“هل فقد العالم انسانيته” كتاب للمؤلفة مي الدفتري يؤرخ الحصار الأمريكي للعراق وضحاياه
لندن ـ “راي اليوم”:
“هل فقد العالم انسانيته” احدث الكتب للصحافية والمؤلفة العراقية مي الدفتري الذي يوثق لمذكراتها الشيقة والمؤلمة في الوقت نفسه عن تجربتها الشخصية، وادارتها لجميعة العون الطبي لأطفال العراق الخيرية التي اسستها عام 1995 حتى عام 2009، وركزت كل جهودها لإنقاذ أطفال العراق، تحت الحصار الأمريكي الظالم الذي تقول بعض التقارير شبه الرسمية انه ادى الى استشهاد اكثر من مليون انسان نسبة كبيرة منهم من الأطفال، سواء بسبب المرض نتيجة قنابل أمريكية من اليورانيوم المنضب او بسبب سوء التغذية.
الفصل الأول من الكتاب يقدم سيرة ذاتية للسيدة الدفتري ومسيرتها العلمية والاكاديمية، حيث ولدت في بغداد، وعاشت في بيروت ولندن، وتقيم حاليا في عمان، وحصلت على درجة البكالوريوس والماجستير من كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن، واصدارها لعدة كتب آخرها مذكرات السياسي العراقي ياسين الهاشمي عام 2017.
السيدة الدفتري اهدت الكتاب الى أطفال العراق الذين استشهدوا بسبب الحرب والحصار الأمريكي، وخصصت صورة الغلاف لفتاة عراقية، وتحدثت باسهاب عن مغادرة اسرتها للعراق عام 1958 بعد ثورة الجيش الدموية الى بيروت وزواجها من مازن الدفتري الخبير الاقتصادي المالي، وتولى والده علي معتز الدفتري حقيبة وزارة المالية في العراق في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي.
سرد السيدة الدفتري لفترة الحصار الأمريكي للعراق في الفترة من 1990 حتى ان 2003 كان مؤثرا للغاية، ويقدم صورة حية ومؤلمة ومؤثرة، مدعومة بالوثائق والصور، وتحدثت كيف دفعتها وقائع هذا الحصار المؤلمة، وابرزها قصف معمل الالبان للأطفال في بغداد، وانعدام الدواء لتأسيس جمعيتها الخيرية في لندن عام 1991، بمبلغ 43 الف جنيه استرليني جمعتها في عشاء خيري في منزلها من خلال تبرعات رجال اعمال عرب واسر صديقة.
الكتاب شيق ومؤثر ويؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ العراق الحديث ويستحق القراءة.