منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مهابط الوحي ثلاثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مهابط الوحي ثلاثة  Empty
مُساهمةموضوع: مهابط الوحي ثلاثة    مهابط الوحي ثلاثة  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 3:17 am

مهابط الوحي ثلاثة 
1. مهبط مكاني ؛ وهي مكة المكرمة ؛ وهي مركز اليابسة ؛ قال تعالى : ( لتنذر أم القرى ومن حولها ). « الأنعام 92» ؛ «الشورى 7 »
2. مهبط زماني : وهو شهر رمضان ؛ قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ).
3. مهبط بشري ؛ وهو قلب النبي محمد - صل الله عليه وسلم - قال تعالى : ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ) « الشعراء 193 - 194 »
وأغلب المسلمين لم يلتقوا إلا بمهبط واحد من مهابط الوحي ألا وهو المهبط الزماني في شهر رمضان ؛ وكثير منهم شهد المهبطين الزماني ؛والمكاني في الحج والعمرة.
ولم يجتمع تلك الثلاثة إلا لصحابة النبي صل الله عليه وسلم. 
وهذا من مناقبهم. رضي الله عنهم أجمعين.











كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله

1- عن عائشة رضي الله عنها.إن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.قال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال: " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس - وهو أشده علي - - فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا يكلمني فأعي ما يقول ".قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته صل الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وأن جبينه ليتفصد عرقا خرجاه في الصحيحين من حديث مالك به (

2-وفي حديث الافك قالت عائشة: فوالله ما رام رسول الله صل الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه.
فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه كان يتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل الوحي الذي نزل عليه.

3-وقال الامام أحمد: عروة عن عبد الرحمن بن عبدالقاري سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صل الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل،

4-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت.قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كربه ذلك وتربد وجهه - وفي رواية وغمض عينيه - وكنا نعرف ذلك منه 

5-وفي الصحيحين حديث زيد بن ثابت حين نزلت: (لايستوى القاعدون من المؤمنين) فلما شكى ابن أم مكتوم ضرارته نزلت: (غير أولى الضرر) قال وكانت فخذ رسول الله صل الله عليه وسلم على فخذي وأنا أكتب فلما نزل الوحي كادت فخذه ترض فخذي.

6-وفي صحيح مسلم ، عن يعلى بن أمية.قال: قال لي عمر: أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صل الله عليه وآله وهو يوحى إليه ؟ فرفع طرف الثوب عن وجهه وهو يوحى إليه بالجعرانة، فإذا هو محمر الوجه.وهو يغط كما يغط البكر.

7-وثبت في الصحيحين من حديث عائشة لما نزل الحجاب، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى المناصع ليلا، فقال عمر: قد عرفناك يا سودة.فرجعت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فسألته وهو جالس يتعشى والعرق في يده، فأوحى الله إليه والعرق في يده، ثم رفع رأسه فقال: " إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن ".

فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية، بدليل أنه جالس ولم يسقط العرق أيضا من يده صلوات الله وسلامه دائما عليه.


8-وقال أبو داود الطيالسي: ، عن ابن عباس. قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي تربد لذلك جسده ووجهه وأمسك عن أصحابه ولم يكلمه أحد منهم.

9-وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو قلت: يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال: " نعم اسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك، وما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيظ منه ".

10- قد ثبت في الصحيحين نزول سورة الفتح على رسول الله صل الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية، وهو على راحلته، فكان يكون تارة وتارة بحسب الحال والله أعلم

11- قال الله تعالى: " لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) [ القيامة: 16 - 19 ] وقال تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علما) [ طه: 114 ] وكان هذا في الابتداء، كان عليه السلام من شدة حرصه على أخذه من الملك ما يوحى إليه عن الله عزوجل ليساوقه في التلاوة، فأمره الله تعالى أن ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسر عليه تلاوته وتبليغه، وأن يبينه له، ويفسره ويوضحه ويوقفه على المراد منه.


ولهذا قال: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) وقال: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه) أي في صدرك (وقرآنه) أي وأن تقرأه (فإذا قرأناه) أي تلاه عليك الملك (فاتبع قرآنه) أي فاستمع له وتدبره (ثم إن علينا بيانه) وهو نظير قوله (وقل رب زدني علما).

12-وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك شفتيه، فأنزل الله 

(لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه)
 قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه: (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) فاستمع له وأنصت (ثم إن علينا بيانه) 
قال فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عزوجل


13- قال ابن إسحاق: ثم تتابع الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وهو [ مؤمن بالله ] مصدق بما جاءه منه، : وآمنت خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله ووازرته على أمره،

وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدقت بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن رسوله [ صلى الله عليه وسلم ]، لا يسمع شيئا [ مما ] يكرهه من رد عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنها وأرضاها. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب، اللؤلؤ المجوف لا صخب فيه ولا نضب ". الصحيحين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مهابط الوحي ثلاثة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهابط الوحي ثلاثة    مهابط الوحي ثلاثة  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 3:18 am

كيف ينزل الوحي على رسول الله ؟
أ.د. راغب السرجاني 

مقال يتناول نزول جبريل في غار حراء على الحقيقة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولماذا يأتي الوحي شديدا؟ كيف ينزل الوحي على رسول الله( صل الله عليه وسلم؟)؟
جبريل في الغار:
عاد رسول الله (صل الله عليه وسلم )إلى الغار ليُكمل جواره، وكان هذا في شهر رمضان كذلك، وكما تعوَّد في الأيام الأخيرة تحقَّقَتِ الرؤيا التي رآها كفلق الصبح، وجاءه جبريل عليه السلام كما رأى في الرؤيا تمامًا!

دخل عليه جبريل عليه السلام في الغار وقال له: "اقْرَأْ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ. قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5]"[1]. وهكذا تحقَّق ما رآه صل الله عليه وسلم في رؤياه تمامًا بتمام، ولنا مع هذا الموقف وقفات ..

وقفة مع نزول جبريل على رسول الله ( صل الله عليه وسلم):
قد يسأل سائل: لماذا الضغطة المتكرِّرة؟ ولماذا الإجهاد على رسول الله ( صل الله عليه وسلم؟) ولماذا التخويف له بهذه القوَّة الجبارة التي يراها من جبريل (عليه السلام)؟.

ذلك فيما يبدو ليعلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الأمر حقيقي، وأنه غير واهم، وأنه يتألم ألمًا حسيًّا لما يراه؛ فمعنى ذلك أنه ليس هناك نوع من الأوهام أو الخيالات يراها، ثم إن هذا نوع من التدرُّج في طريقة نزول الوحي؛ فالوحي سينزل ثقيلاً هكذا؛ يقول ربنا عز وجل: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5]. وكلمة {ثَقِيلاً} لا تعني فقط الثقل في المعنى أو المحتوى أو الأهمية أو القيمة، إنما تعني كذلك الثقل الحسي المادي؛ لأن رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) عندما كان يُلْقَى عليه الوحي كان يشعر بثقل حقيقي مادي يقع عليه.

يُؤَكِّد ذلك زيد بن ثابت رضي الله عنه حين قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أَمْلَى عَلَيْهِ "لاَيَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ". قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّهَا عليَّ فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدتُ. وكان رجلاً أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله (صل الله عليه وسلم ) وفخذه على فخذي، فَثَقُلَتْ عليَّ حتَّى خِفْتُ أن تَرُضَّ فخذي (أي تدقها أو تكسرها)، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل الله عز وجل: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95][2].

فالثقل الذي كان للوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل فخذه تشتدُّ ثقلاً على فخذ زيد بن ثابت رضي الله عنه، حتى كادت أن تُكْسَر، وهذا يعني ثقلاً ماديًّا حسيًّا كان ينزل عليه صلى الله عليه وسلم، وتقول عائشة رضي الله عنها: "إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا (جِرانُ البعير مقدَّم عُنقه من مذبحه إلى منحره)[3]. وهذا يعني أن الراحلة أو الدابَّة كانت -أيضًا- تشعر بالثقل الذي ينزل على رسول الله (صل الله عليه وسلم )عندما يُوحى إليه.

فمعظم صور الوحي التي كانت تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه في شكل شديد، بعضها أشد من بعض؛ سأل الحارث بن هشام (رضي الله عنه ) رسول الله (صلى الله عليه وسلممهابط الوحي ثلاثة  Smile يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله (صل الله عليه وسلم) :"أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ (يقلع وينجلي ما يتغشاني منه) عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ"[4].

وهذا يعني أن الوحي كان يأتي في درجات شدَّة متفاوتة أشدُّها صلصلة الجرس، وبعضها أقل شدَّة من ذلك؛ ولكنه على العموم يأتي شديدًا، وتقول عائشة (رضي الله عنها): "وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا" [5].

هذا كله يعني أن الوحي سيأتي بشكل شديد؛ ومن ثَمَّ كانت الضغطة والضمَّة التي يقوم بها جبريل عليه السلام لتدريب الرسول صل الله عليه وسلم على ما سيأتي لاحقًا؛ ولإعلامه بالطريقة الشديدة التي سيأتي بها الوحي في السنوات القادمة.

ولماذا يأتي الوحي بهذه الشدة؟
إن هذا -فيما أرى- نوع من الابتلاء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فقد كان أشدَّ الناس بلاءً؛ فابتُلي في أهله، وماله، وبلده، وأصحابه، وأمور أخرى كثيرة، وكان يُوعَك مثلما يُوعك الرجلان من أُمَّته[6]، وهذا ابتلاء من نوع جديد يتعرَّض له رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهو ابتلاء تحمُّل ثقل الوحي عليه، وكما يقول (صلى الله عليه وسلم )في الحديث: "أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ"[7]. فهذا نوع من الاختبار والامتحان للأنبياء، وكان صل الله عليه وسلم أشدَّ الناس ثباتًا، وأشدَّ الناس تقبلاً لهذا الأمر؛ حتى إنه كان يشتاق إلى ذلك الوحي مع شدَّته عليه.

يروي ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال لجبريل: "مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟"، فنزلت: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: 64][8]. فمع هذه الشدَّة فإن رسول الله (صل الله عليه وسلم ) كان يرى من ورائها الخير والهدى والرشاد والنفع للأُمَّة الإسلامية، وكان يشتاق لجبريل عليه السلام، ولكلام الله عز وجل؛ ومن ثَمَّ كان يطلب تكرار الزيارة، وتكرار نزول الوحي، مع كونه ثقيلاً عليه، ومؤلمًا له.

ولعلَّه من الواضح أنه من رهبة الموقف وشدَّة الضغطة لم يستحضر رسول الله (صل الله عليه وسلم) ما حفظه من كلام الملك في الرؤيا، فلم يرد على الملك عندما سأله: اقرأ. لم يرد عليه بالكلمات التي حفظها من الرؤيا السابقة؛ ولكنه قال: ما أنا بقارئ. وبالتالي تكرَّرت الضمات الثلاث كما بيَّنَّا، وليتحقق قدر الله عز وجل في حدوث الرؤيا على الحقيقة كفلق الصبح.


بعد هذا الموقف اختفى الملك، وخرج ( صل الله عليه وسلم ) من الغار مرتعبًا مرَّة أخرى إلى خديجة رضي الله عنها، وكما تقول عائشة رضي الله عنها في روايتها: "يَرْجُفُ فُؤَادُهُ" أي يرتعش فؤاده، وفي رواية "تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ (بادرة وهي لحمة بين المنكب والعنق)"[9]. ووصل إلى خديجة (رضي الله عنها ) وقال لها: "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي". فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وأخبرها الخبر، ثم قال: "لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي".

كانت كلمة: "خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي" من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) دلالة على أنه ما زال مرعوبًا مما رأى، ومن الواضح أنه حتى مع هذه التأكيدات التي شاهدناها قبل ذلك في القصة من ورقة بن نوفل، ومن الملك الذي وقف له في السماء، ومن غير ذلك من المشاهدات والإرهاصات؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال غير متيقن من كونه نبي هذه الأُمَّة؛ حيث إن التصريح بالرسالة من الملك كان مرة واحدة عند خروجه صلى الله عليه وسلم من الغار في المرة الأولى بعد "الرؤيا"، ولم يُصَرِّح له الملك بالرسالة عندما جاءه على الحقيقة في الغار، إنما اكتفى بقراءة الآيات دون أن يُوَضِّح مراده منها؛ لذا فإنه من الممكن أن يكون قد دخل في روعه صلى الله عليه وسلم أنه من المحتمل أن يكون هذا مسًّا من الجنِّ، ومسُّ الجنِّ يُحدث ألمـًا جسديًّا في مَن يُصيبون، ويُؤَدِّي إلى أمراض حقيقية يعاني منها البشر، فخشي (صل الله عليه وسلم )أن يكون الوضع كذلك.

ولذلك جاء ردُّ فعل خديجة (رضي الله عنها و)اضحًا فقالت: "كَلاَّ وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا". بمعنى أن الله عز وجل لن يفعل بك مكروهًا فيُعطيك الأمارات على أنك رسول، ثم يسحب منك هذه الأمارات، أو يُعطيك الأمل على أنك الذي ستحمل الهداية للناس، ثم بعد ذلك تُصبح مريضًا بسبب الجنِّ أو بغيره، فأنت لا يمكن أبدًا أن يقع معك هذا الخزي من الله عز وجل، وعَلَّلَتْ خديجة رضي الله عنها ثقتها في عدم وقوع الخزي لرسول الله صل الله عليه وسلم بقولها المشهور: "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ"[10].

فهذه خمسة أعمال تقوم بها، لا يستقيم معها أن تتعرَّض للخزي من الله عز وجل، وفي رواية زادت صفة سادسة حيث قالت: "وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ"[11]. 
والذي يلفت النظر حقيقةً في كلمات خديجة رضي الله عنها أنها علَّقت في هذه الصفات على علاقة الرسول (صل الله عليه وسلم )بالناس، ولم تُعَلِّق خديجة في كلماتها على تَعَبُّده أو تَحَنُّثه في الغار، وفي هذا دلالة على أن المحكَّ الحقيقي للداعية هو في علاقته بالناس، وفي الاختبار الكبير الذي يقع فيه عندما يتعامل مع الطوائف المختلفة في المجتمع، خاصة إن كانت هذه الطوائف طوائف ضعيفة؛ كالمعدومين، أو كالمساكين، أو كالواقعين في أزمة من الأزمات.

فكان ( صلى الله عليه وسلم ) في مثل هذه الأمور هو المتحرِّك الأول، والمعين الأكبر لهؤلاء الضعفاء في بلده، وهنا تلحظ خديجة رضي الله عنها هذا الأمر، وتربط به بين علاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وبين علاقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالله عز وجل؛ فتقول: إن مَنْ يفعل هذه الأمور فإن الله عز وجل لا يمكن أبدًا أن يخزيه. ولسان حالها يتحدَّث بما قاله صل الله عليه وسلم بعد ذلك عندما أصبح رسولاً: "وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"[12].

[1] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم(3)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، (160).
[2] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]، (2677)، والترمذي (3033)، والنسائي (4308).
[3] أحمد (24912)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح وهذا سند حسن. وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8/257.
[4] البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، (3043)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب عرق النبي صل الله عليه وسلم في البرد وحين يأتيه الوحي، (2333).
[5] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، (2)، والترمذي (3634)، والنسائي (1006)، وأحمد (26241).
[6] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ". البخاري: كتاب المرضى، باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأول فالأول، (5324)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة، (2571).
[7] النسائي: كتاب الطب، أي الناس أشد بلاء، (7482)، واللفظ له، وأحمد (27124)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن. والدارمي (2783)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن والحديث صحيح. وابن حبان (2900)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
[8] البخاري: كتاب التفسير، سورة مريم، (4454)، والترمذي (3158)، والنسائي (11319)، وأحمد (2043).
[9] البخاري: كتاب التعبير، باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا، (6581)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، (160).
[10] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (3)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، (160).
[11] البخاري: كتاب التعبير، باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا، (6581)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، (160).
[12] مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، (2699)، وأبو داود (4946)، والترمذي (1425).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مهابط الوحي ثلاثة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهابط الوحي ثلاثة    مهابط الوحي ثلاثة  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 3:19 am

انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى
: أ.د. راغب السرجاني 
ملخص المقال
حول موقف سخرية أم جميل امرأة أبي لهب من رسول الله صل الله عليه وسلم أثناء مرض الرسول وانقطاع الوحي فأنزل الله تعالى سورة الضحى انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى

أهم مقتطفات المقال
انقطاع الوحي, نزول سورة الضحى, سبب نزول سورة الضحى, اسباب نزول سورة الضحى, سوره الضحى, أم جميل ورسول الله, أم جميل امرأة أبي لهب, ام جميل زوجه ابو لهب, انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى, انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى راغب السرجاني, انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى قصة الاسلام,

ومن وقائع سخرية المشركين من رسول الله صل الله عليه وسلم ما حدث من النساء المشركات! وقد رأينا قبل ذلك تعديات أم جميل امرأة أبي لهب، وهذا موقف آخر لامرأة تسكن إلى جوار رسول الله صل الله عليه وسلم، وبعض الشُّرَّاح للحديث يجعلون المرأة هنا أمَّ جميل كذلك.

يروي جُنْدُب بن سفيان رضي الله عنه، قَالَ: اشْتَكَى (أي مَرِضَ) رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ (أي فترك صلاة الليل - التهجد) لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ [11]، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مَنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1-3] [12].

والقصة أن رسول الله صل الله عليه وسلم مَرِض لليلتين أو ثلاثًا، فلم يقم بما اعتاد عليه من قيام الليل؛ ولذلك لم تسمعه جارته يقرأ القرآن، وتزامن في الوقت نفسه مع ذلك عدم نزول الوحي للمدة نفسها؛ فقالت المرأة المشركة هذه الكلمات مما أحزن رسول الله صل الله عليه وسلم.

وقد يكون عدم نزول الوحي في هذه الفترة لأجل مرضه وشكواه، فلم يُرِد الله أن يجمع عليه مع المرض ثِقَل الوحي؛ ولكن نزل الوحي بعد ذلك سريعًا ليُطَمْئِن قلب رسول الله صل الله عليه وسلم، بل يُبَشِّره بعطاء رب العالمين له؛ قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5].

وبعض العلماء يخلط بين انقطاع الوحي هنا وانقطاعه الأول عند بدايات البعثة، والواقع أنهما مختلفان، وهذه المرَّة الأخيرة كانت قصيرة كما أوضحنا، ونزلت بعدها سورة الضحى؛ بينما كانت الفترة الأولى أطول، ونزل بعدها صدر سورة المدثر.

وما يعنينا الآن في هذا الموقف هو أن نُبَيِّن مدى الجرأة والسفاهة التي بلغت بقريش؛ حيث تخرج المرأة لتسخر من الدعاة والمؤمنين، فلا تجد أبًا يردعها، أو زوجًا ينهاها، فلقد بدا واضحًا أن مكة فقدت عقلها وصوابها.

وكانوا يسخرون من فقر الرسول صل الله عليه وسلم، وقلة أصحابه، ويتناسون شرف قبيلته، وعِظَم تاريحه كأصدق مَنْ عرفوا، وأنبل من قابلوا.. كانوا يتناسون ذلك ويُظهرون عجبهم من قلَّة شأنه؛ وفي هذا قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} [الفرقان: 41-43].

__________________

[1] قال ابن حجر: هي العوراء بنت حرب أخت أبي سفيان وهي حمالة الحطب زوج أبي لهب. انظر: فتح الباري 1/319، 3/9، 8/710، 738.

[2] البخاري: كتاب التفسير، سورة الضحى، (4667)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صل الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، (1797).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مهابط الوحي ثلاثة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهابط الوحي ثلاثة    مهابط الوحي ثلاثة  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 3:22 am

- كيف بدأ الوحي إلى رسول الله صل الله عليه وآله، وذكر أول شئ أنزل عليه من القرآن العظيم


-كان ذلك وله صل الله عليه وآله من العمر أربعون سنة.

قال البخاري ، عن عائشة رضي الله عنها.أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صل الله عليه وآله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.فجاءه الملك
فقال: اقرأ.فقال: ما أنا بقارئ.قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد.ثم أرسلني فقال: 
(اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم)

[ أول سورة العلق ] فرجع بها رسول الله صل الله عليه وآله يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد.فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.فقال لخديجة وأخبرها الخبر - لقد خشيت على نفسي.فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدا.إنك لتصل الرحم وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق (الحادثة الحادثة)، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة.وكان أمرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب.


وكان شيخا كبيرا قد عمي.فقالت له خديجة: يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صل الله عليه وسلم خبر ما أري.فقال له ورقة: هذا الناموس (صاحب السر) الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا (قال ابن حجر في فتح الباري: الجذع: هو الصغير من البهائم: كأنه تمنى أن يكون عند ظهور الدعاء إلى الاسلام شابا ليكون أمكن لنصره.)،
ليتني أكون حيا، إذ يخرجك قومك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم ؟ " فقال: نعم.لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي.وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة.حتى حزن رسول الله صل الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه. فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا كمثل ذلك. قال فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له: مثل ذلك.

2- جابر بن عبد الله الانصاري قال - وهو يحدث عن فترة الوحي - فقال في حديثه: " بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض.فرعبت منه.فرجعت فقلت: زملوني، زملوني فأنزل الله: (يا أيها المدثر، قم فانذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر) [ سورة المدثر: 1 ] فحمي الوحي وتتابع " البخاري



-عمره صل الله عليه وسلم وقت بعثته وتاريخها


1-عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صل الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن، وهو ابن أربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر سنين.ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عجائب قبل بعثته فمن ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " إني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لاعرفه الآن " 
وإنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخلاء والانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الاوثان والسجود للاصنام، وقويت محبته للخلوة عند مقاربة إيحاء الله إليه صلوات الله وسلامه عليه. وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة يتنسك فيه.


وكان من نسك قريش في الجاهلية، يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا انصرف من مجاورته [ وقضائه ] لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة. 

وهذا يدل على أن هذا كان من عادة المتعبدين في قريش أنهم يجاورون في حراء للعبادة
2-وحراء ، وهو جبل بأعلى مكة على ثلاثة أميال منها عن يسار المار إلى منى، له قلة مشرفة على الكعبة منحنية والغار في تلك الحنية وقد كان نزول صدر هذه السورة الكريمة وهي: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) (2) وهي أول ما نزل من القرآن كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال: " ذاك يوم ولدت فيه، ويوم أنزل علي فيه " وقال ابن عباس: ولد نبيكم محمد صل الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين .

3-وقال ابن عباس وجابر أنه ولد عليه السلام، وفي الثاني عشر من ربيع الاول يوم الاثنين وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء، قال الامام أحمد: ، عن واثلة بن الاسقع أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوارة لست مضين من رمضان، والانجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لاربع وعشرين خلت من رمضان " ولهذا ذهب جماعة من الصحابةوالتابعين، إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين.

4- وكان اول لقاء القراءة برسولنا فى غار حراء حينما قال لة الكريم جبريل اقراء فقال - وهو خائف يرعد - " ما قرأت كتابا قط ولا أحسنه وما أكتب وما أقرأ " فأخذه جبريل فغته غتا شديدا.ثم تركه فقال له: اقرأ.فقال محمد صل الله عليه وسلم: " ما أرى شيئا أقرأه، وما أقرأ، وما أكتب " فغطني أي خنقني " حتى بلغ مني الجهد "

وفعل به ذلك ثلاثا. فرجع بها رسول الله صل الله عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده فقال: " زملوني زملوني " فلما ذهب عنه الروع قال لخديجة: " مالي ؟ أي شئ عرض لي ؟ " وأخبرها ما كان من الامر.ثم قال:

" لقد خشيت على نفسي وذلك لانه شاهد أمرا لم يهده قبل ذلك، ولا كان في خلده.ولهذا قالت خديجة: ابشر، كلا والله لا يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف - أي تكرمه في تقديم قراه، وإحسان مأواه.
وتعين على نوائب الحق ، أي إذا وقعت نائبة لاحد في خير أعنت فيها، وقمت مع صاحبها حتى يجد سدادا من عيش أو قواما من عيش، : ثم أخذته فانطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل.وكان شيخا كبيرا قد عمي. وقالت: ابن عم اسمع من ابن أخيك، فلما قص عليه رسول الله صل الله عليه وسلم خبر ما رأى قال ورقة: سبوح سبوح (في سيرة ابن هشام: قدوس قدوس، أي طاهر طاهر.)، هذا الناموس الذي أنزل على موسى، : يا ليتني فيها جذعا. يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم ؟ " : نعم ! إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي،وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا أي أنصرك نصرا عزيزا أبدا. : " ثم لم ينشب ورقة أن توفي " أي توفي بعد هذه القصة بقليل ( 

وقد قال الامام أحمد: عن عائشة.أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال: " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض ".وفى رواية : " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس ".و قال رسول الله صل الله عليه وسلم: 
" لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين " وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده ".
وسئل عن أبي طالب فقال: " أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها " وسئل عن خديجة لانها ماتت قبل الفرائض
وأحكام القرآن فقال: " أبصرتها على نهر في الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب "


6-فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى جواره من شهره ذلك، كان أول ما يبدأ به، إذا انصرف من جواره، الكعبة، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله [ تعالى ] به فيه ما أراد من كرامته، من السنة التي بعثه فيها وذلك الشهر [ شهر ] رمضان، خرج [ رسول الله صل الله عليه وسلم ] إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته، ورحم العباد به، جاءه جبريل بأمر الله تعالى.


فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: " فجاءني [ جبريل ] وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب.
فقال اقرأ ؟ قلت ما أقرأ ؟ قال فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، [ قال ]: قلت ما أقرأ ؟ قال فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال اقرأ، قلت ما أقرأ ؟ قال فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني.
فقال اقرأ قلت: ماذا اقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتدا منه أن يعود لي بمثل ما صنع (1) بي فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم).
قال فقرأتها ثم انتهى وانصرف عني وهببت من نومي فكأنما كتب في قلبي كتابا 

قال فخرجت حتى
إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي إلى السماء أنظر فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل.
فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء، فما أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، فبلغوا [ أعلى ] مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ثم انصرف عني.وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا (أي ملتصقا) إليها، فقالت: يا أبا القاسم أين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي.


ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت أبشر يا ابن العم وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لارجو أن تكون نبي هذه الامة.
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صل الله عليه وآله فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسى، وأنه لنبي هذه الامة، وقولي له: فليثبت.
فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة فلما قضى رسول الله صل الله عليه وسلم جواره وانصرف، صنع كما كان يصنع، بدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال: يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت فأخبره، فقال له ورقة: والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الامة، ولقد جاءك الناموس الاكبر الذي جاء موسى، ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لانصرن الله نصرايعلمه.
ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم إلى منزله "

7-قال أبو سليمان الخطابي: وإنما فعل ذلك به ليبلو صبره ويحسن تأديبه فيرتاض لاحتمال ما كلفه به من أعباء النبوة، ولذلك كان يعتريه مثل حال المحموم وتأخذه الرحضاء أي البهر والعرق.

وقال غيره: إنما فعل ذلك لامور: منها أن يستيقظ لعظمة ما يلقى إليه بعد هذا الصنيع المشق على النفوس.كما قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) [ سورة المزمل: 5 ] ولهذا كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه الوحي يحمر وجهه ويغط كما يغط البكر من الابل ويتفصد جبينه عرقا في اليوم الشديد البرد.
8-وقال ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة، كان إذا خرج لحاجة أبعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله قال فيلتفت حوله عن يمينه وعن شماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة.فمكث [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] كذلك يرى ويسمع، ما شاء الله أن يمكث، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء -: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يجاور في حراء في كل سنة شهرا بتحنث قال وكان ذلك مما يحبب به قريش في الجاهلية.

9-أبي حكيم مولى آل الزبير أنه حدثه عن خديجة بنت خويلد أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بينه مما أكرمه الله به من نبوته: يا ابن عم تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك.فقال نعم ! فقالت: إذا جاءك فأخبرني.فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاء جبريل فرآه رسول الله صل الله عليه وسلم.فقال: يا خديجة ! هذا جبريل فقالت: أتراه الآن ؟ قال: نعم ! قالت: فاجلس إلى شقي الايمن، فتحول فجلس، فقالت أتراه الآن ؟ قال: نعم ! 

قالت فتحول فاجلس في حجري فتحول [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فجلس في حجرها فقالت هل تراه الآن ؟ قال: نعم ! فتحسرت رأسها فشالت خمارها ورسول الله صل الله عليه وسلم جالس في حجرها فقالت هل تراه الآن ؟ قال: لا.قالت ما هذا بشيطان إن هذا لملك يا ابن عم فاثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن ما جاء به هو الحق.
قال البيهقي: وهذا شئ كان من خديجة تصنعه تستثبت به الامر احتياطا لدينها وتصديقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مهابط الوحي ثلاثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثنائية الوحي وتفسير الوحي
» نزول الوحي تكريم للبشرية
» بداية نزول الوحي وشق صدر النبي
»  الوحي الرباني مفهومه وحقيقته
» انقطاع الوحي ونزول سورة الضحى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: