیا في مجال الثروات المعدنیة ینقصھا
التدریب والتأھیل للعمل في مجال دراسات الثروات والخامات المعدنیة التي تعد
اللبنة الأساس لأي مشروع استثماري، وكذلك كیفیة التعامل مع المستثمرین في
القطاع.
كما قال الزیود ”لا توجد حوافز استثماریة كافیة لجذب المستثمرین إلى المملكة
وتشجیھم على إقامة استثمارات في ھذه الخامات“.
وأقرت الوزارة في العام 2016 الاستراتیجیة الوطنیة للثروة المعدنیة 2025-
2016 والخطة التنفیذیة المرحلیة للاستراتیجیة للأعوام 2016-2018 ،والتي
تھدف إلى رفع مساھمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتصل الى 11 بالمائة
العام 2025.
وقال مدیر عام سلطة المصادر الطبیعیة د.ماھر حجازین ”إن الاستثمار في
قطاع التعدین یشابھ الاستثمار في أي قطاعات صناعیة أخرى، یعتمد على أسعار
وتكالیف مدخلات الإنتاج والطاقة“.
كما أشار إلى أھمیة ترك المجال مفتوحا أمام القطاع الخاص للاستثمار في ھذا
المجال كون الحكومة وحدھا لا تستطیع الاستثمار فیھ، مع ضرورة إعداد
الدراسات اللازمة وتجھیزھا للتسھیل على المستثمرین قبل الدخول في مشاریعھم
خصوصا الدراسات الجیولوجیة.
أھم الخامات المعدنیة في المملكة
الصخر الزیتي
یتواجد الصخر الزیتي في الأردن بكمیات كبیرة جدا في مناطق متعددة من
المملكة من معان جنوبا وحتى نھر الیرموك شمالا إما على شكل تكشفات قریبة
من السطح في مناطق اللجون، السلطاني، جرف الدراویش، الحسا، عطارات أم
الغدران، وادي المغار، شرق الجفر، شرق معان، اسفیر المحطة، الشوبك،
القطرانة، وسواقة أو على أعماق مختلفة تعد نوعا ما عمیقة مثل خان الزبیب،
الثمد، أذرح، غرب الجفر، جنوب شرق الأزرق ومنطقة الیرموك (شمال
الأردن).
وتقدر كمیات الرواسب السطحیة التي یمكن استغلالھا بواسطة المناجم المكشوفة
بحوالي 40 بلیون طن متري، وھو احتیاطي كبیر جدا، كما أن كمیة البترول
الخام الذي یمكن استخلاصھ من ھذه الصخور قدر بحوالي 4 بلایین طن.
ویعد الصخر الزیتي الأردني من أجود أنواع الصخور الزیتیة في العالم من حیث
محتوى الزیت، كما یمتاز بأنھ قریب من السطح ویمكن تعدینھ بواسطة التعدین
السطحي، نسبة سماكة الصخر الزیتي الى الغطاء الرسوبي ھي 1:1.
أھم المشاریع قید التنفیذ باستخدام الصخر الزیتي ھي مشروع العطارات، ویتوقع
بدء تشغیل مشروع محطة الكھرباء من الصخر الزیتي تجاریا في 2020.
والمشروع سینتج حوالي 470 من الطاقة الكھربائیة تشكل نحو 15 % من
احتیاجات المملكة من الكھرباء في ذلك الوقت؛ حیث أنھت الشركة تركیب أكبر
مرجل بخاري في المشروع، فیما یعد ھذا المرجل الأكبر من ھذا النوع في
الأردن والمنطقة.
مدة المشروع بعد اكتمالھ ستصل إلى نحو 50 عاما یشغل خلالھا نحو 1000
موظف في مختلف التخصصات، إضافة إلى 3500 فرصة عمل أثناء مرحلة
الإنشاء.
والمشروع سیعتمد بالكامل على الصخر الزیتي المحلي والذي تقدر كمیاتھ في
أراضي الأردن بنحو 70 ملیار طن، وتتوافر ھذه الكمیات على أعماق قریبة لا
تزید على نحو 40 مترا، ما یسھل من عملیة استخراجھا واستغلالھا.
ویبلغ حجم الاستثمار في المشروع نحو ملیاري دولار، بتمویل صیني مالیزي
استوني.
الیورانیوم
بحسب مدیر عام شركة تعدین الیورانیوم الأردنیة د.حسین اللبون، فإن تقریر
حساب مصادر الیورانیوم الأخیر الصادر عن الشركة العام الماضي تضمن نتائج
تؤكد أن كمیات الیورانیوم في منطقة وسط الأردن تبلغ حوالي 40 ألف طن من
الكعكة الصفراء تم تصنیف جزء منھا ولأول مرة بمستوى تبویب ”مصادر
مقاسة“.
وأوضح أن عملیة الاستكشاف التي تقوم بھا الشركة تنفذ حسب متطلبات نظام
JORC العالمي وعلى مراحل؛ حیث یتم إصدار تقریر ختامي عند انتھاء أعمال
كل مرحلة.
فبعد إصدار التقریر الأول (2014 (لحساب الكمیات الاستدلالیة لمصادر
الیورانیوم في منطقة وسط المملكة، تم إصدار التقریر الثاني حول ھذه المصادر
في شھر نیسان (ابریل) من العام 2016 والذي تضمن تبویبا بجزء من مصادر
الیورانیوم ”كمصادر تأشیریة“؛ حیث یعد تبویب ”المصادر المقاسة“ الأعلى
موثوقیة عند الحدیث عن دقة تقدیر كمیات مصادر الطاقة والمعادن الدفینة وعادة
ما یجري اعتماد نتائجھ لاستكمال أعمال دراسة الجدوى الاقتصادیة الخاصة
بمشاریع التعدین التجاري.
وأدرج التقریر الأخیر (2018 (للوكالة الدولیة للطاقة الذریة ھذه المصادر في
جداول بیانات الیورانیوم العالمیة، ولكن تبقى الأرقام المتعلقة بھذه المناطق
تقدیرات أولیة لحین إخضاعھا لبرامج استكشاف فنیة ممنھجة لحساب كمیاتھا
بمستوى موثوقیة أعلى وتبویبھا حسب المعاییر المعتمدة عالمیا.
ومن الجدیر بالذكر أن بعض توضعات الیورانیوم قد تحدث مترافقة مع معادن
أخرى، مما یزید من فرص نجاح وربحیة مشاریع التعدین التجاري كما ھو
الحال في منطقة دبیدیب جنوب شرق المملكة؛ حیث یترافق الیورانیوم مع
عناصر الأرض النادرة.
ویجري حالیا تقییم ھذه المنطقة من قبل فریق مشترك بین وزارة الطاقة والثروة
المعدنیة وھیئة الطاقة الذریة؛ حیث یتم تحلیل العینات الجیولوجیة لدى مختبرات
الھیئة.
وشركة تعدین الیورانیوم تقوم باستكشاف منطقة وسط الأردن عن طریق حفر
الخنادق؛ حیث تم حفر ما یزید على 9000 خندق وجمع ما یقارب 90500
عینة (تم تحلیل ما یزید على 000,75 منھا في مختبرات ھیئة الطاقة الذریة
الأردنیة) من الأجزاء المختلفة من منطقة الاستكشاف المخصصة للمشروع
والتي تبلغ مساحتھا حوالي 600 كم مربع