منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Empty
مُساهمةموضوع: قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام   قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Emptyالثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 1:21 am

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Untitled-1-1702308314

تظهر الوثيقة التي تعود إلى عام 1928، أن المأذون الذي قام بعقد الزواج، ووقع على الوثيقة، التي نتج عنها 7 أبناء و32 حفيد، هو عز الدين القسام


لم يتصور طبيب الأسنان الفلسطيني عمرو نعمان موسى أن صورة قديمة لوثيقة زواج جده وجدته نشرها عام 2019 على حسابه الشخصي عبر فيسبوك، وأعاد نشرها قبل أيام، سوف تتحول إلى حديث منصات التواصل الاجتماعي، لتنهال عليه طلبات الإضافة والرسائل، ومشاركة الصورة، التي تحمل توقيعا غير متوقع، حيث تظهر الورقة التي تعود إلى عام 1928، أن المأذون الذي قام بعقد الزواج، ووقع على الوثيقة، التي نتج عنها 7 أبناء و32 حفيدا، هو عز الدين القسام نفسه، العالم والداعية والمجاهد والقائد.

تواصلت الجزيرة نت مع الحفيد، ليحكي عن قصة وثيقة الزواج التاريخية، التي لا تشير فقط إلى عائلة تفرق أفرادها بفعل الاحتلال، والتهجير، ولكن أيضا تحكي قصص بلدات أبيدت، ومدن لم يعد لها وجود.
قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام %D9%A9%D9%A8%D9%A9%D9%A8%D9%A9%D9%A8-1702274421الحفيد طبيب الأسنان عمرو نعمان موسى (الجزيرة)

مهر بالجنيه الفلسطيني

عام 2019، تلقى طبيب الأسنان عمرو نعمان كامل علي محمد الطاهر موسى، المقيم بين كندا والأردن، رسالة من ابن عمه المقيم في جنين بفلسطين، إلكترونيا، وفيها صورة ضوئية لوثيقة زواج الجد والجدة، وحين أمعن طبيب الأسنان في قراءة المكتوب بالوثيقة، شعر بالمفاجأة، حيث كانت تلك هي المرة الأولى التي يكتشف فيها أن من عقد قران جده كامل علي محمد الطاهر موسى، المقيم وقتها في حيفا، على جدته عفيفة عبد الهادي الصالح المقيمة بحيفا أيضا، الرجل نفسه الذي تحمل اسمه كتائب المقاومة حتى اليوم.
مهر بلغ وقتها 100 جنيه فلسطيني، ومأذون هو شخصية تاريخية، ورجل وامرأة، صارا لاحقا بذرة لعائلة جابت العالم، يقول عمرو "مرت 4 سنوات على المنشور، إلا أنه مع تكرار الأحداث أعدت نشره، لكنني لم أتوقع أنه سوف يتنشر بهذه الطريقة، حيث آلاف المرات من المشاركات، وطلبات الإضافة، والتعليقات، وهو ما دفعني لسؤال أهلي في فلسطين لجمع كل الأوراق التي تتحدث عن تاريخنا هناك".
قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام %D9%A5%D8%B7%D9%A5%D8%B71-1702274351الجد كامل علي محمد الطاهر موسى (الجزيرة)

حياة سعيدة في بلدات أبيدت

لم يعاصر الدكتور عمرو موسى، البالغ من العمر 49 عاما، جده، فقد توفي الأخير في ستينيات القرن الماضي، لكنه يعرف قصته جيدا، فقد رواها له والده غير مرة. يحكي الحفيد قصة الجد من البداية: "ولد جدي كامل في العام 1902، ولما أصبح عمره 12 عاما، توفي والده، فتعلم حتى الصف الثالث الابتدائي فقط، ثم ترك الدراسة، وبدأت رحلته مع العمل، واختار وقتها أن يذهب إلى حيفا، وكانت ميناء مهمة، يأتيها الفلسطينيون والعرب من كل البلاد للعمل. وكانت مدينة فلسطينية مزدهرة، وقد عمل جدي بأكثر من وظيفة هناك، تارة كاتبا في الجمرك، لأنه يعرف القراءة والكتابة، وتارة طباخا في الميناء حيث كان يجيد الطهي، وسكن في منطقة وادي الصليب".
بحسب كتاب "حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت الناس" للكاتبة روضة غنايم فإن حي وادي الصليب يقع في المنطقة السفلية للمنحدر الشمالي الشرقي لجبل الكرمل، وسُمي وادي الصليب بهذا الاسم بسبب تقاطع واديين في مكان واحد، وهو ما يشكل صورة الصليب، وقد تأسس بالقرب من أسوار المدينة القديمة في العام 1761، بعد وقت قصير من إنشاء حيفا الحديثة.
يستكمل عمرو حديثه قائلا: "سكن جدي لاحقا في بيت ببلدة الشيخ، حيث كان مسجد الاستقلال، يقع قريبا من بيت الجد كامل، وكان إمام المسجد وخطيبه في ذلك الوقت هو الشيخ عز الدين القسام، الرجل الذي كان يعرف المنطقة كلها بحكم المساحة، ويحفز أهل البلدة على الجهاد ضد الانتداب البريطاني، ويحذرهم من خطر بريطانيا والصهيونية، ووعد بلفور، وقد عقد قران جدي عام 1928 بحكم قرب بيته للمسجد، وقرب الناس من بعضها في هذا الوقت، ولأنه كان المأذون الشرعي، وبقي الأمر على ما هو عليه حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، حينها استأجر جدي بيتا في بلدته الأصلية جنين، بينما واصل عمله في حيفا حتى وقعت النكبة عام 1948، وأبيدت قرية بلدة الشيخ، وانتهى وجود جدي في حيفا".
وفي كتابه "تاريخ الدماء" يوثق الكاتب أحمد عادل داود مجزرة بلدة الشيخ في فلسطين، والتي وقعت في 12 يونيو/حزيران عام 1939، حين هاجمت عصابة الهاغاناه الإرهابية اليهودية قرية بلدة الشيخ الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة حيفا.

وقد تكررت المجازر مرة بعد أخرى في بلدة الشيخ التي ما تزال تحمل قبر عز الدين القسام، والذي تعرض للتخريب والاعتداء مرارا من قبل المتطرفين اليهود الذين حطموا شاهد القبر ورسموا نجمة داود عليه عام 2014، لكن قبر الرجل ظل قائما في القرية التي استوطنها المهاجرون الصهيونيون سنة 1949، وأطلقوا عليها اسم تل حنان؛ نسبة إلى حنان زلينجر أحد عناصر الهاغناه الذي قتل خلال الهجوم على القرية وتنفيذ المجزرة في الأول يناير/كانون الثاني 1948. ومنذ عام 1952 أصبح موقع القرية وحي تل حنان جزءا من مدينة نيشر، ويقام حاليا بالقرب من القبر ملعب كرة قدم لنيشر.
قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام %D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-copy-1702274713غلاف كتاب حيفا في الذاكرة الشفوية (الجزيرة)

أسرة حول العالم

عاد الجد إلى جنين في الضفة الغربية، وكانت تحت الحكم الأردني، حتى تم احتلالها عام 1967، ولكنه توفي قبل النكسة، في جنين، بعد أن أنجب 4 أولاد و3 بنات، علي، ونزيه، ونبيه، ونعمان، وعنان، وعائدة، وهيفاء ولد منهم 4 في حيفا، و3 في جنين.
لم يحظ الأبناء جميعا بالفرص ذاتها في الخروج من فلسطين أو البقاء فيها، حيث رسمت الظروف مستقبلهم، فخرج 3 منهم قبل النكسة للتعلم خارج البلد، منهم والد عمرو، ولكنهم لم يستطيعوا العودة فتفرقوا، منهم من عمل بالخليج، ومنهم من سافر إلى الخارج، وبقي 4 في جنين، البنات الثلاث، وشقيق لهم، يقول عمرو: " لهذا نحن موزعون بين الأردن والخليج وفلسطين وأميركا وكندا".
توفي 4 من أبناء الجد كامل، ولم يبق إلا ولدان أعمارهم و82 و90 عاما، بينما الابنة الصغرى عمرها الآن 79 عاما، ما زالت في جنين.

القسيمة التي أعادت الذاكرة

أعادت الورقة التي تعود إلى 95 عاما مضت بعضا من ذاكرة الأسرة للأبناء والأحفاد، الذين يستخدم بعضهم اسم الطاهر، ويستخدم بعضهم الآخر اسم الموسى، ومنهم عمرو الذي أطلق على عيادته اسم "الموسى كلينكس".
عمرو الذي ولد بالسعودية، وعاش بين الأردن وكندا، أنجب ولدا وابنتين، يدرس اثنين منهما بالجامعة، بينما ما تزال الصغيرة في مرحلة الثانوية. ولا يملكون في موضعهم البعيد في كندا، سوى المقاطعة، والمشاركة بالمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية، ومشاركة الأحداث في محيطهم عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، والبحث في تاريخهم مع أمنيات متواصلة بأن يعود الحق يوما ما لأصحابه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام   قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Emptyالثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 1:22 am

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام ImageResize







[rtl]صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة ذاكرة فلسطين، كتاب روضة غنايم حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت وناس. يقع الكتاب في 472 صفحة. ويشتمل على ببليوغرافية وفهرس عام.[/rtl]
[rtl]الكتاب تتبعٌ لتاريخ خمسة أحياء في مدينة حيفا، هي: العتيقة، والكولونيّة الألمانية، وعبّاس، ووادي النسناس، ووادي الصليب، من خلال روايات ذاتية لأفراد سكنوا الأحياء الخمسة، يسردون تاريخ عائلاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية؛ إذ تجمع هذه المرويات سير الناس وسيرة المدينة وفلسطين عامة، إضافة إلى صور من ألبوماتهم الشخصية تتعقب تاريخ المدينة، وتمثل انعكاسًا للتطورات التي طرأت عليها، وما شهدته من أحداث منذ نهاية الفترة العثمانية إلى أيامنا الحاضرة.[/rtl]

[rtl]من الخاص إلى العام[/rtl]

[rtl]قصّة حيفا شائقة وشائكة وفريدة. خاصةً، خلال الفترة الممتدة من القرن التاسع عشر إلى عام 1948 التي مرّت فيها مدينة حيفا بتغيرات عديدة بعيدة المدى؛ إذ تحولت في مدة زمنية قصيرة نسبيًا من قرية صيّادي سمك إلى مدينة صناعية متطورة، ومركز تجاري مزدهر في الشرق الأوسط؛ ففي فترة الحكم العثماني كانت الحياة بسيطة في حيفا، فلم تتمكن من جذب الناس إلى أرضها إلا في أواخر هذا العهد. وساهم في هذا التطور ميناؤها وسكة الحديد التي كانت تمر جواره، فأصبحت حيفا محورًا مهمًّا في الشرق الأوسط الذي يربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا والجزيرة العربية، ولا سيما مع مساهمة الوافدين إليها من دول أوروبا، منهم على سبيل المثال: المستعمرون الألمان، والمبشرون الفرنسيون، والمبشرون الإيطاليون والبهائيون وغيرهم؛ فجميعهم تركوا بصمات نوعية في المدينة، في المضمار الثقافي والعمراني والاقتصادي. كان لهذه التغيرات أثر كبير في النمو السكاني في المدينة؛ إذ جاء كثيرون من سكان القرى والمدن في فلسطين، ومن البلدان العربية المجاورة: أردنيون وسوريون ولبنانيون ومصريون وسودانيون وغيرهم، باحثين عن عمل في المدينة. وجاء موظفون وعمال من اليونان وتركيا وغيرهم، فتطورت المدينة على نحوٍ موسع في ثلاثينيات القرن الماضي، فبرزت الحياة الثقافية في حيفا على نحوٍ مميز، وبدأت تنتشر دور السينما والمسارح والمقاهي والصحافة والكتب وغيرها. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد المقاهي في حيفا ما يقارب سبعين مقهى في مطلع أربعينيات القرن الماضي، وهذه الحقائق كتب عنها كثيرون.[/rtl]
[rtl]لكن كتاب حيفا في الذاكرة الشفوية يروي تاريخ المدينة عبر سرديات الناس، الميكروهيستوريا، ويسلط الضوء على قصة مدينة حيفا من زاوية مختلفة، وهي تاريخها من مخزون ذاكرة أهلها؛ أي تحولات المدينة من خلال سردية أهلها، فعلى سبيل المثال، في عدة سرديات روى الناس تجاربهم حينما تمكنوا من العودة إلى بيوتهم بعد انتهاء المعارك في عام 1948، فوصفوا حالها بعد عودتهم إليها؛ إذ تعرضت للغزو والنهب والتدمير. جاء في سردياتهم تفاصيل أكثر بهذا الشأن، فتحدثوا عمن استولى على بيوتهم، وماذا فعلوا من أجل استرجاعها.[/rtl]
[rtl]وعادة ما تستند كتابة التاريخ إلى شهادات القادة والأعيان الذين كانوا يمثلون السكان. ففي الأدبيات التاريخية الحيفاوية منذ أعوام الانتداب إلى عام 1948، كانت هناك علاقات مباشرة بين القادة والأعيان العرب والقيادات اليهودية والبريطانيين، فلقاءاتهم وحواراتهم مدونة في كتب التاريخ والسياسة، أما صوت السكان فلم يُسمع على نحو علني. من هنا، فإن هذه الروايات تقدم صورة مقربة للتاريخ، تجعلنا نشعر بعذابات الناس الفردية التي مروا بها، ثم تنتقل إلى العذابات الجمعية، ومن خلالها يصبح التاريخ ملموسًا ومؤنسَنًا.[/rtl]

[rtl]الأحياء مسار نكشف من خلاله تاريخ المدينة وتاريخ سكانها[/rtl]

[rtl]أُسست الأحياء الخمسة التي يسرد كتاب حيفا في الذاكرة الشفوية قصتها في الفترة الواقعة من منتصف القرن التاسع عشر إلى عام 1948. ولم يوجد في أي مصدر تاريخي ما يوثّق رقميًا الأعوام التي أُسست فيها تلك الأحياء، كما هو حال الأحياء اليهودية التي توثق في أدبياتها العام الذي وضع فيه حجر الأساس لكل مبنى من مبانيها، عدا حي الألمانية، وهو حي غير عربي. إن الأحياء تختلف بعضها عن بعض أحيانًا، وتتشابه في أحيان أخرى، فهناك روابط تجمع بين تلك الأحياء، وفوارق كانت قائمة على الانتماءات الدينية أو العرقية أو الطبقية.[/rtl]
[rtl]مدينة حيفا ذات طبيعة جبلية، وفي الجزء السفلي من المدينة، تركزت المتاجر والأسواق والميناء والسكة الحديدية وورشة الحرفيين، فأسس حيَّ وادي النسناس، مثلًا، سكانُه العرب المسيحيون في نهاية القرن التاسع عشر، وأغلبية من سكن الحي كانوا عائلات من الطبقة العاملة، وقسم كبير من مباني الحي الحجرية بُني بعفوية، منها ما بناه سكانها بأيديهم؛ نذكر على سبيل المثال بيت رجا بلوطين. والحي اليوم يشبه مشهدًا قرويًا، يظهر كأنه قرية عربية صغيرة في داخل المدينة الكبيرة. وأما حي عباس الذي نشأ في فترة الانتداب فقد بُني في الجزء الأوسط من الجبل، فطابع الحي كان أكثر مدنية، وإلى اليوم تشهد البيوت الحجرية الكبيرة والجميلة على وضع سكانها الأصليين، وتدل على انتمائهم إلى الطبقة الوسطى الثرية. أما العتيقة، فقامت على أنقاض حيفا القديمة أيضًا في القرن التاسع عشر، وتطورت في فترة الانتداب على إثر مرور سكة الحديد عبرها. اليوم، يوحي الحي بمكان منكوب. عُزلت الأحياء العربية على مر الأعوام عن الطبيعة؛ فعلى سبيل المثال حي العتيقة يقع على البحر، وكان سكانه صيادي سمك، لكن توسيع الميناء قطع الوصول إلى البحر. واليوم يمر الحي بعملية تدمير، وقريبًا سيندثر ليقوم مكانه حي جديد.[/rtl]
[rtl]ويعاني حي وادي الصليب المصير نفسه، وهو في حالة انقراض وطمس، فيشبه القرى المهجّرة، ويذكّر بالقرى في ضواحي القدس. أما حي الألمانية فهو مبني على النمط الأوروبي، حيث نرى بيوتًا عديدة يكتسي سطحها الحجرُ الأحمر (القرميد)، ويُستعمل القرميد في أوروبا لتسهيل عملية إنزال الثلج. وفي الثمانينيات من القرن الماضي، اُتخذ قرار بهدم جزء من المباني الألمانية، فاحتجت الناس على ذلك، ونتيجة الاحتجاج قامت مساعٍ ومبادرات فردية من أجل الحفاظ على المباني، وأصبحت تعمل بصفة رسمية من خلال بلدية حيفا. هنا أيضًا نلاحظ ميزة خاصة للمدينة، حيث جمعت بعض المباني التأثيرات المعمارية الأوروبية والعربية؛ فالمنازل في المستعمرة الألمانية قد دمجت أيضًا عناصر بناء محلية مثل النوافذ الواسعة والغرف الكبيرة. إذا وقفتَ على جبل الكرمل ونظرت إلى ما أمامك، لا يمكن إنكار خصوصية مدينة حيفا، فأنت تنظر أمامك وترى في الوقت نفسه سماء وبحرًا وجبلًا، هذه ميزة خاصة بحيفا؛ فالمناظر الطبيعية الجبلية مرئية في كل مكان على الرغم من كثافة البناء.[/rtl]
[rtl]وبمتابعة قصص الساردين حتى يومنا هذا، يظهر مصير الناس إلى ما بعد النكبة، فالتاريخ لا ينتهي عند نقطة زمنية معينة وهناك استمرارية للحياة. فكتاب حيفا في الذاكرة الشفوية يمثل كشف الستار عمّا حدث في الماضي، وهو تجربة كتابة المدينة بأسلوب مختلف، وربما يكون ملهمًا لما يجب أن نفعله اليوم، وذلك بالنظر إلى التدمير المستمر الذي يهدد الوجود الفلسطيني، على نحو ما نجد من تدميرٍ لأحياء حيفا واستمرار في تهويد المكان، وتهميش اللغة العربية والثقافة الفلسطينية في المدينة.[/rtl]
[rtl]ثمة صعوبات وتحديات اجتماعية عديدة لا يزال يواجهها أفراد المجتمع الفلسطيني حتى يومنا هذا، أحدها، التمايز الطبقي الظاهر بين سكان القرى والمدن؛ إذ تحرص العائلات الميسورة في مدينة حيفا - نموذجًا لبقية المدن الفلسطينية - على حفظ مكانتها المترفعة عن الانصهار بعلاقات طويلة الأمد مع أبناء الطبقات الأقل شأنًا، وهو ما تعكسه بوضوح ظاهرة النساء العزباوات اللواتي تراوح أعمارهن اليوم بين السبعين والثمانين؛ إذ ترجع علة عدم زواجهن إلى فكرة طبقية لم تُلغها ظروف الحرب والتهجير؛ فحين اضطرت بعض العائلات الفلسطينية من الطبقتين الأرستقراطية والوسطى إلى ترك البلاد، ظلّت عائلات أخرى في المدينة، وكان يصعب على العائلة تزويج بناتها ممن هم أقل مكانة.[/rtl]
[rtl]ولّدت هذه التجارب لديّ تساؤلات عن مفهوم الوطن، ومعنى أن يكون الفرد فلسطينيًا. ووجدت الإجابات في المقابلات التي أجريتها مع الناس، وعبر ألبومات الصور العائلية الخاصة بهم، وفي ثنايا جدران بيوتهم، حيث تمكنت من إعادة تشكيل الماضي الذي كان حاضرًا حيًا يومًا ما، ثم صار حنينًا وذكريات؛ فخلال تلك المقابلات أصبحت البلاد مكانًا ملموسًا، ووجدت أن فلسطين التي نستحضرها غالبًا أشبه بظل مبهم ينعكس في حياة الناس اليومية؛ فهي أصواتهم التي تملأ الأسواق، وشكل الحياة في الميناء وعلى الطرقات، وهي اللغة العربية التي ظلت سائدة منذ قرون في البلاد، والطبيعة التي نراها خلابة في جبالها وسهولها وترابها وبحرها وهوائها. فلسطين هي أسماء العائلات، وأسماء المدن والقرى والأحياء الباقية، وفي المقابل هي الشوارع التي طُمست أسماؤها، والأحلام التي انقطعت وتلاشت. هي روايات الناس الذين عاشوا يحملون ذكرياتهم، وهذه الروايات تمثّل شهادة حية عنها.[/rtl]
[rtl]يعرض حيفا في الذاكرة الشفوية، بطريقة مباشرة، نحو أربع وأربعين سردية شفوية تمثل شهادات دامغة تشهد على تهجير العرب قسرًا، وحتى إن "هرب" بعضهم، فإن هروبهم كان قسريًا في حالة حرب، وكانوا على يقين بالعودة، فالهروب في تعريف القانون الدولي يُعتبر طردًا أو تهجيرًا؛ إذ جاء في نصه تعريف "التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. فالتهجير القسري هو ممارسة ممنهجة تنفذها حكومات شبه عسكرية، أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخلاء أراضٍ معينة وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلًا منها، ويكون التهجير القسري إما مباشرًا، أي ترحيل السكان من مناطق سكناهم بالقوة، أو غير مباشر عن طريق دفع الناس إلى الرحيل والهجرة".[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام   قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام Emptyالثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 1:25 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قصة وثيقة زواج تاريخية وقع عليها عز الدين القسام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وثيقة تاريخية .. رسالة "الأمير الخطابي" إلى الرئيس عبد الناصر
» إرث عز الدين القسام!
» المجاهد عز الدين القسام
» ''القسام'' تعرض فيديوهات استولت عليها من حواسيب الجيش الإسرائيلي (فيديو)
» 80 عاما على استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: تاريخ وحضارة :: من التراث-
انتقل الى: