منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حرب 1948 - النكبه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:24

حرب 1948

أول حروب العرب مع إسرائيل، دارت عقب إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، منتصف مايو/أيار 1948، وأودت بحياة آلاف الجنود من الطرفين، وانتهت بهزيمة العرب، فأطلقوا عليها حرب "النكبة". 

أسباب الحرب
كان سعي اليهود لإقامة وطن لهم في فلسطين سببا رئيسيا لهذه الحرب، فقد سعوا -بمعاونة دول غربية- لتفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل، وهو ما أكده عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت بقوله "لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها".

وانتهج الاستيطان اليهودي فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى دينية وتاريخية مزعومة، والترويج لمقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وقد سعت "الحركة الصهيونية" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية، كما دعا المبشرون الأميركيون اليهودَ إلى العودة إلى أرض صهيون (فلسطين)، وكان أولهم راعي الكنيسة الإنجيلية القس جون ماكدونالد سنة 1914.

شهدت فترة الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان، ولا سيما بعد انعقاد مؤتمر لندن عام 1840. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم "الاستيطان الروتشيلدي" نسبة إلى المليونير اليهودي البريطاني ليونيل دي روتشيلد، الذي تولى إنشاء المستوطنات في هذه الفترة، حتى وصل عددها إلى 39 مستوطنة يسكنها 12 ألف يهودي.

ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي في فلسطين في العهد العثماني ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.

وبعد صدور وعد بلفور سنة 1917، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دورا كبيرا في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية.

وتعتبر مرحلة الانتداب البريطاني المرحلة الذهبية للاستيطان، حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته وتدعيمه.

في هذه المرحلة خضع الاستيطان لاعتبارات سياسية واستراتيجية، فأقيمت مستوطنات في مناطق استراتيجية، وكانت على شكل مجتمعات مغلقة "غيتو".

ومع صدور الكتاب الأبيض سنة 1930، الذي أقر تقسيم الدولتين، وحدد أعداد اليهود المسموح لهم بالهجرة خلال السنوات الأربع اللاحقة، قررت المنظمة الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود، لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين.

وتميزت السياسة الاستيطانية خلال فترة الانتداب بتوزيع المستوطنات الزراعية توزيعا إستراتيجيا على حدود الدول العربية المتاخمة لفلسطين، حيث أقيمت 12 مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان، وأقيمت ثماني مستوطنات على حدود مصر، وسبعة على حدود سوريا.

وكثفت المنظمة الصهيونية في السنوات السابقة لقيام إسرائيل الاستيطان في السهل الساحلي بين حيفا (شمال غرب القدس) ويافا (غربا)، كما تملكت مساحات كبيرة في القسم الشمالي من فلسطين وخاصة في سهل الحولة، وإلى الجنوب من بحيرة طبريا على طول نهر الأردن وعند مصبه.

وتوسعت أملاك اليهود في منطقة القدس، وفى ضواحي بئر السبع، والنقب الشمالي ومنطقة غزة، ففي الفترة ما بين 1939-1948 أقيمت 79 مستوطنة على مساحة تجاوزت مليونا دونم.

أدرك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان وهجرة اليهود، وسعوا لمواجهة هذا المخطط في وقت مبكر، فقاموا بتأسيس عدد من الأحزاب والجماعات، لمقاومة الهجرة اليهودية، و تأسست في بيروت جمعية تحت مسمى "الشبيبة النابلسية" والتي شكلت بدورها جمعية "الفاروق" التي اتخذت من القدس مقر لها، وهدفت إلى الكشف عن الخطر الصهيوني بالمنطقة ومجابهته.

لكن اليقظة الفلسطينية والعربية لم تمنع تزايد الهجرة، لأن موقف الحركة الوطنية في حينه، كان يراهن على إمكانية تغير موقف الحكومة البريطانية الداعم للمشروع الصهيوني من جهة، كما أن الأحزاب السياسية الفلسطينية كانت تعيش صراعا على القيادة أضعف دورها في مواجهة مخطط التهويد.

المنظمات اليهودية
عمل اليهود خلال مراحل الاستيطان على تكوين منظمات لتأمين المستوطنين وتدريبهم على القتال، وكان من أبرز هذه المنظمات (الهاغاناه، البلماخ، الإرغون، الشتيرن).

– الهاغاناه
تعتبر النواة الأولى للجيش الإسرائيلي، وقد أنشئت في القدس سنة 1921 للدفاع عن اليهود وممتلكاتهم، وتدريب المنضمين لها على القتال، وكان من حصيلة عملها إنشاء خمسين مستوطنة يهودية في أماكن مختلفة من فلسطين، والمساعدة في تهجير عدد كبير من اليهود بطريقة غير شرعية.

وفور تأسيسها انضم إليها عدد كبير من أفراد الفيلق اليهودي الذي حلّته سلطات الانتداب البريطاني عام 1921، بعد أن قاتل إلى جانبها في البلقان عامي 1917 و1918 إبان الحرب العالمية الأولى.

– الأرغون
تشكلت سنة 1931 من مجموعة من المنشقين عن الهاغاناه بزعامة الروسي إبراهام تيهومي، الذي كان ساخطا على القيود البريطانية المفروضة على الهاغاناه في تعاملها مع الثوار الفلسطينيين، وقد نفذت هذه المنظمة أكثر من ستين عملية عسكرية ضد الفلسطينيين العرب إضافة إلى مهاجمتها قوات الاحتلال البريطاني.

وتلقّت الأرغون دعما سريّا من بولندا ابتداءً من العام 1936، وذلك لرغبة الحكومة البولندية في تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين.

وفي عام 1931 وضعتها الحكومة البريطانية على قوائم المنظمات الإرهابية، وفي العام 1943 تولى مناحيم بيجين، الذي أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل فيما بعد، قيادة المنظمة، التي تم حلها مع غيرها من المنظمات العسكرية لتكوين جيش الدفاع الإسرائيلي.

– الشتيرن
أسس اليهودي البولندي إبراهام شتيرن سنة 1940 مجموعة أطلق عليها اسم "المحاربون من أجل حرّية إسرائيل" عرفت باسم "شتيرن" نسبة إليه.

وكان شتيرن وأتباعه يرغبون في العمل المستقل خارج نطاق وتوجيهات المنظمة الصهيونية العالمية، وبعيداً عن مظلة الهاغاناه. كما كان يرى بضرورة محاربة الانتداب البريطاني في فلسطين لإنهائه، وإقامة دولة إسرائيل، وكان أعضاء الحركة يرفصون الانضمام لصفوف الجيش البريطاني. وتعد شتيرن من أكثر المنظمات شهرة وشراسة وكانت تميل إلى التحالف مع ألمانيا النازية بدلا من بريطانيا.

وقد شنت هذه المنظمة عددا من الهجمات على القوات البريطانية ونسفت عددا من معسكراتها، ولقي مؤسسها مصرعه على يد القوات البريطانية سنة 1942. كما شاركت في مذبحة دير ياسين غربي القدس، التي وقعت سنة 1948.

وقد ذابت المنظمة في الجيش الإسرائيلي، وصرفت الحكومة الإسرائيلية رواتب تقاعدية لمنتسبيها ومنحت بعضهم نياشين "محاربي الدولة".

– البلماخ
بدأت البلماخ (جند العاصفة) نشاطها في 19 مايو/أيار 1941، وكانت هي القوة المتحركة الضاربة للهاغاناه. وقد لعبت هذه المنظمة دورا هاما في إقامة إسرائيل، من خلال عمليات نسف خطوط السكك الحديدية والغارات الخاطفة على القرى الفلسطينية، وذلك قبل أن يدمجها بن غوريون ضمن قوات جيش الدفاع.

ضمت البلماخ تسع فرق تلقى أفرادها تدريبات شاقة على أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق لترويع السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدنهم وقراهم، والقيام بأعمال ضد قوات الانتداب البريطاني إذا وقفت عقبة أمام تحقيق حلم إقامة إسرائيل.

وكان إسحق سادي الضابط السابق في الجيش القيصري الروسي أحد مؤسسيها الأوائل مع موشيه ديان (الذي أصبح وزيرا للدفاع) وإسحق رابين (الذي أصبح رئيسا للوزراء) وإيغال آلون (الذي أصبح نائبا لرئيس الوزراء) وعزرا وايزمان (الرئيس السابق لإسرائيل).

وكان للبلماخ مخابرات جيدة التنظيم استطاعت بمساعدتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس، كما تخفى كثير منهم بالزي العربي واستقروا في سوريا ولبنان للهدف نفسه.

عملت قوات البلماخ ضد الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا رئيسيا في حرب 1948 في الجليل والنقب وسيناء والقدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:25

نذر الحرب
قبيل إعلان إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية (56% من مساحة فلسطين الكلية)، ودولة عربية (43% من المساحة) فلسطينية وتدويل منطقة القدس (1% من المساحة).

وفيما رحب اليهود بالقرار، أعلن العرب والفلسطينيون رفضهم له، وشكلوا "جيش الإنقاذ" بقيادة الضابط السوري فوزي القاوقجي، لطرد الجماعات اليهودية من فلسطين.

ومع إعلان العرب عزمهم التدخل في فلسطين، تم تكليف القائد العام المساعد للجيش الإسرائيلي يغال يادين بوضع خطة لمواجهة هذا التدخل، عرفت بالخطة (دالت).

وفي منتصف الليل بين 14 و15 مايو/أيار 1948 أنهت الحكومة البريطانية وجودها في فلسطين، وقبل إنهاء الانتداب بساعات أعلن المجلس اليهودي في تل أبيب قيام دولة يهودية في فلسطين بمجرد إنهاء الانتداب، دون إعلان حدود لهذه الدولة.

جيش الإنقاذ
في سبتمبر/أيلول 1947 حاولت الجامعة العربية توفير احتياجات الفلسطينيين، فشكلت "اللجنة العسكرية الفنية" لتقييم الوضع العسكري، وأكدت اللجنة أن الفلسطينيين لا يملكون القوة ولا التنظيم الذي يمكنهم من مجابهة اليهود، ودعت الدول العربية للتعبئة الكاملة.

وكان رئيس اللجنة الفنية اللواء إسماعيل صفوت قد حذر من أن التغلب على القوات اليهودية بقوات غير نظامية أمر مستحيل، وأن العرب لن يتحملوا حربا طويلة.

وفي الفترة ما بين 8- 17 ديسمبر/كانون الأول 1947، أعلنت الدول العربية أن تقسيم فلسطين غير قانوني، وفي خطوة أولى لمجابهة قيام إسرائيل، وضعت مبلغ مليون جنيه إسترليني وعشرة آلاف بندقية، وثلاثة آلاف متطوع بينهم نحو 500 فلسطيني، تحت تصرف اللجنة العسكرية الفنية، فيما عرف بجيش الإنقاذ، ثم قامت بإرسال جيوش من خمس دول عربية لخوض الحرب.

الجيوش العربية
شاركت مصر في هذه الحرب بعشرة آلاف جندي تحت قيادة اللواء أحمد علي المواوي، وزادت عدد الجنود إلى نحو عشرين ألفا. وتمثلت هذه القوات في خمسة ألوية مشاة، ولواء آلي واحد، ولواء مجهز بـ16 مدفعا عيار 25، ولواء مجهز بثمانية مدافع عيار 6، ولواء مجهز بمدفع آلي متوسط.

ولم يكن لدى العرب قاذفات للقنابل، فعمل اللواء طيار مهندس عبد الحميد محمود أثناء الحرب على تحويل طائرات النقل إلى قاذفات للقنابل لتساهم في الحرب، كما قام بإصلاح سرب من طائرات "الكوماند" تركه الأميركيون في مطار القاهرة عام 1945، وتحويله إلى قاذفات للقنابل، فأصبح لدى القوات الجوية سربا كاملا من الطائرات.

وتكوّن الجيش الأردني من أربعة أفواج ضمت نحو ثمانية آلاف جندي ارتفع عددهم إلى 12 ألفا خلال الحرب، وكان مركزه مدينة الزرقاء (شمال شرق عمان). وتولى قيادته ضابط إنجليزي يدعى جون باغوت غلوب (غلوب باشا). أما القيادة الميدانية، ومركزها مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) فتولاها البريطاني العميد نورمان لاش.

وضمت القوة الأردنية بطاريتي مدفعية، كل واحدة بها أربعة مدافع 25 رطلا بريطانية الصنع.

وأرسلت العراق قوة عسكرية بقيادة العميد محمد الزبيدي ضمت 3000 فرد إلى شرق الأردن، وارتفع عدد هذه القوة فيما بعد إلى 15 ألفا.

أما سوريا فأرسلت 2000 جندي، تحت قيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم، وصلوا فيما بعد إلى 5000.

وعلى حدوده الجنوبية حشد لبنان كتيبتي مشاة في كل منها ثلاثة سرايا بنادق، وتكونت كل سرية من ثلاث فصائل، وضمت الكتيبة الواحدة 450 جنديا، وفصيل مدفعية هاون ومدافع رشاشة، وبطارية مدفعية من أربعة مدافع عيار 105 ميلمترات. كما أرسلت أربع عربات مدرعة وأربع دبابات خفيفة، وكانت هذه القوات تحت قيادة العميد فؤاد شهاب.

وشاركت المملكة العربية السعودية في هذه الحرب بنحو 3200 مقاتل، قادهم العقيد سعيد بيك الكردي ووكيله القائد عبد الله بن نامي، وقاتلت إلى جانب القوات المصرية.

قوات إسرائيل
مع نهاية 1947 كانت أعداد منظمة الهاغاناه قد وصلت إلى نحو 45 ألفا وثلاثمائة فرد، بينهم 2200 من البلماخ، وفق المصادر الرسمية الإسرائيلية، وعقب قرار التقسيم انضم لها نحو ثلاثين ألفا من يهود فلسطين، وعشرين ألفا من يهود أوروبا، حتى إعلان قيام دولة إسرائيل.

وحينما اندلعت الحرب ارتفعت أعداد الهاغانا في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران 1948 إلى نحو 107 آلاف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:25

بدء الحرب
هاجمت الجيوش العربية المستوطنات اليهودية بفلسطين، كما هاجم الجيش المصري تجمعي "كفار داروم، ونيريم" بمنطقة النقب.

وفي 16 مايو/أيار عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، ثم عبر لواء رابع وعدد من كتائب المشاة خلال الحرب.

آنذاك كانت الجبهة الأردنية الإسرائيلية أقوى الجبهات وأهمها، نظرا لعلو تدريبات الجيش الأردني وتكتيكاته التي مكنته من خوض ثلاث معارك كبرى (باب الورد، اللطرون، جنين). فيما عانت الجيوش العربية ضعفا شديدا في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى التكتيكي، وعجزت عن القيام بمناورات تكتيكية.

 وضم الجيش الأردني نحو خمسين ضابطا بريطانيا، وألحق بالإسرائيليين خسائر كبيرة، واحتفظ بالقدس والضفة الغربية كاملة حتى انتهاء القتال.

أما الجيش العراقي فخاض معارك شرسة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية مدعوما بمقاتلين فلسطينيين، وتمكن من إخراج كافة القوات اليهودية منها وعلى رأسها قوات الهاغانا سنة 1948. كما اقترب من تحرير مدينة حيفا (شمال غرب القدس) بعد أن حاصرها، ولكنه توقف بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه أمرا بتحرير المزيد من الأراضي.

وخلد الفلسطينيون ذكرى القتلى العراقيين حيث بنوا مقبرة للشهداء العراقيين (مثلث الشهداء) في إحدى قرى مدينة جنين.

وبدورها استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية (الجبهة الشمالية للقتال)، وواصلت القتال حتى فرض مجلس الأمن على لبنان وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو/حزيران 1948، وحظر تزويد أطراف الصراع بالأسلحة، سعيا لإيجاد حل سلمي.

وعانى الجيش المصري (أكبر الجيوش العربية في هذه الحرب) من مشاكل تنظيمية ونقص في الأسلحة، رغم أنه قاتل بقوة في معركة الفالوجة التي كانت أهم معاركه، حتى حاصرته القوات الإسرائيلية.

وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ووزير دفاعه المشير عبد الحكيم عامر، بين من حوصروا، كما شارك في الحرب أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين من مصر وسوريا والأردن والعراق وفلسطين. 

الأسلحة الفاسدة
قضية الأسلحة الفاسدة هي واحدة من أشهر القضايا التي ارتبطت بهزيمة مصر في حرب فلسطين عام 1948، وتم الترويج لأنها كانت أحد أسباب قيام مجموعة الضباط الأحرار بثورة يوليو/تموز 1952 على الملك فاروق الأول.

وكان الملك فاروق قرر دخول الحرب قبل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين بأسبوعين فقط، ثم أقر البرلمان المصري دخول الحرب قبلها بيومين فقط.

ودفع نقص التسليح وضيق الوقت القيادة المصرية لتشكيل لجنة "احتياجات الجيش" في 13 مايو/أيار1948، ومنحها صلاحيات واسعة  لشراء السلاح وتحديد مصادره وأنواعه، في أقرب وقت، دون رقابة.

ومع حظر مجلس الأمن بيع الأسلحة للدول المتحاربة في فلسطين، لتحجيم قدرة الدول العربية على القتال، لجأت الحكومة المصرية لعقد صفقات مع شركات السلاح تحت غطاء أسماء وسطاء مصريين وأجانب، للتحايل على القرار.

وقد أصدر ديوان المحاسبة تقريرا سنة 1950، حمل مخالفات مالية جسيمة شابت صفقات أسلحة للجيش تمت في عامي 1948 و1949.

وقدم المسؤولون عن هذه الصفقات للمحاكمة، بعد ضغوط كبيرة، لكنهم حصلوا جميعا على البراءة في 10 يونيو/حزيران 1953 (بعد الإطاحة بالملك)، ما عدا متهمين اثنين حكم عليهما بغرامة مائة جنيه على كل منهما، وهما القائم مقام عبد الغفار عثمان والبكباشي حسين مصطفى منصور.

وتشير كثير من شهادات الجنود والضباط إلى أن الأسلحة الفاسدة لم يكن لها تأثير في مجريات حرب 1948.

فعندما وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول على السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء لمصادر كثيرة ومنها مصادر سريعة وغير مضمونة لتوريد السلاح وتمثلت في تجميع أسلحة ومعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية واختيار الصالح منها وإرساله إلى الجيش، وأدى استخدامها عدد منها لوفاة جنود.

وتجدر الإشارة الى أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخرى كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع، ومن سقوط قتلى أكثر مما حدث.

وقف القتال
بعدما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لبنان قرار وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو/حزيران 1948 وحظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، توقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية، فيما واصل جيش الإنقاذ عملياته العسكرية في منطقة الجليل.

تم تحديد هدنة لمدة أربعة أسابيع، وعلى الرغم من حظر التسليح أو إرسال أي قوات جديدة لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم بهذا الشرط، وسعت لتعويض خسائرها، وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة وخصوصا الطائرات، كما تطوع كثيرون من يهود أوروبا للقتال.

خرقت إسرائيل الهدنة، تحت مسمع ومرأى من الأمم المتحدة، وزحفت جنوبا نحو الفالوجة (التي كانت بها القوات المصرية) لتوسيع رقعة الأراضي التي احتلتها وتطويق الجيش المصري المتمركز بها، وإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب من تل أبيب.

وفي 8 يوليو/تموز 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة تمديد الهدنة.

ومع انتهاء الهدنة اتخذت المعارك مسارا مختلفا، وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم مكنت إسرائيل من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية.

وفي 21 يوليو/تموز توقفت المعارك بعد تهديدات من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات قاسية على طرفي المعركة. وقد قبل العرب هدنة ثانية، وكان هذا القبول بمثابة اعتراف بالهزيمة.

وفي 7 يناير/كانون الثاني 1949 انتهى القتال بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وطوق القوات المصرية التي كانت موجودة حول الفالوجة في النقب الشمالي. ثم بدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية حيث توسطت الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب، وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر.

في الفترة ما بين 24 فبراير/شباط و20 يوليو/تموز 1949 تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، وكان مجلس الأمن قد أوصى في 7 مارس/آذار 1949 بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة. وفي 11 مايو/أيار 1949 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه التوصية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:28

أسباب الهزيمة
يرجع المؤرخون سبب هزيمة العرب في هذه الحرب إلى أسباب عسكرية وأخرى سياسية. أما العسكرية فأبرزها وجود فارق كبير في خبرة القتال والعدد والتسليح بين العرب واليهود.

كما ساهمت بعض القرارات في الهزيمة ومنها:

– انسحاب القوات الأردنية من مواقعها بأمر من قيادتها السياسية، وهو ما تسبب في خسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، ومنها الجليل الأعلى والنقبـ، كما أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل الإسرائيليين.

– فارق الخبرة العسكرية والعدد والعدة بين الجيش المصري وجيش الهاغاناه اليهودي، فلم تكن لدى قيادة الجيش المصري سابق خبرة في قيادة أي معارك حربية، فآخر الحروب التي خاضها الجيش المصري كانت بقيادة إبراهيم باشا في الشام سنة 1839، ومنذ ذلك الحين لم يشارك الجيش المصري في أي معارك حربية.

في المقابل شارك جيش الهاغاناه اليهودي في الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولى، ثم في الحرب العالمية الثانية، فاكتسب اليهود خبرات كبيرة في هذه الحروب متعددة الجبهات.

ونقل مؤرخون عسكريون أن القوات الإسرائيلية كانت تفوق القوات المصرية في العدد بنسبة 2 إلى 1، وبلغت نسبة تفوق القوات الإسرائيلية على المصرية في المعدات والذخائر من حيث الكم والكيف نسبة 3 إلى 1.

– ضعف فرق المقاومة الفلسطينية، وقلة تسليحها وخبرتها التنظيمية.

أما الأسباب السياسية والتي تعتبر العامل الأكبر لهذه الهزيمة فتمثلت في:

– مساندة إنجلترا والولايات المتحدة و فرنسا إقامة دولة يهودية في فلسطين، من خلال تشجيع هجرة اليهود بأعداد ضخمة إلى فلسطين، وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة، وتدريبهم، ومنع كل ذلك عن العرب.

ورغم موافقة إنجلترا على دخول الدول العربية الحرب بجيوشها، إلا أنها كانت تعلم أن القوات العربية بتسليحها وقدرتها لن تحقق نصرا على قوات اليهود، كما أنها مارست ضغطاً كبيراً على حكومات الدول العربية لتضمن قيام دولة يهودية في الأراضي التي خصصت لها بموجب قرار التقسيم.

– غياب استراتيجية واضحة لدى القيادة السياسية في مصر التي لم تكن لديها الدراسات السياسية والعسكرية والتاريخية عن فلسطين وخطورة المخطط اليهودي، وطبيعة وأسباب وأبعاد المساندة الغربية لقيام هذا الكيان فوق أرض عربية.

– قيام القوات الأردنية بالانسحاب من مواقعها بأوامر من قيادتها السياسية، وهو ما أدى لخسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، وهي الجليل الأعلى وصحراء النقب. كما أن الانسحابات الأردنية أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل قوات العدو كما حدث في الفالوجا.

خسائر الحرب
تقدر الإحصائيات الرسمية الفلسطينية قتلى فلسطين في هذه الحرب بنحو 15 ألفا، 
يقدر عدد قتلى الجيوش العربية الأخرى بما بين 3700 إلى سبعة آلاف جندي.

ووفقا للإحصائيات الإسرائيلية فإن عدد قتلى اليهود في هذه الحرب وصل إلى نحو 5600 قتيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:28

حرب 1948   -  النكبه P_20238o16e1

حرب 1948 هي حرب نشبت في فلسطين بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكّلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.

كانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنّت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.

خلال الحرب، خططت بريطانيا سرًا لغزو أردني كامل للضفة الغربية على أمل القضاء على إمكانية إنشاء دولة فلسطينية بقيادة أمين الحسيني، والتي كانت ناجحة وأمنت النفوذ البريطاني داخل شرق الأردن على الرغم من أن دورهم قد خلق نتيجة غير مرغوب فيها في مستقبل الشرق الأوسط.

الخلفية التاريخية
الانتداب البريطاني على فلسطين
كانت فلسطين حتى العام 1914 ضمن حدود الدولة العثمانية لتشكِّل الحدود الإدارية لمتصرفية القدس، وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا و فرنسا بحسب معاهدة سيفر الموقّعة عام 1920 و معاهدة لوزان الموقّعة عام 1923.

وكانت كل من بريطانيا و فرنسا قد وقّعتا اتفاقا لتقاسم الأراضي العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضعت فلسطين للانتداب البريطاني حتى العام 1948.

تقسيم فلسطين
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: تقسيم فلسطين
في 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية (فلسطينية) وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة دولية لا تنتمي لدولة معينة ووضعها تحت حكم دولي)، وكان قرار التقسيم كالتالي:

56%:لليهود.
43%:للعرب.
1%: منطقة القدس (وهي منطقة دولية ووضعت تحت الانتداب بإدارة الأمم المتحدة)، وقد شمل القرار على الحدود بين الدولتين الموعودتين وحدّد مراحل في تطبيقه وتوصيات لتسويات اقتصادية بين الدولتين.
وبشكل عام، رحّب الصهاينة بمشروع التقسيم، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالإجحاف. ولقد كانت عصبة التحرر الوطني، وهي مجموعة إميل حبيبي، و إميل توما وآخرين من العرب الذين تركوا الحزب الشيوعي الفلسطيني، هي الحركة العربية الفلسطينية الوحيدة التي دعت إلى قبول خطة التقسيم.

تصاعدت حدّة القتال بعد قرار التقسيم في بداية عام 1948، وتشكّل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وبحلول شهر يناير من عام 1948 كانت منظّمتا الأرجون و الشتيرن قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة، حيث في 4 يناير تم تفجير مركز الحكومة في يافا مما أسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني، وفي شهر مارس من عام 1948 نسف المقاتلون الفلسطينيون غير النظاميين مبنى مقر الوكالة اليهودية في مدينة القدس مما أدّى إلى مقتل 11 يهوديا وجرح 86. وفي يوم 12 أبريل 1948 أقرّت الجامعة العربية إرسال الجيوش العربية إلى فلسطين وأكدت اللجنة السياسية أن الجيوش لن تدخل قبل انسحاب بريطانيا المُزمع في 15 مايو.

عَيّن ين جوريون يغال يادين مسؤولا عن إيجاد خطة للتحضير للتدخل العربي المعلن. وخرجت تحليلات يغال يادين بالخطة دالت، والتي وضعت حيّز التنفيذ منذ شهر نيسان/أبريل وما تلاه. ترسم "الخطة دالت" الجزء الثاني من مراحل الحرب، حيث انتقلت فيها الهاجاناه من موقع "الدفاع" إلى موقع الهجوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:30

انتهاء الانتداب
قرّرت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين ال14 و15 من مايو 1948 بضغط من الأمم المتحدةالتي طالبت بريطانيا بإنهاء انتدابها على فلسطين

في الساعة الرابعة بعد الظهر من 14 مايو أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في تل أبيب أن قيام دولة إسرائيل سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وقد سبقت هذا الإعلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية دون أن تعد حكومة الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة، أما بالفعل فنشر الرئيس الأمريكي هاري ترومان رسالة الاعتراف بإسرائيل بعد إعلانها ببضع دقائق. أما الاتحاد السوفياتي فاعترف بإسرائيل بعد إعلانها بثلاثة أيام. امتنعت القيادة الصهيونية عن تحديد حدود الدولة في الإعلان عن تأسيسها واكتفت بتعريفها ك"دولة يهودية في إيرتس يسرائيل"، أي في فلسطين. أسفر الإعلان مباشرة عن بدء الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. في 26 مايو 1948 أقيم جيش الدفاع الإسرائيلي بأمر من ديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة.

ميزان القوى
القوات العربية
شكّلت المملكة المصرية أكثرية القوات العربية عددا حيث أرسلت 10,000 جندي تحت قيادة اللواء أحمد علي المواوي، تليها المملكة الأردنية الهاشمية بإجمالي 4,500 جندي في 4 أفواج وبطاريتا مدفعية (بمجموع 8 مدافع 25 رطل بقيادة غلوب باشا. وشاركت المملكة العراقية بالحرب بقوة تضم 2,500 فرد بقيادة العميد محمد الزبيدي وأرسلت القوة إلى شرق الأردن في 29 إبريل 1948 وهي تتألف من فوج مشاة ميكانيكي وفوجان مشاة وكتيبة مدرعة (36 دبابة خفيفة) وكتيبة مدفعية ميدان (12 مدفع 25 رطل) وبطارية مدفعية مضادة للطائرات.

شاركت سوريا بقوة تضم 1,876 فردا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وتألّفت تشكيلات القوات السورية لواء مُشاة (مؤلف من كتيبتين) وكتيبة مشاه ميكانيكية ( تضم سرية مؤلف من 17 عربة مصفحة طراز مارمون وسرية من 17 عربة مصفحة (6 مصفحات مارمون و11 مصفحة دودج محلية التصفيح وسرية دبابات رينو آر-35 من 13 دبابة وسرية مشاة محمولة من 140 جندي) إضافة كتيبة مدفعية من عيار 75 مم.

شارك لبنان بكتيبتي مشاة في كل كتيبة 450 جندي وفصيل مدفعية هاون ومدافع رشاشة إضافة بطارية مدفعية من 4 مدافع عيار 105 ملم. و4 عربات مدرعة و4 دبابات خفيفة 7 طن ومجموعة مستشفى ميدان وقد تحشدت هذه القوات في مراكز تجمعها في الحدود اللبنانية الجنوبية ولقد بدأت الهجوم بدأً من 1 مايو 1948، وأوكلت مهمة قيادة القوات اللبنانية للعميد فؤاد شهاب.

شاركت المملكة العربية السعودية بقوة بقيادة العقيد سعيد بك الكردي ووكيله القائد عبد الله بن نامي وبلغ عدد ضباط وأفراد الفرقة قرابة الثلاثة آلاف ومائتا رجل.

1 ـ وصلت الدفعة الأولى إلى غزة يوم 27 مايو 1948 م تضم 27 ضابطاً و339 رتب أخرى.
2 ـ وصلت الدفعة الثانية إلى غزة يوم 30 مايو 1948 م وتضم 19 ضابطاً و35 رتب أخرى.
3 ـ وصلت الدفعة الثالثة إلى غزة يوم 15 يونيو 1948 م وتضم 10 ضباط و329 رتب أخرى.
وكان بحوزة القوة العسكرية السعودية 36 هاون 3 بوصة، 34 مدفع براوننج، 72 رشاش برف، 10 رشاشات عيار 50، 10 رشاشات هونشكس، 750 بندقية 303 بوصة، 10 عربات مدرعة همير، وكانت ذخيرة هذه القوة نحو 21600 قذيفة هاون 3 بوصة، 165000 طلقة 30.

كذلك شارك جيش الجهاد المقدس وجيش الإنقاذ بالحرب حيث قامت الجامعة العربية بأول خطوة لتوفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين في سبتمبر 1947 حيث أمرت بتشكيل اللجنة العسكرية الفنية وذلك لتقييم المتطلبات الدفاعية الفلسطينية، خرج التقرير باستنتاجات تؤكد قوة الصهاينة وتؤكد أنه ليس للفلسطينيين من قوى بشرية أو تنظيم أو سلاح أو ذخيرة يوازي أو يقارب ما لدى الصهاينة، وحث التقرير الدول العربية على "تعبئة كامل قوتها".

قامت الجامعة بتخصيص مبلغ مليون جنيه استرليني للجنة الفنية، وقبل إصدار قرار التقسيم حذّر اللواء إسماعيل صفوت رئيس اللجنة الفنية أنه "بات من المستحيل التغلّب على القوات الصهيونية باستخدام قوات غير نظامية" وأنه "ليس باستطاعة الدول العربية أن تتحمّل حربا طويلة"، وبعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و 17 ديسمبر 1947 وأعلنت أن تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرّر أن تضع 10,000 بندقية و 3,000 متطوع (وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ) بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:31

وتكونت وحدات جيش الإنقاذ من ثمانية أفواج:

1. فوج اليرموك الأول: وتكوّن من ثلاث سرايا بمجموع 500 فرد.
2. فوج اليرموك الثاني: وتكون ثلاث سرايا بمجموع 430 فرد.
3. فوج اليرموك الثالث: وتكون من سريتين 250 فرد.
4. فوج حطين: ثلاث سرايا وعدد أفرادها 500.
5. فوج الحسين (الفوج العراقي): ثلاث سرايا وعدد الأفراد 500.
6. فوج جبل الدروز: وتكوّن من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 500.
7. فوج القادسية: وتكوّن من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 450.
إضافة لأربع سرايا مستقلة غير تابعة لأي فوج، عدد أفرادها حوالي 450 فرد
إسرائيل
بلغت أعداد منظمة الهاجاناه في ربيع عام 1947 بحسب المصادر الرسمية الإسرائيلية قرابة 45,300 فرد، ويدخل في هذه الأعداد أعضاء البالماخ البالغ عددهم نحو 2,200 فرد، وحينما بدأت التعبئة في أعقاب قرار التقسيم انضم إلى الهاجاناه نحو 30 ألف مجند من يهود فلسطين و 20 ألف آخرين من يهود أوروبا حتى إعلان قيام دولة إسرائيل في مساء 14 مايو 1948.

حينما اندلعت الحرب في فلسطين ارتفعت أعداد الهاجاناه في الأسبوع الأول من يونيو 1948 إلى نحو 107,300 نتيجة لرفع سن التجنيد إلى 35 عاماً اعتباراً من 4 مايو مما أضاف نحو 12 ألف مجند زيادة على أعداد الهجناه في 14 مايو.

بدء الحرب

وصلت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين وهاجمت القوات العربية المستعمرات الصهيونية المقامة في فلسطين وهاجم القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب.

كانت أقوى الجبهات وأهمّها هي الجبهة الأردنية الإسرائيلية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948 ثم ازدادوا إلى أربعة مع مُضي الحرب، بالإضافة إلى عدّة كتائب مشاة

كان هناك حوالي خمسين ضابط بريطاني يخدم في الجيش العربي الأردني، الذي كان على درجة عالية من التدريب. وكان الجيش العربي الأردني ربما أفضل الجيوش المتحاربة من الناحية التكتيكية. حيث عانت باقي الجيوش من ضعف شديد في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى الإستراتيجي والقيام بمناورات تكتيكية (Tactical maneuvers),أنظر. وقد رافق الجيش العربي فريق من الصحفيين الأجانب من ضمنهم مراسل مجلة التايم. قام كلوب باشا بتقسيم القوات الأردنية كالتالي:


[th]الوحدة العسكرية[/th][th]القائد [rtl][6][/rtl][rtl][7][/rtl][rtl][8][/rtl][rtl][9][/rtl][/th][th]الرتبه[/th][th]المنطقة العسكرية[/th]
القائد العام للجيش العربي الأردنيجون باغوت جلوبجنرال (فريق أول)القيادة العامة (الزرقاء)
القائد الميدانينورمان لاشبريجاديير (عميد)
اللواء الأول ويتضمن الفوجين الأول والثالثديزموند غولديكولونيل (عقيد)منطقة نابلس العسكرية
الفوج الأولبلاكدينكولونيل (عقيد)منطقة نابلس العسكرية
الفوج الثالثويليام نيومانكولونيل (عقيد)منطقة نابلس العسكرية
اللواء الثاني ويتضمن الفوجين الخامس والسادسسام سيدني أرثر كوكبريجاديير (عميد)قوة دعم
الفوج الخامسجيمس هاوكنميجور (رائد)قوة دعم
الفوج السادسعبد الله التلميجور (رائد)منطقة القدس العسكرية
اللواء الثالث ويتضمن الفوجين الثاني والرابعتيل أشتونكولونيل (عقيد)منطقة رام الله العسكرية
الفوج الثانيسليدميجور (رائد)منطقة رام الله العسكرية
الفوج الرابعحابس المجاليلفتنانت كولونيل (مقدم)اللطرون، اللد والرملة
اللواء الرابعأحمد صدقي السيدكولونيل (عقيد)قوة دعم: رام الله, الخليلوالرملة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:32

ومن ثم خاض الجيش الأردني ثلاث معارك كبيرة هي:

1- معركة باب الواد
2- معركة اللطرون
3- معركة القدس
فاستطاع الحفاظ على القدس والضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب وكانت خسائر الإسرائيليين في هذه المعارك ضخمة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ومؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1948 أمام الكنيست: "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".

وعلى الجبهة الشمالية استولت القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية. واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخّل مجلس الأمن التابع للأمم الدولية وفرض عليها وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو 1948 تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية.

عقب هذا القرار الدولي وقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية أما جيش الإنقاذ فواصل عملياته العسكرية في منطقة الجليل. تم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع. وبالرغم من حظر التسليح أو إرسال أي عدد جديد من القوات لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم مطلقاً بهذا الشرط وأخذت تسارع في تعويض خسائرها وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة خصوصا الطائرات وكذلك تطوّع الكثير من يهود أوروبا إلى الذهاب لجبهات القتال وأيضا قامت إسرائيل بخرق الهدنة للتوسع في الأراضي التي احتلتها حيث زحفت جنوباً من القطاع الشمالي عدد كبير من القوات نحو الفالوجة التي ترابض فيها القوات المصرية لمحاولة كسب أرض جديدة وكذلك تطويق الجيش المصري فيها لإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب شيئا فشيئاً من تل أبيب وفي 8 يوليو 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة لتمديد مدة الهدنة. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت إسرائيل فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة. قبل العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، بينما لم يوقع العراق على الهدنة. في 7 مارس 1949 وصّى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.

معارك الجيش العراقي
تم تحرير مدينة جنين على يد القوات العراقية وطرد المنظمات الصهيونية منها وعلى رأسها "الهاجانا" عام 1948 اثر معارك شرسة. ولقد حاصر اليهود السرايا – مركز البوليس الواقع على طريق حيفا حصارا محكما لوجود مناضلين ومقاتلين من البوليس الفلسطيني، وبدأوا بقصفه بمدافع الهاون وقد دبت الفوضى في المدينة التي كانت بحكم الساقطة عسكريا في أيدي اليهود، وكان اللواء العراقي بقيادة عمر علي يتحرك من مدينة نابلس إلى غرب فلسطين إلى مدينة طولكرم ومن ثم يتمركز في مدينة قلقيلة وكفر قاسم شرقي مدينة تل أبيب. وعند مفرق دير شرف التقط اللواء الركن عمر علي قائد اللواء استغاثة المحاصرين لاسلكيا يطلبون النجدة، فما كان منه إلا ان حول اتجاه اللواء إلى جهة الشمال نحو مدينة جنين بدل ان يتجه غربا نحو طولكرم بدون الرجوع للقيادة العراقية فجنين تعد أهم من طولكرم لأنها أكبر بكثير ففي ذلك الوقت كانت جنين من المدن كبيرة في فلسطين حيث كان يسكنها حوالي 35000 فلسطيني بينما طولكرم كانت مدينة صغيرة لا يتعدى سكانها 9000. وقد اندفعت قوات اللواء عمر علي إلى جنين واتخذوا لهم نقطة عسكرية في سهل قباطية في منطقة بئر جنزور.

وكان الجيش العراقي ومعه قوات عربية الفلسطينية على حافة تحرير حيفا حيث تمت محاصرتها، ولكن تقدم الجيش توقف فجأة بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه الاوامر للزحف وتحرير المزيد من الأرض. مما سبب ذلك ارباك شديد بين صفوف القوات وكان أحد الأسباب المباشرة للخسارة في الحرب هو رفض القيادة للتقدم وامرهم للقوات بالانسحاب. وقد قدرت قوات الجيش العراقي عام 1948 بـحوالي 35 الف مقاتل موزعة على ثلاث فرق يقودها اللواء عمر علي، وقوته الجوية كانت تتالف من 100 طائرة بالأضافة إلى قوات الشرطة وعددها 20 ألف عنصر. أما أسلحته فكانت من التسليح البريطاني. وقد أرسل العراق بمعظم قوة الجيش العراقي في معركة تحرير فلسطين، كما دافعت القوات العراقية عن منطقة عارة وعرعرة وكفر قرع واجزم وانشأت فوج الكرمل المتكون من متطوعين فلسطينيين وخاضت أيضا هناك معارك هجومية في معركة القصر ومعركة خربة وادي عارة بقيادة خليل جاسم الدباغ وغازي الداغستاني واخرون وفي غيرها من المناطق ولقد سلمت المناطق المدافعة عنها للقوات الأردنية لاحقا بعد وقف اطلاق النار.

يخلد الفلسطينيون ذكرى القتلى العراقيين دائما، حيث تقع مقبرة شهداء الجيش العراقي في إحدى قرى جنين وهي جنزور (مثلث الشهداء) شمال قباطية.

معارك الجيش المصري


عقب هذا القرار الدولي وقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية أما جيش الإنقاذ فواصل عملياته العسكرية في منطقة الجليل. تم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع. وبالرغم من حظر التسليح أو إرسال أي عدد جديد من القوات لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم مطلقاً بهذا الشرط وأخذت تسارع في تعويض خسائرها وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة خصوصا الطائرات وكذلك تطوّع الكثير من يهود أوروبا إلى الذهاب لجبهات القتال وأيضا قامت إسرائيل بخرق الهدنة للتوسع في الأراضي التي احتلتها حيث زحفت جنوباً من القطاع الشمالي عدد كبير من القوات نحو الفالوجة التي ترابض فيها القوات المصرية لمحاولة كسب أرض جديدة وكذلك تطويق الجيش المصري فيها لإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب شيئا فشيئاً من تل أبيب وفي 8 يوليو 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة لتمديد مدة الهدنة. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت إسرائيل فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة. قبل العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، بينما لم يوقع العراق على الهدنة. في 7 مارس 1949 وصّى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.

معارك الجيش العراقي
تم تحرير مدينة جنين على يد القوات العراقية وطرد المنظمات الصهيونية منها وعلى رأسها "الهاجانا" عام 1948 اثر معارك شرسة. ولقد حاصر اليهود السرايا – مركز البوليس الواقع على طريق حيفا حصارا محكما لوجود مناضلين ومقاتلين من البوليس الفلسطيني، وبدأوا بقصفه بمدافع الهاون وقد دبت الفوضى في المدينة التي كانت بحكم الساقطة عسكريا في أيدي اليهود، وكان اللواء العراقي بقيادة عمر علي يتحرك من مدينة نابلس إلى غرب فلسطين إلى مدينة طولكرم ومن ثم يتمركز في مدينة قلقيلة وكفر قاسم شرقي مدينة تل أبيب. وعند مفرق دير شرف التقط اللواء الركن عمر علي قائد اللواء استغاثة المحاصرين لاسلكيا يطلبون النجدة، فما كان منه إلا ان حول اتجاه اللواء إلى جهة الشمال نحو مدينة جنين بدل ان يتجه غربا نحو طولكرم بدون الرجوع للقيادة العراقية فجنين تعد أهم من طولكرم لأنها أكبر بكثير ففي ذلك الوقت كانت جنين من المدن كبيرة في فلسطين حيث كان يسكنها حوالي 35000 فلسطيني بينما طولكرم كانت مدينة صغيرة لا يتعدى سكانها 9000. وقد اندفعت قوات اللواء عمر علي إلى جنين واتخذوا لهم نقطة عسكرية في سهل قباطية في منطقة بئر جنزور.

وكان الجيش العراقي ومعه قوات عربية الفلسطينية على حافة تحرير حيفا حيث تمت محاصرتها، ولكن تقدم الجيش توقف فجأة بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه الاوامر للزحف وتحرير المزيد من الأرض. مما سبب ذلك ارباك شديد بين صفوف القوات وكان أحد الأسباب المباشرة للخسارة في الحرب هو رفض القيادة للتقدم وامرهم للقوات بالانسحاب. وقد قدرت قوات الجيش العراقي عام 1948 بـحوالي 35 الف مقاتل موزعة على ثلاث فرق يقودها اللواء عمر علي، وقوته الجوية كانت تتالف من 100 طائرة بالأضافة إلى قوات الشرطة وعددها 20 ألف عنصر. أما أسلحته فكانت من التسليح البريطاني. وقد أرسل العراق بمعظم قوة الجيش العراقي في معركة تحرير فلسطين، كما دافعت القوات العراقية عن منطقة عارة وعرعرة وكفر قرع واجزم وانشأت فوج الكرمل المتكون من متطوعين فلسطينيين وخاضت أيضا هناك معارك هجومية في معركة القصر ومعركة خربة وادي عارة بقيادة خليل جاسم الدباغ وغازي الداغستاني واخرون وفي غيرها من المناطق ولقد سلمت المناطق المدافعة عنها للقوات الأردنية لاحقا بعد وقف اطلاق النار.

يخلد الفلسطينيون ذكرى القتلى العراقيين دائما، حيث تقع مقبرة شهداء الجيش العراقي في إحدى قرى جنين وهي جنزور (مثلث الشهداء) شمال قباطية.

معارك الجيش المصري

كان الجيش المصري أكبر الجيوش العربية، إلا أنه عانى من مشاكل في العتاد والتنظيم. أهم المعارك التي خاضها هي:

الفالوجة: أبلت فيها القوات المصرية تحت قيادة الأميرالاي السيد طه بلاء حسنا ولكن في نهاية المطاف حوصرت من قبل العصابات الصهيونية في الفالوجة وسط صحراء النقب. وكان جمال عبد الناصر ومعه عبد الحكيم عامر من الضباط المحاصرين مع كتيبته جنوب فلسطين والذين شكلوا مع زملائهم فيما بعد تنظيم الضباط الأحرار الذين ثاروا على الملك الذي تسبب في محاصرتهم ومن ثم انهزامهم في حرب 1948.
دور كتائب الإخوان المسلمين
شارك الإخوان المسلمون بقيادة أحمد عبد العزيز، من مصر والأردن وسوريا وفلسطين والعراق، من أبرز مجاهديهم الوزير الأردني كامل الشريف والشيخ محمد فرغلي وأبو الفتوح شوشة من مصر، والسوري مصطفى السباعي، والعراقي محمد محمود الصواف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:33

معركة باب الواد، 
حدثت بين الجيش العربي الأردني والقوات الإسرائيلية عام 1948، وهي إحدى معارك القدس في حرب 1948، حدثت بعد اقل من اسبوع من معركة اللطرون.

أهمية موقع المعركة
باب الواد ممرّ يربط السهل الساحلي بجبال القدس وتؤدي إليه وتتشعّب منه طرق القدس، الرملة، بيت جبرين، عرطوف ورام الله. يشتمل الموقع على وادي على مداخله، والهضاب المطلة عليه، والقرى القريبة منه، كعمواس، اللطرون، تل الجزر، أبو شوشة، بيت نوبا ويالو.

بالإضافة لأهمية عسكرية عظيمة، فباب الواد مفتاح مدينة القدس، دارت فوق أرضه معارك كبرى على مر القرون. عنده صدّ صلاح الدين الأيوبي غارات ريكاردوس قلب الأسد أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. وفي موقعه وقف المقدسيون في وجه جيش إبراهيم باشا سنة 1834م، كما دارت فوق أرضه معارك دامية بين الجيش التركي والجيش الإنكليزي سنة 1917.

فطن العرب والصهيونيون إلى أهمية موقع باب الواد منذ اللحظات الأولى بعد صدور قرار التقسيم عام 1947. تهيّأ الصهيونيون لغزوه من السهل الساحلي لضمان مرور قوافلهم إلى القدس. وعمل العرب بالمقابل على قطع الطريق عليهم، فتنادوا لشراء السلاح، وتجمع المقاتلون من قرى عمواس، يالو، دير أيوب، بيت نوبا، بيت محسير، ساريس وغيرها. كان عددهم في البداية 300 مناضل بينهم الشيخ هارون بن جازي أحد شيوخ قبيلة الحويطات في شرقي الأردن وقوة من رجاله المتطوعين، وانضموا تحت لواء قوات جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني.

أحداث المعركة
كان أول عمل قامت به القوات العربية هو تخريب الطريق هناك، وإتلاف الأنابيب التي تمدّ الأحياء اليهودية في القدس بمياه الشرب من رأس العين. أخذ العرب بعد ذلك يتصدّون للقوافل الصهيونية المحروسة التي تمرّ بباب الواد مرة في الأسبوع، ويوقعون بها الخسائر الفادحة، أو يمنعونها من متابعة طريقها.

ففي 1/3/1948 هاجم المناضلون العرب قافلة صهيونية، قتلوا أربعة من رجالها، جرحوا ثمانية، وأعطبوا إحدى السيارات. في اليوم الثالث من آذار دمروا سيارتين صهيونيتين كبيرتين عند حوض الماء القريب من مقام الشيخ علي، وقتلوا خمسة عشر صهيونيًا. وفي اليوم التالي هاجموا قافلة صهيونية، قتلوا أربعة من رجالها، وكادوا يقضون عليها لولا تدخل الجنود البريطانيين حينها.

فجّر العرب الألغام تحت السيارات الصهيونية يومي 12 و13 أيار، قتلوا خمسة من ركابها. في 17 أيار اشتبكوا مع الصهيونيين عند بئر الحلو على الطريق المؤدية إلى باب الواد وأعطبوا مصفّحة صهيونية. ثمّ هاجموا في 19 أيار قافلة صهيونية من تسع سيارات قادمة من عرطوف، قتلوا 15 رجلًا، وأعطبوا مصفّحة للحراسة في المقدمة، وغنموا كمية من الأسلحة. في 22 أيار أعدّ العرب كمينًا لقافلة قادمة من تل أبيب وأشعلوا النار في سيارتيّ مؤن وقتلوا سائقيهما، كما أعطبوا سيارة ثالثة وجرحوا السائق ومساعده.

مع اشتداد الهجمات العربية في باب الواد شعر يهود القدس بوطأة الحصار وقلة المؤن، فاستنجدوا بسلطات الانتداب التي وضعت في عرطوف قوة بريطانية من نحو 200 جندي لحماية القوافل الصهيونية. واستطاع على إثرها الصهيونيون منذ 23 أيار أن يسيّروا قوافلهم في ظل هذه الحماية البريطانية، وأنجدوا صهيونيي القدس بحوالي 1,500 مقاتل.

نتائج المعركة
تعتبر معركة باب الواد واحدة من قلائل المعارك التي تكللن بالنجاح لصالح العرب، حيث كانت خسائر القوات الأسرائيليه هائلة في هذه المعركة؛ قتل المئات وجرح الآلاف ولم يخسر الجيش العربي الأردني سوى 20 جنديًّا.

في سياق ذلك، قال رئيس الوزراء الأسرائيلي ومؤسّس "إسرائيل" ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست: "خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:34

مَعْرَكَة اللطرون أو معارك اللطرون هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية التي حدثت على مَشَارِف مَنْطِقة اللطرون بين الجَيْش العَرَبي الأردني وجيش الدفاع الإسرائيلي في الفترة المُمْتَدَّة من 25 مايو وحتى 18 يوليو من عام 1948م، وذلك ضِمْن حَرب النَّكْبة سنة 1948م. وتستمدّ منطقة اللطرون اسمها نِسْبَة لاسم الدَّيْر القَرِيب من تقاطع الشارعين الرئيسيين التاليين: الشارع الواصِل بين القُدْس ويافا، والشارع الواصل بين غزة ورام الله. وخلال الانتداب البريطاني على فلسطين، أصبح ذلك الدَّيْر قاعدة لقوات الشرطة البريطانية في فلسطين، حيث تحوَّل المبنى إلى ما يُسَمَّى قَلعَة تيغارت. وقد وَضَع قَرَار الأمم المتحدة رقم 181 منطقة اللطرون ضمن الدولة العربية المُفْتَرَضة. وفي شهر مايو 1948م، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش العربي، والذي يكون بالتالي مُسَيْطرًا على الطريق الوحيد الواصِل بين المنطقة المحتلة من القدس وبين دولة إسرائيل، وذلك ما أعطى اللطرون أهمية استراتيجية في معركة القدس.

وعلى الرغم من هجوم الجيش الإسرائيلي على اللطرون في خمسة مناسبات مختلفة، إلا أنه لم يَسْتَطِع نهائيًا الاستيلاء عليها، وبَقِيَت تحت الحُكْم الأردني حتى وقوع حرب النكسة سنة 1967م، أو ما يُسَمَّى حرب الستة أيام. أفْضَت المعارك إلى انتصار حاسم للجانب الأردني، حتى أن الإسرائيليين قَرَّرُوا أن يَبْنُوا طريقًا جَانِبِيًّا حَوْل اللطرون لِتَسْيير حَرَكة النَّقْل بين القدس وتل أبيب، ذلك لتجنّب استخدام الطريق الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش الأردني. وعلى أية حال، استطاع سكان القدس اليهود خلال فترة معركة القدس أن يَتَلَقَّوا الإمدادات من خلال طريق جديد سُمِّي "طريق بورما" الذي كان يمر بجانب اللطرون دون المرور بها، وكان مناسبًا للقوافِل الأمنيّة. وتَرَكَت معركة اللطرون بَصْمَتَهَا في الذاكرة الشَّعْبِيَّة الإسرائيلية، كما أنها أصبحت جزءًا من حكايات قِيام الدولة اليهودية. وأَدَّت الهَجَمات إلى مَقْتَل 168 جنديًّا إسرائيليًّا، وهناك بعض المصادر التي تَضَخِّم هذا الرقم بحيث يَصِل إلى 2000. ويَحْمِل القتال في اللطرون أهمِّيَّةً رَمْزِيَّة أيضًا بسبب مشاركة بعض النَّاجِين من الهولوكوست ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي.

أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري إسرائيلي تابع لسلاح المدرعات الإسرائيلي، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م.

بعدَ تَبَنِّي قرار تقسيم فلسطين الصادر من الأمم المتحدة في 1947م، انْدَلَعَت حرب أهلية داخل أراضي الانتداب البريطاني على فلسطين. وشَكَّل اليهود القاطِنُون في القدس نقطة ضعف بالنسبة لقادة اليهود، وأصبحوا سببًا رئيسًا يدعو للقلق. حيث أن مدينة القدس أصبحت معزولة عن باقي مناطق السيطرة اليهودية، لأنها كانت تقع في قلب المنطقة الخاضعة للسيطرة العربية، وهي تحتوي على ما يقارب الـ100,000 نسمة من السكان اليهود الذين يعادلون سُدْس إجمالي عدد اليهود داخل مناطق فلسطين تحت الانتداب.

في شهر يناير، وفي خِضَمّ "حَرْب السيطرة على الطُّرُق"، حاصر جيش الجهَاد المُقَدَّس‎ بقيادة عبد القادر الحسيني الجزء الذي يحتله اليهود من مدينة القدس، وأغْلَق الطريق في وجه القوافِل بين القدس وتل أبيب. وبحلول نهاية مارس، أثبَتَت تلك الاستراتيجية فعاليتها، وأصبحت المدينة معزولة عما حولها. فأطلقَت عصابة الهاجاناه بعدها عملية ناخشون (معركة القسطل) التي دَارَت أحداثها في فترة 4 إلى 20 إبريل، والتي استطاعت الهاجاناه من خلالها إدخال عدد من القوافل الكبيرة إلى المدينة بالقوة. وبعد استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، أصدرت اللجنة العسكرية في جامعة الدول العربية أمرًا للجيش العربي الثاني في فلسطين -وهو جيش الإنقاذ العَرَبي- بأن يَنْقُل قوّاته من السَّامِرَة (الجزء الشمالي من الضفة الغربية المعروفة حاليًّا) ويوزعها على طريق القدس، ومناطق اللطرون، والرَّمْلَة، واللِّد.

وفي منتصف مايو، لم يَكُن وَضْع السكان العرب لمدينة القدس وضواحيها أفْضَل، وكان يَبْلُغ عدد العرب في المدينة 50,000 نسمة، وعددهم في ضواحي القدس تَرَاوَح بين 30,000 و40،000. فبعد مجزرة دير ياسين والعدوان اليهودي في إبريل الذي أدَّى إلى التَّهْجير الكبير للفلسطينيين من الكثير من مدنهم، خافَ سكان القدس العرب أن يلاقوا مصائرًا مشابهة. وبعد انسحاب بريطانيا من فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني في 14 مايو، أَطْلَقَت عصابة الهاجاناه عَمَلِيَّات عديدة تَهْدِف للاستيلاء على القدس، وطَلَبَت القيادة العربية من الملك عبد الله الأول -ملك الأردن وقتها- أن يُكَرِّس جيشه للتصدِّي للمطامع اليهودية.

وفي 15 مايو، كان الوَضْع فَوْضَويًّا في الدولة الإسرائيلية القائمة حديثًا، وكذلك بين السكان الفلسطينيين بعد انسحاب بريطانيا. وتفوَّقَت القوات الإسرائيلية على نظيرتها العربية، ولكنهم خَافوا من تَدَخّل القوات العربية التي أعْلَنَت في نفس اليوم عَزْمَهَا المشاركة في القتال.

الجغرافيا
تَقَع اللطرون عند تقاطُعْ الطَّرِيقَيْن التاليين: طريق يافا (تل أبيب)-الرملة-القدس وطريق رام الله-غزة، وهي تَتْبَع للمنطقة المخصصة للدولة العربية في خطة تقسيم الأمم المتحدة لفلسطين. وعند ذلك المكان، يَدْخُل طريق القدس سفوح تلال يهودا عند باب الواد. سيطرت قلعة اللطرون على وادي أيْلون، بالتالي فإن مَنْ يُسَيْطر عليها سيسيطر بالضرورة على طريق القدس.

في 1948م، احْتَوَت اللطرون على مُخَيَّم اعتقال، وقَلْعَة تُمَثِّل محطة للشرطة البريطانية، ودِير للرهبان الترابيين، بالإضافة إلى عدة قُرَى هي: اللطرون، وعِمْوَاس، ودير أيوب، وبيت نُوبَا. خلال الحرب الأهلية، وبعد استشهاد عبد القادر الحسيني، تَمَوْضَعَت قوات جيش الإنقاذ العَرَبي حول قلعة الشرطة وبعض القُرَى دون الاكتراث بالبريطانيين. وهاجَم جيش الإنقاذ بشكل مُنْتَظِم قوافل الإمدادات المُتَوَجِّهَة إلى القدس. وحتى ذلك الوقت، لم تُدْرِك كوادر الجيش الإسرائيلي ولا الجيش الأردني الأهمية الاستراتيجية لمنطقة اللطرون، ولم يَتَحضَّروا لذلك.

البدايات

عملية ماكابي (8-16 مايو)

في 8 مايو، أَطْلَقَت عصابة الهاجاناه عملية ماكابي ضدّ جيش الإنقاذ العربي والفلسطينيين الذين استعادوا عدة قُرَى من اليهود على طول طريق القُدْس وقَطَعُوا الطريق أمام الدَّعْم المُتَوَجِّه إلى المجتمع اليهودي في القدس. وشارَك لِواء غيفعاتي (الذي هَاجَم من الغَرْب) ولواء هارئيل(الذي هاجم من الشرق) في القتال بشكل ملحوظ على منطقة اللطرون.

وبين 9-11 مايو، هاجَمَت كتيبة من لواء هارئيل قرية بيت محسير واسْتَوْلَت عليها، وكان الفلسطينيون قد استخدموها كَقَاعِدَة للسيطرة على باب الواد. كما احْتَلًّت تلك الكتيبة موقعًا على التلال الشمالية والجنوبية لطريق القدس. واضْطُرَّت الكتيبة لِتَحَمُّل نيران جيش الإنقاذ العربي والنيران غير المتوقّعة و"غير الاعتيادية" من المُدَرَّعَات البريطانية، ولكنها نجحت في البقاء في موقعها وتَحْصِينِه كذلك.

ومن الجهة الغربية، وبتاريخ 12 مايو، استَوْلَى لِوَاء غيفعاتي على مخيم الاعتقال البريطاني على الطريق المؤدي إلى اللطرون، ولكنه تَخَلَّى عنه بعدها بيوم واحد. وبين 14 و15 مايو، احتلَّت الكتيبة رقم 52 التابعة له قُرَى أبو شوشة والقُبَاب والنعاني شَمَال اللطرون، مما أدَّى إلى قَطْع الطريق بين المنطقة وبلدة الرَّمْلَة، وهي البلدة العربية الرئيسة فيها. وأخبَر دومينيك لابيير ولاري كولينز أنَّ أحد فصائل لواء غيفعاتي أطْلَق النار على قَلْعَة الشرطة واقتحمها بدون مقاومة صباح يوم 15 مايو. وفي نَفْس اليوم أيضًا، وعلى الجَبْهَة الشرقية، احتلّ لواء هارئيل قرية دير أيوب التي تَخَلَّى عنها في اليوم التالي.

عند ذلك الوَقْت، أدْرَك الضُّبَّاط الإسرائيليون في الميدان الأهمية الاستراتيجية لمنطقة اللطرون. وأُرْسِل تقرير من قائِد لواء هارئيل إلى قائد وِحْدَة بلماح يُفِيد بأن "تقاطُع اللطرون أصبح نقطة رئيسة في المعركة (معركة القدس)"، ولكن "هذا الإدراك لأهميتها لم يَكُن معروفًا بين الكوادر (الكوادر الإسرائيلية) قبل أسبوع". في تلك الأثناء، وبسبب تَقَدُّم الجيش المصري نحو فلسطين للقتال، جاء أَمْر إلى لواء غيفعاتي بالانتقال وإعادة الانتشار في منطقة أَقْرَب إلى الجَبْهة الجنوبية المُوَاجِهَة للجيش المصري، وأُمِر لواء هارئيل بالبقاء في نِطَاق مدينة القدس. إن قرار الانسحاب من اللطرون، بالإضافة إلى حقيقة عدم التَّخْطيط لأهميتها الاستراتيجية أصْبَحَا فيما بَعْدُ أساسًا للخلاف بين رئيس عمليات الهاجاناه يغائيل يادين وقائد لواء هارئيل إسحق رابين.

سيطرة الجيش العربي على اللطرون

خلال حالة الفوضى التي سَادَت في الأيام الأخيرة للانتداب البريطاني على فلسطين، ومع نِيَّة الجيوش العربية بالدخول في حرب مع اليهود، انتقلت السيطرة على اللطرون إلى الجيش العربي الأردني بدون قتال. في باديء الأمر، في حوالي 14-15 مايو، اُعْطِي فوزي القاوقجي أمرًا بأن ينسحب مع جيش الإنقاذ من المنطقة وأن يتركها للجيش العربي. واستنادًا إلى يوآف جيلبر، فإن هذا الانسحاب حَصَل قبل وصول الجنود الأردنيين إلى اللطرون، وسَيْطَر 200 جندي عربي غير نظامي على ذلك الموقع. ولكن بيني موريس أَشَارَ إلى تواجد كتيبة من الفَيَالِق التابعة للفِرْقَة 11 من الجيش العربي إلى جانب هؤلاء الجنود غير النظاميين، واستَوْلَوْا معًا على قلعة اللطرون.

وكانت بعض عناصر الجيش العربي متواجدة بالفِعْل في فلسطين خلال الانتداب البريطاني عليها، حيث أنها خَدَمَت كقوات مُسَاعِدَة للبريطانيين في فلسطين. وَوَعَدَ البريطانيون أن وِحْدَات الجيش العربي تلك سَتُسْحَب من فلسطين قبل نهاية إبريل، ولكن بَعْض تلك الفِرَق لم تغادر البلاد "لأسباب تقنية". ونَظَّم جون باغوت غلوب -قائد الجيش العربي وَقْتَهَا- تلك الوِحْدَات داخل كيان عسكري واحد يتألَّف من لِوَاءَيْن، كل لواء منهما يتكون من كَتِيبَتَيْ مُشَاة، ذلك بالإضافة إلى العديد من فِرَق المُشَاة المستقلة. وأُعْطِيَت فِرقة مُدَرَّعات لكل واحدة من الكتائب، أما قوات المِدْفَعِيَّة فَشَكَّلَت كتيبة مستقلة تمتلك ثلاثة بطاريَّات صاروخية. وتَشَكَّل لِوَاء "وَهْمِيّ" لِجَعْل الإسرائيليين يعتقدون أنه لواء احتياطي، مما سيمنعهم من شَنّ هجوم مضاد نحو الأردن.

وفي 15 مايو، دَخَلَت الدُّوَل العربية في الحرب، وانتشرت القوات المسلحة السورية، والعراقية، والأردنية، والمصرية في فلسطين. أما بالنسبة لقوات المشاة الأردنية، فقد أَسَّسَهَا بشكل رئيسي الضباط البريطانيون التابعون لإحدى القوات الآليات النُّخْبَوِيَّة البريطانية (إنكادريه - encadrée)، وأطلقوا عليها اسم الفَيْلَق أو الجيش العربي. وتألفَت قوات الجيش العربي في فلسطين من الوِحْدَات التالية:

اللواء الأول الذي يتكون من الكتيبة الأولى والثانية اللَّتَان تنتشران في المناطق المؤدية إلى نابلس.
اللواء الثالث بقيادة الكولونيل أشتون، ويتكون اللواء من الكتيبة الثانية بقيادة الرائد جيفري لوكيت، والكتيبة الرابعة بقيادة المُشِير حابس المجالي والتي تَمَرْكَزَت في رام الله.
الكَتِيبَتَان الخامسة والسادسة اللتان كانتا تَعْمَلَان بشكل مستقل.
لقد أَدْرَك غلوب الأهمية الاستراتيجية للطرون لأول مرة خلال معركة القدس. وكان لديه هَدَفَان من السيطرة على تلك المنطقة: فقد أراد أن يمنع الإسرائيليين من تقوية المنطقة المحتلة من مدينة القدس بِقَطْع إمدادهم عنها، كما أنه أراد أن "يصنع تباعدًا" لإبقاء قوات عصابة الهاجاناه بعيدةً عن المدينة، مما سيضمن سيطرة العرب على القدس الشرقية. وبالإضافة إلى الفرقة الـ11 من الجيش العربي التي كانت متواجدة أساسًا في اللطرون كما ذَكَرْنَا سابقًا، أرْسَل غلوب الكتيبة الرابعة كاملةً إليها أيضًا. وخلال ليلة 15-16 مايو، وَصَلت أول وِحْدَة عسكرية عربية يبلغ مقدارها 40 فَرْدًا بصُحْبَة عدد غير مُحَدَّد من البدو بهدف تعزيز السيطرة على المنطقة، وفي يوم 17 مايو وَصَل باقي أفراد تلك الوحدة إلى اللطرون.

وفي 18 مايو، كانت أعداد قوات الجيش العربي المنتشرة حول اللطرون وباب الواد كافية لإغلاق طريق القدس من جديد. واحتاجت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي لعدة أيام قبل أن تُدْرِك أهمية تحركات الجيش الأردني وانتشاره حول اللطرون والقدس لأنه كان يُعْتَقَد بأنها منتشرة في العديد من المواقع داخل فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:34

الوَضْع في القدس

في القدس، نَجَحَت الهَجَمَات اليهودية في الاستيلاء على المباني والحُصُون التي تَرَكَها البريطانيون عند انسحابهم من فلسطين، فَاَرْسَل غلوب باشا الكتيبة الثالثة من الجيش العربي إلى القدس لِدَعْم الجنود العَرَب غير النظاميين هناك، ولمواجهة القوات اليهودية. وبعد قِتَال "عَنِيف"، أصبحت المواقع اليهودية المحتلة في البلدة القديمة مهددة (وقد أُدْرِك ذلك بالفعل في يوم 28 مايو). في 22 و23 مايو، وَصَل اللواء الثاني من الجيش المصري إلى الضواحي الجنوبية من مدينة القدس، واسْتَمَرَّت بالهجوم على رمات راحيل.

ولكن غلوب كان يدرك أن الجيش الإسرائيلي سيصبح أقوى من جيشه عاجلًا أم آجلًا، وأنه يجب عليه أن يمنع تَعْزيز قدرات لواءَيْ هارئيل وأتزيوني الإسرائيليَّيْن كي يستطيع تأمين مدينة القدس. وأَعَاد توزيع قواته في 23 مايو لتشديد حصارها على القدس. وحَلَّ الجيش العراقي المدعوم بالدبابات وقتها محل قوات الجيش العربي في شمال السامرة، مما دفع تلك القوات للتَّوَجُّه إلى نِطَاق مدينة القدس. وانتقلت الكتيبة الثانية من الجيش العربي إلى اللطرون. وأصبح هناك لواء أردني كامل مُتَمَوْضِع في اللطرون.

أما في الجانب الإسرائيلي، فأَرْسَل العديد من القادة الإسرائيليين في الجزء المُحْتَلّ من مدينة القدس بَرْقِيَّات عن طريق التِّلِغْراف إلى ديفيد بن-غوريون، حيث وَصَفُوا له صعوبة الوَضْع في المدينة تحت الحصار، وأنهم من الممكن أن لا يصمدوا لأكثر من أُسْبُوعَيْن. وأصدر بن-غوريون قرارًا بالاستيلاء على اللطرون التي يقطع الجيش العربي فيها طريق الإمدادات عن القدس، وذلك خوفًا من انهيار المدينة إذا لم تَصِل التعزيزات إليها. بَدَا هذا القرار ضَرورة استراتيجية، ولكنه ينطوي على مشكلة سياسية، لأن اللطرون تقع ضمن المنطقة المخصصة للدولة العربية حَسْب شروط خطة الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، وسيكون الهجوم الإسرائيلي عليها مَخَالِفًا لاتّفاقيات عدم الاعتداء المُنْعَقِدَة مع الملك عبد الله الأول. كما أن يغائيل يادين رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي عَارَض ذلك القرار، حيث اعتبر أن هناك مهامًّا عسكرية أكثر أهمية في تلك اللحظة، تحديدًا على الجبهة الجنوبية المُوَاجِهَة للجيش المصري الذي كان سَيُهَدِّد تل أبيب إذا استطاع الانتصار في معركة ياد مردخاي. ولكن بن-غوريون فرض سياسته العسكرية على الجيش الإسرائيلي. وأدَّى ذلك الاختلاف في الاستراتيجيات إلى التأثير على نتائج المعركة، وأصبح ذلك مَوْضِعًا للجدال في إسرائيل للكثير من السنوات.

المعارك

عملية بِنْ نون أ (24-25 مايو)

سُمِّيَت العملية بذلك نسبةً إلى يوشع بن نون الذي انتصر على الكنعانيين كما يقول سِفْر يشوع الذي يؤمن به اليهود. وأُعْطِيَت قيادة هذه العملية إلى شلومو شامير، وهو ضابط بريطاني سابق انضمّ للقوات الإسرائيلية. وتألَّفَت قوَّاته من 450 رجلًا من لواء الإسكندروني و1,650 رجلًا من اللواء السابع. وكان من هؤلاء ما بين 140 و145 رجلًا وصلوا لتوِّهم إلى إسرائيل، وكانت نسبتهم 7% من إجمالي القوات. واقتصرت أسلحتهم الثقيلة على ما يلي: مِدْفَعَيْ هاون فرنسيَّيْن عيار 65 ميليمترًا (2.6 إنشًا) من إنتاج عام 1906م (يُلَقَّب ذلك النوع باسم نابليون شيك)، ومدفع هاون واحد عيار 88 ميليمترًا (3.5 إنشًا) مع 15 قذيفة، ومدفع واحد من نوع دافيدكا، وعشرة مدافع هاون عيار 76 ميليمترًا (3 إنشات)، و12 مركبة مدرعة. وقد تواجد في أرض المعركة 300 جندي من لواء هارئيل، ولكنهم لم يكونوا على عِلْم بالمعركة، إلا أنهم ساهموا فيها بعد أن اكتشفوا أمرها عند اعتراضهم إحدى إشارات الراديو.

كانت القوات الأردنية تحت قيادة المشير حابس المجالي. وتألفت قواته من الكتيبة الرابعة التابعة للِّواء الثالث و600 متطوع أردني بالإضافة إلى 600 متطوع من السكان المحليين. أما الكتيبة الثانية من اللواء نفسه -التي كانت تحت قيادة الرائد جيفري لوكيت- فكانت قد غادرت لِتَوِّهَا مدينة القدس ووَصَلَت اللطرون خلال المعركة. وأصبح يبلغ مجموع جنود ذلك اللواء في اللطرون ما مقداره 2,300 جندي بالإضافة إلى 800 من القوات المُسَاعِدة والمتطوعين. وامتلكت القوات الأردنية تحت تَصَرُّفِهَا 35 مَرْكَبَة مُدَرَّعَة منها 17 مصفحة مارمون-هرينجتون تمتلك كل واحدة منها مدفعًا مضادًّا للدبابات يُطْلِق قذائفًا بوزن رَطْلَيْن. أما بالنسبة لسلاح المدفعية، فامتلكت القوات الأردنية 8 من مدافع الـ25 رَطْلًا المَيْدَانِيَّة، و8 من مدافع الـ6 أرطال المضادة للدبابات، و10 من مدافع الرَّطْلَيْن المضادة للدبابات، بالإضافة إلى 16 مدفع هاون عيار 3 إنشات.

حَدَّد الإسرائيليون ساعة الصفر (بداية الهجوم) عند منتصف ليلة 23 مايو، ولكنها تأجلت 24 ساعة لأنه لم يكن ممكنًا جَمْع الجنود والأسلحة في الوقت المُحَدَّد. وبسبب عدم إرسال دوريات إستطلاعية، لم يَعْرِف الإسرائيليون بِنْيَة القوات الأردنية بشكل تام. وكانت التقارير الاستخباراتية ساَعَتَها تتحدث عن وجود "قوات محلية غير نظامية" في اللطرون. وفي 24 مايو الساعة 19:30، تَلَقَّى شلومو شامير تحذيرًا بأن هناك قوة أردنية تتألف من 120 مركبة منها عَرَبَات مُصَفَّحَة ومدفعية تتوجه إلى اللطرون، مما دَفَعَه إلى تعجيل وقت بداية الهجوم. وتأجل الهجوم ساعتين بعد تلقي التحذير، وتقررت بدايته في الساعة 22:00. وكانت خطة الهجوم تنطوي على مِحْوَرَيْن:

تَسْتَوْلي الكتيبة التي تَتْبَع لواء الإسكندروني على قرية اللطرون، وعلى قلعة الشرطة فيها، ثم تستولي على قرية عِمْوَاس بهدف قَطْع الطريق على أية إمدادات عسكرية عربية، بالإضافة إلى حماية طريق قوافل الإمدادات.
تَلْتَفّ الكتيبة 72 حول المنطقة من الجنوب حتى تصل إلى طريق القدس عند مستوى باب الواد، وتستطيع بعدها أن تَعْبُر الطريق وتصعد التِّلَال للسيطرة على قُرَى دير أيوب، ويَالُو، وبيت نُوبَا، حيث ستَنْصِب هناك كمينًا لحماية طريق القوافل. ومن الممكن دَعْمها بثلاث مَرْكَبَات مُدَرَّعَة ومركبتَيْن نِصف مُجَنْزَرَتَيْن من الكتيبة الـ73.
وفي الليل، حَصَل أمر لم يتوقَّعْه الإسرائيليون، حيث وجدوا حاجزًا على الطريق، واضطروا لتفكيكه وفَتْح ذلك الطريق لأنه كان يجب على اللواء استخدامه. ذلك أدى إلى تأجيل ساعة الصِّفْر مرة أخرى لتصبح عند منتصف الليل. وفي النهاية، خاض الجنود المعركة بين الساعة 2 والـ5 فَجْرًا، ولكن دون وجود تغطية مناسبة. وبسبب ذلك كَشَفَت القوات الأردنية الجنود الإسرائيليين بسرعة، مما حَرَمهم من عُنْصر المفاجأة. وابتدأت المعركة عند الـ4 فَجْرًا، وتَعَرَّضَت القوات الإسرائيلية لقصف ناري شديد. حاوَلَت المدفعية الإسرائيلية التدخُّل ولكنها سرعان ما تعرضت للفشل، إما بسبب انتهاء الذخيرة، أو أنها لم تكن مسافة قريبة تسمح لها بإطلاق القذائف المضادة للبطاريات الصاروخية.

وقد تنبَّأ شلومو شامير بأن جيشه سيتعرض لهزيمة شاملة، وكان ذلك ما دَفَعَه إلى إصدار قرار بالإنسحاب في الساعة 11:30 ظُهْرًا. ولأن المعركة كانت تدور في أرض مفتوحة وتحت شمس شديدة الحرارة، خاصة أن الجنود الإسرائيليون كانوا بدون ماء، قُتِل وجُرِح الكثير منهم من القَصْف العربي. وكان فقط عند الساعة الـ2 بعد الظهيرة، حين وَصَل أول الرجال المصابين إلى مَرْكَبَاتِهِم التي تركوها صباحًا عند بداية الهجوم. وعلى أية حال، واستنادًا إلى بيني موريس، فَلَم يستغل الجيش العربي ذلك الانتصار، حيث أنه كان بإمكانهم بسهولة تنفيذ هجوم مضاد يصل إلى مراكز القيادة العامة الإسرائيلية في هولدا.

وبَلَغَت خسائر الجنود الأردنيين وزملاءهم من العرب غير النظاميين ما مقداره 5 وَفَيَات، و6 جَرْحَى. أما الإسرائيليون فقد أَحْصَوْا 72 قتيلًا (52 منهم من الكتيبة 32، و20 من الكتيبة 72)، و6 أسرى، و140 جريحًا. وكان أرئيل شارون -الذي أصبح رئيس وزراء فيما بعد- وقتها ملازمًا في المعركة، حيث أنه قادَ واحدًا من فصائل الكتيبة 32، وقد تَعَرَّض إلى إصابة خطيرة في مَعِدَتِه خلال المعركة.

إعادة تنظيم الجبهة المركزية للجيش الإسرائيلي
عند نهاية مايو، كان ديفيد بن-غوريون مٌقْتَنِعًا بأن الجيش العربي يَسْتَشْرِف السيطرة على كامل مدينة القدس. عِلَاوة على ذلك، وبعد القتال، تَدَهْوَرت أوضاع اليهود هناك: حيث امتلك المجتمع اليهودي احتياطات قليلة جدًّا من الوقود، والخبز، والسكر، والشاي، ولن تصمد تلك الاحتياطات لأكثر من 10 أيام، أما احتياطي الماء لديهم فكان سينتهي بعد 3 أشهر. ومن وجهة نظر غلوب، كان الهدف لا يزال مَنْع الإسرائيليين من تعزيز القوة العسكرية في المدينة والاستيلاء على الجزء الذي لا يزال يحافظ عليه العرب منها. وفي 29 مايو، أَعْلَن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة نيَّتَه لِفَرْض وَقْف إطلاق نار لمدة 4 أسابيع، مما سيمنع احتلال اليهود للمزيد من المناطق الفلسطينية وبالتالي سيمنع دعمهم وصول إلى مدينة القدس المُحَاصَرَة.

ومن وجهة نظر عسكرية، احتاج لواء هارئيل العاشر إلى تعزيزات، فأرسل له بن-غوريون كتيبة من لواء إتزيوني السادس. كما اعتبر أنه من الضروري جدًّا على اللواء السابع أن ينضم إلى القوات الإسرائيلية في القدس بالإضافة إلى اختيار 400 مُجَنَّد لتعزيز لواء هارئيل. وكانت الأسلحة وقِطَع الغَيَار التي وَصَلَت إلى إسرائيل من الدول الغربية عبر الجو جاهزة في ذلك الوقت للمشاركة في القتال على جبهة القدس. وكان قائد اللواء السابع يَتَمَنَّى إزالة الآثار السلبية الناتجة عن هزيمة اللطرون التي تؤثر على معنويات الجنود وعلى هَيْبَته هو شخصيًّا. وأُعِيد تنظيم الجبهة المركزية للجيش الإسرائيلي وأُعْطِيَت قيادتها لأحد المتطوعين الأمريكان الذي يشاركون في القتال مع الجانب الإسرائيلي، وهو الكولونيل ديفيد ماركوس، الذي تَرَقَّى نتيجةً لمنصبه الجديد إلى رُتْبَة أَلُوف (جنرال عام). وقد تَوَلَّى قيادة لواء إتزيوني واللواء السابع، وكذلك لواء هارئيل العاشر المُصَنَّف ضمن قوات البَلْمَاح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:35

عملية بن نون ب

أعْطِيَت قيادة عملية بن نون مرة أخرى إلى شلومو شامير. حيث طَلَبَ للمعركة اللواء السابع والكتيبة 52 من لواء غيفعاتي التي حَلَّت محل الكتيبة 32 التي تدمرت خلال المعركة الأولى. بالإضافة إلى الكتيبة الـ73 التي كانت قوة مُدَرَّعَة من المشاة الخفيفة المزودة بِقَاذِفَات اللَّهَب و22 "سيارة عسكرية" مَحَلِّيَّة الصُّنْع.

أرسل الإسرائيليون الكثير من دوريات الإستطلاع، ولكنهم رغم ذلك لم يحصلوا على رؤية واضحة عن القوات الأردنية. وتَوَقّعوا مواجهة 600 رجل من الجيش العربي وجيش الإنقاذ، بالتالي خَصَّصُوا قوة عسكرية تبيَّن أنها غير كافية للدفاع والمحافظة على جبهة اللطرون الأمامية التي يبلغ امتدادها 4 كيلومتارت (2.5 أميال). وكان لا يزال الأردنيون في الحقيقة يمتلكون لواءًا عسكريًّا كاملًا مدعومًا بمئات الجنود غير النظاميين في اللطرون. وأخذ الإسرائيليون بعين الاعتبار الأخطاء التي ارتكبوها في المعركة الأولى، مما دفعهم إلى أن يكونوا أكثر دقة في تنظيم هذا الهجوم الجديد وكذلك في تحديد المنطقة التي سيبدأ منها الجنود هجومهم التي تَحَدَّدَت بشكل نهائي في 28 مايو. وبشكل خاص أخذوا حِذْرَهُم من قِرْيَتَيْ بيت جِيز وبَيْت سُوسِين اللتان أطلق منهما الجيش العربي هجومات مضادة خلال المعركة الأولى، وكذلك الأمر مع التلة رقم 369. وكان من المتوقع أن يجري هذا الهجوم أيضًا على مِحْوَرَيْن:

تؤدي الكتيبة 72 وكتيبة المشاة 52 هجومًا مضادًّا من الجنوب وصولًا إلى قرية بيت سوسين، ومنها تنطلق للاستيلاء على منطقة باب الواد، بعدها تَشُنّ هجومًا على قرية دير أيوب ثم قرية يالو، بعدها تتوجه إلى اللطرون لتشنّ عليها هجومًا من جهة الشرق.
تؤدي كتيبة المشاة 71 وكتيبة المُدَرَّعَات 73 قَلْعَة الشرطة في اللطرون، والدِّير، وقرية اللطرون من الجهة الجنوبية الغربية.

عند حوالي منتصف الليل، تجاوزت الكتيبتان الـ72 والـ52 منطقة باب الواد بهدوء دون أن تَنْكَشِفَا، ثم انْفَصَلَتَا لتذهب كل واحدة منهما إلى هدفها. واسْتَوْلَت إحدى الفِرَق على قرية دير أيوب التي كانت فارغة، ولكن كان هناك أفراد من الجيش العربي عند تَلّ قريب اكتشفوا أمر تلك الفرقة التي عانَت بعدها من قصف مُشْتَرَك من المدفعية والرشاشات الآلية التابعة للجيش العربي. وقُتِل 13 رجلًا منهم مع وجود العديد من المصابين. وانسحبت بعدها الفرقة إلى باب الواد، والجدير بالذكر أن تلك الفرقة تَكَوَّنَت بشكل رئيسي من اليهود المهاجرين. وبينما كانت تتحضر الكتيبة 52 للاستيلاء على التَّلَّة التي تَقَع أمام قرية يالو، تَلَقَّت أمرًا بالتَّرَاجُع.

وعلى الجبهة الأخرى، انْقَسَمَت القوات الإسرائيلية إلى جُزْئَيْن. اسْتَوْلَت كتيبة المشاة 71 بسرعة على الدَّيْر، ثم بدأت بالقتال للاستيلاء على قرية اللطرون. وعلى الجانب الآخر، نَجَحَت المدفعية الإسرائيلية في إبطال مفعول الأسلحة الأردنية في قلعة الشرطة. وعَبَر المتطوعون جِدَار القلعة الدِّفَاعيّ وفَاجَؤُوا المُدَافِعين عن القلعة بقاذفات اللَّهَب. ولكن الضوء الساطع الناتج من قاذفات اللهب أدَّى إلى فَضْح أمر الهجوم، حيث أصبح الجنود الإسرائيليون أهدافًا سهلة لمدافع الهاون الأردنية عيار 60 ميليمترًا (2.4 إنشات). وسُرْعَان ما طُرِدوا من القلعة ودٌمِّرُوا. وبالرغم من أن خبراء المتفجرات استطاعوا تدمير بوابة القلعة، إلا أن المشاة لم يستغلوا ذلك بسرعة. وأَصْدَر تشايم لاسكوف -قائد العمليات على تلك الجبهة- أمرًا للفِرْقَة دال (د - D) التابعة للكتيبة 71 (التي كانت احتياطية) بالتَّدَخُّل، إلا أن أحد جنودها فَجَّر بالخطأ لُغْمًا أرضيًّا، مما أدَّى إلى مَقْتَل 3 جنود وإصابة العديد من أفراد تلك الفِرْقَة. وتعرضوا لهجوم عنيف من المدفعية الأردنية وانسحب الجنود مَذْعُورِين إلى الغَرْب.

لم يكن الإسرائيليون قد خسروا المعركة بَعْدُ، ذلك بالرغم من توقعهم ذلك، كما أن لاسكوف اعتبر أن جنوده غير قادرين على الصمود في مواجهة الهجوم المضاد من الجيش العربي، ولذلك فَضَّل الانسحاب. وفي ذلك الوقت أيضًا، كان يحتاج الأردنيون إلى إعادة تنظيم صفوفهم، حيث نَفِذَت الذخيرة بشكل كامل من الكتيبة الرابعة. وعَانَت الكتيبة 73 الإسرائيلية أضْرارًا بنسبة 50%، وكان هناك 44 قتيلًا من بين جموع الإسرائيليين المُشَارِكين في القتال، وضِعْف ذلك العدد من المُصَابِين. وتٌفِيد المصادر الإسرائيلية بأن الجيش العربي عانى من 12 إلى 20 حالة وفاة، من ضمنهم كان الملازم المسؤول عن قلعة الشرطة. ولكن على خلاف ذلك، أَبْلَغ الأردنيون عن حَالَتَيْ وَفَاة فقط في جانبهم، وعن 161 وفاة في الجانب الإسرائيلي.

في وقت لاحق، حَمَّل ميكي ماركوس جنود المُشَاة مسؤولية هزيمة المعركة قائلًا: "التغطية المَدْفَعِيَّة كانت صحيحة. المُدَرَّعَات كانت جيدة. قوات المشاة، سيئة جدًّا". وكان لبيني موريس رأي مُغَايِر، حيث أنه اعتبر أن الخطأ كان يَكْمُن في تَشْتِيت القوات الإسرائيلية بهدف الهجوم على مجموعة متعددة من الأهداف بدلًا من تركيز كامل قوة اللواء على الهدف الرئيسي، وهو قلعة الشرطة.

طريق بورما

في 28 مايو، وبعد احتلال الإسرائليين لقرية بيت سوسين، سيطروا على مَمَرّ ضَيِّق بين السهل الساحلي ومدينة القدس. ولكن ذلك الممر لم يكن يعبره أي طريق يسمح للشاحنات بالمرور فيه والتوجه إلى القدس لدعم الإسرائيليين هناك. واكتشفت إحدى دَوْرِيَّات المشاة التابعة للبلماح بعض المسارات التي تربِط العديد من القرى الوَاقِعَة في التِّلَال المُتَمَوْضِعَة جنوب طريق القدس الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش العربي. وفي 29-30 مايو، أُرْسِلَت عَرَبَات جيب إلى تلك التلال للتأكد من أن المسار مناسب للمَرْكَبَات. واتُّخِذ القرار ببناء طريق إلى القدس في تلك المنطقة. وأُطْلِق عليه اسم "طريق بورما" نِسْبَة لطريق الإمدادات الذي بَنَتْه بريطانيا بين بورما والصين خلال الحرب العالمية الثانية.

وبدأ المهندسون الإسرائيليون مباشرة ببناء الطريق، بينما نُظِّمَت قوافل من عَرَبات الجيب، والبِغَال، والجِمَال من كيبوتس هولدا لتحمل مدافع الهاون عيار 65 ميليمترًا (2.6 إنشات) وتنقلها إلى الإسرائيليين في القدس. وعَلِم الأردنيون أن هناك مكيدة يُدَبِّرٌهَا الإسرائيليون في التلال على قدم وساق، ولكنهم لم يعلموا الهدف النهائي من العمل فيها. بالتالي أجرى الجيش العربي قصفًا مدفعيًّا على المنطقة، ولكنه أُوْقِف بشكل سريع بأوامر أصدرها المكتب البريطاني الأعلى، كما أرسل الأردنيون دوريات لإيقاف تلك الأعمال ولكنها لم تنجح.

وكان أكثر من يحتاجه الإسرائيليون في القدس حينها هو الطعام. وابتداءًا من 5 يونيو، بدأ المهندسون الإسرائيليون بإصلاح الطريق بحيث يستطيع استيعاب الشاحنات المَدَنِيَّة المتوجهة إلى القدس. وعَمِل 150 عاملًا ضمن 4 أفرقة لتشييد خط أنابيب لإيصال الماء إلى القدس، ذلك لأن خط المياه الآخر الذي يعبر اللطرون قَطَعَه الأردنيون. وفي كتاب "يا قدس (O Jérusalem)"، تحدث دومينيك لابيير ولاري كولينز أنه في الليلة بين 6 و7 يونيو، وفي ظل الخوف من الحالة الحرجة التي وصل لها الإسرائيليون في القدس، ولتقوية معنوياتهم كذلك، جُنِّد 300 مواطن إسرائيلي من تل أبيب ليحملوا الطعام الذي يكفي سكان القدس يومًا واحدًا على ظهورهم ويحملوه لعدة كيلومترات إلى القدس، وهي المسافة من طريق بورما التي لم تكن قد اكتملت بعد لم تصبح مناسبة للشاحنات.

وانتهت المرحلة الأولى من أعمال البناء بعد هدنة 10 يونيو، وفي 19 يونيو وَصَلَت إلى القدس قافلة إسرائيلية مُؤَلَّفَة من 140 شاحنة تحمل كل واحدة منها 3 أطنان من السِّلَع بالإضافة إلى الكثير من الأسلحة والذخيرة. وكانت تلك هي النهاية الأكيدة لحصار الجزء المحتل من مدينة القدس. وتَزَامَن النجاح الإسرائيلي ببناء الطريق مع حادثة أخرى بقيت في الذاكرة، وهي وفاة الألوف ميكي ماركوس الذي قتله حارس إسرائيلي بالخطأ خلال ليلة 10-11 يونيو.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:36

علمية يورام (8-9 يونيو 1948)

أصبحت الجيوش العربية والإسرائيلية في حالة اشتباك بين 30 مايو و8 يونيو. حيث خاضوا قتالات صغيرة وعنيفة، وتَكَبَدُّوا خسائرًا ثقيلة في الجنود والمعدات، وجَدَّدَت الأمم المتحدة في 11 يونيو نداءها لإقامة هُدْنَة. وخلال فترة الاشتباك تلك، قَرَّر ديفيد بن-غوريون سَحْب لواء النخبة الحادي عشر يِفْتَاح بقيادة إيغال آلون من الجليل، وتوجيهه نحو اللطرون لإطلاق هجوم آخر عليها. وامتلك اللواء تحت تَصَرُّفِه تعزيزات مِدْفَعِيَّة تتكون من 4 مدافع هَاوْن عيار 65 ميليمترًا (2.6 إنشات) و4 مدافع رشاشة عيار 120 ميليمترًا (4.7 إنشات)، وكانت تلك التعزيزات جزءًا من الأسلحة الثقيلة التي وصلت إسرائيل في علمية التهريب المشهورة باسم عملية بالاك.


عملية يورام. القَصْف في منطقة اللطرون قبل الهدنة الأولى. 1948م.
في هذا المَرَّة، قَرَّرَت هيئة أركان الحرب الإسرائيلية شَنّ هجوم مُوَجَّه نحو مركز إدارة الجيش العربي، ذلك بالتزامن مع عِدَّة هَجَمَات مٌتَفَرِّقة من الشمال لِتَشْتِيت الأردنيين. فبينما تشنّ كتيبة من لواء يفتاح هجمات متفرقة على قُرَى سَلْبِيت، وعِمواس، وبيت نوبا، سَتَسْتَوْلي كتيبة من لواء هارئيل على التلة رقم 346 التي تقع بين مَوْقَعَيْ الكتيبة الثانية والكتيبة الرابعة من الجيش العربي، ثم تَعْبُر كتيبة من لواء يفتاح ذلك التل متجاوزة القوات الأردنية لتسيطر على التلة رقم 315 وقرية اللطرون وقلعة الشرطة في الشرق. بدأت العملية الإسرائيلية بِتوجيه وَابِل من القذائف المدفعية على قلعة الشرطة، وقرية اللطرون، والمواقع المحيطة بهما. ولم تُسْتَهْدَف التَّلَّتَان 315 و346 كما كان مقررًا، لأنهما كانت تسيطر عليهما كتيبة من الجيش العربي، بالتالي امتنع الإسرائيليون عن مهاجمتهما لِتَجَنُّب تنبيه الأردنيين للخطة الإسرائيلية.

انطلق جنود لواء هارئيل على أقدامهم من منطقة باب الواد، ولكنهم سَلَكُوا طريقًا غير صحيح، بالتالي هاجموا التلة رقم 315 بالخطأ. وبدؤوا هجومهم على التلة مما كَشَف موقعهم للحراس الأردنيين. وبالرغم من أنهم كانوا أكثر عددًا من جنود الجيش العربي، إلا أن الجنود العرب شَنُّوا هجومًا مضادًّا وقاتلوا بِضَرَاوَة لدرجة أن الجيش الإسرائيلي لَجَأ لسلاح المدفعية لقصفهم وإتمام الهجوم. وعانى الإسرائيليون من بعض الخسائر الجسيمة. وعندما وصل لواء يفتاح إلى أسفل التلة رقم 346، اسْتُهْدِف بالأسلحة النارية، والقنابل اليدوية، والقذائف المدفعية. ولاعتقادهم بأن جنود لواء هارئيل كانوا قد استَوْلَوْا على التلة قبل مَجِيئِهم وأنهم هم من يطلقون عليهم النار، أوقف جنود لواء يفتاح القتال، وألقوا أسلحتهم، واتصلوا عبر الراديو بالقيادات الإسرائيلية لإيقاف إطلاق النار عليهم. ولكن القادة أمَرُوهم بعدم التوقف عن القتال غير مُصَدِّقين ما جرى من أحداث وأن جنود لواء هارئيل ظلّوا في أَمَاكِنِم بسبب المقاومة التي واجهوها في التلة رقم 315.

كان الارتباك بين صفوف الأردنيين الناتج عن هجوم وأحداث التلة 315 مهمًّا بنفس أهميته بين الإسرائيليين. ومع قدوم صباح اليوم التالي، وبسبب عدم القدرة على التقدير الصحيح للوَضْع، قَرَّرَت القيادة الإسرائيلية عند الساعة الـ5:30 صباحًا سَحْب الجنود إلى منطقة باب الواد. وكانت الخسائر بالغة، حيث أَحْصَت الكتيبة التابعة إلى لواء هارئيل والمُتألِّفَة من 400 جندي ما مقداره 16 قتيلًا و79 مصابًا، بالإضافة إلى مقدار قليل من القَتْلى والمصابين في صفوف لواء يفتاح. كما عَانَى الجيش العربي من عشرات الضحايا.

في اليوم التالي، شَنّ الأردن هُجُومَيْن مُضَادَّين. في الهجوم الأول، توجه الجيش العربي إلى قرية بيت سوسين المحتلة، حيث سَيْطَر على عِدَّة مواقع حراسة إسرائيلية، ولكنه لم يَسْتَطِع الاحتفاظ بها سوى لعدة ساعات. ونَجَم عن ذلك القتال مجموعة من القَتْلَى و20 مصابًا في الجانب الإسرائيلي. أما الهجوم الثاني فكان موجهًا على كيبوتس جَزَر الذي كانت قد انطلقت منه الهجمات الإسرائيلية المُتَفَرِّقَة على اللطرون. وتألَّفَت الكتيبة المُهَاجِمة من جنود تابعين للجيش العربي وجنود غير نظاميين، وكانت مدعومة بِدَسْتَة من العَرَبَات المُدَرَّعَة. وبدأ الهجوم على الكيبوتس في الصباح، وكان هناك 68 جنديًّا إسرائيليًا يدافعون عنه بينهم 13 امرأة.

وبعد معركة دامَت 4 ساعات، سَقَط الكيبوتس بيد الجيش العربي. وهَرَبَت دَسْتَة من الإسرائيليين. أما الباقون فمعظمهم استسلَم، وأُعْدِم واحد أو اثنان منهم. وحَمَى الجنود الأردنيون الأسرى من الجنود غير النظاميين، وأطلقوا سراح النساء في اليوم التالي. وكانت الحصيلة النهائية 39 قتيلًا من الجانب الإسرائيلي، وقتيلان من جانب الجيش العربي. وأخذ الجنود غير النظاميين الغنائم من المنطقة، ثم انسحب الجيش العربي منها بعد القتال. وفي المساء، استولى لواء يفتاح على الكيبوتس مرة أخرى.

الهَجَمَات المنظمة خلال عملية داني

بعد هُدْنَة دَامَتْ شهرًا واحدًا تَمَكَّن خلاله جيش الدفاع الإسرائيلي من زيادة قواته وإعادة تسليحها، كانت النقطة الأضعف بين جميع المواقع العسكرية الإسرائيلية هي الجبهة المركزية والمَمَرّ المؤدي إلى القدس. فَقَرَّرَت القيادة العُلْيا إطلاق "عملية لارلار" التي تَهْدِف إلى الاستيلاء على اللِّد، والرملة، واللطرون، ورام الله، وبالتالي إزالة التهديد عن تل أبيب من جهة، وعن غرب القدس التي تحتلها إسرائيل من الجهة الأخرى.

ولتحقيق ذلك الهدف، أُوْكِلَت إلى إيغال آلون قيادة 5 لواءات: هارئيل، واليِفْتَاح (كان يتكون من 5 كتائب)، ولواء المُدَرَّعَات الثامن (يتكون من الكتيبَتَيْن 82 و89 وقتها)، وعِدَّة كتائب مُشَاة من لِوَاءَيْ كيرياتي وألسكندروني، بالإضافة إلى 30 قِطْعَة مدفعية. وأُرْسِلَ اللواء السابع إلى الجبهة الشمالية. في الجزء الأول من المواجهة، بين 9 و13 يوليو، سيطرت إسرائيل على اللد والرملة وحَصَّنَت المنطقة المحيطة باللطرون باستيلاءها على قرية سَلْبِيت، لكن القُوَى كانت قد أُنْهِكَت مما دَفَع القيادة العليا إلى عدم المُضِيّ قُدُمًا في مُهِمَّة السيطرة على رام الله. وأُطْلِقَت هَجْمَتَان على اللطرون.

على الجانب الشرقي للمواقع الأردنية (16 يوليو)
في ليلة 15-16 يوليو، تَجَهَّزَت عدة فِرَق من لواء هارئيل لتنفيذ هجوم على اللطرون من الجهة الشرقية، تحديدًا حول "تلَّة المَدَافِع" وقَرْيَتَيْ يالو وبيت نوبا. استمرت تلك الاعتداءات لتصل إلى التلال من خلال قَرْيَتَيْ بيت ثُول ونِطَاف، ونَقَلُوا أسلحتهم على ظهور البِغَال. وبعد ساعات عدة من القتال والهجمات المضادة من المَرْكَبَات المُدَرَّعَة التابعة للجيش العربي، تراجع الإسرائليون، ولكنهم استطاعوا الحفاظ على العديد من التِّلَال. في نهاية هذه الهجمات، خسرت إسرائيل ما مجموعه ٢٣ من جنودها مع وجود العديد من الجرحى.

على الجانب الشرقي من المواقع الأردنية (16 يوليو)
في ليلة 15-16 يوليو، تَجَهَّزَت عدة فِرَق من لواء هارئيل لتنفيذ هجوم على اللطرون من الجهة الشرقية، تحديدًا حول "تلَّة المَدَافِع" وقَرْيَتَيْ يالو وبيت نوبا. استمرت تلك الاعتداءات لتصل إلى التلال من خلال قَرْيَتَيْ بيت ثُول ونِطَاف، ونَقَلُوا أسلحتهم على ظهور البِغَال. وبعد ساعات عدة من القتال والهجمات المضادة من المَرْكَبَات المُدَرَّعَة التابعة للجيش العربي، تراجع الإسرائليون، ولكنهم استطاعوا الحفاظ على العديد من التِّلَال. في نهاية هذه الهجمات، خسرت إسرائيل ما مجموعه ٢٣ من جنودها مع وجود العديد من الجرحى.

الهجوم المباشر على قلعة الشرطة
قبل ساعة واحدة من الدخول في حيِّز الهُدْنَة، قررت القيادة العليا الإسرائيلية محاولة القيام بهجوم مباشر على قلعة الشرطة. أشارت المخابرات الإسرائيلية إلى أنه من الرَّاجِح وجود عدد كبير من قوات الجيش العربي في المنطقة. في الصباح، جَابَت دوريات الاستطلاع المنطقة، إلا أنها لم تستطع إثبات أو نفي المعلومات الواردة من المخابرات. وفي الـ6 مساءًا، أُطْلِق هجوم إسرائيلي على القلعة، وضمَّت القوات الإسرائيلية دَبَّابَتَيْ كرومويل يقودهما جنديَّان بريطانيان مُنْشَقَّان عن الجيش البريطاني، ويُرَافق الدبابتين كتيبة مدرعة من اليفتاح مُزَوَّدَة بالمدافع. 

عندما أصبحت القوات الإسرائيلية على مسافة 500 متر (1600 قدم) من القلعة، ضُرِبَت بقذائف المدفعية الأردنية. وفي حوالي 6:15 مساءًا، ضُرِبَت إحدى الدَّبَّاتَيْن بقذيفة (أو أنها عانَت من عُطْل ميكانيكي)، وأصبحت مضطرة إلى الانسحاب إلى قرية القُبَاب المحتلة لتَلَقِّي الصيانة. وبَقِيَت القوات الإسرائيلية الأخرى تنتظر رجوعها، واستُؤنِف القتال في حوالي الساعة 7:30 مساءًا، غير أن القوات الإسرائيلية انْسَحَبَت في حوالي الساعة الـ8 مساءًا. تراوح عدد القتلى الإسرائيليين بين 8 و12. وفي نفس الوقت، اسْتَوْلَت عناصر من لواء هارئيل على حوالي 10 من القرى الواقعة إلى الجنوب من اللطرون لتوسيع وتأمين المنطقة الخاصة بطريق بورما. وكان معظم سكان تلك القرى قد هَرَبوا سابقًا في إبريل بسبب المعارك، أما الذين بقوا منهم فقد تعرضوا للتهجير المُمَنْهَج بعد ذلك على يد الإسرائيليين.

الاعتداء الأخير
بعد حملة الـ١٠ أيام، أصبح الجيش الإسرائيلي متفوقًا على الجيوش العربية المعادية له، ودَرَس مجلس الوزراء الإسرائيلي وَقْت ومكان الهجوم التالي. وقُدِّمَت ٣ خيارات: الهجوم على المنطقة العربية في الجليل التي كانت تحت قيادة جيش الإنقاذ العربي والتي كانت مُحَاطَة بالمناطق الإسرائيلية، أو التَّوَغُّل شرقًا قَدْر المُسْتَطَاع في مناطق السامرة ويهودا اللَّتان يمتلكهما العراقيون والأردنيون، أو الهجوم على جنوب النقب التي يسيطر عليها المصريون.

في ٢٤ من أيلول، أَغَار مجموعة جنود فلسطينيين غير نظاميين على الجزء الذي تحتله إسرائيل من اللطرون ونَجَم عن ذلك مَقْتَل 23 إسرائيليًّا، ذلك أدى إلى تعجيل اتخاذ مجلس الوزراء الإسرائيلي للقرار. ففي ٢٦ من أيلول، قَدَّم ديفيد بين جوريون اقتراحه لمجلس الوزراء للهجوم على اللطرون مجددًا واحتلال الضفَّة الغربية كلها أو جزء كبير منها.

رُفِض الاقتراح بعد نقاشه، حيث صَوَّت 5 أعضاء من أصل 7 من مجلس الوزراء ضد تنفيذه. واستنادًا إلى بيني موريس، كانت الأسباب وراء رفض شَنّ الهجوم ترتكز على الدعائم التالية: ردود الفِعْل الدولية السلبية التي كانت متأجِّجَة تجاه إسرائيل خاصة بعد اغتيالها مؤخرًا للكونت برنادوت، والتداعيات المُحْتَمَلَة لذلك الهجوم على اتفاق عدم الاعتداء المُبْرَم بين إسرائيل والملك عبد الله الأول، بالإضافة إلى حقيقة أن هزيمة الجيش العربي قد تؤدي إلى تدخل الجيش البريطاني بسبب معاهدة الدفاع المشتركة بين الأردن وبريطانيا، وأخيرًا بسبب أن احتلال هذه المنطقة سيُدْخِل مئات الآلاف من المواطنين العرب من سكان المنطقة إلى دولة إسرائيل.

ووَصَف بن-غوريون قرار عدم الهجوم على اللطرون بعبارة بِيشْيَا لِيدُورُوت (أي "سبب للنَّحِيب الذي سيبقى لأجيال")، وذلك في إشارة منه أن إسرائيل لن تتوقف عن مطالبها في السيطرة على مناطق يهودا، والسامرة، والبلدة القديمة في القدس


النتائج

على الصَّعِيد العسكري، أفْضَتْ جميع الهَجَمَات الخمسة على اللطرون إلى هزائم إسرائيلية وانتصارات أردنية: حيث تَصَدَّى الأردنيون لكل الهجات واحتفظوا بسيطرتهم على الطريق الواصل بين السهل الساحلي ومدينة القدس، مع وقوع 168 قتيلًا إسرائيليًّا والكثير الكثير من المُصَابِين. أما على الصَّعِيد الاستراتيجي، كانت النتائج أكثر تَفْصِيلًا:

مَكَّن افتتاح طريق بورما الإسرائيليين من تجاوز اللطرون وإمداد 100,000 يهودي يسكنون غرب القدس بالطعام، والسلاح، والذَّخَائِر، والمعدات، والتحصين العسكريّ لمواقعهم.
أدَّت إحكام السيطرة الإسرائيلية على غرب القدس إلى إعاقة بعض القوات العربية، إلا أن سيطرة الجيش العربي على اللطرون -التي تبعد 15 كيلومتر (10 ميل) عن تل أبيب- كانت شوكة في حَلْق القوات الإسرائيلية.
كانت اللطرون ركيزة أساسية لقوات الجيش العربي، مما دفع غلوب باشا إلى زيادة جنوده بمقدار الثُّلْث في اللطرون، ذلك لأن سقوطها بيد الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى سقوط القدس ومن المحتمل أن يُشَكِّل تهديدًا على الأردن قاطبة.
وخلال مُفَاوَضَات الهدنة الإسرائيلية-الأردنية في جزيرة رودس، طَلَب الإسرائيليون انسحاب الجيش العربي من اللطرون، ولكن ذلك لم يَتَحَقَّق. وبَقِيَت اللطرون تحت الحُكْم الأردني حتى وُقٌوع حرب الستة أيام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:37

التأريخ

التأريخ الإسرائيلي والذاكرة الشعبية
استنادًا إلى المُؤَرِّخَة الإسرائيلية أنيتا شابيرا، هناك فجوة -واسعة جدًّا في بعض الأحيان- بين "الحقائق المبنيّة على البحث التاريخي" وبين صورة المعركة في الذاكرة الشعبية الإسرائيلية. وهذه بالتأكيد هي الحالة بالنسبة لمعركة اللطرون التي أصبحت جزءًا من أسطورة تأسيس دولة إسرائيل.

رؤية واضحة للقائد العام

وَضَع القائد العام للجيش ديفيد بن-غوريون والمُقَرَّبُون منه الخطة الأولى لمعركة الأولى من معارك اللطرون، وأمروا بتنفيذها.

في البداية، بَقِيَت السلطة الحاكمة في إسرائيل صامتة. ولكن في 27 مايو، نَشَرَت صحيفة معاريف اليومية الإسرائيلية تغطية تُشَكِّك بصحة الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بنتائج المعركة، حيث تحدثت عن نصر عظيم حققه الجيش العربي في تلك المعركة التي أَسْفَرَت عن 800 قتيل إسرائيلي. وفي ردّها على ذلك، شَدَّدَت الصحافة الإسرائيلية أن الهدف من المعركة لم يكن السيطرة على اللطرون، إنما ضَرْب الجيش العربي، وفي 1 يونيو، نَشَرَت أرقامًا للضحايا، حيث قالت أنه قد وقع 250 قتيلًا في الجانب العربي، أما في الجانب الإسرائيلي فاقتصرت الخسائر فقط على 10 قتلى، و20 مصابًا بجروح خطيرة، و20 مصابًا بجروح خفيفة.

وابتداءًا من 14 يونيو، تَحَوَّل تركيز الصحافة الإسرائيلية إلى "فَتْح طريق بورما". أما في سياق الخلاف بين قائد العمليات يغائيل يادين وديفيد بن-غوروين، فقد قال يادين أن المعركة كانت "كارثة عظيمة"، بينما ردّ عليه الآخر بأنها كانت من وجهة نظره "نصرًا عظيمًا بالرغم من أنه مُكْلِف."

أُرِّخَت "الرواية الرسمية" للأحداث سنة 1955م، وقد اسْتَنَدَتْ تلك الرواية على دراسة للمُقَدِّم إزرائيل بير الذي كان مستشارًا وداعمًا ليغائيل يادين، وكان قد نَشَر دراسة بعنوان "معارك اللطرون". واعتبرت المؤرخة أنيتا شابيرا أن تلك الدراسة هي "الأكثر ذكاءًا على الإطلاق فيما كُتِب عن ذلك الموضوع"، حيث أنها حَلَّلَت المعارك في سياقها العسكري والسياسي. واستنتجَت الدراسة بأنه عند الأخذ بعين الاعتبار للأهمية الاستراتيجية والرمزية لمدينة القدس، فإن "الهزائم التكتيكية الثلاثة التي حدثت في اللطرون (...) سَمَحَت بالدعم [لمدينة القدس] وكانت عبارة عن مناورة متعددة الأماكن (...) [كما أنها] كانت نتيجة للرؤية الاستراتيجية الواضحة للقائد العام، الذي يستطيع تمييز الأهداف الرئيسية وإخضاع الاعتبارات التكتيكية المحدودة للقيادة العسكرية كي تتمكن من تنفيذ رؤيته." ويتبيَّن من ذلك أنه بالرغم من أن بير كان يعمل تحت قيادة يغائيل يادين، إلا أنه أيَّد تحرُّكَات بن-غوريون في دراسته.

وحَمَّل بير مسؤولية الهزائم التكتيكية إلى الأخطاء التي ارْتَكَبَتْهَا المخابرات الإسرائيلية بالإضافة إلى عدم وجود قادة مستقلين لإصدار الأوامر على الجبهات المختلفة في أرض المعركة بدلًا من تلقِّي الأوامر من القيادة المركزية فقط. كما أنه أَشَار إلى التدريب الرَّديء للمهاجرين، وإلى المعدَّات المَعِيبَة، بالإضافة إلى أنه من الصُّعُوبَة على جيش حديث التأسيس أن يَنْجَح في أولى عمليَّاته التي تهدف إلى الاستيلاء على منطقة مَحْمِيَّة تَنْتَظِم فيها قوات العدوّ مسبقًا. كما أعطى بير التقديرات الأولية للخسائر كما يلي: 50 قتيلًا من الكتيبة 32 التابعة لِلِواء الإسكندروني و25 قتيلًا من الكتيبة 72 التابعة إلى اللواء السابع (تَألَّفَتْ بشكل رئيسي من المهاجرين).

في النهاية، صَوَّر بير أحداث اللطرون بأنها "مَلْحَمَة بطوليّة، مثل تلك الملاحم التي تحصل عند وِلَادة شعب جديد أو عند النجاح التاريخيّ لِحَرَكَات التحرير الوطني."

الإهمال المُجَرَّم

[كُتِب عن أولى معارك اللطرون:] "وأَفْشَل الأردنيون الهجوم بحلول المساء، ونتج عن ذلك ما مقداره أقل بقليل من 2000 قتيل إسرائيليّ."

وعلى الرغم من أن حرب النكبة تضمنت العديد من المعارك التي كَبَّدَت الإسرائيليين الكثير من القتلى، مثل معركة كفار عصيون التي نتج عنها 150 قتيلًا، وكذلك معركة جبل المُكَبِّر التي حَصَدَت 75 قتيلًا، إلا أن معركة اللطرون كانت أكثر أحداث الحرب التي أثَارَت الشائعات والروايات والجَدَل داخل إسرائيل. يَكْمُن السبب الرئيسي وراء ذلك في أن اللطرون ظلَّت هي الدِّعَامة الرئيسية للطريق المؤدي إلى القدس حتى حرب النكسة 1967م، مما اضطّر الإسرائيليين في تلك الفترة إلى الابتعاد عن الطريق الرئيسي والبقاء في هامشه والالتفاف حوله لتجنّب الاصطدام بقرية اللطرون التي كان يسيطر عليها الجيش العربي، وكانوا يُعَانون كي يستطيعوا تجاوزها للوصول إلى القدس، وكان ذلك يَجُول داخل عقولهم كل يوم. وقالت أنيتا شابيرا أن السبب الأساسي وراء الجدل الإسرائيلي حول معركة اللطرون لم يَكُن سوى الذكريات الكارثية في عقول الإسرائيليين المُتَعَلِّقَة بديفيد بن-غوريون والمحاربين القُدامى للجيش البريطاني الذين قرروا شنّ الحرب من ناحية، وجنود البلماح والهاجاناه السابقين الذين قُتِلوا في المعركة من ناحية أخرى. وفي دائرة التأثير هذه التي امتدت إلى سبيعينيَّات القرن العشرين وكذلك في المناظرات والجدالات التي استمرت حتى الثمانينات، طُرَح تساؤل حول وجود "ضرورة استراتيجية" لخوض الجيش الإسرائيلي لمعركة اللطرون أصلًا، وأن تلك الضرورة إن لم تكن موجودة بالفِعْل فإن ذلك سَيُعْتَبَر "إهمالًا مُجَرَّمًا" للقيادة الإسرائيلية، خاصة مع وجود خسائر فادحة بين صفوف المهاجرين الإسرائيليين القادمين حديثًا إلى فلسطين والذين أُرْسِلوا لشنّ معركة اللطرون، بالإضافة إلى أنها أصبحت أصبحت جزءًا من حكايات قِيام دولة إسرائيل.

هَاجَم مُعَارِضُوا بن-غوريون "سُلْطَتَه الأخلاقية" بِخَوْضِه لمعركة اللطرون. حيث قالوا أن دخول معركة اللطرون بالاعتماد على "حثالة الأرض" من المهاجرين الذين قُتِلُوا خلالها لم يُغيِّر الحالة إلا نحو الأسوأ. كما أَدَّت الإحصاءات المتعلقة بأعداد القتلى ونسبة المهاجرين منهم إلى تأجيج الجَدَل: حيث أن أعداد القتلى تراوَحَت من "بضع مئات" إلى "500-700 قتيل" وحتى أن هناك إحصاءات تفيد بأنهم بَلَغُوا "1,000-2,000 قتيل". أما نسبة المهاجرين من مجموع القتلى فَوَصَلَت إلى 75%. ويتَّهِم المعارضون بن-غوريون بأنه أراد أن إبطال أسطورة "الجيش العربي الذي لا يُقْهَر" بالإضافة إلى تَبْرِير تَخَلِّيه عن وادي حلوة (مدينة داود بالنسبة للإسرائيليين) لصالح الملك عبد الله الأول. (اعْتَبَرَتْ أنيتا شابيرا أن هذه القصة هي أصل نظرية آفي شلايم الذي يؤكِّد على ما تعتبره أنيتا أسطورة تواطؤ بن-غوريون لصالح الملك عبد الله الأول.)) وعلى الجانب المقابل، يُوَظِّف مُؤَيِّدُو بن-غوريون كل شيء في إبْراز قضية "التضحية التاريخية" التي قام بها المهاجرون، ويُحَمِّلون مسؤولية الفشل في اللطرون لِضَعْف التدريب.

ظهرت الكثير من الكتب التي تروي أحداث حرب 1948م من وجهة نظر إسرائيلية خلال فترة الجدل الخاصة باللطرون، مثل: جانبَيْ التلَّة (The two sides of the hill) لجون وديفيد كيمش (1960م)، وكتاب يا قدس (O Jerusalem) (الأكثر شهرة عالميًّا) لدومينيك لابيير ولاري كولينز (1972م)، وكذلك كتاب التَّكْوين، 1948 (Genesis, 1948) (الوحيد الذي كتبت الصحافة الإسرائيلية مراجعات له) لدان كورتزمان (1970م). وتميل الكتابات السياسية والأبحاث التاريخية المتعلقة باللطرون إلى التركيز على مؤلفات فترة الثمانينات بالإضافة إلى كتاب "اللطرون" لمؤلفه آري إسحاقي الذي يعود إلى زمن أقدم، والذي يَقَع في مُجَلَّدَيْن. حيث أن الكتاب يعطي رقمًا دقيقًا لأعداد القتلى، ولكنه يُخالف ما قاله المؤرخ إزرائيل بير (في تلك الأثناء كان معتقلًا بتهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفييتي)، حيث أن الكتاب يُصوِّر المعركة بأنها "الأصعب في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي"، كما يَضَع مسؤولية الهزيمة على بين-غوريون الذي أصابه الذُّعْر بخصوص القدس، وكذلك على الأخطاء التَّكْتِيكِيَّة التي ارتكبها قادة اللِّوَاءَات، وليس على المُهاجرين الذي تَلَقَّوْا (من وجهة نظر الكاتب) تدريبًا كافيًا.

مأساة الغربة

في السنوات الأولى بعد تأسيسها، واجهت إسرائيل مشكلة في الدَّمْج الاجتماعي للمهاجرين الجُدُد الذين وَصَلُوا فلسطين بعد الحرب، والذين كانوا قد عَانَوْا من صدمة إما بسبب تهجيرهم من الأراضي العربية أو بسبب المخيمات النازية، وكانوا قد عَانَوْا طيلة فترة الحرب العالمية الثانية الممتدة لستّ سنوات على حد زَعْم الإسرائيليين. فكان من الصعوبة بمكان دَمْجُهم مع يهود السَّابْرَا، وهم اليهود الذين وُلِدُوا في فلسطين أثناء الانتداب البريطاني، وكانوا قد سيطروا على الوظائف الأساسية، وكَوَّنَت عنهم إسرائيل صورة "يهود السابرا الأبطال الأقوياء الشُّجْعَان عَدِيمو الخوف الذين يَحْتَقِرُون الضَّعْف والارتباك". وقد لَمَعَت تلك الصورة أكثر بعد الانتصار الإسرائيلي في حرب الستة أيام.

أَدَّت حرب عام 1973م إلى إحياء ذكريات الهولوكوست عند الإسرائيليين خاصة المهاجرين منهم، وأصبحت الذاكرة الشعبية تَمِيل إلى الاندماج والتصالح مع ذلك التاريخ المليء بالصعوبات والمعاناة والتضحية من وجهة النظر الإسرائيلية. ذلك أدَّى إلى ظهور فئة نُخْبَويّة جديدة في دولة إسرائيل تَكَوَّنَت من اليهود السفارديِّين وأتباع مَنَاحِم بِيجِن الذي كان مُهَاجِرًا بِدَوْرِه. ومن هذا المُنْطَلَق، ظَهَرَت "أسطورة" اللطرون من حالات المعاناة والوفاة الخاصة بالمهاجرين الجُدُد بسبب اندماجهم في مجتمع فيه "صنع النَّاجُون من المحرقة الذاكرة الشعبية الجديدة، لاجؤون مهاجرون لهم ماضٍ مضطرب، واجهوا بعده العِدَاء والخطر ولكنهم صمدوا في أماكنهم بدمائهم وشاركوا في الحرب."

بُنِيَت أسطورة اللطرون على الحقيقة المؤكدة التي تتمثَّل بأن المهاجرين الجُدُد شاركوا في المعارك، وكذلك بُنِيَت على مجموعة من المعلومات غير الأكيدة التي تتمثَّل بالإحصاءات المتباينة لأعداد القتلى وأعداد المصابين الذي تُرِكُوا في أرض المعركة، ومعلومة أن اللطرون كانت المعركة الأصعب والأهمّ في الحرب. ظَهَر تأثير تلك الأسطورة على التاريخ المكتوب في الكتب والوَثَائِق بشكل أساسي، حيث أن "المهاجرين أرادوا فقط أن يتأكدوا من أن مُسَاهَمَتَهُم في المعركة كُتِبَت في الذاكرة الشعبية [الإسرائيلية] مع وجود علامة زائد بجانبها". لم تأتِ الأسطورة بوثائق جديدة، ولكنها أَبْرَزَت نفسها في السِّيَر الذاتية، والذِّكْرَيَات، وسِجِلّات الوفيات الخاصة بالذين شاركوا في الأحداث. لقد كانت وِجْهَة نظر نادرًا ما أتى ذكرُهَا عند سَرْد أيٍّ من رِوَايتَيْ الأحداث اللَّتَيْن ذكرناهما سابقًا، ولكنها أصبحت أسطورة تعيش بين الإسرائيليين حتى هذا اليوم بسبب تَذَكُّرِهَا وإحياءها من قِبَل المُهَاجِرِين.

أسطورة الذنب

في ثمانينيَّات القرن العشرين، نشأ انشقاق في صفوف حركة ما بعد الصهيونية، وجاء تاريخ معركة اللطرون ليمثل إجرام الدولة الإسرائيلية الذي طَالَ مواطنيها حتى، وذلك بسبب التضحية بالمهاجرين الجُدُدْ في معركة اللطرون وإقحامهم فيها بدون تدريب أو معدات مناسبة وكذلك كان هناك من ادَّعَى بأن تلك المعركة لم تَكُنْ بتلك الضرورة حتى. وأصبح ذلك وسيلة للحديث عن أن دولة إسرائيل بُنِيَت على المجازر والتهجير بحق الشعب الفلسطينيّ. وتَعَالَتْ في الأثير عِبَارَات "النِّفاق"، و"الحقائق المُزَيَّفَة"، و"دماء الهاربين من المحرقة الذين جاءوا كي يَجِدُوا حياةً جديدة ولكنهم وَجَدُوا الموت بدلًا عنها".

أَلَّف الشاعر المُعَارِض الشهير غابي دانييل (اسمه الحقيقي بينيامين هاروشوفسكي-هارشاف) العديد من القصائد التي تتناول تلك الرؤية لأحداث اللطرون، ومنها القصيدة التي أسماها "بيتر العظيم"، التي تناولت مواضيع التَّجَرُّد من الإنسانية عند الدولة الإسرائيلية، وأن ديفيد بن-غوريون أقام محارقًا لليهود بنفسه، حيث أن "اليهود الشباب البريئين [المهاجرين] من العِرْق المُتَفَوِّق الذين وجدوا أنفسهم -بدون اسم أو رؤية- مٌنْقِذِين لإسرائيل."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:39

بيتر العظيم
شَيَّد مدينة سانت بطرسبرغ
في البِحَار الشمالية
على ظهور عَبِيدِه
ديفيد بن-غوريون
شَيَّد
طريق بورما، الذي التَفّ حَوْل،
الطريق، طريق القدس العاصمة،
وهو يستند إلى ظهور اللاجئين الشباب من المَحْرَقَة
اعْتَبَرَتْ أنيتا شابيرا أن ظهور هذه "الأسطورة الجديدة" كان ضروريًّا لكيلا يتخلَّى الإسرائيليون عن هويتهم كاملة بسبب تلك الأحداث في الماضي، بالإضافة إلى أنهم أصبحوا الآن قادرين على رفضها والتَّبَرُّؤ منها. وبينما واجهت إسرائيل الكثير من الانتقادات النابعة من أساطير الإجرام التي صَاحَبَت تأسيس الدولة، أصبح تَقَبُّل تلك الفكرة أهْوَن وَقعًا على الإسرائيليين، حيث أن "هذه الرؤية لمعركة اللطرون كان مُقَدَّرًا لها أن تَنْسِف الخُرَافة التي تقول بأن جمع شمل [اليهود في فلسطين] كان فقط على أيدي مجموعة من المُتَطَرِّفِين المتمَوْضِعِين في مركز المُجْتمع الفكري [الإسرائيلي]". أي أن معركة اللطرون التي كان معظم مقاتليها وقتلاها من اليهود المهاجرين أثبتت أن الدولة قامت على أكتاف أشخاص آخرين غير المتطرفين الذين أقاموا المجازر.

قرية شلتة
شِلْتَة هي قرية فلسطينية تقع في قضاء الرملة، وقد جَرَت فيها معركة ومأساة بالنسبة للإسرائيليين، ولكنها ممسوحة بشكل كليّ من ذاكرتهم الشعبية. في 18 يوليو، تَلَقَّت فِرْقَة من الكتيبة الأولى من لواء اليفتاح أمرًا بالاستيلاء على قرية شلتة، حيث كانت عبارة عن قاعدة عسكرية تحمي الطريق الوحيد المتاح للجيش العربي للوصول إلى اللطرون التي تَقَع على بُعْد عدة كيلومتْرَات شمال القرية. لم تُبْلِغ الاستخبارات الإسرائيلية الضابط المسؤول عن الهجوم عن وجود قاعدة عسكرية أخرى بقرب القرية تُسِيطِر عليها فِرْقَة مُعَزَّزَة تابعة للجيش العربي. من تلك القاعدة الأخرى، كان يستطيع أفراد الجيش العربي مٌرَاقَبَة العمليات الإسرائيلية وطَلَب الإمداد التي كانت تتضمن عَرَبَات مٌدَرَّعَة. وعندما بدأت القوات الأردنية هجومها المضاد، تَلَقَّى الإسرائيليون ضَرْبَة قوية من جميع الاتجاهات. ولم يَكُن هناك جنود آخرون لدعمهم، مما اضطُّرَّهم إلى التراجع في وَضَح النهار. وبَلَغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي 45 جنديًّا، تسعة عشر منهم دون سنّ الـثامنة عشرة.

وبالرغم من الخسائر الكبيرة، إلا أن أنيتا شابيرا تؤكِّد أن تلك المعركة لم تَبقَ في الذاكرة الشعبية الإسرائيلية. "إذا امتلك النصر الكثير من الآباء [...] ستكون الهزيمة يتيمة. [...] لم يَدْخُل قتلى شلتة ضمن الكَوْكَبَة اللامعة الخاصة بالذاكرة الوطنية الإسرائيلية. [...] [فبينما كانت هناك جدالات كثيرة حول اللطرون]، كان يَجِب لهؤلاء الـ45 جنديًّا الذين لَقَوْا حتفهم أن يثيروا التساؤلات. ولكنهم ماتوا في جانب من ساحة المعركة أثْبَت أنه عديم الأهمية، ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن [تلك المعركة] لم تكن لتؤثر على نتيجة الحملة العسكرية[تقصد حملة اللطرون]."

إحياء الذكرى
بعد أزمة العدوان الثلاثي وحرب الستة أيام، جاء الجيش الإسرائيلي لِيُعَسْكِر في منطقة اللطرون. ناقَش كبار الضباط الإسرائيليين احتمالية نَقْل أماكن الخدمة للمُجَنَّدين الجدد في جبل مسعدة إلى منطقة أخرى أنسب، وذلك لأسباب تقنية (مسافة الاتصال مع القواعد)، وكذلك لأن إسرائيل احتلَّت فلسطين التاريخية كلها بعد حرب الستة أيام، مما يعني إمكانية دخولها إلى أماكن جديدة لم تكن تستطيع دخولها قَبْلًا. وقد وقع الاختيار النهائي على منطقة اللطرون. وفي ثمانينيَّات القرن العشرين، بُنِيَ موقع تذكاريّ ومتحف مكان موقع قلعة الشرطة في اللطرون. وكان لذلك التجمُّع المعماري جدار يحمل أسماء الجنود الإسرائيليين الذين قُتِلُوا منذ حرب فلسطين 1948م، بالإضافة إلى نُصُب تذكاري لتمجيد الأبطال، ونصب آخر لتوقيرهم. يحتوي المتحف على ما يقارب الـ200 دبابة وعَرَبَات مُدَرَّعَة أخرى من أنواع كثيرة.

التأريخ الأردني
استنادًا إلى يوجين روغان، يتشكَّل التاريخ الأردني حول الحرب بشكل أساسي من ذكريات الضباط الأردنيين الذين شاركوا في القتال، أو من المؤرخين الوطنيين. ويُصَرِّح يوجين أن هذه المؤلفات التاريخية "غير الأساسية" مُوَالِيَة إلى حدّ كبير لنظام الحكم الأردني، وتأخذ معلوماتها من كتاب مُذَكِّرَاتي لحابس المجالي قائد الكتيبة الرابعة، وكتاب معارك باب الواد لمحمود الرُّوسان أحد الضباط الكبار، وفي سبيل القدس لمَعْنْ أبو نوار ضابط في الجيش العربي، وكتاب جندي مع العرب لجون باغوت غلوب. ويُعْلِن التأريخ الأردني أن اللطرون هي انتصار عظيم للجيش العربي في سبيل دفاعه عن القدس، حيث استطاعت وِحْدَة عسكرية تكونت من 1,200 جندي فقط من التصدي لهجوم شَنَّه 6,500 جندي إسرائيلي، وحَصَد ما بين 400 و800 قتيل إسرائيلي. ويقول غلوب أنه كان هناك 600 قتيل إسرائيلي خلال الهجوم الأول، و600 آخرين في الهُجُومَيْن التَّالِيَيْن.

ويُسْتَشْهَد بأن حابس المجالي هو القائد العربي الوحيد الذي هَزَم الإسرائيليين خلال حرب 1948م، وأنه استعاد شيئًا من كرامة العَرَب. واستنادًا للرواية الأردنية للأحداث، كان حابس المجالي هو الذي أَسَر أرئيل شارون خلال أحداث المعركة، وكان العقيد أشتون (القائد البريطاني لحابس المجالي من اللواء الثالث) قد مَنَعَه من استخدام سلاح المدفعية لضرب طريق بورما، وكان ذلك من شأنه أن يمنع تشييد الطريق. وبعد الحرب، عُيِّن حابس حارسًا شخصيًّا للملك عبد الله الأول، وفي 1957م جَرَى تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية. وقد أصبح وزيرًا للدفاع سنة 1967م.

التأريخ والذاكرة الشعبية الفلسطينية

تتشابه الرواية الفلسطينية لأحداث المعركة مع الرواية الإسرائيلية. فهي بعد كل شي مَبْنِيَّة على الرواية الإسرائيلية إلا أنها لا تعطي للأحداث صفة رمزية. وفي كتاب "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"، يُشِير المؤلف وليد الخالدي إلى عملية ماكابي على أنها الهجوم الأول. وقد قَدَّم الكتاب تقريرًا يفيد بأن المقاومة التي أظهرها الجيش العربي وجيش المتطوعين كانت "مُسْتَلْهَمة من عبد القادر الحسيني" (الذي اسْتُشْهِد قبل المعركة بشهر واحد). ويُشِير التأريخ والذاكرة الشعبية الفلسطينية إلى أن المجازر وحالات التَّهْجِير القَسْرِي الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين خلال حرب 1948م من الممكن اعتبارها تَطْهِيرًا عِرْقِيًّا. وفي منطقة اللطرون، طَال هذا التطهير العرقيّ قُرَابَة 20 قرية فلسطينية وعَشَرَات الآلاف من الفلسطيين. كان بعض السكان قد هاجروا خلال المعارك التي دارت في إبريل، ولكن مُعْظَمَهم تَعَرَّض للتهجير عِنْد هجوم الإسرائيليين على قُرَاهُم خلال العمليات العسكرية اللاحقة. وعند احتلالهم لقرية ما، يَطْرُد الجنود الإسرائيليون منها أهلها غير المُقَاتِلِين، فَيُهَدِّدونهم ويهدمون بيوتهم. وقد وَقَعَت مَجْزَرَة اسْتُشْهِد فيها ما بين 30 و70 فلسطينيًّا بعد بضعة أيام من احتلال قرية أبو شوشة. وسُوِّيَت مُعْظَم القُرَى بالأرض، وذلك لكيلا يحتمي فيها المتطوعون العرب في القتال، وأيضًا لِمَنْع أهلها من الرجوع إليها. وفي بعض الحالات، بُنِيَت مُسْتَوْطَنَات إسرائيلية مكان القرى الفلسطينية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالجمعة 16 يوليو 2021 - 19:40

معركة القدس

معركة القدس (بالأنجليزية:The Battle For Jerusalem بالعبرية :מלחמת יְרוּשָׁלַיִם) (15 – 28 أيار 1948م) هو اسم يطلق على المعارك التي قامت بين الجيش الأردني في القدس والقوات الإسرائيلية في حرب فلسطين التي تمكن من خلالها الأردن من السيطرة على القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة. يسمي الإسرائيليون هذه المعارك (المعركة من أجل القدس)

بدأ القتال في القدس بعد انسحاب قوات الانتداب منها حيث أخذ اليهود داخل المدينة وخارجها يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 – 8 آلاف جندي. عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة أرسلوا برقية إلى الملك عبد الله الأول في عمّان يناشدونه نجدتهم فأصدر أوامره بتحريك القوات إلى القدس وبعث برقية إلى كلوب باشا يطلب منه إرسال القوات إلى القدس وأخذت قوات الجيش الأردني تتجه إلى القدس وكانت (السرية الأولى المستقلة) أولى هذه القوات في احتلال مواقعها في جبل الزيتون.

معركة القدس مقدمة: حينما قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 نوفمبر سنة 1947 تقسيم فلسطين ووضع القدس ومنطقتها إلى تمتد من شعفاط شمالا والعيزريةْ شرقا وبيت لحم جنوبا وقالونية غربا، تحت إشراف دولي، وافق اليهود على المشروع كله مع الاعتراض على دولية القدس ورفض العرب المشروع كله بما في ذلك دولية القدس.

وعدت الجمعية العامة إلى مجلس الوصاية بوضع نظام للوصاية الدولية على القدس ففعل على أساس إيجاد إدارة موحدة. يشترك فيها العرب واليهود وممثلوا الأمم المتحدة، وتستند إلى مجلس استشاري مثشرك وإلى حاكم عام له صلاَحيات واسعة تعينه الأمم المتحدة.

وقبل نهاية الانتداب، وفي أثناء الحصار الذي فرضه المناضلون العرب على القدس بسيطرتهم على طريق باب الواد كما مر معنا سابقا - قدمت عدة مشاريع بتجنيب القدس ويلات الحرب، فكان اليهود ميالين للأخذ بها بسبب حالتهم الخطيرة، ولكنهم كانوا يشترطون دوما تأمين الإتصال بين القدس والساحل اليهودي. ومع أن العرب لم يوافقوا على دولية القدس باعتبار ذلك جزءا من التقسيم الذي يرفضونه فقد أظهروا رغبة في تجنيب القدس ويلات الحرب بموافقتهم على تعيين رئيس مشترك لبلدية القدس، كان يمثله في المدينة السنيور أسكراتى الذي كان سكرتيرا للجنة القنصلية للهدنة، وبموافقتهم كذلك على الهدنة التي رتبها المندوب السامى مع الأمين العام للجامعة العربية في أريحا في اليوم السابع من شهر مايو 1948، ووافق اليهود عليها وسرت بالفعل من صباح الثامن من أيار- مايو- حتى نهاية الانتداب.

سوء الحالة وخطورتها في القدس بعد 1948/5/14

استطاعت لجنة الهدنة القنصلية التي عينها مجلس الأمن من قناصل فرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا لتعمل على إيجاد هدنة فْي القدس، أن تحصل على موافقة العرب واليهود على تمديد تلك الهدنة التي رتبها المندوب السامي، ولا سيما بعد أن فشلت مساعي وفد الصليب الأحمر الدولي الأعتبار القدس مدينة مفتوحة.

من أشهر هذه العارك معركة باب الواد ومعركة اللطرون عبد الله التل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69924
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حرب 1948   -  النكبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب 1948 - النكبه   حرب 1948   -  النكبه Emptyالأحد 10 أكتوبر 2021 - 15:07

حرب 1948
أول حروب العرب مع إسرائيل، دارت عقب إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، منتصف مايو/أيار 1948، وأودت بحياة آلاف الجنود من الطرفين، وانتهت بهزيمة العرب، فأطلقوا عليها حرب "النكبة". 

أسباب الحرب
كان سعي اليهود لإقامة وطن لهم في فلسطين سببا رئيسيا لهذه الحرب، فقد سعوا -بمعاونة دول غربية- لتفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل، وهو ما أكده عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت بقوله "لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها".

وانتهج الاستيطان اليهودي فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى دينية وتاريخية مزعومة، والترويج لمقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وقد سعت "الحركة الصهيونية" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية، كما دعا المبشرون الأميركيون اليهودَ إلى العودة إلى أرض صهيون (فلسطين)، وكان أولهم راعي الكنيسة الإنجيلية القس جون ماكدونالد سنة 1914.

شهدت فترة الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان، ولا سيما بعد انعقاد مؤتمر لندن عام 1840. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم "الاستيطان الروتشيلدي" نسبة إلى المليونير اليهودي البريطاني ليونيل دي روتشيلد، الذي تولى إنشاء المستوطنات في هذه الفترة، حتى وصل عددها إلى 39 مستوطنة يسكنها 12 ألف يهودي.

ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي في فلسطين في العهد العثماني ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.

وبعد صدور وعد بلفور سنة 1917، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دورا كبيرا في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية.

وتعتبر مرحلة الانتداب البريطاني المرحلة الذهبية للاستيطان، حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته وتدعيمه.

في هذه المرحلة خضع الاستيطان لاعتبارات سياسية واستراتيجية، فأقيمت مستوطنات في مناطق استراتيجية، وكانت على شكل مجتمعات مغلقة "غيتو".

ومع صدور الكتاب الأبيض سنة 1930، الذي أقر تقسيم الدولتين، وحدد أعداد اليهود المسموح لهم بالهجرة خلال السنوات الأربع اللاحقة، قررت المنظمة الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود، لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين.

وتميزت السياسة الاستيطانية خلال فترة الانتداب بتوزيع المستوطنات الزراعية توزيعا إستراتيجيا على حدود الدول العربية المتاخمة لفلسطين، حيث أقيمت 12 مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان، وأقيمت ثماني مستوطنات على حدود مصر، وسبعة على حدود سوريا.

وكثفت المنظمة الصهيونية في السنوات السابقة لقيام إسرائيل الاستيطان في السهل الساحلي بين حيفا (شمال غرب القدس) ويافا (غربا)، كما تملكت مساحات كبيرة في القسم الشمالي من فلسطين وخاصة في سهل الحولة، وإلى الجنوب من بحيرة طبريا على طول نهر الأردن وعند مصبه.

وتوسعت أملاك اليهود في منطقة القدس، وفى ضواحي بئر السبع، والنقب الشمالي ومنطقة غزة، ففي الفترة ما بين 1939-1948 أقيمت 79 مستوطنة على مساحة تجاوزت مليونا دونم.

أدرك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان وهجرة اليهود، وسعوا لمواجهة هذا المخطط في وقت مبكر، فقاموا بتأسيس عدد من الأحزاب والجماعات، لمقاومة الهجرة اليهودية، و تأسست في بيروت جمعية تحت مسمى "الشبيبة النابلسية" والتي شكلت بدورها جمعية "الفاروق" التي اتخذت من القدس مقر لها، وهدفت إلى الكشف عن الخطر الصهيوني بالمنطقة ومجابهته.

لكن اليقظة الفلسطينية والعربية لم تمنع تزايد الهجرة، لأن موقف الحركة الوطنية في حينه، كان يراهن على إمكانية تغير موقف الحكومة البريطانية الداعم للمشروع الصهيوني من جهة، كما أن الأحزاب السياسية الفلسطينية كانت تعيش صراعا على القيادة أضعف دورها في مواجهة مخطط التهويد.

المنظمات اليهودية
عمل اليهود خلال مراحل الاستيطان على تكوين منظمات لتأمين المستوطنين وتدريبهم على القتال، وكان من أبرز هذه المنظمات (الهاغاناه، البلماخ، الإرغون، الشتيرن).

– الهاغاناه
تعتبر النواة الأولى للجيش الإسرائيلي، وقد أنشئت في القدس سنة 1921 للدفاع عن اليهود وممتلكاتهم، وتدريب المنضمين لها على القتال، وكان من حصيلة عملها إنشاء خمسين مستوطنة يهودية في أماكن مختلفة من فلسطين، والمساعدة في تهجير عدد كبير من اليهود بطريقة غير شرعية.

وفور تأسيسها انضم إليها عدد كبير من أفراد الفيلق اليهودي الذي حلّته سلطات الانتداب البريطاني عام 1921، بعد أن قاتل إلى جانبها في البلقان عامي 1917 و1918 إبان الحرب العالمية الأولى.

– الأرغون
تشكلت سنة 1931 من مجموعة من المنشقين عن الهاغاناه بزعامة الروسي إبراهام تيهومي، الذي كان ساخطا على القيود البريطانية المفروضة على الهاغاناه في تعاملها مع الثوار الفلسطينيين، وقد نفذت هذه المنظمة أكثر من ستين عملية عسكرية ضد الفلسطينيين العرب إضافة إلى مهاجمتها قوات الاحتلال البريطاني.

وتلقّت الأرغون دعما سريّا من بولندا ابتداءً من العام 1936، وذلك لرغبة الحكومة البولندية في تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين.

وفي عام 1931 وضعتها الحكومة البريطانية على قوائم المنظمات الإرهابية، وفي العام 1943 تولى مناحيم بيجين، الذي أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل فيما بعد، قيادة المنظمة، التي تم حلها مع غيرها من المنظمات العسكرية لتكوين جيش الدفاع الإسرائيلي.

– الشتيرن
أسس اليهودي البولندي إبراهام شتيرن سنة 1940 مجموعة أطلق عليها اسم "المحاربون من أجل حرّية إسرائيل" عرفت باسم "شتيرن" نسبة إليه.

وكان شتيرن وأتباعه يرغبون في العمل المستقل خارج نطاق وتوجيهات المنظمة الصهيونية العالمية، وبعيداً عن مظلة الهاغاناه. كما كان يرى بضرورة محاربة الانتداب البريطاني في فلسطين لإنهائه، وإقامة دولة إسرائيل، وكان أعضاء الحركة يرفصون الانضمام لصفوف الجيش البريطاني. وتعد شتيرن من أكثر المنظمات شهرة وشراسة وكانت تميل إلى التحالف مع ألمانيا النازية بدلا من بريطانيا.

وقد شنت هذه المنظمة عددا من الهجمات على القوات البريطانية ونسفت عددا من معسكراتها، ولقي مؤسسها مصرعه على يد القوات البريطانية سنة 1942. كما شاركت في مذبحة دير ياسين غربي القدس، التي وقعت سنة 1948.

وقد ذابت المنظمة في الجيش الإسرائيلي، وصرفت الحكومة الإسرائيلية رواتب تقاعدية لمنتسبيها ومنحت بعضهم نياشين "محاربي الدولة".

– البلماخ
بدأت البلماخ (جند العاصفة) نشاطها في 19 مايو/أيار 1941، وكانت هي القوة المتحركة الضاربة للهاغاناه. وقد لعبت هذه المنظمة دورا هاما في إقامة إسرائيل، من خلال عمليات نسف خطوط السكك الحديدية والغارات الخاطفة على القرى الفلسطينية، وذلك قبل أن يدمجها بن غوريون ضمن قوات جيش الدفاع.

ضمت البلماخ تسع فرق تلقى أفرادها تدريبات شاقة على أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق لترويع السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدنهم وقراهم، والقيام بأعمال ضد قوات الانتداب البريطاني إذا وقفت عقبة أمام تحقيق حلم إقامة إسرائيل.

وكان إسحق سادي الضابط السابق في الجيش القيصري الروسي أحد مؤسسيها الأوائل مع موشيه ديان (الذي أصبح وزيرا للدفاع) وإسحق رابين (الذي أصبح رئيسا للوزراء) وإيغال آلون (الذي أصبح نائبا لرئيس الوزراء) وعزرا وايزمان (الرئيس السابق لإسرائيل).

وكان للبلماخ مخابرات جيدة التنظيم استطاعت بمساعدتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس، كما تخفى كثير منهم بالزي العربي واستقروا في سوريا ولبنان للهدف نفسه.

عملت قوات البلماخ ضد الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا رئيسيا في حرب 1948 في الجليل والنقب وسيناء والقدس.

نذر الحرب
قبيل إعلان إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية (56% من مساحة فلسطين الكلية)، ودولة عربية (43% من المساحة) فلسطينية وتدويل منطقة القدس (1% من المساحة).

وفيما رحب اليهود بالقرار، أعلن العرب والفلسطينيون رفضهم له، وشكلوا "جيش الإنقاذ" بقيادة الضابط السوري فوزي القاوقجي، لطرد الجماعات اليهودية من فلسطين.

ومع إعلان العرب عزمهم التدخل في فلسطين، تم تكليف القائد العام المساعد للجيش الإسرائيلي يغال يادين بوضع خطة لمواجهة هذا التدخل، عرفت بالخطة (دالت).

وفي منتصف الليل بين 14 و15 مايو/أيار 1948 أنهت الحكومة البريطانية وجودها في فلسطين، وقبل إنهاء الانتداب بساعات أعلن المجلس اليهودي في تل أبيب قيام دولة يهودية في فلسطين بمجرد إنهاء الانتداب، دون إعلان حدود لهذه الدولة.

جيش الإنقاذ
في سبتمبر/أيلول 1947 حاولت الجامعة العربية توفير احتياجات الفلسطينيين، فشكلت "اللجنة العسكرية الفنية" لتقييم الوضع العسكري، وأكدت اللجنة أن الفلسطينيين لا يملكون القوة ولا التنظيم الذي يمكنهم من مجابهة اليهود، ودعت الدول العربية للتعبئة الكاملة.

وكان رئيس اللجنة الفنية اللواء إسماعيل صفوت قد حذر من أن التغلب على القوات اليهودية بقوات غير نظامية أمر مستحيل، وأن العرب لن يتحملوا حربا طويلة.

وفي الفترة ما بين 8- 17 ديسمبر/كانون الأول 1947، أعلنت الدول العربية أن تقسيم فلسطين غير قانوني، وفي خطوة أولى لمجابهة قيام إسرائيل، وضعت مبلغ مليون جنيه إسترليني وعشرة آلاف بندقية، وثلاثة آلاف متطوع بينهم نحو 500 فلسطيني، تحت تصرف اللجنة العسكرية الفنية، فيما عرف بجيش الإنقاذ، ثم قامت بإرسال جيوش من خمس دول عربية لخوض الحرب.

الجيوش العربية
شاركت مصر في هذه الحرب بعشرة آلاف جندي تحت قيادة اللواء أحمد علي المواوي، وزادت عدد الجنود إلى نحو عشرين ألفا. وتمثلت هذه القوات في خمسة ألوية مشاة، ولواء آلي واحد، ولواء مجهز بـ16 مدفعا عيار 25، ولواء مجهز بثمانية مدافع عيار 6، ولواء مجهز بمدفع آلي متوسط.

ولم يكن لدى العرب قاذفات للقنابل، فعمل اللواء طيار مهندس عبد الحميد محمود أثناء الحرب على تحويل طائرات النقل إلى قاذفات للقنابل لتساهم في الحرب، كما قام بإصلاح سرب من طائرات "الكوماند" تركه الأميركيون في مطار القاهرة عام 1945، وتحويله إلى قاذفات للقنابل، فأصبح لدى القوات الجوية سربا كاملا من الطائرات.

وتكوّن الجيش الأردني من أربعة أفواج ضمت نحو ثمانية آلاف جندي ارتفع عددهم إلى 12 ألفا خلال الحرب، وكان مركزه مدينة الزرقاء (شمال شرق عمان). وتولى قيادته ضابط إنجليزي يدعى جون باغوت غلوب (غلوب باشا). أما القيادة الميدانية، ومركزها مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) فتولاها البريطاني العميد نورمان لاش.

وضمت القوة الأردنية بطاريتي مدفعية، كل واحدة بها أربعة مدافع 25 رطلا بريطانية الصنع.

وأرسلت العراق قوة عسكرية بقيادة العميد محمد الزبيدي ضمت 3000 فرد إلى شرق الأردن، وارتفع عدد هذه القوة فيما بعد إلى 15 ألفا.

أما سوريا فأرسلت 2000 جندي، تحت قيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم، وصلوا فيما بعد إلى 5000.

وعلى حدوده الجنوبية حشد لبنان كتيبتي مشاة في كل منها ثلاثة سرايا بنادق، وتكونت كل سرية من ثلاث فصائل، وضمت الكتيبة الواحدة 450 جنديا، وفصيل مدفعية هاون ومدافع رشاشة، وبطارية مدفعية من أربعة مدافع عيار 105 ميلمترات. كما أرسلت أربع عربات مدرعة وأربع دبابات خفيفة، وكانت هذه القوات تحت قيادة العميد فؤاد شهاب.

وشاركت المملكة العربية السعودية في هذه الحرب بنحو 3200 مقاتل، قادهم العقيد سعيد بيك الكردي ووكيله القائد عبد الله بن نامي، وقاتلت إلى جانب القوات المصرية.

قوات إسرائيل
مع نهاية 1947 كانت أعداد منظمة الهاغاناه قد وصلت إلى نحو 45 ألفا وثلاثمائة فرد، بينهم 2200 من البلماخ، وفق المصادر الرسمية الإسرائيلية، وعقب قرار التقسيم انضم لها نحو ثلاثين ألفا من يهود فلسطين، وعشرين ألفا من يهود أوروبا، حتى إعلان قيام دولة إسرائيل.

وحينما اندلعت الحرب ارتفعت أعداد الهاغانا في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران 1948 إلى نحو 107 آلاف.

بدء الحرب
هاجمت الجيوش العربية المستوطنات اليهودية بفلسطين، كما هاجم الجيش المصري تجمعي "كفار داروم، ونيريم" بمنطقة النقب.

وفي 16 مايو/أيار عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، ثم عبر لواء رابع وعدد من كتائب المشاة خلال الحرب.

آنذاك كانت الجبهة الأردنية الإسرائيلية أقوى الجبهات وأهمها، نظرا لعلو تدريبات الجيش الأردني وتكتيكاته التي مكنته من خوض ثلاث معارك كبرى (باب الورد، اللطرون، جنين). فيما عانت الجيوش العربية ضعفا شديدا في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى التكتيكي، وعجزت عن القيام بمناورات تكتيكية.

 وضم الجيش الأردني نحو خمسين ضابطا بريطانيا، وألحق بالإسرائيليين خسائر كبيرة، واحتفظ بالقدس والضفة الغربية كاملة حتى انتهاء القتال.

أما الجيش العراقي فخاض معارك شرسة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية مدعوما بمقاتلين فلسطينيين، وتمكن من إخراج كافة القوات اليهودية منها وعلى رأسها قوات الهاغانا سنة 1948. كما اقترب من تحرير مدينة حيفا (شمال غرب القدس) بعد أن حاصرها، ولكنه توقف بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه أمرا بتحرير المزيد من الأراضي.

وخلد الفلسطينيون ذكرى القتلى العراقيين حيث بنوا مقبرة للشهداء العراقيين (مثلث الشهداء) في إحدى قرى مدينة جنين.

وبدورها استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية (الجبهة الشمالية للقتال)، وواصلت القتال حتى فرض مجلس الأمن على لبنان وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو/حزيران 1948، وحظر تزويد أطراف الصراع بالأسلحة، سعيا لإيجاد حل سلمي.

وعانى الجيش المصري (أكبر الجيوش العربية في هذه الحرب) من مشاكل تنظيمية ونقص في الأسلحة، رغم أنه قاتل بقوة في معركة الفالوجة التي كانت أهم معاركه، حتى حاصرته القوات الإسرائيلية.

وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ووزير دفاعه المشير عبد الحكيم عامر، بين من حوصروا، كما شارك في الحرب أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين من مصر وسوريا والأردن والعراق وفلسطين. 

الأسلحة الفاسدة
قضية الأسلحة الفاسدة هي واحدة من أشهر القضايا التي ارتبطت بهزيمة مصر في حرب فلسطين عام 1948، وتم الترويج لأنها كانت أحد أسباب قيام مجموعة الضباط الأحرار بثورة يوليو/تموز 1952 على الملك فاروق الأول.

وكان الملك فاروق قرر دخول الحرب قبل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين بأسبوعين فقط، ثم أقر البرلمان المصري دخول الحرب قبلها بيومين فقط.

ودفع نقص التسليح وضيق الوقت القيادة المصرية لتشكيل لجنة "احتياجات الجيش" في 13 مايو/أيار1948، ومنحها صلاحيات واسعة  لشراء السلاح وتحديد مصادره وأنواعه، في أقرب وقت، دون رقابة.

ومع حظر مجلس الأمن بيع الأسلحة للدول المتحاربة في فلسطين، لتحجيم قدرة الدول العربية على القتال، لجأت الحكومة المصرية لعقد صفقات مع شركات السلاح تحت غطاء أسماء وسطاء مصريين وأجانب، للتحايل على القرار.

وقد أصدر ديوان المحاسبة تقريرا سنة 1950، حمل مخالفات مالية جسيمة شابت صفقات أسلحة للجيش تمت في عامي 1948 و1949.

وقدم المسؤولون عن هذه الصفقات للمحاكمة، بعد ضغوط كبيرة، لكنهم حصلوا جميعا على البراءة في 10 يونيو/حزيران 1953 (بعد الإطاحة بالملك)، ما عدا متهمين اثنين حكم عليهما بغرامة مائة جنيه على كل منهما، وهما القائم مقام عبد الغفار عثمان والبكباشي حسين مصطفى منصور.

وتشير كثير من شهادات الجنود والضباط إلى أن الأسلحة الفاسدة لم يكن لها تأثير في مجريات حرب 1948.

فعندما وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول على السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء لمصادر كثيرة ومنها مصادر سريعة وغير مضمونة لتوريد السلاح وتمثلت في تجميع أسلحة ومعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية واختيار الصالح منها وإرساله إلى الجيش، وأدى استخدامها عدد منها لوفاة جنود.

وتجدر الإشارة الى أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخرى كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع، ومن سقوط قتلى أكثر مما حدث.

وقف القتال
بعدما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لبنان قرار وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو/حزيران 1948 وحظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، توقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية، فيما واصل جيش الإنقاذ عملياته العسكرية في منطقة الجليل.

تم تحديد هدنة لمدة أربعة أسابيع، وعلى الرغم من حظر التسليح أو إرسال أي قوات جديدة لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم بهذا الشرط، وسعت لتعويض خسائرها، وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة وخصوصا الطائرات، كما تطوع كثيرون من يهود أوروبا للقتال.

خرقت إسرائيل الهدنة، تحت مسمع ومرأى من الأمم المتحدة، وزحفت جنوبا نحو الفالوجة (التي كانت بها القوات المصرية) لتوسيع رقعة الأراضي التي احتلتها وتطويق الجيش المصري المتمركز بها، وإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب من تل أبيب.

وفي 8 يوليو/تموز 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة تمديد الهدنة.

ومع انتهاء الهدنة اتخذت المعارك مسارا مختلفا، وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم مكنت إسرائيل من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية.

وفي 21 يوليو/تموز توقفت المعارك بعد تهديدات من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات قاسية على طرفي المعركة. وقد قبل العرب هدنة ثانية، وكان هذا القبول بمثابة اعتراف بالهزيمة.

وفي 7 يناير/كانون الثاني 1949 انتهى القتال بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وطوق القوات المصرية التي كانت موجودة حول الفالوجة في النقب الشمالي. ثم بدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية حيث توسطت الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب، وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر.

في الفترة ما بين 24 فبراير/شباط و20 يوليو/تموز 1949 تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، وكان مجلس الأمن قد أوصى في 7 مارس/آذار 1949 بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة. وفي 11 مايو/أيار 1949 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه التوصية.

أسباب الهزيمة
يرجع المؤرخون سبب هزيمة العرب في هذه الحرب إلى أسباب عسكرية وأخرى سياسية. أما العسكرية فأبرزها وجود فارق كبير في خبرة القتال والعدد والتسليح بين العرب واليهود.

كما ساهمت بعض القرارات في الهزيمة ومنها:

– انسحاب القوات الأردنية من مواقعها بأمر من قيادتها السياسية، وهو ما تسبب في خسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، ومنها الجليل الأعلى والنقبـ، كما أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل الإسرائيليين.

– فارق الخبرة العسكرية والعدد والعدة بين الجيش المصري وجيش الهاغاناه اليهودي، فلم تكن لدى قيادة الجيش المصري سابق خبرة في قيادة أي معارك حربية، فآخر الحروب التي خاضها الجيش المصري كانت بقيادة إبراهيم باشا في الشام سنة 1839، ومنذ ذلك الحين لم يشارك الجيش المصري في أي معارك حربية.

في المقابل شارك جيش الهاغاناه اليهودي في الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولى، ثم في الحرب العالمية الثانية، فاكتسب اليهود خبرات كبيرة في هذه الحروب متعددة الجبهات.

ونقل مؤرخون عسكريون أن القوات الإسرائيلية كانت تفوق القوات المصرية في العدد بنسبة 2 إلى 1، وبلغت نسبة تفوق القوات الإسرائيلية على المصرية في المعدات والذخائر من حيث الكم والكيف نسبة 3 إلى 1.

– ضعف فرق المقاومة الفلسطينية، وقلة تسليحها وخبرتها التنظيمية.

أما الأسباب السياسية والتي تعتبر العامل الأكبر لهذه الهزيمة فتمثلت في:

– مساندة إنجلترا والولايات المتحدة و فرنسا إقامة دولة يهودية في فلسطين، من خلال تشجيع هجرة اليهود بأعداد ضخمة إلى فلسطين، وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة، وتدريبهم، ومنع كل ذلك عن العرب.

ورغم موافقة إنجلترا على دخول الدول العربية الحرب بجيوشها، إلا أنها كانت تعلم أن القوات العربية بتسليحها وقدرتها لن تحقق نصرا على قوات اليهود، كما أنها مارست ضغطاً كبيراً على حكومات الدول العربية لتضمن قيام دولة يهودية في الأراضي التي خصصت لها بموجب قرار التقسيم.

– غياب استراتيجية واضحة لدى القيادة السياسية في مصر التي لم تكن لديها الدراسات السياسية والعسكرية والتاريخية عن فلسطين وخطورة المخطط اليهودي، وطبيعة وأسباب وأبعاد المساندة الغربية لقيام هذا الكيان فوق أرض عربية.

– قيام القوات الأردنية بالانسحاب من مواقعها بأوامر من قيادتها السياسية، وهو ما أدى لخسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، وهي الجليل الأعلى وصحراء النقب. كما أن الانسحابات الأردنية أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل قوات العدو كما حدث في الفالوجا.

خسائر الحرب
تقدر الإحصائيات الرسمية الفلسطينية قتلى فلسطين في هذه الحرب بنحو 15 ألفا، فيما يقدر عدد قتلى الجيوش العربية الأخرى بما بين 3700 إلى سبعة آلاف جندي.

ووفقا للإحصائيات الإسرائيلية فإن عدد قتلى اليهود في هذه الحرب وصل إلى نحو 5600 قتيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حرب 1948 - النكبه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النكبه .. من اربع اجزاء
» خرائط فلسطين - النكبه
» النكبه من كتاب "خطيئة إسرائيل الأصلية" وكتاب "التطهير العرقي في فلسطين"
» نكبة 1948
» المؤتمر الفلسطيني (أريحا 1948)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: الحروب العربية الإسرائيلية-
انتقل الى: