منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الحرب النفسية على غزة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:00 am

الحرب النفسية على غزة
” تطبيقات أبعاد الحرب النفسية الصهيونية، والتصدي لها حرب غزة “
ملخص:
تناول البحث في ثناياة أهم بعاد الحرب النفسية الصهيونيه (الدعاية والاعلام والاشاعة والرسائل الهادفة والمنشورات) وتطبيقاتها ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب الغاشمة على قطاع غزة.
وقد هدف البحث إلى التعرف على تطبيقات أبعاد الحرب النفسية الصهيونيه، التي مارسها العدو في حربة على قطاع غزة، وأبرازها حرب الدعاية الصهيونية، التي شكلت جوهر هذه التطبيقات، والتعرف على عمليات التضليل الاعلامي فيها، ..والتعرف حرب الاشاعة، وتطبيقاتها من خلال المنشورات والرسائل الصوتية…وكذلك الى التعرف على سبل الوقاية منها، وطرق التصدي لها.
وقد أظهر البحث ما لأهمية التطبيقات لابعاد هذه الحرب النفسية، بالنسبة للكيان الصهيوني، في حربه على قطاع غزة.. وفي نفس الوقت مدى خطورتها على الشعب الفلسطيني في القطاع.
كما أظهر البحث بأن الشعب الفلسطيني ومقاومته، قد تحصن سلفا بعوامل الوقاية والصمود امام الحرب النفسية التي شنها العدو في حربه على غزة، على الصعيد الايماني، والامني، والنفسي. كما أظهر البحث بعض الطرق التي تصدى بها الشعب الفلسطيني ومقاومته، لتطبيقات ابعاد هذه الحرب الي شنت عليه في حرب غزة، لتقوية صمودة، وشن حمله مضادة ضد الكيان الصهيوني.
Abstract:


” تطبيقات أبعاد الحرب النفسية الصهيونية، في حرب غزة، والتصدي لها “
ملخص:  تناول البحث في ثناياة أهم بعاد الحرب النفسية الصهيونيه (الدعاية والاعلام والاشاعة والرسائل الهادفة والمنشورات) وتطبيقاتها ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب الغاشمة على غزة.
وقد هدف البحث إلى التعرف على تطبيقات أبعاد الحرب النفسية الصهيونيه، التي مارسها العدو في حربة على قطاع غزة، وأبرازها حرب الدعاية الصهيونية، التي شكلت جوهر هذه التطبيقات، والتعرف على عمليات التضليل الاعلامي فيها والتعرف على حرب الاشاعة وتطبيقاتها من خلال المنشورات والرسائل الصوتية.. وكذلك الى التعرف على سبل الوقاية منها، وطرق التصدي لها.
وقد أظهر البحث ما لأهمية التطبيقات لابعاد هذه الحرب النفسية، بالنسبة للكيان الصهيوني، في حربه على قطاع غزة.. وفي نفس الوقت مدى خطورتها على الشعب الفلسطيني في القطاع.
كما أظهر البحث بأن الشعب الفلسطيني ومقاومته، قد تحصن سلفا بعوامل الوقاية والصمود امام الحرب النفسية التي شنها العدو في حربه على غزة، على الصعيد الايماني، والامني، والنفسي. كما أظهر البحث بعض الطرق التي تصدى بها الشعب الفلسطيني ومقاومته، لتطبيقات ابعاد هذه الحرب الي شنت عليه في حرب غزة، لتقوية صمودة، وشن حمله مضادة ضد الكيان الصهيوني.
“Applications of the dimensions of the psychological war of Zionism,
 in the Gaza war, and respond to”
Abstract:
Discussion dealt with within it the most important dimensions of psychological warfare Zionism (advertising, media, rumor and messages meaningful and publications) and their applications against the Palestinian people, in a senseless war on the Gaza.
The aim of the research to identify the applications of the dimensions of the psychological war of Zionism, practiced by the enemy in its war on Gaza, and highlighted the propaganda war Zionism, which formed the core of these applications, and to identify the operations of disinformation which, .. and learn war rumor, and their applications through publications and messages voice … as well as to identify ways of preventing them, and ways to address them.
Research has shown that the importance of the applications for the dimensions of this psychological warfare, for the Zionist entity, in his war on the Gaza Strip .. At the same time how serious the Palestinian people in the sector.
The research showed that the Palestinian people and resistance, have barricaded themselves in advance factors, prevention and withstand the psychological war waged by the enemy in its war on Gaza, the level of faith, and security, and psychological. The research shows some of the ways that address the Palestinian people and resistance, for applications to keep this war launched in the Gaza war, to strengthen their steadfastness, and a campaign against anti-Zionist entity.
خلفية الدراسة
المقدمة:
الحرب النفسية لا تقل شأنا عن المعارك العسكرية، وذلك لسرعة ودقة فعاليتها، حيث تعتبر اقل كلفة من الحروب الأخرى، وأكثر نجاعة وفعالية منها.. ويعتمد نجاحها على قدرة طرف على فهم الآخر بمعرفة طرق التفكير، ومستوى الثقافة، وطبيعة التعبئة، والعادات والتقاليد، وأنماط السلوك والحالة النفسية له، والإيمان بالهدف الذي يقاتل من أجله.. وقد أدرك العدو الصهيوني ما للحرب النفسية من خطورة، فاستخدمها ضد الشعب الفلسطيني، بمختلف الطرق والأساليب والوسائل والأدوات والإمكانيات التي بحوزته، وأفرد لها مساحة كبيرة خاصة في حربه الاخيرة على غزة.  وقد استخدم لذلك جميع أبعاد هذه الحرب النفسية ووسائل تحقيقها، من دعاية، وإشاعة، ووسائل التضليل الإعلامي، وحرب المنشورات، والرسائل المسجلة لإثارة الخوف، وافتعال الأزمات..الخ
فعلى صعيد بعد الحرب الدعائية، التي تمثل أحد أهم ركائز الحرب النفسية وابرز أساليبها الفعالة، فقد كانت محط الاهتمام والتركيز من قبل العدو الصهيوني، حيث وجهت عبرها رسائل ذات أبعاد فكرية ونفسية، لتدمير الروح المعنوية لسكان غزة، وبث الشك وعدم الثقة في نفوس المقاومين .
وذلك لما لهذه الدعاية من قدرة على نشر روح الإشاعات، وفبركة الاحداث، والتضليل الإعلامي، وعدم المصداقية المهنية في بث الخبر وتزوير الحقائق، ما هي إلا دلالة حقيقية حول الصراع القائم في الاراضي الفلسطينية، وتزييف الحقائق لطبيعة الصراع العربي-الإسرائيلي”. (1)                                                                                           وأما حرب الاشاعة التي من طبيعتها أنها تنتشر في جو يسوده عدم الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي..فقد ركز العدو الصهيوني عليها بشكل مكثف في حربه على غزه، وذلك لعلمه بأنه  إذا كان المجتمع يمر بحالة حرب، أو عدم الأمن والاستقرار، فإن ذلك هو المناخ المناسب لانبثاق الإشاعة ضده ” (2)                                                                                   وأما بعد وسائل الإعلام الذي تعتبر من أبرز مظاهر الحرب النفسية في العصر الحديث، فقد ازداد الاهتمام بها في الحرب على غزة، خاصة في ظل التطور التقني الهائل الذي طرأ على هذا الاعلام “مما جعلها تشهد نشاطًا إعلاميًا يمتاز بالقدرة والفعالية، لكون أن هذا الإعلام هو احتواء للاشياء  -كل الاشياء- احتواء لدور التيارات السياسية والديمقراطية والقومية والوطنية والنيابية، في الداخل والخارج، وهو الإعلام الذي يمارس ويحلل مواضيع مختلفة بعيدا عن الواقع والمنطق”(3)                                                                                     ولكن على الرغم من ضراوة هذه الحرب النفسية وابعادها واساليبها ووسائلها التي استخدمها العدو الصهيوني في حربه على غزه، إلا أن التصدي لها وقاومتها من قبل السكان، كان الأسلوب الافضل والانجع للقضاء عليها، وإزالة أثرها، والتغلب عليها، وحتى ابطال مفعولها.
مشكلة الدراسة:
إن إسرائيل بدأت بنوع قديم جديد من الحرب ضد الفلسطينيين، وهو الحرب النفسية، التي تهدف إلى مواجهة الشعب الفلسطيني.. ولهذا نشأت مشكلة الدراسة التي يمكن حصرها وتلخيصها في السؤال الرئيس التالي:
ما هي أبعاد طبيعة الحرب النفسية، وكيف توظفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتصدي لها؟
وللإجابة على هذا التساؤل، سوف يتم مناقشته من خلال الأسئلة الفرعية التالية:
* ما هي طبيعة أبعاد الحرب النفسية الصهيونية؟
* كيف وظفت الحرب النفسية الصهيونية وأبعادها ضد الشعب الفلسطيني في العدوان على غزة؟
* كيف تصدي الشعب الفلسطيني للحرب النفسية الصهيونية وأبعادها في العدوان على غزة ؟
أهدافالحربالنفسيةالصهيونية :
* التعرف على طبيعة أبعاد الحرب النفسية الصهيونية؟
* التعرف على كيفية توظيف الحرب النفسية الصهيونية وأبعادها ضد الشعب الفلسطيني في العدوان على غزة؟
* التعرف على كيفية تصدي الشعب الفلسطيني للحرب النفسية الصهيونية وأبعادها في العدوان على غزة ؟
أهمية الدراسة:
– تنبع أهمية الدراسة من أهمية وخطورة الموضوع الذي سوف تتناوله، وهو الحرب النفسية الإسرائيلية وأبعادها وتوظيفها ضد الشعب الفلسطيني.
– كما تنبع أهميتها في التعرف على كيفية تصدي الشعب الفلسطيني للحرب النفسية الصهيونية وأبعادها في العدوان على غزة ؟
– كما تنبع أهميتها لصناعة القرار الفلسطيني، من خلال فهم أساليب العدو الصهيوني السيكولوجية في التعامل مع الفلسطينيين اثناء الحرب.
– كما تنبع أهميتها من استفادة الأكاديميين، وخاصة الطلبة من أصحاب التخصصات في علم النفس والاجتماع والسياسة والأمن والعسكرية، في دراساتهم وأبحاثهم.
– كما تنبع أهميتها من خلال قاعدة المعلومات التي تقدمها للمجتمع الفلسطيني عن الحرب النفسية الصهيونية وطرق التصدي لها.
– كما تنبع أهميتها من خلال الفترة الزمنية محل الدراسة، ومن خلال المكان الذي تمارس
فيه وهي الأراضي الفلسطينية (قطاع غزة) .
مصطلحات الدراسة:
تعريف الحرب النفسية:
للحرب النفسية عدة اصطلاحات شائعة مثل:(الحرب الباردة، وحرب الأفكار، وحرب السلوك، والحرب العقائدية، وحرب الأعصاب، والحرب السياسية، وحرب الكلمات، وحرب الدعاية)
وتعرف بأنها “استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة دول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية، التي تستهدف جماعات معادية أو محايدة أو صديقة، للتأثير على آرائها وعواطفها واتجاهاتها وسلوكها، بطريقة تساعد على تحقيق سياسة الدولة المستخدمة لها وأهدافها (4)
وتعرف كذلك بأنها ” استخدام مخطط للدعاية أو ما ينتهي إليها من الإجراءات، الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة، بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول، بما يحقق للدولة الموجهة أهدافها. (5)
وتعرف بأنها ” استخدام مخطط له للدعاية والأعمال الأخرى التي تهدف للتأثير على أراء
وعواطف واتجاهات سلوك العدو، والمحايد “. (6)
وعرفت ابان الحرب العالمية الثانية بأنها ” سلسلة الجهود المكملة للعمليات الحربية العادية عن طريق استخدام وسائل الاتصال التي يستخدمها النازيون “. (7)
وتعرف بأنها ” ممارسة التأثير النفسي بغرض تقوية وتدعيم الروح المعنوية لأفراد الأمة وتحطيم الروح المعنوي لأفراد العدو..اي هي عبارة عن حرب أفكار تستهدف تحطيم إرادة الأفراد، وهي حرب دعاية، وحرب كلمات “. (Cool
ويرى (رون شليفر) بان المقصود من مصطلح الحرب النفسية ” هو استخدام وسائل ليست عنيفة  خلال الحرب لتقريب أهدافها “.(9)
ويعتبر (لاينا برجر) الحرب النفسية بانها: ” تطبيق بعض أجزاء علم النفس من اجل معاونه وخدمة أي مجهود يبذل في المجالات كافة الاقتصادية والسياسية والعسكرية…الخ  في المعركة بغية تحقيق الغاية والهدف المنشود” (10)
وتعتبر انها حرب ميدانها النفس, وهي كل الإجراءات التي تستخدم القوة الناعمة إن جاز التعبير, تستخدم قوة الإعلام تستخدم الفكر تستخدم إحباط الروح المعنوية, وكل الإجراءات التي من شأنها أن تشل فاعلية الخصم ونفسيته وتهدم بنيانه المعنوي والنفسي, أو تفتت بنية هذا البنيان” (11)
وينظر اليها كذلك بأنها ” عملية منظمة شاملة يستخدم فيها من الأدوات والوسائل ما يؤثر على عقول ونفوس واتجاهات الخصم بهدف تحطيم الإرادة والإخضاع أو تغييرها وإبدالها بأخرى بما يؤدي لسلوكيات تتفق مع أهداف ومصالح منظم العملية” (12)
ويعرفها (بول لينباجر) بانها “هي استخدام الدعاية ضد العدو، مع إجراءات عملية أخرى ذات
طبيعة عسكرية واقتصادية أو سياسية بما تتطلبه الدعاية ، ويقول : إنها تطبيق لبعض أجزاء علم النفس لمعاونة المجهودات التي تبذل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية” (13)
وعريفها القاموس الأمريكي لعام 1948: بانها ” مجموعة الإجراءات الدعائية المرسومة للتأثير على آراء ومشاعر وسلوك وموقف المجموعات الأجنبية المعادية أو الحيادية أو الصديقة، في إطار السياسة والأهداف”…لذا ترى أمريكا بان الحرب النفسية التي تديرها ” يجب أن تهدف إلى التأثير على عواطف ومواقف الجمهور، وتبديل سلوكه حسب الاتجاه الذي يحقق أهداف ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية.(14)
وتعرف بانها “مجموعة الخطط والمعلومات والبرامج تتضمن فلسفة وسياسة الدولة تهدف إلى بث أفكار ومعلومات معينة في أوساط جماهير دولة معادية من أجل التأثير على اتجاهات ومعتقدات الرأي العام وعواطفه وسلوكه من أجل تحقيق غايات وأهداف استراتيجية مرسومة”.(15)
وتعرف بانها “الاستخدام المخطط من قبل دولة أو دول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية التي تستهدف جماعات معادية أو محايدة أو صديقة للتأثير على أدائها وعواطفها واتجاهاتها وسلوكها بطريقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف تلك الدولة أو الحلف المستخدمة لها”[url=http://%28 13%29 /]( 16) [/url]
وتعرف بانها ” نوع من القتال يسعى إلى القضاء على المجتمع ومستقبله، ويدمرعليه ثقته بنفسه، وغايتها الرئيسية شل عقل الخصم وتفكيره ونفسيته وتحطيم معنوياته وبث اليأس، والتشجيع على الاستسلام والقضاء على كل أشكال المقاومة عنده، ولو استخدام العقوبات الاقتصادية “ (17)
تعريف الدعاية:
الدعاية  كلمة لاتينية تعني “يبذر أو ينشر” ومعناها “التنشئة والتنمية”.. وتعود نشأة كلمة الدعاية بمعناها السياسي إلى عام 1597 الذي شهد ولادة مجمع الدعاية الدينية في أوربا، ثم تطورت الكلمة لتأخذ طابعاً اجتماعياً يختص بدراسة شؤون الواقع الاجتماعي-المجتمعي القائم آنذاك.. واستعملت لأول مرة من قبل الفاتيكان عام 1622 م عندما انشاء (البابا جرجوري) إدارة للدعاية وكانت تضم كبار الأساقفه وتتولى تنظيم وتخطيط المهام الخارجية للكنيسة الكاثولكية والتبشير فيما وراء البحار.. وبعد عام 1880م تطورت الكلمة لتأخذ معناها السياسي في الوقت الراهن.
وتعرف الدعاية بانها ” نشر الآراء والاستخدام المخطط لاي نوع من وسائل الاعلام بقصد التاثير في عقول وعواطف جماعه معادية او محايدة لغرض استراتيجي او تكتيكي معين ” (18)
وتعرف بأنها “علم وفن يبحث في فن قادة العقول والنفوس والإرادات البشرية، بمختلف الوسائل  من أجل مواقف مرسومة، والهدف من ذلك هو تحويل الرأي العام والتأثير به”(19)
ويعرفها (هارولد لازويل) بأنها ” التعبير عن الآراء أو الأفعال التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات
عمداً على أساس أنها ستؤثر في آراء أو أفعال آخرين أو جماعات أخرى لتحقيق أهداف محددة مسبقاً، وذلك من خلال مراوغات نفسية” (20)
ويعرفها (ليونارد دوب)  بأنها ” محاولة التأثير في الأفراد والجماهير،  والسيطرة على سلوكهم،
لأغراض مشكوك فيها، وذلك في زمان معين، وهدف مرسوم” (21)
وتعرف بأنها ” عملية مستمرة يتبع فيها أساليب فنية علمية إقناعية، أو إحتياليه، أو قهرية، بغرض التأثير على المكونات النفسية للجهة المستقبلة لا شعورياً أو شعورياً، فتضعها تحت رقابتها وتسيطر وتضغط عليها أو تجبرها على إتباع السلوك المستهدف” (22)
وتعرف بانها ” الاستخدام المخطط لأي نوع من وسائل الأعلام بقصد التأثير في عقول وعواطف جماعة معادية معينة أو جماعة محايدة أو جماعة صديقة أجنبية لغرض استراتيجي أو تكتيكي معين” (23)
تعريف الإشاعة:
يعتبر الكندري بان الشائعة في اللغة قد جاء من ” شاع الخبر، شيعا بمعنى اذاعته وافشائه…  وفي الاصطلاح للشائعة لها عدة تعريفات من اشهرها تعريف (البورت وبوستمان) والذي يعتبرها بانها ” كل قضية او عبارة او قابلة للتصديق من شخص الى شخص عادة بالكلمة المنطوقة “
ولكن (بارون) يعرفها بانها “سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن، وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه افعال مباشرة، وقد يتحول الى نوع من الشذوذ في القول والعمل” (24)
وتعرف كذلك بأنها ” تقرير غامض أو غير دقيق أو قصة أو وصف يتم تناقله بين أفراد المجتمع عن طريق الكلمة المنطوقة غالباً” (25)
وتعرف بأنها ” الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو تعمد المبالغة أو التهويل أو
التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر
معظمه صحيح” (26)
وتعرف بانها ” عملية ترويج خبر مختلق لا أساس له من الصحة , أو المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة وذلك بهدف التأثير في الرأي العام لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية “(27)
وهي “بث الخبر مع الترويج له بكل الوسائل المتاحة المكتوبة والمسموعة والمرئية والمحسوسة بغية إقناع الآخرين به وتصديقه  وخلق حالة نفسية سيئة لدى الخصم من خلاله” (28)
تعريف وسائلالإعلام :
تعرف الوسائل الإعلامية بانها ” مجموعة الوسائل والأدوات التكنولوجية وغيرها من التقنيات المستخدمة، من قبل الطر ف المستخدم لها بغرض السيطرة على الموارد الإعلامية والإمكانيات المعلوماتية والتقنية للخصم والتدخل في عمل أنظمة إدارة شبكاته الإعلامية ونظم اتصاله” (29)
تعريف التضليل الإعلامي:
يعرف التضليل الإعلامي بأنه ” العمليات التي تتبع لتضليل العدو، بحيث يولد لدية معلومات مغلوطة تضلل وجهته الحقيقية ” (30)
منهج الدراسة
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم دراسة الحرب النفسية الصهيونية، والتعرف على أبعادها، وكيفية توظيفها ضد الشعب الفلسطيني في عدوانه على غزة، ثم فهم هذه الظاهرة وتفسيرها وتحليلها، وعرض مقترحات وتوصيات قد تفيد في حل المشكلة والتخفيف من آثارها.
حدود الدراسة
البعد المكاني: اقتصرت الدراسة على حدود الصراع ما بين الكيان الصهيوني، والشعب
الفلسطيني في حدود قطاع غزة.
البعد الزماني: اقتصرت الدراسة على الفترة التاريخية التي شن فيها الكيان الصهيوني الحرب
على الشعب الفلسطيني القاطن في قطاع غزة.
خطة البحث:
خطة البحث : سوف يقسم الباحث هذه الدراسة إلى :
خلفية الدراسة:
المبحث الأول: ويشتمل على: تطبيقات الحرب النفسية الصهيونية، في الحرب على غزة.
المبحث الثاني: ويشتمل على: تصدي الشعب الفلسطيني في غزة للحرب النفسية الصهيونية.
وتعقيب عام.
ثم الخاتمة: (نتائج البحث، وتوصياته).
والتوثيق والمراجع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:20 am

المبحث الاول
تطبيقات الحرب النفسية الصهيونية وإبعادها في حرب غزة
مدخل:
الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، تعتبر حرب أفكار توجه للسيطرة على العقل، وتمس الفكر والعقيدة، وهي حرب دفاعية وهجومية في آن واحد، تسعى ببعدها الدفاعي لتحصين معنويات شعبها، وتسعي في بعدها الهجومي لتحطيم معنويات عدوها، وتفتيت وحدته .
وهذه الحرب النفسية الصهيونية تنطوي في مجملها على عملية خداع، تعتبر من أهم مرتكزاتها في هذه الحرب.. فالخداع يشكل للكيان الصهيوني اساس يمارس من خلاله التظاهر بحال تختلف عن الحالة الحقيقية التي تكون عليها..وهذا يؤدى لإحداث شعور كاذب لدى العدو مع العمل على تنمية هذا الشعور، حتى يمكن استغلاله لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة” (31)
من المعلوم ان العدو الصهيوني، قد قام بحرب ضروس لا مثيل لها، على قطاع غزة، والتي استمرت 22 يوماً دون توقف (من 27 كانون الأول 2008م، حتى 18 كانون الثاني 2009م). والتي لم يترك العدو الصهيوني فيها طريقة او أسلوب او وسيلة، سواء عسكرية أو أمنية أو حتى نفسية أو اقتصادية أو إعلامية، إلا واستخدمتها ضدّ الشعب الفلسطيني, وحشدت لها كلّ إمكانياته وتقنياته وجبروته.. فاستخدم جل آلته العسكرية المتطورة، والمحرمة دوليا، كما استخدم فيها حربا معقدة ومتشعبة رديفه للرصاصة والقنبلة هي الحرب النفسية التي تعد جزءاً لا يتجزء من الحرب الحرب العسكرية، التي تقوم بها أي دولة تجاه أخرى..وهي بذلك أحد أهم أساليب وأدوات الحرب العسكرية الفعلية..وتقوم هذه الحرب النفسية على أسس وقواعد علمية، كما انها وسيلة للربط بين قرارات القيادة على الصعيد السياسي والعسكري والأمني، وبين التنفيذ لهذه القرارات، كما أنها تعتبر سلاح هام في تحديد النصر الكامل في زمن الحرب أو السلم على حدٍ سواء، دون تكبد خسائر بشرية أو مادية.
والراصد للعمليات النفسية وأبعادها التي استخدمها الكيان الصهيوني -قبل وأثناء وبعد العدوان- يكتشف مدى حجم الاهتمام بهذه الحرب، التي لا تقل في -الفكر الصهيوني- أهمية عن الحرب العسكرية، باعتبارها الشق الممهد والمكمل لهذه الحرب..حيث لم تقتصر هذه الحرب على ساحة القتال بل قام العدو بتوظيفها لتخدم أغراضه على مستوى المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
ولذا سوف نحاول في عجالة (في هذا البحث) التطرق إلى ابعاد هذه الممارسات والتطبيقات الحرب السيكولوجية، التي تم تطبيقها ضد الشعب الفلسطيني..والتي كان أبرز أبعادها، حرب الدعاية، والإشاعة والمنشورات، ووسائل الإعلام التضليلي..الخ.
اولا: جوانب من تطببيقات الحرب النفسية الصهيونية في حرب غزة:
من الطبيعي أن يستخدم العدو الصهيوني، في حربه النفسية على قطاع غزة، تطبيقات وممارسات ذات فعالية عالية، ناجمة عن خبرة تراكمية له في هذا المجال، والتي برز منها التطبيقات التالية:
تكتيكات الخداع والتموية الاستباقية (التضليل الاسترخائي): وهو من أبرز جوانب الحرب النفسية التي استخدامها العدو الصهيوني في حربه على غزة، خاصة قبل الهجوم العسكري الفعلي لضمان نجاح تكتيكات عملية التمويه الاستباقية التي لجا فيها إلى طرق مختلفة وأساليب متنوعة من الخداع والتضليل التي استبقت الضربة العسكرية، لتعطي انطباعا بأن طبول الحرب لم تدق بعد, ولتؤدي الى تحقيق عنصر المفاجأة، الذي يحقق حالة من الفوضى والإرباك في صفوف السكان.
وقد كان من ضمن هذه التطمينات ما نقله النظام المصري الى الحكومة الفلسطينية في غزة..
وكذلك التطمينات التي قالها رئيس وزراء اسرائيل (المرت) لرئيس وزراء تركيا (اردوغان) بعدم النيه للحرب.. وتماديا في هذا الخداع السياسي، وفي سياسة التموية كذلك “القيام بفتح المعبر يوم الجمعة قبل الحرب بيوم واحد..وكذلك الإعلان المسبق عن عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري الإسرائيلي يوم الأحد -بعد الحرب- للبحث في كيفية التعامل مع الوضع الناشئ في غزة” (32‏)
سيكولوجية التوقيت المناسب: ان اختيار التوقيت لشن حرب او عمل عسكري ما، لا بد ان ينبع من حاجة للعدو وفي المقابل قد يكون له وقع نفسي ضد الخصم.. لذا اختار العدو الحرب على غزة، في هذا الوقت بالذات، لكي يتمكّن من فرض سياسة الأمرٍ الواقعٍ على الأرض –كما كان يحلم- قبل استلام الرئيس الأمريكي المنتخب (باراك أوباما) مهامّ منصبه في20 يناير 2009م.
كما اختير يوم السبت المقدس لدى اليهود لشن الهجوم الجوي، لعلمهم بان الجميع في المنطقة يعلم بأنهم في هذا اليوم في عطلة أسبوعية مقدسة، وهم بالتالي لا يمكن أن يشنوا حربا فيه، لقدسيته لديهم، مما خلق نوعا من الاسترخاء الحكومة والمقاومة، بعدم أخذ الحيطة والحذر في هذا اليوم.
كما انها اختارت توقيتا سيكولوجيا مؤثرا، حيث نفذت المقاتلات الحربية الغارة الاولى على المواقع الأمنية الفلسطينية، في وقت الذروة من حيث انشغال الناس في دور العبادة بتادية صلاة الظهر، أو في اماكن عملهم، في المرافق والاماكن التي يعملون فيها، سواء موظفين او عمال.. كما ان التوقيت كان له بعدا سيكولوجيا، حيث نفذ بالتزامن مع نهاية اليوم الدراسي في قطاع غزة، وقت خروج الطلبه من المدارس في الشوارع، لتزيد من القتل والاصابة فيهم بسبب تدافعهم في الطرقات، وتفاقم من حجم الوقع النفسي الكبير الذي الم بهم وبذويهم جراء ذلك.
سيكولوجية الأسماءوالمصطلحات: ان من صميم الحرب النفسية استخدام اسماء ومصطلحات ذات وقع نفسي، او بعد عاطفي، كاطلاق اسما للحرب الذي قد يشنه طرف ما ضد اخر عدوا له.
ولذا عكف خبراء نفسيون صهاينه على اختيار اسما للحملة العسكرية الصهيونية في الحرب على غزة يختلف عن ما سبق من الأسماء.. فاطلق على حربه هذه تسمية ذات وقع نفسي (الرصاص المصهور) او (الرصاص المصبُوب) ليحقق بهذا الاسم حالة من الرعب الداخلي، حيث ان هذا الاسم هو كناية عن القوة والجبروت والمقدرة على كسر المقاومة, ويعبر عن سخونة وجدية المعركة, لأنّ الرصاص الساخن حين يُصب على الشيء يكون له مفعول الحرق المؤلم والتأثير المباشر.. وذلك ليضفي بعدا سيكولوجيا يهدف بث الرعب على الفلسطينيين من خلاله” (33‏)
استخدام سيكولوجية الصدمة والترويع: يعتبر هذا الاسلوب من اهم أساليب الحرب النفسية على المستوى العملياتي.. ويعني القيام بعمل عسكري ما، يفوق تصور الخصم، فيجعله في حالة ذهول وإرباك يعجز من تاثيرة عن الرد.. مما يفقدة السيطره على مجريات الامور، ويؤئر في معنوياته ويؤدي الى عدم التحمل والاستسلام..ولهذا استخدمته القوات الأمريكية في الحرب على العراق، فاستخدمة جيش العدو الصهيوني في حربه على غزة، حيث كان الهجوم الجوى في الضربة الأولى على غزة قد غطى في خلال ثلاث دقائق وفي آنٍ واحد كل الأهداف المقصود ضربها من أجل تحقيق الرعب والصدمة النفسية.
واستخدام استراتيجيات الصدمة والترويع، يهدف الى ديمومة الخوف في صفوف الخصم دوما،
وليس فقط القذف بمعنى الفعل الماضي, فالرعب هي متلازمة مرضية أو فوبيا دائمة يحملها (الصهاينة) بين جيناتهم وفي دمائهم، لذلك رفعوا هذا الشعار في حرب غزة, ليحققوا الصدمة والرعب لأهلها لأن هذا الشعار عندما أضرب هذا الضرب الباطش المجنون اللامتوازن على غزة, باستخدام الفسفور الأبيض الذي تصل حرارته 1000 درجة مئوية، والذي يدوم مفعولها في الأرض والبشر والماء زمنا طويلا”. (34‏)
تصدير نظرية الرعب بالمجازر: من ابرز أساليب الحرب النفسية الصههيونية عبر تاريخة الطويل تصدير نظرية الرعب بالمجازر..حيث كان ارتكاب المذابح والمجازر منهجا ثابتا له.. وقد امتدح (بيجن) بمذكراته فقال “إن مجزرة دير ياسين قد خدمتنا أكثر من أي معركة أخرى”  أي أن الكيان الصهيوني يعتمد نظرية الفتك بالمدنيين وذبحهم وقتلهم لكي يخلق حالة من الرعب والخوف والهلع.. ليشكل عبء نفسي عليهم وعلى المقاتل في الميدان.. ثم على القيادة السياسية لإجبارها على القبول بوقف إطلاق النار بأي ثمن حتى لو كان الهزيمة والاستسلام”.(35‏)
لذا كانت مجزرة غزة امتدادا لهذا السياق، وخاصة ان ” أطفال غزة وجثثهم التي تناثرت في كل جانب جراء الهجمة الشرسة على القطاع، شكلت صدمة نفسية كبيرة في أعماق من نجا من هؤلاء الأطفال الذين بات شبح الموت يلاحقهم في أحلام نومهم ويقظتهم” (36‏)
كما ان هذه الحرب (التي استمرت على مدار 22 يوما) قد خلفت قصصا، وحكايات إنسانية مروعة، تحدث عنها أطفال ذاقوا مرارة الحرب، ونجوا بالمشيئة الإلهية منها، مسجلين صفحات من الظلم والتواطؤ العالمي، في تاريخ الشعب الفلسطيني” (37‏)
أسلوب سيكولوجية كسر حاجز المحرمات الإنسانية: لقد عمد العدو الصهيوني في حربة النفسية على غزة إلى كسر حاجز المحرمات بقصف الأماكن المحرمة دولياً -التي كان يعتقد البعض استحالة أن ينالها القصف- لتدمير الثقة لدى الشعب بانه ليس هناك مكان امن لا تناله يد القصف. سواء المدارس والجامعات ومراكز الأنوروا ومقار الصليب والمستشفيات ودور العبادة والمنازل.
فالتجرؤ على قصف المساجد العامرة, والبيوت الامنه، رسالة للناس بأنه لا خطوط حمراء ولا حصانة لحرمات او مقدسات…ولذا فقد طالت حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة كل شي وتجاوزت كل الخطوط الحمراء بحيث دمرت مقومات الحياة فيه، ومن ذلك المساجد “بيوت الله ” وذلك خلال قصفها 90 مسجدا -حسب إحصائية وزارة الأوقاف- (تم هدم أكثر من 40 مسجدا وتخريب أكثر من 50 آخرين) (38‏)
ولهذا فان أي هدف تم قصفه لم يكن من قبيل الخطأ أو الصدفة إنما كان مقصودا ومبرمجا عن قصد ونية.. حيث استخدمت خلال الحرب أسلحةً مُحرّمةً دولياً، استهدفت المدنيين فيها بصورة رئيسية، فكان معظم الضحايا من الأطفال والنساء، الذين شكّلوا أكثر من 43% من عدد الضحايا، وتم استهدافهم بصورة همجيّة، ضارباً بآلته التدميرية كل معاني الإنسانية، والقوانين والأعراف الدولية.. فأعداد القتلى بين الأطفال تُدلّل على مستوى الوحشيّة التي وصل إليها هذا العدوان، ومقدار التمادي في القصف العشوائي المُدمّر دون تمييز، إمعاناً في التسبّب بالقتل والتدمير”(39)
كما شكّل قصف وتدمير المدارس، وبصورة مقصودة، في ظل وجود عائلات لجأت إليها طلباً للحماية، جريمة بشعة تخالف جميع القوانين والأعراف الدولية..وكان من اهم الشواهد على ذلك ما تعرضت له مدرسة “الفاخورة” في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، التابعة لوكالة الغوث “أونروا” من هجوم دموي في السادس من كانون الثاني، بأربع قذائف، مما أدّى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصاً، وإصابة العشرات بجراح ممن لجأوا إلى المدرسة هرباً من العدوان الإسرائيلي” (40‏)
سيكولوجية التدمير البنيوي الممنهج (حرب البنى التحتية): لقد كشفت حرب غزة عن مدى اعتماد الصهاينة على التدمير المادي للبنى التحتية للشعب الفلسطيني، باستهداف كل المؤسسات المدنية.. فاندفعت الآلة الإسرائيلية بالاستهداف الشامل للبنى والهياكل والمؤسسات والأشخاص في القطاع حتى في المجالات ذات الحصانة الشديدة، كالجامعات والمدارس غير التابعة للأمم المتحدة، علاوة على قصف مدارس الأونروا مع ترويج روايات مختلقة كذرائع تأتي جاهزة بدون عناء” (41‏)
وقد تعرضت العديد من المرافق التعليمية في القطاع، الى تدمير ممنهج ومبرمج من قبل العدو الصهيوني..حيث تعرضت مباني الجامعة الإسلامية ومنشآتها ومختبراتها وأجهزتها للتدمير..كما  تعرض مبنى كلية الزراعة والبيئة التابع لجامعة الأزهر في منطقة بيت حانون شمال القطاع للتدمير بشكل كامل.. كما تعرضت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وهي أكبر مؤسسة للتعليم التقني والمهني في غزة، للاعتداء والتخريب الذي طال مبانيها وقاعاتها والعديد من مختبراتها، بصورة أحدثت أضراراً جسيمة في عدد من مبانيها والعديد من المختبرات وملعب الطلاب الرئيسي وغيرها من المكاتب والمرافق الإدارية .. كما تعرض مقر جامعة الاقصى في منطقة تل الهوى للتدمير الجزئي..كما تم تدمير مبنى جامعة القدس المفتوحة في منطقة شمال غزة التعليمية تدميراً جزئياً، وبعض المبنى في منطقة غزة والمنطقة الوسطى ومنطقة خانيونس التعليمية وتم تدمير مبنى العلوم الهندسية والمخازن بصورة كاملة التابع لكلية العلوم والتكنولوجيا” (42‏)
أسلوب الكلفة البشرية (عداد الجثث): ومن أحقر أساليب الحرب النفسية الصهيونية العملياتية التي عمد العدو الصهيوني إلى استخدامها في حربه على غزة أسلوب الكلفة البشرية (أي عداد الجثث) وهو أسلوب نفسي يسعى به الى التأثير على المدنيين والمقاومين، بإيقاع اكبر عدد من الضحايا، مما يشكل ضغطا أخلاقيا لوقف المعركة، نظرا لهذا الارتفاع الكبير في عداد الجثث.. حيث اجبر كثير من قادة الشعوب على وقف الحرب نظرا لارتفاع عداد الجثث..كما ان العدو قد استخدم هذا الاسلوب ليس فقط لوقف المعركة، بل لخلق حالة من الرعب والخوف، تظل عالقة في الأذهان، مؤداها ان كلفة المقاومة هي حرق كل ما يملكون من بشر وشجر وحجر، دون استثناء لشيء.
وقد برر العدو هذا القتل بأن المقاومة هي التي تتحمل الوزر.. باعتبار أن هذا الموت الواقع في المدنيين هو بسبب أن رجال المقاومة تتخذ من الأطفال والشيوخ والنساء متاريس تقاتل من خلفها. وهذا الإدعاء الكاذب هو بمثابة غطاء للقتل العمد والمقصود للمدنيين..من اجل اجبار المقاومة على الاستسلام، أو الذهاب للانتحار عبر تغيير تكتيكها العسكري بالخروج للقتال في مناطق مكشوفة..ثم الادعاء بأنه قد حقَّق نصرًا عظيمًا على الأطفال والنساء والشيوخ، وعلى المنازل والزرع والشجر والحجر، مؤكدًا أن ما فعله الكيان الصهيوني في هذه الحرب أظهر في أيام معدودة ما ننادي به من عقودٍ بأن الكيان الصهيوني نظام عنصري وإجرامي” (43‏)
استخدام سيكولوجية “كي الوعي: وهذه السيكولوجية مؤداها استعمال الضغط النفسي المكثف ضد السلطة والسكان الفلسطينيين (الدولة والمجتمع) بهدف إقناعهم بأنه لا يمكن إحراز انجازات بالقوة، وانما عبر رضا العدو.. لكي يتأكد التصور في الوعي بان إحراز تغيير لا يتم بالعنف، لأن التغير في الوعي لا يمكن أن يتم باستعمال القوة العسكرية فقط.. ولهذا يقول صحفيون صهاينة كبار انه ” مع غياب بديل سياسي عن طريق النزاع، أدخل السكان الفلسطينيون زنزانة كي الوعي حيث كان عليهم فيها أن يختاروا بين الخضوع والنضال”.(44‏)
ولهذا كان حجم الدمار الذي خلفه العدو الإسرائيلي أثناء حربه على غزة، هو رسالة نفسية من أجل كي الوعي الفلسطيني.. كما صرحت بذلك تسيفي ليفني نفسها بالقول “ان المقاومة لن تجدي نفعا، وانه يستوجب على الفلسطينيين إلقاء السلاح.. كما أن الحصار الخانق المفروض على غزة كان يرمي إلى توصيل رسالة واضحة للشعب الفلسطيني، بأن العدو الإسرائيلي بيده شربة الماء ولقمة الخبز، وأن بإمكانه أن يفعل بالشعب الفلسطيني ما يحلو له”(45‏)
أسلوب تقمص الحرب ذات النزعة الإنسانية: ومن هذه الأساليب التي اعتمدها العدو الصهيوني في حربة النفسية على قطاع غزة، انه كان في اللحظة التي تحدث فيها آلته العسكرية القتل والدمار، كان يركز على تقمص بعض الجوانب الانسانية كاسلوب يظهره وكان حربه إنسانية.. مثل قيام العدو بانتاج تقريراً إذاعيا مدته دقيقتان، بثه عبر موجات الإذاعات المحلية وخصوصاً إذاعة الأقصى والقدس، حاول فيه الظهور أمام العالم بالمظهر الإنساني الحريص على توفير حياة كريمة للناس، وقال فيه بان قيادة الجيش الاسرائيلي تؤكد للفلسطينيين أنهم يحاربون حماس فقط ومواقعها العسكرية، وذكر بالأرقام أكثر من (400) مقر عسكري دمرته إسرائيل لحماس في غزة خلال العملية العسكرية، فضلاً عن قتل مئات “الإرهابيين” من عناصر حماس وقادتها.. ولكنه يؤكد في نفس الوقت بأن إسرائيل تراعي الجانب الإنساني للسكان المدنيين، وقد سمحت بإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية للسكان لمنع وقوع كارثة في حربها على حماس.
أسلوب خلق الأزمات للمجتمع (الطرد والتهجير): من أهم أساليب الحرب النفسية على أهل غزة أسلوب خلق الأزمات بشكل متواصل حتى تجهض كل طريقة لحل هذه المشاكل والأزمات..ومن اخطر هذه الأزمات سياسة الطرد والتهجير بإجبار الناس على مغادرة وإخلاء منازلهم بسبب القصف العشوائي المقصود لها من قبل الاحتلال أو بالإجبار على المغادرة بعد احتلال المنزل من اجل تدميره أو اتخاذه مكانا لقنص المقاومين.. وهكذا خرجت المئات من العائلات إلى الشوارع بلا مأوى.. وقد لاحقهم في القصف في كل مكان مما شكل عليهم ضغطا نفسيا شعر المواطن الفلسطيني من خلاله انه مهدد في كل مكان يذهب إليه، كما يهدف ذلك الى تشكيل ضغطا على المقاومة ليفرض عليها حالة من الاستسلام والقبول بما يفرض العدو من شروط استسلامية.
أما على صعيد ممارسة الحرب النفسية فتكون بظهور القوة واستخدام النيران وإلقاء المناشير على الناس لإخافتهم والإصرار على الخروج من البيوت للعراء، فالبقاء في العراء من أكثر الأشياء التي تؤثر على معنويات الناس، وهذا يعطي شعورا بعدم جدوى المقاومة”(46‏)
سياسة العقاب الجماعى والحصار الاقتصادي: لقد كان من ضمن الحرب النفسية ان عمدت قوات الاحتلال الى تطبيق سياسة العقاب الجماعى للسكان كما شددت على استمرار الحصار المضروب على المدنيين، بمنعهم من العمل والحركة والسفر والانتقال بين اجزاء القطاع والضفة واغلاق قطاع غزة وفصله عن العالم وعن الضفة الغربية..وتهديد اخرين بالاعتقال والسجن والقمع على المعابر الحدودية.. وعندما أغلقت قوات الاحتلال قبل اشهر معبري كارني ورفح في أعقاب عمليات استشهادية، اهتم رجال المخابرات الإسرائيلية بأن يُعلقوا في المعبرين لافتات ضخمة، أمام نظر العمال والتجار الفلسطينيين كتب عليها (مُغلق بسبب حماس) (47‏)
كما ان من العمليات النفسية التي مارسها العدو الصهيوني أثناء الحرب عدم تزويد القطاع المدني باحتياجاته من المواد اللازمة الضرورية لمتطلبات حياته.. فقطعت المياه وتعطلت الكهرباء وفقدت مواد الطهي (كالغاز والكاز) ونفذ ما في المخازن من وقود مما أدى لتوقفت معظم المخابز.. وهكذا جرت الحرب في جميع مرافق الحياة وبات المواطن مهددا بالخوف والجوع.
كما تم قطع الكهرباء عن أغلب القطاع لفترات طويلة، بهدف حجب المواطن عن المعلومة, وإغراقه في الظلام الدامس الذي يعكس رعباً في نفوس الأطفال والنساء والشيوخ “(48‏)
استخدام سيكولوجية تضخيم حالة القلق: لقد استخدم العدو الصهيوني في الحرب النفسية، سياسة
تعدد مراحل المعركة -التي تعني تضخيم حالة القلق المتواصل الناجم عن الانتظار المميت-
فعمدت إلى اعتبار أن مرحلة القصف الجوي هي المرحلة الأولى للحرب، ثم بعد ذلك دخلت المرحلة الثانية وهي مرحلة الحرب البرية على المناطق غير المأهولة، ثم بث دعاية نفسية بأنها على أعتاب المرحلة الثالثة لاجتياح المدن إذا لم تتوقف المقاومة عن إطلاق الصواريخ أو إعلان الاستسلام السياسي.. وهكذا راوحت المعركة أسبوعين في مكانها انتظارا لتحقيق هدف ميداني على الأرض يرسم لها معالم وضع أمني جديد، أو يحقق بالمسار السياسي فرض شروطه الاستسلامية على المقاومة، ولكن بالصمود والمقاومة كان الفشل العسكري ثم الفشل السياسي.
استخدام أسلوب النزف النفسي: من أبرز وسائل الحرب النفسية، استخدام أسلوب النزف النفسي على مستوى التكتيك العسكري من خلال استخدام غزارة النيران من جميع الاتجاهات ومن كل أنواع الأسلحة الممكنة برا وبحرا وجوا.. بل واستخدام الأسلحة المحرمة كذلك- لخلق قناعة تتسرب وتتسلل نفسيا للمقاتل بعدمية المواجهة..أو بخلق ردة فعل عاطفية بإطلاق مزيد من النيران لاستنزاف ما لدى المقاومة من مخزون، مما يكون له أثر في تقدم الجيش الصهيوني.
التكتيك النفس عسكري (تقطيع الاوصال): انه لمن المعلوم مدى المحدودية لمساحة قطاع غزّة  ومدى الكثافة السكانية العالية، وانتشار المخيمات الفلسطينية فيه، مما قد يمثل عائقا كبيرا أمام الهجوم البرّي، لذا عمدت الى تقطيع القطاع إلى جزئين، ثم الى اربع أجزاء، وتأسيس مناطق عازلة في شمال وجنوب وغرب القطاع والتوغّل في قطاعات.. كما انها حاصرت عدة أماكن سكنيه، واستطاعت أن تغلِق طريق صلاح الدّين، الرئيس في غزّة، الذي يربِط القطاع ببعضه، فضلا عن تدميرها لغالبية الأنفاق الموجودة على حدود رفح “(49‏)
كما ان تقطيع أوصال قطاع غزة يحرم التواصل للمقاومة..فتنفرد القوات المعادية للصهيونية في كل منطقه على حدة.. وهذا التقطيع قد يؤدي بالتالي الى كسر شوكة المقاومة بعدم قدرتها على التصدي والمواجهة الميدانية.. لكن تكتيك المقاومة -المتمثل في عدم الانجرار إلى المناطق المفتوحة، وانتظاره العدو في المناطق المأهولة، جعلها تحافظ على مقاتليها وعتادها وسلاحها، مما كان له اثر بالغ في الصمود ” (50‏)
سيكولوجية تعويم الاهداف (ضبابية الأهداف): لقد عمد الكيان الصهيوني على الصعيد العسكري استخدام بعض أساليب الحرب النفسية التي كان من أبرزها ضبابية أهداف المعركة.. وقد أكد (الدكتور سيف الدين عبد الفتاح) أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الكيان الصهيوني اتبع في هذه الحرب تكتيكًا جديدًا لإدارة المعركة في محاولةٍ منه لتفادي الأخطاء الفادحة في حربه على لبنان عام 2006م، فلم يحدد الكيان أهدافًا صريحة وواضحة في حربه على غزة، للهروب من المأزق الذي قد يتعرَّض له في نهاية المعركة، وترك الأمور “عائمةً”، حتى إذا حقَّق أي إنجاز في الحرب يدَّعي أن هذا هو الهدف”(51‏)
وقد أوضح اللواء أركان حرب متقاعد، (حسام سويلم) الخبير الاستراتيجي المصري، والمدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة ” انه تم التموية في اهداف الحرب.. وبهذا الغموض في الهدف تحركت الآلة العسكرية الصهيونية التي لم تلزم نفسها أمام جماهيرها والعالم بحد معين من الأهداف، وبالتالي تضيغ الأهداف في النهاية وفق رؤيتها الأخيرة التي تود أن توقف المعركة على أساسها..وبنفس الوقت لخلق ضبابية لدى قادة العمل المقاوم في قطاع غزة بعدم معرفة حدود العملية وطبيعتها.. وبذلك لا تتمكن المقاومة أن تبني تحركها وفق هذه الرؤية الضبابية لهدف العدو”(52‏)
استخدام أسلوب الحرب المفتوحة: ومن ابرز أساليب الحرب النفسية العملياتية استخدام أسلوب الحرب المفتوحة التي سعت إسرائيل لإبرازها.. وكأنها تتم بين دولتين يقصف كلا منهما المدنيين لدى الآخر، وذلك لكي تظهر بأنها في حرب عادلة فكانت تصب الآف الأطنان من القنابل، مقابل صواريخ المقاومة، واستمرت حوالي أسبوع بقصف جوي مكثف دمرت خلاله جميع الأهداف التي تريد تدميرها سواء المدنية أو غير المدنية، تحت مسميات البحث عن مصادر نيران العدو والوصول إليها لتعطيلها وإيقافها، وان هذه الحرب سوف تتوقف بمجرد زوال تهديد هذه الصواريخ على السكان الإسرائيليين الآمنين في الجنوب.
أسلوب سيكولوجية الأرض المحروقة: ومن أساليب الحرب النفسية العملياتية التي عمد العدو
الصهيوني إلى استخدامها في العمليات العسكرية أسلوب الأرض المحروقة حيث عمد الى التمهيد
(في جميع الأراضي الزراعية والمفتوحة) قبل تقدم الدبابات إلى قصف هذه المناطق من الجو والبر والبحر..ثم قيام وحدات من الهندسة والمظليين بالتسلسل ليلاً تحت غطاء الطائرات المروحية بفتح معابر آمنة للدبابات بالإضافة إلى استكشاف المنطقة من أي وجود لأفراد المقاومة ومن أي وجود لعبوات مضادة للدبابات بالإضافة إلى طرد السكان أو احتجازهم ثم التمركز في منازلهم من أجل إحكام السيطرة والمراقبة الأرضية، مما يحرم المقاومة من العمل العسكري.
استخدام أسلوب التضخيم للخصم: يقوم الكيان الصهيوني بحملة تضليل وخداع وحرب نفسية متعددة الأوجه بوسائل متعددة، ومن حربة الدعائية الموجهة استخدام أسلوب التضخيم للخصم. حيث استغل بعض التصريحات كادعاء المقاومة أنها تملك صواريخ تهدد الكيان الصهيوني..  وكذلك إظهار بعض الأسلحة -كالمضاد للطائرات التي تستخدمها الجيوش النظامية- بان الحرب بين جيشين، حتى تصور للغرب بأن لدى المقاومة ترسانة أسلحة، لترسخ بأن الكيان الصهيوني مهدد في وجوده وكيانه..مما يخلق انطباع لدى العالم بأن الجيش الصهيوني يواجه قوة عسكرية. مما أوقع الأمم المتحدة في فخ هذه الدعاية، عندما طالبت بوقف لإطلاق النار المتبادل، وكان الحرب تدور بين دولتين وجيشين على جبهات القتال، وهي ليست عدوانا من طرف على آخر.
أسلوب الكر والفر النفسي: استخدم العدو الصهيوني في حربه العسكرية النفسية العملياتية أسلوب الكر والفر النفسي.. وكأنه يخوض حرب عصابات بشكل عسكري، فكان يتقدم ليلاً لبعض المناطق يحدث فيها الكثير من الدمار والقتل والتهجير.. ثم ينسحب..وهكذا على مدار عدة أيام كما حددث في منطقة تل الهواء قبل اقتحامها، حيث  كان يسعى بهذا الأسلوب إلى خلق حالة من الترقب المتواصل والهلع المستمر لدى السكان، مما يؤدي إلى التأثير على معنوياتهم .
أسلوب الضغط المعنوي على المقاومين: لقد لجا العدو الى هذا الأسلوب بالضغط على المدنيين لكي يتم عبرهم الضغط على المقاومين لاستدراجهم للمواجهة خارج المدن..وهذا ما جعل الحرب في غزة حربا على المواطنين المدنيين بامتياز..حيث تجنبت هذه القوات الدخول للمدن ومنعت جيشها من الترجل في عمليات المواجهة المباشرة خوفا من وقوع خسائر في صفوفها..وفي نفس الوقت لم تخاطر المقاومة بزج مقاتليها في مناطق مكشوفة يسعى العدو لجرها إليها، وبقت في انتظاره لمعركة المدن، وإن كانت بعض المواجهات الساخنة قد حصلت في بعض المحاور.
ثانيا: جوانب من تطببيقات الحرب النفسية الصهيونية في مجال الدعاية:
فلسفة الدعاية المستخدمة في الحروب الساخنة والباردة, والتي تعودت دولة الاحتلال الصهيوني على استخدامها في علاقتها التصادمية مع العرب والفلسطينيين لمسناه بقوة ووضوح وبشكل مركز في الحرب العدوانية البربرية التي قامت بها عصابات الجيش الصهيوني ضد غزة”(53‏)
والدعاية الصهيونية وامتداداتها الواسعة بدأت عملها منذ اليوم الأول للعدوان عبر مختلف وسائلها الإعلامية المباشرة وغير المباشرة، ضمن حملة منظمة لإبعاد النظر عن الجرائم الوحشية الإسرائيلية، وتكرار مقولات أعدتها دوائر الترويج والدعاية الصهيونية مع بروز تصريحات من حاخامات تبيح قتل أطفال غزة ومنشورات عنصرية حاقدة تدعو إلى قتل الفلسطينيين ومحو غزة من الخارطة وضربها بالأسلحة النووية وليس الفسفورية فقط”(54‏)
وقد كان الهدف من وراء هذه الدعاية في الحرب النفسية ” جعل الآخرين يتصرفون كما تريد الدعاية أن يتصرفوا، كما قال قائد ألماني نازي “إننا نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعا واحدا في يد جندي.. أليس الأرخص من ذلك أن توجد وسيلة تسبب اضطراب الأصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع في يد الجندي؟” (55)
دعاية الإستفراد-التفتيت (التوجّه المركّز للهدف): من ابرز أساليب الدعاية في الحرب النفسية على غزة، تلك التي وجهها العدو بشكل ممنهج، بأن الحرب ليست على المجتمع الفلسطيني، وأنما على الإرهاب (المقاومة).. ثم حصر ذلك عن قصد في حركة حماس، دون الفصائل الاخرى. وذلك لكي يوسع الهوة بين أبناء الشعب الفلسطيني..وهذا ليس ضعفا كما يعتقد البعض، ولا خوفا كما يتصور البعض الآخر.. بل إن ذلك من أهم العمليات النفسية أثناء المعركة، باعتباره ان ذلك يحقق هدف الدعاية الصهيونية بإيجاد حواجز شعورية بين حماس والشارع الفلسطيني.. لتوجيه السخط إلى العنوان الفلسطيني الداخلي، بدلاً من العنوان الخارجي الإسرائيلي..وتماهيا مع سياسته هذه فقد اورد بشكل كثيف تعبيرات منها (مسلحو حماس، مخرِّبو حماس، مليشيا حماس) (56‏)
وبحسب خبراء إعلام فإن للدعاية الإسرائيلية مقاصد محدّدة من هذا التوجّه المركّز، وهو تصوير
حركة حماس بكافة أقسامها ومجالات حضورها ونشاطها وأجنحتها المتخصصة على أنها حالة
أحادية متجانسة (متساوية في الاستهداف).. ومعنى ذلك، أنّه في حماس يتساوى السياسي مع العسكري، ومع الاجتماعي، ومع الإنساني، والأكاديمي والإعلامي أيضاً” (57‏)
دعاية الحرب على الارهاب: ومن أساليب الدعاية في الحرب النفسية الصهيونية على غزة،   تلك التي مارسها على المستوى الدولي، اولتي مكنت المسؤولين الصهاينه من أن يخاطبوا العالم بالقول “اننا نحارب منظمة إرهابية، وعلينا أن لا نتهاون معها” وفي هذا محاولة بوضع هذه الحرب على مسار ما يُسمى بالحرب ضد الإرهاب (التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في محاربة المسلمين) والتي لم تبتعد (تسيبي ليفني) عن هذا المعنى، عندما خاطبت أوروبا بلغة رائجة، بالقول “إنّ الحرب على حماس هي معركة ضد الإرهاب الإسلامي، واضعة دولتها في القارب الأوروبي-الغربي، الذي يجري التعبير عنه ضمناً بمصطلح العالم الحرّ”(58‏)
وهذا الأسلوب الدعائي النفسي الموجه للغرب، يعتمد على خلق انطباع بأن الكيان الصهيوني يتعرض لنفس الإرهاب الذي تعرض له العالم الغربي.. وأن هذا الإرهاب -يقصد الإسلامي- هو نفسه الذي حشد له الغرب كل ما يملك لمهاجمته في عقر داره.. فكيف وبمن يحده هذا الإرهاب من كل جانب، للقضاء عليه نهائيا..فإسرائيل التي تقع في قلب الإرهاب العربي الإسلامي..ألا يحق لها أن تأخذ بزمام المبادرة لكي تنقض على من يقتل أبنائها ويهدد مدنها..ويحاول إبادتها؟.
توظيف الدعاية الدينية: لم يتورع الكيان الصهيوني من استخدام الدين في حربة الدعائيه التي مارسها على المستوى المحلي والعالمي..حيث انبرى عدد من حاخاماتهم لهذا التدليس المقصود فوصف أحدهم الصراع بأنه ديني..وقال” انها حرب تدور رحاها منذ أبينا إبراهيم، حرب من أجل (إسرائيل) التي تريد الخير للعالم! لأن الرب منح «شعب إسرائيل» بركته، ووعده بأن يكون منحة منه للعالمين) واستطرد قائلاً: «إن المعركة لم تنتهِ بعد، فسكان جنوب (إسرائيل) يصارعون من أجل (شعب إسرائيل) وأجياله، وهو ما فعله إبراهيم مع النمرود وموسى مع فرعون ومتتياهو مع اليونانيين، والرابي عقيبا مع الرومان، ولحسن حظنا أن قليلاً من النور ينتصر على الكثير من الظلام، وفي خلال تلك الحرب الطويلة الممتدة فقط ينتصر النور في نهاية المطاف، فعلى مدار آلاف السنوات يميز الناس ويختارون الحب والأخوة والسلام والرحمة والصدق والعدل والحياة ويميزونه عن الشر والسوء”(59‏)
دعاية قلب الحقائق (تصوير الجلاد بالضحية): تحاول الدعاية الصهيونية أظهار إسرائيل للعالم بمظهر الضحية التي تتحمل الكثير من الهجمات ضدها..وهي بهذا تسعى لإظهار صورة معاكسة للواقع، ليبدو المجرم ضحية، والشعب الخاضع هو المعتدي.. لذلك تحاول عقد مساواة -غير متكافئة، بين الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع، والصواريخ الإسرائيلية المدمرة..ومن هذا الخطاب ما قاله اعلامي صهيوني (يوئيل ماركوس) ” أشفق على سكان غزة، ولكن أكثر من ذلك أشفق على السكان المدنيين عندنا في الجنوب الذين يتلقون ضربات الصواريخ منذ ثماني سنوات على الأطفال الذين يبللون فراشهم -ينبغي الترحيب بقرار الخروج إلى الحملة- هذه ليست عملية رد فعل، بل هي حرب دفاعية، هدفها قص أظافر حماس.. نحن لسنا مذنبين في أن لدينا جيشا قويا ومرتبا وسلاحا متطورا.. ما الذي ظنوه في حماس، أن نتجلد إلى الأبد؟”(60‏)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:22 am

المبحث الاول
تطبيقات الحرب النفسية الصهيونية وإبعادها في حرب غزة

سيكولوجية دعاية العقيدة القتالية (عقيدة الضاحية): بالنسبة لسيكولوجية العقيدة القتالية التي تبنتها
إسرائيل في هذه الحرب، تأسّست على ترويع الفلسطينيين، ووأد مقاومتهم، وتكبيدهم ثمنا باهظا بالأرواح والممتلكات.. وهذا يتطلب زرع دمار غير مسبوق، يؤثر على الشعب وعلى المقاومين. يقول المحلل السياسي (عوفر شيلح) إن إسرائيل انتهجت في هذه الحرب ما يسمى”عقيدة الضاحية” (نسبة للتدمير الذي ألحقته الآلة العسكرية الإسرائيلية، بالضاحية الجنوبية لبيروت، عام 2006م) وإنها تصرفت في الحرب كدولة هوجاء أو كدولة مجنونة، تردّ بعملية عسكرية كبيرة ووحشية، على “أعداء يتبنون إستراتيجيا الاستنزاف وإطلاق النار عن بعد” (61‏)
وأشار (أنطوان شلحت) إلى أن هذه العقيدة منبثقة من عقيدة “الجدار الحديدي” التي صاغها (زئيف جابوتنسكي) زعيم التيار التنقيحي في الحركة الصهيونية، في عشرينيات القرن الفائت، وتبناها بن غوريون، ومفادها خلق قناعة لدى الفلسطينيين بعدم جدوى التجرؤ على إسرائيل، بجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، يحجمون بعده عن مهاجمتها، وهذه هي أسطورة، أو نظرية الردع الإسرائيلية” (62‏)
وبرأي (دان شيفنون) ان هذه العقيدة تتطلب “زرع دمار غير قياسي في النقاط والبؤر الحساسة لمطلقي الصواريخ على إسرائيل. فالهدف ليس اصطياد الصاروخ الأخير، وإنما فرض تغيير جوهري في معادلة الكلفة والجدوى للمقاومة عن طريق رفع عنصر الكلفة بشكل دراماتيكي.. وإن ما سيحدد نتائج الحرب استعداد إسرائيل لفعل الأعاجيب بحماس خلالها ” (63‏)
وقال الصحفي(أليكس فيشمان) ” هذا الوضع سيجعل “حماس”، تفكر عشر مرات قبل أن تقرر تنفيذ عملية إرهابية ما من قطاع غزة. بعد أن ترى كيف تبدو غزة، ينبغي لها أن تكون مجنونة كي تضغط مرة أخرى على الزناد”(64‏)
أسلوب الإدعاء النفسي الكاذب: ان هذا الاسلوب الدعائي النفسي يقوم على ربط شيء ما، مع فضيلة او شيء محبب للناس حتى يقبلوا عليه، او حاجة ملحة لهم، كأن يقرن تحقيق مصلحة عامة للشعب بالتخلي عن هذا النمط أو ذا ك من أساليب المقاومة.. مثل ربط رفع إغلاق الطرق ونشر الحواجز ورفع الحصار ووقف الحرب، بانه مرهون بإيقاف الصواريخ، وتدمير الأنفاق لوقف التهريب، وهو كذلك مربوط بموضوع التقدم في المباحثات حول صفقة (شاليط)” (65‏)
التقليل من قيمة المقاومة: وهذا اسلوب هام من اساليب الحرب النفسية القائم على خلق حالة من الاحباط ، حيث إذا قتل جندي إسرائيلي، يقال بانه قد قتل بنيران صديقة أو بالخطأ في العمليات. هذا بالاضافة الى منع وسائل الإعلام الاسرائلية المختلفة من الحديث عن الخسائر الا من مصدر رسمي وهذا ملاحظ من الصور التي يبثها الجيش الإسرائيلي حول المعارك التي تظهر جنودهم بانهم مرتاحون، ويبدو عليهم القوة، وكأنه لا يوجد أي مقاومة لهم” (66‏)
ثالثا: جوانب من التطببيقات الصهيونية للحرب النفسية عبر التضليل الإعلامي:
التحضير الإعلامي المسبق: قدمت الوسائل الإعلامية الصهيونية في الحرب على غزة إعلاماً غلبت عليه فنون الدعاية وآلاعيب الحرب النفسية، حيث مهَّدت إلى مشاهديها وقرَّائها بأن حدثاً جللاً سيحدث خلال الفترة القادمة..رداً على ما تزعمه من تهديدات صواريخ القسام عليها..
فنشرت كبريات الصحف العبرية (معاريف، ويدعوت أحرنوت، وهآرتس) عناوينها باللون الأحمر قبل بدء الحرب وبعدها، وترافق هذا الأمر مع تصريحاتٍ للسياسيين الصهاينة بأن صبر دولتهم بدأ ينفد من جراء تواصل هجمات حركة حماس – كما يدَّعون- ضد المدنيين، ورافق وزيرة الخارجية الصهيونية (تسيبي لفني) ممثلين لعدد 60 دولة في جولة على جنوب فلسطين المحتلة، أكدت خلالها على ضرورة أن تدعم القوى الدولية التحركات الصهيونية ضد غزة”(67‏)
كما جنَّد الصهاينة أطقماً إعلامية استغرق تدريبها أشهراً طويلة لتكون جاهزة للمعركة، وقد أكَّد ذلك البروفيسور (دوف شنعار) المحاضر في جامعة بن غوريون في بئر السبع في تصريح لوكالة (فرانس برس)”إن إسرائيل تعلمت من تجاربها السابقة استخدام العلاقات العامة ووسائل الاتصالات للتوجه إلى الدبلوماسيين؛ لتعريف العالم أسباب الحملة العسكرية وتفاصيلها”(68‏)
ثم عمدت إلى تشكيل هيئة الإعلام القومي قبل ستة أشهر من الهجوم على غزّة، حيث راحت وسائل الإعلام تغالي من التركيز على صواريخ حماس خصوصاً في الصحافة المكتوبة التي احتلت عناوين كثيرة باللون الأحمر واحتلت مانشيتات الأخبار، تحضيراً للرأي العام..ثم حصرت في سريّة مطلقة المعلومات بالجيش ووزارة الخارجية وراحت تقنن تسريبها، وأقامت دورات مكثفة للمتحدّثين العسكريين باسم الحكومة والوزارات، كان نجمهم في أثناء الحرب (أفيخاي أدرعي) الذي يتكلّم اللغة العربية بطلاقة لافتة، والذي أطلق عليه تسمية “بوق الأكاذيب” (69‏)
وقد اكد رئيس هيئة الإعلام القومي الإسرائيلي (باردن فاتيكا) والتي أسست منذ تسعة أشهر لترويج خلفية مفبركة للعدوان على غزة لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية مؤخراً: “لقد حضرنا سلفا المواد الإعلامية التوضيحية والمقابلات والرسائل وبات الموضوع الإعلامي متوحدا مع عملية اتخاذ القرارات”(70‏)
اسلوب السيطرة الاعلامية: لقد قامت قوات الاحتلال الصهيوني في الحرب على غزة  بالأعداد للسيطرة الإعلاميه لتغطية جرائمها حتى قبل بدء ارتكاب جرائمها الوحشية عبر الضخ الإعلامي المسيطر عليه مسبقا، والهادف الى إرسال الرسائل الدعائية التي تشرح ذرائع الكيان التي دفعته للقيام بهذه الحرب..وقد كشفت الصحيفة العبرية “يديعوت أحرنوت” أن وزارة الخارجية قد وزعت كرّاساً على المتحدثين الإسرائيليين، وطالبتهم الالتزام بالجمل التي وزعت عليهم..
والتي سمعناها بشكل يومي وتتلخص بتحميل حماس المسؤولية عما يجري في غزة”(71‏)
وأوعزت الى الصحافيين الأجانب بمغادرة القطاع، كما منعت الصحافيين الآخرين من الدخول الى القطاع، بححج واهية مختصرها أن الجنود الإسرائيليين غير ملزمين التضحية بحياتهم من أجل حماية هؤلاء من المخاطر التي تقع كلّ يوم من جرّاء سقوط صواريخ حماس”(72‏)
وقد كان الجيش الإسرائيلي يحاول ان يحدد ما يفعله المراسلون الميدانيون الذين كانوا يغطون الحرب على غزة من خلال أحكام الحصار عليهم والتهديد ضدهم… كما مارست (الصحافة الصهيونية المرافقة لقوات العدو) منع الإعلام العالمي من التواجد في غزة ومحيطها، ولم يوفر لهم الحماية والتغطية.. كما قد تم سحب الهواتف المحمولة من عناصر الجيش، كي لا يتمكن احد من إعطاء صورة لما يجري من إبادة لأطفال غزة للخارج وبذلك أحكمت الوحشية الصهيونية حصارا إعلاميا على شعب محاصر منذ سنوات ليبقى الإعلام الإسرائيلي يروج الأساطير والأكاذيب ويمارس حملة علاقات عامة بينما الجيش الصهيوني يمارس البطش والقتل”(73‏)
شراكة الإعلام الصهيوني في التعتيم الإعلامي: إن الإعلام الصهيوني رديف العمل السياسي والعسكري..لذا فقد كان للصحافة الإسرائيلية شراكه مع صانع القرار بمواكبته اعتماد سياسة التعتيم الإعلامية، قبل الحرب واثناء وبعد حرب غزة.. وقد لاحظ كل المتابعين للإجماع الصهيوني على كل المستويات مدى التواطؤ لإخفاء أعداد القتلى والجرحى، وحجم دمار الصواريخ وأماكن إصابتها، ومدى الأضرار، والسماح فقط بنشر التقارير التي تصور الجنود الإسرائيليين وكأنهم في نزهة في القطاع، وأنهم لقنوا الشعب الفلسطيني درساً لن ينساه” (74‏)
ونشرت صحيفة (هآرتس) في افتتاحيتها مقالاً تحريضاً لتحضير الرأي العام العالمي، فكتب (يونيل ماركوس) تحت عنوان “رعد بدون برق”: “من المهم أن يكون لدى إسرائيل تأييد عالمي لكل عملية تقررها؛ فالتجربة تؤكد أنه في أية عملية عسكرية داخل التجمعات المدنية تثير علينا العالم كله؛ خاصة إذا ما أصيب نساء وأطفال”(75‏)
ويقول: (وديع عواودة) ” أن الاعلام الاسرائيلي استخدم ذخائره الاعلامية فيما يتعلق بالحرب من خلال تشويه الرواية، وبيع رواية مشوهة للاسرائيليين، وطمس الرواية المضادة، حيث قامت المؤسسة الحاكمة بتلقين هذا الاعلام بما يجب أن يقوله أثناء الحرب..وأن هناك اتفاقا غير مكتوب بين الحكومة والاعلام الاسرائيلي يهدف الى “كي وعي الفلسطينيين” نفسيا من خلال “الصدمة والترويع”، واظهار المجتمع الفلسطيني على أنه غير متماسك وتطبيق نظرية “فرّق تسُد”.(76‏)
احتكار المعلومة: الحرب على غزة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بان الدول ما زالت تخشى من العامل النفسي ودورة الفعال في المعركة..ومن أدلة ذلك قيام إسرائيل بحجب المعلومات قطعيا عن وسائل الإعلام المختلفة.. فكنّا نجد إعلاماً خاضعاً بشكلٍ كامل للمراقبة، كما كنا نجد إعلاماً غائباً عن حرب غزة إلاّ في نشرات الأخبار، وإعلاما ينقل الصور والأحداث بتحيّزٍ كامل..وكان هذا التحيّز سلبياً يلوم حماس والمقاومة بشكلٍ عام معتمداً الأسلوب التبريري”(77‏)
ولذا مارست رقابة شديدة على كلِّ ما يُنشر بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى درجة أنه لا يوجد أحد يمكن أن يكتب أو يقول شيئا بكلِّ حرية دون أن يتعرَّض للرقابة والتضييق”(78‏)
واشتكى جون دانيسوفسكي مدير قسم الأخبار العالمية في وكالة اسوشيتدبرس الأميركية التي تنقل أخبارها الى أكثر من ألف صحيفة وخمسمائة محطة تلفزيونية وإذاعية من منع إسرائيل ل 400 صحافي من دخول غزة، الأمر الذي لا يعرقل نشر الأخبار المستقلة وحسب، وتقديم وجهة نظر واحدة، بل لا يخدم الرأي العام ولا الحكومة الإسرائيلية ولا الإعلام نفسه” (79‏)
اسلوب التفتيت والانفصام : ان التركيز الاعلامي الإسرائيلي على الفصل بين غزّة وحماس، كان من أهم النقاط التي بنيت عليها إستراتيجية إسرائيل الإعلامية في تثبيتٍ سياسة الفصل المتعمد.. فكانت حماس هي الهدف، فركّزت عليها إسرائيل إعلامياً دون غزّة كهدف عسكري مباشر، مع أنها كانت تقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والبنى التحتية من ماء وكهرباء وأطفال ونساء وشوارع ضيقة، وكلّها كانت تجمعها إعلامياً هدف واحد، هو الحرب على حماس..
وهذا المحور هو ما اتفق عليه، وسعى إليه الأداء الإعلامي الإسرائيلي، من خلال وصف الهجوم على غزة على أنه حرب على حماس، مصداقاً لتأكيدات كبار المسئولين والمتحدثين الرسميين الإسرائيليين في المستويين السياسي والعسكري وتداخلاتهما، من أنّ إسرائيل لا تستهدف الشعب الفلسطيني؛ بل تستهدف حركة حماس، التي تقوم بإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، حسب الرواية المتكرِّرة”(80‏)
سيكولوجية ترويع الصحافة: دفع التمسك الإٌسرائيلي بسياسة التعتيم الاعلامي إلى قيامها بردود فعلٍ قاسية على وسائل الإعلام والإعلاميين الذين كانوا يفضحون بصورهم الجرائم الصهيونية في قطاع غزة أمام الرأي العام العالمي، ولم تتردد القوات الإسرائيلية من القصف التحذيري لمبنى الجوهرة الذي كان مركزاً معروفاً للبث، ويضم أغلب أجهزة البث الإعلامية، وهو الأمر الذي كان يعرفه الإسرائيليون جيّداً بسبب أجهزة الإرسال الواضحة للعيان على سطح المبنى وكذلك الإشارات الإعلامية النافرة مثل press وغيرها من الإشارات وأجهزة الإرسال التي كانت أهدافاً واضحة لآلتها العسكرية”(81‏)
وقد قصفت بالفعل المؤسسات الإعلامية، كما حدث مع مبنى فضائية الأقصى، ومبنى جريدة الرسالة, وبرج الشروق وبرج الجوهرة المكتظين بالمكاتب الإعلامية الدولية والعربية والمحلية, وكذلك قصف الصحفيين وقتلهم كما حدث مع الصحفي إيهاب الوحيدي وعائلته والصحفي علاء مرتجى وعائلته… كل ذلك بغرض التأثير على العمل الإعلامي في نقل الحقيقة, والتأثير السلبي في صياغة الرواية, وترويع وتخويف الإعلام كي لا يتعامل مع رموز المقاومة ورجالاتها”(82‏)
سيكولوجية الاختراق الاعلامي: ومن شواهد استخدام هذا الاسلوب بث العدو فيلم قصير في بضع كلمات يقول” قيادة حماس ورطتكم وتخلت عنكم” ظهر الفيلم أمام مشاهدي الفضائيه مساء الجمعة ” وفي بدايته ظهر هاتف ارضي، وتليه صور لقادة حماس السياسيين (إسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وسعيد صيام) وبعد هذه الصور، يرن الهاتف دون أن يرد احد، فتظهر الجملة التالية:    ” تتصلون ولا احد يرد عليكم” وبعد ثوان تظهر في الفيلم جملةً أخرى تقول ” قيادة حماس ورطتكم وتختل عنكم”.. كما بث العدو بيانات وجهها مباشره للمواطنين عبر هذا الاختراق، حذرهم من التعامل مع حماس أو قادتها، وأن كل من يقدم لهم المساعدة سيلقى مصير حماس وعناصرها..وقد استطاع عبر السيطرة التقنية على وسائل الإعلام الإذاعات والتلفزة المحلية، بث دعايته على مدار فترات مختلفة، الأمر الذي أدى لحالة من الارتباك في صفوف المواطنين”(83‏)
التصريحات والرسائل النفسية الاعلامية: اعتمد الاعلام الصهيوني توجيه رسائل نفسية للمواطنين الفلسطينيين، عبر التصريحات الإعلامية لبعض قادته، الذين كانوا يروجون بأنّ الضربة الأولى ما هي فقط الا البداية، وأنّ العملية سوف تطول, وهي مقدمة لاجتياح كبير..كما صور الإعلام الإسرائيلي الحرب على غزة بانها حرب نزهه حيث قام بإظهار صورة الدبابات الإسرائيلية وقد علاها الجنود الذين رفعو إشارات النصر بما يوحي بان جيشهم هو الذي انتصر في الحرب للتغطية على الفشل في تحقيق الأهداف وهذا ما ذهبت إليه كتابات المعلقين الإسرائيليين”(84‏)
كما لعب الاعلام الصهيوني دور الإعلام التعبوي الحربي مصوراً الجندي الإسرائيلي وكأنه
(رامبو) الذي يدخل أرض المعركة وهو مجهز بكل أنواع الأسلحة ويقتل المئات والكمبيوتر على ظهره، وهو الجندي الذي لا ينقص عليه أي شيء في أرض المعركة من ماء وطعام وحتى البيبسي كولا، وهو يلعب بذلك دور الذي يريد ترميم الصورة الداخلية لهذا الجيش، فضلاً عن النظرة الخارجية له..والإعلان عن نهاية الحرب بطريقة احتفالية، حيث صور خروج الجيش من غزة بشكل احتفالي، فكل جندي وآلية يحمل علم الكيان، ويخرجون وكأنهم كانوا في نزهة…وذلك في مشهد دعائي فاقع، وبإخراج سينمائي صارخ.. وتم استدعاء الاحتياطي الدولي والإقليمي الداعم للكيان بطريقة استعراضية إعلامياً ودبلوماسياً لتعزيز صورة النصر المزعوم”(85‏)
الرواية الكاذبة (الإعلام المعكوس): لقد عمدت وسائل الاعلام الصهيونية (عند تناقل وكالات الأنباء لصور الشهداء، ممن سقطوا في الاعتداءات الصهيونية) إلى تقديم روايات كاذبة، مثل: تبرير قتل الأطفال الفلسطينيين بالقول بانهم إرهابي المستقبل، وهو ما فعلته الصحف الصهيونية حين نشرت في صفحاتها الأولى أكثر من مرة صورة مفبركة لطفل فلسطيني يحمل رشاشاً أو يلف بالحزام الناسف لتشير إليه أنه “إرهابي المستقبل” والقول “إن المقاتلين قد استخدموا أبناء جلدتهم كساتر بشري لهم ” او تقديم الحجج، كما حدث في قصف حي الدرج بغزة، واستشهاد أطفال ونساء وشيوخ، حيث سارع الإعلام إلى الادعاء باختباء المقاتلين بين المدنيين..ولكن إذا وصلت صور الضحايا سريعاً إلى وسائل الإعلام الغربية، تلجأ إلى تقديم تصريحات صادرة عن وزراء أو مسئولين في الخارجية، تقدم الاعتذار والأسف لوقوع ضحايا من الأبرياء” الذين يقطنون إلى جانب منازل “الإرهابيين” أو تقع منازلهم إلى جانب “ورشات تصنيع قذائف الهاون” حيث أصبحت المنازل الفلسطينية-في نظر الصهاينة-“ورشات لتصنيع قذائف الهاون”(86‏)
ولقد برعت وسائل الإعلام الصهيوني بقلب الحقائق، فعند قيام العدو بقصف سيارات الإسعاف الفلسطينية يقوم بالترويج بان الفلسطينيين قد كانوا ينقلون عبرها الأسلحة والمتفجرات والمخربين.
ويستشهد (عواودة) على ذلك بما قام به سلاح الجو الاسرائيلي خلال العدوان على غزة، من نشر صور لاحدى طائراته وهي تقصف شاحنة محملة بصواريخ غراد كما زعم، وبعد أقل من 24 ساعة كشفت منظمة بيتسيلم لحقوق الانسان في اسرائيل أن الشاحنة كانت محملة بأنابيب الأوكسجين الخاصة بالمستشفيات”(87‏)
الاختراق والتشويس الإعلامي: أسست إسرائيل هيئة خاصة لفبركة أخبار الحرب هدفها التضليل والكذب والخداع بالتزامن مع عدوانها على غزة، فقامت بحملة تضليل وخداع لحرب نفسية متعددة الأوجه عبر وسائل متعددة. ولقد بذل العدو قصارى جهده من اجل التأثير المباشر على الجماهير الفلسطينية، وسخر لذلك وسائل الدعاية والإعلام المختلفة لمخاطبة المواطن الفلسطيني مباشرة بالصوت والصورة.. وقد تم العمل من خلال طائرات التجسس والاستطلاع على التشويش المستمر على البث الفضائي لخلق حالة من التوتر لدى المتلقي الفلسطيني في قطاع غزة ..كما وقد مارسوا القرصنة على أثير الإذاعات المحلية، ووجهوا رسائل رعب وتخويف للمواطنين، وزوّدوهم بمعلومات كاذبة مفبركة عن المقاومة وزعمائها”(88‏)
كما اخترق الصهاينة الإذاعات المحلية الفلسطينية في غزة وقاموا بتوجيه رسائل تستهدف الحطّ من العزائم وتخويف الناس.. وقد لمس المتابعون لفضائية الأقصى، والقدس، اختراقات للبث بتوجيه رسائل تخويف للناس.. تهدد بالدمار والقتل، وتحاول التشكيك في قدرة المقاومة على صد العدوان، والطعن في قدرات قادة حماس وأعضاء حكومتها في غزة معتمدا على الصوت والصورة وموجهاً خطابه مباشرة إلى جماهير حماس وأهالي قطاع غزة بالتحديد”(89)
واستطاع من خلال التكنولوجيا المتقدمة اختراق بث الإذاعات المحلية العاملة في غزة، ليوجه خلالها رسائل تهديد وتشويه في قدرات المقاومة، كما استغلت مخابرات العدو دعوات التضامن الخارجية مع أهالي غزة من خلال الاتصال بهم لدعم صمودهم، فأخذت تسأل عن أحوال المقاومة وقدرتها على المواجهة بهدف قياس مدى تأثر الناس بالحرب النفسية والدعاية الموجهة” (90)
وتم اختراق الفضائيات والإذاعات المحلية خاصة اذاعتي الأقصى والقدس، وسرقة البث وتوجيه رسائل دعائية ضد المقاومة ورموزها، وذلك ببث مواد دعائية بأن المستهدف من الحرب هو حركة حماس وحدها، وأن عناصر الحركة يختبئون في المساجد والمستشفيات بزي الأطباء والممرضين”(91)
سيكولوجية الحرب الاعلامية الالكترونية: تبرز الحرب النفسية من خلال الوسائل الاعلامية الالكترونية، بكل وضوح في الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل على غزة حيث تستخدم فيها كل التقنيات الحديثة من هواتف نقالة إلى فضائيات إلى انترنت،  حيث يشير المراقب الإعلامي في أذاعه إسرائيل إلى ذلك بقولة: ” أن الانترنت وسيلة اتصال فاعله ولها تأثير كبير خصوصا بين الشباب كون تقنيتها سهلة فأي شخص يستطيع أن يلتقط عبر هاتفه النقال صورا ويبثها “، وقد أثبتت الحرب الأخيرة بان هناك جبهات غير تقليدية ومبتكرة للصراع  يمكن فتحها والقتال من خلالها وهي الجبهة الالكترونية -الانترنت- والفضائيات المفتوحة، وهذا ما يدور حاليا على مواقع الانترنت، إنها حقا حرب وحرب مضادة، وحرب مضادة للمضادة.. وهكذا يستمر المشهد حيث يمارس كل طرف حربة ومعركته النفسية ضد الطرف الآخر بمهاجمة المواقع الخاصة بالطرف الآخر، ولعل من ابرز المواقع التي مورست وتمارس عليها الحرب النفسية المواقع الأكثر رواجا في العالم مثل(الفيس بوك) وموقع (اليوتيوب) ويقوم كل طرف بالانتقام من الطرف الآخر الكترونيا حيث تم خلال العشرة أيام الأولى من حرب إسرائيل على غزة مهاجمة أكثر من 10 آلاف صفحة الكترونية، بل أن احد (الهاكرز) استطاع اختراق 2485 موقعا الكترونيا، حقا إنها ميادين جديدة للحرب تفرض على الدول الاستعداد لها أكثر من الاستعداد لأي جانب أخر، واستغلالها للنجاح في حربها النفسية ضد خصمها، وتوظيفها أحسن توظيف”(92)
استخدام الكيان الصهيوني لوسيلة الإعلام الإلكترونية وبثه أفلام فيديو بواسطة موقع (يو تيوب) يبين أهمية الإعلام الإلكتروني في هذه الحرب..وقد شمل الذي الفيديو الذي تم بثه لقطات لعمليات القصف الصهيوني لمؤسسات فلسطينية، مقرونا بصور لشاحنات تعبر نقاطا عسكرية على خطوط التماس مع القطاع في محاولة يائسة للفت النظر إلى دور إنساني يقوم به الكيان الصهيوني، إلى جانب العدوان على القطاع “(93)
رابعا: جوانب من التطببيقات الصهيونية للحرب النفسية عبر الاشاعة والمنشورات:
تعتبر حرب الإشاعة عبر المنشورات والرسائل المباشرة او المسجله على الجوال او التلفون،
من ابرز أساليبها الحرب النفسية الصهيونية..حيث كانت في كل يوم تطلق إشاعات جديدة
عبر وسائط متعددة, عبر الهاتف, أو النقال أو الدخول على محطات الراديو المحلية, أو عبر منشورات تسقطها الطائرات, على أماكن مدنية مختلفة, تأمر فيها السكان بمغادرة منازلهم, وتهدد بقصفها..ولم تغب طائرات الاستطلاع عن سماء غزة, التي تقصف بيت الفينة والأخرى” (94)
سيكولوجية الاشاعة المسطحة : وهي الشائعة الموجهة الى مجموع الشعب بشكل عام ولا تخص فئة أو عينة معينة او مكان او زمان معين، ويقصد بها خلق حالة من النفور من مسئول أو حزب أو حكومة ما، وجعل الناس تنفض عنها.. كالإشاعة التي روجها العدو أثناء الحرب والتي تقول: بأن المقاومين لا يأبهون لو قتل كل الناس، أو دمرت معظم البيوت في سبيل تحقيق أهدافهم الخاصة
والإدعاء بأن المقاومة تستغل المواقع السكنية من أجل تخريب بيوت الناس، وهدم منازلهم عليهم، وتجريف أراضيهم ومزروعاتهم.. وهم لا يأبهون بحالة الناس ومعيشتهم..لذا فهم يستمرون بالقصف على العدو من خلال مزارعهم او من بين بيوتهم.. وهم كذلك يستغلونهم لمرحلة ثم يساومون على دمائهم التي تصبح سلعة تباع وتشترى لتحقيق مكاسب خاصة لهم”(95)
استخدامالتماثل في الاشاعة:  كثير من الناس يصعب إقناعهم بإتباع أسلوب معين، أو سلوك ما، خاصة إن جاءت محاولات الإقناع من شخص غريب، بينما يتقبلون ذلك من أشخاص أقرباء أو أصدقاء لأنهم يشعرون بوجود تماثل كبير بينهم، فالتماثل يساعد في إتمام عملية الدعاية بنجاح”(96)   وتنقل أغلب إشاعاتها عبر وسائل إعلام محايدة أو صديقة عربية أم أجنبية، لكي تصدق ولا تقاوم.. وتنقل أحيانا إشاعاتها عبر العملاء والجواسيس وقد هيأ العدو الاجواء ليطلق الطابور الخامس والعملاء سلسلة من الشائعات والروايات المغلوطة، التي تتعلق بموضوعات لها اهمية بالغة لدى الناس في ظل ظروف الحرب الحرجة، بهدف اضعاف الروح المعنوية، وضرب القدرة على الصمود، وأحداث حالة من الفوضى والتحدي، واحداث حالة من الفوضوى والفلتان”(97)
وأفادت وزارة الإعلام بغزة أن الجواسيس والعملاء انتشروا ليزرعوا الخوف وينشروا الأكاذيب ويبثوا القلق في صفوف الناس، بتحذيرات من أن منازل ومؤسسات ومواقع سيتم قصفها لإثارة الإرباك، ونسبوا ذلك للصليب الأحمر غير أن الناطق باسمه (إياد نصر) أكد “بأن الجيش الإسرائيلي لم يبلغهم بأية إشارات من هذا النوع وهم لم يتصلوا بأية منازل أو مؤسسات”(98)
وروَّجوا اشاعة تقول “إن المساجد باتت مأوى للإرهابيين ومخازن للسلاح..فصدق الجميع هذه
الأكاذيب..مما ولد صمت عربي وإسلامي سلبي، ساعد في التدمير المتعمَّد للمساجد” (99)
سيكولوجية حرب المنشورات: لقد استخدم العدو الصهيوني في حربه النفسية، حرب المنشورات. حيث ألقت طائرات العدو، كميات هائلة من المناشير في مختلف قطاع غزة، لتحريض الناس ضد المقاومة، وتطالبهم بالارشاد عن تحركاتها، وتحذرهم من مغبة التعامل معها” (100)
كما قامت هذه الطائرات بإلقاء مناشير من الجو تحمل تحذيرات لتخويف الناس وزعزعة ثقتهم بالمقاومين وقدرتهم على المواجهة، وتطالبهم بأن يدلوا عن أماكن تواجد المجاهدين إن أرادوا السلامة لأنفسهم وعائلاتهم..وتتضمنت الرسائل في باطنها العذاب، وفي ظاهرها الرحمة, وكذلك طالبتهم إخلاء البيوت والمربعات السكنية، كما حدث في الشريط الحدودي في مدينة رفح”(101)
وتقول:”إذا كنتم ترغبون في تقديم يد العون والمساعدة لأهاليكم وإخوانكم في القطاع ما عليكم إلا الاتصال على الرقم أدناه، لإطلاعنا على مواقع منصات الصواريخ والعصابات الإرهابية، التي جعلت منكم رهينة لعملياتها..لا تترددوا..سنرحب بجميع المعلومات المتوفرة لديكم، دون الحاجة لذكر تفاصيلكم الشخصية..السرية مضمونة..يمكنكم الاتصال على الرقم:…أوالعنوان:…”(102)
وكانت تقول كذلك ” أنّ جيش الدفاع الإسرائيلي لا يستهدف الفلسطينيون بل يستهدف حماس التي تطلق الصواريخ على إسرائيل..وتذهب هذه المنشورات إلى محاولة تحذير الفلسطينيين من حركة حماس التي ستجلب الدمار لكم، في محاولة لضرب الروح المعنوية التي تبدو رغم ذلك عالية ومتماسكة، ومحتضنة للمقاوَمة ومحتسبة للضحايا شهداء على طريق فلسطينية طويلة” (103)
سيكولوجية حرب الرسائل والاتصالات: استغل العدو الصهيوني في حربه على غزة، تكنلوجيا الاتصالات، فقام بإرسال رسائل المسجلة لأعداد كبيرة من الفلسطينيين على أرقام الهاتف والجوال تحذرهم من التعامل مع المقاومة وحماس، وتطلب منهم الإدلاء بالمعلومات عن المقاومة والإبلاغ عن مصادر إطلاق الصواريخ.. وهي سوف تجعل اتصالاتهم سرا.. ثم تكافئ من يقوم بذلك.. كما طلبت الابتعاد عن دعم المقاومة لأن ذلك سوف يعرضهم للعقاب الشديد…وكانت تحذر من مغبة مساعدة المقاومة، وتهدد بتدمير البيوت التي تحتوي على أسلحة أو تؤوي مسلحين، بهدف إرهاب الناس وزرع الخوف والإرباك في نفوسهم ودفعهم لتصرفات عشوائيه مضرة”(104)
وقد أرسل العدو ارسائل “إس إم إس”  قصيرة لهواتف محمولة تحذر الأهالي من مساعدة المقاومة
وتدعوهم للتصدي لمطلقي الصواريخ، وهذه عينة من الرسائل: “معكم جيش الدفاع الإسرائيلي،
عليكم إخلاء المنازل التي بها أسلحة وكل من يساعد الإرهابيين سيتعرض للقصف” (105)
ووجهوا رسائل مسجّلة بشكل عشوائي للمواطنين عبر الهواتف المحمولة والهواتف الأرضية,
يهددون بتدمير البيوت التي تحتوي أو تؤوي سلاحاً، لإرهاب الناس وزرع الخوف في نفوسهم
ودفعهم لتصرفات عشوائية مضرة تجعلهم يتصرفون بشكل تخبطي يكشف بعض الأمور”(106)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:24 am

المبحث الثاني
التصدي للحرب النفسية الصهيونية في الحرب على غزة
تمهيد:
الحرب النفسية الصهيونية تحتاج إلى وعي كبير من اجل التصدي لها ومواجهتها، بالقدر الذي نحتاجه في إدارتها..لإننا أمام مواجهة صعبة لعدو ذكي وماكر ومدعوم، يجيد استخدام الحرب النفسية ويبدع فيها، مما يتحتم علينا معرفة الأساليب والأدوات التي يستخدمها ومعرفة الطرق التي نستطيع من خلالها مجابهته والتصدي له، ومن ثم إزالة آثار تلك الحرب والتغلب عليها.
ومن المهم على الجانب الفلسطيني مواجهة هذه الأساليب الاسرائيلية من خلال الترشيد بمعارك العدو، واظهار أنها تستهدف المدنيين وليس أكثر، وكشف الحقائق حتى في الأزمات بشكل مدروس” (107)
وبعبارة اخرى فانه لكي نواجه الحرب النفسية ونتغلب عليها، نحتاج الى بناء حقيقي لتعزيز القدرات النفسية لدى الجماهير قبل خوض المعارك، بهدف الاستفادة منه قبل الحرب واثناء وقوعها وبعد انتهائها، ويحتاج افراد المجتمع المتعرض للحرب النفسية التعرف على معنى اساليبها، فالوقاية خير من العلاج والإنسان عدو ما يجهل.. وإن الوقاية الناجمة عن الحرب النفسية تتطلب من الجهات المختصة في البلد المعني العمل على تحصين المجتمع بشكل عام ضد الأفكار الهدامة والدعايات المغرضة وذلك من خلال التخطيط الإعلامي الهادف القائم على سياسة ربط الإعلام بقضايا المجتمع” (108)
وتحصين المجتمع يتم بنشر الوعي باساليب الدعاية وانواعها وبالحرب النفسية واهدافها، ليتمكن الناس من التمييز بين الاخبار المجردة والدعاية الموجهة، وليتعرفو على الوسائل الاعلامية التي تقدم لهم المعلومات ذات الفائدة، وتلك التي تحاول ان تبث اليأس والذعر والشك في نفوسهم.
ومواجهة الحرب النفسية والتصدى لها يكون فى اتجاهين متلازمين الاول فورى، والثانى طويل الاجل، عبر خطط واستيراتيجيات وبرامج مع تدريب المواطن على ان يتصدى لوسائل الحرب النفسية عبر تحصينه لكى يكون هو مصدر المادة الاعلامية وليس متلقيا.. وان يتدرب على اثراء الفكر فى المجتمع بتنمية الملاحظة والاستنتاج والتحليل.. واما البرامج البعيدة الاجل فترمى الى تفعيل التربية والتعليم للجيل كلة عبربرامج فى المدارس والجامعات” (109)
ولكي نواجه جميع ابعاد الحرب النفسية، نحتاج إلى توفير كل مقومات الوعي والدعم والصمود. ونرسم معالم التصدي لهذه الحرب النفسية وابعادها، من خلال تطبيق عدة اجراءات عملية.. تتمثل في التعبئة المسبقة (ايمانيا ونفسيا وامنيا).. تم المجابهة العملية لجميع ابعادها وتطبيقاتها.
اولا: في مجال التعبئة المسبقة:
التعبئة على المستوى الايماني 
لا شك ان تعميق المستوى الايماني لدى الفرد والمجتمع يمثل عامل وقاية وحماية،  وتصدي للحرب النفسية وتطبيقاتها في السلم والحرب. وإن أنفع ما يبطل مفعول الحرب النفسية يتمثل “بالجوء الي الله وطلب الغوث منه، وهو الدعامة الأهم والأقوى، حيث يكفل قدرا كبيرا من الثبات والاطمئنان، بإشاعة روح التفاؤل والثقة بنصر الله، وأنه لا يعجزه شيء، ومشيئته لا تغلب مشيئة الله تعالي.. فيساعد حتى الطفل على تجاوز حالة العجز والخوف التي قد ترافقه بقية حياته”(110)
والحرب النفسية لا تؤثر في المؤمن الحق، لأن العقيدة الراسخة على الإيمان الذي لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية، فالمؤمن لا يخاف التهديد والوعيد، ولا يرهبه، وليس جبانا رعديدا كأولئك الذين يقول الله فيهم: ” فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت “… وقد حارب الإسلام عوامل الضعف والهوان، ونزعات الخوف وعدم الإيمان، وغرس في نفوس المسلمين خلق الشجاعة والتضحية والشهامة والاستهانة بزخارف الدنيا في سبيل نصرة الحق” (111)
التشبث بسلاح السكينة: لقد تمثل للعيان ما لهذا العامل الايماني من اثار عمليه وفعلية في صبر وصمود اهل غزة اثناء العدوان الصهيوني الغاشم عليهم، حيث لاحظ الجميع نسائم سلاح السكينة الذي انزله الله على اهل غزة، عندما قذف السكينة في قلوبهم..فكان لهم حصنا حصينا من الحرب العسكرية والنفسية التي شنت عليهم.. فالشعب الفلسطيني يمتاز في عمومه بالتدين، سواء التدين العقدي أو الفطري، ولا ضير في ذلك فكلاهما يؤدي إلى شدة الإيمان بالقضاء والقدر، وهذا أقوى مصل رباني للوقاية من الحرب النفسية بجميع أبعادها، حيث يولد ذلك سكينة بالقلب والوجدان، وتسليم بقضاء الله وقدره.. كما أنهم قد ظلموا، والله لا يترك من ظلم من عباده للظالمين.
وقد تنزلت السكينة على أهل غزة من قبل الله تعالى -بسبب ايمانهم، والظلم الواقع عليهم-  على هيئة هدوء ووقار وسكن، لتُضفي على قلوبهم المؤمنة، بردا وسلاما وطمأنينة.. وبهذه السكينة امتلك أهل غزة السلاح الأقوى والانجع للنصر، مما يدل على ما للسكينة من أثر فاعل في مواجهة الشدائد، والمواقف الصعبة.وبتأمل واقع السكينة تُدرك أثر تلك السكينة في تثبيت النفس وسكون اضطرابها، وعميق ما تُخلفه من ظلال على القلوب، وتبين ان السكينة إذا نزلت على القلب اطمأنَّ بها، وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار، وتبين ان السكينة دواء لما يعانيه الإنسان، وهو يواجه مشكلات حياته بكل أنواعها، بين مطالب فكره وحاجته في عالم
يسوده تغير الأحوال، وفقدان ما نحب، وعدم وصولنا إلى ما نريد، بالإضافة إلى مختلف النوازل
والأحزان وأزمات النفس.. فإن في إزالة ما يلم بالنفس من المعانة والقلق واليأس ما يبدد ذلك كله، فيحدث التوازن للفكر والنفس والبدن.. والسكينة من أعظم الأسباب في سكون القلب وتلاشي اضطرابه، وخاصة في مواجهة الشدائد والمحن التي تلم بالإنسان.. والسكينة تعتبر علامة اليقين والثقة برب العالمين، لذا تثمر الخشوع وتجلب الطمأنينة، وتلبس صاحبها ثوب الوقار في المواطن التي تنخلع فيها القلوب وتطيش فيها العقول وتزيغ فيها الأبصار. والسكينة شيء من لطائف صُنع الله تعالى تتنزل على قلوب المؤمنين، فتجمع قوة لروحهم المضطربة، وسكن لنفوسهم الخائفة، وسلوان لحزنهم.
وللسكينة نوافذ عدة تدلف بها للنفوس المؤمنة فتمدها بواحات من الأمن والطمأنينة، فتذوق طعم الراحة والسكون، فتُشرق حياة الإنسان بتذوق لذتها، فلا يضرها أن تعيش وسط هذا الركام المذهل من سلب الحياة، لأن أرجاء نفسه تصفو في دعه وامن وطمأنينة وثقة بالله وقدرة، فيسلم أمرة لربه، يردد لا حول ولا قوة إلا بالله..فيملا قلبه حبا..ويملا وجدانه سكن.. فتطمئن بذلك القلوب وترتاح وتُدفع الهموم والإحزان.. وقد تجسدت آيات السكينة في كل بيت من بيوت أرجاء غزة إبان العدوان عليها.. فكانت السلاح الذي صبرها به الله على شدائد هذا العدوان” (112)                                                                       استخدام الدعاية الدينية: لقد أبدعت المقاومة في ربط خطابها بالمضمون الديني، حيث ربط الواقع بالقرآن الكريم والسيرة النبوية, والتاريخ الإسلامي التي تحمل دلالات النصر والفتح والتمكين للمؤمنين..وهذا خطاب ناجح في بيئة متدينة، تربط موتها، وهدم بيتها وتجريف مزرعتها ورزقها بيد الخالق وقدره لعباده, وفي ذلك راحة نفسية عالية لا تتحقق إلا للمؤمنين, وربط الأمر بالسلوك والمعتقد الديني من شأنه أن يحصن الفرد والجماعة والمجتمع من الإرهاب والإشاعة والتهديد ومن كل مظاهر العدوان, وهذا ما تمكنت دعاية المقاومة من إنجازه لأنّ عوامل نجاحه متوفرة في الشعب الفلسطيني المؤمن المتمرس على هذه الأشكال من العدوان الجسدي والمعنوي” (113)
وقد كان استخدام منابر المساجد في الحرب الإعلامية اشد فتكا في العدو من المقاومة العسكرية.. قال الله عز وجل (يريدون ليطفوا نور الله بأفواههم) فجعل حرب الأفواه وهي الإعلام، مفضلة على الحرب العسكرية، وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إلى مجاهدة العدو بأفواهنا كما بأنفسنا وأموالنا..وزيادة في التحدي، فان اغلب أئمة المساجد قد تحدوا القصف الجوي والبري والبحري وخرجوا يؤمون الناس ويلهبون المشاعر ويثبتون القلوب ويمسحون على الآلام ويحرضون على التصميم.. وكذلك المصلين الذين أصروا على الصلاة داخل المساجد في الحرب رغم استمرار قصفها.. وأن ذلك من اثر التعبئة الإيمانية والتربية العقدية السابقة.. ثم الشحن الإعلامي في اندفاع الجماهير للمرابطة في المساجد في الصلوات المختلفة وصلاة الجمعة”(114)                                                                               التعبئة على المستوىالنفسي:                                                                         ان البناء والتكوين النفسي لتقوية الشخصية يساهم مساهمة فعالة في بناء الفرد الصلب، لأن التربية والظروف النفسية الخاصة تجعل من هذا الفرد أو ذاك، إما شخصًا مهزومًا، أو صامدًا يملك القدرة على امتصاص الهزيمة، والانتصار عليها داخليًا، بل ويسعى لتحويلها إلى درس للعبرة.. فتكوين الشخص وتربيته وتجربته، لها أثر كبير في شخصيته ومقاومته وثباته في ميدان الصراع  وحرصت على تربية الفرد بالعزة، فلا ينحني للمحن، ولا يستسلم  للتحديات، فالله تعالى يدعو إلي تجنب الضعف النفسي والاستسلام للحزن الذي لو أصابهم لضاعت قوتهم وأصبحوا كغثاء السيل” (115)                                                      كما ان تنمية الروح المعنوية التي تعرف بانها ” المزاج السائد أو الروح السائدة  والذين يكونون الجماعة والتي تتميز بالثقة في الجماعة وبثقة الفرد في دوره في الجماعة وبالإخلاص للجماعة والاستعداد للكفاح من أجل أهداف الجماعة ” (116)                                        وتقوية الروح المعنوية سواء للجنود أو للأشخاص هي جوهر الحرب النفسية، حيث ان من أساليب الوقاية من الحرب النفسية العمل على رفع الروح المعنوية عند الجمهور، وذلك من خلال شحن أفراده مادياً ومعنوياً بالأهداف المثلى المعبرة عن مصالح المجتمع وقضاياه العادلة.. وقد أ كد القرآن الكريم على تحصين المجتمع وحمايته من ا لدعايات المضادة، وحالات الإحباط والهزيمة النفسية، بل وكرس جزءًا كبيرًا من توجيهه الإعلامي والتربوي للانتصار على الهزيمة  النفسية وشحذ الهمم، وتقوية العزائم، و إعادة المعنويات المفقودة، في مواقف عديدة من حالات المواجهة للحرب النفسية، والدعاية المضادة ” (117)                                                   التعبئة على المستوى الأمني:                                                                            التثقيف إحدى الوسائل الفعالة التي يمكن من خلالها تجنب الوقوع في حيل الحرب السيكولوجية.. فالإنسان الواعي المثقف الملتزم بقضايا وطنه وأمته يصعب الإيقاع به, بينما الإنسان الذي يعاني من ضعف في مستواه السياسي والثقافي يكون فريسة سهلة للإعلام المضاد وبكل أشكاله” (118)
والتثقيف هو الذي يتم من خلال العمل على نشر وتعميم الوعي لدى كل قطاعات الشعب، وخاصة لدى الشباب الذين هم عماد الأمة وذخيرتها، وذلك بغرس الوعي المناسب بحقهم والتمسك بثوابتهم، واعتبار المحن هي بداية الطريق للانصراف إلى المواقف الجادة في الحياة “(119)                                                                                      كما يتطلب ذلك دعم الأجهزة الأمنية المختصة.. وهي الأجهزة التي تستطيع جمع المعلومات عن الحرب النفسية وعن الإشاعات وتحديد مصادرها ومروجيها.. وهي تقوم بالاتصال المباشر أو من خلال وسائل الإعلام بالتحذير والتنبيه من ذلك الخطر والرد الموضوعي المستند على الحقائق والأرقام والقوانين الموضوعية وتحديد المصالح والأهداف من خلال الإقناع المنطقي.                 
ثانيا: من تطبيقات التصدي للحرب النفسية وابعادها ميدانيا:                                      كما سعى العدو الصهيوني الى استخدام تطبيقات عديدة للحرب النفسية على قطاع غزة، سعى الشعب الفلسطين والمقاومة الى استخدام تطبيقات مضادة تتصدى له، وقد كان من هذه التطبيقات: التمترس باستراتيجية صاحب الحق: لقد ركز الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة، على تأكيد حقها في الدفاع عن نفسها وشعبها، وحقها في الرد على الاعتداءات الصهيونية، وصد أي عدوان عسكري محتمل.. وقد مارست فعلا هذا الحق، حيث بعد ساعات محدودة من انطلاق الحرب ردت فصائل المقاومة بعدداً كبيراً من الصواريخ بينها صواريخ (غراد)، واعتبر ذلك تحولاً نوعياً في عملها مما سيكون له تبعات لاحقة، لذلك كان إطلاق صواريخ (غراد) بهذه الكمية مفاجأة أولى من مفاجآت المقاومة وإشارة سلبية للصهاينة خاصة وأن قصف الصواريخ جاء بعد ساعات من الغارة الجوية الأولى التي أعلن (أولمرت) “أنها ستكون البداية فقط» وأن «العملية ستستمر إلى حين تحقيق أهدافها” (120)
اعتماد استراتيجية المبادرة والمبادئة: وقد ظهر هذا العامل، في قيام المقاومة بتوسيع دائرة المناطق المستهدفة بصواريخها في اراضي العدو، رداً على توسيع العدو لدائرة استهدافه للمواطنين، واستمراره في حصار القطاع وقصفه حتى وصل استهداف المقاومة إلى دائرة تبعد إلى أكثر من 45 كم عن حدود القطاع.. إضافة إلى المفاجأة بالعدد الكبير من الصواريخ المتوافرة لدى المقاومة، خاصة صواريخ (غراد).. وقد تلاعبت المقاومة بشكل ممتاز بوتيرة إطلاق الصواريخ، فخفضتها في اليوم الثاني للمعركة بعد اليوم الأول الملتهب، فأعلن العدو أنه قد أثر بشكل كبير على قدرة إطلاق الصواريخ لدى المقاومة، فكان رد المقاومة في اليوم الثالث بإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ -بلغت أكثر من خمسين صاروخاً- رداً سريعاً على ادعائة. وقد اكدت استراتيجية المقاومة تلك، بانها لم تفقد زمام المبادرة حتى اللحظة الاخيرة، خاصة وان  اطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية، قد استمر حتى الساعات الأخيرة.. وحتى بعد 12 ساعة من إعلان العدو عن وقف عدوانه..مما شكل ذلك إعلاناً واضحاً وصريحاً عن صمود المقاومة.. التي عمقت ذلك بضرب أهدافاً نوعية أضافت إلى إنجازاتها إنجازات أمنية هامة، ومعنوية كبيرة، كما حدث عندما قصفت صواريخ المقاومة بدقة القاعدة الجوية (حتسريم) في النقب، و(بلمخيم) شمال أسدود و(تل نوف) و(تسيلم) و(كريات ملاخي)(121)
اعتماد سيكولوجية إضعاف الروح المعنوية للخصم: لقد ادى عدم توقف اطلاق الصواريخ، اضافة الى توسيع الرقعة المستهدفة التي طالها قصف المقاومة.. والتي أطلقت عليها المقاومة مصطلح “بقعة الزيت” دلالة على إمكانية توسيع هذه البقة بشكل مستمر، كون أن الزيت ينتشر بسرعة. وفي ذلك رسالة سيكولوجية للمجتمع الصهيوني بأنّ الشعب الفلسطيني لم يعد يكتوي بالنيران لوحده, وأنّ أمنه مهدد وستصلهم الصواريخ.. “فبقعة الزيت تتسع وتكبر” مع كل مدى جديد تحققه الصواريخ, ونجاحها العسكري في التدرج في مدى الصواريخ منح خطابها الإعلامي مصداقية, وزرع الأمر في مخيلة المواطن الصهيوني لدرجة أنّ الإعلام الصهيوني بات يردّد لوحده إمكانية ضرب تل أبيب ومفاعل ديمونة النووي… وهذا له أثره النفسي على معنويات المستويات الأمنية والعسكرية والمدينة للاحتلال” (122)
التركيز على فضح مجازر العدو: لقد تم إبراز الصور والمآسي والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة، عبر التركيز على استهداف الفلسطينيين المحاصرين، الذين سدت في وجوههم سبل العيش الكريم والحياة الآمنة، وحتى العلاج الطبي للمرضى والجرحى، وذلك من خلال تصوير ما أمكن من عمليات القصف، والأماكن المدمرة، وخاصة المباني السكنية ودور العبادة، والمشافي وسيارات الإسعاف والإطفاء المحترقة ومخازن ومستودعات الأدوية والأغذية، وحتى المدارس، التي لجأ إليها بعض السكان بعد تدمير أحياء بكاملها في مدن قطاع غزة، وكان من المهم تفنيد ادعاءات الصهاينة أن هذه الأماكن استخدمت لإيواء المقاومين أو تخزين السلاح أو أطلقت منها الصواريخ لأن هذه الادعاءات ثبت بطلانها بشهادة جميع الصحفيين الأجانب، الذين رصدوا وقائع الحرب على غزة (رغم انهم كانوا يقومون بعملهم فقط على الجانب الفلسطيني الواقع عليه العدوان، في حين منعت سلطات العدو المحتل الصحافة الأجنبية، وحتى صحفييها الصهاينة من متابعة ورصد وقائع الحرب) كما أن المسؤولين الدوليين الموجودين في القطاع بحكم عملهم كشفوا أيضاً بطلان المزاعم الإسرائيلية” (123)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:25 am

المبحث الثاني
التصدي للحرب النفسية الصهيونية في الحرب على غزة
تفنيد التضليل هدف الحرب: تمكنت المقاومة في خطابها من التأكيد أنّ الحرب ليست على حماس وأنها موجهة ضد الشعب كله، وكانت دعاية المقاومة تستند على نتائج الجرائم بحق الحياة المدنية للفلسطينيين..ونجحت في ربط أهداف العدوان بالثوابت الفلسطينية كالقدس وحق العودة والأسرى والدولة والسيادة، وأنّ الاحتلال يهدف الضغط لابتزاز الشعب كي يتنازل عن ثوابته.. فحجم تضحيات الشعب هي بحجم وأهمية القضية الفلسطينية برمتها وبكل تفاصيلها وليست محصورة في غزة او حماس.. ونظراً لأن هذه حقائق متأصلة في العقلية والضمير الفلسطيني فإنها تسهل على الخطاب والدعاية من قبل المقاومة وتوفر فرص النجاح في رفع الروح المعنوية” (124)
اعتماد خطاب اممية الدعاية: ينصح (ميشال كولون) الفلسطينيين قائلا: ” أود أن أتحدَّث عن الخطاب الذي عليكم أن تتبنوه عندما تتوجَّهون بالخطاب بشأن فلسطين، إلى الرأي العام الغربي أنه يجيب عليكم عندما تخاطبون الناس، بخصوص فلسطين، أن تستعملوا خطابا عالميا، بمبادئ وقيم إنسانية مشتركة، بدل أن تمارسوا خطابا يُظهر القضية الفلسطينية على أنها قضية خاصة، لا تعني إلاَّ المسلمين أو العرب، عليكم أن تجعلوا منها قضية عالمية إنسانية تعني جميعَ سكَّان المعمورة، بهذا فقط تستطيعون التأثير على الرأي العام العالمي” (125)
ولقد افلحت الدعاية الفلسطينية والعربية عبر اعلامهما من توصيل الصورة الحقيقية لما يجري
على ارض الواقع، مما كان له اثر كبير في الضغط المعنوي والسياسي على الكيان الصهيوني.. حيث برز ذلك من خلال ” حركة الجماهير العالمية غير المسبوقة, ومواقف العلماء وبياناتهم وخطبهم وتحركاتهم، وحملات المقاطعة للبضائع الأمريكية والصهيونية, والقمم العربية وإن كانت ضعيفة, والوفود التي أتت الى قطاع غزة، وحملة التبرعات العالمية، وحملة طرد سفراء الاحتلال من العديد من الدول العالمية والعربية.. وكل ذلك ساهم في رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني, وعزز عوامل صموده، وأبطل كل التحركات الإعلامية والسياسية الصهيونية “(126)
التصدي للاشاعة بالحقائق الدافعة: الحقيقة وسيلة جيدة للقضاء على الحرب النفسية وإزالة آثارها، وان غياب الحقيقة يولد لدى الإنسان فراغا فكريا، يجعله فريسة سهلة للإشاعات والأخبار المضللة، التي يذيعها الأعداء مستغلين بذلك المناخ الذي يتهيأ لهم لتحقيق أغراضهم في ذلك.
وينبغي أن لا تواجه الشائعات بإصدار بيانات او تصريحات تستند إلى وقائع غير سليمة او معلومات غير دقيقة لمجرد المواجهة العاجلة للشائعات لان العلاج المؤقت الذي يؤدى إلية هذا سلاحا ذو حدين..إذ أن مجرد عدم تحقيق الوعود او التصريحات التي استخدمت كأداة لإطفاء الشائعات يصبح في ذات الوقت دليلا على صدمة ما تتضمنه الشائعات، ويشير هذا أيضا إلى عدم مقدرة الأجهزة التي ترد عليها في معالجة الموقف”(127)
وقد لجأت سلطات الاحتلال الى حرب الاشاعة عبر عدة وسائل، منها المنشورات الورقية التى كانت تلقيها من الطائرات فى سماء غزة للتحريض ضد المقاومة ورجالها، لكن عبر التصدي بنقل الاعلام الفلسطيني لصورة الحدث كما هو، وكما يراة واقعا المواطن الفلسطيني بنفسه، فشلت حرب الاشاعة الصهيونية، واسلوبها المفضل الاشاعة، وفشلت فى تحقيق اى تاثير على المواطن. وقد اعترف جيش الاحتلال بذلك.. فقال احد اركانه، المختص بالحرب النفسية ضد الفلسطينيين، ويدعى (شلايفر) ” مرة اخرى نعود للمنشورات..نعود للفشل والتخبط “… وان مسئولون وخبراء اسرائيليون اعلنوا مرارا فشل حربهم وخططهم النفسية للنيل من شعبنا المقاوم” (128)
اعتماد مصداقية الاعلام: الإعلام والمقاومة صنوان حقيقة قاطعة.. حيث ان إلاعلام يعتبر رافد استراتيجي للمواجهة والصمود من خلال إضفاء الشرعية على المقاومة، وبالمقابل اظهار جرائم العدو بصورتها الحقيقية للعالم، وهو يعتبر ركيزة أساسية لثباتها من خلال إثبات تصديق الرواية الفلسطينية، ودحر الرواية المعادية المتمثلة بإسرائيل وعدوانها الغاشم ضد أهلنا في غزة، التي تجاوزت الفاشية والنازية.. فهي تثير الهلع والخوف في نفوس البشرية، وهي نفسها التي تقف دائما ضد دعواتها الكاذبة بأنها داعية للسلام والعدل العالمي” (129)
ولقد هزّت شاشات العالم الصور المريعة الخام لآثار القصف الإسرائيلي –التي نقلها الاعلام- من
هدم وتمزيق لجثث الأطفال والنساء.. وقد كشف الإعلام الفلسطيني والعربي، بفضل نعمة العولمة ومشتقاتها ووسائلها الإعلامية، مجازر العدوان الصهيوني على غزة، وما خلّفه من استهداف للمدنيين أكثر منه للمقاومين، على الرغم من التعتيم الإسرائيلي والإنحياز الغربي وموضوعيته.
اعتماد مبدأ التجييش الاعلامي: عملت المقاومة على تجييش الاعلام المحلي والعربي والعالمي لصالحها.. حيث كان هناك إعلاماً عربياً وفلسطينياً وعالمياً حُراً عمل بدون أوامر من المقاومة أو من أحد, بل انطلق من مهنيته ومن مسئوليته الاجتماعية والوطنية والإنسانية ولم تكتف بنقل المشهد بل تبنت الحق الفلسطيني, وساهمت في التحليل والتوضيح والإرشاد, وكانوا جنوداً مجهولين ومعلومين في التصدي للمؤامرة الكبرى على قطاع غزة وعلى كل فلسطين” (130)
ويقول الدكتور (احمد نوفل) ” يجب أن نجند كل طاقات الأمة للتصدي لاعلام العدو, وقد جاء الدعم من قناة الجزيرة بقطر التي لعبت دور مشكورا جدا، فلولا الصور التي كانت تبث ما عرف الناس مخازي اليهود وإجرامهم ولؤمهم” (131)
فالجزيرة كمحطة عربية أضعفت تأثير الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل عبر البث الحي والمباشر للأحداث, واستطاعت حشد الرأي العام ليس فقط العربي بل الدولي لصالح الشعب الفلسطيني، وهو ما لم تكن تتوقعه إسرائيل بأن يكون بهذا الحجم وبهذه الضخامة والفاعلية.
لدرجة انه في أحدى المظاهرات شاهدنا صورة أحد حاخامات اسرائيل وهو يحرق جواز سفره الإسرائيلي، في مقابل الصور التي كان يبثها الإعلام الإسرائيلي، مانحاً لعدوانه أبعاداً دينية، مثل صور الجنود الذين يقرأون في التلمود فوق دباباتهم أو يأدون الطقوس الدينية” (132)
ولذا يمكن القول بان العدو الصهيوني -من الناحية السياسية والإعلامية- قد خسر المعركة بمجرد نزول المتظاهرين في كل العواصم العربية والأوروبية والأمريكية، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.. وبالتالي فان وقوف الرأي العام العالمي مع اهل غزة، وتأييد هذا الرأي العام الدولي لهم يعتبر بمثابة خسارة للدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية… وكل المعطيات والدلائل تظهر أن آلة الدعاية الإسرائيلية، وآلة السياسة والدبلوماسية قد فشلت في تحقيق مبتغاها, نتيجة إرادة الصمود والتحدي لدى شعب غزة وقيادتها.. وكذلك بسبب وجود مدفعية إعلامية ممثلة بمحطة الجزيرة التي تمثل حائط صد للحرب النفسية الإسرائيلية, وشبكة صواريخ إعلامية قادرة على أن تصل إلى كل القارات، وكل الشعوب، والى كل الرأي العام الدولي، مما جعل سلاح الحرب النفسية والدعاية، يصب كله لصالح شعب غزة ومقاومتها” (133)
تصدي الإذاعات المحلية للحرب الاعلامية الصهيونية: لقد كان للإذاعات المحلية دورا كبيرا، وذلك من خلال مصاحبة المواطن على مدار الساعة -خاصة اذاعة القدس واذاعة الأقصى
حيث شكلت إذاعة صوت القدس واحدةً من عدة إذاعات كانت شاهدة على عدوان غزة, فقد غطت الأحداث لحظةً بلحظةٍ مع مراسليها ومصادرها المنتشرين على امتداد القطاع كما ولعبت دوراً تعبوياً مميزاً عزز صمود شعبنا والتفافه حول نهج المقاومة.. فلم يكن “صوت القدس” لساناً إعلامياً يقتصر على بث خبر هنا أو خبر هناك, بل كان صاحب منهجية في الأداء, وقد جسد ومارس مقاومة واضحة صد العدو, حيث عمل على ضد ماكنة الإعلام الصهيونية التي دأبت على تشويه الحقائق والنيل من الروح المعنوية التي تمتع بها الشعب.وشريان ضخ للمعنويات “
وقد قال المهندس (رائد عبيد) من إذاعة القدس ” لقد شعرنا جميعاً بالمسؤولية تجاه أبناء شعبنا، وقررنا ألا نترك الإذاعة لأنها تعتبر بمثابة الشريان الرئيسي لضخ المعنويات لدى الناس, وغيابها يعني غياب الحقيقة وهبوط في همم الناس”.. كما قال كذلك، المذيع في صوت القدس (عماد نور)   ” إن الإذاعة مارست المقاومة الإعلامية المضادة للحرب النفسية التي كان ينتهجها الاحتلال” مشيراً إلى أن العدو قام باختراق شبكات الاتصال والدخول علي موجة الإذاعات المحلية وبث مواد دعائية ومطالبة الأهالي بالبلاغ عن أماكن تواجد الأسلحة ورجال المقاومة ” (134)                                                      وقد استُهدفت قناة الأقصى من الليلة الأولى للعدوان، ودُمِّر المبنى المكوَّن من خمسة أدوار بالكامل.. ولم يصَب أحد من كوادر القناة، وكان قد تم إفراغ القناة من جزء مهم من المعدَّات والآلات..وقد تعمَّد جيش الاحتلال ملاحقة سيارة البث (OB van) التابعة للقناة في أكثر من مكان، ولم يكن من خيار لتسهيل إرسال المواد والبث سوى البث من برج الشوّا، وهو البرج الإعلامي الذي تقيم فيه كل وسائل الإعلام تقريباً..وبعدها اتصل جيش الاحتلال بوسائل الإعلام في البرج، وهدَّدها بالقصف أو الإخلاء” (135)
وقد نجحت وسائل الإعلام العربية عامة، والتابعت للمقاومة خاصة، في إظهار حجم المأساة التي تحدث هناك، وهذه كانت الإشارة السلبية الثانية التي تلقاها الصهاينة فأصبح عليهم مواجهة نتائج الصور التي تنقلها الفضائيات بعد أن انطلقت مظاهرات الغضب والتنديد والاستنكار في بقاع مختلفة من العالم، حتى قبل دفن الشهداء”…وفي هذه المرحلة بدأت المقاومة بإدارة الحرب النفسية ضد العدوان الصهيوني بشكل أكثر تركيزاً وتلقى العدو صدمة إعلامية كبيرة ذات دلالات عظيمة، وهي استمرار (فضائية الأقصى) في البث رغم قصف مقرها وتدميره بالكامل”(136)
استخدام حرب المواقع الالكترونية: ينصح احد الصحفيين الاجانب (ميشال كولون) فيقول: ” أذكر لكم هنا تجربتي في هذا المجال، حيث إنِي قمت بإنشاء موقع ناطق بعدة لغات، أدافع فيه عن القضية الفلسطينية، وعن قضايا أخرى، وأنشر فيه مقالات من جميع دول العالم، وبعضها أكتبها بنفسي، وفي ظل توفِّر الانترنت التي تسمح لكم بالتعبير دون أن تكونوا بحاجة إلى أموال أو إلى دعاية، يمكنكم بسهولة تحقيق الكثير من الأشياء المهمة في هذا المجال.. عليكم أن تحذروا ممن يحاول إقناعكم بأنكم عاجزون، لا تملكون فعلا حقيقيا، وأنَّ إدارة المعلومة تحتاج إلى أموال وصحفيين محترفين، هذا غير صحيح لأنه بإمكانكم العمل في المجال الإعلامي، وكلُّ واحد منكم يستطيع أن يكون في حياته اليومية ومن خلال عمله والمعهد الذي يدرس فيه، صحفيًّا ينشر الحقيقة” (137)
ولقد حول الفلسطينيون شبكة الانترنت إلى أكبر تظاهرة إلكترونية دفعت بالاحتلال إلى استخدام الوسيلة ذاتها.. ففي الحرب ضد القطاع فإن سيطرة الغزاة لم تشمل بعد أيا من وسائل الإعلام بعد، باستثناء القدرة على منع ممثلي وسائل الإعلام الأجانب من دخول المعابر إلى غزة. إلا أن التواجد المسبق لممثلي وسائل الإعلام ووجود بعض الشركات الخاصة التي توفر خدمة البث الفضائي من قطاع غزة، يجعل من الإعلام الفلسطيني، أكثر تفوقا عنه في الصهيوني..
وليس مفاجأة أن تجد المقاومة الفلسطينية نافذة عبر الإعلام الإلكتروني لنشر بياناتها العسكرية وتصريحات المسؤولين السياسيين تطل من خلالها على الرأي العام بعد بدء الكيان الصهيوني للمرحلة الثانية من حربه ضد الوطنيين الفلسطينيين” (138)
وقد اعترف الباحث في مركز يافي للدراسات الاستراتيجية (شاي فيلدمان) إن الصورة التي بثتها وسائل الإعلام الإلكترونية والتي ظهر فيها جنود إسرائيليون مسلحون جيداً وهم يقمعون مظاهرات لشبان فلسطينيين يرشقون الحجارة قد خدمت محاولة الفلسطينيين في عرض أنفسهم كضحية للقوة “الإسرائيلية”، ضحية تحتاج إلى حماية الأسرة الدولية”… وقد سار في نفس الاتجاه
رئيس قسم التخطيط في هيئة أركان الجيش الصهيوني )غيور إيلاند( الذي بات متخوفاً من الصور التي تبثها وسائل الإعلام الإلكترونية.. والتي تؤلب الرأي العام ضد سرائيل” (139)
استغلال شهادات من الكيان الصهيوني: لقد عمل الشعب الفلسطيني ومقاومته على تعضيد دعايته الاعلامية ضد الكيان الصهيوني بالاستشهاد باقوال بعض الاسرائيليين لتعميم رسالته الإعلاميه للعالم في الحديث عن مجازر غزة.. كالاستشهاد بكلام الصحفية الاسرائيلية (عميره هاس) في شهادتها التي نشرتها في صحيفة “هآرتس الصهيونية” والتي ضمَّنتها شهادات نقلتها عن أهالي قطاع غزة، والتي شكَّلت في مجملها صورة مرعبة عن المذبحة الصهيونية، والي قالت فيها..    ” إن في غزة اليوم الكثير من الجثث والجرحى، وتضاف في كل دقيقة أعداد جديدة إلى قائمة القتلى، ولم يعد بإمكان مشارح الموتى استيعاب المزيد”… وكذلك ما قالته الكاتبة الاسرائيلية (أوريت دجاني) في صحيفة “معاريف الصهيونية”  في 4 يناير 2009م، في تعليقها الحرب ” أن المجتمع الصهيوني بات مستلَباً لثقافة الحرب، ولا يعرف أي لغة غيرها ” وكذلك ما نشرته سابقا في نفس الصحيفة وقالت فيه “إن الإسرائيليين يندفعون للحرب، لأنهم يكرهون السلام، ويعدون القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف ” كما قالت ” إن الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم، إننا نتصور أن من الطبيعي أن نندفع نحو الحرب التي يُقتل ويُجرح فيها الناس، لذا فإننا عادةً مَّا نشعل حرباً بعد عامين ونصف العام تقريباً على انتهاء آخر حرب خضناها” وأضافت قائلة ” ان الإسرائيليين اعتادوا تسلية أنفسهم بأنهم الطرف الذي يمكنه أن يضرب ويدمر ويقتل..وقالت: “نحن لا نعرف إلا لغة الحروب ولا نعرف لغةً غيرها، ولسنا مستعدين لتعلم لغة أخرى” (140)
وكانت المذيعة في القناة الإسرائيلية الثانية (يونيت ليفي) قد قالت في نهاية نشرة إخبارية “انه من الصعب ان نقنع العالم ان الحرب عادلة وأبدت تعاطفاً مع الأوضاع الإنسانية في غزة وبعد كلامها هذا بدأت حملة تواقيع لطردها من عملها واتهمت بأنها معادية للصهيونية ومتعاطفة مع العدو كل ذلك لأنها خالفت الدور الإعلامي المطلوب من كافة وسائل الإعلام والإعلاميين”(141)
تصدير الاحباط: برغم الحرص الشديد من قبل وسائل الحرب النفسية الصهيونيه وادواتها في بث نظرية الاحباط ضد الشعب الفلسطيني، الا ان وسائل الحرب النفسية التي شنها الشعب الفلسطيني والمقاومه قد كان لها مكانا تحت الشمس تشرق من خلاله بالحقيقة على العالم، وتقارع في المقابل الاحباط..من خلال اثبات ان هذه الحرب لم تجلب له سلام، بل قد تزيد من حجم تهديده.
وهذا ما اجبر العدو الصهيوني على الاعتراف بذلك..فقال (روني دانيل) المحلل العسكري في القناة الثانية بالتليفزيون الصهيوني “من الواضح تمامًا أن الجنود “الإسرائيليين” يواجهون قتالاً عنيفًا وصعبًا أكثر مما نعتقد، وأن الوضع مُعقَّدٌ للغاية “… وقد اصيب البعض بخيبة الامل.. فقال رئيس الكنيست الصهيوني السابق أبراهام بورج لصحيفة (هآرتس) الصهيونية: “منذ حرب الأيام الستة ونحن لم نَعُد ننتصر..نجحنا في أن ننجوَ من مصيبة 1973م.. تورَّطنا ولكننا نجونا في عام 1982م، والأمثلة الأخرى لا تنقص.. لماذا يحصل هذا؟! لماذا تنتهي حروبنا بسجل دائم من الغموض؟!.. أعتقد أنه لم يعد ممكنًا الانتصار في الحروب ” (142)
اعتماد نظرية تصدير الرعب المتبادل: لقد حرصت وسائل الحرب النفسية الصهيونيه علي بث وتصدير الرعب ضد الشعب الفلسطيني، الا انها لم تستطع ان تمنع من ان يمتد هذا الرعب الى داخل الكيان الصهيوني نفسه..مما ادى لتغير أنماط حياة السكان الصهاينه، وبدا عليهم هلع شديد من أي أصوات تفجيرية أو صافرات إنذار، وتم إغلاق مراكز التسوُّق في أحيان كثيرة، وبات الوجود في الشوارع محدودًا، وعملت البلديات والمصالح الحكومية من خلال غرف محصَّنة أو في مخابئ تحت الأرض”.. كما وقد أصدرت الحكومة الصهيونية قراراتٍ بتعطيل الدراسة في مؤسسات التعليم في التجمعات السكنية بجنوب البلاد؛ بما في ذلك أسدود وكريات غات وكريات ملاخي، والتجمعات السكنية المتاخمة لقطاع غزة، وإعلان رئيس بلدية بئر السبع تعطيل التعليم بالمدارس، وذلك بعد التشاور مع جهات أمنية والجبهة الداخلية، ونائب وزير الأمن (متان فلنائي) تعطيل الدراسة في (جامعة بن جوريون) ببئر السبع، والكليات الأكاديمية في أسدود وأشكلون، إضافة إلى (كلية سبير).
وحتى طال الهلع اتحاد كرة القدم الصهيوني؛ حيث أُعلن إلغاء جميع المباريات التي كان مقررًا إجراؤها في أنحاء البلاد خلال نهاية هذا الأسبوع، في إطار الدرجة القطرية والدرجتين الأولى والثانية؛ وذلك بسبب الوضع الأمني الراهن، وأجَّل مباريات كرة القدم للشبان والأطفال التي كانت مقررًا أن تُجرى في ملاعب تبعد حتى 40 كيلو مترًا عن قطاع غزة”.
كما وقد أعلنت النظمات والجمعيات النفسية الصهيونية حالة الطوارئ لاستقبال الحالات النفسية المتزايدة من جرَّاء صواريخ المقاومة وصافرات الإنذار المتتالية، وقرَّرت الإسعاف الصهيونية رفع حالة التأهُّب القصوى بين صفوفها؛ تحسبًا لوقوع المزيد من القتلى والجرحى في أي قصف صاروخي فلسطيني ” (143)
تصدير سيكولوجية الاحباط والفشل: لاول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني يتغلغل الى نفوس قادته الفشل.. حيث شنَّت الصحف الصهيونية هجومًا شديدًا على قادة الكيان (أولمرت وليفني وباراك) واتهمتهم بأنهم ” أهدَوا للمقاومة وحماس نصرًا بسبب فشلهم في إدارة ملف الحرب”، وأنهم حقَّقوا خسائر عديدة؛ أقلُّها أن صواريخ المقاومة ما زالت تهدد جنوب كيانهم، فضلاً عن أنها سوف تمتد إلى مدن وأماكن أكثر بعدًا من سديروت، وعسقلان” (144)
وقد ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” في النسخة العبرية في 18/1/2009 “إن إسرائيل فشلت بوضوح في تحقيق الهدف الرئيسي المعلن للحرب المتمثل في تغيير البيئة الأمنية لجنوب إسرائيل وهو ما لم يتحقق حيث تبين ان المقاومة مستمرة في إطلاق صواريخها”…وهو المعنى نفسه الذي أكده المعلق السياسي (الوف بن) وكرره (جاكي كوخي) معلق الشؤون العربية في صحيفة   (معاريف) الذي قال “ان إسرائيل فشلت في توفير صورة النصر في معركة غزة.. وان ما بقي من هذه الحرب هو صور الأطفال والنساء والقتلى، التي أوصلت الى عشرات الملايين في العالم
رسالة أكدت تدني الحس لدى ( الجيش الإسرائيلي ).. وايضاً ما قاله (يوسي ساريد) الرئيس
السابق لحركة ميرتس في مقال نشرته صحيفة ( هارتس ) “ان عملية القتل البشعة التي أنهت بها إسرائيل مهمتها في غزة تدل على أنها هزمت في هذه المعركة ولم تنتصر” (145)
وفي قراءة معمقة للسلوك الإعلامي والعسكري الإسرائيلي في الحرب، يمكن القول بان إسرائيل
فشلت وهزمت إعلامياً.. ولكنها فازت في امتلاك الصفة الإجرامية البالغة الخطورة (لمحرقة غزة) لكن هذه المحرقة لم تصنع ( لإسرائيل ) انتصاراً إعلامياً أو عسكرياً ترجوه ” (146) ويشير (مظلوم) أن خشية الكيان الصهيوني من هذا التوغل يُعَد نصرًا، وهذا بالفعل يُعَد نصرًا لها إذا ما قارنَّا ميزان قوة كلٍّ الكيان الصهيوني والمقاومة.. ويؤكد مظلوم أنه في ظل وجود حالة عدم التوازن في ميزان القوى فإن صمود المقاومة ودعمها المستمر والحرص على جعلها في مقدمات وأولويات القضية الفلسطينية هو الحل المستقبلي لدعم هذه القضية وهو ما يمثِّل خسارةً واضحةً للكيان الصهيوني الذي ظنَّ أن القضية الفلسطينية قد ماتت” (147)                      وقد ” كان هناك حرص شديد منهم لتحاشي القتال الحقيقي مع المقاتلين، خوفاً من القتل ومن الأسر، لدرجة أنهم ألبسوا جنودهم حفاظات أطفال كيلا يخرجوا من الدبابات والعربات، إضافة إلى حرصهم الشديد على قتل وتدمير وحرق كل شيء بلا تمييز، وهذا يكشف ما يشعرون به من عجز وشعور عميق بالهزيمة أمام من يتحاشون قتاله” (148)                                 وفي المحصلة النهائية يحكم العقلاء والمراقبون والمتابعون على النجاح والفشل بما يتم تحقيقه من أهداف معلنة للأساليب المتبعة والوسائل المستخدمة؛ فهل حقق الاحتلال أهدافه من وراء حربه الدعائية و النفسية؟ والواقع يؤكد الفشل في كل شيء سوى القتل والدمار والخراب الذي عزز الانتماء لفلسطين وعمّقَ الحقد والكراهية في النفوس ضدّ الاحتلال والعدوان وكرّس حُب المقاومة.. والفشل العسكري تبعه فشل إعلامي وسياسي” (149)
لقد شغلت غزة العالم شهراً كاملاً بالأخبار والصور والتقارير والتحليلات، وفشلت مسألة طمس الصور والحقائق، وعرفت نتائج الحرب… وتوقفت حرب غزّة ولم تحقق اهدافها، ولم تتوقف الصواريخ، حيث ما زالت إمكانية سقوطها ممكنة فوق الجنوب، كما أنّ إمكانية تمرير السلاح عبر الأنفاق نشطت بكثافة أكثر، مما قد تقود الى المزيد من التأزيم ” (150)
استغلال الشرخ النفسي للجنود الصهاينة: برغم عمليات التموية والتضليل والتعمية التي مارسها الإعلام الإسرائيلي في الحرب للمحافظة على معنويات الجنود في ميدان المعركة، إلا ان بعض الأصوات ظهرت على صحيفة (يديعوت احرونوت) حيث وردت رواية على لسان الرائد (ميكي شربيط)..   -الذي كان يرقد في احد المستشفيات للعلاج من إصابته في اشتباك مع رجال المقاومة الفلسطينية شمال القطاع، وخدم كقائد سرية في سلاح المدرعات بحرب لبنان- الذي استهجن تجاهل الإعلام الإسرائيلي الإشارة الى شراسة المقاومة التي واجهتها القوات الإسرائيلية ووصف الحرب بأنها حرب أشباح لا نرى فيها مقاتلين بالعين المجردة لكنهم سرعان ما يندفعوا صوبنا من الأرض.. واعترف (روني دانئيل) المعلق العسكري لقناه التلفزة الإسرائيلية الثانية بان قوات الجيش واجهت مقاتلين أشداء..وقال ان الإبداع العسكري الذي يواجه به الجيش الإسرائيلي، فاجأ قادته بشكل صاعق..ونوه انه محظور عليه التحدث عن المفاجآت التي تعرض لها الجنود في غزة” (151)
ويؤكد (بهي الدين حسين) مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان “أن الصهاينة خسروا على مستوى المجتمع الدولي الحقوقي الكثير، وخسارتهم هذه لم تقتصر على ما ورد من إدانات من منظَّمات المجتمع بكافة انتماءاتها بمطالبتهم إحالة كبار المسئولين الصهاينة لمحكمة العدل الدولية لتقديمهم كمجرمي حرب، بل تعدَّى الأمر إلى مطالبة مسئولين دوليين من كبار شخصيات حقوقية في العالم بهذا المطلب، وهو ما لم يكن يحدث من قبل، وآخرها ما صرَّح به (بان كي مون) أمين عام الأمم المتحدة، بعد زيارته لقطاع غزة بإحالة المسئولين إلى المحكمة الدولية كمجرمي حرب”
وقد قال (بن إليعاز) سنحتل غزة خلال يومين من الحرب. وقال (باراك) استعادت إسرائيل قوة الردع لكن صمود المقاومة الفلسطينية التي لا ترعبها (عقيدة التدمير) أفقدهم صوابهم وبين لهم أنهم وقعوا في مأزق كبير لاحتياج وقتاً أكبر لتنجز الترميم النفسي المطلوب لجنودهم” (152)
وعن خسائر العدو على الصعيد الإنساني والنفسي، يؤكد (د.علي ليلة) أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن الصهاينة خسروا خسائر جسيمة على المستوى الاجتماعي والإنساني؛ أولاها أن العالم بأسره شاهد الوجه القبيح للصهاينة في هذه المجازر البشعة التي ارتُكبت في حق أبنائنا في غزة؛ فقد فتح الصهاينة صفحة سوداء في كتاب جديد لهم قرأها العالم، ولم يَعُد خافيًا على أحد ما هم عليه من وحشية ودموية ” (153)                                                          والاهم من ذلك ان جرائم العدو دفعت إلى استفزاز مشاعر الرأي العام العالمي، فتوحد العالم كله ضده، وكان ذلك واضحاً في المظاهرات المكثفة التي ملأت شوارع العالم، من الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي له، حتى قلب الكيان الصهيوني نفسه، التي كانت تندد بالجرائم الصهيونية ضد الأبرياء العزل من المدنيين الفلسطينيين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:29 am

تعقيب عام:
لقد تناولت الدراسة بين ثناياها الحدث الاخطر، من حيث كونها تناولت العدوان الصهيوني الاخير المتمثل في الحرب الظالمة التي شنها ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، في حرب مفتوحة على غزة لا مثيل لها من قبل، من حيث انها اعتمدت اسلوب الحرب المباشرة على مدنيين وممتلكاتهم بشكل فاضح وواضح.
كما ان العدو الصهيوني قد مارس في هذه الحرب المدمرة، كل ما لدية من  طرق واساليب ووسائل عسكرية وامنية، واستخدم كذلك كل ما انتجه العقل البشري من أساليب الحرب النفسية بجميع ابعادها ومكوناتها، والي تمثلت بعضها في الاساليب استخدام الحرب الدعائية، والتضليل الإعلامي، والاشاعة الممنهجة عبر المنشورات، والرسائل الصوتية المباشرة والمسجله، وكذلك الطابور الخامس وادواته على الارض، من عملاء ومندسين..والتي حاولت من خلالها كسر ارادة المواطن والمقاوم، للقبول بالامر الواقع واملاءات القوة المعتديه الغاشمة لولا تدخل العناية الالهية التي امدت اهل غزة، بنفس المدد الذي مد الله به الصحابة في غزواتهم، وهو امضى وانجع سلاح وهو سلاح السكينة، الذي جعلهم اشد صبرا على الالم والجوع والخوف من أي وقت، اضافة الى الشجاعة التي تحلى بها المقاومين وهم يواجهون جبابرة وعتاة العصر.
وقد أثبت الواقع العملي أنه برغم قلة الوسائل التي يمتلكها الشعب الفلسطين ومقاومته في مجال الحرب النفسية المضادة، الا انه قد كان لدية فاعلية عالية في توظيف قدراته المتواضه في التصدي لابعاد الحرب النفسية الصهيونية، حيث تمترس خلف ما يمتلكة من رصيد ايماني، ووعي امني، وقوة نفسية، شكلت حاميا وواقيا، من آلاعيب وأساليب الحرب النفسية الصهيونية.
وقد تخطت كل الصعاب وناضلت بوسائلها النفسية، التي شكلت عاملا مهمًا في تقديم مادة لبناء المواطن الفلسطيني، بشكل يتناسب وحجم الهجمة الصهيونية عليه، المتمثلة في الضخ الإعلامي الذي تمارسه الحرب النفسية ضدة، او الدعاية السوداء التي تنفث سمومها للنيل من تماسكة وقوته، وعبر الاشاعة المفسدة التي تحاول بها خلخلة الصف، عبر منشوراتها التي تمطرها على الشعب الفلسطيني، وتغطي بها سماء الوطن، او برسائلها التي ما تفتأ تزعجهم بها ليل نهار.
أي أن الواقع الفلسطيني، قد أفرز اثناء تصدية للحرب النفسية الصهيونية، في الحرب على غزة
حالة رائعة من التعاضد والتماسك بين الشعب ومقاومته، مما يصعب الفصل بينهما لاعتماد كلا منهما على الآخر.. حيث شكل الشعب الرافد الأهم والأساس للمقاومة، وصبغ المقاومة بصبغته وأمدها بقواعد التعامل، وكان لها بمثابة البوصلة الهادية والمرشدة في جميع حركاتها وسكناتها قبل المواجهة وأثناءها وبعدها، على صعيد المواجهة العسكرية، أو السياسية، أو الإعلامية، حيث شكلت له عامل قوة ووقاية من الحرب النفسية التي شنها العدو الصهيوني عليه.. كما شكلت له أهم جوانب القوة والدعم الموجه لتعزيز عوامل صمودها.. كما أعطته زخمًا وروحًا معنوية عالية.
وقد شكل التدين المادة الخام للوقاية من وسائل وأساليب الحرب النفسية، التي يشنها العدو في حربه النفسية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته –خاصة في عدوانه على غزة- حيث أحبط الأهداف النفسية للتحرك العسكري والإعلامي الإسرائيلي، الذي يهدف لإ ثارة الرعب والخوف لدى الجانب الفلسطيني بشكل عام، والمقاومة بشكل خاص.
وقد استطاع الشعب الفلسطيني ومقاومته، بنشاطه التعبوي والإعلامي والعسكري والنفسي، أن
يوجه حرب نفسية مضادة تجاة العدو، عبر تصدير الرعب والهلع لمواطني إسرائيل، بافتقادهم الشعور بالأمن، بالاستمرار في اطلاق الصواريخ على المدن والقرى والمستوطنات الصهيونية طوال ايام الحرب، مما كان له تأثير نفسي سلبي هائل على الجانب الإسرائيلي، أكثر من تأثير كل عمليات القمع على الجانب الفلسطيني.. أي أن المقاومة قد كسرت حاجز الخوف لدى الفلسطيني، وصدرته للكيان الصهيوني..وهذا يؤكد أن الدم عندما يمتزق بالحق لا يمكن أن يهزم بإذن الله.
وان الصراع الدائر اليوم على أرض فلسطين، بين الشعب الفلسطيني والمقاومة من جهه، وبين العدو الصهيوني من جهه اخرى، هو تحدى للمستحيل خاصة على البعد السيكولوجي، حيث أن الآ ثار النفسية السلبية من يأس وإحباط وهزيمة نفسية، التي يفترض أن تصيب المجتمع الفلسطيني، بسبب الخبرات الأليمة   والمأساوية من قتل ودمار جراء ممارسات الاحتلال، انقلبت لعوامل صمود، بفضل تشبث اصحاب الحق بحقهم، وتشبث اهل الايمان بدينهم وعقيدتهم التي امدتهم بكل عوامل الصبر والصمود، على مدار ايام الحرب رغم قساوتها وبشاعتها.
ومن مشاهد القوة النفسية لدى الشعب الفلسطيني، أن الخسائر البشرية من الشهداء أو الجرحى ، والخسائر المادية من تدمير للمنازل والمرافق العامة، كان يقابله ارتفاع في الروح المعنوية، وزيادة في التماسك الاجتماعي، وتشبث بالوحدة الوطنية، وفوق ذلك كله تقوية دوافع المقاومة، واستبعاد خيارات الخضوع والاستسلام، وابتكار أساليب أسقطت بها حواجز اليأس والخوف، فكان الإقبال بلا تردد على الشهادة في سبيل الله.

الخاتمة
نتائجالبحث:
 – أظهر البحث بأن تطبيقات الحرب النفسية الصهيونية، التي شنها العدو ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، في حربه الاخيرة على غزة، قد تشكلت من مجموعة من الابعاد التي استخدمت فيها .
–  وأظهر البحث بأن الحرب الدعائية، قد شكلت أحد أهم ابعاد الحرب النفسية وتطبيقاتها الموجه ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب على قطاع غزة .
–  وأظهر البحث بأن حرب الاشاعة والمنشورات والرسائل عبر التلفون او الجوال، قد شكلت أحد أهم ابعاد الحرب النفسية وتطبيقاتها الموجه ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب على قطاع غزة .
–  وأظهر البحث بأن التضليل الاعلامي قد شكل أحد أهم ابعاد الحرب النفسية وتطبيقاتها الموجه ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب على قطاع غزة .
–  وأظهر البحث بأن العمق الايماني، والوعي الامني، والتحصين النفسي،  كانوا بمثابة المصل الواقي، والمناعة الفعالة للشعب الفلسطيني، في الحرب على قطاع غزة .
–  وأظهر البحث بأن الشعب والمقاومة في فلسطين، قد شكلا جسما واحدا للمواجهة والتصدي لابعاد الحرب النفسية وتطبيقاتها، الموجه ضد الشعب الفلسطيني، في الحرب على قطاع غزة .
توصياتالبحث:
– نوصي الأخوة القائمين على الإعلام الفلسطيني  بالتركيز على ابعاد الحرب النفسية الصهيونية، وما تحمله في أحشائها، لفضح هذه الوسائل العنصرية وتزويد المواطن بمصل وقاية ضدها.
– نوصي كذلك الأخوة في جميع الفصائل الفلسطينية الى تكثيف المحاضرات والندوات المتعلقة بموضوع ابعاد الحرب النفسية الصهيونية، وتطبيقاتها.
– كما نوصي كل المهتمين بالوضع الفلسطيني الى ضرورة تقديم الدعم المعنوي، برفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ومقاومته.
– كما نوصي بتوحيد جهود الهيئات والمؤسسات الأهلية في مواجهة الحرب النفسية الصهيونية،
وتفعيل دورها من خلال التنسيق مع اللجان الوطنية والإسلامية لمواجهة الإعلام الصهيوني.
– ونوصي المواطنين التمسك بآرائهم وعدم التأثر بالإعلام الصهيوني، وما يبثه من برامج
موجهة، وأخذ جميع التصريحات الصهيونية  بمحمل الشك.
– كما نوصي بإقامة محطات فضائية او اذاعات فلسطينية، متخصصه في الحرب النفسية وابعادها، تصاحب ببث برامج في وسائل الإعلام، تفضح كل ما يقوم به العدو الصهيوني، من حرب نفسية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته.
الملاحق
(بعض المنشورات الصهيونية التي القيت قبل واثناء الحرب على غزة)

بيان موجه إلي المواطن الفلسطيني
يواصل جيش الدفاع العمل ضد المخربين وضد كل من يمد لهم يد العون والذين لا يجلبون لكم سوى الدمار والمعاناة ويعرضون حياتكم وحياة عائلاتكم للخطر خصوصا عند قيمهم بزرع العبوات الناسفة بشكل عشوائي في الشوارع وبين البيوت الأهلة .
ومن يدفع ثمن ذلك في النهاية ؟ أنت وعائلتك وبيتك والمجتمع الفلسطيني بكامله هو الذي يدفع ثمن هذه العمليات التخريبية التي لم ولن تحقق للفلسطينيين أي إنجاز ولم ولن تعطيهم أية بارقة أمل، فمن يزرع التخريب لن يحصد الأمل ولن يتحقق أي إنجاز لك وللمجتمع الفلسطيني .
ليس لدي جيش الدفاع أية نية للمس بمواطنين أبرياء لكنه في ذات الوقت لن يتردد في الوصول إلي أي مكان بغية إلقاء القبض علي المخربين وعلي كل من يمد لهم يد العون .
إن دولة إسرائيل لا ترغب في استمرار الوضع الراهن ويملك كلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني هدفا مشتركا في العيش بأمن وسلام .
امتنع عن مد يد العون للعمليات التخريبية التي تلحق الأذى والضرر بالمجتمع الفلسطيني بكامله، وبذلك تضمن أمنك وسلامتك وسلامة عائلتك وعودة الحياة إلي طبيعتها .
قيادات قوات جيش الدفاع
إلي سكان بيت حانون – جباليا وبيت لاهيا
أنتم الذين تعانون من إطلاق صواريه القسام
المخربون يستغلونكم ويطلقون القذائف من بيوتكم .
هذه القذائف تنعكس عليكم سوءا وتسبب لكم الخراب وتهدم
حياتكم و حيات عائلاتكم و ضياع مصدر رزقكم وترحمكم من
مستقبل أفضل لكم ولأبنائكم .
حرمكم المخربون من عيد الفطر لا تسمحوا أن يتكرر ذلك بالأعياد القادمة .
إخوانكم في خان يونس يعانون من أعمال المخربين .
سيستمر جيش الدفاع بالعمل لمنع إطلاق القذائف نحو إسرائيل .
لا تسمحوا للإرهاب أن يضر بكم أيضا و اختاروا الطريق
التي تؤدي بكم إلي الأمل .
امنعوا الإرهاب !!!
قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي
إلي السكان الفلسطينيين
إلي أين تقودكم الحركات الإرهابية ؟
هل يمنحك إطلاق الصواريخ الرزق والحياة الكريمة ؟
هل يجعلكم إطلاق الصواريخ تعيشون بأمن واستقرار ؟
اعلموا ! إن استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه مواطني دولة إسرائيل يدعو قوات جيش الدفاع الإسرائيلي لاستخدام القوة لوقف إطلاق الصواريخ .
خرجت دولة إسرائيل من قطا غزة وأتيحت لكم الفرصة لإدارة حياتكم، فإلي متى تسمحون
للإرهابيين أن يسيطروا علي حياتكم ومستقبلكم ؟ يزداد الرد العسكري عنفا مع استمرار إطلاق الصواريخ .
قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي
إلي سكان قطاع غزة
يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي ضد العناصر والحركات التي تنفذ الأعمال الإرهابية
ضد دولة إسرائيل .
جيش الدفاع الإسرائيلي سيضرب ويدمر كل موقع أو مبني يوجد فيه ذخيرة أو عتاد
عسكري . ابتدءا من إلقاء هذه المناشير كل من يتواجد بداخل بيته ذخيرة أو عتاد عسكري
فان حياته معرضة للخطر وعليه مغادرة المكان من أجل سلامته وسلامة حياة عائلته.
اعذر من انذر !
    دولة إسرائيل
إلي سكان قطاع غزة
في الأيام الأخيرة قام جيش الدفاع الإسرائيلي بعمليات ضد منفذي الأعمال
الإرهابية ومن ساعدهم في إطلاق الصواريخ وتخزين الذخيرة والعتاد العسكري .
ستستمر هذه العمليات ما دام الجندي جلعاد شليط مخطوفا وعمليات إطلاق
الصواريخ مستمرة باتجاه أراضي دولة إسرائيل .
جيش الدفاع الإسرائيلي لديه أنواع مختلفة من الوسائل القتالية التي لم يستخدمها بعد .
لكن في حال استمرار الأعمال الإرهابية سيبحث في استخدام الملائم منها .
تذكروا أن الهدوء يجلب الهدوء وهكذا يمكنكم العيش بحياة كريمة أمنة انتم وعائلاتكم
                                                               قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي 
 

 

















































 









إلي سكان قطاع غزة
أثر إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية يرد جيش الدفاع
الإسرائيلي من اجل الدفاع عن حياة مواطني دولة إسرائيلي .
ساد هدوء في الأسابيع الماضية في وقت الذي لم يتم فيه إطلاق الصواريخ
باتجاه إسرائيل .
تذكروا أن الهدوء يجلب الهدوء وان استمرار العمليات الإرهابية وإطلاق الصواريخ يؤدي بجيش الدفاع  الإسرائيلي إلي تصعيد ردود الفعل . ننذركم بعدم الاقتراب من مناطق إطلاق الصواريخ حفظا علي أمنكم وامن عائلاتكم .
                                                              قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي
 







 




إلي سكان قطاع غزة
اثر استمرار العمليات الإرهابية ولإطلاق الصواريخ من قطاع غزة سيصعد جيش
الدفاع الإسرائيلي من عملياته ضد مخازن الذخيرة والعتاد العسكري وضد عناصر
وقواعد الإرهاب الذين يعرضون للخطر حياة السكان في غزة وإسرائيلي .
هل علي سكان القطاع دفع الثمن الغالي والمستمر علي تصرفات أؤلئك المتبجحين
بحل القضية الفلسطينية ؟
إنهم يتسببون عمليا في خسارة كافة الثروات تحت شعارات باطلة “ووعود شبيهة بوعود نصر الله للشعب اللبناني ووعود حماس للشعب الفلسطيني .
                                                                قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي 
 
بيان هام إلي المواطن الفلسطيني
يقوم جنود جيش الدفاع بتنفيذ بعض المهام في المنطقة بهدف منع المخربين من مواصلة تنفيذ أعمال القتل الوحشي وسفك دماء الأبرياء .
عليك أن تعلم أن كل من يقدم المساعدة أو يتعاون بأي شكل من الأشكال مع هؤلاء المخربين، سوف يدفع ثمن ذلك غاليا .
عليك أن تعلم أن الظروف القاسية التي تعيش فيها مع أفراد عائلتك ما هي إلا نتيجة للعمليات التخريبية التي تنفذ من منطقة سكناك قف وفكر، مصيرك ومصير أفراد عائلتك في يدك .
عليك أن تعلم أن عمليات القتل وسفك دماء الأبرياء تلحق الضرر أولا وأخيرا بالمجتمع الفلسطيني، وتقديم المساعدة أو التعاون مع منفذي هذه العمليات سوف يقضي علي أي أمل لك ولأفراد عائلتك في العيش باحترام وامن وأمان .
امتنع عن تقديم أي مساعدة أو تعاون مع المخربين لكي تضمن سلامتك وسلامة أفراد عائلتك وممتلكاتك .
                                                      قائد قوات جيش الدفاع في قطاع غزة  
 
 



















 
التوثيق والمراجع
(1) خالد ممدوح العزي ” الدعاية السياسية ”  صوت إسرائيل” باللغة الروسية..عن جريدة السفير اللبنانية، المصدر: موقع الوحدة الإسلامية 6-6-2001، ص21.
(2) سمير عبده ” التحليل النفسي للاستخبارات ” دار الكتاب العربي–دمشق،1992م: ص75.
(3) عزمي بشارة  ” من يهودية الدولة حتى شارون ” دارالشروق القاهرة، 2005، ص 239.                                                              (4) كمال الأسطل “الإشاعة والحرب النفسية” محاضرة في مقر رابطة الخريجين-خان يونس-22/11/ 2001 www. k-astal.com/index.php?action=detail&id ‏
(5) محمد محفوظ ” النظرية الاسلامية في الحرب النفسية ” دار الاعتصام-القاهرة،
1979م : ص1.
(6) جيهان أحمد رشتي ” الدعاية واستخدام الراديو في الحرب النفسية ” دار الفكر العربي 1985م: ص434.
(7) أحمد إسماعيل ” الدعاية والحرب النفسية ” الطبعة الأولى، 1998م: ص 92-94.
(Cool معتز السيد عبد الله ” الحرب النفسية والشائعات ” دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة،1997: ص 5
(9) رون شليفر ” الحرب النفسية في إسرائيل ” مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية، جامعة بار ايلان 2003م: ص 13.
(10) هايل عبد المولى طشطوش “العامل النفسي ودورة في خدمة المعركة العامل النفسي ”  موقع رابطة أدباء الشام نشر بتاريخ: 13 -07-2011م http://www.odabasham.net/show.php?
(11) أحمد نوفل  ” الحرب النفسية أساليبها وقوانينها ” موقع هيئة علماء فلسطين في الخارج، الحلقة (45) قدم الحلقة: عمر الجيوسي بتاريخ: 25/11/2010م. www.blog.amin.org/
(12) ملتقى طلبة الجامعة الإسلامية ” مقاومه الحرب النفسيه” نشر بتاريخ  18 يونيو 2010 م. http://www.iugst.com/vb/iugst
(13) تحسين يحيى أبو عاصي ” الحرب النفسية وتحقيق الأهداف ” مدونتي: واحة الكتاب والأدباء المغمورين  www.tahseen-aboase.com/snews.php?id‏
(14) جمال الخطيب “المقاومة تحبط الحرب النفسية الاسرائيلية على غزة” المصدر: صحيفة العرب اليوم 21-1-2009م  http://www.alorobanews.com/vb/showthread.php?
(15) محمود يوسف ” الحرب النفسيه بين الخصائص والغايات والأهم من ذالك كيفية مقاومتها “
مجلة الخفاجي الثقافية، 2010 م. http://www.defense-arab.com/vb/showthread.php? ‏
(16) موقع الكتروني” [url=http://%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8 %D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9%D8%8C %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8 %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9 " 2011%D9%85 ./]الحرب النفسية، والحرب الإشاعية ”  2011م .[/url] www.palmoon.net
(17) موقع ام فراس الالكتروتي” الو معك جيش الدفاع الإسرائيلي.. عليك إخلاء منزلك ليتم
تدميره” بتاريخ 26-9- 2006م. [url=http://www.omferas.com/vb/showthread.php? 09 -26-2006]www.omferas.com/vb/showthread.php?[/url]
(18) حنان مصطفى اخميس، “سلسله الحرب النفسية .. والحرب الاشاعية ” 2كانون الثاني (يناير) 2011م pulpit.alwatanvoice.com/articles  ‏ www.
(19) محمود يوسف،  2010م: مجلة الخفاجي الثقافية (مصدر سابق)
(20) محمد منير حجاب، “الدعاية السياسية وتطبيقاتها ” دار الفجر، ط1 ،1998: ص 109.
(21) خليل إبراهيم حسونة ” الحرب والثقافة ” مجموعة دراسات، دار مقداد للطباعة والنشر ، الطبعة الثانية 2001م: ص52.
(22) محمد منير حجاب ” الدعاية السياسية وتطبيقاتها ” دار الفجر، ط1 ،1998: ص 120
(23) يوسف ابوراس ” الحرب النفسية والنكبة ” نشر بتاريخ 8-05-2010م.
http://www.insanonline.net/images/tables/table4.jpg
(24) أنغام عبد الله  ” الإشاعة ستار من دخان الحقد يخفي أغراضاً خبيثة ” جريدة الدار، نشر بتاريخ 16 كانون الثاني (يناير) 2011http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?  ‏
(25) معتز السيد عبد الله ” الحرب النفسية والشائعات ” دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1997م: ص 164.
(26) مختار التهامي ” الرأي العام والحرب النفسية ” دار المعارف ،1982م: ص114 .
(27) محمود يوسف،  2010 م: مجلة الخفاجي الثقافية (مصدر سابق)
(28) هايل طشطوش،2011م: رابطة أدباء الشام (مصدر سابق)
(29) محمد البخاري ” الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني”2010م http://www.mondiploar.com
(30) أبي عبيدة عبد الله العدم ” سلسلة برنامج صناعة الإرهاب ” نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ، قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ، الحلقة 19 الصادرة عن: مركز الفجر للإعلام، 1432هـ – 2011 م.
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=425242‏
(31) حميد عبد الكريم  “الحرب الصهيونية ضد المسيحية والإسلام” 2002م www.myiwc.com/forums/
(32) جهاز العمل الجماهيري ” تكتيكات العدو النفسية في حرب الفرقان وسبل مواجهته؟” شبكة
فلسطين، 2011م. http://www.paldf.net/forum/showthread.php?
(33) جهاز العمل الجماهيري، 2011م: شبكة فلسطين (مصدر سابق)
(34) أحمد نوفل، 2010م: مقابلة (مصدر سابق)
(35) يوم دراسي لقسم الهندسة البيئية بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية حول الآثار البيئية بعد
العدوان الأخير على قطاع غزة- بتاريخ 3 / 2009[url=http:// www.maktoobblog.com/] www.maktoobblog.com[/url]
(36) أحمد فياض ” الحرب الإسرائيلية تترك آثارا نفسية قاسية على أطفال غزة ” ألحان الحرية-12-04-2009م.
(37) جريدة فلسطين ” دراسة أثر الحرب الإسرائيلية على الطفل والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة ” تاريخ النشر: الأحد 25 يناير2009م  www.fm.shab.ps/showthread.php?
(38) جريدة فلسطين  “اثر معايشة أجواء الحرب على غزة ” نشر الأربعاء 24 محرم 1430هـ الموافق: 21يناير / كانون الثاني 2009م  www.fm.shab.ps/showthread.php?
(39) ألحان الحرية ” الأضرار التي لحقت بالمدارس الحكومية ” تاريخ النشر 12-04-2009م insanonline.net/images/tables/1.jpg. www
(40) جمال إبراهيم حماد ” دراسة أثر الحرب الإسرائيلية على الطفل والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة” قطاع غزة” مقال نشر في إبريل 2009م[url=http:// www.insanonline.net/images/tables/table4.jpg]    www.insanonline.net/images/[/url]
(41) وكالة قدس برس” رصد تحليلي..الدعاية الصهيونية تختزل حرب غزة باستهداف حركة حماس”   www.abuali.ps/vb/showthread.php?t‏
(42) جمال ابراهيم حماد، 2009م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(43) حسن محمود “خبراء يرصدون خسائر الصهاينة في حرب غزة ” المصدر إخوان أون لاين                           www.ikhwanonline.com/Article
(44) موقع ام فراس الالكتروتي” 2006م : موقع الكتروني (مصدر سابق)
(45) تحسين يحيى أبو عاصي، 2011م: واحة الكتاب (مصدر سابق)
(46) جمال الخطيب ” 2009م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(47) موقع ام فراس الالكتروتي” 2006م : موقع الكتروني (مصدر سابق)
(48) حسن أبو حشيش ” الحرب الإعلامية والنفسية على قطاع غزة” 2011م.
الموسوعة الالكترونية www.ikhwanwiki.com/index.php?  
(49) حسام سويلم-لواء أركان حرب ” حوار خاص معه اجراه (سويس إنفو) ” الحرب البرية..
بين أهداف إسرائيل، وطموح حماس ” نشر بتاريخ: 6 يناير 2009 م
(50) حسن أبو حشيش، 1011م: الموسوعة الالكترونية (مصدر سابق)
(51) حسن محمود، 1011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(52) حسام سويلم، 2009 م: مقابلة (مصدر سابق)
(53) حسن أبو حشيش، 1011م: الموسوعة الالكترونية (مصدر سابق)
(54) حمزة البشتاوي  “الإعلام الإسرائيلي في الحرب ” المصدر: وكالة قدس نت للانباء، تاريخ النشر: 1430-3-4 هـ-28-2-2009م
(55) عبد اللطيف حمزة ” الإعلام والدعاية ” دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1984م:ص221.
(56) منتديات من كتاباتي “غزة تواجه حرب نفسية اكثر من العسكرية ” 2011م. http://www.aqsaa.com/vb/showthread.php ‏
(57) وكالة قدس برس، 1011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(58) أحمد الغريب حرب “غزة بعيون يهودية ”  نشر بتاريخ: 17/3/1430هـ. [url=http:// www.salmajed.com/node]           www.salmajed.com/node[/url]
(59) جريدة هآرتس، مقال نشر بتاريخ:  13/1/2009
(60) مجلة المشهد الإسرائيلي، مقال نشر بتاريخ: 11/1/2009م.
(61) جريدة يديعوت أحرونوت، مقال نشر بتاريخ:  15/1/2009م.
(62) أليكس فيشمان، جريدة هآرتس، مقال نشر بتاريخ:  22/1/2009م.
(63) خضر عباس “وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة  والمقاومة في فلسطين والتصدى لها” فلسطين- قطاع غزة، الجامعة الإسلامية – كلية أصول الدين،2005م: ص22.
(64) جمال الخطيب، 2009م  : صحيفة العرب (مصدر سابق)
(65) موقع مقالات إسلام ويب “حرب غزة في الإعلام اليهودي والأمريكي” نشر في  2009 م. www.islamweb.net/media/index.php?  
(66) موقع مقالات إسلام ويب، 2009 م : موقع الكتروني (مصدر سابق)  
(67) نسيم الخوري “دراسة اعلامية: الحرب على غزة من منظور اعلامي” مركز الصحفي
العربي، حوار: تغريد السليمان، مجلة الشرق، 2مايو 2010 http://www.alsahfe.com/News ‏
(68) محمد الرنتيسي ” اسرار الحرب على غزة ” رام الله –
نقلا عن صحيفة
الدستور الأردنية.
تحريرا في 2009م.. www.fm.shab.ps/showthread.php?t ‏
(69) محمد الرنتيسي، 2009م: صحيفة الدستور (مصدر سابق)
(70) نسيم الخوري2010م: مركز الصحفي العربي (مصدر سابق)
(71) حمزة البشتاوي “الإعلام الإسرائيلي في الحرب” وكالة قدس نت للأنباء، نشر في2-2009م
(72) موقع رفاق شعب “دور الإعلام الصهيوني في الحرب الاعلامية على غزة 2008-2009”
www.fm.shab.ps/showthread.php?t‏
(73) موقع مقالات إسلام ويب، 2009م: موقع الكتروني (مصدر سابق)   
(74) محمد الرنتيسي، 2009م: صحيفة الدستور(مصدر سابق)
(75) نسيم الخوري، 2010م: موقع الكتروني (مصدر سابق)    ‏
(76) ميشال كولون، 2011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(77) نسيم الخوري، 2010م: مركز الصحفي العربي (مصدر سابق)    ‏
(78) موقع رفاق شعب، 2009م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(79) نسيم الخوري،  2010م: مركز الصحفي العربي (مصدر سابق)    ‏
(80) حسن أبو حشيش،  2011م: الموسوعة الالكترونية (مصدر سابق)
(81) حسن أبو حشيش،  2011م: الموسوعة الالكترونية (مصدر سابق)
(82) رون بن شاي، معلق عسكري اسرائيلي، (تقرير صحفي نشرته صحيفة الشرق الأوسط) في تاريخ 19/1/2009
(83) موقع رفاق شعب، 2009م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(84) موقع مقالات إسلام ويب ، 2009م: موقع الكتروني (مصدر سابق)    
(85) محمد الرنتيسي، 2009م: صحيفة الدستور (مصدر سابق)
(86) حسن أبو حشيش، 2011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)
(87) منتديات من كتاباتي  2011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)    http://www.aqsaa.com/vb/showthread.php?
(88) جهاز العمل الجماهيري 2011م: شبكة فلسطين (مصدر سابق)    ‏
(89) محمد الرنتيسي، 2009م: صحيفة الدستور (مصدر سابق)
(90) هايل طشطوش، 2011م: رابطة أدباء الشام (مصدر سابق)    ‏
(91) صحيفة آخر خبر ” عناصر الدعاية الصهيونية في عملية (الرصاص المسكوب)  
http://www.akherkhabar.net/content/view/
(92) كامل خالد الشامي “غزة من حرب النفاثات إلى حرب الإشاعات”  8 شباط -فبراير 2009م http://www.alwatanvoice.com/arabic/content/print/
(93) خضر عباس ” استراتيجية الحرب النفسية الصهيونية الحديثة ” موقع الأمة، نشر بتاريخ
 4-28-2011م  alommaah.com/TextNewsPaper.aspx?id=138‏www.
(94) معتز السيد عبد الله ، 1997: ص3 (مصدر سابق)
(95) جهاز العمل الجماهيري 2011م: شبكة فلسطين (مصدر سابق)     ‏
(96) جودت مناع [url=http:// "%D9%85%D9%86 %D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%BA%D8%B2%D8%A9.. %D9%85%D8%A7 %D9%84%D9%85 %D9%8A%D9%82%D9%8F%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85 %D8%AD%D9%88%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%BA%D8%B2%D8%A9 " %D9%86%D8%B4%D8%B1 %D9%81%D9%8A 6 %D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3 2009 www.palestineremembered.com/ %E2%80%8F] “من أسرار الحرب على غزة.. ما لم يقُله الإعلام حول الحرب على غزة ”    نشر في 6 آذار-مارس 2009 www.palestineremembered.com/  ‏  [/url]
(97) جريدة هآرتس، مقال نشر بتاريخ 2 يناير 2009م
(98) جهاز العمل الجماهيري، 2011م: شبكة فلسطين (مصدر سابق)
(99) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الالكترونية (مصدر سابق)
(100) منتديات من كتاباتي،  2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(101) وكالة قدس برس، 2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(102) جهاز العمل الجماهيري 2011م: شبكة فلسطين (مصدر سابق)
(103) منتديات من كتاباتي  2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(104) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(105) منتديات [url=http://%D9%85%D9%86 %D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A " %D8%BA%D8%B2%D8%A9 %D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87 %D8%AD%D8%B1%D8%A8 %D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%83%D8%AB%D8%B1 %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9 - www.aqsaa.com/vb/showthread.php?t=88189]من كتاباتي،2011م: موقع الكتروني (مصدر سابق)      [/url]
(106) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(107) محمد الرنتيسي، 2009م: صحيفة الدستور (مصدر سابق)
(108) محمود يوسف،2010م: مجلة الخفاجي الثقافية (مصدر سابق)
(109) وسام المقوسي ” تقرير لصوت القدس حول ” كيفية تصدي إذاعة صوت القدس للإعلام الصهيوني خلال الحرب الصهيونية على غزة”   http://www.qudsradio.ps/Site/index.php?act ‏
(110) مجلة أفاق البيئة والتنمية “دراسة أثر الحرب الإسرائيلية على الطفل والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة ” مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي، عدد12 مارس 2009م
www.fm.shab.ps/showthread.php?
(111) ملتقى صوت الحق ” الحرب النفسية الاسرائيلية ضد العرب ” نشر في 2011م.   www.vb.qaweim.com/showthread.php?
(112) خضر عباس.. مدونتي ” مقال “السكينة والحرب على غزة ” نشر بتاريخ: 2009م.
http://www.drabbass.wordpress.com/ your blog
(113) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(114) مجلة أفاق البيئة والتنمية، 2009م: موقع الاكتروني (مصدر سابق
(115) ناهد باشطح  “الشائعة الخطر القادم عبر التاريخ “2011م:  www.alriyadh.com
(116) معتز عبد الله ، 1997م: ص56 (مصدر سابق)
(117) موقع إسلام ويب “الإعلام الإسرائيلي وسبل مواجهته” 7 تشرين الثاني  (نوفمبر) 2001
www.islamweb.net/media/index.php?
(118) محمود يوسف،2010م: مجلة الخفاجي الثقافية (مصدر سابق)    ‏                    (119) خضر عباس   2005م: ص31 (مصدر سابق)                                                        (120) موقع بلا حدود ” كيف تصدت المقاومة للحرب النفسية الصهيونية في قطاع غزة؟” 2011م. lahodod.blogspot.com/2010/07/blog-post_8498.html‏www.
(121) موقع بلا حدود،2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(122) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(123) موقع بلا حدود،2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)  
(124) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(125) ميشال كولون، 2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(126) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(127) منتديات قفين ” الحرب النفسية وطرق التصدي لها ” نشر بتاريخ 2011م.
http://www.qaffin.net/t2859-topic
(128) موقع ام فراس الالكتروني، 2006م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(129) فيصل العازل  ” دور الإعلام في الحرب “غزة نموذجاً “ نشر 2011م
            www.esyria.sy/ehasakeh/index.php
(130) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(131) أحمد نوفل،2010م: مقابلة (مصدر سابق)
(132) نسيم الخوري،2010م: مركز الصحفي العربي (مصدر سابق)
(133) جمال الخطيب،2009م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(134) وسام المقوسي، 2011م: مركز الصحفي العربي (مصدر سابق)
(135) صحيفة آخر خبر،2011م: صحيفة اكترونية (مصدر سابق)   
(136) موقع بلا حدود ، 2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(137) ميشال كولون ،2011م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(138) صحيفة آخر خبر،2011م: صحيفة اكترونية (مصدر سابق)    
(139) أحمد عبد الفتاح سلامة ” الدعاية الصهيونية” سلاح إسرائيل الفعال لتبرير عدوانها على الشعب الفلسطيني” http://www.kl28.com/books/showbook.php?
(140) أحمد الغريب،1430هـ: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
(141) حمزة البشتاوي،2009م: وكالة قدس نت للانباء (مصدر سابق)
(142) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(143) حسن محمود ، 2011م: اخوان اون لاين (مصدر سابق)
(144) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(145) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(146) حمزة البشتاوي، 2009م: وكالة قدس نت للانباء (مصدر سابق)                           (147) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(148) موقع رفاق شعب، 2009م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)       ‏
(149) حسن أبو حشيش، 2011م: الموسوعة الاكترونية (مصدر سابق)
(150) نسيم الخوري: 2010: المركز الصحفي (مصدر سابق)
(151) حمزة البشتاوي، 2009م: وكالة قدس نت للانباء (مصدر سابق)
(152) حسن محمود ، 2011م: اخوان اون لاين (مصدر سابق)
(153) موقع رفاق شعب:2009م: موقع الاكتروني (مصدر سابق)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:34 am

“وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها”
“The Zionist Media and the Psychological War, against Dawa
(preaching) and resistence in Palestine, and how to confront”
تأليف الدكتور
خضر محمود عباس
الجامعة الإسلامية بغزة – كلية أصول الدين
17-16أبريل 2005 م – 8 ربيع الأول 1426 هـ
مؤتمر الدعوة الإسلامية ومتغيرات العصر
فلسطين- قطاع غزة
وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها
ملخص:
لقد تناول البحث في ثناياة أهم وسائل الإعلام المعادي، وأثره النفسي على الدعوة والمقاومة في
فلسطين، باعتبارها من أبرز التحديات التي تواجه الأمة برمتها . وهدف البحث إلى التعرف على أهم مكونات وسائل وأساليب الإعلام الصهيوني، وأبرز الجوانب التي تشكل مادته الإعلامية . ووضع أفضل السبل لمجابهتها والتصدي لها.
وقد أظهر البحث أهمية وسائل الإعلام الصهيوني للكيان الصهيوني، باعتبارها مسيرة سياسيًا، ومترابطه عالميًا. وهي جزء لا يتجزء من حربه الشاملة التي تهدف إلى تحقيق التفوق والسيطرة على الآخرين، لكونها الأداة الأهم في الحرب النفسية الموجهه.
كما أظهر البحث بأن الدعوة والمقاومة في فلسطين جسم واحد، لأن الدعوة قد أمدت المقاومة بأفكارها وأطروحاتها وأخلاقياتها، ووفرت لها مادة خصبة للإعلام الموجه ضد العدو، وشكلت لها مصل ومناعة، في حين أمدت المقاومة الدعوة بالدعم والالتفاف الجماهيري، وأنهت حالة التفرد علي الساحة ال فلسطينية وشكلت الرد العملي على وسائل الاعلام الصهيوني وحربه النفسية.
Abstract:
The research discussed the most important means of the antagonestic its media, and its psychological impact on the preaching Dawa and resistence in Palestine, as considered one of the most prominent challenges that faces the whole nation.
The research aimed at identifying on the most important ingredients of the means and techniques of the Zionist media, the most prominent aspects that form its information material. And putting the best methods to confront and resist it.
The research showed the importance of the Zionist for the Information for the Zionist entity, as considered politically oriented, universally linked. Its an essential part in it,s comprehensive war which aims to achieve prominence and mastery on others, because of being the most important tool in its directed psychological war.
The research manifested that Dawa (preaching) in palestine is one unit, because Dawa provided the resistence with its ideas, proposals and ethics, it spared afertile material for the divected Information against the enemy, it formed a serum and immunity for it, meanwhile, resistence provided Dawa with support and public congregation, it ended the state of uniqueness on the palestinian domain and formed
the practical response on the Zionist media and its psychological war.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، وبعد …
إن وسائل الإعلام اليوم تعتبر من أبرز مظاهر العصر الحديث، وقد ازداد الاهتمام بها في ظل
التطور التقني الهائل لهذه الوسائل، باعتمادها على مناهج و أسس علمية ، أبرزها علم النفس الذي
أمدها بالأساليب النفسية المناسبة، مما جعل هذه الحقبة الزمنية الراهنه تشهد نشاطًا إعلاميًا يمتاز
بالقدرة والفعالية، لم تشهده أي حقبة زمنيه عبر التاريخ.
وقد أفردت و سائل الإعلام الصهيونيه مساحة كبيرة من الاهتمام بأساليب الحرب النفسية في
حربها ضد خصومها واعدائها ، لما يمثلة هذا السلاح من أهمية و خطورة في آنٍ واحد، مما جعله
يحتل موضع الصدارة بين أسلحته المستخدمة في حروبه العدوانية ، لما ل ذلك من أثر فاعل على
مستوى الفرد وال جماعة، ولما له من أهمية في الحرب الدائرة ضد الشعب الفلسطيني والدعوة
والمقاومة، تلك الحرب التي استخدمت فيها كل الإمكانيات المتاحة لها على صعيد الوسائل
الإعلامية، والأساليب النفسية، للتأثير على آراء وعواطف ومواقف الشعب الفلسطيني بشكل عام،
والدعوة والمقاومة ب شكل خاص ، و التي تهدف إلى كسر إرادة الشعب، وتحطيم معنويات المقاومة
فيه. عبر جميع وسائل الإعلام الحديثة، التي تقوم على قاعدة عريضة من أساليب الحرب النفسية،
المدعمة بأحدث ما ابتكره وأنتجه العقل البشري في هذا المضمار، والتي اعتمدت مزيجا مركبً
مع أساليب متعددة للحرب النفسية.
ولكن أثبث الواقع في فلسطين أن المعركة الإعلامية التي تخوضها اسرائيل جنبًا إلى جنب مع
المعركة العسكرية (وإن تركت بعض الأثار السلبيه في هذا الواقع ) لم تحقق أهدافها بتحطيم ارادة
الصمود والمقاومة في نفوس المواطنين والمقاومين . بل على العكس تم التصدي لها بوسائل
مناسبة، من قبل الشعب الفلسطيني بشكل عام، و الدعوة والمقاومة بشكل خاص، مما أحبط
وسائلها، وأفشل أساليبها، وأجهض أهدافها . فالدعوة والمقاومة قد استفادت من التجربه الصهيونية
في كيفية توظيف وسائل الاعلام في خدمة الحرب النفسية الهادفه، فعملت على دم ج وسائل
الاعلام بأساليب الحرب النفسية، عبر التناسق والتناغم بينها وبين الدعوة والمقاومة، وأنتجت
مص ً لا فريدًا يقضي على عوامل اليأس والهزيمة، بل ويدشن قاعدة عريضه من الثقه بالنفس
والقدرة على الإعتماد على الذات، وهذا ما أظهرته الوقائع سواء على مستوى المواطن
الفلسطيني، أو على مستوى المواطن الإسرائيلي
من دواعي اختيار البحث ((مشكلة البحث):
لقد عمد الباحث لتناول هذا الموضوع الحساس والخطير على الشعب الفلسطيني، بارتكازه على أساليب الحرب النفسية ، وبما يمثله في الواقع المعاش من ضغط لتحطيم الروح ال معنوية، لإلحاق الهزيمة النفسية بالدعوة والمقاومة. مما أثار التساؤل التالي:
ماهي وسائل الإعلام الصهيونية، والحرب النفسية فيها، وآثارها على الدعوة والمقاومة في
فلسطين، وكيفية التصدي لها؟.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف على وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية، ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين. وذلك بالتعرف على : مفهومها وأهدافها وأهميتها وأنواعها وأدواتها التي تشكل مادتها الإعلامية والعوامل المؤثرة فيها ، وعلى أساليب الحرب النفسية فيها: مفهومها وأهدافها وأهميتها وأنواعها ، وكيفية توظيفها في الواقع، وما تشكل من متحدٍ للدعوة و المقاومة، ثم تفسيرها وتحليلها في ضوء القرآن والسنة وعلوم النفس الحديثة، ووضع أفضل السبل لمقاومتها والتصدي لها.
أهمية البحث:
-تكمن أهميته في طبيعة الموضوع الذي يتناوله، مما قد يجعله يقدم تصور عن وسائل الإعلام الصهيوني، واستخدامها للحرب النفسية، باعتبارها موجه ضد الدعوة والمقاومة.
– و تنبع أهميته من خلال الفترة الزمنية محل البحث، وهي فترة انتفاضة الأقصى، وما لوحظ
فيها من تزايد للأساليب النفسية في الأراضي الفلسطينية لقمع الانتفاضة.
– كما قد تنبع أهميته باستفادة رجال الدعوة ، على مستوى العمل الشعبي والتنظيمي ، في التركيز
من خلاله على تنمية الروح المعنوية، والصمود والمقاومة وعدم القنوط واليأس.
– كما قد تنبع أهميته من إمكانية استفادة رجال المقاومة في عدم التأثر بما تبثه وسائل الإعلام
الصهيوني، وخاصة الحرب النفسية من كذب وافتراء .
– كما قد تنبع أهميته من إمكانية استفادة الأكاديميين وخاصة الطلبة من أصحاب التخصصات في
علم النفس والاجتماع والسياسة والأمن والعسكرية وغيرها، في دراساتهم وأبحاثهم في المستقبل.
منهج البحث : سوف يحاول الباحث الإجابة عن مشكلة البحث، وفق المنهج الوصفي التحليلي،
الذي يدرس الظاهرة كما هي في الواقع، ويفسرها ويحللها في ضوء معطيات ه، ثم يقدم المقترحات
والحلول والتوصيات المناسبة للتعامل معها بشكل يفيد في التخفيف من آثارها الآنية واللاحقة.
مصطلحات الدراسة:
الإعلام في اللغة : في باب العلم ، والعلم : هو نقيض الجهل، علم علما، وعلم هو نفسه، وعلمت
الشيء أعلمه علم ا: عرفته قال ابن البري : وتقول علم وفقه، أي تعلم وتفقه، أي ساد العلماء
والفقهاء وعلمه العلم وأعلمه إياه فتعلمه وعلم بالشيء شعر به. ويقال ما علمت بخبر قدومه(.( 1
الوسائل الإعلامية : “مجموعة الوسائل والأدوات التكنولوجية وغيرها من التقنيات المستخدمة، من
قبل الطر ف المستخدم لها بغرض السيطرة على الموارد الإعلامية والإمكانيات المعلوماتية
والتقنية للخصم والتدخل في عمل أنظمة إدارة شبكاته الإعلامية ونظم اتصاله، وغيرها( “.( 2
الحرب النفسية : تعرف الحرب النفسية بأنها : ” استخدام مخطط للدعاية أو ما ينتهي إليها من
الإجراءات، الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة، بهدف التأثير على عواطف
وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول، بما يحقق للدولة الموجهة أهدافها.( 3)
الدعوة في اللغة : يقال دعوت الله له بخير وعليه بشر، والدعوة : المرة الواحدة من الدعاء . وقوله
تعالى: “له دعوة الحق”، أنه من دعا الله موحدًا استجيب له دعاؤه . ودعا الرجل دعوا ودعاء :
ناداه، والاسم الدعوة ودعوت فلانا أي صحت به واستدعيته، ودعاه إلى الأمير ساقه إليه(.( 4
وفي الاصطلاح : الدعوة بالمفهوم الشامل و “التكليف الرباني الوحيد للانسان، وإن كل انسان
مكلف، وإن المسلمين مسئولون عن تبليغه للعالم، واقامته في العالم “. ( 5)
المقاومة في اللغة: جاءت في باب قوم، وتعني قاومه في المصارعة وغيرها، وتقاوموا في
الحرب أي قام بعضهم لبعض(.( 6
وفي الاصطلاح : رفض الظلم والاحتلال، وكل ما يتفرع عنه، بجميع الوسائل المتاحة، وبأية
درجة ممكنة، بالنفس والمال، أو باللسان والبيان، أو بالكره بالقلب، وهو أدناها وأقلها.
خطة البحث : سوف يقسم الباحث هذا البحث لفصلين . الفصل الأول: ويشتمل على مبحثين .
المبحث الأول: مفهوم وسائل الإعلام الصهيوني، وأهدافها. وأهم وسائل الإعلام الصهيوني.
والمبحث الثاني: أساليب الحرب النفسية الصهيونية، أهدافها، وخطورتها.
والفصل الثالث: ويشتمل على مبحثين. المبحث الأول: استراتيجية وسائل الإعلام الصهيوني
والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة . والمبحث الثاني: استراتيجية الدعوة والمقاومة في
التصدي لوسائل الإعلام الصهيوني وحربها النفسية.
ثم الخاتمة، والتي تشتمل على خلاصة البحث، ونتائج البحث، وتوصيات البحث.
الفصل الأول
وسائل الإعلام الصهيوني، وأساليبها في الحرب النفسية، ضد الدعوة والمقاومة
مقدمة الفصل:
لقد بات دور وسائل الإعلام المختلفة في حياة المجتمعات جزءا جوهريا هاما في صياغة الفكر
والتطور، كم ا أن انفتاح كل بيت على فضائيات العالم اليوم جعل من الخطاب الإعلامي أداة يمكن
توظيفها على مستوى رأي الفرد أو الجماعة، بل يمتد ليشمل القضايا القطرية، والإقليمية، والدولية، وباتت فائدة الفضائيات لا جدال حولها “.( 7)
لذلك يقع الاهتمام بوسائل الإعلام في أول سلم الاهتمامات الصهيونية، حيث ي قع ذلك الاهتمام بعد
الاهتمام ب الأمن مباشرة . و بنظرة فاحصة على الواقع الإعلامي الصهيوني، يتبين كم سخرت من
الوسائل الإعلامية، وأساليب الحرب النفسية من أجل خدمة سياساته ا في المنطقة وفي العالم . مما
جعل استحالة التحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية بمعزل عن الوسائل العالمية للإعلام الصهيوني باعتبار أن ا لإعلام الصهيوني يتميز بكونه إعلام مترابط ومتكامل، لأنه يصب بمجمله في خدمة المشروع الصهيوني العالمي، الذي يستهدف كل المعمورة، وإن كان يخص في حربة النفسية فلسطين والدعوة والمقاومة . كما يميز هذا الإعلام عمق الترابط بينه وبين الجانب السياسي النفسي، حتى بات ذلك الترابط من أ كثر الأشياء تلازمًا فيه، ذلك التلازم القائم على درجة استحالة الفصل بينهما في أغلب المواد و البرامج الإعلامية، إذ لا إعلام صهيوني بدون سياسة، لكون الاعلام يمثل الدعامة الكبرى لتلك ا لسياسة، والجناح الآخر لها، باعتبارها المرجع والموجة له، من حيث التحكم في عرض المادة الإعلامية، وتطعيمها بالحرب النفسية الهادفة.
وعلى أرض فلسطين في الانتفاضة السابقة) امتزجت ممارسة جميع وسائل وأدوات الإعلام
الصهيوني (الوسائل السمعية البصرية كالراديو والتلفزيون ، والوسائل المقروءة والمكتوبه
كالصحف والمجلات، أو الكتب و النشرات، إضافة ل لمنشورات والإعلانات الهادفة ) بالتركيز على الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني عامة ، وضد الدعوة والمقاومة في فلسطين خاصة ، ثم
تعمقت وازدادت بشكل كبير (في الانتفاضة الحالية ) حيث وضع الإعلام في جل اهتمامه إجهاض
المقاومة، بمختلف الأساليب التي بحوزته ، و التي منها: (الدعاية، والتضليل الإعلامي، والإشاعة،
وغسيل الدماغ، وافتعال الأزمات، وإثارة الرعب، والفوضى، والإقناع الطوعي، وغيرها.
المبحث الأول: مفهوم وسائل الإعلام الصهيونية، وأهدافها:
أ) مفهوم وسائل الإعلام الصهيوني:
وهي عبارة عن مجموعة من الوسائل والأدوات التكنولوجية وغيرها، والتي ت ستخدم ل لسيطرة على الموارد الإعلامية وغيرها للشعب الفلسطيني، والتأثير عليها بالحاق الضرر بها، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل المجتمع الفلسطيني . حيث يسعى ا لإعلام الصهيوني إلى تثبيت أهدافه ومقولاته في الواقع عبر مجالين، الأول مقولات فكرية ترسخ ذاتها عبر وسائل الإعلام بأساليب الحرب النفسية . (كالدعاية، والإشاعة، والتضليل الإعلامي، وإثارة الأزمات والفوضى، ونشر الخوف والرعب، وحرب المصطلحات، وغيرها )والمجال الثاني عبر العنف والارهاب، بالتهجير، والمجازر، والإبعاد، والاغتيالات، وهدم المنازل، والاعتقالات، وتدمير المزروعات، والاجتياحات، وإغلاق المعابر والحواجز، وتخريب لطرق والبنية التحتية، وغيرها.
هدف وسائل الإعلام الصهيوني :
تتمثل الأهداف التي يسعى الكيان العبري إل يها من خلال وسائله الإعلامية، وأساليب حربه النفسية، إلى التخريب الفكري والعاطفي و السلوكي للفرد وللمجتمع الفلسطيني عامة، وللدعوة والمقاومة خاصة (تبرمج الخلفية للنشاط الفكري لديه ، فتؤثر على الحالة العاطفية له، ثم تشل قدر ته على السيطرة والمواجهة) مما يزعزع الحالة النفسية للفرد
والمجتمع، ويشوه تقاليد ه وقيمه وأخلاقه، ثم ي وجه سلوكه وفق ما يخدم مصالح ة الصهيوني ة.
أي أن مجال هذه ا لوسائل يستهدف نشاط الفرد والمجتمع الفلسطيني، حيث يسعى لتشكيل الوعي
لديه بما يحقق مصالحه من خلال السيطرة على الموارد الإعلامية، والبنية التحتية الإعلامية ، بما
فيها الأجهزة والأنظمة والتجهيزات التكنولوجية والتقنيات والبرامج وغيرها، التي تؤمن تكوين
وحفظ المعلومات، وإعدادها والتعامل معها وإرسالها واستردادها، وتوفيرها وتأمين تدفقها.( Cool
أهمية و خطورة وسائل الاعلام : تعتبر وسائل الإعلام من أهم وسائل وأ دوات الحرب النفسية
الصهيونية، حيث يتم استخدام موادها وبرامجها للتأثير على قناعات الطرف الم ستهدف ، ب دون
اللجوء لا ستخدامات مباشرة أو علنية كال عسكرية أو السياسية أو الا قتصادية أو غيرها ، لكون
الإعلام ووسائله يعتبر من أهم أساليب الحرب النفسية الفعلية، التي تعتمد على القوة الفكرية إلى
جانب القوة النفسية، وتقوم على أسس علمية لتحقيق النصر ، دون تكبد خسائر بشرية أو مادية ، أو
غيرها من الخسائر الملموسه.
ب) أهم وسائل الاعلام الصهيوني، وموقف الدعوة والمقاومة منها:
إن ا لإعلام الصهيوني كباقي الكيانات الاعلامية الأخرى، يعتمد في الغالب نفس الوسائل
الإعلامية العالمية، في حربة الاعلامية والنفسية ضد خصومة، مع بعض الفروق الكمية من
وسيلة لأخرى، والتي من أبرزها : (الرسائل، والشعر، والقصص، والكتب، والاذاعة، التلفزيون،
والتلغراف، والتيلكس، والفاكس، والاتصالات ، والحاسب الآلي، والبريد الإلكتروني، والصحف،
والمجلات، والتقارير، والاجتماعات، والمعسكرات، والاحتفالات، والمعارض، والمؤتمرات،
والندوات، والملصقات، والكتابات، والنشرات، ومجلات الحائط..الخ.( 9)
– الإذاعة والتلف از: فالإذاعة تعتبر من أبرز الوسائل الإعلامية، لتميزها بالعديد من الأمور
المساعدة للحرب النفسية، كسرعة الانتشار، واتساع الاستخدام، وسهولة الفهم، وبساطة الكلفة .
وأما التلفاز فيمتاز بجاذبيته وقدرته التوجيهية، وهو أكثر الوسائل ألفة وقبولا لدى الجماهير .
ويعتبر كلاهما الإذاعة والتل فاز) من أبرز هذه الوسائل لكونها أكثر تأثيرًا في الرأي العام، ولأنها
أسرع وسيلة إعلامية تلازم الفرد طوال اليوم دون أن تحتاج لإلمام الناس بالقراءة الكتابة( .( 10
لذلك تسخر الحركة الصهيونية آلة إعلاميه ضخمة بواسطتهما على مستوى العالم وفلسطين، حيث
تسيطر على محطات الإذاعة والتلفزيون في بعض بلاد العالم الغربي وأمريكيا، وذلك عن طريق سيطرة رؤوس الأموال على سياستها، ثم توجهها إلى الوجهة التي تخدم مصلحة إسرائيل(. ( 11
وفي فلسطين تركز الإذاعة الصهيونية باللغة العربية على بث نشرات الأخبار والتعليق عليها، بما
يخدم الاحتلال الاسرائيلي، وسياسته في حربة النفسية التي تهدف لتفتيت الوحدة الوطنية، وضرب
روح الصمود والمقاومة، وزرع نفسية الانكسار والهزيمة، وكذلك الربط بين المقاومة في فلسطين
وتنظيم بن لادن . فعلى سبيل المثال نقلت الاذاعة الاسرائيلية بتاريخ 9 ابريل عام 2001 م خبرًا
مفادة أن السلطات الاسرائيلية قد اعتقلت على معبر رفح الحدودي فلسطينيًا على صلة بالسعودي
“أسامة بن لادن ” وذكرت الاذاعة أن المتهم)لم تذكر اسمه ( كان يقيم تنظيمًا لأسامة بن لادن، في
المناطق الفلسطينية(. ( 12
ومن أبرز الأكاذيب التي أطلقتها الإذاعة الاسرائيلية، من أجل تشوية رجال المقاومة، ما ورد في
إحدى نشراتها الأخبارية باللغة العربية في العام الماضي قبيل مغادرة “شارون” إلى الولايات
المتحدة، خبرًا مفادة أن ” قوات الأمن الإسرائيلي قد ضبطت عدة إعتداءات، منها تفجير عبوة
( تحتوي على كمية من الدم الملوث بفيروس الإيدز”. ( 13
وأما التلفاز الاسرائيلي فقد برع في تصدير الأكاذيب، خاصة في ضرب اللحمة الداخلية للشعب
الفلسطيني، فعلى سبيل المثال أورد التلفزيون الاسرائيلي بتاريخ 5 يناير 2001 م على لسان
مراسل التلفزيون الاسرائيلي ” يعقوب عزرا ” بأن مسئولين السلطة الفلسطينيينة لا يجرؤون في( الاعلان عما تم التوصل إليه في اجتماع القاهرة الأمني خوفًا من رد الفصائل الفلسطينية(. ( 14
وللتصدى لهذا الاعلام الكاذب عملت الدعوة والمقاومة بالمقابل على كسر هذا الاحتكار (ولو على
نطاق ضيق وبمستوى متواضع ) على أن تمتلك إذاعات محلية خاصة بها تبث من خلالها الب رامج
التثقيفية التي لا تخرج عن إطار الإسلام والدعوة من جهة، وتغطي أخبار الانتفاضة وفعاليات
المقاومة وبطولاتها في التصدي للعدو، وخاصة العمليات الفدائية الاستشهادية، من جهه أخرى .
مع القيام بتغطية الأحداث التي تجري على طول الوطن فيما يتعلق بممارسات العدو (كالاجتياحات، والاغتيالات، والاصابات، والاعتقالات، والتعديات على حقوق الإنسان، وغيرها)
وأما على صعيد التلفزيون فاللأسف لم تمتلك حتى اللحظة بثًا تلفزيونيًا خاصًا بها، إلا أنها تستثمر
الكثير من التلفزيونات العربية بما يغطي بعض حاجتها من الدعوة والمقاومة كقناة (المنار،
والمجد، واقرأ، والفجر، وغيرها)، الأمر الذي خفف عنها (نوعًا ما) ضغط الاعلام الصهيوني.
– السينما والمسرح : توفر هذه الوسيلة الهامة عناصر الصوت والصورة والحركة والألوان معًا،
( ويعود أثرها الكبير في كونها تتناول موضوعًا (فكرة) واحدًا ومحددًا لمدة طويلة من الوقت.( 15
ونظرًا لأهمية هذه الوسيلة، فقد عمد اليهود للسيطرة عليها، لذلك يوجد اليوم كثير من العاملين في
عالم السينما ، في هوليود يهود (منتجين ومخرجين ومشرفين وممثلين ) وقد تعودت الصهيونية كل
( عام تقريبا في عالم السينما أو المسرح أن تطل على العالم بقصة مثيرة تذكره بجرائم هتلر.( 16
ولكن هذه الوسائل على صعيد الدعوة والمقاومة، تعتبر شبه معدومة، أو ضيقة الاستخدام، برغم
أهميتها الكبيرة، لأن الإنتاج السينمائي يحتاج إلى كلفة مالية باهظة، وإمكانيات عملية كبيرة .
ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض المحطات العربية ، ببث الأفلام السينمائية الهادفة،
لصالح القضية الفلسطينية، والمقاومة، وإن كانت قليلة جدًا.
وأما في الجانب المسرحي، فلا يوجد مسرح مستقل يمثل الدعوة المقاومة في فلسطين، وإن كانت
هناك بعض الفرق المسرحية المحلية التي تنشط في الحفلات والمناسبات الخاصة، كالأفرا ح أو
المناسبات الدينية وغيرها، وهي ذات محدودية في الموضوع، والجمهور كذلك . ولكنها تعمل على
شحن المواطن الفلسطيني للاستمرار في التصدي والمقاومة
وقد استطاعت الدعوة والمقاومة ادخال بعض الوسائل التعويضية التي تستطيع عبرها التصدي
للدعاية الصهيونية من جهة، ومن جه ة أخرى دعم استمرار صمود المواطن الفلسطيني وتصدية
للاحتلال مثل : (أشرطة الفيديو وأسطوانات الفيديو والكاسيت ) حيث شكلت هذه الوسائل أدوات
هامة للدعاية في الدعوة والمقاومة، لما تمثلة من سرعة انتشار رغم أنها تقتصر فقط على شق
واحد من التأثير، وهو الجانب الداخلي الذي يتعلق برفع الروح المعنوية للمواطنين والمقاومين،
حيث كان يتم من خلالها بث العمليات الاستشهادية، وخاصة وصايا الشهداء، وكذلك عرض
عمليات المقاومة في التصدي للعدو الغاشم في الاجتياحات، وإطلاق الصواريخ، وغير ذلك.
وأما أشرطة الكاسيت فقد كانت الوسيلة الأبرز والأ رخص والأسرع، حيث تكاد تدخل كل بيت
وسيارة ومصنع، وتبث من خلالها الدعوة والمقاومة ما تريد، كالأشرطة التي تحتوي على خطب
ومحاضرات الدعاة في التركيز على بناء الذات، والأشرطة التي تحتوي على الغناء الإسلامي،
والأناشيد الوطنية، التي تحفز على المقاومة، الاستمرار في الصمود والتصدي للاحتلال.
– مواقع الإنترنت : لقد أصبحت مواقع الإنترنت في العصر الحديث، من أهم وسائل الاتصال
والاعلام في الوقت الحالي، وذلك بسبب سعة انتشارها، وتمكنها من دخول حياة الناس
والمؤسسات على حدٍ سواء . وقد أدرك الكيان الصهيوني ذلك فعمد إلى بناء العد يد من المواقع
سواء المستترة أو المعروفة الوجهة والانتماء، بهدف إحداث تخريب فكري وأخلاقي موجه للدعوة
من خلال نشر ما يفسد العقل، وما يفسد كذلك الأخلاق بنشر التحلل والرذيلة، عبر تلك المواقع .
وفي مجال التضليل الاعلامي برزت المواقع الاسرائيلية ومنها على سبيل المثال ” يدعوت
أحرنوت، وهآرتس، ومعاريف، وغيرها ” التي تقوم بعملية تخريب مستهدف، عبر بث أخبار
وتحليلات مضللة للفرد وللمجتمع الفلسطيني، بالإضافة للتركيز على الفضائح في جميع المجالات،
السياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والمالية، التي تزودها بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذه الوسيلة بوسيلة ممائلة، رغم كون هذه الوسيلة حديثة نوعًا ما
ولكنها في الأونة الأخيرة أصبحت من الوسائل التي تلقى انتشارًا واسعًا على مستوى الوطن
وخارجه، بحيث تنبع أهميتها من خلال شموليتها، فهي تشمل النشاط التي تقوم ب ه جميع الوسائل
الأخرى المسموعة والمرئية والمطبوعة والمكتوبة، وتنقل أخبار الدعوة والمقاومة لكل أنحاء
العالم، وفي نفس الوقت تشكل مادة إعلامية لها . ومن أبرز هذه المواقع التابعة للدعوة والمقاومة
في فلسطين موقع “حركة المقاومة الإسلامية حماس ” وموقع ” كتائب الشهي د عز الدين القسام ”
وموقع “حزب الخلاص الإسلامي ” وموقع الجهاد الاسلامي ” القدس واي ” وموقع سرايا القدس ”
وموقع ” الدكتور الشقاقي ” وموقع “كتائب الأقصى ” وغيرها من المواقع ا لكثيرة التي أنبرت في
بيان فكر الفصائل المقاومة، وإظهار أنشطتها السياسية والعسكرية من جهه ، ومن جهة أخرى الرد على أكاذيب العدو، ودحض أباطيلة.
– وكالات الأنباء والمراكز الاعلامية : من أهمية هذه الوكالات والمراكز أنها تغذي أغلب
الفضائيات بالأخبار والتحليلات والتقارير عبر مراسليها في العالم، مما حدى بالحركة الصهيونية
أن تعمل على السيطرة على العديد منها في العالم بهدف التضليل الإعلامي والتأثير في الآخرين.
ويعتبر ” مركز المعلومات المركزي ” في اسرائيل أهم هذه المراكز، حيث يتبع مباشرة لمكتب
رئيس الوزراء، ومن أهميته أنه تتبع له وحدة إنتاج الأفلام، خاصة الوثائقية منها لأجل توزيعها،
كما أن به وحدة ما وراء البحار التي تقوم بالعمل على توثيق العلاقة بين المؤسسات اليهودية وغيرها خارج الكيان الصهيوني. ومراكز مدنية مثل: “مركز داحف” ومركز بيرس للسلام.( 17)
وقد ردت الدعوة والمقاومة في فلسطين على ذلك، بالعمل على إنشاء عدد من المراكز الإعلامية
على طول الوطن في ا لآونة الأخيرة، والتي تمد في كثير من الأحيان وسائل الإعلام العربية
والأجنبية بالمادة الإعلامية الهادفة التي تخدم الدعوة والمقاومة على أرض فلسطين مثل : “المركز
الفلسطيني للإعلام ” و “مركز الإعلام والمعلومات ” و “المركز الصحافي الدولي ” و “معهد الاعلام والسياسة ا لصحية والتنموية ” و “مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ” و “مركز القدس للإعلام والاتصال” وغيرها. والتي شكلت أهم وسائل الدعاية لصالح المقاومة، خاصة بتركيزها على آثار العدوان الصهيوني وما يخلفه بعد الاجتياح من دمار وتخريب للبنية التحتية للشعب الفلسطيني .
كما نشطت في الأونة الأخيرة المؤتمرات والندوات العامة، التي تناقش قضايا تخص الدعوة
والمقاومة، والتي شارك فيها العديد من المتخصصين والخبراء، مثل مناقشة (ظاهرة العملاء في
المجتمع الفلسطيني) والتي تمخضت عن إرشادات تهم المواطنين والمقاومين على حد سواء.
– مكبرات الصوت (الإذاعة المتنقلة ): توجه هذه الوسيلة الرسالة الصوتية إلى المدنيين في
المناطق القريبة من ميادين القتال، أو التي تحدث فيها عمليات فدائية، وذلك بهدف تحقيق أهداف
معينة ومختلفة . ويستخدمها الجيش الاسرائيلي في الغالب أثناء الحملات العسكرية، وخاصة في
عملية إلقاء ا لبلاغات والأوامر العسكرية على السكان والمواطنين، كالطلب منهم عدم التجوال
والالتزام بالبيوت، أو في حالة الطلب منهم التجمع في أماكن معينة للقيام ببعض المهام المقصودة.
وقد استثمرت الدعوة والمقاومة هذه الوسيلة أيضًا للتعويض عن الندرة لديها في وسائل الاعلام
الاعلامي، حيث أظهرت هذه الوسيلة فعاليتها لدى الشعب الفلسطيني، رغم أنها تستخدم لتغطية
حدث أو موقف معين، مثل المسيرات الشعبية الحاشدة، والمهرجانات الدعوية، وتغطية الجنازات
للشهداء والإعلان عن تبني بعض العمليات، أو نعي بعض الشهداء… وما إلى ذلك.
– الكتب والدرا سات والنشرات : تمتاز المطبوعات بقدرتها على ترسيخ الأفكار، وتمكين
الأشخاص من الرجوع إليها باستمرار، وبقدرتها على معالجة المواضيع الطويلة المعقدة، وأن
مواضيعها تخضع للتحليل الدقيق، وتنتقل من شخص لآخر دون تشويه أو تحريف رغم صعوبة
الانتشار ومحدوديته، عبر أشكال مختلفة من مقالات وقصص وشعر ومسرحيات، وغيرها(. ( 18
وتغرق الصهيونية الأسواق بالكتب والدراسات والنشرات التي تخدم أكثر من شيء في آن واحد ،
لخدمة دعايتها ، كإصدار كتاب وإغراق الأسواق بهذا الكتاب، ثم الدعاية العريضة له .
وأمامي الأن على سبيل المثال نموذج لإحدى النشرات التي صدرت أخيرًا من قبل الكيان
الصهيوني الغاصب بإسم ” الحقيقة ” وهي نشرة غير دورية تصدر عن قوات الجيش الإسرائيلي
في قطاع غزة، في 10 آذار 2004 م، رقم 1. وهي نشرة تشمل أسلوبًا خبيثًا في التحريض
والتشكيك وغسيل الدماغ في آن واحد. وقد تم توزيعها مجانًا على العمال في حاجز بيت حانون.
وقد نجحت الدعوة والمقاومة في التصدى لمثل هذه الوسيلة على الأقل على نطاق الواقع
الفلسطيني، حيث شكلت هذه الوسيلة المادة الإعلامية والدعوية الأكثر شمو ً لا لديها، خاصة
الكتيبات والإصدارات صغيرة الحجم، التي توزع أحيانًا مجانًا، و قد نشطت في الآونة الأخيرة
طباعة الكتب والكتيبات التي تتحدث عن المقاومة، وبعض الإرشادات اللازمة لها (كالكتيبات عن
العملاء، وعن التحقيق في السجون الإسرائيلية، والحرب النفسية، وغيرها).
كما أنها لم تغفل وسيلة القصائد الشعرية التي تعتبر من أشهر الوسائل لدى العر ب، وما زالت
تقدم وظائفها حتى الآن، حيث نشط كثير من الشعراء الملتزمين بالدعوة، بنشر قصائدهم التي
تحث على التمسك بالدعوة ومقوماتها، وكذلك تحث على التمسك بالمقاومة وخيارها . كما نشطت
المقاومة في الآونة الأخيرة في إصدار الكثير من القصص عن حياة وسير أبطال المقاومة.
– الصحف والمجلات : لا شك أن المطبوعات الصحفية تمتاز بقدرتها على ترسيخ الأفكار
ومعالجة المواضيع، وتعتبر الصحافة من أهم وسائل الاتصال بين الجماهير، ومن وظائفها
الرئيسة الإعلام والدعاية والتوجيه . ومن مزاياها المرونة وسهولة الوصول من حيث النشر
والتوزيع إلى قطاع واسع، وعرض موادها بشكل مباشر أو غير مباشر . وتوجد ل لصهيونية شبكة
واسعة وكبيرة من الصحف والمجلات ال منتشرة في إسرائيل و العالم، حيث تسيطر الصهيونية
على أهم مراكز الإعلام العالمية ، التي عن طريقها كسبت الرأي العام العالمي ، واستطاعت أن
تسخرة لخدمتها(.( 19
وقد لعبت هذه الوسائل دورًا خطيرًا خاصة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وأهدافة، والتي كان من
أبرزها جريدة “هآرتس” و “يدعوت أحرنوت ” و”معاريف” وغيرها، التي عملت بكل قوة على
تضليل الرأي العام، بتسميمة بنهر من الأكاذيب والدعايات المغرضة، ضد الددعوة والمقاومه.
وقد أ فلحت الدعوة والمقاومة في تغطية هذا الجانب بالتصدى لهذه الصحف، حيث إمتلكت بعض
الصحف المحلية في ظل الواقع الجديد، مثل : ” الرسالة” وكذلك ” الاستقلال”. وغطت بها بنجاح
مساحة كبيرة من الوطن، وكانت بالتالي البديل المناسب عن تضليل الصحف العبرية وغيرها.
وقد اعتبرت هذه الوسائل من أهم سبل الاتصال بين الدعوة والمقاومة والجماهير، حيث أن من
أهم وظائف إعلام الدعوة عبر الصحف والمجلات هو التوجيه والإرشاد، ومن أهم وظائف إعلام
المقاومة هو شحذ المواطن والمقاوم على حد سواء، بمقومات الصبر والصمود والمواجهه . وقد
قامت عبرها بنقل كل أدبياتها، ونشاطاتها الخاصة، بالإضافة إلى إمداد القاريء بكم من
المعلومات الدينية، والثقافية، والأدبية، والرياضية، والأمنية، والعسكرية، والاجتماعية،
والاقتصادية، وغيرها، مما جعلها تشكل مرجعًا لعناصرها ولكثير من الجمهور على حد سواء.
كما عملت الدعوة والمقا ومة كذلك على تنشيط المقابلات الصحفية الاعلامية كوسيلة من وسائل
الإعلام المتاحة بشكل جيد، حيث يحاول المتحدثون (المسئولون والقادة السياسيين والعسكريين،
والناطقون الإعلاميين ) بتصدير فكر الدعوة وأخلاقياتها، وإبراز الجانب المشرق في المقاومة،
وكذلك إظهار بشاعة الجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني أجمع.
ومن الأمور التي نشطت الدعوة والمقاومة فيها في ظل الانتفاضة الحالية (الرسوم الكاريكاتيرية )
حيث مثلت هذه الرسوم سواء في الصحف أو المجلات، أو عبر الوسائل الأخرى جانبًا دعائيًا
لصالح الدعوة، وفي نفس الوقت ج انب دعم قوي للمقاومة في فلسطين . مثل الرسوم الكاريكاتيرية
للأخت (أمية جحا ) وغيرها، بالإضافة إلى القيام بعمل ملصقات صغيرة، وصور بأحجام مختلفة،
لزعماء الدعوة والمقاومة، وكذلك للشهداء والمعتقلين وغيرهم . وكذلك إصدار نشرات تتضمن
العديد من الإرشادات الدينية والعسكرية والأمنية، وتوزع مجانًا على الجماهير.
– المنشورات والبيانات : للحرب النفسية وسائلها المتعددة التي تهدف إلى الاتصال بالجماهير،
بهدف اختراقهم وتوجيههم لما تريد . وعملية الاتصال تحتاج لثلاث عناصر على الأقل هي :
(المصدر، والرسالة، والهدف ) وبلا شك فإن للمنشور دوره في مجال العمل الدعائي النفسي . لأن
المنشور له أشكال عدة لتتناسب مع الموقف والحدث والرسالة الموجهة، وكلها من شأنها التأثير
على العقول والعواطف والسلوك طبقا لمقتضيات الموقف . والحرب النفسية التي تعتمد على هذه
الوسائل تفترض وجود علاقة تبادلية بينها جميعً ا. والمناشير تعتبر لذلك من أبرز وسائل الحرب
النفسية خاصة في المعارك والأزمات، وهو أداة تمرر من خلالها رسالة يرغب في إيصالها إلى
الهدف، وهو عبارة عن رسالة مصورة، ويمكن أن يأخذ المنشور أشكا ً لا متعددة.( 20)
وقد وزعت القوات الإسرائيلية في السنة الماضية مجموعة من المنشورات في الإنتفاضة الحالية،
يوجد أمامي بعضها ) منها على سبيل المثال منشور بعنوان : “إلى سكان بيت حانون وجباليا
وبيت لاهيا، أنتم الذين تعانون من إطلاق صواريخ القسام ” ومنشور آخر بعنوان “إلى سكان بيت حانون” موقع باسم قيادة قوات جيش الدفاع في قطاع غزة . ومنشور آخر بعنوان : “المخربون
ومن يمد لهم يد العون “. ومنشور آخر بعنوان : ” بيان موجة إلى المواطن الفلسطيني ” موقع بإسم
قيادة قوات جيش الدفاع . ومنشور آخر بعنوان : ” بيان هام إلى المواطن الفلسطيني ” موقع بإسم
قائد قوات جيش الدفاع في قطاع غزة . ومنشور آخر موقع بعنوان : “إلى جمهور العمال
الفلسطيني”. موقع بإسم قائد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة غوش قطيف، قال فيه :
“أيها العمال إننا نناشدكم بأن تتقيدوا وتلتزموا بالتعليمات وشروط التشغيل، وكل من يبدي إحترامًا
لمكان عمله ومصدر معيشته ويلتزم بالشروط والتعليمات، يحظى بالإحترام اللائق ويستمر بعملة
دون عائق، أما من يسمح لنفسه من العمال أن يتعاون مع منظمات الإرهاب فسوف يجلب على نفسه ولأبناء عائلته الخراب والدمار”.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذا الأسلوب بمثله سواء ضد قوات الإحتلال، بالرد على أكاذيبه
وبياناته ومنشوراته، أو ف ي جعل المنشور شك ً لا مناسبًا للخطاب الداخلي الأكثر استخداما من قبلها للشارع الفلسطيني، تأكيدا لممارسة أو لعمل تريد إبلاغه للناس . حيث شكلت هذه الوسيلة بمجملها مجموعة من الأوامر أو المطالب التي تلزم فيها المقاومة المواطنين بالالتزام بها، كالاضرابات، والمقاطعات….وغيرها. وتوجد كمية كبيرة من هذه المنشورات والبيانات لفصائل المقاومة في فلسطين في متناول اليد.
المبحث الثاني: أ( أساليب الحرب النفسية الصهيونية، أهدافها وخطورتها:
مفهوم الحرب النفسية الصهيونية : ت عرف الحرب النفسية بأنها : ” الاستخدام المخطط للدعاية وما
ينتمي إليها من إجراءات موجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة بهدف التأثير على
عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة الموجهة أهدافها”. ( 21)
وينظر الكيان الصهيوني للحرب النفسية على أنها حرب أفكار ، لكونها ُتوجه للسيطرة على العقل،
وتمس ا لفكر والعقيدة و المبدأ، وهي حرب دفاعية وهجومية في آن واحد، ف تسعى ببعدها الدفاعي
لتحصين معنويات شعبها، وتسعي في بعدها الهجومي لتحطيم معنويات العدو، وتفتيت وحدته.
أهداف الحرب النفسية الصهيونية : تختلف أهداف الحرب النفسية من دولة لأخرى، فالهدف مع
الدول المعادية تحطيم الروح المعنوية ، والهدف مع الدول المحايدة دفعها نحو الانحياز والتعاطف .
والهدف مع الدول الصديقة توطيد أواصر الصداقة والتعاون وتحقيق الأهداف المشتركة( . ( 22
والحرب النفسية الصهيونية تهدف إلى بث اليأس من النصر ، وزرع الخوف لدي الناس، والرعب
والتذمر في النفوس، و خفض الروح المعنوية ، وخلق حالة عامة من الإحباط للشعب برمته ( ( 23
وكذلك العمل الدءوب على بث روح الكراهية داخل المجتمع الفلسطيني ، وخاصة بين الأحزاب
السياسية وبعضها البعض ، وبينه وبين الشعب ، و إخماد أثر الحركات العسكرية الفلسطينية ( 24)
وتشكيك الجماهير في ا لدعوة الجهادية وأفكارها، وفي المقاومة وعملياتها، والتحريض ضد فكرة
المقاومة، وقدرتها على تحقيق التحرر بالوسائل الجهادية، والقدرة على الصمود والمواجهة (. ( 25
أهمية وخطورة الحرب النفسية الصهيونية : ومن أهمية الحرب النفسية بشكل عام، أ ن سياقات
تطبيقها، تعتمد على التعامل مع ميول الإنسان وحاجاته وعلى رغباته وغرائزه، بأساليب إشباع
مرغوبة لديه، أو عبر تجنيبه شيء منفر، وهي معطيات تستهوي في معظمها كل المتلقين(. ( 26
ومن أهميتها للصهيونية، أن الوسائل فيها تعتبر أقصر الطرق للوصول للنصر . لأنها تقوم على
استخدام خطوات مدروسة، باللهجة الرزينة الهادئة، والمنطق الرصين، الأقرب إلى القلوب(.( 27
ولكن تكمن خطورتها على المجتمع الفلسطيني في كونها تعتبر شك ً لا من أشكال الصراع ، بتأثيرها على المجتمع بأسره، وعلى الأنظمة الإعلامية فيه، وذلك بتحقيق أهداف مناسبة لمصلحتها(.( 28
وتكمن خطورتها في استغلال البيئة التي توصف بالخلافات والصراعات والتناقضات والفوضى
وعدم الاستقرار الداخلي، فتثير بها موجات التأييد أو الرفض حول قضية أو شخصية معينة.( 29)
ب) أهم أساليب الحرب النفسية الصهيونية، وموقف الدعوة والمقاومة منها:
الدعاية في الحرب النفسية الصهيونية :
يعرف (هارولد لازويل ” الدعاية بشكل عام على أنها: تعبير عن الآراء أو الأفعال التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات عمدًا على أساس أنها ستؤثر في آراء أو أفعال آخرين أو جماعات أخرى لتحقيق أهداف محددة مسبقًا عبر مراوغات نفسية.( 30)”
وتعرفها شاهيناز طلعت ) بشكل ع ام بأنها ” عملية مستمرة يتبع فيها أساليب فنية علمية إقناعية،
أو احتيالية أو قهرية، بغرض التأثير على المكونات النفسية للجهة المستقبلة لا شعوريًا أو شعوريًا( فتضعها تحت رقابتها، وتسيطر وتضغط عليها أو تجبرها على إتباع السلوك المستهدف.( . ( 31
ويعتبر(ليونارد دوب ) الدعاية الصهيونية بأنها تعني : ” محاولة التأثير في الأفراد والجماهير( والسيطرة على سلوكهم، لأغراض مشكوك فيها، وذلك في زمان معين، وهدف مرسوم( “. ( 32
وأهداف الدعاية الصهيونية، تتمثل بشقين . الأول: تنمية الشعور المعادي للعرب والفلسطينيين،
بنشر كل ما يحط من قدرهم ، بالصحف والمجلات ، أو عبر البرامج كالإذاعة و التلفزيون وغيرها
وذلك بهدف منع أي مساعدة لأي دولة عربية، تدعم وتساند الحقوق الشرعية للفلسطينيين(. ( 33
ويتمثل الشق الثاني : في كسب تأييد القوى المحايدة ، وتعزيز الصداقة مع الدول الحليفة ، وتحويل
الرأي العام من موقف التفهم للوجود الإسرائيلي ، إلى موقف الدفاع عن ه والتحالف معه، وتبرير
كل تصرف له، وقطع الطرق على كل خطة تهدف للإضرار بموقف إسرائيل في المنطقه(.( 34
كما وتهدف لجعل الآخرين يتصرفون كما تريد الدعاية أن يتصرفوا كما قال قائد ألماني نازي :
“إننا نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعا واحدا في يد جندي . أليس الأرخص من ذلك أن
( توجد وسيلة تسبب اضطراب الأصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع في يد الجندي؟”.( 35
ومن أهمية الدعاية الصهيونية وخطورتها، أنها تعتبر أهم أسلوب في الحرب النفسية، باعتبارها
جوهر هذه العملية الإعلامية ومادتها الأساسية . ولكونها تستخدم بصورة هجومية ، وتستهدف
الأشخاص لا الموضوعات ، و تخفي وتموه حتى لا تبدو واضحة وظاهرة ، وهي تستند لمعلومات
ذات قيمة . و تستند كذلك ل معرفة دقيقة لمجريات الأمور ، وتنس يق تام مع الاتجاهات السياسية
والثقافية والعسكرية والعاطفية وغير ها، للمستهدفين. وهي لا تخلق موضوعات جديدة، بل تعنى
بالموضوعات القائمة فع ً لا تعالجها بصورة تخدم أ هدافها. كما أنها ذات صبغة مرنة، مما ي جعلها
قادرة على ملاحقة التطورات اليومية، وتكون متأهبة دائما لتفسيرها للموضوعات، بما يتمشى مع
هذه التطورات التي تحدث فيها.( 36)
ومن أبرز المجالات التطبيقية لهذا الأسلوب في الحرب النفسية ما تبثه وسائل الإعلام اليوم عن
زعماء الدعوة والمقاومة، وزعماء الشعب الفلسطيني من تشويه وحرق، من خلال تصويرهم بكل
الصفات والمواصفات السيئة، ومنها الدعاية التي شنت في العام الماضي ضد شخصية الشيخ
المجاهد “أحمد ياسين ” والدكتور “عبد العزيز الرنتيسي “، ومن قبلهم ” الدكتور” فتحي الشقاقي ”
والمناضل “أبو على مصطفى”، ومن بعدهم الرئيس “ياسر عرفات” قبل الإقدام على اغتيالهم.
وقد عملت الدعوة وا لمقاومة على التصدي لهذا الأسلوب، بالعمل على الحيلولة دون تحقيقه
لأهدافه الخبيثة، من خلال تفنيد المقولات الإستراتيجية التي قامت عليها مرتكزات الدعاية
الصهيونية بشكل لا يدع مجا ً لا للبس والغموض . ومن خلال ذلك بيان الحقائق المتعلقة بكل رأي
أو موقف تحاول الدعاية الصهيونية أن تبثه في أذهان الناس.
– ال تضليل الإعلامي للرأي العام في الحرب النفسية الصهيونية : يعرف (برايس) الرأي العام
بأنه: ” التعبير عن مجموعة من الآراء التي يدين بها الناس إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحه م
العامة والخاصة “. أو هي “فكرة سائدة بين جمهو ر تربطهم مصلحة مشتركة، إزاء موقف م عين،
أو تصرف من التصرفات، أو مسالة تثير اهتمامهم، أو تتعلق بمصالحهم المشتركة. ( 37)
ويمثل التضليل الإعلامي الصهيوني للرأي العام، العمليات المضللة التي تولد لدية معلومات
مغلوطة تضلل وجهته الحقيقية. وتتلخص فكر ته الجوهرية بشن حملة فكرية من الدرجة الأولي
علي الخصوم، تؤدي لتجاوز مرحلة الدعاية، التي تعتمد علي الإثارة والتحريض ، واستغلال
الحقائق لتضليل الواقع، إلى تحطيم قدرة الفرد والمجتمع على مواصلة المقاومة. ( 38)
والتضليل الإعلامي الصهيوني ليس عفويا،ً بل له قواعده، مثل أن تدفع الازمة السابقة للنزاع ،
الى ذروتها، وتصور الدولة المعادية على أنها الشيطان، وتصور رئيسها بأنه رجل شرير(. ( 39
ومن شواهد ذلك ما زرعته الدعاية الصهيونية على مدار ثلاث سنوات في الرأي العام، بأن
الرئيس أبو عمار شخصية إرهابية مثل “بن لادن ” وبالتالي لا يصلح لأن يكون شريك مناسب في
السلام مع الطرف الإسرائيلي، الذي يجتهد في البحث عن شريك مقبول في عملية السلام.
ومن أساليب التضليل الإعلامي الذي نقلته الإذاعة الإسرائيلية في شهر مايو 2004 م، عندما
قصفت الطائرات الإسرائيلية متظاهرين مدنيين في مدينة رفح وقتلت منهم 22 مواطن أغلبهم من
الأطفال. حيث قالت في نشرة الأخبار ” بأن المسلحين الفلسطينيين ه م الذين أطلقوا صواريخ
مضادة على الطائرات الإسرائيلية، فأخطأت وسقطت على المتظاهرين، وقتلت عدد منه(م”( 40
– الإشاعة في الحرب النفسية الصهيونية : يعرفها (ربير) بشكل عام ب أنها: “تقرير غامض أو
غير دقيق أو قصة أو وصف يتم تناقله بين أفراد المجتمع عن طريق الكلمة المنطوقة غالبًا.( 41)
أو الترويح لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد
خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر معظمه صحيح. ( 42)
وتلعب وسائل الإعلام في العصر الحديث، دورًا بارزًا في نشر الإشاعات في ضوء التطور
الهائل الذي طرأ عليها، بحيث أصبح العالم قرية صغيرة يمكن إيصال أي خبر لأي منطقة فيها
بسرعة وبسهولة(. ( 43
والإشاعة تعتبر دومًا أسلوب هام في الحرب النفسية، لكونها ظاهرة قديمة عرفتها المجتمعات منذ
القدم، حيث هنالك دائمًا المروجون للشائعات وللأخبار الكاذبة . الذين لا يتورعون عن نشر
شائعاتهم في أي وقت وزمان. والحرب منذ الأزل تأخذ طابعًا يعتمد على الإشاعة والخداع(( 44
وتهدف الحركة الصهيونية بالإشاعة تدمير القوة المعنوية وتفتيتها، وبث الشقاق والعداء وزعزعة
الثقة في نفوس الأفراد الموجهة إليهم، وتحطيم الجبهتين العسكرية والداخلية . والتغطية على
( الحقيقة، والتقليل من شأن مصادر الأنباء، وهي طعم لإظهار ما يخفيه الخصم من حقائق(( 45
كما تهدف الحركة الصهيونية من خلال الإشاعة كذلك، إلى خلق جو من البلبلة والشك وزعزعة
الثقة بالنفس، وبث الروح الانهزامية وال تفرقة. و استغلال الظروف للتشكيك بكل شيء ، وخاصة
المواقف والخطط التي يضعها النظام السياسي . وكذلك إسقاط شخص غير مرغوب فيه ، وإثارة
( اضطرابات داخل المجتمع لإشغال النظام السياسي بها، عن قضاياه الأساسية(. ( 46
وتكمن أهمية وخطورة الإشاعة بشكل عام، في كونها أخطر أسلحة الحرب النفسية، وهي سلاح
قديم جديد استعمل لتفكيك المجتمعات، ويتمثل خطره في عدم إمكانية مواجهته فرديًا، لذلك يجب
التعاون الكامل بين الحكومة والشعب في ذلك(. ( 47
ويصف (جمعان أبا الرقوش ( خطورة الإشاعة بأنها أحد أسلحة الحروب النفسية التي تخوضها
الدول والجيوش في سبيل النيل من الجهة المقابلة ، إما لإضعافها أو للحصول على كثير من
المعلومات التي قد تبدو واضحة، مع تحديد الإشاعات اللازمة لاختراق البناء الاجتماعي(. ( 48
ومن خطورة الشائعة الصهيونية أنها تنتشر في جو من عدم الأمن و الاستقرار السياسي
والاجتماعي، لأن الأمن يحقق للفرد ذهنية واعية لا يشوبها القلق ، وعقلا محكمًا لا يتردد في
إصدار الأحكام الصائبة، فيخلق نوع ًا من الاستقرار النفسي، مما يجعل المناخ غير مهيأ للإشاعة،
ولكن إذا كان المجتمع يمر بحالة حرب، أو عدم الأمن والاستقرار، ف إن ذلك هو المناخ المناسب
لانبثاق الإشاعة ضدة(. ( 49
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:37 am

“وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها”
ويمرر الكيان الصهيوني أسلوب الإشاعة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته عبر ثلاث مراحل :
مرحلة إثارة الخوف والقلق والصراع النفسي الداخلي، كالا شاعة بقرب وقوع اجتياح يحتمل
وقوع فيه عمليات دمار وقتل، لإثارة الصراع الداخلي، واختلا ل التوازن النفسي الذي ينشأ م ن
احتمال صراع داخلي ونفسي وقلق دائم . ثم مرحلة التخلص من القلق والصراع ، وذلك بنشر
إشاعة أخري بأن الاجتياح والموت والدمار بعيد وقوعه، لخلق حالة من التراخي . ثم مرحلة
الصدمة بعد أن تستقر النفوس وتهدأ وتطمأن نوعًا ما، حيث يعود لصدمها مرة أخري بإشاعة
أخري، تقول بأن قوات العدو على أبواب المدن، مما يجعلها أشد وقعًا من السابق…وهكذا.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذا الأسلوب عبر الاعتماد على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف،
حيث وضعت العلاج الشافي للإشاعة، عندما أرست عدة قواعد أساسية هامة عبر مجموعة من
الآيات والأحاديث التي تشكل مضاداً قويًا لإبطال مفعول هذه الحرب . كقوله تعالى “يأيها الذين
أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (الحجرات:6) وقوله تعالى: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه
إلى الله والرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم “.النساء (83)
وهذه الآيات تمثل منهج الإسلام والدعوة في مواجهة أساليب الحرب النفسية.
– إثارة الرعب والخوف في الحرب النفسية الصهيونية : يعت بر الخوف الحالة ال مقابلة للأمن
والأمان، ف في ظل غياب الأمن الفردي والاجتماعي، يشعر الفرد بالخوف من حاضرة ، ومستقبله
لأن عامل الخوف يجد مرتعه المناسب في ظل عدم الأمن كحالة الحرب، أو حالة الفوضى . لذلك
تحرص الدول على تحقيق حالة الاستقرار الاجتماعي بتوفير الأمن لأفراد المجتمع . لقولة تعالى :
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)سورة قريش.( 50)(
إن وجود الاحتلال الإسرائيلي يشكل بحد ذاته أكبر عامل تهديد للفرد، بسبب فقدان الجانب الأمني
فينشأ النقص النفسي ، الذي ي دفع بالفرد لضرورة إشباعه باتجاه حما يته الذاتية ، لأنه حين يحس
الفرد أن أمن المجتمع يتعرض للانهيار يدفعه ذلك للجوء إلى الخيارات البديلة لحماية نفسه( .( 51
ومن أبرز الجوانب السلبية التي ينتجها هذا الأسلوب عن قصد وتدبير، جعل البعض يصل إلى
حالة من الرعب والخوف من العدو مما يجعله يقبل على عملية الاستسلام له، وحتى التعامل معه.
لأن سيطرة الخوف عليهم جعلهم يظنون ب أن الالتصاق بالاحتلال، والتعامل معه يشكل سبب هام
لتوفير الأمن لهم، من أجل حماية أنفسهم من الخوف على رزقه م أو حاجته م أو مصلحته ما أو
لشعورهم بالضعف، لدرجة أنهم خلطوا الأوراق، ولم يعودوا يدركون الخطأ من الصواب. ( 52)
وقد عمدت الدعوة والمقاومة بالمقابل على التصدي لهذا الأسلوب ومجابهته بمزيد من الدعوة
للتمسك بالقيم الدينية، والتشبث بالمفاهيم الوطنية، والتعمق بالولاء والانتماء للدين والوطن .
– إثارة الفوضى والأزمات في الحرب النفسية الصهيونية : وذلك باستغلال العدو ل بعض الأحداث
والظروف بنجاح من أجل خلق أزمة ، تؤثر في نفسية خصم ه. حيث من الصعب الفصل بين
افتعال الأزمات وإثارة والفوضى لأن افتعال الأزمات لا بد أن يؤدي لإثارة الفوضى تحسبًا لما
يمكن أن يترتب على الأزمات التي أثيرت ، عبر استغلال القلق لشعب من الشعوب في افتعال
أزمة معينة لأن الناس في مثل هذه الحالات ربما يصدقون بعض الافتراءات أو الشائعات(. ( 53
ومن أشهر حالات الأزمات التي افتعلتها القيادة الصهيونية زيارة “شارون” للمسجد الأقصى التي
على أثرها حدثت أكبر عملية فوضى وأزمة في المناطق الفلسطينية، من أجل أن تعاد الأمور إلى
سالف عهدها، ويبدأ العد من جديد وهكذا . وقد تمادت في ذلك من خلال استخدامها بشكل مكثف
لقوتها العسكرية في الواقع، مما جعل الشعب الفلسطيني دومًا في حالة تأهب وترقب لهجوم ما .
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذا الأسلوب بالتركيز في حربها النفسية المضادة على جانبين :
جانب تفضح فيه ممارسات الإرهاب الصهيوني، بنقل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة
لكل أرجاء العالم ، بما يتضمن ذلك من مشاهد عنف ودمار قاسية تثير المشاعر لكل من يشاهدها،
وذلك بقصد إظهار همجية العدو، ومدى المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بالاغتيالات،
والقصف، وهدم المنازل ، واقتلاع الأشجار ، وتجريف الأراضي، وغير ذلك . وفي الجانب الآخر
تركز على شن حرب نفسية مضادة على الكيان الصهيوني، كإظهار مثلا ً تعبيرات الخوف والذعر
في وجوه الجنود الإسرائيليين وهم يواجهون الأطفال والشبان الذين يقذفون الحجارة بكل جرأة
وتحدي، والتركيز كذلك على حالات الاضطراب النفسي المصحوب بالخوف والرعب ، التي
تصيب الجنود والمدنيين خصوصا عند حدوث خسائر بشرية جراء عملية فدائية أو استشهادية .
وكذلك عبر تصاعد وتطوير أدوات ووسائل المقاومة في الرد على الأساليب والوسائل الصهيونية
ضد المدنيين ، كالرد على عمليات القتل والإبادة والاغتيالات التي يمارسها المحتل الصهيوني،
بكافة الوسائل والأساليب المتاحة لها، للصمود أمام العدو الغاشم، وأبرزها العمليات الاستشهادية.
– غسيل الدماغ في الحرب النفسية الصهيونية : وهي بشكل عام العملية التي يمكن بها تحويل
الفرد أو مجموعة، عن اتجاهات وقيم وأنماط سياسية، وقناعات سابقة، وتبني اتجاهات وقيم
جديدة يفرضها عليه آخرون . أ و هو ” أسلوب من أساليب الحرب النفسية، يستخدم لتغيير اتجاهات
الأفراد، متبعًا وسيلة تقنية محدودة، وذلك عن طريق الإقناع القسري المقنن( “. ( 54
وقد استهدفت عمليات الضغط الصهيوني عبر هذا الأسلوب ضد الشعب الفلسطيني والدعوة
والمقاومة، لخلق نوع من الاضطراب الانفعالي والتفكك العقلي، وذلك بممارسة الضغوط الجسمية
والنفسية، مثل عمليات التجويع أو نصف التجويع أي الحرمان من الطعام والعزلة، والتي يختلف الناس في رد فعلهم على مثل هذه الممارسات القاسية وفقًا لبناء وتكوين شخصياتهم. ( 55)
وقد استخدم الكيان الصهيوني هذا الأسلوب على الصعيدين الفردي والجماعي، فعلى الصعيد
الفردي كان أكبر مجال له داخل السجون الإسرائيلية، حيث تعرض السجين الفلسطيني لعمليات
تحقيق مبرمجة وهاد فة، تسعى إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من تفكك هذه الشخصية التي قاومته .
وعلى المستوى الجمعي فقد مارس الكيان الصهيوني عمليات القهر والتجويع والعزل والترهيب
في آن واحد، مما قد يخلق حالة من الوهن التي تقود لتفكك الشخصية الجمعية، وبالتالي الاستسلام
الإجباري من قبل هذا المجموع لكل ما يفرض عليه ومن ثم القبول الطوعي لما يدعيه هذا العدو.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذا الأسلوب عبر نشر كثير من الكراسات الأمنية الواعية، التي
تبين هذا الأسلوب وتشرح أبعادة وطرقه وأساليبه، ومن هذه الكتب التي تناولت هذا الموضوع
كتاب للمؤلف بع نوان: ” رحلة العذاب في أقبية السجون الإسرائيلي ة “. وهناك كثير من
المحاضرات التي قامت بها فصائل الدعوة والمقاومة لعناصرها، وفي محيط أنصارها.
– المصطلحات في الحرب النفسية الصهيونية : وتعني المصطلحات بشكل عام “المفاهيم” وحرب
المصطلحات أو المفاهيم هي “عملية فرض لهذه المفاهيم التي تخدم مصالح صاحبها، بترويجها
واستخدامها، لإجبار الطرف الآخر على اعتمادها في خطابة الإعلامي والسياسي، والرضوخ لها،
وعدم مقاومتها.
وقد برع الكيان الصهيوني في بث كثير من المصطلحات في جميع المجالات، بشكل جعل البعض
يردد هذه المصطلحات والمفاهيم، بنوع من التقليد الأعمى بدون فهم مدلولاتها ومراميها، حيث
من الخطأ الفادح تجريد أي مصطلح أو مفهوم عن طبيعته وعن بيئته، بأي شكل من الأشكال .
ومن أمثلة هذه المصطلحات والمفاهيم (الإرهاب، بدل المقاومة . النزاع، بدل الصراع. أورشليم،
بدل القدس . يهودا والسامرة، بدل الضفة الغربية . الانتحاريين، بدل الاستشهاديين . الاستهداف،
بدل الاغتيال . الأحياء السكنية، على المستوطنات ) وهذه الحرب تعد من أخطر الحروب الإعلامية حيث ترسخ في ذهن المستمع مع مرور الوقت المفاهيم التي يغرسها العدو، بحيث تصبح مع الزمن مسلمات حقيقية لا جدال فيها. وتحاول الدعوة والمقاومة الرد من خلال هذا الأسلوب على كثير من المصطلحات التي تحاول الدعاية الصهيونية تثبيتها في أذهان الناس، والرد على مصطلح الإرهاب باعتباره من أخطر المصطلحات غير المحددة، وغير المتفق عليها . وذلك بإظهار أن هذا المصطلح مطاط، ولا يجوز إطلاقه على الانتفاضة أو المقاومة، لأنهما حق شرعي منصوص عليه في جميع الشرائع السماوية، والقوانين والأعراف الدولية . وقد عملت المقاومة على دحض هذا المصطلح عنها، بل وإلصاقة بالعدو الصهيوني، عبر توظيف الاعلام الدعوي لجملة من صور الممارسات البشعة التي ارتكبها العدو ضد الشعب الفلسطيني.
-الإقناع الطوعي في الحرب النفسية الصهيونية : ويعني هذا الأسلوب بشكل عام التأثير لا تخاذ
( عدة قرارات معينه، والأدلة المستخدمة فيها تستبعد والحجج والبراهين المسهبة والمختصرة.( 56)
ويستخدم أسلوب الإقناع الطوعي –للتأثير على مساحات و واسعة من الرأي العام – بالإقناع
( المنطقي، والأسلوب العقلي، والموضوعية العلمية، وذلك بدعوة الطرف الآخر إلى الحوار(. ( 57
وعملية الإقناع تكون أكثر فعالية عندما ُتذكر أهداف الرسالة أو نتائجها ، و تدعيم هذه الرسائل
الاقناعية تتم بأدلة وعبارات تتضمن إما معلومات واقعية، أو آراء منسوبة لمصادر أخرى(. ( 58
ويعتبر من أهم استراتيجيات الإقناع الإستراتيجية السيكوديناميكية ، التي احتلت المسرح الرئيسي
( في الإعلان والإعلام، وكذلك حملات التوعية، التي امتدت على طوال عقود عديدة. ( 59)
وقد برز استخدام الكيان الصهيوني لهذا الأسلوب بشكل مكثف في عمليات التحقيق في السجون
الصهيونية مع المعتقلين الفلسطينيين، حيث يعمد المحقق الصهيوني إلى الدخول في حوار غير
متكافيء مع المعتقلين، من أجل إقناعهم بشكل طوعي بالتخلي عن المقاومة والجهاد ضد
الاحتلال، مقابل بعض الوعود والمغريات.
الفصل الثاني
إستراتيجية وسائل الإعلام الصهيوني في حربها النفسية، وإستراتيجية التصدي لها
مقدمة الفصل:
لقد كان لوسائل الإعلام الصهيونية وأساليب حربه النفسية، الدور الأكبر في تصدير الخوف
للشعب الفلسطيني، وخاصة في عملية تهجيره من دياره، باعتبار أن هذه الوسائل من أهم أسلحة
المعركة بين العدو الصهيوني من جهة، وبين الشعب الفلسطيني والدعوة والمقاومة من جهة أخرى .
والتي اشتدت فيها المنازلة في انتفاضة الأقصى، وأفرزت العديد من مظاهر المواجهة العسكرية
السياسية والإعلامية المختلفة عن مراحل الصراع السابقة، وإن من يتابع مظاهر هذه المواجهة
يجدها حربًا حقيقية بين جيش مدجج بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات و الإمكانيات من شعب
مدني أعزل من السلاح . وفي الآونة الأخيرة بدأ الكيان الصهيوني يسارع من وتيرة هذه المنازلة،
بزيادة العنف بصورة متصاعدة ، و برد فعل مبالغ فيه، فبدأ بعمليات الاجتياح ثم الحصار ثم المزيد
من القتل وا لدمار لإسكات صوت المقاومة، بأسلوب الهروب إلى الأمام، أي بمزيد من العنف ،
والعنف بدون انقطاع، وبنرجسية منقطعة النظير . حيث لم تتجسد النرجسية في نتاجات وسائل
إعلام، كما هو الحال في نرجسية إعلام الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني(. ( 60
وليس عفويًا ع لى سبيل المثال أن تبث وسائل الإعلام الصهيونية منظر جنود جيش الدفاع
الصهيوني في الخليل ، وهم يجرون شابًا فلسطينيًا شهيدًا على الأرض بشكل مؤثر ومستفز لكل
إنسان حر ، في حين يلقى مثل هذا المنظر كل ترحيب واستحسان من قبل الصهاينة ، لأنه ي شبع
شهوة القتل والموت لد يهم قيادة وشعب، باعتبار أن هذا المجتمع برمته هو مجتمع عسكري
يتدرب يوميًا على وسائل القتل والدمار، كما يتدرب على القراءة والكتابة.
ولم تقف الدعوة والمقاومة موقف المتفرج من وسائل الإعلام الصهيونية وأساليب حربها النفسية،
بل انبرت في التصدي لهذه الوسائل، بنفس طبيعة هذه الوسائل والأساليب، فعملت على ادارة
حرب مضادة ضد الدعاية الم غرضه التي تشن ضده . وقد أفلحت وسائل الدعوة والمقاومة على
أرض الواقع في فلسطين، من خلال الاستثمار الجيد لعمليات المقاومة الباسلة من حشد قوة
معنوية ونفسية هائلة، شدت بها أزر المقاومين والمواطنين على حدٍ سواء، وجعلت من ذلك مادة
خصبه للخطاب الداخلي لدى الفلسطيني، لأن الكلمة قد تفعل ما يعجز السيف عن فعلة أحيانًا.
المبحث الأول: أ ( إستراتيجية الإعلام الصهيوني النفسية، ضد الدعوة والمقاومة:
– الحرب على الفكر : بعد انتهاء الشيوعية كفلسفة تدير المجتمعات ، عملت الصهيونية علي إقناع
الغرب، بأن الخطر الآن يتمثل في الدعوة الإسلامية . فعملت على تشويه تطبيقات ه في الحياة ، ببث
صورة مشوهة عنه، كإلصاق صفة الرجعية والتخلف على دعوة الإسلام . وفي فلسطين حاولت
الربط بين إلصاقها الحرب على الإرهاب الإسلامي، بالحرب على الدعوة والمقاومة في فلسطين.
– الحرب على الزعماء: تدرك الصهيونية ما تمثل شخصية الزعيم أو القائد في المجتمعات
العربية من أهمية ، لذلك وضعت جل اهتمامها لهدم هذه الرمزية في حربها النفسية، بالنيل من
الأشخاص غير المرغوب فيهم، بالتعرض لأ فكارههم وآرائه م تارة ، و بتشويه الحقائق حول
شخصياتهم وسلوكهم تارة أخرى. وذلك بهدف الفصل بينه وبين الجماهير.
– الحرب على الوحدة الوطنية: تمثل التجمعات العائلية والقبلية، تلاحمًا كبيرًا فيما بينها، للتقارب
في الدين و المشاعر والتطلعات والأهداف . مما يؤدي لزيادة اللحمة الداخلية والتماسك بينهم، الأمر
الذي يزعج ا لكيان الصهيوني ، الذي يسعى بالتحالف مع عملائه لمنع هذه الوحدة، بتركيز الجهود
لتعميق نقاط الخلاف، فيما بين العائلات والتنظيمات.
– الحرب على الأمن و الاستقرار: وجود إسرائيل في حد ذاته شكل أهم عامل لتهديد أمن وسلامة
الفرد والمجتمع الفلسطيني، وجعله يعيش حالة متواصلة من الضغط والتوتر، بتسخير كل الوسائل
المتاحة له، خاصة الإعلامية والحرب النفسية، لإضعافه وإرهاقه لقبول تلك المواقف . بالإضافة
لما لجأ إليه العدو بالطلب من بعض دول المنطقة بالضغط على الفلسطينيين لقبول ذلك.
– الحرب على العلم والعلماء : المتعلمون في كل شعب، هم أكثر قدرة على تحمل المسئولية،
وأكثر كفاءة لإدارة شؤون أنفسهم ومجتمعهم، وأوسع مج لا لإدراك غايتهم وأهدافهم . لذلك عمل
الصهاينة على إبعاد المتعلمين عن اهتماماتهم الوطنية والإسلامية، عبر برامج تزيد الجهل
بالقضايا المهمة، وزرع أفكار واهتمامات بديلة، كالترويج للسلام والتعايش بين الشعوب.
– الحرب على نفسية الإنسان: الإنسان هو عماد النظام وأساس النجاح، وأداؤه المخلص الكفء
معيار التطور و التقدم، و كفاءة العمل والرغبة بالإنجاز وجدية التعامل من المهام والواجبات
الوطنية للإنسان ، لذلك سلط العدو ا لسلاح النفسي المعادي تجاهه، ليغرس فيه ا لشعور بالنقص
والاعتقاد بعدم الكفاءة وعدم الثقة بالنفس، وخلق أجواء الإحباط والخواء النفسي لديه.
– الحرب على العقل والوعي: سلامة العقل والوعي والتفكير السليم لدى الشباب هو الضمان
الحقيقي لتعزيز عوامل القوة والصمود، وهي الجو انب التي يحاول العدو اخترقها بوسائل عد يده،
كنشر الفساد عبر بث البرامج الموجهه بأسلوب يسيء إلى القيم الاجتماعية والدينية وغيرها ،
والتي تعمل على تهيئة الفرد لتقبل الغزو الفكري، بعيدًا عن الإحساس بالمواطنة.
– الحرب على القيم الأخلاقية : يعيش المجتمع الفلسطيني نوعًا من التجانس والاستقرار النسبي
في ظل نظمه القيمية وضوابطها الاجتماعية، كالصدق والأمانة والإيثار والتكافل والشعور
بالمواطنة والإخلاص ..الخ، لذلك لم يغب عن بال مخططي الحرب النفسية الصهيونية من خلال البرامج الموجهة في وسائل الإعلام، على اختراقها، لإضعاف قدرتها على الصمود والتحدي.
– الحرب على العاطفة الجمعية : لقد عملت وسائل الإعلام الصهيونية بشكل مستمر ومتواصل
على تذكير الفلسطينيين بان العرب والمسلمين و قادتهم، قد تخلوا عنهم ، فلماذا عليهم المضي في
القتال نيابة عنهم حتى النهايه، وهل فلسطين والقدس لهم وحدهم فق ط دون غيرهم من العرب
والمسلمين، وغيرهم ينعمون ويلعبون.
– الحرب على عوامل الثقة والمحبة : قامت إسرائيل ببذر الشك بالإيحاء بوجود عملاء ينتشرون
في كل بقعة ومكان من المجتمع الفلسطيني يتجسسون ويعطون المعلومات التي تتعلق بالمقاومين،
وقد عملت على بث رسائل إيهامية عبر وسائل إعلامها، موجهة للخونة في صفوفهم ، لجعل
الناس يعيشون دوما حالة من الهوس الأمني.
– الحرب على الانتماء للمجتمع : تشجع وسائل إعلام العدو على زيادة ا لشعور بالإحباط، وهي
حالة نفسية تستثير العدوان والرغبة في إيذاء الذات والعزلة والاكتئاب، أو إيذاء الآخرين أشخاصًا
أو مؤسسات، حيث الميل إلى التخريب المادي ، كالتعدي على الممتلكات العامة. والتخريب النفسي
كعدم الإخلاص في العمل، وعدم تحمل المسئولية، ووضع العراقيل أمام التقدم الذاتي والمجتمعي.
– الحرب على الأمن الشخصي والمجتمعي : العمل على نشر شعور عدم الأمان، من خلا ل بث
الدعايات والاشائعات، التي ترهب الناس وتخيفهم عبر الإدعاء بنشر فرق الموت والمستعربين
الوحدات الخاصة التي يتمتع أفرادها بملامح شرق أوسطيه ويتكلمون اللغة العربية و يقومو ن
بارتداء ملا بس عربية تمكنهم من التنقل بحرية بين ا لأ وساط الفلسطينية ، ولديهم صلاحية م طلقة
بالقتل والاعتقال التي تنقب عن المقاومين، ومن يساعدهم للتخلص منهم، إما بقتلهم وتصفيتهم،
أو باعتقالهم.
ب) أهم الأساليب النفسية لوسائل الإعلام الصهيونية، ضد الدعوة والمقاومة:
– استخدام الصور الذهنية : تصنف إسرائيل الناس وتعطيهم مسميات معينة لتلتصق بهم، بحيث
تصبح هذه الصور مع الوقت صفة لهم ، وتصبح النظرة إليهم مستندة إلى الصورة الذهنية
الوصفية هذه لا إلى الحقيقة، مثال وصف إسرائيل للمقاتلين الفلسطينيين بالإرهابيين والانتحاريين.
– استخدام الإيحاء : تقوم وسائل الإعلام الصهيونية بالإيحاء الهادف بأمر معين، بشكل تلميح
وليس تصريح، لفتح باب التأويلات والاجتهادات على مصراعيه، فتلقي بالإيحاء الذي تريد في خضم هذا الهرج والمرج . كأن تدعي بوقوع خلاف على مستوى قيادي عالٍ داخل الفصيل
المقاوم الفلاني، لخلق بلبلة ثم تسرب أخبار أخرى من طريق آخر بأن القائد الفلاني في الفصيل
استقال، لتوحي إلى الناس وكأن تلك الاستقالة حتى لو تمت فع ً لا فهي قائمة بسبب هذه الخلافات.
– استخدام التضخيم والتهويل : إن الصحف الإسرائيلية تظهر بعناوين ضخمة عندما تتكلم عن
الدعاية الموجهة للشعب الفلسطيني، ف على سبيل المثال تم تضخيم خبر سفينة السلاح الموجهة
للشعب الفلسطيني، بالادعاء بأنها محملة بصواريخ تهدد أمن وسلامة إسرائيل.
– استخدام الإثبات والنفي: يستخدم الإعلام الإسرائيلي الإثبات والنفي في دعايته بصورة م تقن ة
لكي لا تنكشف هذه الدعاية . فبعد أن يقوم العدو بنشر دعايته مثلا يقوم بنفي ذلك الخبر لتحقيق
الهدف من دعايته . كنشر بعض أسماء المطلوبين لإحداث مزيد من القلق لهم، ثم تقوم بعد ذلك
بتغيير هذه القوائم، أو الإعلان بأنها قائمة غير رسمية، وهكذا.
– تكذيب حقائق واضحة : و من الحقائق التي عمد الكيان الصهيوني، على تكذيبها رغم وضوحها
بشكل لا يدع مجا ً لا للشك، الإدعاء المتواصل والمستمر بوجود هيكل سليمان تحت المسجد
الأقصى، برغم الحفريات التي أجريت ولم تثبت هذا الإدعاء الباطل بتاتًا.
– الارتباط الكاذب : ويقوم هذا الأسلوب على ربط شيء ما مع فضيلة حتى يقبل الناس عليه ، كأن
يقرن تحقيق مصلحة عامة للشعب بالتخلي عن هذا النمط أو ذا ك من أساليب المقاومة. مثل ربط
إغلاق الطرق ونشر الحواجز مرهون بالأعمال الفدائية، فإذا لم توجد هذه الأعمال فسوف يتحرك
الناس لقضاء حوائجهم ومصالحهم بحرية مطلقة.
– الأخبار الكاذبة : تقوم إسرائيل بنشر أخبار كاذبة بين الشعب الفلسطيني حتى تسود البلبلة ،
وتضيع الحقيقة، ويحدث إرباك بين الناس . و ذلك كالقيام ببث الدعايات ونشر الإشاعات عن
طريق العملاء، أو عن طريق وسائل الإعلام، بأن إسرائيل تحضر لعملية اجتياح لمنطقة ما.
– الاستناد إلى ا لقوة: تستند الدعاية الصهيونية لمنطق القوة والعنف والإرهاب الذي يمارسه
الجيش والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، عبر عمليات الاغتيال، والاعتقال، وهدم البيوت،
وتجريف المزروعات، إلخ، باعتبار أن الإنسان في هذه الحالة المضطربة يكون أكثر تقبلاً لها .
ولكن المشاهد في الواقع الفلسطيني أن هذا العنف قد ولد مزيدًا من التحدي والإصرار والمقاومة،
ولم يولد برغم من القساوة والمرارة والألم ما حلمت إسرائيل به من هزيمة واستسلام نفسي.
– استغلال الخوف: أفضل فترة تستغلها إسرائيل لبث دعايتها وإشاعاتها، وقت انتشار الخوف.
ويعتبره أينشتاين أنه دافع للتجنب بينما القلق يتبعه وهو غير موجود ويلي إدراك الخطر(.( 61
ومعظم دعاية إسرائيل تستثمر عامل الخوف، مثل قيامها بابتزاز العمال الفلسطينيين على معبر
بيت حانون بتهديدهم سحب تصريح العمل في إسرائيل، لو رفضوا التعامل معهم.
– الأ خبار الاقتصادية : وذلك الأسلوب يتم من خلال محاصرة الشعب الفلسطيني اقتصاديًا ، ثم
القيام ببث دعاية بانقطاع الموا د التموينية الأساسية (كالدقيق)، الأمر الذي يؤدي إلى بلبلة وفوضى
لدى الناس . ويستثمر العدو ذلك من خلال العمل على إغلاق منطقة (معبر المنطار ) في حال
وقوع عملية فدائية لفترة من الزمن، ترفض فيها سلطات الاحتلال من إدخال المواد التموينية، مما
يزيد من جشع بعض التجا ر الذين يسارعون إلى احتكار بعض المواد التموينية الضرورية، مما
يساهم في مساندة ومساعدة العدو الصهيوني في حربة النفسية ضد المواطن الفلسطيني.
– فرض الستار الحديدي على الإعلام : وذلك باستخدام التعتيم الإعلامي على الأخبار، كما حصل
في منع دخول الصحفيين الأجانب أث ناء عملية اجتياح الضفة الغربية، خوفًا من قيام هذه الوسائل
الإعلامية العالمية بتغطية الأحداث، وذلك ب فرض ستار حديدي من الرقابة الصارمة، على وسائل
الإعلام الأجنبية المحايدة(. ( 62
– استبدال الأسماء والمصطلحات : وذلك باستخدام اصطلاحات عاطفية بد ً لا من أخرى مفضلة أو
غير مفضلة، على أساس أن المصطلحات المحايدة لا تناسب الأهداف المرجوة . كإطلاق إسرائيل
مصطلح (يهودا والسامرة على الضفة الغربية لتزيد الارتباط العاطفي من قبل يهود العالم معها .
وفي نفس الوقت تؤثر على المواطن الفلسطيني معنويًا ونفسيًا وعاطفيًا، من خلال الترد يد
المتواصل لهذه المصطلحات، وبالتالي يجب عدم التجاوب الإعلامي من قبل المحطات الفضائية
العربية وغيرها مع هذه المصطلحات، التي تهدف إلى إبدال الحقائق والمواقع كما حدث في مدن
وقرى فلسطين التي احتلت عام 1948 م.
– الاعتذار والاعتراف بالخطأ : ويتم ذلك عندما تدرك إسرائيل أنها لا تستطيع التغطية على
جريمة معينة، بسبب الحضور المكثف للإعلام، مما يضطرها للالتفاف حول الموضوع بالاعتذار
والخداع، وأنها سوف تشكل لجنة للتحقيق حول ذلك . مثال ما رأينا في بعض عمليات قتل الأطفال
الفلسطينيين من قبل بعض المستوطنين القتلة. ( 63)
– الاختيار المقصود للخبر : يختار للدعاية الحقائق التي تتناسب وغرض العدو من بين مجموعة
كبيرة من الحقائق المركبة، و التي لا يعرضها بكاملها أو حتى بأجزائها إلا بالقدر الذي يخدم
أهدافه. ويتمثل هذا الأسلوب بإعلان إسرائيل لخسائرها المدنية، وإخفائها للخسائر العسكرية .
ومثال ذلك ما نراه ونشاهده من عملية بث مباشر وحي للعمليات التي تقع ضد المدنيين اليهود
التي تحاول من خلالها إضعاف روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، وكذلك إثارة الرأي العالمي
على الدعوة والمقاومة من خلال تصويرها بأنها مقاومة إرهابية.
– التكرار المستمر : يقوم هذ ا المبدأ على التكرار المستمر والمتواصل للدعاية المقصودة، حيث
يستخدم هذا التكرار لكي يكثف الجوانب الإيجابية الجيدة لصالح العدو، ويكثف الجوانب السيئة
لخصمه. كأن يظهر إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية، في وسط غابة من الدكتاتوريات المفترسة.
– التأكيد المتواصل قضايا معينة : الدعاية الصهيونية لا تقبل المناقشة والجدال، ولكن تحتفظ
لنفسها ببعض التأكيدات التي تعضد موضعه ا، وذلك تأييدًا لسريان الدعاية في اتجاه واحد . كمثل
التأكيد دومًا بدون نقاش بأن “القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، التي لا تقبل القسمة، لأنها روح
إسرائيل الخالدة.
– إتباع المحاكاة: يعنى أن لدى الناس دافعًا لاتخاذ السلوك الذي يتخذه الغير من خلال المجاراة
والمحاكاة ل غيرهم. ومن خلال هذا الأسلوب كانت إسرائيل تنقل معظم إشاعتها، حيث كانت تروج
على سبيل المثال لخبر ما في مجموعة من الناس بأن العدو قد دخل المنطقة الفولانية وقتل أغلب
رجالها، مما يجعل الناس يتدافعون للهرب من هذه المنطقة، كما حصل في عملية اجتياح حي
القصبة في مدينة نابلس.
– استخدام التماثل: كثير من الناس يصعب إقناعهم بإتباع أسلوب معين، أو سلوك ما، خاصة إن
جاءت محاولات الإقناع من شخص غريب، بينما يتقبلون ذلك من الأشخاص الأقرباء والأصدقاء
لأنهم يشعرون بوجود تماثل كبير بينهم، لأن التماثل يساعد في إتمام عملية الدعاية بنجاح. ( 64)
لذلك تنقل إسرائيل أغلب إشاعاتها داخل المجتمع الفلسطيني عبر العملاء والجواسيس، وتنقل
أغلب دعايتها عبر وسائل إعلام محايدة، أو صديقة عربية كانت أم أجنبية، لكي تصدق ولا تقاوم.
– الاستخدام كطعم بقصد تبين الحقيقة والّتحريف والتزوير: وذلك باقتطاع جزء من تصريحات،
المسئولين وإضافة بعض المعلومات إليها بما يتناسب وأغراض العدو، ثم يقوم المروج للإشاعة
بنشر إشاعته لدفع خصمه لإعلان الحقيقة خوفًا من أن تحدث الإشاعة اضطرابًا داخليًا لديه(.( 65
ومرات عديدة تم تحريف تصريحات قادة ومسئولين وناطقين إعلاميين للشعب الفلسطيني بشكل
عام، وللدعوة والمقاومة بشكل خاص. من أجل استدراجهم للإفصاح عن طبيعة هذا الحدث.
– الالتباس المقصود : تعني الدعاية الصهيونية أن تخلق حالة من الالتباس والاضطراب في عقل
الفرد أو الجمهور المستهدف، بالتكلم بالمنطق، أو يكون العرض للموضوع مشوه و ناقص. مما
يجعل الجمهور يغلق هذا النقص بقصص وروايات خاطئة بحسب ما يوحى له.
– تحويل الانتباه : أي عملية تحويل الانتباه من المسائل الرئيسة لمسائل أخرى ثانوية، مثل
محاولة بعض السياسيين تحويل الانتباه عن أخطائهم، بالتركيز على مسائل صورية أخرى(. ( 66
وقد استخدم العدو هذا الأسلوب بكثافة حيث كان يلجأ في كثير من الأحيان لتحويل انتباه الناس
عن الجرائم التي تقترف من قبلهم ومن قبل بعض عملائهم، لكي تركز على حدث ثانوي كقيام
المقاومين بقتل العميل الفلاني بصورة بشعة، وتصوير الفلسطينيين بأنهم يقتلون بعضهم البعض.
– الاستضعاف والاستعطاف : ويستعمل هذا الأسلوب بغية التأثير في الشخص المقابل، وتعتمد
عليه الصهيونية في نشر دعاياتها ضد الدول العربية ،والفلسطينيين في الخارج . وكثيرًا ما نراها
تتهم باللاسامية كل من يتعرض لها، ولو على مستوى الكتابة مثل الكاتب : روجية جارودي
– منطاد الاختبار أو جس نبض الرأي العام : بإطلاق الإشاعات بين الناس في وقت معين، ثم
القيام بتحليل الرأي العام بالنسبة له ا، فإذا ثبت نجاحها ذاعت وتكررت، وإذا فشل ت عدل ت عنه ا.
وذلك كعملية تشوية شخص مسئول غير مرغوب فيه، بأنه يقوم بالسياحة في أوروبا في حين
يعاني الآخرين من الضيق وضنك العيش، وعندما تجد آذان صاغية لذلك تزيد منها وإلا توقفت.
– الأسلوب الاستنكاري : بطرح الدعاية أو الإشاعة بلهجة استنكارية تثير لدى الإنسان تحفزًا
استنكاريًا مقابلاً لمعرفة الحقيقة واستنكارها، ثم يأتي الأسلوب الإثباتي . وذلك كقيام إسرائيل
بالتساؤل لماذا لا يرسل المسئولون في المقاومة أولادهم للعمليات الاستشهادية؟ ليخلقوا من هذا
السؤال حالة من التذمر، ثم بعد ذلك يثبتون هذا الخبر، بخبر آخر قد يكون حقيقي، بأن ابن
المسئول الفلاني يتعلم في أمريكيا، وقد يمهدون لذلك بروبرتاج عن غلاء الرسوم والمصاريف.
– محاولة خلق عدو وهمي : وهي محاولة الادعاء بترسيخ وجود عدو لا وجود له، وتصوير هذا
العدو بأن الخطر يكمن فيه فقط، وذلك لصرف الناس عن التفكير بالعدو الحقيقي . مثال ما قد كان
يشاع بأن التنظيم الفلاني ليس هدفه المقاومة، بل إحراج الموقف الرسمي، مما قد يصرف بعض
قاصري النظر للتصديق بذلك، فيبدأ ينظر بأن العدو العاجل هو الكامن بين الصفوف لا خارجها.
– الاحتواء : وهو محاولة إفهام المقابل له بأنه على رأيه ومذهبه وبعد أن يطمئن إليه يبدأ ببث
أفكاره شيئًا فشيئًا فلا يجد معارضة من الطرف المقابل في تقبل رأيه، لأنه وثق أنه معه في المبدأ
والفكرة، بينما المشيع للإشاعة، يحاول تمرير إشاعته. ( 67)
– الاستخدام بقصد التفتيت : تفتيت الوحدة المتينة التي نشأت بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية
في ظل الواقع الفلسطيني الجديد، المتمثل في التفاف الجميع حول الانتفاضة وحمايتها . وذلك
كتسريب معلومات على لسان بعض التنظيمات بأنه يسعى لتذويب أو إنهاء التنظيم الفلاني.
– استخدام المعلومات التضليلية كستار دخان لغرض آخر : ويستخدم هذا الأسلوب لإخفاء الحقيقة
عن طريق تسريب ب عض المعلومات لخلط الأسرار الحقيقية بالمعلومات الكاذبة . كمثل إيهام العدو بأنه ينوى الهجوم على منطقة الشجاعية مثلاً، مما يجعل جهود المقاومة تتوجه لهناك، ولكن
يفاجيء الجميع بأن هدف الاجتياح هو مدينة أخرى.
– الاستخدام للحط من شأن مصادر الأنباء : وذلك بإشاعة نقيض ما تضمره النوايا الحقيقة، حيث
يقوم على أساس خداع الخصم بالإيحاء إليه ببعض المعلومات الخاطئ ه، وما أن يذيع الخصم هذه
المعلومات، حتى يتم توضيح كذبها للرأي العام، حتى يفقد ثقته في مصادره.
– الشعارات : وهي عبارة عن الكلمات البسيطة التي تصدر عن الزعماء في كل حرك ة من
الحركات السياسية والاجتماعية، ثم يرددها الشعب . وفي هذا الأسلوب تقوم إسرائيل بصياغة
أهدافها العدوانية بشكل شعارات مقبولة، داخليًا وخارجيًا مثل الشعار الذي بررت به جميع
حروبها العدوانية ضد العرب والفلسطينيين، وهو ” ردع الإرهاب العربي “.
ج) بعض المؤثرات السلبية لوسائل الإعلام الصهيونية، في حربها النفسية:
– انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومين يشكلون إرهابًا للسكان لإشباع نزواتهم بفضل وجود
الأسلحة في أيديهم. حيث يروج العدو بأن ما يحصل من فوضى وتسيب يكون سببه المقاومين.
– وانخدع البعض كذلك بالإدعاء بأن المقاومين هم سبب الفرقة، حيث ي بذل الإعلام الصهيوني
مجهودا خاصا لزرع الخلاف بين ا لمقاومة والشعب، ف نشر العدو مثلا في بعض دعاياته بأن
المقاومين لا يأبهون لو قتل كثير من الناس، أو دمرت معظم البيوت، في سبيل تحقيق أهدافهم.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة يؤثر على الأمهات الفلسطينيات بتحويلهن بلا قلب ،
لأنهن يشجعن أولادهن على الموت، مما ينافي الطبيعة الفطرية للأم لكونها قد خلقت بالحنان
لأولادها، أي أن الأم الفلسطينية لا تمتلك حتى عاطفة الحيوانات، لأنها تلقي بهم إلى أتون الموت.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة ترسل الأطفال الصغار للعمليات الاستشهادية ، وهم ما
زالوا في مرحلة مبكرة من حياتهم، يستغلون جهلهم وعاطفتهم، لأنهم لا يفكروا بعواقب أعمالهم.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة تستغل الوضع الاقتصادي السيئ للناس، لتدفعهم
للموت من اجل الأموال التي يجنونها من وراء أولادهم ، وكأن الموضوع مشروع تجاري .
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومين يستغلون الناس والمواقع السكنية من أجل تخريب
بيوت الناس، وهدم منازلهم، وتجريف أراضيهم ومزروعاتهم، وما إلى ذلك.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومين إرهابيون وغير إنسانيين، وهم جبناء لأنهم لا
يواجهون الجنود، بل هم يلجأون إلى قتل المدنيين العزل من اليهود.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة حالة من اليأس والإحباط وهروب من الواقع ، إلى
حلول بديلة حتى ولو أدت إلى إنهاء الحياة، والتخلص منها بالانتحار.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة هي التي قطعت أرزاق العمال من العمل في
إسرائيل، بسبب العمليات التي يقومون بها، وهم لا يأبهون بحالة الناس ومعيشتهم.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن المقاومة هي مشروع خارجي يمول من أطراف خارجية،
تهدف إلى منع السلام والأمن والإستقرار في المنطقة.
– كما انخدع البعض بالإدعاء بأن قادة المقاومة يرسلون أبناء الناس للموت وهم يقبعون مع
أولادهم في النعيم . وهم يستغلونهم لمرحلة وبعدها يساومون على دمائهم التي تصبح سلعة تباع
وتشترى لتحقيق مكاسب خاصة لهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الحرب النفسية على غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب النفسية على غزة    الحرب النفسية على غزة Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 5:39 am

“وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها”
ويمرر الكيان الصهيوني أسلوب الإشاعة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته عبر ثلاث مراحل :
المبحث الثاني: أ) إستراتيجية الدعوة والمقاومة، في التصدي لوسائل الإعلام الصهيونية:
– غرس الإيمان القوي : ليس الإ يمان بالله قضية نظرية لا علاقة لها بواقع الإنسان النفسي
وتكوينه التربوي والأخلاقي، بل هي مسألة وثيقة الارتباط ببناء الإنسان كله ، ولها تجسيدها بشكل
سلوك يمد الله به الإنسان بقوة نفسية وإرادة صلبة تجعله يتحمل المحن والتحديات، ويتغلب عليها.
لذلك يجب التمسك ب العقيدة الإسلامية بحزم، باعتبارها الحصن الحصين للشخص المسلم وخاصة
المقاوم، فسرعة الرجوع إليها والاستمساك بها يأتي على رأس العوامل التي تؤدي لإزالة آثارها،
لكونها أقوى وأنجع أساليب الوقاية والعلاج معًا لإزالة آثار الضغوط النفسية الناجمة عن الحرب
النفسية الصهيونية . لقولة تعالى : ” لتبلون في أموالكم وأنفسكم، ولتسمعن من اللذين أوتوا الكتاب
من قبلكم، ومن اللذين أشركوا أذى كثيرًا، وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور “(آل عمران ( 186
وقولة تعالى: “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) “.(آل عمران ( 173 : وقوله تعالى “ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجعون”.”(النساء104:) (68)
– بناء الشخصية الصلبة : يساهم التكوين النفسي في تقوية الشخصية مساهمة فعالة، لأن التربية
والبيئة والظروف النفسية الخاصة تجعل من هذا الفرد أو ذاك شخصًا مهزومًا، أو صامدًا يملك
القدرة على امتصاص الهزيمة، و الانتصار عليها داخليًا، بل ويسعى لتحويلها إلى درس للعب رة.
فتكوين الشخص وتربيته وتجربته، لها أثر كبير في شخصيته ومقاومته وثباته في ميدان الصراع .
وقد حرص ت الدعوة على تربية ا لفرد بالعزة، فلا ينحني للمحن، ولا يستسلم للتحديات، قال تعالى : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنُتم الأ علون إن كنتم مؤمنين ). (آل عمران ( 139 : وقال تعالى: “ولله
العزُة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون “.”) المنافقون- Cool ) فالله تعالى يدعو إلي تجنب
الضعف النفسي والاستسلام للحزن الذي لو أصابهم لضاعت قوتهم وأصبحوا كغثاء السيل.(. ( 69
– نشر الوعي : العمل على نشر الوعي والانتباه واليقظة لدى كل قطاعات الشعب، وخاصة لدى
الشباب الذين هم عماد الأمه وذخيرتها، وذلك بغرس الوعي المناسب بحقهم والتمسك بثوابتهم،
واعتبار المحن هي بداية الطريق ل لانصراف إلى المواقف الجادة في الحياة . و لتكن ال محنة الحالية بداية لأسلوب جديد للتفكير فيما يدور حولنا من أحداث، والفهم الجيد لما يصادفنا من محن ،
والتشخيص الواعي لها حتى يمكن معالجتها بصورة ملائمة، وهذا هو أسلوب الذين سبقونا في
التقدم العلمي والحضاري، والذي يفترض بنا وعلينا اللحاق بهم ولا نظل في ذيل القافلة.
– الاهتمام بالصحة النفسية : تمر الجماعات بمشاكل تخفق في حلها، فتشعر باليأس و الإحباط ،
لذلك يعمل إعلام الدعوة على إعداد الأمة وتحصينها ، أن يقف بحزم أمام ذلك . و قد أ كد القرآن
الكريم على تحصين المجتمع وحمايته من ا لدعايات المضادة، وحالات الإ حباط والهزيمة النفسية،
بل وكرس جزءًا كبيرًا من توجيهه الإعلامي والتربوي للانتصار على الهزيمة ا لنفسية وشحذ
الهمم، وتقوية العزائم، و إعادة المعنويات المفقودة، في مواقف عديدة من حالات المواجهة مع
الحرب النفسية، والدعاية المضادة التي شّنها اليهود وغيرهم على الدعوة الإسلامية(. ( 70
– الفهم للسنن الكونية : من أسباب الهزيمة النفسية الجهل بمسيرة التاريخ البشر ي وحركة
الأحداث والوقائع، والتأثر بالحدث الآني وتحديد الموقف على ضو ئه، دون العبرة من الماضي
والتاريخ. فالإنسان عندما يستوعب التجربة التاريخ ية وحركة الأحداث، يفهم الماضي والحاضر،
ويش ّ خص المستقبل، ويبني موقفه على أساس تجربة ناجحة، ولا يكون عرضة للهزيمة النفس ية.
لذا ف إن الدعوة توجه نظر الإنسان للتأمل في أحداث الماضي وتجارب الأمم السابقة لقوله تعالى :
“لا يغرّنك تقّلب الذي ن كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) “(آل عمران
(197 : والدعوة توضح للإ نسان عدم الاستقرار في الأحداث والقوى المؤثرة في حياة البشرية عند
الحدث الآني، لذا يخاطبه بقوله: “وتلك الأيام ُنداولها بين الّناس) “.(آل عمران( 140
– تنمية الروح المعنوية : يعتبرها فرج طه بأنها ” المزاج السائد أو الروح السائدة والذين
يكونون الجماعة والتي تتميز بالثقة في الجماعة وبثقة الفرد في دوره في الجماعة وبالإخلاص
للجماعة والاستعداد للكفاح من أجل أهداف الجماعة “. ( 71)
تعد الروح المعنوية سواء للجنود أو للأشخاص جوهر الحرب النفسية وكل الجهود التي تبذل
باستخدام مختلف الأساليب للحرب النفسية هدفها الأساسي إضعاف الروح المعنوية للخصم او
العدو وخلق ما يسمى بال روح الانهزامية، أما على الجهة الأخرى فيقابلها رفع للروح المعنوية
حتى يزداد حماسهم وتتبلور دافعتيهم لكي يؤدوا أفضل أداء لهم.
– القناعة المطلقة بشرعية المقاومة : تستمد المقاومة شرعيتها من الله ورسول، ل قوله تعالى :
“انفروا خفافًا وثقالا، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون” (التوبة ( 41: وقوله تعالى : “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيلِ، ترهبون به عد و الله وعد وكم، وآخرين من دونهم، لا تعلمونهم، الله يعلمهم) “.(الأنفال ( 60 : قال : عبد الله
بن عمر، إن رسول الله محمد صل الله عليه وسلم قال: ” من قتل دون ماله فهو شهيد ( 72)
ب( بعض الأساليب الإجرائية لإعلام الدعوة والمقاومة، تجاه وسائل الإعلام الصهيوني:
– العمل على السبق في الدعاية من قبل إعلام الدعوة والمقاومة، لإعلام و دعاية العدو باستخدام
أحد الموضوعات التي يحتمل أن يستغل ها العدو . خاصة الدعايات التي تحاول خلق الفتنه، وذلك
بالتركيز على الشعار الرائع الذي اعتمدته جميع الفصائل بحرمة الدم الفلسطيني الفلسطيني.
– القيام بتفنيد دعاية العدو بالإجابة من قبل إعلام الدعوة والمقاومة، نقطة بنقطة على ادعاءات
العدو وتفنيدها ، بصدق ومصداقي ة. كالرد وتفنيد ما رسخه الإعلام الصهيوني بأن الإعلام العربي
بشكل عام يبث أخبارًا كاذبه، وأن أخبار الكيان الصهيوني هي الأخبار الصحيحة والصادقة.
– اللجوء للدعاية الضمنية، من خلال العمل على تقديم موضوعات جديدة مناسبة تكذب دعاية
العدو، بطريق التلميح والتضمين ، وذلك من خلال استخدام القصص والتمثيليات والأفلام المعبرة
التي تبين مكر اليهود ودهاءهم، مما يوحي للجمهور الانتباه لدعايتهم المضللة.
– القيام ب تحويل دعاية العدو بدعاية أخرى ت عمل على جذب انتباه المخاطب لتحويله عن
الموضوع الأصلي لدعاية العدو لما تريد ، وذلك باستخدام موضوعات جديدة . فإذا سعى العدو
ليغرق الناس في دعاية الفساد الداخلي، فيقوم الإعلام بالتوضيح بأنه يمكن محاربة الفساد دون
التخلي عن المقاومة كما يريد العدو.
– القيام بت صغير موضوع الدعاية التي ينتهجها العدو، وذلك من خلال إبراز نواحي جانبية أو
بعيدة عن الموضوع، ثم التلميح بأن قصة الموضوع الكاملة لا يمكن إذاعتها لظروف أمنية
معينة، والاكتفاء بإشارة مختصرة عن الموضوع لمجرد الاحتفاظ بالثقة في عملية تبليغ الأخبار.
– العمل على الشحذ الإعلامي الذهني المستمر للصور الذهنية الحية لممارسات العدو، ولبطولات
المقاومة في هذه الأذهان، كنشر صور جرائم العدو، ك اغتيال الطفل “محمد الدرة ” وهو في
أحضان والده، وكذلك بث العمليات العسكرية، ووضعها في مقدمة الأولويات الإعلام المضاد.
– العمل بمفهوم أن أحسن الردود على الشائعات المتعلقة بغياب الشي ابرازه. فمثلا شائعة ندرة
المواد التموينية يتم مواجهتها بإغراق السوق بتلك المواد، لأ ن إصدار البيانات لا يحل المشكلة .
كما أن الوسيلة لتبديد شائعة موت مسئول تكون بظهوره على التلفاز بنشرة أخبار أو مقابلة.
– القيام بإهمال وتجاهل الشائعات الخبيثة والصمت حيالها، تلك الشائعات التي تحمل جزءًا من
الحقيقة، أ و العارية عن الصحة . والتي إذا ما جرى التصدي لها ، قد يؤدي ذلك إلى ازدهارها
ورواجها، وتصبح مدار حديث وبحث، ولكن تركها يقود إلى فنائها ونهايتها.
ج( أثر الوسائل الإعلامية لدى الدعوة والمقاومة، على نفسية المواطن الفلسطيني:
– حافظت الدعوة و المقاومة على الاتزان النفسي للفرد الفلسطيني ، الذي تبدو صورته حاليًا وكأنه
الطرف الأضعف، لكن الدعوة والمقاومة قد أعطته قدرة هائلة على احتمال الأوضاع الصعبة.
– أعطت الدعوة والمقاومة على الأرض مصلا قويًا لشحذ الطاقات والهمم في مواجهة الإعلام
الصهيوني وأساليبه في الحرب النفسية، وفي نفس الوقت شكلت إعلامًا مضادًا لهذه الإعلام.
– أوجدت الدعوة والمقاومة مزيدًا من التلاحم الشعبي الداخلي، ب تزايد أعداد الاستشهاديين وأعداد
الجماهير المتحمسة لتشيعهم إلى مثواهم الأخير، ثم التآزر مع ذويهم والنظر إليهم بعزة وافتخار.
– أوجدت الدعوة والمقاومة جسور التواصل والتكامل بين مختلف طبقات الشعب الفلسطيني ، بين
فلسطينيي الخط الأخضر، وفلسطينيي الداخل، وفلسطينيي الشتات.
– قربت الدعوة والمقاومة المسافة بين الفصائل الفلسطينية باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وخاصة بين فصائل منظمة التحرير، وفصائل الحركة الإسلامية.
– أكدت الدعوة والمقاومة بتضحياتها على مفهوم استراتيجي جديد في مجال إدارة الصراع ، وهو
مبدأ حرمة وقدسية الدم الفلسطيني الفلسطيني.
– أكدت الدعوة والمقاومة بأ ن كل التضحيات المباركة لم تذهب هدرًا ولا يمكن اعتبارها مجرد
خسارات من رصيد الشعب الفلسطيني، بل أنها تضحيات مباركة في ملحمة الشعب الفلسطيني.
– عززت الدعوة والمقاومة ثقة الجماهير بقدرتها في كسر حاجز الخوف الذي حاول الصهاينة
بناءه من خلال الإرهاب، حيث حطمت المواجهات البطولية مقولة الجيش الذي لا يقهر.
– وضعت الدعوة والمقاومة حدًا لخيار المساومة السياسية مع العدو الصهيوني ، وأعادت تأكيد
الثوابت الوطنية الفلسطينية في الصراع معه، وأن خيار المقاومة هو خيار الحل الاستراتيجي.
– فجرت الدعوة والمقاومة الشارع العربي ، المصاب ببعض التغييب، ودفعته للتلاحم والتآزر
معها، بل ودفعته للدعم المعنوى والمادي والإعلامي له.
– أوجدت الدعوة والمقاومة جيلا صلبًا قويًا، متمرسًا في صنوف العمل المقاوم، إلى جانب العمل
الدعوى، متحفزًا لإقامة العدالة في الأرض، ومصممًا على خوض حرب التحرر من الغاصبين.
– رسخت الدعوة من خلال المقاومة أن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان، في السلم وال حرب،
وأثبتت بأن الدعوة تستخدم كل الأساليب المتاحة لها للوصول لأهدافها المشروعة.
د) أثر الوسائل الإعلامية لدى الدعوة والمقاومة، على نفسية المواطن الإسرائيلي:
– حرمت الدعوة والمقاومة الاحتلال من استكمال مشروعه الرامي إلى إقامة “إسرائيل الكبرى ”
من خلال التركيز على الهوية الوطنية المتجذرة في ثرى فلسطين.
– كسرت الدعوة والمقاومة هيبة الكيان الصهيوني لدى المجتمع الدولي، وكشفت عن وجهه الإرهابي والعنصري والدموي، وأنه سبب عدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة.
– أ وجدت الدعوة والمقاومة حالات واضحة من التداعي النفسي المجتمعي في الكيان الغاصب ،
حيث تبين وجود حالات كثيرة من الأمراض النفسية تردد على العيادات النفسية.
– أدت الدعوة والمقاومة إلى تصدع المرتكزات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإيديولوجية
والعسكرية للكيان الصهيوني، وإحداث إرباك فيه، خاصة كلما تزايدت خسائره البشرية.
– فضحت الانتفاضة والمقاومة الكيان الصهيوني وأظهرته على حقيقته القمعية والفاشية
والعنصرية، جراء عمليات القمع المستمرة ليل نهار.
– ساهمت الدعوة والمقاومة في حرمان المجتمع الصهيوني من الإ حساس بالاستقرار أو الأمن،
وأغرقت الجيش الإسرائيلي وسائر القوى الأمنية الأخرى في حرب استنزاف لا تنتهي.
– دفعت الدعوة والمقاومة بالعديد من المهاجرين الجدد لتغيير خياراتهم ، بعدما دفعوا ثمنًا باهظًا
من أبنائهم، فقرر بعضهم المغادرة، وقرر بعض الذين لم يأتوا بعد إلغاء قدومهم لهذا الكيان.
– أفرزت الدعوة والمقاومة نتائج بالغة السلبية على كيان العدو على جميع الصعد والمستويات
الأمنية والاقتصادية والنفسية وفي مجال علاقات هذا الكيان بالعالم الخارجي.
– نجحت الدعوة والمقاومة في استنزاف العدو ماديًا ومعنويًا من خلال إلحاق ضربات موجعة
بقواه البشرية وأمنه الداخلي.
– أحدثت الدعوة والمقاومة شرخًا في ثقة الكيان الصهيوني بإجراءاته الدفاعية، مما أوجد حالة
من عدم التعادل الاستراتيجي توازن الرعب، فإرهاق الدم الفلسطيني يقابله إرهاق للدم اليهودي.
– كسرت الدعوة والمقاومة كبرياء القادة الإسرائيليين ، فعندما حدد شارون لنفسه فترة المائة يوم
لكي يضع حدًا للانتفاضة والمقاومة، أثبت الواقع فشلة الذريع وبالتالي فقد مصداقيته.
– غيرت الدعوة والمقاومة كل نظريات الأمن الصهيوني، في أن مزيدًا من الاحتلال يوفر مزيدًا
من الأمن، وقلبتها رأسًا على عقب . وأوجدت معادلة جديدة على الأرض، مؤداها أن العنف مهما
بلغ فلن ينجح في قهر الشعب الفلسطيني، أو في جعله ينكسر أمام إرادة العدو.
تعقيب عام:
من الملاحظ بأن هناك تقاطعًا بين وسائل الدعوة، ووسائل الإعلام، من أبرزها أن الدعوة تستخدم
وسائل لإيصال فكرتها عبر الداعية للآخرين، و الإعلام يستخدم ذات الوسائل لإيصال فكرته
عبر الإعلامي للآخرين. أي هناك تقاطع بين وسائل الدعوة، وبين وسائل الإعلام فكلاهما
وسيلتين للبلاغ، لم يريد الشخص أن يبلغه للآخرين ، وإن كان مدلول الدعوة أشمل وأعم من
وسائل الإعلام بشكل كبير . ولكن جوهر الاختلاف يكمن في أن الدعوة علم وتربية، تتم و فق
فكرة أو مبدأ سام ي، وبالتالي لا تستخدم فيها وسائل غير نظيفة في إيصال ما تريد للآخرين .
في حين أن الإعلام قد يتخذ ذلك الأمر، حسب من يوجهه ويبرمجه لهذا الدور.
وقد أثبت الواقع العملي أنه برغم قلة الوسائل الإعلامية التي تمتلكها الدعوة والمقاومة في
فلسطين، إلا أن لها فعالية عالية، حيث تخطت كل الصعاب وناضلت بوسائلها الإعلامية النفسية،
التي اقترنت جنبًا إلى جنب مع المقاومة، وشكلتا معًا عاملا مهمًا في تقديم مادة إعلامية لوسائل
الإعلام الدعوي، لبناء المواطن الفلسطيني بشكل يتناسب وحجم الهجمة الإعلامية التي تمارسها
وسائل الإعلام الصهيونية. وتشكل في نفس الوقت دعاية مضادة، وحربًا نفسية ووقائية منه.
لقد أصبحت الدعوة والمقاومة في فلسطين بفعل الواقع، صنوان لا ينفصلان عن بعضهما البعض،
حيث شكلت المقاومة للدعوة أحد أهم روافدها، ووجهها المشرق الوضاء ، وأضافت في نفس
الوقت لها بعدًا جديدًا ومذاقا يفردها عن غيرها من الدول، حيث تشارك الدعوة في فلسطين
غيرها من الدول في النشاط الدعو ي، وتزيد عنها في النشاط المقاوم للمحتل . أي أن الواقع
الفلسطيني قد أفرز حالة رائعة من التعاضد والتماسك بين الدعوة والمقاومة، مما يصعب تناول
أحدهما بمعزل عن الآخر، في ج ميع مجالات الحياة، لكونهما قد أصبحا كائنًا واحدًا لا ينفصل،
باعتماد كلا منهما كليًا على الآخر، لدرجة أن أصبح من الخطأ تناول أحدهما حتى للدراسة
بمعزل عن الآخر . فالدعوة قد شكلت الرافد الأهم والأساس للمقاومة، وصبغت هذه المقاومة
بصبغتها الفكرية، والأخلاقية، والمنهجية، والعملية . كما أمدتها بقواعد التعامل مع الناس، وكانت
لها بمثابة البوصلة الهادية والمرشدة في جميع حركاتها وسكناتها قبل المواجهة وأثناءها وبعدها
وخاصة في تصديها المادي والمعنوي (على صعيد المواجهة العسكرية، أو السياسية أو
الإعلامية حيث شكلت لها عامل قوة ووقاية من الحرب النفسية التي تشنها وسائل الإعلام
الصهيوني. وشكلت لها كذلك أهم جوانب القوة والدعم لإعلامها الموجه لتعزيز عوامل الصمود
والمقاومة. وكانت بذلك المصل للمقاومة في التصدي لأخطر أسلحة الحرب النفسية الصهيونية .
كما أعطتها زخمًا وروحًا معنوي ة عالية، من خلال مدها بمعطيات الشرعية والحق في المقاومة،
وباعطائها الهدف، والوسيلة النظيفة للمقاومة.
ومن مظاهر التعاضد كذلك بين الدعوة الإسلامية، والمقاومة في فلسطين، أنهما قد شكلا سويًا
المادة الخام لوسائل إعلام المقاومة وأساليب الحرب النفسية، ضد إعلام العدو وحربه النفسية .
حيث أحبطت الأهداف النفسية للتحرك العسكري والإعلامي الإسرائيلي الذي كان يهدف لإ ثارة
الرعب والخوف لدى الجانب الفلسطيني بشكل عام، ولدى الدعوة والمقاومة بشكل خاص.
وقد استطاعت الدعوة بنشاطها الدعوي والإعلامي، والمقاومة بنشاطها العسكري والإعلامي، أن
تحول نتيجة ذلك ا لعمل المشترك للدعوة و المقاومة إلى حرب نفسية مضادة في نحر العدو،
حيث عمل كلاهما على تصدير الرعب و الهلع لمواطني إسرائيل، لافتقادهم ا لشعور بالأمن، مما
كان له تأثير نفسي سلبي هائل على الجانب الإسرائيلي، أكثر من تأثير كل عمليات القمع عل ى
الجانب الفلسطيني . أي أن الدعوة والمقاومة قد كسرت حاجز الخوف لدى الفلسطيني، وصدرته
للكيان الصهيوني، بدليل تحويل الإحباط الفلسطيني لمقاومة تتسم بجرأة نادرة، في صورة الشباب
الفلسطيني الذي يقف ببندقيته في وجه العدو، وفي صورة طفل يتحدى جنديً ا بحجرة ، وكهلا
يواجه الموت بإرادته ، وإمراة تتحدى المستحيل في تقديم فلذة كبدها للذود عن كرامة الأمة . مما
يؤكد على أن الدعوة عندما تمتزق بالمقاومة لا يمكن أن تهزم بإذن الله.
وليس أدل على ذلك بأن الصراع الدائر اليوم على أرض فلسطين، بين الدعوة و المقاومة، و قوات
الاحتلال، هو تحدى للمستحيل من أن الآ ثار النفسية السلبية من يأس وإحباط، التي يفترض أن
تصيب المجتمع الفلسطيني، بسبب الخبرات الأليمة و المأساوية من قتل ودمار جراء ممارسات
الاحتلال، قد انقلبت لإيجابية بفضل الدعوة والمقاومة . فمن العجب أن الخسائر البشرية من
الشهداء أو الجرحى ، والمادية من تدمير للمنازل والمرافق العامة، كان يقابله ارتفاع في الروح
المعنوية، وزيادة في التماسك الاجتماعي، وتشبث بالوحدة الوطنية ، و فوق ذلك كله تقوية دوافع
المقاومة، واستبعاد خيارات الخضوع والاستسلام، وابتكار أساليب جديدة لاختراق عمق ا لعدو .
أي أن الدعوة والمقاومة قد أسقطت بإراد تها حواجز اليأس والخوف، فكان الإقبال بلا تردد على
الشهادة من كل الفئات التي وحدتها الأزمة بشكل غير مسبوق، فالشخص المستعد للتضحية بحياته
يمتلك قوة غير محدودة لا يمكن أن يوازيها أو يعادلها أي سلاح يمتلكه الإحتلال.
الخاتمة
خلاصة البحث:
لقد تناول هذا البحث المتواضع موضوع هام وخطير، يمس مباشرة الصراع الدامي الذي يدور
اليوم على أكثر من جبهة بين الدعوة والمقاومة من جهة، وبين الكيان الصهيوني من جهة أخرى .
والتي تمثل وسائل الإعلام الصهيوني، وأساليبه في الحرب النفسية أحد أهم وأخطر أشكاله،
وآثارة السلبية التي تحاول هذه الوسائل أن تتركها فيه، لولا تصدي إعلام الدعوة والمقاومة لها .
وقد تصدر البحث مقدمة وتمهيد تناولت : مشكلة البحث، وأهدافه، وأهميته، ومصطلحاته، وخطته .
ثم تناول الفصل الأول، الذي إشتمل على مبحثين، المبحث الأول : تم التعرف من خلاله على
وسائل الإعلام ا لصهيونية، وأهم المفاهيم المتعلقه بها، والتعرف على أهدافها، وأبرز الجوانب
التي تشكل أهميتها، ثم تم التطرق لأهم أنواعها التي تحارب بها الدعوة والمقاومة في فلسطين .
مع توضيح كيفية التعامل من قبل الدعوة والمقاومة، مع كل وسيلة من هذه الوسائل الإعلا مية .
وفي المبحث الثاني تم التعرف على أساليب الحرب النفسية الصهيونية التي تستخدمها وسائل
الاعلام الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ، و التعرف على مفهومها وطبيعتها و أهم مكوناتها ،
وأهدافها، وأهميتها، وأبرز أنواعها التي تشكل مادتها الإعلامية، و أبعادها ك الدعاية والتضليل
الإعلامي و الإشاعة، وغيرها، وأبرز أدواتها التي تستخدمها ضد الدعوة والمقاوم ة في فلسطين .
مع توضيح كيفية التعامل من قبل الدعوة والمقاومة، مع كل أسلوب من هذه الأساليب النفسية.
وتناول الفصل الثاني مبحثين، تناول المبحث الأول : إستراتيجية وسائل الإعلام الصهيوني،
وحربها النفسية ضد الشعب الفلسطيني، وضد الدعوة والمقاومة فيها، وبعض الأساليب النفسية
المستخدمة في الحرب النفسية، وأهم المؤثرات السلبية لهذه الوسائل وحربها النفسية في فلسطين .
وتناول المبحث الثاني: إستراتيجية تصدي الدعوة والمقاومة لوسائل الإعلام الصهيونية ، وأساليب
حربها النفسية، والوقاية منها . ثم استعراض بعض الأساليب الوقائية لإعلام الدعوة والمقاومة من
وسائل الإعلام الصهيوني، وحربها النفسية . ثم بين الأثر النفسي الإيجابي التي تخلفه الدعوة
والمقاومة على نفسية الفلسطيني، وفي المقابل آثرها السلبي على نفسية المواطن الصهيوني.
وأنهي البحث بتعقيب عام، ثم بخاتمة، تناولت ملخص للبحث، وأهم نتائجه، وأبرز التوصيات فيه .
ثم أعقب ذلك عملية التوثيق، فالمراجع والمصادر.
نتائج البحث:
– أظهر البحث بأن وسائل الإعلام الصهيونية، هي الأداة الأهم في الحرب النفسية ضد الشعب
الفلسطيني والدعوة والمقاومة. والتي تهدف إلى هزيمته النفسية والعملية.
– وأظهر بأن الدعوة والمقاومة في فلسطين، جسم واحد لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، من
خلال إمداد الدعوة للمقاومة، بأفكارها وأطروحاتها وأخلاقياتها وممارساتها، في الواقع.
– وأظهر بأن الدعوة قد شكلت أحد أهم جوانب الإعلام الموجه، وأمدت المقاومة بمادة خصبة
للإعلام الموجه ضد العدو، وطورت من وسائلها الإعلامية عبر المقاومة للرد على إعلام العدو.
– وأظهر بأن الدعوة كانت بمثابة المصل القوي والمناعة الفعالة للشعب الفلسطيني بشكل عام،
وللدعوة والمقاومة بشكل خاص، ضد وسائل الإعلام الصهيوني وحربها النفسية.
– وأظهر بأن المقاومة قد أعطت للدعوة زخم وروح ودعم وعناصر والتفاف جماهيري حولها .
وأنهت حالة التفرد في الساحة الفلسطينية للبعض، بحضورها القوي على الساحة.
توصيات البحث:
– نوصي الأخوة القائمين على الإعلام بالتركيز على وسائل الإعلام الصهيونية وما تحمله في
أحشائها من حرب نفسية موجهه، لفضح هذه الوسائل العنصرية وتحيزها في نقل الحقيقة.
– نوصي كذلك الأخوة في جميع الفصائل تكثيف المحاضرات والندوات المتعلقة بموضوع
الإعلام والحرب النفسية الإسرائيلية.
– كما نوصي كل المهتمين بضرورة تقديم الدعم المالي والمعنوي لصمود الإعلاميين الفلسطينيين
المدافعين عن فلسطين وعروبة القدس.
– و نوصي كذلك السلطة الفلسطينية بتفعيل دور الإعلام الرسمي لفضح الكيان الصهيوني ، ببيان
نشاطه الإعلامي المغرض في المحافل العالمية.
– كما نوصي بتوحيد جهود الهيئات والمؤسسات الأهلية على مواجهة الحرب النفسية الإسرائيلية،
وتفعيل دورها من خلال التنسيق مع اللجان الوطنية والإسلامية لمواجهة الإعلام الإسرائيلي .
– ونوصي المواطنين على التمسك بآرائهم وعدم التأثر بالإعلام الإسرائيلي وما يبثه من برامج
موجهة، وأخذ جميع التصريحات الإسرائيلية في وسائل الإعلام بمحمل الشك.
– كما نوصي بإقامة محطات فضائية بلغات أجنبية، تصاحب بث برامج في وسائل الإعلام بلغات
أجنبية متعددة، تفضح ما يقوم به العدو الصهيوني، من حرب نفسية على الشعب الفلسطيني.
التوثيق:
( 1) لسان العرب” ابن منظور، دار المعارف– لبنان، 1119 م، ج 24 ، ص 3083
2))الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني محمد البخاري http://www.mondiploar.com
( 3) النظرية الإسلامية في الحرب النفسية ” محمد جمال الدين محفوظ، دار الاعتصام-القاهرة، 1979 م، ص 11
( 4) لسان العرب” ابن منظور،ج 16 ، ص 1386
( 5) المدخل إلى الدعوة الإسلامية ” ب-ت ص 15
( 6) لسان العرب” ابن منظور،ج 42 ، ص 3782
” (7)أصول المواجهة الإعلامية” محمود الزهار، مركز النور للبحوث والدراسات، ط 1 2004 ص 5، غزة- فلسطين،
Cool)الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني محمد البخاري http://www.mondiploar.com
( 9) الدعاية السياسية وتطبيقاتها” محمد منير حجاب، دار الفجر، 1998 م،ط 1ص 60
2001 م ص 22 )
(10)الحرب والثقافة “، خليل إبراهيم حسونة، دار مقداد للطباعة والنشر، ط 2
11 ) ) الحرب النفسية والشائعات “، معتز السيد عبد الله، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة. 1997 م ص 67
12 )) الهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية “، التقرير السنوي، الطبعة الأولى، 2001 م
(13 ) الهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية “، التقرير السنوي، الطبعة الرابعة، 2004 م.
14 ) الهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية “، التقرير السنوي، الطبعة الثانية، 2002 م.
(15 ) الحرب والثقافة ” خليل حسونة ص 42
( 16 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله، ص 3
( 17 ) الحرب والثقافة ” خليل حسونة، ص40
( (18 ) الحرب والثقافة ” خليل ابراهيم حسونة، ص 42- 43
( 19 ) الرأي العام والحرب النفسية” مختار التهامي، دار المعارف، 1982 م ص252- 250
( 20 ) الحرب والثقافة ” خليل ابراهيم حسونة،ص 44
( 21 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، الطبعة الأولى، 1998 م ص 56
( 22 ) النظرية الاسلامية في الحرب النفسية ” محمد جمال الدين محفوظ، (ص 16
( 23)الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله، (ص14
( 24 ) الدعاية والراديو في الحرب النفسية” جيهان شتي، دار الفكر العربي، 1985 م، (ص 43
( 25 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، (ص 98
( 26 ) أصول علم النفس وتطبيقاته” فاخر عاقل، دار العلم للملايين– بيروت، الطبعة الأولى، (ص 244 http://www.albayan.com ،
27 ) )الحرب النفسية في النظام الدولي الجديد” سعد العبيدي
28))الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني محمد البخاري http://www.mondiploar.com
( 29 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، (ص6- 5
( 30 ) النظرية الاسلامية في الحرب النفسية ” محمد جمال الدين محفوظ، (ص 109
( 31 ) الدعاية السياسية وتطبيقاتها” محمد منير حجاب، (ص 120
( 32 ) الحرب والثقافة ” خليل ابراهيم حسونة (ص 52
( 33 ) الدعاية والراديو في الحرب النفسية” جيهان شتي، (ص 434
( 34 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 19
(35) الإعلام والدعاية عبد اللطيف حمزة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1984 م، ص 221
( 36 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، (ص 70
( 37 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، (ص 46
38))الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني محمد البخاري http://www.mondiploar.com
39)) التضليل الإعلامي” اريك رو لو
40 ) الهيئة العامة للإستعلامات الفلسطينية “، التقرير السنوي، الطبعة الأولى، 2001 م.
( 41 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 136
( 42 ) الرأي العام والحرب النفسية” مختار التهامي، (ص 144
( 43 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 280
44 ) ) الشائعة الخطر القادم عبر التاريخ”، ناهد باشطح، صحيفة الرياض http://www.alriyadh.com
45 ) ) الحرب النفسية والإشاعة ” ابتهاج النقشبندي http://www.alriyadh.com
(46 ) الإشاعة الإعلامية أكذوبة تتطلب التصديق” مجلة النبأ الإماراتية wwww.annabaa.org
http://www.hadj.ir ( 47 ) الإشاعة وأبعادها
http://www.alriyadh.com ( 48 ) الشائعة الخطر القادم عبر التاريخ”، ناهد باشطح
( 49 ) التحليل النفسي للاستخبارات” سمير عبده، دار الكتاب العربي–دمشق، 1992 م،( ص 75
( 50 ) سوسيولوجيا الجريمة” حسن اسماعيل عبيد، الناشر ميدلايت-لندن، 1993 م، (ص 217
( 51 ) ظاهرة تصفية العملاء ” محمد البيومي، الطبعة الأولى،غزة، 1994 م، (ص 71
52 ) ) دراسة لبعض المتغيرات المرتبطة بظاهرة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي” خضر عباس، رسالة الماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية- غزة، مكتبة المنار، 2000 م، (ص 145
( 53 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 101
( 54 ) المرجع في الحرب النفسية” مصطفى الدباغ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر- الأردن. ط 1 ، 1980 م،ص 126
( 55 ) “علم النفس العسكري” عبد الرحمن محمد العيسوي، دار الراتب الجامعية، 1999 م، ص 143
( 56 ) الدعاية والراديو في الحرب النفسية” جيهان شتي، (ص 461
( 57 ) المواجهة الإعلامية والهزيمة النفسية، http://www.islamicdawaparty.org
( 58 ) الدعاية والراديو في الحرب النفسية” جيهان شتي، (ص 501
(59 ) الاتصال ونظرياته المعاصرة” مكاوي والسيد، حسن عماد وليلى حسين، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثانية، (ص 208
( 60 ) الحرب والثقافة ” خليل ابراهيم حسونة (ص 331
(63 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 147-137
( 64 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 3
( 65 ) دراسة في الإرهاب اليهودي” خضر عباس، مركز أفق للدراسات، 2001 م،(ص 23
( 66 ) الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، (ص 80
( 67 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 193
( 68 ) النظرية الاسلامية في الحرب النفسية” محمد جمال الدين محفوظ، دار الإعتصام-القاهرة، 1979 م، (ص 62 http://www.alriyadh.com ،
69 ) ) الشائعة الخطر القادم عبر التاريخ”، ناهد باشطح
(70 ) المواجهة الإعلامية والهزيمة النفسية، http://www.islamicdawaparty.org
( 71 ) الحرب النفسية والشائعات ” معتز السيد عبد الله (ص 56
( 72 ) مسلم بن الحجاج القشيري، بشرح: محيي الدين النووي”، مكتبة دار المنار القاهرة.- صحيح مسلم، 1/ج- 2 325
المراجع
مراجع الكتب:
-أصول علم النفس وتطبيقاته” فاخر عاقل، دار العلم للملايين– بيروت، الطبعة الأولى، 1993 م. -أصول المواجهة الاعلامية” محمود الزهار، مركز النور للبحوث والدراسات، غزة- فلسطين2004م، ط 1
. -الإعلام والدعاية” عبد اللطيف حمزة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1984
– الاتصال ونظرياته المعاصرة” مكاوي والسيد، حسن عماد وليلى حسين، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثانية.
– التحليل النفسي للاستخبارات” سمير عبده، دار الكتاب العربي–دمشق، 1992 م.
-الدعاية السياسية وتطبيقاتها” محمد منير حجاب،1998 م دار الفجر، ط 1 .
– الدعاية والحرب النفسية” أحمد إسماعيل، الطبعة الأولى، 1998 م .
– الدعاية والراديو في الحرب النفسية” جيهان شتي، دار الفكر العربي، 1985 م.
– دراسة لبعض المتغيرات المرتبطة بظاهرة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي” خضر عباس، رسالة
الماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية- غزة، مكتبة المنار، 2000 م.
– دراسة في الإرهاب اليهودي” خضر عباس، مركز أفق للدراسات، 2001 م.
– الرأي العام والحرب النفسية” مختار التهامي، دار المعارف، 1982 م.
-الحرب والثقافة “، خليل إبراهيم حسونة، دار مقداد للطباعة والنشر، ط 22001 م. ”
– الحرب النفسية والشائعات “، معتز السيد عبد الله، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة. 1997 م.
-كتاب المناقب محمد بن اسماعيل البخاري، الطبعة الثانية، 2002 م، توزيع مكتبة عباس الباز، مكة المكرمة. – صحيح البخاري ج 1ص642
-مسلم بن الحجاج القشيري، بشرح: محيي الدين النووي”، مكتبة دار المنار- : القاهرة.
صحيح مسلم، ( 1/ج 5 ص 232
– ظاهرة تصفية العملاء ” محمد البيومي، الطبعة الأولى،غزة، 1994 م.
– سوسيولوجيا الجريمة” حسن اسماعيل عبيد، الناشر ميدلايت-لندن، 1993 م.
– علم النفس العسكري” عبد الرحمن محمد العيسوي، دار الراتب الجامعية، 1999 م.
– المدخل إلى الدعوة الاسلامية ” ب-ت1980 م
-المرجع في الحرب النفسية” مصطفى الدباغ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر- الأردن. ط 1
– لسان العرب” ابن منظور، دار المعارف– لبنان، 1119 م، (ج 24
– النظرية الاسلامية في الحرب النفسية ” محمد محفوظ، دار الاعتصام-القاهرة، 1979 م.
– الهيئة العامة للإستعلامات الفلسطينية “، انتفاضة الأقصى والحرب الإعلامية “، التقرير السنوي، الطبعة الأولى،2002 م.
مراجع الأنترنت:
http://www.islamicdawaparty.org المواجهة الإعلامية والهزيمة النفسية
http://www.islamicdawaparty.org ، – “الحرب الاعلامية والأمن الاعلامي الوطني” محمد البخاري
http://www.albayan.com ، – “الحرب النفسية في النظام الدولي الجديد” سعد العبيدي
http://www.mondiploar.com ، – “التضليل الإعلامي” اريك رو لو
http://www.alriyadh.com، – “الشائعة الخطر القادم عبر التاريخ”، ناهد باشطح، صحيفة الرياض
http://www.alriyadh.com ، – “الحرب النفسية والإشاعة ” ابتهاج النقشبندي
wwww.annabaa.org ، – “الإشاعة الإعلامية أكذوبة تتطلب التصديق” مجلة النبأ الإماراتية
http://www.hadj.ir الإشاعة وأبعادها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحرب النفسية على غزة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو عبيدة.. رجل بلا ملامح يقود الحرب النفسية من خلف الكوفية
» أبو عبيدة.. إليكم ما نعرفه عن قائد الحرب النفسية ضد إسرائيل
» انواع الأمراض النفسية
» أنواع الأمراض النفسية
» مفهوم الصحة النفسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: بلادنا فلسطين-
انتقل الى: