لماذا أُطلِق اسم عرفات وهنيّة على شارِعيْن بتل أبيب؟ الإسرائيليون مُحبطون والشوارع بالمدينة تذكِّر الاحتلال بإخفاقه أمام المقاومة الفلسطينيّة وارتفاعٌ حادٌّ بحالات انتحار الجنود
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
ذكرت القناة السابعة الإسرائيليّة أنّ العشرات من نشطاء ما يُسمّى مشروع “النصر الإسرائيليّ” قاموا ليل أمس بإعادة تسمية الشوارع الرئيسية في مدينة تل أبيب بأسماء تُبيّن حجم إحباط جمهور العدو والمستوطنين إزاء ضعف حكومة الاحتلال أمام فصائل المقاومة الفلسطينية.
وبحسب التقرير في القناة العبريّة، فقد جرى استبدال لافتة شارع “روتشيلد” إلى اسم “شارع الملاجئ”، وتم استبدال لافتة شارع “رينس” إلى اسم “شارع سبارو” (بالإشارة إلى عملية مطعم سبارو الفدائية نفّذتها كتائب القسام عام 2001 قتل إثرها 15 إسرائيليًا)، علاوةً على ذلك، تمّ استبدال لافتة شارع “استير همليخ” إلى شارع “الدولفيناريوم”(حيث قتل 21 إسرائيليا وجُرح أكثر من 120 آخرين في عملية فدائية عام 2001)، وتمّ استبدال لافتة شارع “بني تصيون” إلى شارع “البالونات الحارقة”، كما تمّ استبدال لافتات شوارع أخرى وتسميتها بـ شارع “إسماعيل هنية” وشارع “عقوبة الإعدام للإرهابيين” وشارع “الأبناء الثلاثة” (في إشارة للجنود الثلاثة الذين اختطفوا في الضفة قبل حرب 2014)، وشارع “صفارات الإنذار”، وشارع “ياسر عرفات” وشارع “الهزيمة”.
ونوهّت القناة العبرية إلى أنّ الاحتجاج جاء في أعقاب استطلاع واسع نشر الأسبوع الماضي بشأن الصراع مع الفلسطينيين وأظهر أنّ الجمهور الإسرائيليّ يشعر بخيبة أمل إزاء اليد الناعمة للحكومة الإسرائيليّة أمام حماس، وانتقدوا اتفاق وقف إطلاق النار في جولة القتال الأخيرة في قطاع غزّة بين المُقاومة الفلسطينيّة وبين جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبريّة أنّ عدد الجنود الإسرائيليين في الخدمة النظامية الذي أجريت لهم جلسات مع المعالجين النفسيين في الجيش ارتفع بنسبة 40 بالمائة خلال السنوات العشر الأخيرة. وحسب تقرير نشرته مجلة عسكرية اقتبست “هآرتس” منه، فقد أجري العام الماضي، مثلا 47 ألف لقاء بين الجنود وضباط الخدمة النفسية في الجيش، بزيادة قدرها 2500 لقاء عن التي أجريت خلال العام الذي سبقه
وحذرت رئيسة قسم العلاج النفسي في سلاح الجو الإسرائيلي، ليئا شلاف، من أنّ التغيير الكبير، أي زيادة أعداد الجنود المعالجين، منذ عام 2010 قد يؤدي إلى تراجع أداء المعالجين النفسيين، على حدّ تعبيرها، لافتةً في الوقت عينه، كما ورد في التقرير، إلى أنّ الزيادة هذه تعتبر متطرفة جدًا، على حدّ تعبيرها.
وقالت إنّ أسباب هذا الارتفاع مرتبطة بالوضع الاقتصاديّ-الاجتماعيّ الصعب لدى قطاعاتٍ كبيرةٍ من الإسرائيليين، مع تراجع الدافعية للخدمة العسكرية، وتعاظم الرغبة في كسب المال واستغلال الوقت للاحتياجات الشخصية للجنود، طبقًا لأقولها.
عُلاوةً على ذلك، ذكرت أنّ هذا الضغط على المعالجين النفسيين سينعكس بشكلٍ سلبيٍّ على أدائهم، وقدرتهم في التخفيف من أثر المشاكل النفسية التي يواجهها الجنود، ما قد ينعكس على تصاعد العنف الذي قد يمارسه الجنود ضد معالجيهم، كما قالت.
وبحسب (هآرتس)، قال مسؤولون عسكريون في جيش الاحتلال الإسرائيليّ إنّ من الأسباب الأخرى التي دفعت الجنود إلى طلب المساعدة النفسية بزيادةٍ كبيرةٍ، هو تكليفهم بمهام في ألويةٍ ووحداتٍ قتاليّةٍ، وأضافوا أنّ الجيش يسعى إلى تقصير المدة بين طلب الحصول على مقابلة مع المعالجين النفسيين، وإجراء المقابلة.
ولفتت المصادر في تل أبيب، كما أكّدت “هآرتس” العبريّة، لفتت إلى أنّ فترة الانتظار تتراوح حاليًا بين ساعات إلى أيام، لكن الجيش أوصى القادة بتحويل الجنود الذي يكونون في ضائقةٍ نفسيّةٍ للعلاج بشكلٍ عاجلٍ، وعدم انتظار تدهور وضعهم بشكلٍ حادٍّ، وذلك لمنع عمليات الانتحار في صفوفهم، على حدّ تعبيرها.