منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مشاهد من حال الأمة طوفان الاقصى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Empty
مُساهمةموضوع: مشاهد من حال الأمة طوفان الاقصى    مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 8:10 am

مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  08-7-730x438



مشاهد من حال الأمة
المشهد الاول: ترفعُ غزة الستارة عن مسرحها، فتتسمر الضمائر الحية من هول الصدمة، وتبقى الأفواه فاغرة من قسوة المأساة المتراكمة أمامك.. تنداح الصور من الفضائيات حد التعثر بعضها ببعض من كثرتها، فينتابك شعور بأنك غريب جئت للتو من عالم آخر، فتمعن النظر بمن حولك إن كانوا يُشبهونك أم لا، كي تتأكد أنك ما زلت على قيد الحياة.
فبحر الجثث المرصوفة قرب جدران مستشفيات غزة، تأخذ منك كل شعور بأنك ما زلت إنسانا، بعد أن فقد كل العالم إنسانيته إلى هذا الحد. جثث بأسماء مكتوبة وأخرى كتب عليها مجهولة.. أمهات حوامل فارقن الحياة فاستخرج الأطباء أطفالهن الخدج من أحشائهن، وأخريات يجلسن بجانب الجثث ويزحن الأكفان، كي يُقبّلن وجوه أطفالهن الراقدين في حضن الموت، والمتدثرين بأحلامهم التي لم تزدهر.. أولاد يحشرون رؤوسهم قرب رؤوس أمهاتهم وآبائهم الذين غادروا الحياة، ويتمتمون بعبارات لا تستطيع كل قواميس لغات العالم من فك أسرارها.. آلاف الأكف تحتشد لرفع كتل خرسانية سقطت على رؤوس الأطفال والنساء وكبار السن، الذين كانوا آمنين في بيوتهم، فيطل رأس طفل من بين الأنقاض مُدمى الوجه، ما زال يصارع من أجل البقاء.. رجال ونساء في خريف العمر يحملون بقايا حاجياتهم وأغطيتهم الممزقة، يتجهون سيرا على الأقدام من الشمال إلى الجنوب، حيث لا مآوى ولا أمل ببقية حياة، ولا حتى يعرفون إلى أين هم سائرون وإلى متى.. مستشفيات تسقط على رؤوس المرضى، وأجهزة إنعاش تتوقف بفعل انقطاع الكهرباء، وأطباء يجرون عمليات جراحية على الأرض، وسيارات إسعاف تخترقها الصواريخ فتقتل المرضى والمُسعفين.. معابر مُغلقة وأطواق دبابات تحاصر الحياة من كل جانب، والناس يصارعون من أجل رغيف خبز، أو قنينة ماء.


فتية آمنوا بأن النصر صبر ساعة، وأن الفرق بين الحياة والموت مسافة صفر، وأن الحياة مجرد محطة، أو نقطة عبور من حالة إلى أخرى، لذلك يبدعون في إظهار بطولتهم


المشهد الثاني: ترفع القمة العربية الإسلامية الستارة عن مسرحها الصامت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. فتهدأ فيك ثورة العواطف التي فجّرتها مآسي المشهد الأول، وتُلملم ذاتك من جديد علك تستطيع فهم ما يجري. وهنا لا بد من أنك تستعين بعلمك المحدود في السياسة كي تستطيع أدراك المشهد. فتستحضر معادلات القوة التي سوف تسألك أولا، من هم هؤلاء الذين على المسرح؟ فيأتيك الجواب أنهم زعماء دول عربية وإسلامية، مجموعها 57 دولة من أصل 193 دولة في العالم. وهذا يعني أننا نتكلم عن 30% من دول العالم، اجتمعوا تحت سقف واحد وفي مكان واحد وزمن واحد أيضا. كما أن هؤلاء المجتمعين هم أقرب ما يكونون إلى أهل فلسطين، نسبا، دينا، جغرافية، مصيرا وتاريخا. إذن أليس من حق أهلنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة أن يسألوا، بماذا خرجت هذه القمة؟ يقينا سيكون الجواب لا شيء. لماذا لا شيء؟ لان المليونين ونصف المليون إنسان الذين هم في عين أعتى وأشرس عاصفة، ليسوا بحاجة إلى خطابات كلها كانت، نتصدّى، ونؤكّد، ونُحمّل، ونُحذّر، ونُدين، ونستنكر، ونرفض، ويختمها الرئيس الفلسطيني بالقول إننا نريد الحماية الدولية، بينما كل الحماية الدولية محتشدة مع الصهاينة لقتل شعبه. كما أن هؤلاء الناس ليسوا بحاجة إلى بيان طويل عريض، يحمل تمنيات كل عناصر تحقيقها بأيدي من يقتلون الفلسطيني. فهذه كلها عبارات جميلة عندما لا يكون هنالك وضع مُلح وظرف طارئ، لكن عندما يكون هنالك وضع مأساوي، وإبادة جماعية لشعب في منطقة جغرافية صغيرة، وعلى مرآى ومسمع كل العالم، ثم تخرج قمة عربية ـ إسلامية ببيان تدين وتستنكر وتتصدى وتقول وتُطالب، إنما هو قمة الإحباط. قد يقول البعض بأن هذا التجمع الكبير في مكان واحد، سيشكل عاملا من عوامل الضغط على صانعي القرار الدولي لإيجاد مخرج لهذه الأزمة. نعم قد يكون هو كذلك، لكن ليس في معالجة وضع عاجل يتطلب حلولا طارئة. ألم يكن بإمكان القادة المجتمعين أن يستخدموا سلاح الاقتصاد؟ لقد استخدمه الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز في عام 1973، كذلك فعل الراحلان صدام حسن وفهد بن عبدالعزيز، عندما اتفقا على إصدار بيان هددوا فيه كل دولة تنقل سفارتها إلى القدس بالمقاطعة الاقتصادية، فأفشلا قرار الكيان الصهيوني الذي أعلن عن القدس عاصمة له، وطلب من الدول نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. ألم يكن بإمكان القمة أن تعلن قرارا فوريا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وطرد سفرائها، والبعض منهم على علاقات جيدة معها؟ قد يقول البعض إن هذه أماني وعواطف ورغبات، وإن المتغيرات الجيوسياسية قد تغيرت من سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم إلى العام الحالي 2023، وسنقول معهم وهو كذلك، لكن أليس من الواجب أن نغير من وسائلنا في تحقيق السياسة أيضا، كي تواكب التغيرات الجيوسياسية التي حصلت؟ فالخطاب العربي والإسلامي هو هو ما زال على حاله، يستنكر ويدين ويشجب ويتحفظ وسيرد في الوقت المناسب، الذي لم يأتي منذ 75 عاما.
المشهد الأخير: شباب في مقتبل العمر يحبون الحياة بكرم باذخ، ما جعلهم يشعرون بأن الآخرين لديهم الشعور نفسه، فوضعوا دماءهم وقودا في محركاتها كي تسير بالآخرين إلى شاطئ الأمل. ينطلقون لا تأخذهم في الحق لومة لائم، فيذيقون الجيش الذي لا يُقهر صنوف القهر والموت الزُؤام، فينزلون بعملهم هذا كل الكلمات من عروشها إلى أرض الواقع على شكل بطولة ما بعدها بطولة، وشجاعة استثنائية، وإقدام خرافي، ويظهر الإعلان بصنعهم الحياة للآخرين، دون أن تُذكر أسماؤهم. فهل رأيتم إيثارا أكبر من ذلك؟ هل سمعتم نكرانا للذات من أجل المجموع بهذه الصورة؟ أنهم يمزجون النور الذي يملا قلوبهم بالظلمة التي يعيشها أهلهم في ظل الاحتلال، فيتداخلان ويتصارعان ويتصادمان، كي يولد منهما أصرار لا يلين وصلابة وقوة. هنا لن يبقى للتنظير السياسي من معنى، وحتى الكلمات تنسحب من فوق الشفاه خجلا بحضرة الواقع المصنوع بالاستشهاد. فهم فتية آمنوا بأن النصر صبر ساعة، وأن الفرق بين الحياة والموت مسافة صفر، وأن الحياة هي مجرد محطة، أو نقطة عبور من حالة إلى أخرى، أو ربما مسرح، لذلك يبدعون في إظهار بطولتهم فوقه. وحدهم المهزومون يظلون أسرى الماضي، ودائما مستقبلهم خلف ظهورهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشاهد من حال الأمة طوفان الاقصى    مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 8:11 am

مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  %D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-1-730x438







أخاف على غزة من مصر


لم يعد سرا أن إسرائيل بأذرعها الكثيرة والمتنوعة عبر العالم تسخِّر جهدا كبيرا لإقناع مصر بقبول اللاجئين من سكان غزة «مؤقتا».
الفكرة سابقة للحرب الحالية، لكنها بُعثت من جديد. يوميا يتسع نطاق تناولها وتصبح أكثر قابلية للنظر فيها إلى أن تنضج تماما.
صحيفة «الفاينانشال تايمز» أوردت الأسبوع قبل الماضي أن بنيامين نتنياهو طرح فكرة توطين سكان غزة في مصر على ضيوفه الأوروبيين، فمنهم من تأمَّلها مثل قادة جمهورية التشيك والنمسا، وبعضهم اعتبرها غير واقعية مثل قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا بحجة أن مصر سترفضها.
جميع الأفكار الشيطانية تبدأ بالونات اختبار.. غريبة محتشمة يلفها خليط من التمنع والاستغراب والرفض، ثم تأخذ في الانتشار لتنضج وتنتهي أمرا واقعا.
فكرة التوطين حلم إسرائيلي، كل حباكتها أمريكية وتنفيذها غربي بمباركة عربية.
من البديهي أن يرفض قادة مصر الفكرة في تصريحاتهم العلنية. هذا أقل الإيمان منهم. لكن مع المسؤولين العرب دعك من التصريحات العلنية والبطولات الإعلامية وابحث عمَّا لا يقال. مصر اليوم في حالة لا تُحسد عليها على كل الأصعدة، وحالها البائس لا يؤهلها لرفض الضغوط الغربية أو الصمود أمام الإغراءات.
طُرحت الفكرة (وستُطرح) في شكل أن التوطين سيكون مؤقتا وإلى مساحة فارغة مهملة من أطراف شبه جزيرة سيناء.
المقابل سيكون حزما من المساعدات المالية مصر في أشد الحاجة إليها، ووعود بدعم سياسي واستراتيجي في القضايا التي تؤلم مصر مثل سد النهضة الأثيوبي.
مشكلة مصر أن الضغوط والإغراءات لن تأتيها فقط من إسرائيل وأمريكا.
هناك الدور العربي ممثلا في عواصم إقليمية حلمها هو حلم إسحاق رابين أن يستيقظ يوما ويجد غزة قد ابتلعها البحر.
الطرف العربي في هذه المعادلة يملك المال وأثبت براعته في الدفاع عن الأفكار الأمريكية وترسيخها.
القناعة اليوم في بعض العواصم العربية أن حماس أساس المشكلة، وأن انتهاء الحرب الحالية دون القضاء عليها هزيمة لإسرائيل وحلفائها.
الدبلوماسي الأمريكي السابق دينس روس، الذي عمل طويلا في الشرق الأوسط، كتب في صحيفة «نيويورك تايمز» يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي محرِّضا على رفض وقف إطلاق النار لأنه، في رأيه، سيُقوِّي حماس. يحتمي روس وراء الموقف العربي، فيقول: كل القادة العرب الذين أعرفهم منذ زمن طويل وتحدّثت إليهم شددوا على ضرورة تدمير حماس. قالوا لي إن انتهاء الحرب ببقاء حماس سيكون نصرا لها ولأيديولوجيتها، ومحفِّزا كبيرا لإيران.


الإبادة الإسرائيلية لسكان القطاع اليوم هي الأسس التي سيصقل بها السكان علاقتهم مع هذا العدو الذي تفوّق في جرائمه على جرائم النازيين. واهم من الإسرائيليين مَن ينتظر من هذه العلاقة أن تكون سوّية لا أحقاد فيها ولا رغبة جامحة فيها للانتقام


مصر تملك هامش اقتراح شروط وتغيير بعض التفاصيل، لكنها لا تملك قوة أو ترف الرفض، بسبب هشاشتها الاقتصادية وتراجع دورها الاستراتيجي وانسحاب مركز النفوذ من القاهرة الى عواصم عربية في منطقة الخليج.
في كل الأحوال، الموضوع سار على قدم وساق. ومصر اليوم في حاجة إلى العرب الآخرين لنجدتها من نفسها ومن الفخ الذي يُنصب لها بموضوع التوطين. دعمهم سيعوّضها عن الدعم الغربي ويحميها من أثمانه.
يريدون غزةً على المقاس: من المؤكد أن قطاع غزة لن يعود بعد انتهاء الحرب الحالية كما كان قبل السابع من الشهر الماضي.
غير رائحة الموت وبقاياه ومن الخراب الإنساني، وغير الخراب المادي، المقصود بالكلام هنا المصير السياسي الإداري الذي يُبيَّت للقطاع. مَن سيحكمه وكيف وإلى أيّ مدى زمني.
أيًّا كان المشهد المقبل سيبدو للوهلة الأولى نصرا مظفرا لإسرائيل. لكن مخطئ من يُسلّم بذلك. اجتثاث حماس، على فرض أنه حدث، لن يكون النهاية بل بداية شيء جديد. هناك حروب لا نصر فيها، التي تشنها إسرائيل حاليا على سكان غزة واحدة منها.
أسباب كثيرة تمنع الانتصارات، منها أن القتال ليس بين جيشين تقليديَين يستسلم المنهزم للمنتصر ويوقّع اتفاقية هزيمته. ومنها أن النصر نسبي، فقد تحسم اليوم معركة بقوة ضارية، فقط لتفتح على نفسك أفق معارك أخرى في المستقبل.
أما أهم الأسباب فهو أن الحرب لا تدور من أجل حدود جغرافية أو آبار نفط أو معبر مائي تنتهي بالسيطرة عليه أو فقدانه. قد تسيطر على الأرض والجو والبحر وتغلق المعابر وتقطع الكهرباء والماء والشمس والهواء، لكن هل تضمن أنك ستتمكن من السيطرة على القلوب.
الأمر كله مرتبط بسُنَّة الحياة وغريزة البقاء. إنها معركة وجود.
انظروا إلى احتلال أمريكا لأفغانستان طيلة عشرين سنة ثم فرارها تاركة أفغانستان للعدو ذاته الذي جاءت بسببه وجنّدت العالم كله لدعمها في قتاله. لو لم يهرب الأمريكيون كانت طالبان ومعها ملايين الأفغان سيقاتلونها 400 سنة أخرى.
انظروا إلى نكسة فرنسا في الجزائر بعد 132 سنة من احتلال استيطاني غاشم.. إلى أمريكا في فيتنام. إلى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وبريطانيا في شبه القارة الهندية.
بعد مائة سنة، أقل أو أكثر، ستُضاف غزة إلى القائمة ويتحدّث المؤرخون عن غرق إسرائيل في مستنقع غزة.
الوضع الجديد الذي يُعدّه الإسرائيليون والأمريكيون بالتواطؤ مع قادة عرب لغزة سيكون بداية مرحلة جديدة من صيرورة القطاع وعلاقته بالاحتلال.
واهم من يتنفس الصعداء لنهاية حماس. ومخطئ مَن ينسى أن الإرهاب الوحشي الذي تمارسه إسرائيل على سكان القطاع اليوم هو والأرضية التي سيبني عليها الجيل المقبل من السكان علاقتهم الخاصة بمن قتل الآلاف من آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم وسوَّى بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم بالأرض في أقل من شهر.
ستقتل قيادات حماس وما استطعت من أفرادها، وتهدم البنايات، لكن ماذا عن حماس الفكرة؟ ماذا عن الجيل الذي ستصنعه الحرب الحالية، مَن سيستطيع إطفاء نار الانتقام بداخله؟
الإبادة الإسرائيلية لسكان القطاع اليوم هي الأسس التي سيصقل بها السكان علاقتهم مع هذا العدو الذي تفوّق في جرائمه على جرائم النازيين. واهم من الإسرائيليين مَن ينتظر من هذه العلاقة أن تكون سوّية لا أحقاد فيها ولا رغبة جامحة فيها للانتقام. الأفضل لهم أن يستعدوا للقادم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشاهد من حال الأمة طوفان الاقصى    مشاهد من حال الأمة     طوفان الاقصى  Emptyالخميس 15 فبراير 2024, 8:31 am

بين حال الأمة قبل صلاح الدين الأيوبي وحالنا اليوم

العجز الذي تعيشه الأمة اليوم ويشعر به شبابها ورجالها ونساؤها أمام أحداث غزة وطوفان الأقصى إحساس قاتل، وشعور باعث على القنوط واليأس الذي لا يعرفه المؤمن، وإنما هو – كما قرر القرآن الكريم – من صفات الكافرين والضالين؛ فالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في غزة على مدى جاوز الشهور الأربعة في ظل تخاذل عالمي، وتآمر عربي لا يجد عموم المسلمين اليوم شيئا يقومون به يتحقق به ردع العدو ونصرة المظلوم.

فهل مرت الأمة المسلمة في تاريخها بظروف مماثلة؟ فصلاح الدين الأيوبي حرر بيت المقدس، فهل كانت ظروف الأمة قبله لها وجه شبه بحالنا اليوم، وكيف كانت خطوات التحرير، وكيف واجه صلاح الدين الأيوبي هذا الشعور، وكيف تعامل مع الحالة التي كانت عليها الأمة في عصره؟ هذا ما يدعونا إلى قراءة التاريخ والوعي به، ومن ثم السعي بمقتضاه، فمن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره، ومن لم يعِ التاريخ في صدره لم يدرِ حُلو العيش من مُره.

تقسيم الأمة واحتلالها الصليبي

كانت الحملات الصليبية على أشدها قبل أن يأتي صلاح الدين، وكان "الفرنج" – كما يسميهم المؤرخون – يعيثون في الأرض فسادا، وقتلا وتشريدا، وإفسادا للحرث والنسل، ولم تزد الأمة خلال هذه الحملات إلا تشرذما وتقسيما، قتقسم المقسم وتجزأ المجزأ، وظهرت الخيانات والعمالات من بعض ولاة المسلمين للعدو المحتل الغازي؛ خوفا على ملكهم، وطمعا فيما عند "الفرنجة".

لم يبدأ صلاح الدين الأيوبي من فراغ حين أكمل مسيرة من قبله بمعركة حطين التي تحرر بها بيت المقدس، وإنما كان تتويجا لسلسلة من الجهود الربانية المباركة التي سبقته في العمل الدؤوب، والعطاء المتواصل، والجهاد العلمي والتربوي المستمر.

والناظر لحال أمتنا اليوم يجد حالها مشابها لهذه الحال؛ فعالمنا العربي – على الأقل – محتل بالوكالة، ومقسم وممزق، وسنشهد في الأيام القادمة مزيدا من التقسيم والتشرذم، وكل هذا مخطط له ومعد من ذ عقود من الزمان، كما نجد خيانات وعمالات من بعض حكام العرب الذين تآمروا على فلسطين، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله تعالى، فهم بحاجة – كما ثبت في الحديث الشريف – أن "يراجعوا دينهم"، أو "يرجعوا إلى دينهم".

العمل على تكوين رؤية مشتركة ونبذ الخلاف.. سلسلة من المصلحين

لم يبدأ صلاح الدين الأيوبي من فراغ حين أكمل مسيرة من قبله بمعركة حطين التي تحرر بها بيت المقدس، وإنما كان تتويجا لسلسلة من الجهود الربانية المباركة التي سبقته في العمل الدؤوب، والعطاء المتواصل، والجهاد العلمي والتربوي المستمر.

فهذا عبد القادر الكيلاني الذي جعل شعاره: "لكل مذهبه الفقهي والفكري، وهدفنا واحد هو تحرير القدس من الصليبييين"، واعتمد منهجية: "صناعة الإنسان على مائدة الإيمان"؛ حيث فتح مدرسته ببغداد ليربي فيهلا جيلا انطلق في ربوع العالم الإسلامي ليفتحوا "400" مدرسة على نفس الشعار والمنهجية؛ مستفيدا في ذلك من تجربة شيخه أبي حامد الغزالي، وأعانهم في هذا الوقف الخيري الذي وفر لوازم هذا العمل المهم، وهنا تبرز أهمية الوقف والحاجة له في الإسناد والإمداد.

وظل هذا العمل مستمرا حتى ربى جيلا موحد الرؤية، وكانت المرأة ركيزة مهمة فيه؛ حيث ذكر ماجد عرسان الكيلاني أنه تربت حوالي "800" امرأة في هذه المدرسة، وتخرجن فيها، وأضعاف ذلك من الشباب، حتى جاء نور الدين محمود زنكي، وأكمل هذه المسيرة المباركة، وهيأ الأمور للتحرير الصلاحي تربويا وعسكريا وتوحيديا، لكنه لم ير هذا التحرير، وجاء صلاح الدين الأيوبي على رأس جيل متكامل مترامي الأطراف، تجمعه رؤية واحدة، وتزودها روافد الإيمان العميق، ويوحدها مشروع واحد هو تحرير بيت المقدس.

ومن هنا فالأمة اليوم تحتاج إلى عمل متواصل، وجهود متراكمة، ونبذ للفرقة والعصبيات والقوميات والحدود التي وضعها الاستعمار؛ حتى تأتي اللحظة المناسبة التي تكون الأمة فيها مؤهلة لتلبية نداء الجهاد، وتحرر بيت المقدس في نهاية المطاف، كما حرره صلاح الدين الأيوبي، رضي الله عنه وأرضاه.

مصر والشام هم المحور للتحرير

يقول التاريخ إن تحرير بيت المقدس لابد أن يكون مسبوقا بتحرير مصر والشام، والشام هنا هو الأردن وسوريا ولبنان، وإن كانت المعادلة قد تغيرت اليوم وأصبح من الوارد أو من الخاضع للتفكير – على الأقل -أن تحرر فلسطين نفسها، وتحرر العواصم العربية، وإن كان هذا صعبا يحول دونه حوائل كثيرة، تاريخيا، وواقعيا، كما نراه اليوم، وهو لا يحتاج لشرح.

ذكر ابن الأثير [الكامل في التاريخ: 9/ 337. طبعة دار الكتاب العربي] أن الصليبيين أرسلوا إلى ملكهم بالشام "وهو مري، ولم يكن للفرنج مذ ظهر بالشام مثله شجاعة ومكرا ودهاء، يستدعونه ليملكها، وأعلموه خُلوها من مُمانع، وهونوا أمرها عليه، فلم يُجبْهم إلى ذلك، فاجتمع إليه فرسان الفرنج وذوو الرأي منهم، وأشاروا عليه بقصدها وتملكها، فقال لهم: الرأي عندي أننا لا نقصدها، فإنها طُعمة لنا، وأموالها تساق إلينا، نتقوى بها على نور الدين، وإن نحن قصدناها لنملكها فإن صاحبها وعساكره، وعامة بلاده وفلاحيها، لا يسلمونها إلينا، ويقاتلوننا دونها، ويحملهم الخوف منا على تسليمها إلى نور الدين، ولئن أخذها نور الدين وصار له فيها مثل أسد الدين، فهو هلاك الفرنج وإجلاؤهم من أرض الشام".

فانظر إلى دهاء الملك مري وذكائه ووعيه بأهمية مصر في الصراع الإسلامي الصليبي الصهيوني، وهذا الذكاء والدهاء لم يكن بأقل منه عند نور الدين محمود، الذي دعا أسد الدين شيركوه، وقال له: "تجهز للمسير فامتنع خوفا من غدرهم أولا، وعدم ما ينفقه في العساكر ثانيا، فأعطاه نور الدين الأموال والرجال، وقال له: إن تأخرت أنت عن المسير إِلى مصر فالمصلحة تقتضي أن أسير أنا بنفسي إليها، فإننا إِن أهملنا أمرها ملكها الفرنج ولا يبقى معهم مقام بالشام وغيره". [كتاب الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة: 2/ 52. مؤسسة الرسالة].

إن معركة فلسطين لن تنتهي بحرب أو حربين، إنها معركة طويلة بدأت قبل تسعين سنة، ولا تزال مستمرة، وستظل ما دامت مصر والشام على هذه الحال، ونحن نرى اليوم إرهاصات التغيير في مصر التي ستقبل في الأيام القادمة على أحداث جسام ربما لم تمر بها من قبل.

فتأمل هنا ما جاء على لسان الزعيمين الكبيرين: مري، ونور الدين، كلاهما ربط مصير الشام بمصير مصر، فبقاء الشام مرهون ببقاء مصر، وتحرير الشام له أثره البالغ على تحرير الشام، وضياع مصر له انعكاسه من ثم على ضياع الشام، وليت من تصدروا في مصر بعد ثورتها في يناير 2011م أدركوا هذا المعنى من التجربة التاريخية.

فدخلت مصر في حكم صلاح الدين الأيوبي، وأنهى وجود الدولة الفاطمية الشيعية، التي تحتاج اليوم إلى إنهاء من بلادنا، وأدخل الشام تحت سلطانه، ووحد ما حول فلسطين التي أصبحت محاصرة بملك صلاح الدين الأيوبي، تمهيدا للتحرير العظيم الذ تم في معكرة حطين التي وقعت في يوم السبت 25 ربيع الآخر 583هـ الموافق 4 يوليو 1187م  فى منطقه بين الناصرة و طبرية فى فلسطين.

واجبنا اليوم

إن معركة فلسطين لن تنتهي بحرب أو حربين، إنها معركة طويلة بدأت قبل تسعين سنة، ولا تزال مستمرة، وستظل ما دامت مصر والشام على هذه الحال، ونحن نرى اليوم إرهاصات التغيير في مصر التي ستقبل في الأيام القادمة على أحداث جسام ربما لم تمر بها من قبل، نرى أنها ستتعرض فيها لفتنة كبرى وحرب شوارع وتقسيمات وتشرذم بما يوجب على أصحاب الرأي والوعي أن يعدوا للتعامل مع هذه اللحظة من الآن؛ أملا في تحرير مصر وتوحيدها، وانطلاقا إلى أرض الشام المباركة؛ سعيا لحصار العدو الصهيوني المحتل وإجلائه من أرضنا المقدسة، وهذا يحتاج إلى عمل تربوي، وبناء فكري، وتأسيس لمشروع متكامل برؤية موحدة وهدف موحد؛ استلهاما من هذه السلسلة المباركة في تاريخنا العظيم المفتتحة بأبي حامد الغزالي، والمختتمة بالقائد المظفر صلاح الدين الأيوبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مشاهد من حال الأمة طوفان الاقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "طوفان الأقصى" ...مشاهد من الاحداث
»  طوفان الاقصى
» قصائد شعر طوفان الاقصى
» طوفان الاقصى من وحي المعارك
»  طوفان الاقصى اسرائيليات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: