منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69948
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Empty
مُساهمةموضوع: في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين   في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Emptyالخميس 18 يناير 2024, 5:56 am

`
في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين


دأبت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة على التنظير لفكرة ديمقراطية الكيان وطبيعته "المدنية والحضارية"، وعلى أنه الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية، والامتداد الحضاري للغرب، وأنه خط الدفاع الأول عنها في مواجهة بربرية الشرق. وقد تميز رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أكثر من غيره في التركيز على هذه الفكرة في كتاباته ومخاطبته الإعلامية للغرب، وركز دومًا على فكرة أن "إسرائيل" تخوض هذه الحروب والمواجهات نيابةً عن الغرب، وقد ذكر ذلك في آخر اجتماع له مع سفراء عدد من الدول الغربية.


في الوقت ذاته، استمر الاحتلال في وسم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ومحاولة ربطها بكل تجارب الحركات المتطرفة والإرهابية في العالم، وقد نجح في دفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تبنّي تلك الرواية، وإدراج غالبية حركات المقاومة الفلسطينية على قوائمها للإرهاب.


إلا أنّ سلوكه المتوحش في الحرب الدائرة على غزة اليوم، تجاوز كل تلك الادعاءات، وكشف عن الطبيعة الراسخة للكيان كدولة احتلال استيطاني إحلالي فاشيّ. ورغم كل محاولاته في بداية المعركة لإظهار المقاومة كمجموعات إرهابية، ومحاولة ربطها بتنظيم "داعش"- من خلال عدد كبير من الروايات الكاذبة والتي تساقطت سريعًا، وكُشف كذبها وفبركتها حتى أمام ومن خلال الإعلام الغربي ذاته الذي تبنّى تلك الروايات في البداية- ظهرت الحقائق واضحة أمام العالم، وبدأت الشعوب والمؤسسات وجهات دولية كثيرة تتبنّى الرواية الفلسطينية المحقة، وترفض وتدين السلوك المتوحش للاحتلال، والمتمثل في محاولة إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وتهجيره من جديد، من خلال ارتكاب عدد هائل من المجازر أدّت حتى اليوم لاستشهاد ما يقارب 15 ألفًا من الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.


السلوك المتوحش للاحتلال الإسرائيلي يشبه إلى حد كبير سلوك الأنظمة الفاشية والدكتاتورية في العالم، كما أنه يتطابق مع سلوك القوى الإمبريالية في كل عصر، فهو امتداد لوحشية وإجرام المغول والنازية والمحتل الفرنسي في الجزائر، والأميركي في فيتنام والعراق وأفغانستان، وغيرها من القوى الإمبريالية التي اعتمدت المجازر والبطش بالشعوب والمدنيين، وسيلةً للإخضاع، وطريقًا للسيطرة والهيمنة. وهو بالتأكيد لا يفكر ويتصرف بشكل طبيعي- لأنه إن فعل ذلك لا يمكن أن يكون محتلًا- ذلك أن السلوك الطبيعي والعقل والفطرة السوية لا يمكن أن تقبل القهر والظلم وسلب الحقوق والحريات. فالمحتل له طبيعته الخاصة، التي لا تشبه الآخرين، طبيعته المرضيّة التي تجعله قادرًا على التوحش والتصرف كشيء مختلف عن البشر وبعيدًا عن طباعهم.


الاعتقاد بالتفوق، والنظرة الدونية للآخر هي من أهم سمات الحركة الصهيونية، والتي قادت لتصنيفها رسميًا في الأمم المتحدة  كحركة عنصرية


النقاط التالية يمكن أن تساهم في فهم وتفسير هذا السلوك الإسرائيلي الذي يبدو منهجيًا ومتعمدًا ومدركًا:


القناعة الداخلية بعدم وجود حقّ له في هذه الأرض- وبزيف ادعاءاته التاريخية والدينية حولها، وفقدان شرعية الوجود عليها- يدفعه، وفي محاولة لتعويض ذلك، للاعتماد على القهر والتخويف والقمع والتفوق في امتلاك القوة الذي قد يقود- كما يظن- إلى الإخضاع، لضمان البقاء. وهو في ذلك يستلهم تجارب دول أخرى أقدمت على إبادة السكان الأصليين وقتل الملايين من المواطنين لفرض وجودها، كما حدث مع الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا على سبيل المثال.
إعادة رسم عقيدة عسكريّة جديدة قائمة على إلحاق الأذى الهائل بالحاضنة الشعبيّة والبنى المدنيّة، وكافة مقوّمات الحياة الطبيعية، لكل من يفكر في المقاومة أو يواجه الاحتلال، وهو ما يعني الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ويطابق أفعال النازية والفاشية تمامًا. ويمكننا القول إنه يحاول أن يطور على ما عُرف بعقيدة الضاحية الجنوبية التي استُخدمت في لبنان عام 2006، وينتج منها نسخة 2023 الأكثر دموية وعنفًا ووحشيةً، بعد أن ضربت عملية القسام العسكرية في السابع من أكتوبر عقيدة ومنظومة الاحتلال العسكرية والأمنية التي اعتمد عليها لعقود طويلة، فقد قُهر الجيش الذي لا يقهر، وانهارت قواته بطريقة فاجأت الجميع أمام رجال المقاومة الفلسطينية، واتضح مدى عجز منظومته وأجهزته الأمنية التي لم تتوقع العملية، ولم تتمكن من إحباطها، وكذلك تبددت أوهام التفوق التكنولوجي الذي طالما تغنى الاحتلال به، وانبهرَ به الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية.
عدم الانتماء للمنطقة فكريًا وثقافيًا وتاريخيًا واجتماعيًا، ما يجعل الاحتلال الإسرائيلي متحررًا من تبعات هذا الانتماء والارتباط بمكونات المنطقة. فانعدام الصلات القومية أو الفكرية والثقافية مع شعوب المنطقة، يجعل الاحتلال غير مهتم بنظرتهم له أو بعلاقاته المستقبلية معهم؛ لاعتقاده أنه موجود رغمًا عن إرادتهم، وبقاؤُه مرتبطٌ باستمرار التنكر لهذه الإرادة وقمعها.
الاعتقاد بالتفوق، والنظرة الدونية للآخر، وهذه من أهم سمات الحركة الصهيونية، والتي قادت لتصنيفها رسميًا في الأمم المتحدة- ولفترة طويلة- كحركة عنصرية. وفي هذه المعركة تجلت هذه الصفة بشكل كبير في الخطاب الصهيوني سواء على لسان وزير الحرب أو على لسان الكثير من الصحفيين والأكاديميين والمحللين، وحتى عوائل الجنود، الذين وصفوا الفلسطينيين في غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، وأنه لا يوجد أبرياء في غزة سوى الأسرى الإسرائيليين والأجانب، وأن كل سكان غزة إرهابيون يستحقون الموت.
الخوف الذي يسكن أعماق كيان الاحتلال بكل مكوناته، سواء على المستوى الفردي أو الجمعي. هذا الخوف المرتبط ببعض العوامل التي ذكرت أعلاه، يحرص الاحتلال على إخفائه دومًا، والعمل على إظهار صورة معاكسة له حتى وإن كانت زائفة؛ لأن ظهور أيّ من علامات الخوف أو الضعف ستعني اقتراب النهاية. وللتغطية على هذا الخوف العميق المسكون به الاحتلال- والذي عبر عنه عدد كبير من قياداته من خلال كثرة الحديث عن الخطر الوجودي- يرفع من وتيرة البطش والقتل والمجازر والتدمير "أي التوحش"؛ ليظهر ما يعتقده قوة تساعده على إحداث التوازن النفسي لديه.
ضمان عدم المساءلة والمحاسبة على وحشيته وجرائمه التي لا يتوقف عن ارتكابها؛ نظرًا لاستمرار النفاق والانحياز الغربي الذي يوفر للاحتلال الغطاء لكل جرائمه، ويحول بينه وبين المساءلة من قبل المؤسسات الدولية، يتقاطع ذلك مع الضعف العربي والإسلامي وعدم القدرة على لجم عدوانه ومعاقبته عليه، ولو بالحد الأدنى كقطع العلاقات السياسية والاقتصادية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69948
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين   في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Emptyالخميس 18 يناير 2024, 5:57 am

في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين 1232925014-1







استشهاد عشرات الأطفال في خان يونس 


موقع بريطاني: العنصرية الغربية أسست لهذه الإبادة الجماعية في غزة


تتحمل جنوب أفريقيا وإسرائيل صدمة تاريخ أوروبا الطويل من التفوق العنصري، ولكن كلا منهما استخلص دروسا نقيضة تماما، ولا ينبغي أن يفاجأ أحد أن معركة الفوز بالجائزة من أجل سيادة القانون الدولي قد حرضت إسرائيل وجنوب أفريقيا ضد بعضهما البعض في محكمة العدل الدولية في لاهاي.


وفي هذا السياق، يقول جوناثان كوك، صحفي مستقل ومؤلف 3 كتب عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إن العالم منقسم بين أولئك الذين صاغوا نظاما عالميا وإقليميا يخدم مصالحهم ويضمن لهم الإفلات من العقاب مهما كانت جرائمهم، وأولئك الذين يدفعون ضريبة ذلك الترتيب. والآن يقاوم الضحايا القدامى أمام المحكمة العالمية.


ويوضح الكاتب، في مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني، أن إسرائيل نفذت سياسة إبادة جماعية في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يوصف في عرف القانون الدولي بأنها قضية يمكن البت فيها بسهولة لأن الحقائق واضحة جدا، قتلت فيها أو أصابت حتى الآن نحو 100 ألف فلسطيني، أي بمعدل واحد لكل 20 ساكنا.


كما ألحقت إسرائيل أضرارا أو دمرت أكثر من 60% من المباني السكنية. وقصفت المناطق الآمنة الصغيرة التي أمرت نحو مليوني فلسطيني بالفرار إليها. وعرضتهم للمجاعة والأمراض الفتاكة من خلال قطع المساعدات والمياه.


الدول العنصرية والقمعية
وفي الوقت نفسه، أعرب كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين علنا -وبشكل متكرر- عن نية الإبادة الجماعية، كما توثقه مذكرة جنوب أفريقيا بعناية شديدة.


وأردف الكاتب أنه بالرغم من كثرة الأدلة ضد إسرائيل، فقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتوصل المحكمة لحكم نهائي. وبحلول ذلك الوقت، إذا استمرت الأمور كما هي، فقد لا يكون هناك عدد كبير باق من السكان الفلسطينيين لحمايتهم. ولذلك طلبت جنوب أفريقيا أيضا وبشكل عاجل إصدار أمر مؤقت يلزم إسرائيل فعليا بوقف هجومها.




ولفت إلى أن إسرائيل ربت مواطنيها على الاعتقاد بأن اليهود يجب أن ينضموا إلى الدول العنصرية والقمعية، وأن يتبنوا نهج "القوة تصنع الحق" تجاه الدول المجاورة. وتعتبر الدولة اليهودية المنطقة ساحة معركة الانتصار فيها للهيمنة والوحشية.


وبالتالي، كان حتميا أن تتسبب إسرائيل نهاية المطاف في ظهور خصوم مسلحين، مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية، ينظرون إلى صراعهم مع إسرائيل بالطريقة نفسها.


الالتزام الأخلاقي
وأشار الكاتب إلى أن قضية جنوب أفريقيا تحظى أيضا بالدعم من جانب قسم كبير مما يسمى "العالم النامي" الذي كثيرا ما شعر بوطأة الاستعمار الغربي والعنصرية على وجهه.


وكما هي الحال دائما، ليس الغرب هو ما يمكن للعالم أن يتطلع إليه من أجل قيادة جادة في أخطر الأزمات التي يواجهها أو للجهود الرامية لوقف تصعيد الصراع.


والجهات الفاعلة الوحيدة التي تظهر أي ميل إلى تطبيق الالتزام الأخلاقي -الذي ينبغي أن يقع على عاتق الدول للتدخل لوقف الإبادة الجماعية- هي "الإرهابيون" كما يصفهم الغرب.


فهذا حزب الله يمارس الضغوط على إسرائيل بفتح جبهة ثانية تدريجيا بالشمال، في حين يرتجل الحوثيون في اليمن شكلا خاصا بهم من العقوبات الاقتصادية على الشحن الدولي المار عبر البحر الأحمر.


وختم الكاتب مقاله بأن رواية الغرب أن أي شخص خارج ناديه -من جنوب أفريقيا والصين إلى حزب الله والحوثيين- هو العدو، ويهدد "النظام القائم على القواعد" في واشنطن.


لكن هذا النظام بالذات هو الذي يبدو بشكل متزايد أنه يخدم مصالحه الذاتية ويفقد مصداقيته، وهو الأساس للإبادة الجماعية التي تُرتكب -في وضح النهار- بحق الفلسطينيين في غزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69948
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين   في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين Emptyالخميس 18 يناير 2024, 5:57 am

استدعاء الكراهيَّة والتاريخ.. خطاب حرب غزة نموذجًا


قد لا تدركُ الولايات المتحدة وأوروبا أنَّ ترسيخ خطاب الإبادة والقتل للفلسطينيين في غزّة عبر استدعاء فكرة الخلاص بإبادة البعض من أجل بقاء شعب الله المختار، هو ترسيخ لخطاب الكراهية وزيادة كبيرة في فجوة الكراهيَّة بين المسلمين والغرب، وهو ما قد يُولّد درجات متفاوتة من العنف، بل يعزّز التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي، وكأنَّ الولايات المتحدة وأوروبا لم تستوعبا ما حدث بعد غزو العراق إثر ادّعاءات كاذبة بوجود أسلحة دمار شامل، وحصار مرير من 1990 إلى 2003 م، من هنا فإنَّ تحليل الخطاب على طرفَي الحرب، يبرز تصاعد الكراهية بصورة غير مسبوقة، ينبع هذا من إسرائيلَ التي يبدو أن لديها خوفًا كامنًا وعدم يقين، ما ولّد لدى الإسرائيليين خوفًا غير مسبوق لدى الجيل الحالي، في الوقت التي بثت فيه خطابات الساسة الإسرائيليين تحريضًا للغرب ضدّ الفلسطينيين تارة بتشبيه حماس بداعش، وبالتالي استدعاء الصورة الذهنية لداعش في العراق وسوريا والتي ترتبط بقطع الرؤوس أو سبي النساء .. إلخ، وتارة بتشبيه حماس بالنازية، كل هذا والطرف الآخر الذي يمثله مناصرو الفلسطينيين من المسلمين يستدعون على الفور الحروب الصليبية وما صاحبها من مجازر خاصة عند دخول الصليبيين القدس، حيث ذكرت المصادر التاريخية أنه قُتل من المسلمين 70 ألفًا، وكذلك الإبادة التي قام بها الإنسان الأوروبي للشعوب الأصلية في الأميركتين.


صور غير صحيحة
إن كل ما سبق يتمّ عبر وسائل الإعلام الرسمية على جانبي الحرب ومناصري كل طرف، لكن هذه الحرب الدعائية ساحاتها الحقيقية هي وسائط التواصل الاجتماعي، فمنصات الإعلام الرقْمي توفر مساحات بديلة للتعبير عن الرأي، ونقل وتغطية الأحداث من زوايا لا تغطيها وسائل الإعلام التقليدية، هنا يتم تضخيم المحتوى الحاثّ على الكراهية بواسطة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي، ويحظى هذا بقدر كبير من المشاركة والاهتمام، الخطورة تكمن في مشاركة محتوى لم يجرِ التحقّق من صدقه أم هو مضلل، ويضخّم من يبثّ ذلك الادعاءات التي لا أساس لها، وفي حرب إسرائيل ضد غزة وصل التضليل إلى مستوى غير مسبوق لتوجيه قرارات الدول الغربية، ليزيد محتوى وسائط التواصل الاجتماعي من وتيرة الحرب على كل المستويات، لكن الخدعة أيضًا تأتي من مصادر بحسابات مجهولة قُدرت على منصات "إكس" و"تيك توك" بـ 20 % من حجم الحسابات، وما يعزز دور هذه الحسابات أن اشتراكًا بقيمة 8 دولارات شهريًا على منصة "إكس" مع العلامة الزرقاء يؤدي إلى نشر معلومات وتقارير وصور مزيفة بمساعدة الخوارزميات وإلى زيادة الكراهية بصور غير مسبوقة، هنا منصات التواصل الاجتماعي تضخّم قوةَ طرف على حساب طرف آخر، فقد ثبت أنَّ الصور التي تظهر أطفالًا إسرائيليين في أقفاص خطفتهم حماس غير صحيحة، كذلك تبيّن أنَّ حسابًا يتظاهر بأنه "صحيفة جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أشاع أنَّ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي نُقل إلى المستشفى، كما أظهرت مقاطع مزيفة جنرالات إسرائيليين أَسَرتهم حماس، وتبين أنَّها من أذربيجان، ومقطع آخر مزيف أظهر قطع رأس طفل بزعم أن حماس ارتكبته، وهو ما حدث في الواقع في سوريا عام 2016 م، كما لم يتم التأكد من قبل الساسة الغربيين من قصة قطع رأس 40 طفلًا، من قبل أي حساب رسمي، حتى تبنّاها الرئيس الأميركي جو بادين في خطابه لإدانة حماس، ليتم التراجع الأميركي لاحقًا عن هذا الاتهام، كما أنَّ الفرق الإسرائيلية مهمتها تشويه صورة الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية لدى الغرب، حتى بثّت ما يزيد على مائة ألف تدوينة منذ 7 أكتوبر تقوم على بعث الشكوك والكراهية، وكان نتاج كل ما سبق ترسيخ خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين في الغرب، وبالتبعية ضد العرب والمسلمين .


إزالة محتوى وتقييد حسابات
كانت إسرائيل التي تتابع من كثب كل ما يُنشر على وسائط التواصل الاجتماعي، قد مارست ضغوطًا على منصة "تيك توك" لإزالة محتوى معادٍ لها بصورة غير مسبوقة، ففي عام 2022 م، تلقت "تيك توك" 2713 طلبًا لإزالة محتوى أو حسابات أو تقييدها، وتأتي الحكومة الإسرائيلية ثانية بعد روسيا في طلبات إزالة المحتوى على "تيك توك" عالميًا، قدمت إسرائيل 252 طلبًا رسميًا؛ أي 9.2 %، فيما قدّمت الولايات المتحدة 13 فقط، وفرنسا 27، وبريطانيا 71، وألمانيا 167 طلبًا، لكنّ المهم في حرب غزة الحالية هو أن إسرائيل تركّز بصورة غير مسبوقة في وسائط التواصل الاجتماعي على تحسين رؤية الجمهور الإسرائيلي أداءَ إسرائيل في الحرب الحالية، هذا ما قد يكشف عدة أبعاد متعلّقة بالمصداقية الإسرائيلية لعدة أسباب قد تعود إلى أنّ خسائر إسرائيل أكبر بكثير مما هو معلن عنه، وأنّ الصدمة كانت أعمق مما نتخيله، ما هزَّ ثقة الإسرائيليين في أنفسهم وفي الدولة الإسرائيلية، هذا ما يقدم؛ تفسيرًا للشراسة الإسرائيلية في القتل والتدمير في غزّة، وهذا ما قاد الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إلى القلق من وضع إسرائيل في المنطقة العربية، خاصةً أنّ إسرائيل نفسها باتت في وضع قلق على استمرارية الدعم الغربي، في ظلّ تصاعد دور فاعلين جدد في الشرق الأوسط قد يؤدون أدوارها.


إنَّ إرسال حاملات الطائرات والبوارج والقوَّات والأسلحة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، استدعى للذهنية العربية على الفور lما حدث بعد معركة حطين، فتكتّلت أوروبا ضده حتى استولت على مدينة عكا بعد أن حررها صلاح الدين الأيوبي، من هنا فإنّ الولايات المتّحدة وأوروبا لا تدركان أنهما بدعمهما المطلق المعلن إسرائيل لإبادة الفلسطينيين في غزة تثيران مشاعر متصاعدة وتبعثان كراهية دفنت في كتب التاريخ من منطلقات هي ترسخ الحرب الدينية، وبالتالي العنف القائم على الدين، عزَّز هذا وسائل الإعلام الغربية وخطابات الساسة الغربيين في إسرائيل، ما شكّل تجسيدًا غير مسبوق لخطاب الكراهية، سيدركه الغرب بعد انتهاء هذه الحرب، وهذا ما سيدفع دول الغرب يائسةً مستقبلًا لمحاولات تحسين صورتها في العالم الإسلامي، وهي مهمة ثقيلة لم يدركها الغرب إلى الآن، خاصةً مع ترديد المسؤولين الإسرائيليين أنّ الفلسطينيين "حيوانات يجب إبادتهم " دون استنكار غربي، ودون أن يدرك الغرب أن شعوب العالَمين: العربي والإسلامي تلتقط هذه الكلمات والصمت الغربي عنها بصورة ترسخ الكراهية، فقد صُوِّر بنيامين نتنياهو وهو ملطخ بدم الفلسطينيين ويده يخرج منها شلال دم متدفّق من دم الفلسطينيين في وسائط التواصل الاجتماعي العربية، وهذه إشارة لم يفهمها الغرب ولم يستطع أن يحللها، فهي تعبير عن الرغبة في الثأر، لتبدو ساحات الإعلام الرقمي كأنها ساحات للحرب والحرب المضادة، وباتت أيضًا هذه الساحات تنتقد الغرب في قضايا حقوق الإنسان، وتقارن تفاعله مع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتبرز هذه التناقضات بقوَّة أنَّ الدم الفلسطيني لا قيمة له، وبالتالي ينسحب هذا على الدم العربي والمسلم، في حين أنّ الأوكراني يستحق الدفاع عنه.


تكريس الكراهية
إنَّ الغرب الذي يقود العديد من الحملات لنزع الكراهيّة في الوقت الذي يكرّس فيه الكراهية لا يدري أن نصوصه التي وضعها في العهد الدولي الخاصّ بالحقوق المدنيّة بالمادة ( 20 ) تنصّ على الحظر القانوني لأية دعوة إلى الحرب أو إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة، وكذلك الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز في المادة ( 4 ) والتي تحرم التعبير بواسطة أفكار تنمّ عن التفوق العنصري أو الكراهية العنصرية، وكلُّ تحريض عنصري وكل عمل من أعمال العنف أو تحريض على هذه الأعمال يرتكب ضد أي عِرق معين أو أية جماعة من لون أو جذر إثني أخر، وكذلك كل مساعدة للأعمال العنصرية التمييزية، بما في ذلك تمويلها، جريمةٌ يعاقب عليها القانون .


وفي الاتفاقية الأميركية لحقوق الإنسان في المادة (13) جاء ما يلي: (وإن أية دعاية للحرب وأية دعوة إلى الكراهية القومية أو الدينية واللتين تشكلان تحريضًا على العنف المخالف للقانون، أو أي عمل غير قانوني آخر وما يشابهه ضد أي شخص أو مجموعة أشخاص، مهما كان السبب، سواء أكان سببه العرق أم اللون أو الدين أو اللغة أو الأصل القومي، تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون).


كما أن الشبكة الدولية لمناهضة الكراهية الإلكترونية تعرف الكراهية بأنّها: (عبارة عن بيانات تمييزية أو تشهيرية عامة متعمدة أو غير مقصودة أو التحريض المتعمد على الكراهية أو العنف أو الفصل على أساس الجنس الحقيقي أو المتصور للشخص أو المعتقدات السياسية، والحالة الاجتماعية والممتلكات والولادة والعمر.. إلخ).


فهل يدرك الغرب ما يفعله عبر تأكيده خطاب الكراهية المتواصل وتبعات الدعم اللامحدود لإسرائيل على الكراهية التي يزرعها لدى شعوبه وشعوب العالم الإسلامي، وتبعات هذا على المدى البعيد في حرب أساسها عدم الإدراك لكل كلمة وتصرف وتبعاتهما؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
في تفسير التوحش في سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشاهد تذكر بسجن أبو غريب.. الاحتلال يتفاخر بتعذيب الفلسطينيين في غزة
» هكذا يقتل جنود الاحتلال الشبان الفلسطينيين.. فيديو
» بالصور..”قتل الفلسطينيين” طريقة يستخدمها الاحتلال لجذب السياح!
» نيويورك تايمز مخصصة للحديث عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال
» ما مصير الفلسطينيين الذين يهدم الاحتلال بيوتهم بالضفة؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: إسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد-
انتقل الى: