منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اتفاق كوينسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

اتفاق كوينسي Empty
مُساهمةموضوع: اتفاق كوينسي   اتفاق كوينسي Emptyالأربعاء 10 أبريل 2019, 9:25 am

على متن كوينسي
هكذا تمت الترتيبات بنجاح .. ونجحت خطة التكتم والسرية التي حذقها إيدي وتمرن عليها .. وتم نقل الملك إلى كوينسي الرابضة في المياه المصرية حيث كان ينتظر الرئيس .. وهنا يظهر شاهد العيان وتظهر مذكراته .. وليام إم ريجدون William M. Rigdon المساعد البحري للرئيس روزفلت هو شاهد العيان هو الذي رأى وأطلع على ملخص الرئيس حول ضيفه الملك .. ما يحبه وما يكرهه .. صفاته ومعتقداته .. عاداته العربية والإسلامية .. يقول عنه أن لصاحب الجلالة شخصية ساحرة وقوية .. وأن اي تراخ حول معارضته للأهداف الصهيونية في فلسطين تعد تعارضا مع مبادئه .. بمجرد ما أن وضع الملك قدميه على ظهر السفينة كوينسي وألتقى بالرئيس الأمريكي روزفلت وجها لوجه حتى صارت الألفة بينهما .. كلاهما بدأ بالبحث عن أوجه التشابه وليس أوجه الإختلاف .. كان التركيز دائما على التوافق والإنسجام .. عما يجمع ولا يفرق.

هذا ما أوضحه إيدي الذي كان دائما بينهما يلعب دور الوسيط والمترجم وهو يروي تلك اللحظات الأولى من اللقاء .. يتحدث الملك حول كونه شقيقا وتوأما للرئيس فيرد عليه الرئيس بانه محظوظ فمازالت قدميه تستطيعان حمله إلي اي مكان يريد .. فيجيبه الملك .. بل أنت المحظوظ يا سيدي الرئيس .. فأقدامي تضعف على مر السنين وهذا الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه يعول عليه كثيرا .. فأنت متأكد من قدرتك على الوصول .. عندئذ قال له الرئيس .. لدي كرسيان متحركان. وهما أيضا توأمان. فهل تقبل واحدا منهما كهدية شخصية مني لك .. فقال له الملك ممتنا .. سأستخدمه يوميا ودائما سأتذكر بحب صديقي الواهب العظيم والعزيز

الكاريزما والتلقائية إقناع ومصداقية
دبلوماسية تنطوي على رقة ودماسة رغم الفارق الثقافي .. هو من الغرب ونحن من الشرق .. لكن للقلوب أحكامها الخاصة .. ولقد حدثت بالفعل التوأمة منذ اللحظات الأولى .. ولم يكتفي الرئيس بهديته الشخصية التي قربت القلوب .. فإذا به يقدم له هدية أخرى لتقرب المسافات .. وكانت الهدية عبارة عن الطائرة الركاب DC3 .. في هذه الطائرة مقعد يدور حول محور يسمح للملك دائما الإتجاه نحو مكة أثناء الطيران وكانت هذه الطائرة أول نواة للخطوط الجوية السعودية الحديثة .. ودليلا على علاقة صداقة طويلة الأمد بين البلدين .

تبادل الكلمات .. لغة حوارية قد يفلح الكثيرون في أدائها .. بالتدرب والصقل والمواجهة والقدرة على التعبير .. لكنها تبقى صنعة لها صناعها وجواهرجيتها الذين يتفننون في صنعها .. شأنها شأن اي صناعة أخرى .. يمكن أن تصفها بالجمال وليس الصدق .. ويمكن أن تتذوق الصنعة ولا تعيش في وجدانك .. ينقصها دائما العفوية والكاريزما أو الحضور .. فإن تحليت بها لكل ما تريد من درجات المصداقية .. وهذا ما حدث بالفعل بين الملك والرئيس .. فالكاريزما والتلقائية أخرجتا الغريبين من غربتيهما فصارا يعرفان بعضهما البعض كما لو أنهما صديقين حميمين منذ زمن بعيد .. حان موعد الغذاء فذهبا معا لتناول الغذاء .. ووفقا لتوجيهات ريجدون قدم القهرمان أو خدم السفينة على مائدة الغذاء ليمون الجنة Grapefruit ولحم كاف من الأغنام Lamb والأرز وبعض التوابل والمقبلات كالبيض وجوز الهند والصلصة والزبيب والفلفل الأخضر والطماطم والزيتون والخيار المخلل .. ويذكر ريجدون في مذكراته أن الملك كان في بداية الأمر مترددا في تناول الطعام لكنه ما أن بدأ يختار حتى إنفتحت شهيته .. وعندما حان موعد القهوة سأل الملك روزفلت عما إذا كان بإمكان خادمه الرسمي الذي يقدم له القهوة أن يقدم شرف النخب من القهوة العربية فوافق الرئيس على ذلك وأخذ قدحين منها بإستمتاع واضح .. وبنفس الطريقة فعل الملك الذي كان مازال مستمتعا بوجبته ..

موقفٌ صعبٌ حدث بخطأ في الترجمة
تعبيرات المجاملة بين شخصين غريبين لا يعرف أحدهما لغة الآخر ولا يعرف كلاهما ثقافة الآخر تتطلب من المترجم الحرص والحذر في ترجمة الكلام .. وعلى الرغم من إجادة إيدي للغة العربية إلا أنه وقع في خطأ الترجمة حينما حاول الملك أن يجامل الرئيس فقال له بأن هذه الوجبة هي الأولى التي تناولها منذ مدة طويلة ولم يتبعها إضطرابات هضمية وأنه يود لو أن الرئيس يكون كريما معه فيهديه هذا الطعام على سبيل الهدية .. ولكن سوء الترجمة أو الترجمة الحرفية لم توفي بالمعنى المقصود وأعطت الرئيس إنطباعا بأن الملك يريد هذا الطعام لنفسه .. ولقد كتب ريجدون في مذكراته "بحار البيت الأبيض" أن الملك كان يعني المجاملة وأن ايدي أخطأ الترجمة.

كان الرئيس روزفلت دائما متحدثا ماهرا لبقا خاصة في المواقف الصعبة التي تثير الدهشة والحرج .. وكان دائما يملك الرد مهما كانت حجم المشكلة وما أن سأله الملك هذا السؤال حتى وجد المخرج .. فشرح له الرئيس أن المأكولات في كوينسي ملتزم بتقديمها في فترة محددة من الزمن وفق تعاقد لا يمكن الإخلال به .. وبأنه قد سر بأن جلالته سر من الطعام وأسف كثيرا بأنه لم يلبى له هذا الطلب .. وأنه ربما يسمح جلالته له بان يجرب واحدة من مأكولاته .. لغة الطعام وتبادل الأنخاب وتبادل المجاملات والهدايا بدايات لابد منها في مثل هذه اللقاءات .. لكنها ليست هي الموضوع .. فالرئيس قادم لزيارة الملك لأسباب تخص الدولة وليس الشخص وتخص مستقبل أمته وليس الحاضر .. وتخص إستراتيجية الدولة الشابة التي تريد أن تصبح دولة عظمى .. كان لابد أذن أن يختلي الرئيس بالملك وأن يتناقشا معا بين أخذ ورد في محادثة جوهرية دامت نحو أربع ساعات كان روزفلت خلالها لا يعرف الكلل .. فكان رغم مرضه وإجهاده وإنشغاله بالكثير من القضايا والمفاوضات الشاقة التي أضعفت صحته وأنهت على حياته بعد شهرين فقط من هذا اللقاء يبدو حيويا متألقا

روزفلت .. ما بين الحيوية وشحوب الموتى
خلال لقائه .. لاحظ إيدي أن الرئيس كان في قمة حالته كمضيف له تأثيره وحيوته وحديثه البارع الرائع .. وقال بأن عيناه كانتا كما هما دائما تتميزان ببريقهما ولمعانهما وبتلك الإبتسامة الرائعة التي دائما يكسب بها الناس في اي وقت يتحدث فيه معهم كصديق .. ومع ذلك كان بإمكانه أن يلقاه بعيدا عن الحراسة بوجهه الساكن الشاحب شحوب الموت . .. العديد من الأمريكيين الرسميين في رحلة روزفلت ولقائه بالملك عبد العزيز ألتقطوا بعضا من الحوار والحديث الذي تم بينهما ولكن معظم ماهو معروف يرجع مصدره إلى مذكرات مختصرة لإيدي. الذي كان بصفته مترجما لكلي الجانبين الرجل الأمريكي الوحيد بعد الرئيس الذي سمع مجمل مادار من حديث. يقول إيدي بأن الرئيس أدار المناقشة وفقا لما ألمح به الملك عبد العزيز من أنه لا توجد موضوعات محددة للمناقشة كما أكد بأن الملك لم يطلب مساعدات إقتصادية ولم يناقش هذا الموضوع على الرغم من الضيق والمعاناة التي تواجهها المملكة في طول البلاد وعرضها بسبب الحرب التي قطعت مصادر دخلها من منابعها .. وكان روزفلت مباشرا ودخل في صميم الموضوع فتحدث عن تعهد اليهود ومستقبل فلسطين بعد أن أصبح واضحا في ذلك الوقت بأن الإنتداب الحكومي الذي منحته عصبة الأمم بطلب من الحكومة البريطانية قبل ذلك بعشرين عاما سوف يوشك على النهاية بعد الحرب



قضية فلسطين .. الموضوع السائد في اللقاء
ولقد سال الرئيس الملك النصح فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين اليهود القادمين من بلادهم في أوروبا .. فأجابه جلالته وفقا لما جاء في المذكرة الرسمية المشتركة التي أعدت في ذلك الوقت بواسطة إيدي ويوسف ياسين مستشار الملك بأنه يرى أن اليهود عليهم أن يعودوا للعيش في البلاد التي أخرجوا منها .. أما بالنسبة لليهود الذين دمرت مساكنهم بالكامل والذين ليس لديهم فرصة العيش في أوطانهم فيجب أن يعطوا مساحة للعيش في دول المحور التي إضطهدتهم .. فقال له روزفلت أن اليهود كانوا يعارضون العودة إلى ألمانيا ويعبرون عن رغبة وجدانية للذهاب لفلسطين. لم يهتم الملك كثيرا بالحجة التي طرحت بأن اليهود الأوروبيين الباقين على قيد الحياة خائفين من العودة إلى بلادهم .. وقال بأن الحلفاء بالتأكيد سوف يسحقون النازي وسوف يهزمونهم إلى الدرجة التي لن يعد فيها تهديد وإلا فما هي أهمية هذه الحرب وما هو معناها .. وذكر بان الأعداء والذين قاموا بعملية الإضطهاد لابد لهم أن يدفعوا ثمن عدائهم وإضطهادهم .. وأكد بأنه هكذا يشن العرب الحرب .. وقال طبقا لرواية إيدي بأن التعويضات يجب أن يدفعها المجرمون وليس الأبرياء المتفرجون الذيم لم تكن لهم ناقة ولابعير .. وتساءل عن الجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا ليعاقبون عليه قائلا : مالجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا ؟ .. أنهم الألمانيون المسيحيون الذين سرقوا منازلهم ومعيشتهم .. دع الألمان يدفعون .. وقال بأن العرب واليهود لايمكن أن يتعاونوا معا لا في فلسطين ولا في أي مكان آخر .. ونبه إلى زيادة التهديدات على الوجود العربي وإلى الأزمة التي ستترتب على الهجرة المستمرة لليهود كما أكد بأن العرب سوف يختارون الموت على أن يتركوا أراضيهم لليهود . ولقد كتب تشارلز بوهلين Charles E. Bohlen في مذكراته وهو دبلوماسي أمريكي بارز كان بين الفريق الرسمي لروزفلت أن الملك أثار نقطة أخرى حول فلسطين لم تذكر في مذكرة إيدي أو حتى في التقرير المشترك الذي أعده .. وقال في هذا الكتاب وهو بعنوان شاهد على التاريخ Witness to History أن الملك أعطى خطبة مطولة حول مواقف العرب الأساسية تجاه اليهود وأنكر وجود أي صراع بين فرعي الجنس السامي في الشرق الأوسط بسبب التفاوت الثقافي والمهاري بين المهاجرين اليهود من أوروبا الشرقية وبين العرب المقيمين .

أمريكيون رسميون آخرون أرتحلوا مع روزفلت قالو في مذكرات عديدة لهم أن الرئيس بدا غير متفهم لصلابة معارضة الملك للمزيد من الهجرة نحو فلسطين .. وكرر ذلك اكثر من مرة وكان يتلقىنفس الرد السلبي .. عندئذ طرح الرئيس فكرة قال أنه سمع من تشرشل عن إعادة توطين اليهود في ليبيا والتي هي أكبر من فلسطين وأقل من حيث السكان .. فرفض الملك عبد العزيز هذه الفكرة أيضا قائلا بأن ذلك غير عادل لمسلمي شمال أفريقيا وأكد الملك أن أمل العرب مبني على كلمة شرف من الحلفاء وعلى المعروفين في الولايات المتحدة الأمريكية بحبهم للعدالة .. وردا على ذلك أعطى روزقلت وعده المشهور بأن فلسطين ستصبح حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية للعامين المقبلين وأكد بأنه أنه لن يفعل شيئا لمساعدة اليهود ضد العرب ولن يعمل أي خطوة عدائية تجاه الشعب العربي وأن حكومته لن تصنع أي تغييرات في سياستها الأساسية في فلسطين بدون إستشارة مسبقة وكاملة مع كلي العرب واليهود.

روزفلت .. وداعاً
إنتهى اللقاء وعاد روزفلت ليخبر الكونجرس بالمشكلة العربية: مشكلة المسلمين واليهود. مشيرا إلى أن ما تعلمه من إبن سعود في خمس دقائق يعادل ما تعلمه في أكثر من دستتين أو ثلاثة من الخطابات المتبادلة.

وفي الخامس من إبريل أي قبل موته بأسبوع واحد، أعاد روزفلت تكرار هذا الوعد كتابة وأرسل رسالة خطية للملك بالتحية معنونة بإسم صديقي الطيب العظيم يؤكد فيها الوعد الذي قطعه على نفسه. لكن لغة السياسة دائما تفرق بين الشخص أو الإنسان ورجل الدولة. وكان الملك ممتنا بوعد روزفلت ويبني عليه أحلاما كبيرة لكن الموت سبقه قبل تحقيق الحلم وجاء خلفه هاري ترومان ليقضي عليه نهائيا بعد تأييده لقرار التقسيم في فلسطين والإعتراف بدولة يهودية جديدة. هناك وضع روزفلت حجر الأساس للعلاقات الأمريكية السعودية رغم قصر العمر. وأرسى معالم إستراتيجية واضحة تؤكد أهمية المملكة من الناحية الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية. وجاء من بعده رؤساء وسياسيون ودبلوماسيون وخبراء ومفكرون وأساتذة جامعيون يدركون أهمية هذه العلاقة ويؤكدون على حتمية وجودها وإستمرارها. ومنهم كثيرون أقتربوا من الشارع السعودي وتعرفوا عليه وعلى أفراده ومواطنيه، هذا الشعب الطيب الكريم.

التاريخ
في وقت مبكر من عام 1945، ودون علم البريطانيين، اقترح الرئيس الأمريكي على الملك عبد العزيز آل سعود بمقابلته، وذلك إلى جانب إمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي وملك مصر فاروق الأول.
تناقش روزفلت والملك عبد العزيز حول الاستيطان اليهودي في فلسطين. روزفلت في محاولة منه للحصول على دعم الملك لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، واجه رفضا قاطعا لهذه الفكرة من مخاطبه. ثم ناقشا بعد ذلك موضوع مستقبل العائلة المالكة السعودية والنفط العربي. إنتهيا إلى اتفاق يضمن للحكم الملكي السعودي حماية عسكرية مقابل الحصول على النفط.
يرتكز اتفاق كوينسي على أربعة نقاط:

استقرار المملكة العربية السعودية هو جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة التي تقدم كذلك الحماية الغير مشروطة لعائلة آل سعود، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.
بالتالي استقرار شبه الجزيرة العربية وإعطاء القيادة الإقليمية للمملكة العربية السعودية ودورها الهام في المنطقة هم أيضا جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة.
في المقابل، تضمن المملكة الجزء الأكبر من إمدادات الطاقة للولايات المتحدة، دون أن تعطي حق الملكية لأي جزء من الأراضي السعودية، والشركات المتعاملة تقوم فقط بكراء الأراضي التي تعمل فيها. شركة أرامكو السعودية تتمتع باحتكار جميع حقول النفط في المملكة لمدة لا تقل عن 60 سنة.
بقية النقاط هي حول التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وبشأن عدم التدخل الامريكي في شؤون السياسة الداخلية السعودية.
ما بعد ذلك
بقيت السعودية متصلة ومرتبطة بالولايات المتحدة منذ اتفاق كوينسي، وذلك حتى نأي نفسها عن حليفها الأمريكي منذ 2011، بسبب عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الأهلية السورية والتقارب الإيراني الأمريكي بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية. نتيجة لذلك، رفضت السعودية مقعدها التي تحصلت عليه عند انتخاب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2013.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

اتفاق كوينسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: اتفاق كوينسي   اتفاق كوينسي Emptyالأربعاء 10 أبريل 2019, 9:30 am

تفاصيل اللقاء التاريخي السري بين روزفلت وعبدالعزيز آل سعود

أكثر ما يجعلنا متخاذلين في ذلك الواقع أن نحصر الإسلام ومنهجه في بعض الفتاوى وأحكام الحدود، أو منهج إصلاحي يتصالح مع المنظومة الإمبريالية، لنجد صنماً جديداً وصورة مشوهة لمنهج الإسلام، ولا شئ أقرب من السعودية على تلك الصورة المشوهة للإسلام.

السعودية ذلك البلد الذي يعتقد الكثيرون بأنها تقيم الدين والشريعة على أرضها، وتجدها في نفس الوقت على وفاق مع أمريكا التي تعادي إقامة الشريعة وتعتبر من يطالب بها إرهابياً متطرفاً.

علاقة أمريكا بالسعودية من أقوى العلاقات، فأمريكا تحتاج لمن يُسوِق لأفكارها ومنهجها المنعوت بكلمة “إسلامي” في الدول العربية والإسلامية، وما من دولة لها مكانة السعودية الدينية وثقتها في قلوب وعقول المسلمين، وأيضاً موقعها الاستراتيجي والثروات البترولية التي تسيل لعاب الغرب وخاصة السيد الأمريكي؛ لأن النفط يمثل شريان الحياة الرئيسي لأمريكا.

تم بدأ أول بعثة لتدريب القوات الأمريكية عام 1953م، كما أن أمريكا باعت للسعودية عدة صفقات سلاح، وزودت السعودية بمقاتلات مثل صواريخ الباتريوت والهوك والدبابات ومقاتلات المشاة وطائرات F-15s.

وهذا من ضمن صفقة أمريكا مع السعودية بأن توفر البترول بصورة مستمرة لأمريكا، وفي المقابل توفر أمريكا الدعم السياسي والأمني اللازم للنظام السعودي؛ لذلك في الواقع مكة والمدينة هم أولى المقدسات الدينية التي احتلها النظام العالمي وليس القدس. ويرجع ذلك لمحطات في تاريخ المملكة السعودية، لنمر عليها سريعاً.

الاحتلال البريطاني لبلاد الحرمين
بدأت القصة منذ مطلع القرن السادس عشر والقرون التالية له عندما احتلت بريطانيا كثيراً من أطراف العالم الإسلام، وبدأت فى الخطط الخبيثة منذ مطلع القرن التاسع عشر من أجل السيطرة علي بلاد الحجاز.

وكان الذراع المعاون لها العميل الأكبر “عبد العزيز آل سعود” مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وقدمت له المعاونة البريطانية والدعم العسكري.

وتمكنت بريطانيا فيما بعد من إعلان عبد العزيز سلطاناً على المملكة وعقدوا معه صك ضمان تحت المسمى الجديد الذى أطلقته بريطانيا وهو (المملكة العربية السعودية)، حتى اسمها من اختيارهم ونسبة لعميلهم.

وهكذا، وضعت بريطانيا آل سعود كذراع لهم على حكم بلاد الحجاز وضمنت ولائهم، وكانت سيطرتها على بلاد الحرمين كخطوة أولي لبناء دولة يهودية في القدس والسيطرة على بيت المقدس.

وفى عام 1936م قامت الثورة الكبرى التي أشعلها “الشيخ عز الدين القسام”-رحمه الله- في فلسطين، وعجزت بريطانيا عن إخماد الثورة ولكن كيف تعجز وحاكم بلاد الحرمين ذراع لها!

فاستعانت بريطانيا بعميلها “الملك عبد العزيز” الذي أرسل وزير خارجيته “فيصل” ليستجدي عرب فلسطين وزعماء الثورة من أجل إيقافها بعد أن كفل لهم وفاء (صديقتنا بريطانيا) -على حد وصفه- فأوقفت الثورة ثم أخمدت، وكان ذلك أول خطوات ضياع القدس.

وورد في رسالة الملك إلى الرئيس روزفلت –بعد قيام اليهود بعمليات اغتيال لشخصيات بريطانية-:” قام اليهود بشتى الاعتداءات، وكان من أفظعها الاعتداء على الرجل الفذ الذي كان ممتلئاً بالحب والخير لصالح المجتمع، وكان من أشد من يعطف على اليهودية المضطهدة وهو اللورد مورين”.

ومما نُشِر من وثائق تلك المرحلة موافقة “عبد العزيز” على برامج الإنجليز في الهجرة الصهيونية إلى فلسطين وعدم الاعتراض على إعطائها لليهود وموافقته على وعد بلفور الذي كان بداية المأساة.

ومنذ ذلك الحين ومكة والمدينة تحت سيطرة الإنجليز إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية وبدأ تشكيل النظام العالمي الجديد، وبرزت أمريكا والاتحاد السوفييتي كأكبر قوتان في العالم في ذلك الوقت. وتم بالفعل تقسيم العالم فيما بينهما وورث الأمريكان العرش السعودي ونفط جزيرة العرب، وأصبح لهم الحق في الإشراف على مكة والمدينة ضمن ما ورثوه من ممتلكات التاج البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية.

اللقاء بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود
تلك المقابلة التي سار عليها كل رئيس أمريكي حتى هذه اللحظة، وبرغم أن أمريكا هي الراعي الرسمي للديموقراطية في العالم، لا تلتفت أن “الملكية السعودية” لا تعطي شعوبها أي شي من حقوقهم. ولكن أصل الديموقراطية الحفاظ على الرأسمالية حتى وإن كان النظام ملكي، فلا بأس في ذلك.

التقى الرئيس الأمريكي (روزفلت) مع الملك (عبد العزيز) سراً على ظهر السفينة الحربية “كوينسي” بعد الحرب العالمية الثانية في البحيرات المرة بقناة السويس في مصر عام 1945م.

منذ ظهر عصر النفط وأمريكا هي أعلى الدول استهلاكاً للنفط في العالم، فـ كما ورد في كتاب دم ونفط فإن أمريكا تستهلك يومياً 20 مليون برميل نفط من إجمالي 80 مليون برميل يتم إنتاجه عالمياً.

وبعد أن أمدت أمريكا دول الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية بـ 6 مليار برميل من النفط، خسرت الكثير من إنتاجها المحلي، فبدأت تبحث عن مصادر جديدة للنفط غير إنتاجها المحلي، فتوجهت أنظارها بالطبع لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وجزيرة العرب. فأعلن «روزفلت» أنه يريد رؤية ثلاثة بلدان نامية يعتقد أن الولايات المتحدة ستستفيد منها في المستقبل، فقرر أن يتوقف في محطات ثلاث؛ إثيوبيا للقاء الإمبراطور «هايله سيلاسي الأول»، ومصر للقاء الملك «فاروق»، والأهم الملك «عبدالعزيز» في المملكة العربية السعودية.

فهل كان هذا اللقاء بين الملك والرئيس حدثاً تاريخياً؟
من أهمية هذه الاتفاقية أنه في الذكرى الستين من انعقادها أقامت “جمعية أصدقاء السعودية” حفلاً حضره حفيد روزفلت وعدد من بحارة السفينتين الذين شهدوا اللقاء، وألقى الرئيس الأميركي السابق “بيل كلينتون” كلمة وصف فيها القمة بأنها وضعت “بذرة علاقات الصداقة بين البلدين”.

يستعرض “إيدي” – رئيس وزراء بريطانيا- الأيام السابقة على القمة يقول: “علمت أن مستر روزفلت وهو في طريق عودته من يالتا إلى بلاده يرغب في مقابلة الملك عبد العزيز سراً على متن طراد بالبحيرات المرة بقناة السويس وكُلفت بترتيب هذا اللقاء، وكانت السرية أول ما يشغلنا لحماية أمن مستر روزفلت فلم تهدأ بعد رحى الحرب بيننا وبين الألمان، وما زالت القنابلُ تنهال على القاهرة وقناة السويس وأي هدف يكون أكثر إثارة للألمان من طراد يحمل على متنه الرئيس الأميركي والملك السعودي!

وقبل الاجتماع بيوم أو يومين فقط كان في المملكة كلها خمسة أفراد فقط يعلمون بهذا اللقاء: الملك، ووزير خارجيته، وعامل الشفرة في المفوضية الأميركية، والسيد إيدي، ورئيس وزراء سنغافورة.

كان ظهر الطراد “كوينسي” الذي يحمل الملك مزوداً بالرجال، لكن لم تطلق رصاصة تحية واحدة لأن اللقاء كان يتم بعيداً عن علم الدول المجاورة، واستغرق الحديث بينهما ساعة وربع الساعة.

وبعد مناقشة تطورات الحرب واستعراض الثقة بأن الألمان منهزمون لا محالة، أعرب روزفلت عن مشكلته الخطيرة التي يأمل أن يجد لها مساعدة ونصيحة عند الملك وهى إنقاذ البقية الباقية من اليهود في وسط أوروبا الذين يذوقون رعباً لا يوصف على يد النازيين.

كان رد الملك عاجلاً ومقتضباً:

“أعطهم وأحفادهم أراضي الألمان ومنازلهم فهم الذين اضطهدوهم”. فأجابه الرئيس بأن للناجين من اليهود رغبة عاطفية في العيش في “فلسطين” وأنهم في الحقيقة يخشون الإقامة في ألمانيا حيث قد ينالهم العذاب ثانية.

فقال الملك:

“إنه لا يشك أن لدى اليهود أسباباً قوية تمنعهم من الثقة بالألمان إلا أنه لا يشك أيضاً في أن الحلفاء سيدمرون قوة النازيين للأبد وسيكون نصرهم عزيزاً بحيث يوفر الحماية لضحايا النازية وإنني لا أستطيع أن أترك عدواً لي في وضع يسمح له برد الضربة بعد الهزيمة.”

وعاد روزفلت يقول:

“إنه يعتمد على الكرم العربي وعلى مساعدة الملك في حل المشكلة الصهيونية.”

فأجابه الملك متسائلاً:

“أي شر ألحقه العرب بيهود أوروبا؟ إنهم المسيحيون الألمان سرقوا أموالهم وأرواحهم، إذن فليدفع الألمان الثمن، ويسكن اليهود ألمانيا.”

ولما عاود الرئيس يشكو أن الملك لم يمد له يد العون لحل هذه المشكلة، بدا أن صبر الملك قد نفذ فقال بشئ من الحدة:

إن من تقاليد العرب توزيع الضحايا الناجين من المعركة على العشائر المنتصرة وفقاً لعدد كل عشيرة ومقدار ما أسهمت به من ماء وطعام للمحاربين، وإن في معسكر الحلفاء (50) بلداً أفقرها وأصغرها “فلسطين” التي عُهِد إليها بأكثر مما تطيق من اللاجئين الأوربيين.

ما بعد اللقاء
لم يتوصلا إلى أي اتفاق حول فلسطين، إلا أنهما يريدان المُضي قدماً على ما التقيا حوله خلال هذا الاجتماع القصير نسبياً. وتُوفيَّ الرئيس روزفلت بعد شهرين، وكان قد وعد الملك في الاجتماع وبعد ذلك كتابة:”أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي قرار نهائي حاسم بشأن فلسطين دون التشاور الكامل مع جميع الأطراف المعنية”. وأخذ الملك ذلك كالتزام من الولايات المتحدة ككل وليس من «روزفلت» فقط. ومع ذلك؛ فقد كان ما تعهد به الرئيس «روزفلت» غير ملزما لخليفته «هاري ترومان»، فقد أيد «ترومان» قرار تقسيم فلسطين وهو ما أزعج الملك بشدة.

وبحلول الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل استقلالها في عام 1948 فهم الملك أن مستقبل المملكة العربية السعودية يكمن في شراكة قوية مع الولايات المتحدة. وعندما حثه زعماء عرب آخرين مثل “الرئيس السوري” لسحب امتيازات التنقيب عن النفط مع شركة آرامكو لأن «ترومان» اعترف بإسرائيل، رفض الملك ورد على الرئيس السوري ما معناه “أنك تتكلم والكلام سهل، ولكني أتحمل مسئولية بلد شاسع لا يملك بنية تحتية ولا خدمات عامة ولا طرق يسلكها الناس، وأن النفط هو السبيل الوحيد الذي أملكه للتطوير والأمريكان يريدونه، وأنا بحاجة إلى الأمريكيين”.

وبحلول ذلك الوقت كان للولايات المتحدة قنصلية وقاعدة جوية في «الظهران»، وكان ذلك بمثابة الأساس لعلاقة باتت كاملة تماماً كما كان «روزفلت» والملك يخططان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
اتفاق كوينسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  السعودية والولايات المتحدة من اتفاق كوينسي إلى سياسات ترامب المجهولة
» اتفاق (أوسلو) أو اتفاق (غزة - أريحا Oslo I Accord
» اتفاق شرم الشيخ
» اتفاق أوسلو
»  ما هو اتفاق بريكست؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: الوثائق :: وثائق ومعاهدات-
انتقل الى: