منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نبذة عن تاريخ كوسوفا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:03 am

نبذة عن تاريخ كوسوفا


إن دراسة أحوال الأمم، من حيث أنسابُهم، وديانتهم، وجميع أحوالهم - مهمٌّ جدًّا؛ لأن به نعرف أسباب نهوض تلك الأمم وحبوطها، تطورهم وهلاكهم، مما له أثر واضح في معرفة نظرات تلك الأمم ومناهجهم، وعاداتهم وتقاليدهم، كما قيل: كل الأمم تعتز بتاريخها، وأحق مَن يعتز بتاريخه الأمةُ الإسلامية.

فهذه نبذة يسيرة في معرفة تاريخ دولة صغيرة مسلمة، تقع في غرب دول البلقان[1]، شعبها يُسمى "الألبان" أو "الأرناؤوط"، عدد سكانها مليونان ونصف، نسبة المسلمين فيها: 95 %؛ فنسبة الإسلام بها من أكبر النسب في دول أوروبا، ألا وهي كوسوفا.

كوسوفا عبر التاريخ:

تؤكد المصادر التاريخية الألبانية أن أول مَن سكن في بلقان، هم: "إلريون" أجداد الألبان[2]، وأما في كوسوفا فسكن "الدردان" إحدى قبائل إلر[3].

ولُقِّب أولئك الألبان عمَّن جاء بعدهم في البلقان بـ"بلازغ"، ومعناه "الشيخ"؛ وسببُه: أن مَن جاء إلى البلقان أو نزل فيها، وجدوا الألبان قد سلفوهم بالمعيشة في تلك الأراضي[4].

كوسوفا منطقة قديمة، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية من تاريخ 395 قبل الميلاد، إلى آخر القرن الثاني عشر في البلقان، ومن ضمنها كوسوفا - حكم البيزنط ما يقارب 850 سنة، ومن سنة 1018م إلى سنة 1235م حكم البلغار في البلقان، ومن 1275م إلى 1389م حكم الصرب في كوسوفا.

الحالة الدينية والاجتماعية والاقتصادية:

الرئاسة الدينية الإسلامية في كوسوفا وشعبها منذ زمن الدولة العثمانية - تدين لله بالمذهب الحنفي، ومن المدن التي تلتزم أكثر بتقاليد الإسلام: بريزرن، وفوشتري، وميتروويسا، وبيا.

نسبة غير المسلمين 5 %، وهم النصارى من الألبان والصرب، على مذهب الكاثوليك والأرثوذكس.

90 % من شعبها من الألبان، والباقي من الترك والبسنوي، والصرب والغجر.

كوسوفا معروفة منذ القدم بالزراعة، والأغنام والأبقار، وبالصناعات اليدوية؛ كالمفروشات، وغنية بالمعادن؛ كالذهب والفضة.

وأما ما يتعلق بجمال طبيعتها فحدِّث ولا حرج؛ أرضها خضراء، كثيرة الأنهار والبحيرات والشلالات، قلَّ أن تجد مدينة في كوسوفا لا يمر فيها نهر.

دخول الإسلام في كوسوفا:

الحقائق التاريخية كشفت لنا أن دخول الإسلام في كوسوفا كان قبل مجيء الأتراك؛ كوجود بعض الآثار الإسلامية: مثل المخطوطات باللغة العربية، المساجد، وقبور بعض دعاة المسلمين من العرب وغيرهم، أكثر من 600 سنة تنطق بوجودها، على رغم أنف الذين يقولون - زورًا وبهتانًا - بأن انتشار الإسلام في كوسوفا كان عَنوة من الدولة العثمانية. 

معنى "كوسوفا" Kosova:

اختلفت الروايات التاريخية في معنى كلمة "كوسوفا" "Kosova"، وأشهرها ثلاثة:

1- قيل: أصلها من اللغة البلغارية، و"kos" معناها "الدجاج"، و"ova" الأسود[5]، ولم أجد في كتب التاريخ ما السبب في تسمية كوسوفا بذلك، إلا ما سمعناه عن بعض المؤرخين الألبان، بأن ذلك أطلق على كوسوفا من باب الذم.

2- قيل: "Kos" كلمة عربية عثمانية من "القوص"، و"ova" معناها باللغة العثمانية: "الساحة الواسعة"، كأن المراد بذلك أن أراضي كوسوفا معروفة في التاريخ دائمًا بقيام الحروب الداخلية والخارجية[6].

3- "Kos" معناها: كبير أو واسع، و"ova" معناها: السهل، ويسمى هذا السهل كوسوفا[7]، وهذا أصح الأقوال، والله أعلم.

الدولة العثمانية وفتح دول البلقان:

بعد أن نقل السلطان المراد الأول عاصمتَه من بروسه "Bursa" إلى إدرنه "Edrene"؛ لأهمية موقعها الإستراتيجي، لوقوعها على ملتقى ثلاثة أنهار، فأصبحت عاصمة للدولة العثمانية.

وفي سنة 1361م عين السلطان مراد الأول القائدَ أوردنوس بك على سواحل الروملي الجنوبية، وأناط به مهمة فتح واردار (في مقدونيا) وما جاورها من البلاد.

وفي سنة 1363م فتح القائد العثماني شاهين باشا "فيلبه" (أي مدينة فيليب، نسبة لمؤسسها فيليب والد الإسكندر الأكبر)، عاصمة الروملي الشرقية وما حولها، وبذلك صارت الدولة العثمانية بهذا الفتح مجاورةً لإمارات الصرب، والبلغار، وكوسوفا، وألبانيا.

أما الصليبيون فمنذ فشل حملتهم الأولى وهم ينظرون إلى الدولة، ويخططون للخلاص منها، ففي عام 1387م قرر "ألسلاف" تكوين حملة لطرد العثمانيين من أوروبا، فتزعمت الصرب والبوسنة وبلغاريا هذه الحملةَ الصليبية؛ لتنفيذ هذه المؤامرة، وانضمت إليها ألبانيا وولاشيا والمجر، على حين انشغلت أوروبا الغربية بشؤونها الخاصة، ولم تشترك في هذه الحملة الصليبية الثانية.

فحينئذ قام الحلفاء بحشد قواتهم، التي هاجموا بها قوات الدولة العثمانية في البوسنة، فأبادوا ثلاثة أرباعها، إلا أن السلطان مراد الأول أرسل قواتٍ أفزعت ملك بلغاريا "سيسمان"، الذي كان يتأهب للانضمام إلى "لازار" ملك الصرب، فاحتلت الجيوش العثمانية " ترنووا"[8] (turnovo)، و"شومن"[9] (shumen)، فانهزم "سيسمان" هزيمة نكراء، ووقع أسيرًا، فضم السلطان مراد نصفَ بلاده إلى الدولة، وتمَّ ذلك في سنة 1389م، وبذلك أصبح نهر الدانوب حدَّ الدولةِ العثمانية الشمالي.

لقد كان للانتشار السريع للمسلمين في أوروبا الممثَّل في الدولة العثمانية - أثرُه البالغ في بث الفزع والرعب في قلوب الحكام الصليبيين، الذين قرروا أن يجمعوا قواتهم ويسيروا بها في حملة صليبية ثالثة، وكان منعقدًا على هذه الحملة آمالُ النصارى من أوروبا.

فتح كوسوفا ونصرة الإسلام وانهزام الصليبيين:

فتزعم هذا الحلفَ ملكُ الصرب "لازار" أيضًا، الذي لم يعتبر بانسحاب حليفه ملك بلغاريا وما جرى له؛ بل نراه يجمع قواته، ويتحدى السلطان مراد الأول، ويسعى لهذا الأمر في سنة 1389م لدى حكام وملوك المجر، وبولونيه، والبوسنة، وألبانيا، وغيرها من سائر الحكومات النصرانية المجاورة؛ لتكوين الحملة الصليبية الثالثة ضد العثمانيين المسلمين، وطردهم من أوروبا.

فجمعوا جيشًا من تلك الأقوام بلغ نحو مائتي ألف، فلم يمكِّنه السلطان مراد من ذلك؛ بل جدَّ السير في طلبه، حتى لحق به في سهل "كوسوفا" سنة 792هـ/ 1389م، فأحرز نصرًا باهرًا على هذا الحلف الصليبي بعد قتال شديد، يشيب من هوله الولدانُ، ودافع خلاله الصربيون وأحزابهم دفاعًا شديدًا، جعل الحرب بين الفريقين سجالاً، تناثرت فيها الرؤوس، وزهقت فيها النفوس.

وقد استبسل العثمانيون حتى وقعت الهزيمة فيه على الأعداء، وأُسِرَ من جيش العدو كثيرون، وقُتل ملك الصرب بعد أن جُرح وأسر، وبهذه الواقعة فقدت الصرب استقلالَها، كما فقدت البلغار والروملي والأناضول (آسيا الصغرى) استقلالَها من قبل.

ولكن أعقب هذا النصرَ أسفٌ شديد، وذلك أنه حينما كان السلطان مراد الأول يمر بين القتلى والجرحى؛ ليتعرف على رجاله منهم، إذ قام جندي صربي بين القتلى اسمه "ميلوش كوبيلووج" (milosh kopilovic)، وأظهر حركة يُرى منها أن مراده تقبيل قدمي السلطان بعد أن أعلن إسلامه، وإذا به قد أسرع بإخراج خَنجر كان معه، وطعن السلطان به طعنة كانت القاضية على السلطان في الحال، فسقط القاتل قتيلاً تحت السيوف الإنكشارية، وكانت وفاته سنة 1389م، ودفن في بروسه.

والحقيقة أن عثمان أوجد جنسًا، وأورخان بنى دولةً، إلا أن مراد الأول هو الذي أرسى قواعد الدولة العثمانية، وبوفاة السلطان مراد الأول بويع ابنُه السلطان بايزيد الأول في ميدان حرب كوسوفا، يوم وفاة والده سنة 1389م، فخطا خطو والده وسيرته في الفتح والجهاد، كما هو ديدن سلاطين الدولة العثمانية منذ تكوينها[10].

كوسوفا والحرب الصليبية سنة 1999م:

الحرب الأخيرة التي كانت في كوسوفا، كانت بين مسلمي كوسوفا والصرب الأرثوذكس.

هدفهم: محاولة القضاء على الإسلام والمسلمين، وطردهم من وطنهم وممتلكاتهم؛ بزعم أن كوسوفا أرض الصربيين، وميراث أجدادهم.

قُتل من المسلمين في هذه الحرب 30 - 40 ألفًا، أكثرهم من الشيوخ والشباب والولدان، ومن النساء أيضًا.

بعد دخول الأمم المتحدة المسلحة في كوسوفا "nato "؛ من أجل إنقاذ شعبها من ظلم الصربيين وسيطرتهم - ازداد البلاء أكثر مما كان.

الصرب حاولوا القضاء على المسلمين بأشنع أساليب الحرب، وأما هؤلاء وإن دخلوا كقوات سلام، فقد أفسدوا شعبها: فكريًّا، سياسيًّا، دينيًّا، خلقيًّا، واقتصاديًّا.

استقلال كوسوفا:

وأخيرًا بعد صبر مضطر، وجهد ممر، أخذنا الاستقلال، ولكن ماذا بعد الاستقلال؟ فَقْر شنيع، خُلق فظيع، برغم هذا فيها من الالتزام في تطبيق السُّنة وإحيائها، ونشر تراث السلف بعد دثره، وإفشاء السلام بعد إماتته.

فلا يغترنَّ أحد بظاهر الأخبار في الشاشات والقنوات، من التبرج، والتقليد الممقوت لزيِّ الكفار عند الممثلين، وإظهار حب الأمريكان؛ مسلمو الألبان قوم عجيبٌ أمرُهم، لا يتركون دين الإسلام بسهولة، فيهم الغيرة على دينهم، مهما كان جاهلاً يبغض الصليب؛ بل ويكسره، وإن كان السلاح فوق رأسه.

منذ زمن الدولة العثمانية ما ذقنا الاستقلال من كثرة الحروب والمحن؛ ولذا نسي الشعب طعمها وحلاوتها؛ أعني حلاوة الإيمان والدين، فكما ذاقها أجدادنا فاللهَ ندعو أن يجعلها لصالح الإسلام والسنة أولاً، ثم ييسر لأجيالها الجدد أن يذوقوا طعم الإيمان والعلم والسنة ثانيًا، وثالثًا: يثبتنا على ذلك حتى لا نفقدها أبدًا.

تبقى المسؤولية في ذلك على عواتق مشايخ كوسوفا ودُعاتها، ولا يمكن أن يُحقَّق ذلك إلا إذا سرنا واجتمعنا كلنا على الطريق المستقيم، والنهج القويم، الذي أراده الله - تعالى - وارتضاه لنبيه - صل الله عليه وسلم - ولذا فإن نفوس البشرية بحاجة ماسة لمن يحذرها من خطر الشبهات والشهوات، ويرشدها إلى طرق الاستقامة في الدين، بَدءًا بالعبادات المشروعة، والتزكية، والسمو بها، يوصيها بما فيه صلاح الدنيا والآخرة.

وصل الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.






[1] "قاموس الأعلام"، للمؤرخ: سامي فراشري (ص/ 31).

[2] "قاموس الأعلام" (ص/ 33).

[3] "الحقائق التاريخية عن كوسوفا باللغة الألبانية"، للمؤرخ الدكتور: موسى غاشي (ص/ 12).

[4] "قاموس الأعلام" (ص/ 33).

[5] "الحقائق الكوسوفية" باللغة التركية، أحمد وارول (ص/ 45).

[6] "قاموس العثماني والتركي" (ص/ 639 ).

[7] "الدولة العثمانية والغزو الفكري" (ص/ 61).

[8] تقع في الجانب الشرقي من بلغاريا.

[9] تقع في شمال تورنوفو من بلغاريا.

[10] "الدولة العثمانية والغزو الفكري" للدكتور/ خلف بن دبلان الوذيناني (ص/ 52 - 62 بتصرف يسير).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:04 am




كوسوفا وهوية المستقبل؟!


مترجم للألوكة من اللغة الألبانية


(رئيس أساقفة كوسوفا يعرض أمام البرلمان الأوربي نظرة الكنيسة لكوسوفا بعد الاستقلال)



خاطب الأسقف الكوسوفي دود جيرجي البرلمان الأوربي في سترازبورغ الأسبوع الماضي بدعوة من عدة أحزاب مسيحية أوربية، وخلال عرضه لورقته أمام البرلمان الأوربي أوضح نظرة الكنيسة الكاثوليكية إلى الدولة المستقلة كوسوفو ومسوغات دعم الكنيسة لهذا الاستقلال.


بعد الانتهاء من العرض -الذي تناول عدة جوانب عن كوسوفا بداية من نشأتها التاريخية حتى عصرنا الحاضر- يلاحظ خلال عرضه أنه لم يغب التزييف التاريخي للحوادث وخاصة في جزئه المتعلق بانتشار الإسلام في المنطقة إذ أكد القسيس: أن المسيحية وصلت المنطقة منذ أقدم العصور، وأنها كان لها أثر محوري في الحفاظ على هوية الألبان، وأن الإسلام انتشر بالسيف، مؤكدًا اضطهاد المسيحيين خلال الحكم العثماني، وأن الكنيسة كانت الشمعة الوحيدة التي حافظت على هوية الألبان في ظلام دام 5 قرون (مشيرًا إلى الحكم العثماني).


بعدها تناول النقاش داخل البرلمان الأوربي نقطتين جوهريتين وهما:

- خوف أوربا من الطرف الإسلامي في كوسوفا وخاصة عند الجيل الجديد.

- الخوف من إنشاء دولة ألبانيا الكبرى.


وإجابة عن التخوف الأول أبدى القسيس قلقَه بشأنه وأنه لا يستبعد حصول ذلك، لكن أشار إلى أن الاتحاد الإسلامي في كوسوفو -الذي يعد الجهة الرسمية الوحيدة للمسلمين فيها- قادر على ضبط الأمور والتحكم بها، وقال: إن ظاهرة التطرف الإسلامي تظهر بشكل أكبر في ميونخ وفيينا، مما يمكنه أن يظهر في كوسوفو.


وفيما يتعلق بالتخوف الثاني أكد القسيس أنه لا يريد أن (يُسيّس) هذه القضية وأنه معلوم أن الشعب الألباني شعب واحد وقومية واحدة، وأنه يتم الآن رسم ملامح جديدة في الهوية السياسية لهذا الشعب.


ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة الكاثوليكية لا تمثل سوى 3% من سكان كوسوفا، ويمثل المسلمون أكثر من 93% من عدد السكان، وهذا أدى إلى انزعاج بعض الأوساط الإسلامية من دعوة القسيس لمخاطبة البرلمان الأوربي باسم الأغلبية المسلمة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:05 am


محنة المسلمين في كوسوفا






اتَّقوا الله يا عباد الله، وتذكَّروا ما أنتم فيه من النِّعم التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ومن أجَلِّها نعمة الأمن والأمان التي نَرفُل فيها - بحمد الله - ونسأله - سبحانه - أن يُديمها علينا مقرونة بشُكره وحَمْده، وتطبيق شرْعه، ومراعاة حدوده.

 

عباد الله:

إنَّ ما نحن فيه من نِعمٍ؛ الأمن، ورَغَد العيش، وتيسير الأمور، ولوازم العيش الهنيء - يستوجب علينا دوامَ شكر المولى - سبحانه - فهو الذي وهبَها، ومتى أراد سَلبَها، ولا رادَّ لقضائه، ولا مُعقِّب لحُكمه - جل وعلا - وليس بين الله وبين أحد من خَلقه نسَبٌ ولا سبب إلاَّ التقوى والإيمان، وما أهون الخَلق على الله تعالى إذا هم ترَكوا دينه وتخلَّوا عن شرعه، كما يذكِّرنا بواجبنا نحو إخواننا المسلمين ممن تكالَبت عليهم الظروف الحَرِجة، وتكاثَرت عليهم الخُطوب، وضاقَت عليهم الأرض بما رَحُبَت، وأحْدَق بهم أعداؤهم أعداءُ الدين؛ من يهود، ونصارى، ووثنيين.

 

وإن حديث الساعة هذه الأيام ما يمرُّ به المسلمون في كوسوفا؛ من حرب ضروس، وتهجير أليم، وطَرْد مُفجع من البلاد، وتهديم للبيوت، وسَلْب للمُمتلكات، واعتداء على الأعراض، بما سار خبرُه وانتشَر ذِكره، وعَلِمه القاصي والداني، وأثار الهَلع وبَعَث الشَّفقة من أعداء المسلمين، فما بالكم بمن يَعتصر قلبه ألَمًا لحال إخوانه المسلمين، ويأسى لحالهم التي قطَّعت نياطَ القلوب؟! فيا تُرى ما سرُّ هذا العداء الفاضح من الصرب الحاقدين؟ وما ديانتهم؟ وما هدفهم من هذه الحملة الشرسة على إخواننا المسلمين؟

 

عباد الله:

نظرًا لِما يتمتَّع به إقليم كوسوفا من الموقع الجيِّد، ولِما يَختزن الإقليم من الثروات الطبيعية المهمة، فإن الإقليم كان محطَّ أنظار الدول المجاورة له منذ أمدٍ بعيد، كانت بلاد الألبان قبل وصول العثمانيين إليها واقعةً في منطقة الصراع بين البيزنطيين والصِّرب والبلغار؛ مما أدَّى إلى احتلال الصرب للمناطق الشمالية، وانقسَمت البلاد إلى إمارات كثيرة، وحينما توسَّعت فتوح العثمانيين في أوروبا منذ سبعة قرون تقريبًا، وقعَت معركة كوسوفا المشهورة بين العثمانيين وتحالف الأوروبيين بقيادة الصرب، وذلك عام 1389م، وقُتِل فيها السلطان العثماني مراد الأول وملك الصِّرب، وبعد هذه المعركة تَمَّ على مراحل فَتْحُ منطقة البلقان، وبانتصار العثمانيين في كوسوفا بدَأ الإسلام ينتشر بسرعة بين الألبانيين؛ حتى أصبَح دينَ غالبيَّتهم، وقد انقسَمت مناطق الفتح العثماني إلى قسمين، مناطق انتشَر فيها الإسلام ولكن لَم يغلب على السكان؛ مثل: صربيا، واليونان، وبلغاريا، ومناطق أخرى غلَب الإسلام على أهلها؛ مثل: بلاد البوسنة، وألبانيا بما فيها إقليم كوسوفا، وهل تعلمون يا عباد الله أنَّ بلغراد عاصمة الصرب بَقِيت تحت حُكم المسلمين قُرابة أربعمائة عام، وكان ثلاثة أرباع سكانها من المسلمين، وكان بها مائتان وسبعون مسجدًا، لَم يبقَ منها اليوم إلاَّ مسجد واحد؟

 

وطوال قرون عديدة كان الصراع على أشُدِّه في هذه المناطق، فقد كانت الممالك الأوروبيَّة تغزو مناطق المسلمين في البلقان، وتُثير النصارى من سُكَّانها ضد المسلمين، ومع ضَعف الدولة العثمانية استقلَّت صربيا عام 1830م، واحتلَّت النمسا البوسنة والهرسك عام 1878م، وبَقِيت المناطق الألبانية تابعة للدولة العثمانية حتى عام 1912م؛ حيث انسحبَت منها بعد حرب البلقان أمام تحالف دول البلقان النصرانية، التي قامَت بتقاسم بلاد المسلمين، وكان إقليم كوسوفا من نصيب صربيا، وكانت صربيا تتحيَّن الفرصة لالتهام كوسوفا؛ لأهميَّتها المعنوية والاقتصادية، وردًّا للثأر من المسلمين بعد هزيمتها منهم في معركة كوسوفا.

 

وقد أبقَت الدولة العثمانية بلاد البوسنة وكوسوفا تحت حكم المسلمين أربعمائة وخمسين عامًا، ومقدونيا خمسمائة وخمسين عامًا تقريبًا، وكان لتسامح العثمانيين مع النصارى دورٌ كبير في استمرار وجودهم في هذه المناطق، بينما كانت سياسة التصفية هي المُعتمدة من قِبَل النصارى عند سيطرتهم على أيِّ منطقة؛ مما أدَّى إلى تضاؤل عدد المسلمين في بعض المناطق، وانعدامهم في البعض الآخر، ولَم يبقَ لهم وجودٌ قوي إلاَّ في المناطق التي اعتنَقَت الإسلام بشكل جماعي، ومنها مناطق الألبان.

 

ومنذ أنِ احتلَّت صربيا كوسوفا، بدأَت عمليات الإبادة والإبعاد للمسلمين، وأقامَت المملكة اليوغسلافية؛ حتى احْتُلَّت من قِبَل الألمان إبَّان الحرب العالمية الثانية، وأُقيمت الجمهورية اليوغسلافية الاتحادية وحكَمها الشيوعيُّون، وخلال هذه المدة تعرَّض المسلمون الألبان لكثير من ممارسات القتل والتهجير من البلاد بمئات الآلاف، وبعد هلاك الحاكم اليوغسلافي تيتو عام 1981م قام المسلمون في كوسوفا بمظاهرات للمطالبة بإعلان كوسوفا جمهورية اتحاديَّة، إلاَّ أنَّ الحكومية المركزية قامَت بقَمْع هذه المظاهرات بضغط من الصرب الذين استغلُّوا هذه التطورات لإثارة المشاعر القوميَّة والدينيَّة لدى الصرب؛ حيث برزَت من جديد أهميَّة كوسوفا وأهميَّتها للصرب، ولَعِب على هذه الوتر قائد الصرب الحالي "سلوبودان ميلو سيفيتش" الذي وصَل للسلطة من جرَّاء ذلك عام 1987م؛ ليَعِد الصرب باستعادة كوسوفا، وتكوين صربيا الكبرى، فبدَأت عملية تأليب الرأي العام، وتصوير أنَّ صربيا تدافع عن أوروبا ضد الإسلام الذي يمثِّله المسلمون الألبان، ثم قام بإلغاء الحكم الذاتي لكوسوفا، ثم زارَها للاحتفال بمرور ستة قرون على معركة كوسوفا؛ حيث قال - قبَّحه الله وأخزاه -: "معركة كوسوفا بدَأت قبل ستة قرون وانتَهت اليوم، ونحن مستعدون أن نُضحِّي يثلاثمائة ألف مقاتل صربي؛ لاستئصال الإسلام من سراييفو إلى مكة".

 

ثم قام الصرب بالتضييق على المسلمين في كوسوفا، والإكثار من نقاط التفتيش، وإجراء عمليات المُداهمة بين مدة وأخرى، وطَرْد الموظفين الألبان، وتعطيل المصانع، وإلغاء التعليم باللغة الألبانية، وإحاطة الإقليم بالاستحكامات العسكرية القويَّة؛ تمهيدًا لابتلاع الإقليم الذي يَبلغ عدد السكان فيه مليونين ونصف المليون، ونسبة الألبان فيه تسعون بالمائة، وبعد أنْ فعَل الصرب في البوسنة ما فعَلوا - من التهجير، والقتل، والاغتصاب - اتَّجهوا الآن إلى إقليم كوسوفا، وشرَعوا في قتْلِ أهله وتهجيرهم من بلادهم بمئات الآلاف، وهَدْم المساجد، وانتهاب الممتلكات، وإقامة المجازر الجماعيَّة التي يُقتل فيها العشرات والمئات من المسلمين دَفعة واحدة، فهامَ المسلمون على وجوههم، وغادروا بلادهم مسارعين هاربين من بَطْش الصرب النصارى، الذين لا يَرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذِمَّة، فخرَجوا من بلادهم ماشين عبر الجبال والأوْدِية والغابات؛ هربًا من بَطْش الصرب، وقد بلَغت أعدادهم المليون، بل تزيد عن ذلك، وهم في حال لا تَسرُّ إلاَّ العدو من الخوف والوَجل والذُّعر الذي خيَّم على الوجوه، فلا ترى إلاَّ الأعين الباكية، والنظرات الحائرة، وكم من عائلة فقَدت بعض أفرادها، ولا سيَّما الرجال والشباب الذين حصَرتهم القوات الصربية؛ فمن مقتول، ومحصور ومأسور؛ ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].

 

عباد الله:

ما حالنا ونحن نسمع ونرى ما يمرُّ به إخواننا في الدين من قتْلٍ وتشريد، ورُعب لا مثيلَ له؟

 

إن نبيَّنا يقول: ((مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثَلُ الجسد إذا اشتَكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))؛ مسلم، وفي لفظٍ آخرَ له: ((المسلمون كرجل واحدٍ، إن اشتكى عينه اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله)).

 

إن أوَّل واجب علينا نحوهم أن نعرف السبب الذي لأجْله حُورِبوا وشُرِّدوا، وأن نعلم أنَّ هذه سلسلة من الأحقاد والضغائن التي يُكِنُّها أعداءُ الله للمسلمين؛ حيث كانت ديارهم، وأنَّ اليهود والنصارى أعداءٌ لنا إلى يوم القيامة، وأنهم لن يرضوا عن المسلمين إلاَّ بشرط واحدٍ ذكَره الله - سبحانه -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ﴾ [البقرة: 120].

 

وواجبنا نحو إخواننا في كوسوفا أن نَلجأ بالدعاء لهم، والإلحاح على الله تعالى بأن يَكشف مُصيبتهم، وأن يجعلَ الدائرة على أعدائهم، ثم نُسهِم بما نستطيع في دعْم لاجِئيهم ورعايتهم عن طريق المؤسَّسات الإسلامية المعروفة؛ كمؤسسة الإغاثة، ومؤسسة الحرَمين الخيريَّة، التي سارَعت إلى مدِّ يد العون لهم قدر جُهدها، وإلاَّ فإن المؤسَّسات التنصيريَّة قد أعدَّت عُدَّتها، وتأهَّبت لتقديم المعونة للاجئين المسلمين مُغلَّفة في إطار تنصيري وفتنة عن الدِّين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:06 am

كوسوفا.. استقلال أم استغلال؟

قد يظن البعضُ أن الولايات المتحدة الأمريكية، وعدداً من الدول الأوربية مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما، تيقّظت لمعاناة المسلمين في كوسوفا، فركضت حكوماتُ تلك الدول بأعلى وتيرةٍ من التأهب وإعلان حالة الطوارئ بهدف الحصول للمسلمين الألبان على استقلالهم عن دولة الصِّرب، التي حَفَل تاريخُها بالتنكيل والاضطهاد للمسلمين، وتلوّنت سيرتُها بلون الدماء التي سطّرتها المجازرُ والمذابح وأشلاء المسلمين التي توزَّعت في شوارع كوسوفا، ليشهد كلُّ شارعٍ غرِقَ بالدماء، وكلُّ قريةٍ دُمّرت على رؤوس ساكنيها، وكلُّ بيتٍ اختلط ركامُه مع الأشلاء البشرية، ليشهدَ كلُّ ذلك على الإجرام الغربي والتعاون الروسيّ والسكوت الأمريكي والأوربيّ.

بعد مرور سنواتٍ على مآسٍ طَوَتْها جذوةُ الإيمان وقوّة الحياة والاستمرار لدى مسلمي كوسوفا، وزوّرتها حكومةُ الصِّرب برغم أنّها ظلّت مثبّتة وموثّقة لدى جهاتٍ عدة، وتجاهلتها مواثيق حقوق الإنسان وقوات حفظ السلام.... بعد كلِّ ذلك يصوّر المجتمع الدوليّ اليوم والإعلام الغربي ظهورَ ((قوى العالم العظمى)) وكأنَّها قد استيقظت من غفوةٍ طال أمدُها لدى الأمريكان في العراق وأفغانستان، وأنَّ طارئاً قد طرأ على سياسة فرنسا التي اتخذت الكِيان ((الصهيوني)) الغاصب عدواً لدوداً لها، وأنّ بريطانيا قد ندِمَت على منح اليهود أرضَ فلسطين بوعد بلفور الذي أعدّته لتطردَ اليهود من دولتها، ولِترسُمَ خارطةً سياسيةً جديدةً للعالم.

فلعلّ السؤال الذي يُطرح ويُحاكي المنطق والعقل هو: ما الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستقلال، خاصةً إذا كان راعيه: هم أمريكا وحلفاؤها؟ وما مدى مصداقيته أو زيفه؟

مسيرة أكثر من مائة عام من المعاناة:
سأنطلقُ من آخر تدخّل قامت به قوات حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، عند دخولها إلى إقليم كوسوفا في تموز 1999م، عندما شنّت حملةً جويّة وبحرية لمدة تسعة وسبعين يوماً على يوغسلافيا بدعوى كَفِّ أذى الصّرب عن الألبان في كوسوفا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم ((حق التدخّل الإنساني))، وفي هذا الشأن يقول د. عماد جاد في كتابه ((التدخل الدولي بين الاعتبارات الإنسانية والأبعاد السياسية)) (ص 97): ((إنّ هذا التدخل جاء بقرارٍ من عواصمِ دول حلف شمالي الأطلسي ودون تصريح بذلك في مجلس الأمن الدولي صاحب الاختصاص الأصل في التصريح بمثل هذا العمل. كما كانت تجربة التدخّل العسكري في كوسوفا هي البوابة التي تمّ عبرَها طرحُ فكرةِ تعديل مفهوم سيادة الشأن الداخلي بدعوى ((حماية حقوق الإنسان)) أو توسيع مجال تطبيق حقِّ التدخل الإنساني)).

وعلى إثر دخول قوات الناتو صدر قرارُ مجلس الأمن رقم 1244 في 10 تموز (يونيو) 1999م، الذي كان يهدف إلى التأكيد على أن إدارة مدنية تابعة للأمم المتحدة تتولّى إدارة الإقليم ((بصفة مؤقتة))، من شأنها أن تهيّئ الإقليم للدخول في مفاوضات الوضع الدائم. والجدير بالذكر أنه لم يتم أيّ نقاش حول مستقبل هذا الإقليم منذ رحيل القوات الصربية عنه ودخول الإدارة المدنية التابعة للأمم المتحدة[1].

ولا يبدو هذا الأمر غريباً على من يعرف تاريخ السياسة الأمريكية ويحلِّل أسلوبها الدولي في شنّ الحروب على الدول بحجج متنوّعة ولأسباب تخدم مصالحها وحدها، برغم ادِّعائها الدائم أنها قادرة على حلّ نزاعات الحكومات بتدخلها ((في الوقت المناسب)) على حدّ فهم حكومتها.

فأين كانت الولايات المتحدة الأمريكية قبل 1998م من الجولات المتكررة لجرائم الصرب بحقِّ المسلمين؟ وأين كانت عندما قُتِل سنة 1944م نحو 47 ألف ألباني مسلم، وعندما أُعدم أربعون عالِماً مسلماً في مدينة بيلة في يومٍ واحد؟ وأين كانت عندما استفحل الحكم الشيوعيّ ليطمس كلّ ما يمتُّ إلى الدين الإسلامي بِصِلة[2]؟

إن جرائم الصِّرب في حقِّ المسلمين الألبان وقائع سجّلها التاريخ بدماء الأبرياء الذين أُبيدت مدنهم وقراهم -حرقاً وهدماً- على بَكرة أبيها، وتحوّلت منازلهم ومساجدهم وآثارهم الإسلامية إلى رُكام، واغتُصبت نساؤهم وذُبِح أطفالهم الرضّع وقُتِلَ شيوخهم ورجالهم على حافات الطرقات بشكل منظم أو عشوائي، واستُبيحَت أموالُهم وأعراضهم ودماؤهم ومساجدهم ومدارسهم الإسلامية والأوقاف الخيرية وغيرها[3].

وبرغم كلّ ذلك تَجْرؤ حكومة بلغراد في عاصمة صربيا على تزوير الحقائق في أذهان شعبها تماماً كما تفعل ما يُسمّى بـ((الحكومة الإسرائيلية)) في أذهان اليهود حول محرقتهم المزعومة. ولكن تذكُر صحيفة النيويورك لندن تايمز بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 1912م مقالة تُظهر إجرام الصرب بحق المسلمين الألبان، ففيها الإثباتات على إجرامهم، تُعنون الصحيفة مقالتها بـ((الجيش الصربي وبحار الدماء)) وتُكمل بأن القتل أصبح رياضة صربية، وأن التعذيب هو السياسة المتّبعة للقضاء على أعداد ضخمة من المسلمين، ذاكرةً مختلف الوسائل الوحشية والهمجيّة المُتّبَعَة للقتل والتعذيب.

الموقف الأمريكي والأوربي:
بعد آخر أحداثٍ جرت في إقليم كوسوفا من تَجدُّد جرائم الصرب وتنكيلهم بالمسلمين في عام 1998م، التي أعادت فتح جروح الألبان السابقة والمتكررة، لا سيّما أنها كانت هذه المرّة أقسى من المرّات السابقة، اتخذت أمريكا موقفاً تدخلت فيه لضرب صربيا عبر دخول قوات حلف الناتو باسم الأمم المتحدة.

لكنَّ تدخلها حدث بعد سلسلة طويلة من الجرائم والمذابح التي سطّرتها قواتُ الصرب اللئيمة بحق المسلمين، فقد أخرجت 400 ألف ألباني مسلم من إقليم كوسوفا، وطردت 150 ألف من وظائفهم، وصادرت الممتلكات الألبانية، ومنعت البرامج الألبانية مِن أنْ تُعرض، والصحف الألبانية من الصُّدور. في حين عَمِل الصِّرب على توطين ثمانية آلاف من شعبهم في كوسوفا، أسكنوهم جامعات ومستشفيات ومدارس ومنازل الألبان الذين أخرجوهم.

وفي الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1998م دان مجلسُ الأمن المذابحَ التي يرتكبها الصرب ضد المسلمين مُدوَّنة في مَحاضر جلسات مجلس الأمن، وقرّر توجيه ضربات لصربيا لتنفيذ قراراته[4].

منذ ذلك الحين -وحتى قبلَ أيامٍ من إعلان استقلال إقليم كوسوفا في مطلع آذار (مارس) 2008م- والأمم المتحدة تحكم كوسوفا، وهي صاحبة القول الفصل فيها.

أما موقف أمريكا اليوم فيبدو الموقفَ القويّ الذي تحاول من خلاله أن تظهر دائماً بأنها قادرة على حلّ مشاكل العالم، وأنها الضمانة الوحيدة للسلام والأمن فيه.

وها هو ذا إقليم كوسوفا اليوم يخرج من وصاية الأمم المتحدة، ليقع تحت الوصاية الأوربية، وذلك برضا أمريكي ورغبة أمريكية. فقد أعلنت الـCNN عن خُطة مارتي أهتيساري- رئيس فنلندا السابق الذي تَسلَّم ملف الإقليم في شباط (فبراير) 2006م- التي تقوم على منح الإقليم نوعًا من السيادة تحت إشراف بعثة دولية برعاية الاتحاد الأوربي. ولم تعد تملك كوسوفا اليوم سوى رموز الدولة الرئيسة كالدستور والنشيد والعلَم!

استقلال أم استغلال؟
لابد هنا من التوقف عند السؤال الذي طرحناه في البدء حول مصداقية هذا الاستقلال أو زيفه. فمَن يتابع ما حصل فور إعلان استقلال كوسوفا؛ من مظاهر ابتهاجٍ، وانطلاقِ مفرقعات، ونزول الألبان إلى الشوارع ابتهاجاً، يَشعرُ بأن كوسوفا قد حققت ما حلمت به طوال أكثر من قرن من الزمن، منذ أن استؤصلت عن جسم العالم الإسلامي، ومَن يسمع -على الجانب الآخر- احتجاجاتِ الصِّرب ورفضهم الرسمي والشعبي لهذا الاستقلال يعتقد بأنّه استقلالٌ فعليٌّ لصالح المسلمين في كوسوفا.

لابد من التدقيق هنا حول الدوافع الحقيقية لهذا الاستقلال، الذي قد تُحوّله تلك الدوافع إلى استغلال لا استقلال.

أولاً: مَن يراقب السياسة الأمريكية في المنطقة من احتلال للعراق تحت شعاراتِ فك أسرِ العراقيين من حكم (صدّام) الظالم وتحقيق الحرية و((الديمقراطية))، يدرك أنّ اليد التي مُدَّت في العراق دمّرت وقتّلت وخرّبت ولم تحقق قدْراً ولو هامشياً من الحرية والأمن، بل زادت الوضع تفاقُماً وتأزُّماً إلى أن وصل عدد الضحايا في العراق بحسب دراسة أمريكية (مجلة لانست) في عام 2006م إلى 655.000 عراقي منذ سقوطه بيد الأمريكان في عام 2003م، وهناك من أشار إلى أنّ الرقم الحقيقي أكبر بـ23 مرة مما ذكرته الدراسة الأمريكية، وأنّ القتلى العراقيين باتوا بالملايين!!!

ولا نغفل عن سياسة القوات الأمريكية في أفغانستان، وسياستها في دعم اليهود في فلسطين، وسياساتها في تجويع السودانيين في دارفور لوضع يدها على مقدّراتهم وثرواتهم... فليس غريباً على تلك السياسة أن تدخل إلى إقليم كوسوفا اليوم تحت شعار الاستقلال!

ثانياً: إنّ تسلُّم البعثة الأوربية لإدارة شؤون الإقليم تكشِفُ عن غرق الولايات المتحدة الأمريكية في بحر الديون التي تكبّدتها في الحروب التي تشنّها على المنطقة، وأنها باتت تحتاج إلى غطاءٍ يعمل على تلميع صورتها خاصة بعد إخفاقها في العراق، ومن ثم فمن البدهيّ أن تَتَّخِذَ الاتحادَ الأوربي -حليفَها الأكبر- غطاءً لها.

ثالثاً: إنّ تَراجُع أسهم الحكومة الأمريكية على المستويَيْن السياسي والشعبي متزامن مع التغييرات التي طرأت على العالم مثل بروز الصين باعتبارها قوّة اقتصادية لها أثر خطير مستقبلاً على الخارطة السياسية وتحالفها مع روسيا (ولو بغير إعلان مباشِر)، وتحالف تلك الأخيرة ودعمها القديم لصربيا، ولا ننسى مؤخراً دخول إيران حليفة لروسيا وعدوَّة لأمريكا عداوة تكتيكية لا تستحق التلميع، فتحالفهما في أفغانستان والعراق يجب التركيز عليه. كل ذلك يدفع الحكومة الأمريكية إلى محاولة تدويل إقليم كوسوفا ووضعه حجر عثرة في وجه التحالف الروسي الصربي لتلقين روسيا درساً سياسياً يجعلها تُعيد التفكير في تحالفاتها السياسية.

رابعاً: إنّ شأن إقليم كوسوفا كشأن دول العالم الإسلامي؛ فذلك الإقليم الذي تبلغ مساحته 10.877كم2 بأغلبية مسلمة (93%)، لم يَسْلَم من محاربةِ الغرب له. فالحركات الإسلامية فيه مُحارَبة، ولا يرتفع فيه الصوت سوى لمن يطلق عليهم الغرب اسم ((الإسلاميين المعتدلين))، فمِن العجب العُجاب أن يدعم الغربُ الشديدُ العداء للإسلام إقليمَ كوسوفا المسلم خاصة بعد أحداث سبتمبر[5].

خامساً: محاولة إذابة الهُوية الإسلامية في كوسوفا عن طريق الوقوف في وجه مقاومتها المسلحة بحجة تحقيق الاستقلال لها. بذلك يكون هذا الاستقلال دعوة غير صريحة لنزع سلاحها في المستقبل.
التجربة خير برهان

إن ما يجب أن يعيه المسلمون اليوم هو خطورة الانجرار وراء خُدَع النظامين الأمريكي والأوربي على السّواء؛ فالتجربة بهذا الشأن هي البرهان الأكبر.

وأمّا ((استقلال)) كوسوفا فاستقلال مزيّف، ليس سوى أداة يستخدمها الغرب لتكملة لعبته السياسية، وللوقوف عند مصالح دولية معيّنة؛ منها تسجيل نقطة على روسيا وربيبتها صربيا.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] هاني صلاح: ((أيّ مستقبل ينتظر إقليم كوسوفو؟)) (مقالة)، إسلام أون لاين.
[2] محمود شاكر: ((محنة المسلمين في كوسوفا)) (كتاب).
[3] هاني صلاح: ((شعب كوسوفا يَنشُد اعترافاً إسلامياً عاجلاً)) (مقالة)، إسلام أون لاين.
[4] مرجع سابق: رقم 2.
[5] محمد الأرناؤوط: ((كوسوفو-كوسوفا)) (كتاب).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:07 am

دراسة لمستقبل كوسوفا في ظل الاستقلال


صوت برلمان "كوسوفا" على الاستقلال يوم 17 فبراير الماضي، واعترفت باستقلال دولة "كوسوفا" الوليدة 28 دولة، منها خمس دول إسلامية وهي: تركيا، وماليزيا، وألبانيا، والسنغال، وأفغانستان، والملفت للنظر أن من بين تلك الدول دولة عربية واحدة.


أما على الصعيد الدولي، فكل الدول العظمى قد اعترفت بـ"كوسوفا"، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي.


إلا أن صربيا والأقلية الصربية في "كوسوفا" يعارضون ذلك الاستقلال بشدة، تدعمهم روسيا والصين، وبعض الدول الأخرى؛ مثل سلوفاكيا وأسبانيا.


ماذا بعد؟

يعمل برلمان "كوسوفا" بجد من أجل التعجيل بمجموعة من القوانين المطلوبة؛ لتثبيت أطر الاستقلال، من أهمها تبني دستور جديد.

ويسير الكوسوفيون وفق خطة، وضعها مبعوث الأمم المتحدة الخاص "مارتي اهتيساري" بشأن الاستقلال تحت الإشراف، وحسب تلك الخطة: هناك فترة انتقالية مدتها 120 يومًا تعقب الإعلان، ثم يصبح الاستقلال نافذًا.


وقد أرسل الاتحاد الأوروبي بعثة من ألفي مسؤول؛ لتعزيز سلطات الأمن والنظام في "كوسوفا"، التي تضم حوالي مليونين من السكان وأكثر من 90 % هم المسلمون، وستغادر الأمم المتحدة، التي أدارت إقليم "كوسوفا" لنحو عقد من الزمن، وسيدار "كوسوفا" بعدئذ من قِبَل حكومة بمساعدة الاتحاد الأوروبي.


تتكون بعثة الاتحاد الأوروبي من ضباط شرطة وقضاة ومدعين قانونيين ومسؤولي جمارك، إلا أن قوة من 16 ألفًا من جنود حلف شمال الأطلسي "ناتو" تسمى "كيفور"، ستظل مسؤولة عن أمن "كوسوفا".


كيف كان رد فعل الأسرة الدولية؟

غالبية دول الاتحاد الأوروبي مع استقلال "كوسوفا"، لكن قبرص ورومانيا وسلوفاكيا وأسبانيا واليونان ليست مع الاستقلال؛ لخشيتهم أن يشجع الاعتراف به على عمليات انفصال في بلاد أخرى.


لماذا تعارض روسيا بشدة استقلال "كوسوفا"؟

تخشى روسيا أن يؤدي الاعتراف باستقلال "كوسوفا" إلى "فتح أبواب جهنم" من دعاوى الاستقلال، وتشير إلى صراعات عالقة في الاتحاد السوفيتي السابق: قضية شيشان، والمناطق الأخرى داخل روسيا.

ويرى الكرملين أنه لا يوجد فارق كبير بين انفصال "كوسوفا"، وطموحات المناطق الموالية لروسيا؛ مثل "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية" في "جورجيا"، في الاستقلال.

وتعتبر روسيا أن صربيا تشاركها تاريخًا سلافيًّا ومسيحيًّا أرثوذكسيًّا، كما أن بعض جوانب الحكومة في بلغراد سعت للحصول على دعم موسكو في الأشهر الأخيرة، كما أن احتكار النفط في صربيا بِيع مؤخرًا لشركة غاز بروم الروسية، مقابل ما اعتبر سعرًا رخيصًا، مقابل الدعم الروسي في مجلس الأمن من قِبَل روسيا.

كما أن روسيا - الحليف التقليدي لصربيا - قلقة من توسع الاتحاد الأوروبي في البلقان، وكانت بروكسيل عرضت على بلغراد مؤخرًا اتفاقًا بشأن الاستعداد لعضوية الاتحاد الأوروبي.


من يحكم "كوسوفا"؟

لدى دولة "كوسوفا" حكومتها وبرلمانها، لكن إلى الآن تدار من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1999م.

وتولت الأمم المتحدة المهمة بعد هجوم بقيادة "ناتو" أخرج القوات الصربية، التي اتهمت بالقتل والاغتصابات والمذابح للسكان الألبان في "كوسوفا".


مستقبل الأقلية الصربية والأقليات الأخرى في "كوسوفا":

يعيش حوالي 120 ألف صربي في "كوسوفا"، معظمهم في مناطق يغلب عليها السكان الصرب شمال نهر إيبار بمحاذاة صربيا الأم، ويعيش نصف هؤلاء السكان في حماية قوات ناتو في جيوب متناثرة جنوب نهر إيبار.

وفي المناطق التي يغلب عليها السكان من أصل صربي، هناك واقع تقسيم بدرجة ما بالفعل.

وطبقًا لخطة "اهتيساري"، ستكون للأقلية الصربية مناصب في الحكومة الإقليمية والبرلمان، وتمثيل مناسب في الشرطة والخدمات المدنية، ووضع خاص للكنيسة الأرثوذكسية الصربية.

وقد رد صرب "كوسوفا" بغضب على إعلان استقلال "كوسوفا"، وقاموا بحرق مركزين حدوديين في شمال "كوسوفا"، ونظموا مظاهرات احتجاج حاشدة، وأرسلت قوات ناتو لتأمين الحدود مع صربيا، أما الأقليات الأخرى؛ مثل الأتراك والبوشناق والغجر، فهم يؤيدون استقلال "كوسوفا"، ولديهم تمثيل واسع في جميع مؤسسات الدولة.


هل هناك مخاطر بوقوع مزيد من أعمال العنف؟

رفعت قوات ناتو حالة التأهب لديها، خاصة في المناطق المختلطة بين الصرب والألبان في "كوسوفا"، ووعد القادة باتخاذ المزيد من الإجراءات؛ مثل زيادة الجنود، وتقييد التحركات نحو الحدود مع صربيا.

والقضية الأساسية هي ما إذا كانوا يستطيعون السيطرة على النقاط الساخنة؛ مثل بلدة ميتروفيتشا شمال الإقليم، حيث يعيش الصرب شمال نهر إيبار، ويعيش الألبان شطر الجنوبي.

السيناريو الآخر هو أن يتم طرد الصرب الذين يعيشون جنوب نهر إيبار من مواطنهم، وطرد الألبان الذين يعيشون في جيوب في شمال "كوسوفا"، وفي منطقتي بريسيفو وبويانوفاتش جنوب "كوسوفا".

ويمكن أن يتسع النطاق، فهناك جماعات كبيرة من الألبان في مقدونيا والجبل الأسود المجاورين لـ"كوسوفا"، وربما يسعى بعضهم للوحدة مع "كوسوفا".


الخطة الصربية تجاه "كوسوفا":

قبل إعلان الاستقلال من قبل البرلمان الكوسوفي، أقرت الحكومة الصربية خطة في حال استقلال "كوسوفا"، وعلى الرغم من أنها خطة سرية حسب الحكومة الصربية، إلا أن المعلومات عنها تسربت، وتشمل هذه الخطة الإجراءات التالية:

- تكوين مؤسسات متوازية، وعدم الاعتراف بالمؤسسات الحكومة الكوسوفية.

- تأسيس شرطة خاصة بالصرب في المناطق التي يشكلون أغلبية سكان.

- اضطرابات على الحدود الكوسوفية الصربية.

- سيطرة على المباني الحكومية، المحاكم، البلديات، سكة الحديد، المستشفيات.

- يتم التمويل من الميزانية الحكومة الصربية.

وإلى الآن الحكومة الصربية تطبق هذه الخطة؛ وذلك بهدف واحد، هو زعزعة الاستقرار في "كوسوفا".


مستقبل مدينة ميتروويتسا:

التحدي الرئيس الذي سيواجه "كوسوفا" مستقبلاً، هو قدرتها على بسط سيطرتها في كامل أراضيها، وحسب كل التحليلات والتقديرات فإن هذه العملية ستستغرق فترة طويلة، وتكمن أهمية هذه المنطقة في كونها غنية بالثروات المعدنية أولاً، وثانيًا بسبب وجود كميات كبيرة من المياه فيها، تزود بها عدة مدن كوسوفية شمالية.


هناك عدة سيناريوهات لمستقبل هذا الجزء من "كوسوفا":

الأول: هو تقسيم هذا الجزء وضمه لصربيا، لكن هذا الخيار بشكل كبير مستبعد؛ بسبب رفضه تقريبًا من قبل جميع الأطراف، سواء الدولية أو حتى من قبل صربيا؛ خشية أن تفتح ملفات أخرى مماثلة؛ مثل البوسنة والهرسك، ومقدونيا، لكن هذا الخيار ما زال مطروحًا في بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية.


الثاني
: إعطاء حكم ذاتي لمنطقة شمال "كوسوفا"؛ لإقناع الصرب بتقبل الوضع الحالي ل"كوسوفا"، بحيث تبدأ مباحثات جديدة بشأن ذلك.


الثالث
: اندماج هذا الجزء من "كوسوفا" تحت سيطرة الحكومة المركزية، لكن هذا الخيار برغم أنه أوفر حظًّا للتطبيق، إلا أن هناك عراقيل كثيرة تقف في الطريق، وهذا يتطلب وقتًا طويلاً.


المستقبل الاقتصادي:

التحديات الاقتصادية لـ"كوسوفا" هي التي ربما ستحدد مصير "كوسوفا" السياسي، ومن هذه التحديات:

البطالة: أعلى نسبة للبطالة في أوروبا هي في "كوسوفا"، وهي تقريبًا 36 %، ولكي تتجاوزها هناك حاجة ملحة للاستثمارات.

الفقر: كذلك أعلى نسبة للفقر في أوروبا هي في "كوسوفا"؛ فدعمها في مشروعات لتنمية الموارد البشرية والاقتصادية هو أكثر من الضرورة.

البنية التحتية: ليست على المستوى المطلوب، وهذا يعتبر عائقًا كبيرًا لاجتذاب المستثمرين.


المستقبل الديني
:

في دستورها الجديد "كوسوفا" هي دولة علمانية، لكن كونها ذات أغلبية ساحقة من المسلمين تجعلها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأمة الإسلامية، ويمكن اعتبارها عمقًا استراتيجيًّا للأمة الإسلامية؛ لأنها هي الدولة الوحيدة في أوربا التي يشكل المسلمون 90 % من سكانها.


كذلك في السنوات العشر الأخيرة تشهد "كوسوفا" صحوة إسلامية، خاصة بين الشباب، أما المؤسسات الإسلامية الرسمية والأهلية فسوف تلعب دورًا مهمًا في المستقبل، ضمن الحدود التي تسمح لها إمكانياتها المادية والكوادر والتنظيم لديها.


المستقبل السياسي:

أهم تحدٍّ سيواجه "كوسوفا" مستقبلاً، هو انضمامها إلى المؤسسات الدولية؛ مثل الأمم المتحدة؛ بحيث يحق لروسيا حق نقد فيتو، لكن "كوسوفا" ستسعى أن تنضم إلى بعض المؤسسات الدولية، خاصة المالية؛ مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.


كذلك تحدٍّ آخر سيكون قدرة "كوسوفا" لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول للاعتراف باستقلالها مما يسهل لها فرض الأمر الواقع، والاعتراف من قبل الدول الإسلامية يعد ضروريًّا، لكن للأسف نرى ترددًا من قبل بعض الدول الإسلامية للاعتراف باستقلال "كوسوفا".


الجوانب الإيجابية:

هي غنية بالثروات المعدنية؛ خاصة الفحم، والحديد، والفضة، والزنك، كذلك هي غنية بثروات طبيعية؛ مثل الأنهار، والجبال.


وهي من البلدان القليلة ذات الزيادة السكانية، فنجد 52 % من سكانها شبابًا تحت عمر 22 عامًا.


موقعها جغرافي؛ كونها قريبة من صربيا سيجعلها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للغرب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نبذة عن تاريخ كوسوفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن تاريخ كوسوفا   نبذة عن تاريخ كوسوفا Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:12 am

كوسوفا تمتلك 85 مليار يورو من الفحم!


خامس دولة في العالم


كوسوفا تمتلك 85 مليار يورو من الفحم!


بانفصال كوسوفو عن صربيا تخسر صربيا على الأقل 85 مليار يورو، وهو تقدير احتياطات الفحم الحجري الموجودة في كوسوفا، وذلك حسب تقرير نشرته المجلة الصربية: "أكونوميست ماغازين Ekonomist magazin".

وذكر العدد الجديد لهذه المجلة أن كمية الاحتياط من الفحم الحجري تجعلها في المرتبة الخامسة بين دول العالم؛ حيث يوجد 15 مليار طن من هذا الفحم، أي ما يمثل 75% من إجمالي الاحتياط لهذا الفحم في صربيا.

وبدون هذا الاحتياط الكوسوفي فإن صربيا سوف تلجأ في منتصف هذا القرن إلى الاعتماد في موارد الطاقة على الاستيراد، وكانت تعتمد في خططها الجديدة طويلة المدى واستراتيجية تطوير مصادر الطاقة حتى 2015م على هذا الاحتياط الموجود في كوسوفو.

ونظرًا إلى قدم الأجهزة والمنشآت فإن كوسوفو تنتج من الطاقة الكهربائية نصف احتياجاتها فقط؛ أي إن إنتاجها من الطاقة الكهربائية لا يكفيها، وفي حال تم إنفاق ما يقارب 2مليار يورو في تطوير هذا المجال - فإن كوسوفو ستتحوّل إلى مُصَدِّرٍ للطاقة الكهربائية بحلول عام 2020 م.

وإضافة إلى الفحم؛ فإن كوسوفو تمتلك 50 مليون طن من الزنك، ومن الحديد ما يُقدر قيمته بـ8 مليار يورو، ومن الجدير بالذكر أن 10%  منها فقط موجود في الجزء الشمالي لكوسوفو، حسب تصريح مجلة "أكونوميست".




كوسوفو .. بلاد الجبال الخضراء .. والعصا الصربية!


أحمل لهذه الدولة البلقانية الجميلة ذكرى ليلة ممطرة قاسية بطقسها ومؤلمة لحياة الإنسان المسلم مواطن هذه الجمهورية الصغيرة، حينما كانت إقليماً مقهوراً في عهد يوغسلافيا التيتوية.

 

في ربيع عام 1970م توجهت وزميل لي من اسطنبول بداية لرحلتنا بالسيارة، ولأول مرة قاصدين النمسا، وكنا مضطرين (جغرافياً) أن نمر بدولة يوغسلافيا ومنحنا تأشيرة (خارج) جواز السفر بقطعة ورق صغيرة يحق لنا بموجبها الإقامة ولمدة (48) ساعة. ومررنا باليونان ومنها مقدونيا وبلغنا إقليم كوسوفو ليلاً، وكانت المدينة التي استقر قرارنا المبيت فيها صغيرة وبعد جهد طويل عثرنا على مكتب السياحة في المدينة وعلمنا أن السكن في المدن الاشتراكية الصغيرة منها باستضافة زائريها في غرفة خاصة في بيوت المواطنين، وذهبنا مع دليلنا السياحي لأحد المساكن الصغيرة، وبعد أن دخلنا حديقة المنزل الريفي أخرج الدليل مفتاحاً وفتح باب المنزل دون استئذان من أهله وتضايقنا جداً من إزعاج ساكنيه في آخر الليل بدخولنا المفاجئ لمنزلهم، وأشار الدليل على أكبر الغرف لنسكنها وبتنا خجولين في ليلتنا تلك ضيوفاً رغم إرادة أصحاب البيت حسب الطريقة الاشتراكية.

 

وفي الصباح وجدنا الفطور معداً من قبل أهل الدار، وبلغة مكسرة فهمنا أن أفراد العائلة زوج مهندس كهربائي، وأم البيت (سائقة) لحافلة نقل العمال، والولدان يدرسان في المدرسة الابتدائية، وشيخ كبير والد الزوج خصص له (بلكونة المطبخ) لسكنه! وبعد خروج الزوج والزوجة للعمل اطمأن لنا الشيخ المريض حين تأكد أننا من بلد الحرمين الشريفين، فبكى وقال: إننا نعيش حياة العبيد مكسورين لا نستطيع أن نمارس شعائرنا الإسلامية والجامع الوحيد في المدينة مهجور لا يعلو منه أذان ولا تقام به صلاة، ونحن في إقليم كوسوفو كلنا مسلمون، والصرب يشكلون 5% من السكان البالغ عددهم مليونين ونصف المليون تنحدر من تركيا وألبانيا، كل خيرات الإقليم تصدر إلى بلغراد، ولدي وزوجته يتقاضيان خمسين دولاراً، ومحرومون من الفواكه والخضار المنتجة وبكثرة في إقليمنا، كل خيراتنا تذهب للصربيين. وودعناه وعيونه تدمع، وأقسم زميل الرحلة ألا يبيت بإذن الله في هذه الأرض القاهرة للمسلمين!

 

وبعد اندحار الفكر الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وتفكك منظومته الدولية امتد هذا التيار الرافض للمعسكر الشرقي آنذاك، فكانت بداية انحلال اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية الاشتراكية بالمطالبة بانفصال البوسنة والهرسك ومعها كرواتيا، وبعد قمع مسلح من الجيش الصربي وتنفيذه الإبادة الجماعية بشكل لا إنساني لمسلمي إقليم البوسنة والهرسك، وبعون من الله سبحانه وتعالى انسحب الصربيون وأعلن استقلال جمهورية البوسنة والهرسك، وكذلك حقق شعب كرواتيا حلمه الوطني بجمهوريته المستقلة.

 

وتحركت دول البلقان الإسلامية الأخرى مقدونيا وكوسوفو بتشكيل قوى عسكرية لتحرير أراضيها من التسلط والقهر الصربي!

 

فتحقق استقلال كوسوفو في السابع عشر من فبراير 2008م بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واشتركت قوات من حلف الناتو لحماية الجمهورية الفتية من تهديد الجمهورية الصربية لاجتياح كوسوفو وإنهاء العهد الجمهوري وإلحاقها بالدولة الصربية. إلا أن البرلمان الكوسوفي أعلن «برشتينا» عاصمة لها وبحماية سبعة عشر ألف عسكري يتبعون لحلف شمال الأطلسي وبتأييد أمريكي عرض استقلال كوسوفو على مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي لتثبيت استقلال هذه الجمهورية الصغيرة إلا أن «الفيتو» الروسي أبطل قرار «52» وبمعارضة إسبانية خشية من تحريض إقليم الباسك الإسباني للانفصال وإعلان جمهوريته المستقلة.

 

وتحول ملف إعلان جمهورية كوسوفو لتصويت هيئة الأمم المتحدة ولا بد لذلك أن يتم اعتراف (97) دولة وقد اعترفت بها (72) دولة منها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية واليمن والبحرين، وقد عبر وزير خارجية الصرب معلقاً على الاعتراف بجمهورية كوسوفو قائلاً: «حتى ولا في الأحلام السيئة لن نعترف بجمهورية كوسوفو».

 

وقد نادى السيد هاشم تاجي زعيم الحزب الديمقراطي في حفل فوز حزبه بالانتخابات البرلمانية وبنسبة (35%) من مجموع الأصوات كل دول العالم وبالذات الدول الإسلامية لإعلان اعترافها بكوسوفو جمهورية مستقلة حتى يتثنى لها نيل الحماية الدولية بانتسابها للأمم المتحدة وتتخلص من تهديد العصا الصربية المرفوعة ضد استقلال هذه الجمهورية البلقانية المسلمة، والتي ينتظر شعبها الصغير الذي لا يتجاوز عدده المليونين ونصف المليون ومعظمهم (92%) من المسلمين الألبان دعم ومؤازرة أشقائهم المسلمين في العالم، وتحت مظلة «منظمة العالم الإسلامي» وأن تتحرك الأمانة العامة لهذه المنظمة العالمية بإطلاق حملة نشطة للاعتراف بجمهورية كوسوفو الحبيسة بين جبالها الخضر!





محكمة العدل الدولية تؤكد قانونية استقلال كوسوفا




أكدت محكمة العدل الدولية أن إعلان "كوسوفا" الاستقلال عن "صربيا" عام 2008 أمر قانوني غير مخالف للمواثيق والقوانين الدولية، وجاء هذا الإعلان للرد على مزاعم "صربيا" أن استقلال "كوسوفا" خارق للقانون ولسيادة "صربيا" على أراضيها.

 

وقد أكد المسؤولون بـ"كوسوفا" أنه بالرغم من إعلان "صربيا" عدم الاعتراف بمشروعية الاستقلال، إلا أن قرار المحكمة الدولية قد أزال كافة الشكوك حول قانونية إعلان الاستقلال, وطالبوا الرئيس الصربي بتغيير موقفه والاعتراف باستقلال "كوسوفا"؛ ليأتي ضمن مصاف الدول التي أعلنت اعترافها بـ"كوسوفا" كدولة مستقلة وعلى رأسهم "الولايات المتحدة"، إلا أن الرئيس الصربي "بوريس تاديتش" أكد أن بلاده لن تعترف بالاستقلال أحادي الجانب المعلن من قبل "كوسوفا" ومؤيديها.

 

الخبر من مصدره الأصلي:


 

Kosovo independence not illegal, says UN court



 

Kosovo's declaration of independence from Serbia in 2008 did not break international law, top UN judges have ruled in a non-binding decision.

 

The International Court of Justice rejected Serbian claims that the move had violated its territorial integrity.

 

Kosovo officials said all doubt about its status had now been removed, but Serbia's president insisted Belgrade would never recognise the secession.

 

The US and many EU countries support independence; Russia is opposed.

 

Addressing the court in The Hague, ICJ president Hisashi Owada said international law contained "no applicable prohibition" of Kosovo's declaration of independence.

 

"Accordingly, [the court] concludes that the declaration of independence on 17 February 2008 did not violate general international law," he said.

 

Ten of the ICJ's judges supported the opinion; four opposed it.

 

The US welcomed the ruling and urged European nations to unite behind it.

 

Kosovo President Fatmir Sejdiu called for wider international recognition for his state.

 

"The decision finally removes all doubts that countries which still do not recognise the republic of Kosovo could have," he said.

 

He also urged Serbian President Boris Tadic to change his attitude towards Kosovo.

 

But Mr Tadic told reporters: "Serbia will never recognise the unilaterally proclaimed independence of Kosovo."

 

The BBC's Mark Lowen in Belgrade says it is unlikely that Serbia will soften its approach, but there will be increasing pressure from the international community for Serbia to drop its aim of fresh talks on Kosovo's status.

 

Earlier, Nato commanders said the 10,000-strong peacekeeping force in Kosovo was ready to deal with any violence sparked by the ruling.

 

Serbian troops were driven out of Kosovo in 1999 after a Nato bombing campaign aimed at halting the violent repression of the province's ethnic Albanians, who constituted 90% of its two million population.

 

Kosovo was then administered by the UN until February 2008, when its parliament voted to declare independence.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نبذة عن تاريخ كوسوفا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذة عن تاريخ الاردن:
» نبذة عن تاريخ الجنيه الإسترليني
» كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)
» نوادر جحا الكبرى مع نبذة عن حياته
» نبذة عن برنامج تلغرام Telegram:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: