منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المرأة العربية وسيدها العبد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Empty
مُساهمةموضوع: المرأة العربية وسيدها العبد   العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Emptyالإثنين 11 مارس 2019, 9:20 am

المرأة العربية وسيدها العبد
بقلم  عدنان الصباح


اليوم هو الثامن من آذار وكل ثامن من آذار يتنطح الجميع للحديث عن حقوق المرأة ومكانتها تبجيلا وتجميلا بلغة لا علاقة لها بأرض الواقع ولا بسلوك الواقع على الإطلاق فكل ما يعنينا من المرأة هي مكانتها السرية الموصدة الأبواب والمعتمة وخلاف ذلك فهو خطاب نجمل به رؤيتنا ونعمي عيون الآخرين عن حقيقتنا فلا المرأة أخذت شيئا ولا الرجل قادر على أن يمنحها شيئا حقيقيا حتى لو أراد فالذي يسيطر على عقولنا وسلوكنا ويقودنا على الطريق التي يريد هو من يملك القدرة المتواصلة على الوصول إلى عقولنا وسكب الحقيقة التي يراها وكأنها المطلق ويقف الإعلام المملوك من السادة الامبرياليين على رأس هؤلاء القادرين.
بين أنثى معلبة وإنسانة فاعلة تضيع الحقيقة على يد الرجل العربي الذي يعتقد زورا انه سيد الموقف وانه من يمنع أو يمنح المرأة حقها بالمشاركة الفاعلة في صناعة الثروة وملكيتها على قاعدة أن الإنتاج هو الأساس في صياغة الواقع من خلال العلاقة به فيما إذا كانت علاقة خدماتية أو علاقة صياغة وصناعة وفعل.
الثروة في الوطن العربي مسلوبة من أصحابها وهي لا علاقة لها بالفعل الإنساني في الأساس فكل ما يعتقده العرب أنهم الأغنى تملكا لثروات جوفية لا علاقة لهم بها ولم يصنعوها ولم يصوغوها وبالتالي فهم ليسوا أكثر من حراس ووسطاء بين أرضهم والغرباء الأقدر على تحويل هذه الثروة الى أداة فعل يحصل العربي منها على بدل وساطته او حراسته لا اكثر ولا اقل وبالتالي فان الحاجة المباشرة لتفعيل كل الطاقة الإنسانية غائبة او مغيبة ليس بإرادتنا ولكن بإرادة المستثمرين لبلادنا ولقدراتنا فنحن من يعمل ونحن من نقدم ثرواتنا لغيرنا ولا دور للغريب هنا إلا الإدارة والسيادة والنهب بلا مبرر إلا مبرر قبولنا بالدور الخدماتي الذي منحنا إياه اللص الغريب الذي قبلنا بوجوده على أرضنا ومنحناه صاغرين دور السيد الذي بات يشبه الى حد بعيد نفس دور السيد في زمن العبودية وقبلنا نحن بدور العبيد في علاقتنا بالمستعمر المستثمر بينما رحنا نحاول الهروب من هذا الدور في علاقتنا ببعضنا البعض ليصبح كل فرد منا ديكتاتور صغير في عالمه الأصغر وكان حظ النساء هو الأكثر سوءا من بين الجميع فالرجل الذي يدرك عبوديته غير المعلنة بات بحاجة لعبد آخر ليصنع من نفسه سيدا معلنا تورية لعبوديته المستترة أمام اللص الغريب.
هناك سيدان إذن في الوطن العربي سيد غريب مستعمر استبدلنا زورا صفته ليصبح مستثمرا بدل المستعمر واستبدلنا أسماءنا تجاهه لنصبح مساعدين بدل مناهضين ولخزينا من ذواتنا كان لا بد لنا من إيجاد عبيد يقبلون بنا كأسياد رغما عنهم فكانت المرأة هي الكائن الأقل حظا مرارا وتكرارا فهي عدو المستثمر الذي لا يريد لذاته زيادة الأيدي العاملة التي ستشاركه بحصته من ثروة بلادها ولا يريد لها أن تكون مكون أصيل من مكونات الفعل الشعبي حتى لا يجد نفسه أمام شعب حي موحد ويقظ ومدرك لحقوقه ومكانته واحتياجاته وهي أي المرأة عدو الرجل الذي يبحث عن عبد وبنفس الوقت هي ملاذ رجولته التي يحتاج لإثباتها معها وضدها فباتت كرامته التي يستطيع الذود عنها هي حرمة النساء " الحريم " كبديل ممكن لحرمة الوطن المسلوب وحرمة ثرواته المنهوبة بالتالي وجد الرجل العبد المهزوم حرمة كاذبة تخصه شخصيا ليدافع عنها تجاه ذاته ما دام غير قادر على مناهضة العدو اللص واستعادة مكانته الإنسانية في مصاف الأمم ليجد نفسه مثلا قادرا على القتل دفاعا عن شرفه الذي اختزله بجسد " أنثاه " بينما هو قاصر كليا عن الاحتجاج اللفظي أحيانا حتى ضد عدو يغتصب تنازل عن ملكيتها جبنا.
هناك من تنتفخ أوداجه ضد ظهور شعر امرأة إن هي أطلت من باب بيتها او ضد صوتها إن كلمت قريبا من الدرجة الثانية او ضد القبول بها رأيا وصوتا ومشاركة بينما لا تجد له صوتا على الإطلاق ضد كل أشكال الظلم والجرائم المرتكبة بحق بلده وناسه وأرضه ومستقبله ومكانته مختصرا كل شيء بما يمكنه الذود عنه تاركا ما لا يمكنه لغيره ينهبه كيفما يشاء ووقتما يشاء.
البعض اعتبر المرأة حرمته فصار لباسها وشعرها وجسدها هو كل موضوعه والبعض الأسوأ ممن انشغل بالرد عليه فكلاهما وقعا في نفس الحفرة منشغلين بنفس الموضوع مؤيدا او معارضا في حين أن لا احد ينشغل بمثل هذا النقاش في بلد مثل الهند او الصين او كل دول أوروبا وأمريكا ومع ذلك تتقدم الحياة وتتطور اقتصاديات هذه الدول والشعوب وإمكانياتها دون الاكتراث فيما إذا لبست المرأة الساري الوطني او " التي شيرت " الغربي فالأمر لا علاقة له أبدا بالفعل على الأرض ومن يقول أن الحجاب جريمة يمارس التعمية تماما كمن يعتقد أن خلع الحجاب جريمة ولا زال البعض يفعل ذلك مع أن عشرات الفتاوي الدينية قد أنهت مثل هذا الحوار معتبرة أن لا علاقة للدين بالحجاب ويكفي أن نرى أن هناك من يقاتل علنا في أوروبا لكي تحصل المرأة المسلمة على حقها بلباسها بما في ذلك الحجاب دون أن يعتقد بأي علاقة بين الحجاب والتخلف وبالتالي فان الانشغالات الموغلة بالجهل لدينا والتي تبعثر جهود وطاقات امة بأسرها في نقاش لا طائل منه ينبغي لها أن تتوحد لتناقش علاقة الأمة بالعلم وبالتقدم وبالحضارة الإنسانية وبات من الضروري أن نخرج بذواتنا الجماعية والفردية من قمقم الماضي والانحشار بالذات الميتة والغائبة الى فضاء الإنسانية الرحب ولنقبل بان كل ما صنعته الإنسانية هو ملك مطلق الحق به لكل البشر وان بإمكان العربي أن يتابع من حيث انتهى الصيني أو الياباني بخطواته الى الأمام والعكس صحيح.
إن الثورة بعمقها تعني الذهاب الى الأمام بكل المعاني والمضامين الايجابية للأمام هذا ونفض الغبار عن الذات الإنسانية في سبيل صياغة الغد وأي إمساك بالماضي او ارتهان به يعني بالمطلق انعدام القدرة على فعل الثورة لا على خطابها وهو ما يفعل العربي الغائب عن الفعل والمكتفي بخطاب الثورة اللفظي بعيدا عن استحقاقات هذه الثورة على الأرض والتي لا يمكن لها أن تكون ممكنة بتغييب نصف الشعب " المرأة " باعتبارهن مهمة النصف الثاني " الرجل " لكي يصبح لدينا نصف غائب ونصف اختزل نصف دوره في حماية جسد النصف المغيب او في انتهاك هذا الجسد بأنماط وأشكال مختلفة وبالتالي فلن يتبقى لدينا سوى ربع الطاقة للكل والموزعة بين خدمة المستعمر الذي بات مستثمرا ونهب ما يسقط من فتات من هذا المستثمر وتحنيط باقي الشعب ليقبل بلصوص اللصوص ممن اختاروا لأنفسهم مهمة تدمير الذات الجماعية لصالح الذات الفردية او الفئوية.
النصف الأكثر ظلما وتغييبا في الشرق العربي تحديدا هن النساء اللواتي يقع عليهن الظلم من الأعداء المختلفين مباشرة او بالوكالة فهي الأكثر ظلما من أعداء الوطن الذين يردون تغييب نصف قوة الشعب حتى لا يجدونها في مواجهتهم وهي الأكثر ظلما من عموم الرجال الذين باتوا يبحثون عن وطن كاذب لحمايته من عدو وهمي فوجدوا بالمرأة ضالتهم ليجعلوا منها ملكا خاصا قاصرا لانعدام قدرتهم على ملكية بلادهم وثرواتها كتعمية للذات عن الضعف التي تعيشه تجاه أعدائها الحقيقيين وقد نجد بثورة النساء في العالم العربي خطوة لفضح غياب الرجال ودعوة لاستنهاض وتوحيد طاقات الأمة بمكونيها الرجل والمرأة كبديل لقدرة طرف على تغييب طرف ومنعه من حقه بالمشاركة بالفعل قبل القول لتحرير الجموع عبر إجبار الطرف الخانع " الرجل " للاعتراف بعبوديته لأعداء الأمة حتى ندفعه للقبول بالمشاركه بتحريره طريقا لتحرير الوطن والشعب ومقدراتهما والانتقال الى الأمام بديلا عن التمسمر في الخلف بعباءات التراث والتاريخ والأصالة زورا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة العربية وسيدها العبد   العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Emptyالإثنين 11 مارس 2019, 9:20 am

خصوصية الحزن النبيل … 


الجمعة ٨ مارس احتفل العالم بيوم المرأة ، وهو يوم لتكريم المرأة ولتذكير العالم بكفاح المرأة ونضالها لنيل حقوقها المشروعة دينياً وإجتماعياً وإنسانياً ، جاء اختيار هذا اليوم بالتحديد لأنه يوافق ذكرى النضال العمالى للنساء العاملات بمصانع الملابس فى نيويورك للمطالبة بزيادة الأجور وتقليل ساعات العمل وكذلك للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة فى الإنتخاب والتصويت ، وقد اهتم الإتحاد السوفييتى وحلفاؤه من الشيوعيين بحقوق المرأة حتى قررت منظمة الأمم المتحدة إعتبار العام ١٩٧٥ هو عام المرأة ، ومن عام ١٩٧٦-١٩٨٥ هو عقد الأمم المتحدة للمرأة .


و بعيداً عن الكلام الإنشائى والأفكار المعلبة الجاهزة التى تُقدم كوجبة ساخنة فقط فى مثل هذا النوع من الإحتفاليات والفعاليات ثم يطوى النسيان هذه الصفحة لنتذكرها فى العام القادم وهكذا ، فإن المرأة حقيقة هى عصب الحياة ووقودها فى كل لحظة تمر علينا فى هذه الحياة لأن الحياة تبدأ وتنتهى منها وفيها ، وليس من فراغ أن نجد أن كل الحضارات القديمة إهتمت بشدة بدور المرأة واعتبارها رمز للحياة بأمومتها وجمالها وروحها العظيمة ، هذه الروح العظيمة المتقدة هى سر الحياة ، فالمرأة تستطيع أن تجمع بين العاطفة والجسارة ، لأن الله فطرها على فطرة الحنان والصبر ، 


وراء كل وجه إمرأة مبتسمة إحتفاءاً بهذا اليوم أمواج من الحزن والضيق والكآبة ناتجة عن ظلم أو تضييق عليها أو إنتقاص من حقوقها وغالباً هضمها ، وراء كل إمرأة حزينة مظلومة يقف مجتمع يدفعها لتعميق هذا الشعور البشع تارة بالتجاهل وتارة بالنسيان وتارة أخرى بالقهر لإشباع رغبات زائفة بالإنتصار لوساوس الشيطان ! فقط المرأة هى من يشعر برتم الحياة ولا تنسى ولو للحظة فقد الأحبة وخاصة إن كان ولدها وفلذة  كبدها ، المرأة هى الصدق والإخلاص والصبر فى أرقى المقامات وأعلى الدرجات ، إبتسامة وجه المرأة لا تعنى أن كل شئ على ما يرام ! ولكن هى محاولة للإحتفاظ بخصوصية الحزن النبيل الذى لا يستجدى مخلوق فى حضرة الخالق العليم بذات الصدور ،


 
 فى هذا اليوم الإحتفالى أعلنها بوضوح أن المرأة هى الحياة ولولاها لإحترق العالم وإنتهى بكل ما فيه من شرور ، وأن الحياة الدنيا هى متاع الغرور وأن الحق سينتصر يوم النشور وتحصيل ما فى الصدور ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، كل عام وكل نساء الأرض بخير وصبر وعطاء ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، إنه بعباده لطيف خبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة العربية وسيدها العبد   العربية - المرأة العربية وسيدها العبد Emptyالإثنين 11 مارس 2019, 10:13 am

العربية - المرأة العربية وسيدها العبد 4-41



في اليوم العالمي للمرأة… ماذا قدمتم لها؟

 إحسان الفقيه
«جعل الله عند الخلق طبائع النساء مختلفة، فجاءت إحداهن كأنما أخرجها الله من خنزير، وأخرى كأنما أخرجها الله من ثعلبة ماكرة، وثالثة كأنها الكلبة حركة ونشاطا، فهي تجوس أركان المكان فاحصة متطلعة، فإن لم تجد شيئا أطلقت لسانها بالسوء».
هل يصدق القارئ أن هذه الكلمات البشعة للشاعر اليوناني «سيمودنس»؟ وربما لا يصدق أن أفلاطون الفيلسوف الأشهر، جعل النساء في مدينته الفاضلة آخر طبقات المجتمع، وكلأً مباحا بين طبقة الحكام والفرسان؟
نعم هكذا كانت المرأة في شتى الحضارات، هملًا، تُباع وتُشترى، حتى أنها في القانون الإنكليزي حتى القرن التاسع عشر، كان يحق لزوجها بيعها، وفي الهند كانت إلى عهد قريب تُحرق حية وفق شريعة مانو.
وحتى الثورة الفرنسية التي أعلنت تحرير الإنسان من العبودية، لم يكن للمرأة فيها نصيب وافر، إذ نص القانون الفرنسي على أنها ليست أهلا للتعاقد من دون رضا وليها.
لقد بنى الغرب نظريته في تحرير المرأة بصورة جائرة، حيث أعلن كلمة المساواة بين الرجل والمرأة حسنة في الظاهر وقبيحة في المضمون، فانتشلوا المرأة من طبيعتها الأنثوية، وأقحموها في أمور المعاش، والقيام بوظائف الرجال، حتى في النواحي العسكرية، متجاهلين الفروق الجبلِّية التي لا تقدح في مكانة المرأة. ومما بنى عليه الغرب نظرته في تحرير المرأة، استقلالها في أمور المعيشة، فخرجت تكابد بحثا عن لقمة العيش، وهي في ظل هذه النظرة تعيش منذ بداية سن الشباب وحيدة في مسكن خاص، تقوم على شأنها، وتنتظر أن تكون رفيقة لأحدهم. لقد انتبهت المرأة الغربية إلى أنها تعرضت لخديعة كبرى تحت مسمى تحرير المرأة، فالكاتبة الأمريكية فيليبس ماكينلي تنقم على إجحاف دور المرأة التقليدي في المنزل، فتقول: «أصر على أن للنساء أكثر من حق في البقاء كربات بيوت، وإنني أقدر مهنتنا وأهميتها في الحقل البشري إلى حد أني أراها كافية لأن تملأ الحياة».
عام 1856 تظاهرت آلاف النساء في شوارع نيويورك، احتجاجا على العمل تحت ظروف لاإنسانية، فرّقتها الشرطة، ثم عادت هذه التظاهرات بعد نصف قرن تحت شعار «خبز وورود»، طالبن بتخفيض ساعات العمل ومنح النساء حق الاقتراع، ومع تشكّل حركة نسوية للمطالبة بتلك الحقوق، اعتبر الثامن من مارس/آذار يومًا للمرأة الأمريكية، ولم يتم إكسابه صفة العالمية إلا بعد موافقة الأمم المتحدة عام 1977، على اعتباره يوما لتكريم المرأة. ولأننا مولعون بالتقليد واستنساخ الحالة الغربية، سرنا على الأثر ذاته، واعتبرنا ذلك اليوم عيدا لتكريم المرأة، ولو تأملناه سنجده كغيره من المناسبات الاجتماعية المستوردة، ما هو إلا إهانة للمرأة، فإن تجعل يومًا واحدًا تُكرّم فيه المرأة لهو إهدار لمكانتها، ولو أنهم عينوا يومًا مماثلًا احتفالا بالرجل لعدّه الكثيرون إهانة له.

أقوام يتكلمون باسم الدين عن المرأة، ساقوا نصوصا بدون فهم وأعرضوا عن أوضاعها في عهد النبوة

المرأة العربية المسلمة بالأصل تُكرّم طيلة العام، ورغم أن المرأة كانت في الجاهلية الأولى مظلومة، إلا أنها كانت من جانب آخر تمثل قيمة كبيرة لدى الرجال تُقام من أجلها الحروب، فانظر إلى عمرو بن كلثوم صاحب المعلقات وقوله:
على آثارنا بيض حسان نحاذر أن تقسم أو تهونا..
إذا لم نحمهن فلا بقينا لشيء بعدهن ولا حيينا..
ولكن جاء الإسلام، وأعلى من مكانة المرأة، وجعل النساء (شقائق الرجال) ونزلت سورة بهذا الاسم، وهو ما لم يكن للرجال، وجاءت الوصية بالإحسان إليهن في مواضع كثيرة، كان آخرها الوصية الأخيرة للنبي صل الله عليه وسلم، وكانت تشارك في القتال تطوعًا، وتبيع وتشتري، وتملك وتتملك، وتباشر العقود، وتتعلم وتعلم، وتؤيد وتعترض، وتبايع. فماذا أغنى الاحتفال بيوم المرأة العالمي عنها؟ ماذا قدمت مجتمعاتنا للمرأة من مظاهر الإكرام؟ تعال نبدأ بأقوامٍ يتكلمون باسم الدين عن المرأة، ساقوا نصوصًا بدون فهم وصاغوا منها حرمًا آمنا للمرأة وفق زعمهم، وأعرضوا عن أوضاع المرأة في عهد النبوة. رأوا أنها لا تخرج من بيتها إلا لقبرها، وأنها ينبغي لها أن لا تُسمع الرجال صوتها، لأنه عورة كما زعموا، وأنها لا حاجة بها لأن تتعلم، تجاهلوا ونسفوا كل مواضع السيرة النبوية التي أظهرت أن المرأة كان تبيع وتشتري وتزاول الطب وتتعلم وتعلم الناس، وتحدث الرجال، كل ذلك وفق ضوابط تحفظ طهارة المجتمع ونظافته واستقراره.
نتحدث عن تكريم المرأة، وما زلنا نقول إن كيدهن عظيم، ونصِفُ المرأة بأن كيدها أقوى من كيد الشيطان، الذي وصفه الله بالضعف، من دون أن ينهض رجال العلم ـ إلا من رحم ربي ـ لبيان أن الآية (إن كيدكن عظيم) كانت على لسان عزيز مصر، وأن القرآن لم يُقرّها، ومن المعلوم أن نقل الكلام لا يعني بالضرورة تبنِّيه. نتحدث عن تكريم المرأة، ولا يزال بعض الحمقى يُحمّلون حواء مسؤولية الخروج من الجنة، مع أنهم لو جابوا القرآن والسنة الصحيحة لما وجدوا ما يدل على ذلك، وإنما كانت الوسوسة لهما جميعًا «فوسوس لهما الشيطان»، ومن ثم فإنهم يحملون المرأة مسؤولية كل شرور الأرض. بعض الناس لا يزالون يعيشون بنزعة جاهلية في نظرتهم للمرأة، حيث ترى النقمة على إنجاب البنات دون البنين «وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم». ينبغي أن تُصحح أوضاع المرأة في الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي، وفق ما جاءت به النصوص الصحيحة، فإن الإسلام يُظلم في ملف المرأة بهذه التُّرهات. وفي المقابل، ماذا قدم أدعياء تحرير المرأة لها؟ وكيف كرموها؟ حمّلوها القيام بأعباء الرجل، وانتشرت في كثير من البلدان العربية فكرة أن المرأة قسيم الرجل في النفقة، وأهدروا بذلك خاصية لها وهي أنه لا يلزمها النفقة مهما امتلكت، وأن على وليِّها – سواء كان أبًا أو زوجًا – النفقة عليها. ظلموا المرأة حينا تركوها للفقر والكد حتى جفّ حليبها، لماذا لم ينتبهوا إلى هذه الشريحة الكادحة من النساء بعين الرحمة، بدلا من الجعجعة والطنطنة في المؤتمرات بحقوق المرأة وحريتها؟ لماذا لم يجوبوا القرى والأماكن النائية ليرفعوا أمية المرأة التي لا تُحسن قراءة اسمها، وتعيش في ظلمات الجهل، فهو أولى من الاحتفالات الكاذبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ضحكوا على المرأة عندما طالبوا ـ من باب التكريم المزعوم ـ بمساواتها بالرجل في الميراث، واستغلوا جهل الناس بالتشريع الإسلامي وفلسفة الميراث في الإسلام، التي أعطت المرأة مثل الرجل وأكثر منه في أكثر من ثلاثين موضعًا، بينما يأخذ هو أكثر منها في أربعة مواضع فقط؟ هؤلاء لم يُكرموا المرأة حينما سحقوا هويتها بالغزو الفكري الغربي، وطالبوا بحريةٍ تُرادف التفسخ وذوبان الهوية، والإعراض عن تراثها الإسلامي، وإن المرأة بدون هذا السياج من تعاليم دينها، كما قال الرافعيّ «البلادُ الجميلةُ بغير جيش، إنها الكنز المخبوء مُعَرَّضاً لأعين اللصوص، تحوطه الغفلة لا المراقبة».
إن المرأة ينبغي أن تنال تكريمًا مستدامًا يليق بمكانتها، فهي كما قال الشاعر: «الأم مدرسةٌ إذا أعددتها…أعددت شعبًا طيب الأعراق. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المرأة العربية وسيدها العبد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات المرأة باللغة العربية الفصحى
» المرأة العربية بين سنديان الحروب ومطرقة التقاليد
» علامات نقص الإيمان في قلب العبد
» معلقة طرفة بن العبد
»  الملكة رانيا العبد الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: