منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 1:53 pm

نسوة الشالات السود



  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني WhatsApp%20Image%202019-08-28%20at%201.20.27%20PM



ذكر قبل مدّة سألني صَديق: "هل عندكم شيعة في عقربا؟"، أبديت تعجبني من سؤاله، فقال إنه مَرَّ بنسوةٍ في الطريق يتوشحن السواد ويلبسن لباسًا يُشبه لباس النساء في العراق، ولما تبينت منه ما رأى، قلت له: هذه الشالات السود أو عبي الجوخ، هذه من لباس النساء في قريتنا ومنطقة مشاريق نابلس عمومًا، ذلك أن النساء في منطقتنا لا يعرفن الثوب المطرز في جُملة الألبسة التراثية، والتطريز عندهن مُرتبط بقلّة العمل، "قلّة الشغل بتعلم التطريز".
اقتباس :
النساء في مشاريق نابلس لا يعرفن الثوب المطرز في جملة الألبسة التراثية، والتطريز عندهن مرتبطٌ بقلة العمل
"مشاريق نابلس" المُنزوية على طرف الطريق شرقًا بين نابلس والقدس، والرابضة على السفوح الشرقية لجبال نابلس حيث شفا الغور، لها خُصوصيةٌ بيئيةٌ وثقافيةٌ واجتماعيةٌ تتجلى صورها في العادات والتقاليد والثقافة المطبخية، وكذا في تفرد المنطقة ببعض الأزياء والثياب التراثية، التي تعكس طبيعة المنطقة وجغرافيتها وأصول عشائرها وحمائلها.
فلاحات منطقتنا مقدوداتٌ من التعب ومصنوعاتٌ من الجِد والعمل، وأغلب وقتهن كُنَّ يقضينه بالعمل في الأرض مع الرجال جنبًا إلى جنب، ولا وقت لديهن لصنع أثواب مُطرزة، ولذا كُنّ يلبسن الخُلكان المزركشة (جمع خَلَك) والمصنوعة من قُماش مُلون.
والخَلَك ثوبٌ واسعٌ مُريحٌ يتوسطه زِنّار الحرير (لشِداد)، وتحت الثوب يكون السروال (إلباس)، ويعتلي رؤوسهن المنديل أو الشالة البيضاء (الخِرقَة) التي يكون تحتها العصبة (عصابة الرأس)، فتبدو إحداهن كأنها اللؤلؤة المُقفلة، لا يظهر منها إلا وجهها وكفاها. وفوق ذلك كانت نسوتنا ترتدي ثوبًا ساترًا فضفاضًا يُسمى الشالة السوداء أو عباءة الجوخ، ترتديها كُلما خرجت من بيتها، ولا نزال حتى اليوم نرى بقية عجائزنا تلتحف بهذه العبي والشالات.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 69112847_1112525862275025_6486424288055263232_n
والثوب عمومًا -كما نعرفه شعبيًا- هو ما تلبسه المرأة ويستر كل جسمها من الكتف حتى القدم. وثوبنا الفلاحي في منطقة مشاريق نابلس متنوعٌ وأفضله الثوب الذي له رِدِن أو إردان، وهو لباس نساء الشيوخ والأكابر، تلبسه النسوة للوجاهة والدلالة على أنها من بيت عِز. وغالبية الأثواب الفلاحية في منطقتنا مُطرزة بالقصب الذهبي تطريزة خفيفة حول العنق وقليلاً من صدر الثوب.
اقتباس :
"إردان" هو لباس نساء الشيوخ والأكابر، تلبسه النسوة للوجاهة والدلالة أنها من بيت عز
أما العباءة وجمعها عبي، فهي مما تتميز به منطقتنا، فالعبي ثوبٌ نسائيٌ من قماشٍ مُخملي كُحلي اللون، جميل النوع غالي الثمن، معروفٌ باسم "عبي الجوخ"، وكانت النّسوة تُفصلها تفصيلاً عند الخياطين، وهو عباءةٌ مفتوحة من المقدمة بشكل كامل وهي تشبه العبي التي يرتديها الرجال في المناسبات، إلا أنها تُلبس بوضعها على الرأس ثم تُسدل على الكتفين وتنسدل على طول الجسم، وهذه العباءة لا تُلبس إلا في المناسبات الرسمية كالأعراس والمناسبات الاجتماعية، أو أثناء السفر أو الذهاب للمدينة ونحوه.
ولبس العبي للنساء ليس جديدًا، ذلك أننا نُطالع قول ميسون الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان بعد أن نقلها إلى قصره ورفهها وعاشت في دلال، فغلبها الحنين إلى البادية وإلى زيّها الذي كانت ترتديه فقالت:
ولُبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني .. أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ
أما الشَّالة وجمعها شالات فهي نوعٌ من العبي الواسعة، غير أنها مصنوعةٌ من القماش الأسود الخفيف، تُلقى على الرَّأس فتنسدل على الرَّقبة والكتفين وتنزل على طول الجسم تمامًا كعباءة الجوخ. ولهذه العباءة قصب (تطريز) أصفر خفيف عند رأسها، تلبسها الفلاحات كلما خرجن من بيوتهن إلى زيارة الجارات أو إلى الحقول والسهول، وهي في الأصل أقمشةٌ تأتي من الشام عبر تجار نابلس، أو تجار المنطقة الذين كانوا يأتون بالبضائع من حلب ودمشق.
تمتاز هذه الشالات والعبي بأنها ثيابٌ مُريحةٌ وواسعةٌ جدًا، وهي بسيطةٌ وسهلة اللبس وغير مُعقدة، تمامًا كبساطة الفلاحات اللواتي يرتيدنها. 
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني IMG_4023
 وكانت هذه العبي والشالات محل تفاخر ومباهاة بين النساء، والحديث لا ينتهي عن نوعها وشكلها وحرير قصبتها الذهبية، وفي المثل: "الجوخ ملبوس الأمارة واللي ما يصدق يشتري".
ويفتخر أهالي قريتنا بأن نسائهم "لبّاسات الجوخ"، أو "لبّاسات الشّالات"، وفي المثل قولٌ طريف عن عادات لبس الجوخ: "لبسوه جوخ ظلموه، لا هو ملبوسه ولا ملبوس أبوه".
 وفي قريتنا عقربا كان يَستحيل أن تخرج المرأة من بيتها من غير لبسها لعباية الجوخ أو الشالة السوداء، ذلك أن الحشمة عندهن دينٌ وَمُعتقد، وكانت جدتي رحمها الله تقول: "لبس بنتك عباة ودخلها بيت الضباع"، أي أن اللباس المحتشم يحميها من الطامعين في جسدها، كما تعتقد.
اقتباس :
في عقربا كان يَستحيل أن تخرج المرأة من بيتها من غير لبسها لعباية الجوخ أو الشالة السوداء، ذلك أن الحشمة عندهن دينٌ وَمُعتقد
وبالأمس القريب، كُنت أرى النُسوة اللابسات للعباءات السود المتدثرات بالحياء، وهن يَمشين في طرقات البلدة وكُلٌ منهن تضع شالتها السوداء على رأسها ساترة بها كل جسدها، حتى إذا صادفت رجلاً في الطريق انزوت جانبًا وأدارت ظهرها للطريق وسترت وجهها بشالتها، فصارت سوداء لا يُرى منها شيء، ثم إذا انصرف الرجال بعيدًا عادت لدربها ثم مضت في طريقها.
وكانت النسوة إذا أغلقت الشالة على نفسها بكفيها لا يَرى وجهها أحد، وتستطيع أن تنظر هي من طرف شالتها الأمامي إلى الطريق، ولذا جاء التحذير النسوي من "السلوك غير المقبول" كما تراه بعض لابسات الشالات: "البنت الوقحة بتتطلع عَ الشباب من تحت الشالة".
 وفي الأعراس كانت النسوة تغني وتتباهى باللباس العربي المتثمل بالعبي والشالات المُقصبة بتطريز الذهب عن رقبتها:
طاحت تا ترقص بنت أمير العرب .. يا عباتها جوخ وقصبتها تلمع ذَهب
طاحت تا ترقص بنت أمير العربان .. يا عباتها جوج وقصبتها تلمع ذُهبان
***
 هزني بعباتك خيتي يا (فلانه) هزي بعباتك
واجاي ع دارك عقبال لولادك وأجي عَ دارك
هزني بعباتك خيتي يا (فلانه) هزي بعباتك
وأجي أغنيلك عقبال لولادك وأجي أغنيلك
***
ومنين أنا ومنين انت يا صبي .. وامك عقرباوية لبّاسة العبي
ومنين أنا ومنين إنت يا خاله  .. وامك عقرباوية لبّاسة الشالة
وكان الحاج سلامة النجم رحمه الله قد روى لي حكاية عجيبة أبصرها بنفسه حين كان يتحرك ورفقةٌ له من عقربا عام 1948 مع جيش الإنقاذ على الحدود الشمالية لفلسطين، قال: "جينا عَ قرية على حدود سوريا واحنا موجهين، وإنه (وإذ) في مرة (امرأة) لابسة شالة زي شالات نسوانا (نساءنا)، قُلت للي مَعي هذه المره من بلدنا، صاروا يضحكوا عليّ! شو بده يجيب نسوان عقربا هان! وقفتها وقلت لها: يختي احنا من عقربا من وين انتٍ بلا مُؤاخذة؟ المَرَة صَفنت ونزلت الدمعة من عينها، وقالت أنا من أودلة، يا حياكم الله". وأودلة قريةٌ صغيرة في مشاريق نابلس، لا تبعد كثيرًا عن عقربا. والشاهد هُنا هو تميز نسوة منطقتنا بلبس الشالات والعبي.
وهذا النوع من اللباس المُتفرد لمنطقة مشاريق نابلس بشكل أساسي يدفعنا للبحث عميقًا حول جذور الملابس العربية الباقية في المنطقة. فالملابس المحلية ليست نمطًا واحدًا وقالبًا جامدًا، ذلك أننا قد نجد فيها أشياء قديمة وحديثة ومحلية ودخيلة، فالأزياء تتأثر بمحيطها وتؤثر فيها الهجرات والانتقال من بلد لبلد، والتواصل الحضاري والتتابع التاريخي لحضارات بلاد الشام، وهو أمرٌ جديرٌ بالملاحظة والاهتمام لأنه في صلب مكونات هويتنا وشخصيتنا.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 16 نوفمبر 2023, 2:32 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 2:04 pm

مها تبحث عن ثوب قريتها المهجّرة



  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني IMG_5138



منذ نحو أربعين عامًا، تبحث مها أبو شوشة المهتمّة بالثوب الفلسطيني، عن ثوب قريتها "أبو شوشة" وهي من قرى الرملة، التي دمّرتها العصابات الصهيونية سنة النكبة.
اقتباس :
   تحت الردم وفي حكايات الأجداد وبين أزقّة المخيمات، ظلّت مها لـ40 عامًا، تبحث عن ثوب نساء قريتها "أبو شوشة" قضاء الرملة   
فضول مها، حول ماهيّة الثوب الذي ارتدته جدّتها ونساء قريتها قبل النكبة، قادها إلى رحلة طويلة للبحث عن ثوب قريتها، تعرّفت خلالها على أثواب مدن وقرى فلسطينية لكل واحد منها قصة، اشترتها من أجل حمايتها من الضياع أو إعادة التدوير، وهي الآن تعرض في معرض "غزل العروق" بالمتحف الفلسطيني في جامعة بيرزيت.
وتصف مها أبو شوشة ثوب قريتها الأصيل بأنّه أسود من قماش الكتان يتميز بالحِجريات المشغولة بالحرير الهرمزي ذو الألوان البرتقالي، الأحمر الأخضر، والأصفر بطابع التشريم، وهو نمط فني يُستخدم لشبك قطع القماش الملون مع بعضها البعض، على الأكمام أو حِجر الثوب أو الجزء العلوي من القَبة مطرز بغرزة زهرة اللوز.
وكان لقرية "أبو شوشة" لونها الأحمر الخاص كما ثوب الرملة وقراها، مائل إلى البنّي كما كان لها العروق الخاصة بها، إلا أنّ هذه المواصفات لم تعد موجودة بعد النكبة، فقد اقتصر الثوب على تطريز بسيط وقليل وربما معدوم، لدى بعض النساء وفقًا لمواصفات ثوب جدّة مها بعد النكبة.
وتقول مها إن قصة ثوب قريتها كقصة القرى المهجرة التي لجأت نساؤها إلى المخيمات، واضطرت لعمل أثواب أكثر بساطة وأقلّ تطريزًا نظرًا للأوضاع الاقتصادية في المخيمات، حيث لم تسمح الظروف بإنتاج أثواب مكلفة ماديًا، كما أنّ النساء في المخيمات لم يعد لديهن المتّسع من الوقت للانشغال بتطريز الأثواب. لكن الشكل الأساسي لتفصيل الثوب الفلسطيني قبل النكبة استمرت حتى ثمانينات القرن العشرين، مع التقليل من كمية التطريز.
النسخة الأصلية لثوب أبو شوشة اختفت تقريبًا، بسبب قيام نساء بصبغ أثوابهن باللون الأسود حدادًا على أرواح 86 شهيدًا من القرية، ارتقوا خلال الدفاع عن قريتهم أثناء هجمات العصابات الصهيونية، من بينهم جدّ مها، محمد عواد أبو شوشة.
نساء أخريات ظلّت أثوابهن تحت أنقاض البيوت، ولم يستطعن استرجاعها بعد اللجوء، فيما اهترأت أثواب غالبيّة النساء في المخيمات، ولم يستطعن تطريز غيرها بسبب الوضع الاقتصادي السيّء، وغياب المناسبات السعيدة بعد اللجوء، بحسب مها أبو شوشة.
ولم تملّ مها، من البحث عن ثوب قريتها حتى بعد معرفتها للقصة، فقد عثرت بالصدفة على ثوب يحمل مواصفات ثوب القرية إلى حدٍ ما، إلّا أنّ نساء أبو شوشة الخبيرات بثوبهن أكثر من غيرهن، أكدن أنّه ليس هو ذاته، وإنما يشبهه، على اعتبار أنّ الثوب من منطقة  قريبة جدًا من أبو شوشة وبذلك تطلق عليه "الثوب الأقرب لأبو شوشة".

وكانت النساء في فلسطين تُعرف بأثوابها، فمن المعروف أنّ كل منطقة فلسطينية لها نمط ونسق معيّن في تطريز الثوب، لذلك فمن الممكن معرفة قرية صاحبة الثوب، أو عائلتها، فالثوب كان يعكس مستويات معيشية واقتصادية واجتماعية وحتى عمرية، بل يعكس أذواق شخصية أيضًا، "فالنساء كُنّ يعرفن بأثوابهن".
ولم يخلُ الثوب الفلسطيني بشكل عام من لمسات الإبداع والابتكار، وفقًا لمها، فبعض الأثواب كان تحتوي على جيبة موجودة عند القَبّة تضع بها النساء مقتنياتها، والحزام الذي يعتبر مخبأً آخر لمقتنياتهن، كما أن بعض النساء المُرضعات ابتكرن طريقة لفتح فتحات من جانبي صدر الثوب من أجل إرضاع أولادهن، وبعد انتهاء فترة الرضاعة يُغلقن الفتحات بطريقة فنّية غاية في الجمال.
أمّا المدن الفلسطينية التي لم تتأثر بشكل مباشر بالنكبة، فقد حافظت على استمرارية ثوبها. وفي هذا السياق تقول مها أبو شوشة إن ثوب رام الله مثلًا استمرّ بالتطور بشكل طبيعي، وحافظ على ديموته، حتى أن الثوب "الرومي" -أحد الأثواب التي ارتدتها نساء رام الله-  ظلت النساء ترتديه حتى بعد النكبة، لكنّه اقتصر فيما بعد على كبار السن واستبدلته الصبايا بأثواب أكثر عملية، كما أن ثوب رام الله أثّر على العديد من الأثواب الوافدة على المدينة ممن تهجروا واستقروا بها مع وجود لمسة البلد الأصلي عليها.
لأربعين عامًا، ظلّت مها أبو شوشة تبحث عن ثوب قريتها المهجّرة، تحت الردم وفي حكايات الأجداد وبين أزقّة المخيمات ولم تفشل في توثيق ثوب جدّتها؛ فهل تساءلتم يومًا ما عن ثوب منطقتكم؟





  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609980
"يروي المعرض قصصًا فريدة لم يُسمع بها من قبل، ونقرأ في كل ثوب تاريخه الخاص وقصّته"، بهذه الكلمات لخّصت ريتشل ديدمان معرض "غزل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني"، والذي افتتحه المتحف الفلسطيني في بيرزيت، ويستمر حتى 25 آب/ أغسطس 2018.
وتضيف قيّمة المعرض ديدمان: "ظهر التطريز خلال المئة عام الأخيرة، كصورة ورمز وسلعة وأداة مقاومة ومصدر للفخر والقوة، ويأتي المعرض ليبحث في دلالات كلّ هذا وانعكاساته وتحوّلاته، كما أن "غزْل العروق"، ينطلق من الاعتقاد بأن التطريز منتج وأداة للتغيير التاريخي والسياسي في آن واحد، وأن المعرض ومن خلال تناوله لهذه الممارسة البسيطة بحميميتها، إلا أنه يستكشف تاريخ فلسطين، وحياتها السياسية، وثقافتها".

اقتباس :
   "يروي المعرض قصصًا فريدة، ونقرأ في كل ثوب تاريخه الخاص وقصته"، ويتتبّع التطريز وارتباطه بالمرأة وتعبيره عنها، وتحوّله لرمز وطنيّ   
ويسعى المعرض إلى تكوين صورة شاملة لتاريخ فلسطين المادي من خلال عرض أكثر من 80 ثوبًا وقطعة مطرزة من مختلف مناطق فلسطين يعود بعضها إلى منتصف القرن الـ19، إضافة إلى الحلي التاريخية والملصقات واللوحات والصور الأرشيفية والأغاني والمواد الأدبية والفيديو.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609977_0عدسة: علاء بدارنة
ووفقًا للقائمين عليه، فإنّ المعرض وفقًا يأتي تتويجًا لأربع سنوات من العمل والبحث الميداني في موضوع التطريز، وليكون امتدادًا لمعرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، الذي أقامه المتحف الفلسطيني قبل عامين في بيروت، كأوّل معرض خارجي.
وتقول زينة جردانه، رئيسة مجلس إدارة المتحف الفلسطيني، إنّ المتحف يعمل على معارض وبرامج نوعية تتناول مواضيع حيوية وهامة في الوعي الفلسطيني، ويحمل رؤية واضحة في تعزيز ثقافة التعلم غير المنهجي في بيئته، وإشراك مختلف فئات المجتمع في العمل الثقافي.
ويشير عضو مجلس إدارة المتحف ممدوح العكر، إلى أنّ "غزل العروق" يجسّد رسالة المتحف كأحد أهم المشاريع الثقافية الفلسطينية، وكمنصّة تحمل الرواية الفلسطينية إلى فضاءات الدنيا، وذلك بعد خمسة أشهر من افتتاح المعرض الأول "[url=http://%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A.. %D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B6%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 %D8%A5%D9%84%D9%89 %D8%B1%D8%A7%D9%85 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%21/]تحيا القدس[/url]".
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609971عدسة: علاء بدارنة
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609979عدسة: علاء بدارنة
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609973عدسة: علاء بدارنة
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609972عدسة: علاء بدارنة
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 06609975




مطرزات فلسطينية

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-879210350



تنشغل حليمة العنكسوري في مشغل صغير لا تتجاوز مساحته مئة متر مربع وسط مخيم جرش للاجئين الفلسطينيين شمال عمّان، بتطريز شال أزرق سيباع في متاجر راقية في باريس ولندن ولوزان ودبي.
اقتباس :
   سيّدات من مخيّم جرش الذي يعرف باسم مخيم غزة، ينتجن مُطرّزات تُسوّق للعالم   
وتقول حليمة (54 عامًا) التي ارتدت ملابس سوداء وحجابًا أحمر وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة، إنّها تحب وتعشق التطريز وتشعر بالفخر بأنّ هذه الأشياء التي تُصنع في هذا المكان، كُتب عنها في أرقى المجلات المتخصصة في الموضة.
وتضيف حليمة الأم لسبعة أطفال لوكالة "فرانس برس" أن زميلاتها في المشغل ينتجن أشياء بأسلوب عصري جميل، وبألوان زاهية ونقشات فلسطينية وإسلامية خفيفة مختلفة عن الأشياء التقليدية القديمة.
الشال الذي بين يديها بطول 140 سنتمترًا وعرض 60 سنتيمترًا، مصنوع من قماش كتان إيطالي وخيوط محليّة بلون أزرق فاتح، وكانت تطرز على جانبيه نقشة أندلسية.
اقتباس :
   "أقلّ قطعة من المُطرّزات يستغرق إنجازها ما لا يقل عن أسبوع"   
وتقول حليمة بنبرة حزينة "أغلبنا يعاني العوز والحاجة في المخيم، وهذا العمل يساعدنا نوعًا ما في تحسين أوضاعنا المعيشية، رغم أنّ ما نتقاضاه عن القطعة الواحدة قليل ويتراوح بين 15 إلى 20 دينارًا أردنيًا أي ما يعادل (20 إلى 30 دولارًا)".
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-879210366
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-879210336
ورغم تعبها بسبب طول ساعات العمل ودقته، تقول العنكسوري إنها تشعر بسعادة غامرة في هذا المكان الذي تلتقي فيه النساء كل صباح ويتبادلن الحديث عن أمورهن المنزلية فضلًا عن العمل. وتقول "الشيء الجميل في عملنا أننا نستطيع إكماله في أوقات فراغنا ونحن في المنزل"، مشيرة إلى أن "أقلّ قطعة يستغرق إنجازها ما لا يقل عن أسبوع".
وفي غرفة صغيرة داخلها ماكينات خياطة، تعمل هبة الهودلي (37 عامًا) على حياكة حقيبة نسائية زرقاء عليها نقوش إسلامية. وتقول هبة، وهي أم لستة أطفال ولديها شهادة دبلوم في تصميم الأزياء من كلية عجلون، "أصبح هذا المكان بيتنا الثاني نعمل فيه ونلتقي فيه ونتغدى فيه ونسلي أنفسنا فيه".
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-879210340
وتضيف "أحصل على حوالي 150 دينارا شهريا (210 دولار) أساعد بها زوجي الميكانيكي على تحمّل أعباء المنزل. فالحياة صعبة والحصول على عمل في هذا المخيم مهمة شبه مستحيلة".
اقتباس :
   يضم الأردن 10 مخيمات للاجئين الفلسطينيين، ويستضيف أكثر من مليوني لاجىء مسجلين
وتأسس مخيم جرش عام 1968 لإيواء 11500 فلسطيني غادروا قطاع غزة نتيجة حرب 1967. وهو يعرف محليًا باسم مخيّم غزة، ويضم حاليًا أكثر من 29 ألف لاجىء مُسجّلين لدى الأمم المتحدة.
ويعاني سُكّان المخيّم من ظروف معيشية صعبة وفقر وبطالة. كما أنّ معظم منازله صغيرة وقديمة، وشوارعه ضيّقة تفتقر إلى البنى التحتية.
ولكل منطقة في فلسطين رموزها ونقوشها، منها تُعرف المرأة من أي منطقة، وكذلك طبيعة وضعها الاجتماعي؛ فالمرأة المتزوجة حديثًا ترتدي ثوبًا مُطرّزًا بخيط نبيذي، أما البنت المراهقة فثوبها مطرّز بالأزرق الفاتح، والأكبر سنًا باللون الأزرق الغامق النيلي، والأرملة تلبس الأسود المطرّز باللون الأخضر.
وتقول مديرة المشغل نوال عرادة إنّ "المشروع بدأ عام 2013 بعشر سيدات، واليوم يناهز عددهن الـ300"، حيث يصنعن قمصانًا وشالات وحقائب يدوية وفرشًا ووسادات ومناشف وشراشف أسرّة وكل ما له علاقة بديكور المنزل".
على طاولات المشغل كوفيات مخصصة للنساء ملونة عليها نقوش وورود والوان مختلفة، وشالات كشمير، وأقمشة كوفيات أردنية حمراء وفلسطينية سوداء، وحقائب يد نقشت عليها صورة شخصية حنظلة التي رسمها رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي عام 1973. وألصقت على جدران المشغل رسومات أطفال العاملات برزت عليها الخارطة والعلم الفلسطيني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 2:13 pm

عين جديدة على التطريز الفلسطيني

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني PRESS_5







اقتباس :
يتتبع المعرض التطريز الفلسطيني، من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، وتحوله لرمز بصريّ ووطنيّ للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر
ويأتي معرض "غزْل العروق" وفقًا للقائمين عليه، مغايرًا، ومزامنًا لنقاش عالميّ في قضايا النساء، ليكشف اللثام عن التطريز الفلسطيني ويُسلّط الضوء على جوانبه المتعدّدة، ذات الصلة بمسائل النوع الاجتماعي، والعمل، والرموز، والتسليع، والطبقات الاجتماعية.
يتتبع المعرض التحولات التي شهدها تاريخ التطريز الفلسطيني، بدءًا من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، مرورًا بتحوله إلى رمز بصريّ ووطنيّ للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر كمنتج فنّي، وثقافي، واستهلاكي.
ويتناول المعرض أيضًا، تداعيات تسييس التطريز الفلسطيني وانتقاله إلى عالم الصور عبر اللوحات والملصقات، كما يُسائل طبيعة إنتاجه الراهن في كنف المجتمع المدني، ويقف عند نتائج تسليعه.
ويستند "غزْل العروق"، على معرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، الذي أقامه المتحف الفلسطيني في دار النمر للفن والثقافة في بيروت عام 2016. وتتوج هذه الحُلّة الجديدة من المعرض سنوات من البحث والعمل الميداني، فترمي إلى مقاربة نقدية جديدة تتناول التطريز الفلسطيني ودلالاته التاريخية والمعاصرة.
اقتباس :
  تحمل "أثواب الانتفاضة" رسوم المطرزات التقليدية، والبنادق، والخرائط، والشعارات السياسية 
يكشف "غزْل العروق" عن تاريخ مادي لفلسطين، ويسرد، عبر وسيط حميمي هو الثياب، قصصًا قلّما رُوِيت. فيحكي ثوب مرقّع بقطع من أكياس طحين الأونروا، قصة تضامن سيدة من رام الله مع لاجئة إثر النكبة.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني PRESS_13سيدة من عائلة الخطيب من بلدة العيزرية في القدس، فلسطين، التاريخ غير معروف، من ألبوم نعيمة الخطيب. :copyright: المتحف الفلسطيني

وتحمل "أثواب الانتفاضة" رسوم المطرزات التقليدية، والبنادق، والخرائط، والشعارات السياسية، وقد طرّزتها النساء احتجاجًا على الاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى. وحين ارتدت النساء تلك الأثواب في خضم الانتفاضة، جعلن من أجسادهن سبل مقاومة سياسية حية ونشطة، في تحدٍّ ضمني للصورة الرائجة عن المرأة كحاملة تراث مجهولة الهوية.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني PRESSS%201111برهان كركوتلي، "أم ومقاتلة"، قرابة 1978، منشورات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بإذن من مشروع أرشيف ملصق فلسطين
ويلقي المعرض نظرة على تاريخ التطريز ومسار الموضة في فلسطين منذ العام 1921، إذ برزت أثواب أوروبية الطراز دمجت الموضة الأجنبية بالتفاصيل التقليدية الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن الرجال لا يُعرفون بامتهان التطريز، فإن المعرض يقدّم مجموعة من الشهادات عن عمل الرجال في تلك الحرفة ويعرض قطعًا طرّزها أسرى أثناء وجودهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي دمجها ما بين تعبيرات الاعتزاز الوطني ومشاعر الحب، تزعزع المطرزات التي أنتجها هؤلاء الأسرى المفاهيم التي تربط بين التطريز والنوع الاجتماعي (الجندر).
اقتباس :
  المعرض يقدّم قطعًا طرّزها أسرى أثناء وجودهم في سجون الاحتلال  
وفي قلب "غزْل العروق" غابة من ثمانين ثوبًا وحُلي تاريخية من كافة مناطق فلسطين. وتُحاط المعروضات بصورٍ من الأرشيف، وملصقات، ولوحات، ومقطوعات موسيقية، وأفلام، تسلّط الضوء على الإرث الثقافي الفلسطيني المتعلق بالثياب والأزياء.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني PRESS_12نجية الحلو من مدينة بيت لحم، التقطت الصورة في أحد استوديوهات بيروت، لبنان، 1977، من ألبوم هيا رزق. :copyright: المتحف الفلسطيني
ويرافق المعرض برنامج عام من المحاضرات والفعاليات التي تهدف إلى تعميق المعرفة حول فكرة المعرض، وآخر تعليمي يتضمن أنشطة وجولات تفاعلية للأطفال وطلبة المدارس والجامعات استنادًا إلى مصادر تعليميّة أنتجت خصيصًا للمعرض.
وينظّم المتحف في تموز المقبل حفل إطلاق كتالوج المعرض، تتويجًا للجهد البحثي الذي رافق المعرض واستمر لمدة أربع سنوات، ليشمل، إضافة إلى المادة البحثية، مساهمات كتابية ومحتوى بصري غني من الصور الفنية والأرشيفية.
والمتحف الفلسطيني كما يُعرّف عن نفسه، مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 2:24 pm

العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟



  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-144468860



لا تخرج العروس الفلسطينية لبيت زوجها إلّا بعد أن تكون كسوتها جاهزة. "واللي بطلعش مع العروس بلحقهاش"، كما يقول المثل الشعبي. فكسوة العروس، بتقسيماتها العديدة، واحدة من أركان الزواج الفلسطيني، وهي من أول ما يتم النقاش حوله بعد الإيجاب والقبول، وعدم توفيرها من قبل العريس وأهله، يُشعر العروس بالنقص ويُغضبها وأهلها، ويمكن أن يؤدي لترك العروس بيت زوجها.
والعروس تجهز كسوتها قبل موعد زفافها، فتُفصّل ملابسها الجديدة وتخيطها استعدادًا لأخذها معها عند خروها من بيت والدها. وقد جرت العادة أن تخرج العروس بـ"فاردة" تتوجه بها عائلة العريس لبيت أهل العروس، وفي مناطق كثيرة من فلسطين، لم يكن العريس يأخذ عروسه إلّا بعد أن يدفع مبلغًا من المال لوليّها، وأكبر أقاربها من الرجال والنساء، من جهة أمها وأبيها، وقد بقي ذلك دارجًا حتى أواخر القرن العشرين، وأحيانًا حتى يومنا هذا في مناطق محدودة، وقد أدت في حالات كثيرة إلى خلافات دفعت أزواجًا لرفع دعوى للمطالبة باسترداد المبلغ الذي تم دفعه.
اقتباس :
تضم الكسوة ثيابًا للعروس وأثاثًا بسيطًا لبيتها، وكذلك حُليّا متنوعة، وتوضع في صندوق خشبي يسمى  "السمرافرنجي"
لكن هذا المبلغ الذي يحمل مسميات كثيرة، منها "البلصة"، أو "الهدمة"، لم يكن جزءًا من الكسوة، فهذه لها تقسيماتها وشروطها الخاصة بالعروس وحدها. ومما تضمنته الكسوة صندوقًا خشبيًا يسمى "السمرافرنجي" له قفل ومفتاح، تضع فيه المرأة حُليها وأغراضها وملبوساتها.
ومما يدخل في الكسوة ويوضع في "السمرافرنجي"، وفقًا لمعطيات عامي 1871 و1893، "قمباز"، وهو رداء خارجي، و"قفطان"، وهو رداء من قماش الكمخ يُفصل للطفل عند ولادته، وشالة سمرا (سوداء)، و"شنبر"، وهو غطاء للرأس، و"دكة"، وهي خيط لتثبيت السروال، و"منديل أخضر" أو من لون آخر، و"ثوب كمخ خام"، وهو نوع قماش قطني بالحرير النباتي أرضيته حمراء ومخطط بخطوط سوداء، وثوبين "ديما خام" وهو نوع قماش، وحزام وسط، وذلك كله على سبيل المثال لا الحصر.
وإذا تمعنا بتفاصيل الكسوة، سنلاحظ الإيحاءات التي ترسلها وتعبر عنها، فـ"القفطان" يدلل بشكل لطيف ولكن واضح على ضرورة الإنجاب؛ كعزوة اجتماعية وكقوة اقتصادية، فيما يشير اللون الأخضر الذي يتكرر كثيرًا إلى البركة والحظ المتوقع من هذه العروس.
وتشير كلمة خام التي تكررت كثيرًا  إلى أن المرأة الفلسطينية اعتمدت على ذاتها، أو على خيَّاطة محلية لتفصيل الثوب، وفقاً للمقاس والحجم الذي تريد، وقد ساد بين الفلسطينيين في القرن التاسع عشر، وحتى الثلث الثاني من القرن العشرين، نمط تفصيل الملابس أكثر من شراء الثوب الجاهز.
كما تضمنت كسوة المرأة؛ أثاث بيتها، وكان آنذاك بسيطًا، فمثلاً يكون الأثاث "ثلاث طراريح ولحافين وست مخدات وجنبية (فراش) ومرآة"، وتكون المرآة عادة مُحاطة بإطار قماشي مطرز، أو من القش، أو الخشب، بأحجام مختلفة. 
وللزوجة بعد أن تصبح في بيت زوجها كسوتان على مدار السنة؛ صيفية وشتوية، وقد كانت على سبيل المثال من "ديمايتين وقميصين وعباة"، أو "خَلَكين (ثوبين) وإلباسين (بنطالين) ونصف كمخة زنار (للخاصرة) وعصبة (للرأس) وعباية من الجوخ". وقد عُرفت عصبة الرأس في منطقة شرق نابلس بـ"الصمادة"، وهي غطاءٌ للرأس وزينةٌ في ذات الوقت، تُعلق بها النقود الذهبية أو الفضية، وكانت تضعها المرأة تحت الشال.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-3280609الصمادة، غطاءٌ للرأس وزينةٌ في ذات الوقت، تُعلق بها النقود الذهبية أو الفضية، كانت تضعها المرأة تحت الشال
والحديث هنا عن اللباس اليومي للمرأة داخل بيتها وفي محيطه، أثناء ممارسة نشاطها وعملها اليومي المتنوع، بينما تلبس العباءة عند خروجها من بيتها، على أننا يجب أن لا نغفل عن خصوصية اللباس الفلسطيني لكل منطقة، فلكل منطقة مطرزات وألوان تشتهر بها، كما لو أنها هويتها الخاصة تختلف عن المناطق الأخرى.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Bersheba_dress"جوز مطاويح"، هو حبل من الخرز يتدلى على البرقع أو الوجه، تكون في نهايته بعض القطع النقدية
أما حُلية المرأة وزينتها، فقد تضمنت مثلًا "جوز مطاويح"، وهو حبل من الخرز يتدلى على البرقع أو الوجه، تكون في نهايته بعض القطع النقدية، و"جوز أساور سليتات" من الفضة أو الذهب، وقلائد من ذهبٍ أو خرزٍ وطوق، و"جوز تراكي" وهو حلق الأذن، و"قرمول" وهي أشرطة حرير لونها أسود، توضع في نهايتها قطعٌ ذهبية أو فضية وتُلف بجدايل الشعر، و"عقوص فضة"، وهي قطع نقدية ذات أهداب تُعلق بنهاية "القرمول"، وخلخال، خواتم، هذا عدا عن تزيّن النساء بالكحل، والحناء، والعطور، والوشم أحيانًا.
اقتباس :
لم يكن دارجًا تزويج البنت الفلسطينية قبل أن تبلغ الحيض، وروايات الباحثين الأوروبيين في القرن التاسع عن ذلك وقعت في خطأين
ولم يكن دارجًا أن تُأخذ البنت عروسًا إلا بعد بلوغها الحيض، واكتمال نمو جسمها، لتصبح قادرة على المعاشرة الزوجية، والحديث هُنا حصرًا عن منطقة وسط فلسطين في أواسط القرن التاسع عشر، دون وجود سبب يمنع التعميم على كل فلسطين، فالثقافة والعُرف واحد.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن روايات بعض الباحثين الأوروبيين الذين تواجدوا في فلسطين خلال الفترة المذكورة، قد جانبها الصواب في توثيقها لعادات الزواج، إذ ادّعى هؤلاء أن البنت كانت تُزوج قبل بلوغها 13 سنة، والحقيقة أنهم في قولهم هذا وقعوا في خطأين: الأول هو تعميم الأمثلة التي شاهدوها، فحُجج المحكمة الشرعية لا تسجل أي عقود زواج قبل بلوغ الفتاة، وإذا حصل ذلك فإنه يكون خارج إطار المحكمة، وفي القرى أكثر من المدن. والخطأ الثاني، أنهم لم يفرّقوا بين الخطبة والزواج، فقد درجت عادة خطبة الفتاة دون علمها وهي صغيرة، لكن زواجها لم يكن يتم إلا بعد بلوغها الحيض، ليكون جسمها قادرًا على الحمل.
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 44252فتيات يرتدين زيًا تقليديًا فلسطينيًا - صورة تعبيرية
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 41_33_0_24_6_20144
  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني 21743171_10155563181118503_2368290301962956859_n

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 2:29 pm

المهور حين كانت قمحًا أو ثورًا أو أرضًا..

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-75703838



في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1872، رفضت عروس استكمال إجراءات زفافها إلّا بعد حصولها على مهرها، وعندما لجأ العريس للمحكمة تبيّن أنه دفع 1500 قرش لوالدها من مهرها، وبقي في ذمته مبلغ 2000 قرش هي بقية المهر، وعندما أثبتت العروس أنها لم تقبض مهرها، فقد حكم القاضي لها بأن "تُسلّم نفسها" له بعد قبضها مهرها.
هذه القضية كانت واحدة من قضايا كثيرة سُجّلت في المحاكم العثمانية، وتتمحور جميعها حول المهر الذي كان حينها، كما من قبلها، وحتى الآن، أحد العناصر الأساسيّة لإتمام الزواج، مثل ما كان أحد نقاط الخلاف في كثيرٍ منها، وهو ما نشرحه لكم في هذا المقال:
اقتباس :
في فلسطين كان المهر يُدفع نقدًا، أو عينيًا، أو مختلطًا، فقد يكون قمحًا أو شعيرًا أو قطعة أرض أو مبلغًا ماليًا
تم تحديد مبلغ المهر في منطقة وسط فلسطين قبل حوالي 150 عامًا بالعملة السائدة آنذاك وهي القرش بكافة مسمياته؛ الأسدي والعثماني والسلطاني والتركي، في الحالات التي كان المهر يُدفع فيها بالنقد، وقد تراوح متوسط مبلغ المهر آنذاك ما بين (2000 – 4500) قرش للفتاة البِكر (لم يسبق أن تزوجت)، فيما تراوح مهر الثيب (سبق لها الزواج)  ما بين (1000 – 1500) قرش، تبعًا للوضع الاقتصادي والاجتماعي للعوائل. وحتى ندرك مدى قيمة المبلغ آنذاك، يكفي أن نعرف أن مستوى المعيشة تراوح ما بين (1.5 – 3) قروش مصروف يومي للأسرة المتوسطة.

وفي حالات كثيرة، ونظرًا لقلة النقد بين أيدي الناس، فقد دُفع المهر عينيًا أو مختلطًا. فمثلا؛ في العام 1882 دفع عريس لعروسه (21) جرة زيت بدل المهر، وفي العام 1887 دفع عريس المهر على شكل قمح وشعير مع تحديد قيمتها بالنقد، وأكمل الباقي نقدًا. وفي العام 1890 دُفع المهر على شكل ثور. وقد كان ثور البقر قوة عمل أساسية وركيزة اعتمد عليها الفلاح لحراثة أرضة مصدر عيشه آنذاك. وفي العام 1891 أخذت عروس مهرها حصة في بيت، وفي العام 1893 دفع عريس المهر على شكل حصص أراضي وأشجار زيتون.
تعبّر هذه الأمثلة ببساطة ودون ادّعاء عن مدى الارتباط بالأرض، لدرجة أنها مع محاصيلها وناتجها وحتى قوة العمل فيها - ثور البقر - جُعلت مهرًا للنساء، ولم يقلل ذلك من قيمة النساء شيئًا، بل انسجم مع ثقافة ذلك العهد، كما أنه الحل الأمثل لقلة النقد بين أيدي الأكثرية آنذاك، وعبرت كذلك عن حق ثابت للمرأة لم يتنازل المجتمع عنه بأي حالة، وإن كان هذا الحق مجزوء.
تعامل أفراد المجتمع بجدية فيما يتعلق بالمهر، من حيث ضرورة تحديد المبلغ وقت الخِطبة بغض النظر عن كونه عينيًا أو نقديًا، وتحديد المعجل والمؤجل، وأحيانًا تُرك تحديد مبلغ المهر حتى موعد عقد النكاح.
ورغم هذه الجدية فقد غُبنت كثير من النساء في مهرها. فمثلا؛ كان وليها يقبض المهر المعجل أو جزءًا منه وقت العِطية وغالبًا دون علم الفتاة، أو يقبضه حين "بلوغ الفتاة" وزفافها، وهو أمر قاد لخلافات لم تُحسم إلا في المحكمة.
في العام 1882 لجأ عريس للمحكمة يدعي على مخطوبته التي عُقد نكاحها على رجل آخر، وطالبها بفسخ عقد النكاح والانصياع له. وتفصيل القصة أنه خطبها من والدها في العام 1870 على مهر 3500 قرشًا دفعها لوالدها حينذاك دون علمها، ثم مات والدها، فخطبها وتزوجها رجل آخر بعد 12 سنة ودفع لها مهرًا بقيمة 3500 قرشًا ودخل بها، وفيما عجز العريس عن تقديم بينة، فقد أثبتت المرأة دعواها فحكم القاضي بصحة زواجها الثاني.
اقتباس :
سجلت المحاكم العثمانية في فلسطين قضايا  أُكل فيها حق العرائس في مهورهن من قبل عوائلهن، وأنصف القضاة في كثير منها العرائس
وفي العام 1887 لجأت مطلقة للمحكمة مطالبة ببقية مهرها المعجل من طليقها الذي طلقها قبل ثلاث سنوات، ورغم أن طليقها أنكر دعواها، إلا أن القاضي حكم لها ببقية مهرها البالغ 300 قرش. وفي العام 1908 لجأت زوجة للمحكمة بعد زواجها بسبعة أشهر، وطالبت زوجها بدفع بقية مهرها المعجل، وتبيّن أنه دفع المبلغ لوالدها ودون علمها، فألزمته المحكمة بدفع بقية المهر لها.
 يتضح من تحليل عشرات الدعاوى على غرار ما سبق، أن الفتاة حُرمت من مهرها أو جزء منه، في كثير من الحالات، وخاصة تلك التي زُوجت وهي قاصر، وظُلمت حين سُلب حقها بالرفض أو القبول. ورغم ذلك، فإن الفتاة كانت تقبض بقية مهرها "المعجّل" بعد فترة طويلة من عقد النكاح، ففي إحدى القضايا طالبت الزوجة ببقية مهرها من زوجها بعد 13 سنة زواج، وفي حالاتٍ قبضته عند الطلاق.
يقودنا ذلك لنظرة المجتمع للأنثى آنذاك، وهي نظرة تحتمل جانبين، أحدهما إيجابيٌ والآخر سلبي. فالإيجابي، وفقًا لثقافة ذلك العهد، يتمثل في "حرص المجتمع على الأنثى، وضرورة سترها مبكرًا من خلال تزويجها بعد البلوغ للاستفادة القصوى من فترة خصوبتها"، كما يعتقدون. أمّا السلبي، أنّ المجتمع في سبيل تحقيقه لهذا الحرص استباح أكل حق المرأة من خلال تزويجها دون اعتبار لرأيها، ثم بقبض مهرها أو جزء منه. على أننا يجب أن لا نقع بخطأ التعميم، فهناك دعاوى سجلت حصول المرأة على حقها بالرفض والقبول للزواج، وعلى حقها بقبض كامل مهرها.



  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-683396556

اتفق أبٌ قبل نحو 150 عامًا، على إعطاء طفلته التي لم يتجاوز عمرها آنذاك عامًا ونصف، لطفل كان في يوم ميلاده الثالث، حدث ذلك على "بيدر" القرية، وقت الظهيرة، ووُثق الاتفاق بالشهود. ذلك كان يُسمىّ "العِطية"، وهو اللفظ المرادف لخطبة البنت أو الفتاة حاليًا.
اقتباس :
 تزخر سجّلات محكمة نابلس الشرعية من العهد العثماني بدعاوى كثيرة كان سببها الرئيس "العِطية" 
من أمثلة هذه الدعاوى أنّ فتاةً قاصر، أعطيت في العام 1860 إلى واحد من أخوين، بالاتفاق بين والدي الطرفين، مع ترك تحديد العريس إلى حين عقد النكاح، وهو أمر ليس مستهجن آنذاك، وكان أكثر انتشارًا في قرى نابلس عنه في المدينة.
كان مفهوم "العِطية" سائدًا بقوة، آنذاك، وقد درج هذا اللفظ أكثر من لفظ الخطبة، ووُثّق بمصطلحات (أعطى، اني معطي بنتي، الاعطا، اعطاها، اعطاه اياها، العطية)، وهو مفهوم يشير إلى الثقافة المجتمعيّة التي كانت سائدة في حينه، بضرورة "ستر البنت".

ولم تكن "العطية" مُرتبطة بمكان وزمان محددين على نحو ما يحصل في أيّامنا هذه. ويحدث أن تتم دون تخطيط وتفكير مسبق، ففي إحدى الحالات جرى إعطاء إحدى الفتيات من أبيها، بينما كان في سجنه. وغالبًا كان يتم دون أي اعتبار لرأي ورغبة الفتاة، وأحيانًا بدافع الحصول على المال نقدًا، كما يحمل في طيّاته تسريع التخلص من "عبئ البنت" من جانب أهلها لدى البعض، واكتساب أيد عاملة جديدة بالنسبة للزوج وعائلته.
اقتباس :
 اقترنت العِطية أحيانًا بتحديد المهر ودفعه لوالد الفتاة وقت العِطية أو جزء منه، وأحيانًا يُترك تحديده ودفعه لحين العقد
وكُلّ ذلك كان مُرتهن بالفترة الزمنية التي تكون فيها الفتاة صغيرة أو قاصرة. فكثير من حالات "العِطية" لم تنجح كما اتُفق عليها، وشابها مشاكل عديدة، خاصّة عندما يكتمل نمو جسم الفتاة، بحيث تصبح قادرة على الحمل. ففي أحد العقود جرى الاشتراط بأن تكون الفتاة "مطيقة للوطئ".
في العام 1871، "أُعطيت" بنت صغيرة إلى رجل على مهر قيمته (3500 قرش) دفعها لوالدها وقت العِطية، وما حصل أنّه تم عقد النكاح للفتاة على رجل آخر في العام 1882، أي بعد بلوغها، وعلى مهر مقداره (3500 قرش) ودخل بها، فذهب الأول للمحكمة يطالب بفسخ عقد النكاح، وفي حين عجز عن تقديم بيّنة على دعواه، فقد حكم القاضي بعد الاستماع لأقوال الفتاة بصحة عقد النكاح الثاني.

وتشير السجّلات أيضًا إلى أنّه وفي العام 1888 رفضت "بنت" الزواج من شاب كان والدها "أعطاها إيّاه" وهي صغيرة، وأثبتت لقاضي المحكمة أن والدها "أعطاها" لابن خالها وهي قبلت به، فحكم القاضي بصحة "العِطية" الثانية وبطلان الأولى.
اقتباس :
 كان الأب يُعطي ابنته لرجل آخر على نيّة الزواج، بسبب حاجته الماسّة للمال، وأحيانًا لسداد دين عليه!
وفي حالات أخرى كانت الرجل يُعطي ابنته لرجل آخر، بسبب دين عليه، ففي عام 1890، "أُعطيت" بنت غير بالغة لرجل على مهر مقداره (2700 قرش)، وللرجل في ذمّة والد الفتاة مبلغ (400 قرش) ديون تم حسمها من مبلغ المهر، على أن يُدفع الباقي لوالد الفتاة حين العقد، وما حصل لاحقًا أنّ والد الفتاة توفي، فقام أحد أخوة الفتاة في عام 1894 بتزويجها من رجل آخر على مهر (3000 قرش)، وبقبولها التام، دفع الرجل ألفيّ قرش، وبقي في ذمته (1000 قرش). فذهب الأوّل للمحكمة يطالب بفسخ عقد الزواج، وبعد الاستماع لأقوال الأطراف تبيّن أن والدها كان أعطاها للرجل الثاني عندما كانا- الشاب والفتاة - صغارًا في العام 1870، وحدد مع والد الطفل آنذاك مبلغ المهر المذكور، وفي حين أحضر الرجل الأول شهودًا ثبت أنهم شهود زور، فقد أثبت الثاني دعواه ليحكم القاضي له بشرعية عقد الزواج.

ظلم صارخ، ذاك الذي كانت تتعرّض له النساء في كثير من الحالات فيما يتعلق بقرار تزويجها دون انتظارها لتكبُر وتصبح قادرة على تحديد قرارها ورغبتها. والأمثلة أعلاه أثبتت أن مثل هذه الحالات شكّلتها وساهمت فيها ظروف مادية واجتماعية آنية مرتبطة بوقت "العِطية" فقط.
البعض يرى أنّ "العطية" كانت تعكس مدى واقعيّة المجتمع ضمن ظروفه ونظام حياته وإنتاجه آنذاك، في تزويج البنت منذ بلوغها بهدف الاستفادة القصوى منها في فترة خصوبتها وشبابها في إكثار الولادات لهدفين؛ توفير أيدٍ عاملة جديدة للأسرة، وتعويض عدد الوفيات الحاصل في ظل انعدام العناية الصحية الحقيقية التي تمنع الأوبئة والأمراض التي كانت تفتك بعدد كبير من الأطفال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69765
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني     العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023, 2:36 pm

صور | كيف تجمّلت نساء فلسطين قبل النكبة؟



  العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟   التطريز الفلسطيني GettyImages-747976



ما زالت تذكر تلك الليلة جيدًا. كان عمر زينب الرواغ (12 عامًا) عندما اقتربت مرةً من باب خيمة إحدى الغجريات خلال موسم "النبي روبين" لعام 1945، رفعت طرفه واسترقت النظر: في الصدر كانت تجلس الغجرية وقد استلمت للتوّ وجه صبيةٍ (14 عامًا) عرسها الشهر المقبل. بالقرب منها تجلس أمها التي كان وجهها يضجّ بالنقوش الخضراء، نقاطٌ تحت الذقن، وثلاث أخريات في وسط الجبين، وهلال صغير على الخد.
قالت أم العروس بلهجةِ أهل القرى: "دقيلها سمكة - وهو وشم كانت تنقشه الغجريات إلى يمين الجبين كفأل حسن للعرائس لتجنب العقم - وتحت شفتها دقّيلها درب نملة - أي خط رفيع كطريق النمل يحدد الشفة فيبرز جمالها - أعطت للغجرية "قرشين" وطلبت منها تبدأ. (كان الجنية الفلسطيني الذي أُصدر عام 1927؛ وقتها يساوي 100 قرش).
اقتباس :
"سمكة"، و"درب النملة"، كانا وشمين لنساء فلسطين قبل النكبة، والوشم من أدوات التجمّل
بدأت الغجرية تنقر وجه الفتاة بمجموعةٍ من الإبر، وتغني على مسامعها كلما همّت بالصراخ ألمـًا "الوجع حزّة حزّة، والغوى ديمة ديمة"، بمعنى أنك ستتألمين لفترةٍ قصيرة لكن جمالك وغواكِ بعد هذا الوشم سيبقى إلى الأبد.
ابتسمت زينب بعد أن داعبت آذانها كلمات الأغنية، فأخذت نفسًا عميقًا ودخلت الخيمة، مدّت ناحية الغجرية قرشًا واحدًا كانت أمها أعطتها إياه لتركب الأرجوحة، فإذا بالغجرية ترفض. ولولا تدخل امرأة أخرى بالقول: "حرام يتيمة، دقّيلها بقرش" لما تمكنت زينب من أن تشرح لنا اليوم وبعد مرور أكثر من 73 عامًا خوضها تلك التجربة المثيرة.
الغوى ديمة ديمة!
تقول: "ضمّت الغجرية سبع إبر بخيطٍ واحد بعد أن رسَمَتْ على وجهي بواسطة الفحم شرّاحات - وهما خطان قصيران عند جانبي الشفتين يوحيان بأن الفتاة تبتسم على الدوام - وثلاث نقاط عند الجبين وخطـًا أسفل الذقن، ثم بدأت تغرز الإبر المضمومة وتمشي بها فوق الرسم بدقة، وتمسح بمنديلها ما يسيل من دم".
تصرخ زينب، بينما الغجرية تضحك وتُغني "الوجع حزّة حزّة والغوى ديمة ديمة"، حتى انتهت من الوخز، فأخرجت من منديلٍ محكم الإغلاق عشبة يطلق عليها البدو اسم "عنيبة الذيب"، وهي ذات أوراق خضراء طرية، عصرتها فوق رسم الإبر فتغلغل لونها الأخضر إلى داخل الجلد تاركـًا العلامة المطلوبة.
كان الوشم جزءًا أصيلاً من مفهوم البدويات والقرويات الفلسطينيات قبل النكبة عن "المكياج". ولكن كيف تتخيلون شكل أحمر الخدود، والكحل، وأحمر الشفاه، الذي كُنَّ يستخدمنه في تلك الفترة؟ ما ستقرأونه هنا، سيجعلكم تبتسمون، سيما لو عرفتم أن مكياج بنات يافا - مثلاً - قبل النكبة تجاوزهن بمراحل حين كُنّ لا يشترين من قطع المكياج إلا ماركة الـ "ماكس فاكتور"، تحديدًا خلال الاحتلال البريطاني، وما نتج عنه من تغيير في طبيعة لباس المرأة وانفتاحها هناك بعد سقوط الدولة العثمانية.
"حلوين من جوة"
من أين كنتم تشترون أقلام الكحل يا جدة؟ ضحكت زينب التي تتجاوز الـ85 عامًا اليوم، وقالت: "أي أقلام الله يهديكي؟ كنا نصنع كحل الزيت، ولا تضعه عندنا إلا العروس، أو قد تستخدمه الفتاة العادية للتطبيب إذا أصابتها حساسية في عينيها".
اقتباس :
الكحل - قبل النكبة - كان خاصًا بالعروس، أو للتطبيب، وكان يُصنع يدويًا
وتضيف، "كنا نحضر علبة معدنية (علبة تونة قديمة، أو علبة صلصة بندورة) نضغطها من الجانبين حتى تصبح أقرب إلى الإغلاق، نصب بداخلها زيت الزيتون، ثم نحضر طرف ثوب أو قماشة، أو يمكن جلب القطن الطبيعي، ثم فتله باليد حتى يصبح شكله أقرب إلى فتيل الشمعة، نغمسه بالزيت ونترك طرفه ظاهرًا، ثم نشعله، ونغطيه بفخارة بطريقة مُعيَّنة، ثم نضع فوق الفخارة قماشة سوداء ونتركه طوال الليل". عند الصباح يتجمع "الشحّار" في بطن الفخارة، ويتحول إلى كتلة سميكة، يُنحت عنها ثم يُخلط بقطرات من زيت السمسم، ثم يُوضع في مكحلة نحاسية كُنّ يشترينها من السوق بمبلغٍ زهيد.
ماذا تتخيلون أن أحمر خدود البدويات قبل النكبة كان؟ حسب زينب، كانت شجرة الحلّيوي تحمل أزهارًا حمراء، لو جفّت وفُركت أصدرت غبارًا أحمر تضعه النسوة على وجوههن تجمّلاً، وبالطبع هذا كله تحت البرقع.
ما يمكن أن يدهشك أن بدويات روبين، كُنَّ يشترين من السوق السنوي الكبير في قريتهن، صابون "كامي" (CAMAY)  المعروف حاليًا؛ - لكنه وفق زينب لا يضاهي برائحته رائحة صابون ما قبل النكبة - حيث كانت النسوة تستخدم ورقته لتعطير ملابسهن، بالإضافة إلى العطور الطبيعية التي كُنّ يقطّرنها من أوراق النعناع والعطرة والريحان، فيغسلن بها شعرهنّ ويمسحن بها الجسد.
وللشفاه لم تكن تستخدم السيدة السمراء - هي وكل النسوة هناك - إلا زيت الزيتون للترطيب ومنع التقشّف، ويمكن خلطه للعروس بغبار أوراق "الحلّيوي" فتعطي لونًا رقيقًا ولطيفًا.
ولم تكن البدوية في روبين تسمح لشعرها بأن يشيب قبل أن تغمسه بالحناء. "كان حناؤنا بلونٍ واحد، أحمر جميل، نضعه على شعرنا وأكفنا وباطن أقدامنا، ولكم أن تتخيلوا الراحة بعدها".
وتضيف، "على الرغم من أننا لم نعرف المكياج الذي تضعه نسوة اليوم على وجوههن، لكن كنا جميلات جدًا في نظر أنفسنا". استدركت وهي تبتسم، "كنا حلوات بضحكاتنا وببساطتنا وبرضانا، لكن الحين: الحلو من برة ممكن يكون بشع كثير من جوة" أشارت ناحية صدرها وسكتت.
زيت الزيتون والقرنفل
ابنة بلدة حمامة، إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، نفيسة انشاصي (82 عامًا)، تستخدم نفس أسلوب الحاجة زينب في صنع الكحل، والفارق فقط أن طريقتهم في حمامة تزيد على الخطوات شيئًا، هو وضع حجر الكحل الذي ينتج عن هباب الفتيل، في ليمونة، ثم وضع الليمونة في عجينة، ثم وضع العجينة في الفرن حتى تحترق، بعدها تخرج الليمونة بما فيها وتطحن ثم توضع في مكحلة النحاس.
لم نستطع التعرف على شجرة الحلّيوي التي تحدثت عنها ابنة روبين؛ رغم أنها مشهورة جدًا عند البدو هناك، لكننا بلا شك عرفنا زهر الحنون الذي أخبرتنا الحاجة نفسية بأن نساء حمامة استخدمنه في تجميل خدودهن، بالذات وقت الأفراح.
"الدقة" أو الوشم أيضًا كان من علامات التجمل هناك، تقول الحاجة نفسية: "كان من الصعب أن نرى امرأة في حمامة حسب ما أذكر لا تضع الوشم (..) كانت الصبية التي تضع لها الغجرية الدقة تغتر بجمالها وتختال أمام الباقيات".
اقتباس :
تعطرت النساء قبل النكبة بتقطير الأزهار ذات الرائحة الفواحة، والأعشاب العطرية، أما الملاكون فيشترون العطر لنسائهم من يافا
ولم يُبع العطر في حمامة يومًا للنساء، فالعاديات منهن كن يعتمدن على تقطير الأزهار ذات الرائحة الفواحة، والأعشاب العطرية، مثل الجوري والنعناع والعطرة والريحان، بينما التجار وأصحاب الأراضي الكثيرة (الملاكين) كانوا يشترون العطر الجاهز في زجاجات لنسائهم من يافا.
بالطبع، كانت العادات والتقاليد تمنع المرأة هناك من الخروج بأيٍ من أنواع الزينة مهما بلغت مكانتها، وحتى غبار زهر الحنون للبيت فقط. ووفق الحاجة نفيسة فهي لم ترَ طوال حياتها في حمامة امرأةً تمشي في الطريق "متبرجة".
نساء حمامة قبل النكبة أيضًا كُنّ يستخدمن صابون "نابلس" لتعطير الثياب والجسم وقت الاستحمام، بينما كان زيت الزيتون أنسب علاج لكل مشاكل الشعر، "ننقعه ساعتين بالزيت ونغسله، يصير متل خيوط الحرير، لا تقصيف ولا فوعة ولا شي" قالت نفيسة.
تستخدم الحاجة نفيسة حتى اليوم "مسامير القرنفل" في قماش رقيق يشبه شاش الجروح، تلفه في لفافات وتوزعه بين قطع الملابس، سيما "أثواب حمامة التي ورثتها عن جدتها". تقول: "رائحة خزانتي فواحة دائمًا، هذا ناهيك عن أن القرنفل يطرد العثة والحشرات".
كحل "شادية"
الحاجة عربيه العف (85 عامًا) قلبت الآية رأسًا على عقب عندما تحدثت عن حياتها في حي النزهة بيافا قبل أن تنزح مع عائلتها إلى غزة، وأقسمت: "والله، إذا ما كان المكياج ماكس فاكتور ما كان ينحط على وجهي".
أسهمت العوامل الطبيعية في جعل ميناء يافا بوابة فلسطين الغربية من وإلى دول حوض البحر المتوسط وأوروبا وأفريقيا، وطريقًا سهلاً للتجارة والمواصلات، ومرتعًا لمشاريع الحداثة من مسارح، ودور عرض سينمائية مفتوحة، يحضرها كبار الممثلين والمطربين العرب - تحديدًا في موسم النبي روبين - وهذا ما ساهم في انتشار الأزياء المكشوفة، وأدوات التجميل، حيث كانت صور الإعلانات عن منتجات التجميل وأدوات التبرج تستهدف رواد تلك الصروح بشكل كبير.
تقول عربيه: "كانت البودرة البيضاء ماكس فاكتو"، والماسكاراه من نوع مابيلين (Mabelline)، بالإضافة إلى أحمر الشفاه الذي كانت له شعبية كبيرة بفضل رواج السينما هناك، وظهور الممثلات العربيات وهن يضعنه".
اقتباس :
نساء يافا استخدمن قبل النكبة ماركات عالمية في المكياج والعطور، خلافًا لما كان يحدث في أغلب فلسطين
كانت الفنانة شادية هي النجمة المفضلة للحاجة عربيه، حتى أنها ولفترةٍ طويلة كانت تحاول تقليدها في وضع كحل العين على امتداد الجفن وأكثر، عبر خطٍ طويل مدبب يمتد بشكلٍ ملتوٍ ناحية طرف الحاجب.
وتضيف، "كنا نخرج بملابس قصيرة، وضيقة"، ثم تضحك وتعلق: "سامحنا الله على تلك الأيام. كانت الدكاكين والأسواق تملأ أحياء يافا، العطور الأوروبية كانت تصل إلينا أولاً بأول، فما كنا نتعب كثيرًا بتجهيز الخلطات وصناعة الكحل أو غيره. صحيحٌ أن ثمنها كان مرتفعًا، لكن معظم بنات يافا كن في تلك الفترة مثلي".
أثناء الحكم العثماني - أي ما قبل عام 1917 - كانت نساء يافا يرتدين على الأغلب ثوبًا خاصًا بأهل المدينة وشاشة بيضاء، أو برقعًا مكونًا من ثلاث طبقات - شبيهًا بأزياء النساء في مسلسلات البيئة الشامية السورية - لا تظهر منه إلا عيني المرأة، وعليهما أيضًا طبقة شفافة.
مكاحل العظم بغزة
المؤرخ والباحث الفلسطيني سليم المبيض، أكد أن الكنعانيات كان لديهن اهتمام منقطع النظير بالجمال ووسائل التجمُّل، حيث وردت في تاريخ الكنعانيين قصص تؤكد بحث نسائهم في عسقلان ويافا عن الفخار القديم المحطّم الذي مرّت عليه عوامل التعرية على مدار السنين، ثم يطحنّه ناعمًا جدًا، ويخلطنه ببعض زيت الزيتون، ليصبح بمثابة أحمر خدود طبيعي.
ويقول: "في عام 1931، حضر لفلسطين باحث تاريخ بريطاني، يدعى فليندرز فيتري، فوجد أدوات للزينة مدفونة مع آثار في منطقة تل العجول جنوب غزة، وكانت مكاحل مصنوعة من عظام الحيوانات مكسّرة بطريقة تجعل من العظمة مدببة لترسم حول العينين خطوطًا رفيعة، مرفقة بقطع خشبية هي بمثابة حامل لزجاجة الكحل المصنوع غالبًا من الزيت".
وأشار إلى أن نساء ما قبل النكبة "البدويات والقرويات" كنّ بعيدات جدًا عن الانفتاح الذي كانت تعيشه بنات المدن الكبرى كيافا وحيفا والقدس، فلا يعرفن عن أدوات الزينة إلا المتناقل بينهن، إذ كانت العادات والتقاليد تمنعهن من المشي أمام العامة حتى لو بالكحل، بينما مهامهن في الحقول وأثناء رعي الغنم لم تكن تبقي لديهن أوقاتًا لمثل هذه الأمور، وذلك على عكس ابنة المدينة، التي دخلت المدارس، واختلطت بالعالم وعرفت المسارح ودور السينما، فكان وجود الزينة في حياتها طبيعيًا جدًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟ التطريز الفلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العرس الفلسطيني
» العرس الفلسطيني
» التطريز الفلاحي الفلسطيني
» التطريز الفلاحي الفلسطيني
» التطريز والزي الفلسطيني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: تاريخ وحضارة :: من التراث-
انتقل الى: