منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 14:21

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف (‌‌1‌‌)‌



 اعداد اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس – مركز الناطور للدراسات والابحاث


د. يوسف يونس‌‌
ميدانيا:‌‌ ‌
∙تواصل طائرات الاحتلال عمليات القصف الجوي وتمهيد الأرض لدخول القوات البرية وضرب الأماكن التي يتوفر حولها معلومات استخبارية بوجود مواقع مضادة للدبابات وقناصة ومناطق مفخخة بعبوات ناسفة، وتقوم المدفعية بقصف متواصل للمناطق التي تمثل خط الدفاع الاول للمقاومة على المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة.
∙تعتمد تكتيكات الجيش الاسرائيلي على تركيز القصف الجوي لمناطق شمال وادي غزة والممتدة من جنوب مدينة غزة حتى شمال القطاع مروراً بمنطقة الزهراء وجباليا وبيت حانون ومدينة غزة، وفق سياسة الارض المحروقة،
لتدمير اكبر مساحة ممكنة، لدفع العدد الاكبر من السكان للانتقال الى جنوب وادي غزة، ما يؤدي الى زيادة الازمة الانسانية.
ونجحت بالفعل في تهجير قرابة الـ700 الف الى جنوب الوادي، الذي اصبح يشهد ازمة انسانية غير مسبوقة، مع امتلاء مراكز الايواء والمدارس ومنازل المواطنين والشوارع العامة، والتي تعاني جميعها من ازمة في الكهرباء والمياه، والعجز الواضح لدى المؤسسات الدولية عن المساعدة في مواجهة تلك الازمة.
∙وركزت عمليات القصف الجوي في البداية على شمال قطاع غزة وتحديدا بيت حانون ثم الرمال ثم غرب غزة من التوام والكرامة ومشروع عامر والرمال الجنوبي وتل الهواء، ثم توسعت عمليات القصف لتشمل منطقة النصر
ومخيم الشاطئ والشيخ عجلين والزهراء، وتدمير مربعات سكنية بالكامل وتهجير سكانها. ثم امتد القصف ليشمل وسط مدينة غزة وجنوبها لتشمل احياء النصر والرمال الشمالي واليرموك والزيتون والشجاعية، اضافة الى مواصلة عمليات القصف للمناطق التي شملتها المرحلة الاولى في غرب غزة، وهو ادى الى عمليات نزوح واسعة باتجاه جنوب الوادي.
∙تسعى اسرائيل من وراء هذه الخطوة الى الضغط على القيادات العسكرية، التي ستكون غير آمنة على عائلاتهم الذين يواجهون ازمة في توفير احتياجاتهم، اضافة الى المخاطر الامنية المحدقة بهم نتيجة عمليات القصف في كافة مناطق قطاع غزة، وهو الامر الذي يضطر تلك القيادات الى التحرك والخروج على قواعد الحماية المفترضة، وهو ما ساعد على استهداف عدداً منهم في عمليات قصف مركزة. 
∙وبعد أن نجح جيش الاحتلال في ازاحة كتلة سكانية كبيرة من شمال الوادي الى جنوب بدأ في تكثيف عمليات القصف المدفعي على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة من بيت حانون الى رفح، بالتزامن مع قصف جوي عنيف
ومكثف لتلك المناطق ايضا، وهو ما استهدف نقل كتلة سكانية من شرق شارع صلاح الدين الى المناطق الواقعة غرب شارع صلاح الدين، وخصوصاً المناطق الحدودية شرق دير البلح، البريج، المغازي، خانيونس، ورفح، وهو ما يؤدي الى تحويل الازمة السكانية الى كارثة انسانية في المنطقة الواقعة من حدود وادي غزة شمالاً حتى حدود مصر جنوباً ومن شارع صلاح الدين شرقاً حتى مناطق البحر غرباً. 
∙ويسعى جيش الاحتلال الى خلق مساحات مكشوفة لتحركاته الهجومية وتدمير خط الدفاع الأول وتحصينات المقاومة ومواقعها وكمائنها في تلك المنطقة، وتدمير البنى التحتية ومقرات قيادة العمليات ومنصات إطلاق الصواريخ، ومواقع المراقبة وإطلاق قذائف مضادة للدروع والقنص، هذه المرحلة قد يستتبعها هجوم واسع للسيطرة على تلك المناطق وخصوصاً الممتدة على طول شارع صلاح الدين شرقاً، باستثناء بعض المناطق التي تضم كثافة سكانية فلسطينية كبيرة لا يمكن ازاحتها مثل مخيم البريج ومخيم المغازي وحي الشجاعية.
وهو الامر الذي بدأ في الساعات الاخيرة في العمل على تجاوزه من خلال كثافة نيران عالية جداً وخصوصاً في شرق البريج والمغازي والشجاعية.
∙واستهدفت عمليات القصف مقرات حكومة حماس في غزة، بهدف الاضرار بمراكز القيادة والسيطرة على الارض والتي من المفترض انها ستقوم بمواجهة حالات الفوضى التي قد يخلقها استمرار الهجمات العسكرية الاسرائيلية، والتي ظهرت في العديد من عمليات السرقة التي استهدفت مقرات الاونروا في قطاع غزة.
∙وشرع جيش الاحتلال في تكثيف عمليات "الاستطلاع بالنيران" في عدة مناطق في غزة، حيث أعلنت المقاومة عن احباط عملية توغل محدودة في شمال قطاع غزة، وعملية اخرى شرق خانيونس، وعملية اخرى غرب محافظة رفح من البحر، وهو ما يندرج في إطار محاولات التعرف على المخططات الدفاعية للمقاومة وقدراتها في مواجهة عملية التوغل البري الواسعة التي يخطط القيام بها.
∙وتتخوف التقديرات من استخدام جيش الاحتلال تكتيك "الخداع الاستراتيجي"، من خلال تسريب انباء عن اقتراب
وقف إطلاق النار او الهدنة من خلال مصادر مجهولة الهوية ولكن سرعان ما تنتشر في اوساط المواطنين ما يؤدي الى حالة الضغط النفسي عليهم من جهة، والضغط على العسكريين من خلال خلق حالة "الشعور بالامان" ما يدفعهم الى التحرك لمتابعة شؤون عائلاتهم الانسانية وهو ما يؤدي الى استهدافهم.
تكتيكات المقاومة:‌‌ ‌
∙تخوض المقاومة الحرب بمهارة، حيث كانت الطائرات المسيرة، ومدافع الهاون، والمظلات الخفيفة المزودة بمحرك، لها دور مؤثر في الأعمال الحربية، الأمر الذي أدى إلى اختلال توازن الإسرائيليين، وتغلبت على أنظمة الدفاع الجوي الحدودية، وضللت أنظمة المراقبة والأسلحة المعقدة التي تسلمتها إسرائيل من الولايات المتحدة، وعلى رأسها منظومة القبة الحديدية، وهو ما يؤكد أن حماس درست ثغرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مستغلة الثقة المفرطة في براعتها التكنولوجية، وتتركز إستراتيجيتها على استغلال التكاليف الباهظة للحرب الحديثة، وخداع الجيش الإسرائيلي، وإلحاق خسائر بشرية، ومحاصرة الدبابات في الشوارع الضيقة، واستخدام الأفخاخ الخداعية.
∙وتواصل المقاومة إطلاق الصواريخ باتجاه عمق المناطق الاسرائيلية، مع التركيز على مناطق غلاف غزة، بقوة نارية أكثر كثافة، بالتزامن مع استهداف مناطق العمق في داخل اسرائيل، بقوة نارية اقل كثافة، في اشارة الى عدم تأثر قدرات المقاومة الصاروخية بعمليات القصف الاسرائيلية المتواصلة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وكثفت المقاومة عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه تحشدات قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة. واعلنت المقاومة عن احباط العديد من محاولات الانزال والتوغل من قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من قطاع غزة وذلك بهدف اظهار مدى جاهزية المقاومة ويقظتها واستعداداتها على خط الدفاع الاول على المناطق الحدودية.
الموقف السياسي:‌‌ ‌
∙تشير التقديرات الى ان تأخير بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة، يندرج في اطار "الخداع الاستراتيجي"، لإنشاء عنصر المفاجأة، حيث ستعتمد اسرائيل في هجومها البري على قوة المشاة، والدبابات إضافة إلى قوات الكوماندوز وخبراء المتفجرات، وغطاء من الطائرات والمروحيات والمسيرات والمدفعية، وتخطط إسرائيل لاستخدام القنابل المعروفة باسم "بانكر باسترز" التي تهدف إلى تدمير أهداف محصنة تحت الأرض، وستواجه القوات الاسرائيلية تحديات كثيرة في هجومها البري من بينها الأنفاق المفخخة، خصوصا وأن حماس أمضت سنوات في بناء شبكة واسعة من الأنفاق، تستخدمها لتخزين ونقل الأسلحة وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، وسيجعل تعامل القوات الإسرائيلية مع شبكة أنفاق العملية معقدة، لأن حماس ستكون قد استعدت للهجوم البري الإسرائيلي وستقوم بتفخيخ الأنفاق، وسيتطلب الأمر معلومات استخباراتية والمشكلة الأكبر سيكون حول أوضاع الرهائن.
∙الا انه توفرت بعض المعلومات عن خلافات بين الحكومة والجيش الاسرائيلي حول قرار الاجتياح البري لقطاع غزة، حيث ظهر موقف في الحكومة مقرب من نتنياهو، يرى أن قيادات الجيش لم تُعدّ بشكل حقيقي لخوض حرب بهذه الضخامة، والاجتياح البري سيضع جنود الجيش في خطر حيث يتواجد قادة حماس وعناصر الجناح العسكري داخل الأنفاق واستعدوا جيداً للاجتياح الإسرائيلي، وأعدوا كمية هائلة من العبوات الناسفة والألغام والكمائن، واذا دخلت القوات الإسرائيلية، فسيجدون مفاجآت تنتظرهم، وسيتم ايقاع خسائر فادحة في صفوف الجيش، وهو ما يطرح تساؤلات تكتيكية تتعلق بتعامل الجيش الإسرائيلي للتصدي لتهديدات الأنفاق الدفاعية للمقاومة، ومدى قدرة الجيش على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان المعركة يمكن ترجمتها إلى غاية سياسية إزاء قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة في اليوم التالي للمعركة. ويطالب أنصار هذا الرأي بتكثيف القصف الجوي والمدفعي لتدمير غزة قبل الاجتياح البري، ولذلك فان الخيار الامثل هو اطالة أمد العمليات العسكرية وخنق قادة حماس في المخابئ لشهور داخل الأنفاق، وسيضطرون إلى الخروج وهم منهكون، وعندها يصبح خيار الحرب البرية قائما. 
ويؤكد قادة الجيش إنهم ينتظر الإذن من القيادة السياسية، وهذه هي طريقة عمل قيادة الجيش عندما تنوي الإلقاء بعبء القرارات السياسية الاستراتيجية على الحكومة، ويعتبرون ان تراجع صليات الصواريخ باتجاه إسرائيل، يعطي قيادة الجيش مرونة للسماح بإدخال القوات لبدء الخطوة البرية، ويعتبرون ان الدمار الذي سببته طائرات سلاح الجو في غزة سيشوش جزئياً مخططات المقاومة، حيث تسببت أنقاض المباني في اغلاق فتحات الأنفاق، وهو ما يمنح الفرصة لتقدم القوات البرية الى عمق قطاع غزة تحت غطاء ناري كثيف من القصف الجوي والمدفعي.
∙ووفق التقديرات فان المسألة ليست خلاف مهني واستراتيجي على إدارة الحرب، بل هو نابع من اعتقاد الجيش أن نتنياهو يدير الحرب وفق مصالحه، وأنه يسعى لإطالة الحرب حتى يبقى أطول فترة في الحكم، واتهم جنرالات
متقاعدين نتنياهو، بأنه تراجع عن قراره منح الضوء الأخضر للعملية البرية، استجابة لمطلب الإدارة الأميركية وضغوط خارجية، بمواصلة الهجمات الجوية وعدم التسرع في العملية البرية، واكدوا ان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن؛ نصح الإسرائيليين بتأجيل الحرب البرية، وضرورة العمل على تقليص حجم الخسائر المدنية، وكسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، والتخوف من توسع نطاق الحرب، وهو ما يتطلب التحضير لمواجهة هجمات حل ∙
فاء إيران، قد تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة. اضافة الى غياب اجابات للتساؤلات حول خطة إسرائيل لما بعد الغزو البري، حول مستقبل قطاع غزة إذا ما نجحت فعلاً في الإطاحة بحركة حماس، ولا تزال النقاشات مرتبطة بالتطورات على الأرض، مثل درجة نجاح الهجوم البري الإسرائيلي. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 14:25

الحرب على غزة: تقدير موقف (2)


احتدمت المعارك البرية، الأربعاء 1-11-2023، على 4 محاور في قطاع غزة مع محاولة الجيش الإسرائيلي التقدم، على عدة محاور (راجع الخريطة المرفقة):
المحور الاول : جنوب مدينة غزة: حيث تقدمت الاليات الاسرائيلية على شارع (10) جنوب منطقة الزيتون وتقدمت باتجاه مفترق شارع الدحدوح، المؤدي الى منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة. تحاول آليات الاحتلال الوصول إلى شارع الرشيد (شارع البحر)، ما سيؤدي الى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.
المحور الثاني: شمال غرب مدينة غزة: حيث تقدمت قوات الاحتلال من الشمال الى عمق المنطقة الواقعة غرب مدينة غزة في المنطقة الممتدة من منطقة التوام الى منطقة الكرامة.
المحور الثالث: في مدينة بيت حانون اقصى شمال قطاع غزة، حيث تقدمت اليات الاحتلال في اطراف المدينة في محاولة لتطويقها وفي نفس الوقت عزلها على المناطق الزراعية المحيطة.
المحور الرابع: تقدمت اليات الاحتلال في المناطق الواقعة شرق محافظة خانيونس وتحديدا في منطقة خزاعة وعبسان حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة.
كشفت تلك التحركات عن تكتيك قوات الاحتلال للضغط الميداني على عناصر المقاومة، ومحاولة تشتيت الانتباه عن الهدف الحقيق الذي تسعى لتحقيقه، من خلال تقدمها على عدة محاور. حيث تسعى وفق تقديراتنا الى استنزاف عناصر المقاومة عسكريا، والضغط على معنوياتهم القتالية، من خلال الاعلان عن الوصول الى نقاط متقدمة في عمق قطاع غزة، وتحديدا مدينة غزة، وهو تكتيك برعت فيه قوات الاحتلال في كافة الحروب التي خاضتها سابقا. ومن جهة اخرى، تسعى قوات الاحتلال الى الكشف عن الأنفاق الهجومية لحركة حماس، حيث يتم التعامل معها بالقصف الجوي والمدفعي المكثف، وهو ما يفسر قيام قوات الاحتلال بالتوغل ثم الانسحاب اول امس، للسماح لسلاح الجو بالتعامل مع الانفاق التي تم الكشف عنها، ثم عادت قوات الاحتلال للتوغل في المنطقة مجددا، ووصلت الى نقاط اكثر عمقاً.
 


وفي المقابل نجحت عناصر المقاومة في مهاجمة القوات المتوغلة في كافة المحاور، وابدت مهارة قتالية فائقة من خلال الاعتماد على الانفاق الهجومية التي تم اعدادها وتجهيزها مسبقا، وقاموا بالاشتباك من “النقطة صفر” حسب بيانات المقاومة، التي كان لها اثرا واضحا في رفع معنويات المواطنين، خصوصا مع الاعلان عن تفجير اليات جيش الاحتلال وايقاع خسائر بشرية تم الاعلان عنها بصورة رسمية.
 


واعترف قادة الجيش بضراوة المواجهات، وقال رئيس وزراء الاحتلال إن المعارك التي يخوضها الجيش في غزة صعبة وطويلة، ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت خسائر جيشه بأنها قاسية ومؤلمة، وأكد الجيش أن الجنود الـ16 قُتلوا في غزة في هجمات متفرقة لـ«حماس»، وغالبيتهم من جنود النخبة في لواء «غفعاتي»، وقتلوا في استهداف آلياتهم. ومع احتدام القتال، قطعت إسرائيل جزئياً الاتصالات عن غزة، بينما واصلت طائرات الاحتلال قصف معظم مناطق القطاع، مع التركيز على المنطقة الشمالية، واستهدفت مخيم جباليا للاجئين، وارتكب فيه مجزرة ثانية، ومسحت إسرائيل مربعاً سكنياً ثانياً في منطقة الفالوجا، بعد مجزرة الثلاثاء التي خلّفت نحو 400 شهيدا وجريحا. وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة العدوان، إلى 8850 من الشهداء، وأكثر من 24 ألف جريح»، ولا تشمل هذه الأرقام نحو 1950 مفقوداً، تحت الأنقاض.
 


ووفق التقديرات فان الاحتكاك العسكري لازال منخفض نسبيا، ويبدو ان هذا مرتبط بقرار حماس عدم الدخول في مواجهة في أماكن مكشوفة، ومواصلة الارتكاز على المجموعات المتقدمة، التي تقوم بمهام “خط الدفاع الاول”، والتي تعتمد في تسليحها على الالغام والقذائف المضادة للدروع ومدافع الهاون المضادة للحشود والافراد، والتي تهدف للضغط على القوات لعدم اقامة مناطق ارتكاز آمنة في المناطق التي تم التوغل اليها.
 


وتتوقع التقديرات الاستخبارية ان المرحلة التالية من العملية العسكرية في أحياء مدينة غزة ستكون أكثر تعقيدا، مع تزايد قوة حماس العسكرية وتحسن منظوماتها الدفاعية، وخاصة شبكة الأنفاق، وهو ما يعزز التوقعات أن يتمكن مقاتلو حركة حماس من تحقيق “نجاحات تكتيكية”. خصوصا في ضوء الاخطاء المصاحبة للتقدم السريع لقوات الاحتلال على الارض، والذي يترك العديد الثغرات التي من الممكن ان يستفيد منها مقاتلو المقاومة. اضافة الى ان ما اعتبرته قوات الاحتلال “انجازا” جراء تقدمها في اراضي مكشوفة و”محروقة”، لا يمكن ان يقارن بالمرحلة القادمة المتمثلة في القتال في عمق المناطق السكنية في مدينة غزة او جباليا او حتى في داخل بيت حانون. وكلما عمّق جيش الاحتلال توغله إلى المناطق الحضرية المعقدة، سيجري كل شيء بشكل أبطأ واكثر تعقيدا.
 


وظهرت انتقادات في اسرائيل لاهداف الحرب التي حددتها الحكومة الاسرائيلية وهي: القضاء على سلطات وقدرات حماس العسكرية وإعادة المخطوفين، حيث ان الاجتياح البري لا يضمن تحقيق كلا الهدفين، وقد يعرقل هدف واحد الهدف الآخر، وكلاهما يتطلب وقتا طويلا، وثمة شك ان يكون لدى إسرائيل الوقت الكافي لذلك، فالدعم الغربي لإسرائيل المشروط بالامتناع عن خرق القيود التي فرضها بايدن: احترام القانون الدولي، الحفاظ على ممرات إنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين والامتناع عن احتلال القطاع. وعلى إثر التقارير حول معاناة السكان الفلسطينيين في غزة بدأ هذا الدعم الدولي يتراجع، وهو ما يضع علامات استفهام حول إذا ما كانت الفترة الزمنية للعملية العسكرية ستمتد لأشهر أم لأسابيع فقط.
 


وظهرت تطورات لافتة على صعيد الموقف الامريكي، فقد اكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في جلسة استماع امام الكونغرس: إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تدرس «مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة» لمستقبل قطاع غزة إذا جرى عزل حركة «حماس» عن حكمه. واضاف أن الوضع الراهن الذي تتولى فيه «حماس» المسؤولية في القطاع المكتظّ بالسكان، لا يمكن أن يستمر، لكن إسرائيل لا تريد إدارة غزة أيضاً. وبين هذين الوضعين توجد «مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة التي ندرسها بعناية الآن، كما تفعل دول أخرى». وأردف قائلاً إن الأمر الذي سيكون الأكثر منطقية في مرحلةٍ ما هو وجود «سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة» تتولى حكم غزة، لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان تحقيق ذلك ممكناً. واضاف إذا لم نتمكن من ذلك، فهناك ترتيبات مؤقتة غير ذلك قد تشمل عدداً من الدول الأخرى في المنطقة، وقد تشمل وكالات دولية تساعد في توفير الأمن والحكم، من بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل نشر قوة متعددة الجنسيات قد تضم قوات أميركية، أو وضع غزة تحت إشراف «الأمم المتحدة» بشكل مؤقت.
 


ويشعر بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من أنه على الرغم من أن إسرائيل قد تضع خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بـ«حماس»، فإنها لم تضع بعدُ استراتيجية للخروج من القطاع (اليوم التالي للمعركة)، وتعززت المخاوف من أن موقف إدارة الرئيس جو بايدن المساند بقوة لإسرائيل قد يكون أطلق عملية تصعيد كبيرة قد تخرج عن قدرة الإدارة الأميركية على السيطرة، ويمكن أن تؤدي إلى فتح مزيد من الجبهات واتساع رقعة الحرب، وهو ما ادى الى الدفع بالمزيد من القوات الأميركية الى المنطقة والدفع بأنظمة دفاعية وهجومية إضافية. ووفق التقديرات فان التحركات العسكرية الامريكية تهدف الى محاولة منع اتساع الصراع، إلا أن الهجمات التي تعرضت لها المواقع الأميركية في سوريا والعراق، تسلّط الضوء على التهديدات التي يمكن أن تشتعل إذا استمرت إسرائيل في التصعيد. حيث ستواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة إذا اندلع صراع إقليمي واسع النطاق خصوصاً مع الاحتجاجات المتزايدة عند السفارات الأميركية في دول الإقليم والهجمات المتزايدة التي تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا.


الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 14:26

الحرب على غزة: تقدير موقف (3)
 
ميدانيا:


تواصل القتال في اليوم الـ33 للحرب على قطاع غزة في جميع المحاور واحتدمت المعارك، وكثفت طائرات الاحتلال هجماتها لمساعدة قوات الجيش على مواصلة التقدم في غرب مدينة غزة، بهدف إلحاق أضرار بأنفاق المقاومة وزيادة الضغط على مراكز القيادة والسيطرة. وسط حركة نزوح واسعة للسكان نحو الجزء الجنوبي من قطاع غزة، حيث قامت قوات الاحتلال بفتح "ممر آمن" على شارع صلاح الدين، بهدف انتقال المزيد من السكان المدنيين للسماح بمزيد من حرية العمل للقوات في الميدان.


وتواصل المقاومة الاعتماد على الانفاق الهجومية لتنفيذ عملياتها وهجماتها باستخدام الصواريخ المضادة للدروع، واستطاعت الاستفادة من اعادة تأهيل مترو الانفاق الذي تم استهدافه في حرب 2021، وأصبح سلاح المناورة الرئيسي في عملياتها، بالتزامن مع تواصل إطلاق الصواريخ، التي تراجعت بصورة كبيرة وخصوصاً في شمال قطاع غزة بسبب الهجمات الاسرائيلية المكثفة، وأصبح التركيز على استخدام قذائف الهاون التي تستهدف حشود قوات الاحتلال. ووفق التقديرات الاستخبارية فان استمرار عمليات إطلاق الصواريخ جاء بسبب بنية منظومة الصواريخ التي يمكنها العمل بشكل مستقل عن حالة أنظمة القيادة والسيطرة، اضافة الى سياسة إدارة النار، التي تم تصميمها من أجل الاستمرار في إطلاق النار لأطول فترة ممكنة، حيث يتم إطلاق عددا قليلا نسبيا من الصواريخ، مع ضمان استمرارية الاطلاق، لاثبات أن قدراتها لم تتضرر، لضمان الحفاظ على المعنويات القتالية للمقاتلين والجبهة الداخلية، وهو الامر الذي يركز عليه ايضا الخطاب الاعلامي للمقاومة.


وتستمر المعارك على عدة محاور، بعد استكمال تطويق مدينة غزة، وافاد مواطنون نازحون من شمال قطاع غزة الى جنوبه، عن تقدم قوات جيش الاحتلال في مناطق واسعة شمال قطاع غزة وتحديدا بيت حانون وغرب بيت لاهيا، وفي مدينة غزة وعززت قوات الاحتلال تواجدها في غرب مدينة غزة على محورين شمالا في المنطقة الممتدة من التوام والكرامة الى اطراف مخيم الشاطىء، وفي الجنوب على الطريق الساحلي، من مفترق شارع 10 جنوب المدينة، الى  اطراف شارع عمر المختار في مقابل منطقة الميناء القديمة، وعلى طول طريق شارع القدس، حتى منطقة دوار حيدر، مرورا بالمنطقة الامنية التي تضم المراكز الامنية الرئيسية لحركة حماس، الاستخبارات العسكرية والامن الداخلي والشرطة البحرية والعمليات المركزية، وهو ما يجعلها لا تبعد عن مستشفى الشفاء اكثر من 200 متر. وفي شمال المدينة تحدثت المعلومات عن وصول القوات الاسرائيلية الى منطقة جامعة القدس المفتوحة شرق مخيم الشاطىء، الذي تعرض لتدمير واسع. وتركز قوات الاحتلال ضغوطها على احكام السيطرة على منطقة غرب مدينة غزة كليا من شمالها الى جنوبها، وسيكون التركيز في الساعات القادمة على منطقة شارع الشفاء (شارع عز الدين القسام) لتضييق الحصار على مستشفى الشفاء.


ومع احتدام القتال، يبدو التقدم في هذه المحاور معقداً وصعباً، لأنه اصبح يتركز في المناطق المأهولة بالسكان، حيث تستعدّ قوات الاحتلال لمعارك أكثر شدّة وعنفاً مع وصولها إلى خطوط المقاومة الدفاعية الاكثر قوة، والتي جهزتها المقاومة بالقنابل والأفخاخ المتفجرة، والتي تمر تحتها شبكة من الأنفاق الهجومية، الأمر الذي سيفرض قتالاً احترافياً من مسافة قريبة، ويلاحظ ان تقدم جيش الاحتلال ببطء، يرافقه قدر كبير من نيران المدفعية والهجمات الجوية المتزامنة، حسب طلب القوات البرية وبمسافة أمان قصيرة جداً، مع التركيز على استخدام قدراً كبيراً من قدرته السريعة في إغلاق الدائرة” بين جمع المعلومات والوسائل التكنولوجية وقوة النيران. ولوحظ تغيير في تكتيكات الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة تمثل في التوسع في استخدام الطائرات المسيّرة في عملياتها الهجومية، ضد عناصر المقاومة والأنفاق الهجومية، والتي تشكل خط الدفاع الأول للمقاومة.


وتتركز عمليات جيش الاحتلال على المنظومة الدفاعية لحماس في مدينة غزة، والتي اصبحت تواجه صعوبات كبيرة في التصدي لوقف حركة القوات الاسرائيلية، التي تتقدم بمساعدة الاحزمة النارية من الطائرات والمدفعية. وتعتمد قوات الاحتلال تكتيكات "الاستطلاع بالقوة"، ما يسمح بالحصول على معلومات دقيقة لحجم قوة واستعدادات المقاومة، ومن ثم الانتقال الى استراتيجية "دبيب النمل" (Ant bear strategy)، التي تعني التقدّم البطيء وقضم المناطق خطوة بعد خطوة لتثبيت نقاط الارتكاز التي وصلت اليها القوات المتقدمة، وصولا الى مرحلة الهجوم الكاسح باستخدام سياسة "الأرض المحروقة" باستخدام القصف العنيف للمنطقة، لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية، ما يسمح للقوات بالتقدم والسيطرة على نقاط استراتيجية هامة.


وتواصل اسرائيل الضغط عسكريا على المناطق السكانية المأهولة شمال قطاع غزة وشرق شارع صلاح الدين، للانتقال الى المناطق الواقعة جنوب قطاع غزة، وتحديدا شرق شارع صلاح الدين، واشارت معلومات الى انه خلال يوم الاربعاء 8-11-2023 نزح حوالي 50 الف مواطن من الشمال الى الجنوب، وهو الامر الذي خلق ازمة انسانية خانقة مع فقدان الكثير من المواد التموينية من الاسواق والاكتظاظ السكاني الغير طبيعي. وقامت قوات الاحتلال اليوم الخميس 9-11-2023م بالنداء عبر مكبرات الصوت في المناطق التي احتلتها تطالب السكان بالمغادرة الى جنوب الزيتون ثم الى جنوب قطاع غزة وهو ما ادى الى حركة نزوح كبيرة جدا اليوم. وهو ما يجعل احتمال وخيار التهجير باتجاه الاراضي المصرية لازال في المخططات الاسرائيلية.


وترى التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن أمامها فرصة قصيرة للعمل بتشكيلات كبيرة داخل غزة من أجل تدمير الأنفاق ومراكز القيادة، حيث يتوقع أن تجبرهم الضغوط الدولية على التمركز في مناطق محدودة داخل غزة وتنفيذ غارات ضد أهداف محددة، ما يعزز التقديرات أن تستغرق الحرب أشهر، خاصة ان الهدفان الرئيسيان للحرب لازالا بعيدان عن التحقق وهما: إعادة المختطفين وهزيمة حماس، فالهدف الاول تستبعد التقديرات ان تؤدي العملية العسكرية الحالية الى الإفراج عن المختطفين. وفيما يتعلق بالهدف الثاني، تتوقع التقديرات ان يستغرق وقتاً طويلاً، وستكون هناك حاجة إلى عمليات أكثر عنفاً، في وسط وجنوب قطاع غزة، وهو ما يتعارض مع الموقف الامريكي الذي يضغط لتقليص العملية الى بضعة أسابيع. واشارت معلومات ان البنتاغون يعارض التواجد الدائم للقوات الاسرائيلية في داخل قطاع غزة، ويفضل التركيز على اقتحامات عسكرية لأهداف معينة، خاصة ان مشاهد الدمار في قطاع غزة أصبحت تجعل الرأي العام العالمي يميل ضدها، ولذلك ومن أجل محاولة تقليص الأضرار، فإن إسرائيل وافقت على زيادة المساعدات الإنسانية لجنوب القطاع. 


وتواجه قوات الاحتلال نقطة ضعف رئيسية تتمثل في ان القوات البرية، وخصوصا الاحتياط، غير مدربة وغير مؤهلة لمهمة معقدة جداً في منطقة مبنية، ما يرفع حجم الخسائر التي ستلحق بتلك القوات، ومع تقدمها ستواجه مخاطرة أن تصبح القوات ثابتة ومكشوفة، حيث تصبح عرضة لعمليات المقاومة. خاصة ان الجيش الإسرائيلي أدخل قوات كبيرة إلى شمال القطاع، تتحرك في عربات مصفحة، ووفق نموذج حرب العصابات فان هذه التحركات تخلق للعدو الكثير من الأهداف.


بالتزامن مع معلومات عن اتصالات أميركية قطرية مصرية قد تفضي لهدنة إنسانية يتم خلالها إطلاق سراح ما بين 10 و15 أسيراً، حملة الجنسيات الاجنبية والمصابين، رفع الجيش الاسرائيلي وتيرة عملياته العسكرية، ويصر على عدم ادخال الوقود، ويطالب إطلاق سراح جميع المخطوفين المدنيين، مقابل وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام، واتصل الرئيس بايدن مع نتنياهو مطالبا اياه بضرورة الموافقة على الهدنة الانسانية، وتتخوف التقديرات الاسرائيلية من ان دخول الجيش إلى عمق المنطقة المأهولة في غزة، سجعل وقف إطلاق النار اكثر صعوبة، حيث سيكون الاحتكاك قريب بين الجيش وحماس. ووفق التقديرات فإنه ونظرا للضغوط الاميركية المتوقعة على اسرائيل، يكثف الجيش الاسرائيلي عملياته لاحكام السيطرة على غرب مدينة غزة ليتمكن من عرضها كإنجاز عسكري ونقطة انكسار لحماس التي تواصل القتال.


سياسيا:


بينما تحاول إدارة بايدن إظهار نوع من الاستقلالية حينما يتعلق الأمر بالخطط العملياتية الإسرائيلية، وأنها «لا تتدخل في فرض رؤيتها على إسرائيل»؛ تشير مصادر إلى أن واشنطن تحاول إقناع تل أبيب بضرورة إعادة النظر في «الاستراتيجية القتالية» بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح نتيجة «المرحلة الثانية» في الحرب، الأمر الذي سيحرِّك الرأي العام الدولي، ويُحرج السلطات المؤيدة للحرب، وسينعكس سلباً على العلاقات مع الدول العربية. ووفق المعلومات فقد نصح العسكريون الامريكيون اسرائيل باستبدال الاستراتيجية القتالية القائمة على القصف المكثف والشامل «carpet bombing»، بإستراتيجية «الضربات الجراحية»؛ أي تلك المحددة بالأهداف العسكرية، الامر الذي تعتبر اسرائيل ان من شأنه اطالة أمد الحرب، ولن يحقق الأهداف المنشودة، وبالتالي يتحول هدف هزيمة حماس من هدف تكتيكي إلى استراتيجية طويلة الأمد.


وترتكز استراتيجية إدارة بايدن باتجاه الحرب في غزة، على هدفين رئيسيين : الاول القضاء على حماس، والثاني تجنب نشوب حرب إقليمية، وتطرح هذه الاستراتيجية تساؤلات بشأن النتائج الاستراتيجية للحرب وكيفية إدارتها، وصياغة سياسات واضحة لما بعد انتهاء القتال، والتي لا يبدو أنها واضحة أمام إدارة بايدن. واظهرت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، أن هدفها يتعدى البحث في «هدنة إنسانية مؤقتة» إلى خلق وقائع جديدة، سياسياً وعسكرياً وإقليمياً، والبحث في مستقبل قطاع غزة، على الرغم من عدم وجود خطة جاهزة، الا انه يتم تداول افكار ومقترحات لتدويل إدارة قطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، واستدعاء «قوات حفظ سلام دولية» من دول المنطقة، او تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية، ومدى إمكانية طرح «حل سياسي» شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتواجه هذه الافكار الكثير من التحديات، خاصة انها تتطلب عملاً تحضيرياً دبلوماسياً كبيراً؛ فالسلطة الفلسطينية ضعيفة لا يمكنها أن تلعب أي دور في غزة، وسيكون على الإدارة الدولية مهمة إعادة تأهيلها، والدول العربية تعتبر التدخل في الشؤون الفلسطينية مخاطرة سياسية. ويتم تداول عدة أفكار لتقصير العملية:


الخيار الاول: إمكانية السماح بخروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس وقادة الحركة، من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن المختطفين، وفق نموذج بيروت عام 1982، وإقامة نظام جديد وخلق ردع إقليمي لن يتطلب اعادة احتلال القطاع سيكلف الكثير من الخسائر. وظهر موقف متشدد في الحكومة يرى بضرورة إسقاط حماس أولا، وبعد ذلك، يستمر الجيش في السيطرة على الأمن، وفي المستقبل، سيتم تسليم المسؤولية الى السلطة الفلسطينية، مع استمرار حرية العمل الامني لإسرائيل.


الخيار الثاني: تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وهو أمر مرفوض كلياً من السلطة، وهو أيضاً أمر شِبه مستحيل حصوله حتى افتراضياً.


الخيار الثالث: إنشاء سلطة محلية تقوم بتأمين الاستقرار لإسرائيل ضمن مسؤوليات أخرى تتعلق بإدارة القطاع، وهو أيضاً يعكس كلياً عدم الإدراك لوضع غزة، أيّاً كانت العناوين الأيديولوجية والسياسية التي تحملها الأطراف الفلسطينية المُمسكة بالقرار السياسي في لحظة معينة.


معضلة كبيرة تواجهها واشنطن لإخراج حركة حماس من معادلة غزة، فإدارة غزة بدون حماس لا يبدو خيارا ممكنا في ضوء المعطيات الراهنة، حيث سيكون خيار حماس هو استمرار القتال لإظهار تعذر شطبها من المعادلة، مع المراهنة على اتساع النزاع وانخراط أطراف المحور الذي تنتمي إليه في المعركة، خصوصا مع ارتفاع الخسائر البشرية والمادية في قطاع غزة، وهو الامر الذي تدور حوله الكثير من التساؤولات في ضوء الحشود العسكرية الأميركية، التي يبدو انها موجهة الى ايران وحزب الله بالدرجة الاولى، قبل حماس.


وعلى الجبهة الشمالية، ومع تواصل التصعيد التدريجي، تشير التقديرات الاستخبارية أن حزب الله لن يفتح حربا شاملة، الا ان التطورات الميدانية تفرض على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزاً، وسيحاول الاكتفاء بهجمات محدودة، فإسرائيل ليست مهتمة بجبهة ثانية من شأنها أن تصرف الانتباه عن الحرب في غزة. وتتخوف التقديرات أن تقدم الجيش إلى عمق غزة قد يدفع حزب الله إلى تصعيد ردوده وزيادة مدى اطلاق الصواريخ، ولذلك جاءت زيارة رئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى مقر القيادة الشمالية، بمثابة رسائل إلى حزب الله بأن إسرائيل مستعدة أيضاً للحرب على الجبهة الشمالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:24

الحرب على قطاع غزة: تقدير موقف (4)
الموقف الميداني:
يرتكز الفكر العملياتي للمقاومة على ضرورة المحافظة على أغلبية قوتها، وإبقاء ما تبقى من الصواريخ للمدى المتوسط للمراحل القادمة من القتال، وإبقاء عناصرها في الأنفاق، والامتناع عن الاحتكاك العسكري المباشر، وإرسال خلايا صغيرة لمهاجمة مؤخرة القوات الاسرائيلية من خلال الانفاق بعد توقفها في اماكن ثابتة نسبيا، بالعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع، ويبدو ان هذا هو السبب الرئيس في أن قوات الاحتلال تحاول البقاء في حركة دائمة، وبعد التقدم الى محاور متقدمة في القتال في اثناء النهار، تعود الى نقاط ارتكاز اكثر تحصينا ليلاً.
وعلى الرغم من الصعوبات العملياتية التي تعاني منها حماس في ميدان المعركة، وفقدانها الكثير من المسلحين، والأضرار الكبيرة على مستوى القيادة العملياتية، لكنها تواصل القتال، ولازال الصف القيادي الأعلى، يؤدون مهامهم، وتواصل المقاومة عرض عملياتها واستهدافها دبابات ومدرعات الاحتلال، وتستمر في استخدام سلاح “الاعلام” لرفع الروح المعنوية لمقاتليها من خلال التأكيد على ان سيطرة الاحتلال على مناطق جغرافية في غزة ليس إنجازاً، خصوصاً إذا لم يتضمن السيطرة على مواقع حساسة، أو أماكن وجود الأسرى، أو اعتقال قادة المقاومة، أو كشف أنفاق استراتيجية.
ومع استمرار الاشتباكات في المحور الغربي لمدينة غزة، بعد سيطرة جيش الاحتلال على المنطقة من الجهتين الشمالية والجنوبية، واختراق الكتلة العمرانية الاكثر كثافة في مخيم الشاطىء وحي النصر، وصولاً إلى مستشفى الشفاء، التي جاء  الاعلان عن اقتحامها في اطار محاولات عرض “انجاز عسكري”، خصوصا في ضوء ادعاءاته أن منظومة الانفاق ومقر قيادة عمليات حماس توجد تحت مباني المستشفى، وادعت أن عددا من المخطوفين يتم احتجازهم في الأنفاق، الا انه وبعد اقتحام المستشفى، لم ينجح الاحتلال في تقديم أي دلائل وفشل في إقناع الجهات الدولية بجدية ادعاءاته.
ورغم أن جيش الاحتلال آخذ في تثبيت سيطرته في مزيد المناطق في داخل مدينة غزة مع تقدم قوات المدرعات والمشاة، تحت غطاء من قصف المدفعية والطائرات، ومع اجتياز خطوط الدفاع الاولى للمقاومة والاقتراب من مراكز الثقل، وفي ضوء توفر خريطة حديثة لمترو أنفاق حماس، تقوم قوات الهندسة بالعمل على تدمير بعض الأنفاق الاستراتيجية، اضافة الى قطع الطريق بين شمال وجنوب القطاع بهدف حرمان حماس من ضخ المزيد من القوات الى مناطق القتال.

ووفق المعلومات فان قوات الاحتلال تركز المرحلة الحالية لهجومها للسيطرة على قلب مدينة غزة على ثلاثة محاور:

[list="padding-right: 15px; padding-left: 0px; margin-right: 20px; margin-bottom: 20px; margin-left: 0px; list-style: none; border: 0px; outline: none; box-sizing: border-box; color: rgb(44, 47, 52); font-family: -apple-system, BlinkMacSystemFont,"][*]الاول من شارع عمر المختار وصولا الى مفترق السامر، على بعد حوالي 200 متر من منطقة الساحة وسط غزة.
[*]الثاني: محور شارع الوحدة، انطلاقا من مستشفى الشفاء وصولا الى تقاطع شارع اليرموك.
[*]الثالث: محور شارع الثلاثيني، انطلاقا من مجمع أنصار وصولا الى ما بعد مفترق الطيران، وسط منطقة الصبرة.


[/list]
وشرعت قوات الاحتلال في الضغط على منطقة الصبرة وجنوب الزيتون وطالبت السكان بالخروج الى جنوب قطاع غزة، حيث ستركز نشاطها العسكري في الساعات القادمة على محاولة اكمال السيطرة على منطقة الصبرة وصولا الى منطقة عسقولة القريبة من وسط مدينة غزة، التي تتركز فيها قوات الاحتلال حاليا.
ويلاحظ ان قوات الاحتلال تتقدم في فترات النهار الى تلك المحاور ثم تتراجع ليلا الى مناطق ارتكازها وفي اليوم التالي تعاود الهجوم الى نفس المحاور مع زيادة عمق التدخل، وذلك على ما يبدو في اطار التدرج ما بين الاستطلاع بالنيران ثم اقامة نقاط ارتكاز مؤقتة، بهدف الوصول الى اقتحام المناطق الاكثر اكتظاظا في شرق مدينة غزة وتحديدا الشجاعية والزيتون، حيث تؤكد قوات الاحتلال ان كتائب حماس في تلك المنطقة لم تتضرر جراء الهجمات الاسرائيلية، وذلك في اشارة الى انها ستكون هدفا لهجوم قوات الاحتلال في الساعات القادمة.
وعلى صعيد المنطقة الجنوبية، كثفت قوات الاحتلال هجماتها الجوية والمدفعية على المنطقة الوسطى وتحديدا شمال النصيرات وشرق البريج والمغازي ودير البلح، وشرق خانيونس، بالتزامن مع محاولات توغل في تلك المناطق من القوات البرية المدعومة بالمدرعات، والتي كان اهمها الوصول الى مفترق المطاحن على شارع صلاح الدين لفترة وجيزة جرى خلالها قطع الطريق بين الوسطى والجنوب، وذلك في محاولة لدفع المزيد من السكان الى النزوح باتجاه الجنوب (خانيونس ورفح)، خصوصا مع المعاناة الانسانية المتفاقمة في المنطقة الوسطى مع شح السلع الاساسية والوقود والمياه. وستسعى قوات الاحتلال في المرحلة المقبلة الى التقدم على محورين لتطويق المنطقة الوسطى من شمال مخيم النصيرات وجنوب دير البلح للضغط على المقاومة وتقليص الرشقات الصاروخية، التي تراجعت، ولكنها لازالت تنطلق وان كان بوتيرة اقل.

وبعد ان قامت قوات الاحتلال بإخلاء المدنيين من شمال القطاع الى جنوبه بهدف تقليل الكثافة السكانية في مناطق العمليات، اصبحت الان تواجه معضلة السؤال عن الخطوة التالية في جنوب قطاع غزة، بعد ان تجمع مئات آلاف اللاجئين في جنوب القطاع، ومن غير الواضح ما هي خطط الجيش للمرحلة الجنوبية من المعركة، والتي قد تبدأ حتى قبل استكمال العملية في الشمال، خاصة ان الاكتظاظ في جنوب القطاع شديد جداً والمكان على حافة تفاقم الأزمة الإنسانية مع حلول الشتاء، ومن غير الواضح الجهة التي من الممكن إخلاء غير المقاتلين اليها، فإخلاؤهم شمالا سيشوش القتال الذي قد يستمر لفترة طويلة، وتحاول جهات اسرائيلية دفع الادارة الامريكية لممارسة الضغوط على مصر لاستقبال اللاجئين من جنوب القطاع لفترة مؤقتة، حتى يتم الانتهاء من تحقيق اهداف المعركة.

وتظهر تقديرات الجيش، صورة أكثر تعقيداً، فعلى الرغم من حالة الرضى من تقدم القوات والمستوى المهني للقوات البرية، والروح القتالية والتعاون مع سلاح الجو وجهاز الاستخبارات، والفاعلية المتزايدة للضغط العسكري، ومع التقدم البطيء والمدمر لتفكيك القدرات العسكرية لحماس، يجسد القتال تعقيدات التحديات في الميدان، والحاجة الى وقت طويل لتحقيق اهداف الحرب، فعلى الرغم من سيطرت الجيش بشكل شبه كامل على مناطق واسعة شمال قطاع غزة، الا ان القتال يتواصل وكل يوم تقع مواجهات عسكرية قاسية، ما يؤكد ان المقاومة ما زالت بعيدة عن الهزيمة او الاستسلام، ويرى رئيس الاركان هرتسي هليفي ان العملية العسكرية الحالية قد يكون بإمكانها تفكيك قوة حماس العسكرية والتنظيمية، الا انها لا يمكن أن تنجح في تدميرها بالكامل، باعتبار أن هذا الامر مرهون باستخدام القوة العسكرية الفعالة وتخصيص فترة زمنية طويلة والقدرة على علاج الاوضاع في جنوب القطاع، حيث ستكون هوامش المس بمقدرات حركة حماس قليلة نسبياً في اعقاب انتقال المدنيين، ما يؤكد الحاجة للمزيد من العمليات القتالية ضد البنية التحتية لحماس، اضافة الى هناك المزيد من المعارك الضارية ستكون في الاحياء التي لا تزال فيها كتائب حماس تؤدي مهامها، مثل الشجاعية والزيتون وجباليا، وستظل المعضلة الاهم المتعلقة بتوسيع القتال الى اماكن اخرى جنوب قطاع غزة.

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف WhatsApp-Image-2023-11-17-at-23.41.09
تكتيكات عسكرية:
استخدمت قوات جيش الاحتلال تكتيك “الهجمات الخداعية”، لمواجهة التحديات التكتيكية الميدانية للمقاومة والتي تمثلت في الصواريخ والطائرات بدون طيار والأنفاق، فضلا عن القذائف المضادة للدروع والدبابات، بالإضافة إلى القناصة. واستخدم جيش الاحتلال تشكيلات مقاتلة من قوات المظلات والمدرعات تحت تغطية القوات الجوية والقصف المدفعي، والدعم المعلوماتي من طائرات الاستطلاع الإلكتروني والاستخباراتي “نحاشون شافيت أو أوريون ” أو “تزوفيت” أو الطائرات الأميركية من طراز “آر سي 135″، ورصد بصري من مسيرات “سيرشر”، واستهداف انتقائي من مسيرات “هيرون تي بي” وانتحاري مثل “هيرو” و”هاربي” و”هاروب”، وطائرات الأباتشي المطورة للتغطية النيرانية للقوات البرية، واستهداف غرف القيادة والسيطرة فور تحديدها عن طريق مقاتلات متعددة المهام من طراز “إف 16 -صوفا”، و”إف 15 راعم”، والاجتياح البري بواسطة دبابات الميركافا والنسخة الأحدث “باراك” المخصصة لحروب المدن، والعاملة في اللواء 104، فضلا عن دبابات “إم المطورة”، واللوائين المدرع “401 و7″، وقوات المظلات من الألوية 35 و 551 و 55″، وفرق القوات الخاصة “شياتيت 13” ومكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن “يامام”.
ونجحت منظومة “معطف الرياح”، لحماية الآليات المدرعة، في تعطيل وسيلة القتال الرئيسة التي تستخدمها حماس وهي قذائف الـ “آر.بي.جي” التي يطلقها المقاتلون الذين يخرجون من فوهات الأنفاق، حيث تم اعتراض مئات الصواريخ والقذائف، التي بعضها كان مزوداً برأس متفجر مطور، بعد الحادثة الاستثنائية التي قتل فيها عشرة جنود من جفعاتي بسبب تفجير ناقلة الجنود المدرعة “النمر” في بداية العملية البرية.
دفعت إسرائيل بآليات قديمة الطراز، منها مدرعات “إم-113” بدلا من مدرعة “النمر”، ودبابات “ميركافا 3” بدلا من “ميركافا 4″، بسبب عجز أنظمة الدفاع الخاصة بالمدرّعات والدبابات “تروفي” في صدّ الهجمات، اضافة الى عيوب تدريع الدبابة “ميركافا 4” والمدرعة “النمر”، اضافة الى ان الكثافة السكانية العالية، والذي يجعل مِن غير المنطقي دخول الدبابات قبل إخلاء الشوارع من المقاتلين، ولذا فالمهمة الأكثر تعقيدا هي تعطيل الأفخاخ المتفجّرة في الأنفاق، وهذا تلعب فيه الدبابات دورًا محدودا، واثبتت تجربة الدبابة “ميركافا 4″عدم كفاءة نظام إطفاء الحرائق والمتفجّرات، وشكوك في فاعلية منظومة الحماية النشطة “Trophy Active Protection”؛ حيث تم اصطيادها من مسافة أقل من 50 مترًا بقذائف “آر. بي. جي”، واتضح انها لا تستطيع التعامُل مع قاذف “Spg-9″؛ التي تطلق أسرع من 340 مترًا في الثانية، في حين أن السرعة القصوى للأهداف التي يتعامل معها نظام “تروفي” في تلك الدبابة 340 مترًا في الثانية، وكذلك فإن رادارات هذا النظام لا تغطّي المناطق السكنية بكفاءة، والاهم أن وزنها الذي يصل إلى 65 طنا، يبطئ من حركتها في أرض المعركة.
الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف WhatsApp-Image-2023-11-18-at-00.05.49
خريطة محاور الاشتباكات في قطاع غزة 17-11-2023م


صفقة الاسرى:
أشارت المعلومات أن الرئيس جو بايدن طلب من نتنياهو، هدنة إنسانية لثلاثة أيام من أجل الدفع قدما بإطلاق سراح عدد من المخطوفين، وهو الامر الذي عارضه نتنياهو، حيث تتوقع التقديرات الاسرائيلية أن احتمالات متوسطة لبلورة صفقة أسرائيل، تتضمن إطلاق سراح أكثر من 100 من بين المخطوفين الـ 239 – أجانب (30 عاملاً تايلاندياً وسياح وإسرائيليين لديهم جنسية مزدوجة)، نساء وأطفال، مقابل ثلاثة أمور تطلبها حماس: وقف مؤقت لإطلاق النار، وإطلاق سراح سجناء من السجون الإسرائيلية، والتزود بالوقود.
ووفق المعلومات فإن الاتصالات عالقة بسبب طلب اسرائيل أن تطلق حماس أولاً سراح المخطوفين الذين تحتجزهم، وبعض المخطوفين محتجزون في أيدي تنظيمات أخرى مثل الجهاد الأسلامي، اخرين موجودين لدى سكان قطاع غزة الذين اندفعوا نحو بلدات الغلاف، وكذلك صعوبة الاتصال مع قادة حماس في قطاع غزة، اضافة الى صعوبة الاتصالات بين قادة حماس في الداخل والخارج. وهناك خلافات هو حول أيام الهدنة التي تأمل حماس أن تصبح وقفاً طويلاً لإطلاق النار، وكذلك لا يوجد توافق حول عدد المخطوفين الذين سيتحررون، والتسهيلات الإنسانية التي ستسمح بها إسرائيل، وموافقة حماس على تحرير كل الأطفال والنساء كجزء من الصفقة، حيث ستتمسك حماس بأكبر قدر من روافع الضغط على عائلات المخطوفين والجمهور والحكومة الاسرائيلية، وستشدد الحرب النفسية التي تخوضها. وتشير التقديرات الى أننا سنكون امام مرحلة حاسمة للوصول إلى صفقة تبادل، وخصوصا بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي المطالب بهدنة انسانية لعدة ايام وتسهيل وصول المساعدات الانسانية وإطلاق سراح الاسرى لدى حركة حماس والفصائل الاخرى في قطاع غزة.
ومن المتوقع ان تؤثر القرارات التي ستتخذها إسرائيل في مسألة المخطوفين على طبيعة الخطوة العسكرية القادمة، حيث يتخوف المستوى العسكري من أن وقف القتال من أجل عقد صفقة، سيجعل من الصعب استئناف الهجمات بالحجم المطلوب لتحقيق اهداف المعركة، ولذلك يدفع الجيش باتجاه الموافقة على هدنة قصيرة، لا تؤثر على استمرار القتال في شمال قطاع غزة او حتى انتقاله الى المرحلة التالية في جنوب القطاع، ووفق تقديراتهم فإن هذه الخطوة ستخلق روافع ضغط تتيح التقدم في مسألة المخطوفين، وإن كانت ستعمق الأزمة الإنسانية في القطاع، وهو ما قد يزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
تقدير الموقف:
يقترب جيش الاحتلال من مفترق قرار فيما يتعلق باستمرار القتال، حيث تشير التقديرات الاستخبارية ان القوات تحتاج الى اسابيع اخرى من القتال، ولكنها ستكون في حاجة لتوفر الشرعية والغلاف اللوجستي، إلى جانب الجهد العملياتي، وهو ما ادى الى ظهور توتر داخلي، بين الهدفين الرئيسين للحرب، حيث يفترض الجيش امكانية تحقيق الهدفين معاً، ويؤكدون انه كلما أعطي لهم الوقت لزيادة الضغط العسكري على حماس فستتحسن احتمالية أن يتم إجبارها على إبداء مرونة أكبر في المفاوضات لإطلاق سراح المخطوفين، الا أن عامل الوقت يتحول إلى “البعد الحاسم”، حيث يتزايد التحفظ في الغرب من مشاهد قتل المدنيين، ويزداد الضغط الأميركي لتقليص العملية البرية الى بضعة أسابيع. وتوفرت معلومات ان الإدارة الأمريكية طلبت من اسرائيل إجراء تغيير في طبيعة القتال وملاءمة الخطة للاعتبارات الانسانية، وانسحاب معظم القوات من القطاع، والانتقال إلى طريقة الاقتحامات المحددة ضد منظومات “حماس” في شمال القطاع، وربما في مناطق أخرى، وحذر جنرالات أميركيون إسرائيل من التورط طويل المدى في الصراع وغياب «خطة للخروج» من غزة.
وبينما تعارض الولايات المتحدة التوجهات الاسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير السكان الفلسطينيين، تنشغل الادارة الامريكية في نقاشات مع زعماء المنطقة بخصوص خطة اليوم التالي، حيث اكدت أنه لا توجد أي إمكانية لأن تستمر حماس في كونها عنصراً حاكماً في غزة بعد الحرب، ويجب أن يدير الفلسطينيون قطاع غزة.
وفي المقابل يعتبر المستوى السياسي في اسرائيل أن استمرار الهجمات الكثيفة على حماس والضغط المتزايد على منظوماتها العسكرية، سيؤدي في نهاية المطاف إلى التغيير وإخراج حماس من المشهد السياسي؛ وسيدفع قدماً باتفاق مستقبلي تشارك فيه قوات عربية ودولية، ويعزز ذلك التقديرات التي تشير الى ان الحرب “غير قريبة” من نهايتها ويمكن أن تمتد إلى استنزاف طويل، وإسرائيل لن توافق على الانسحاب وإعادة السكان والسماح بإعادة الإعمار في ظل وجود حماس، وتسعى الى تحمل المسؤولية الأمنية الشاملة، وتطويق منطقة امنية عازلة بمساحة بضعة كيلومترات غرب الحدود (الى جانب منع العودة الى شمال القطاع)، والقيام باقتحامات عسكرية بشكل محدود، وهذا الخيار سيسمح بتحرير جزء من قوات الاحتياط والتخفيف من العبء على الاقتصاد.
ووفق التقديرات ستعتمد إدارة ما بعد الصراع في غزة أيضًا على نتيجة الحرب وما إذا كانت إسرائيل قادرة بالفعل على القضاء على حركة حماس، ويبدو ان الصور القاسية في مخيمات النازحين في جنوب القطاع وفصل الشتاء وخطر انتشار الأوبئة، يمكن أن تضغط على المجتمع الدولي والدول العربية للعثور على من سيتسلم غزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:28

الحرب على غزة: تقدير موقف (5)
ميدانيا:
  • انهارت صباح يوم الجمعة 1-12-2023م الهدنة الانسانية في الحرب على غزة، بعد فشل الجهود المبذولة لتمديدها، وقامت حركة حماس بإطلاق عشرات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، وقامت طائرات الاحتلال بقصف العديد من الاهداف في داخل قطاع غزة في مخيم جباليا ورفح والنصيرات والمغازي وخانيونس، وقامت المدفعية بقصف المناطق الحدودية شرق قطاع غزة، ووقعت اشتباكات في عدة محاور: شرق جحر الديك، منطقة القرارة شمال شرق خانيونس، ومنطقة المغراقة شمال النصيرات، وفي منطقة المقوسي والمشتل غرب مدينة غزة، ومنطقة المدرسة الامريكية شمال قطاع غزة. ووفق المعلومات فقد جاءت المبادرة الهجومية للمقاومة في إطار “خطوة استباقية”، استناداً الى تقديرات أن اسرائيل كانت ستبادر لاستئناف القتال يوم السبت، وهذا ما أكدهوزير الدفاع الاسرائيلي يوآفغالانت:”إن الهدنة في قطاع غزة “مؤقتة”، سيستأنف بعدها القتال، حتى تدمير حركة حماس وإعادة الرهائن”.
  • وقام جيش الاحتلال بإلقاء منشورات تطالب اهالي شرق خانيونس: القرارة، عبسان الكبيرة والصغيرة، خزاعة وبني سهيلا بإخلاء المنطقة والتوجه الى “رفح” وعدم التوجه الى مدينة خانيونس، التي اعتبرها البيان “منطقة قتال خطرة”. وقام الجيش بنشر خريطة قسم فيها قطاع غزة الى عدة مربعات سكنية واعطى رقم لكل موقع وطالب السكان بضرورة اخلاء المربع المحدد عند صدور التعليمات من الجيش والانتقال الى مربع اخر حيث سيقوم الجيش بالعمل في المربع السكني المستهدف، وذلك في اشارة الى بدء المرحلة التالية من العمليات العسكرية في جنوب ووسط قطاع غزة.
  • وفي اعقاب انهيار الهدنة الانسانية التي استمرت عدة ايام، أتمت خلالها قوات الاحتلال حصارها على شمال وادي غزة،وتمركزت على شارع صلاح الدين للفصل بين شمال القطاع وجنوبه ومتابعة حركة النازحين من الشمال الى الجنوب المستمرة وان كان بوتيرة اقل في ظل الحديث عن الازمة الانسانية الخانقة في الجنوب والتي فرضت على الكثيرين البقاء في الشمال باعتبار ان البديل “ليس أحسن حالا”.وقامت بقطع الكهرباء والمياه والاتصالات، وقلصت دخول أي مساعدات، ودمرت المستشفيات بهدف إفقاد المنطقة متطلبات الحياة، وإجبار من تبقّى من السكان على الانتقال جنوباً،بهدف حرمان المقاومة من أي “بيئة مدنية”مساعدة. وازداد الواقع الانساني صعوبة في قطاع غزة بصورة عامة والجزء الشمالي بصورة خاصة ، في ظل شح البضائع والاسواق، واقتصار الامر على بعض المساعدات لمراكز الايواء، وهو الامر الذي ادى استمرار الازمة الانسانية وحالة الغضب لدى المواطنين، الذين يجدون انفسهم بحاجة الى الكثير من المستلزمات الحياتية التي بدأت تفقد في الاسواق تدريجيا، علاوة على المحروقات، وخاصة الغاز الذي اضطر الكثيرين الى المبيت في الشوارع امام محطات التعبئة، على امل الحصول على كمية من الغاز تكفيهم لعدة ايام.
  • وقالت إسرائيل انها استطاعت السيطرة على معظم مناطق شمال القطاع باستثناء أحياء التفاح، الدرج، الشجاعية وجباليا، وواصلت الفرقة 252 العمل في منطقة بيت حانون، وتركز الجهد القتالي للفرقتين 162 و36 في مدينة غزة. واعتمد جيش الاحتلال في تحركاته على استخدام قوات كبيرة، تتحرك بشكل بطيء للمحافظة على أمنها، وعدم المخاطرة بالدخول السريع إلى مناطق تركزالمقاومة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي. واعتمدت “تكتيكات خداعية” في هجماتها، فقد تقدمت في محور مخيم الشاطئ من الشرق والتفت على خط الدفاع في الناحية الغربية، ومركز مدينة غزة الذي هوجم من الجنوب، من الغرب ومن الشمال، هذه المناطق تجاوزها الجيشكجزء من الخطة العملياتية التي تقضي بعدم الصدام مع خطوط الدفاع المحصنة. ومحور في جباليا والزيتون، حيث تركز خطوط الدفاع شرقاً، قامت قوات الاحتلال بالهجوم من الجهة الغربية. واستهدفت النقاط الضعيفة وتجنّبت المراكز المحصّنة للمقاومة، وذلك لتفادي خسائر كبيرة في قواتها وألياتها، خاصة أن المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة تتميز جغرافيا بوجود مساحات من الأراضي الزراعية المكشوفة، كانت تشكل مركز قوة للمقاومة لاستخدام صواريخ “الكورنيت” الموجّهة والمضادة للدروع روسية الصنع،وهو ما ساعدهاللوصول سريعا الى المناطق السكنية المكتظة، مما دفع المقاومة الى استخدام الالغام الارضية وصواريخ “الياسين” المحلية الصنع، والتي لا يشكّل رأسها الحربي خطراً كبيراً على المدرعات، التي زادت تحصينها من خلال منظومة “معطف الريح” الي تم ادخالها لتحصين الاليات المدرعة.
  • وارتكزت استراتيجية المقاومة على محاولة الصمود عسكرياً واعاقة التقدّم الإسرائيلي، على أمل أن يخدمها موضوع الرهائن وعامل الوقت لتكثيف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب،وأبدى مقاتلوا حماس مقاومة شرسة في تصدّيهم للهجوم البرّي في شمال قطاع غزة، وأظهروا مهارةً كبيرةً في تنفيذ كمائن، مستخدمين الأنفاق والمسيّرات الصغيرة لتحديد أماكن شنّ الهجمات، خاصة على خطوط الإمداد الخلفية. كما أظهروا كفاءة في المواجهات من “المسافة صفر” مع وحدات المشاة،واستخدموا صواريخ الياسين 105 المضادة للدروع، ذات الحشوة المزدوجة، الاّ أنّ كثافة النيران الإسرائيلية أثّرت بشكل واضح.
  • وبينما يتعارض عامل الوقت مع الإنجازات العسكرية التي يدعيها جيش الاحتلال، وفي ظل التخوفات من امكانية استغلال المقاومة “الهدنة الانسانية” لاعادة تنظيم قواتهاوجمع المزيد من المعلومات عن تحركات جيشالاحتلال في ميدان المعركة، تحاول قيادة جيش الاحتلال تحقيق التوازن بين الرغبة في مواصلة القتال والهدنة،وقامت بوضع الخطط العملياتية لاستئناف القتال، حيث تتحدث التقديرات الاستخبارية عن حرب طويلة، وهذا الامر بحاجة إلى دعم أميركي لتوفير غطاء سياسي إعلامي للاستمرار في عملياتها العسكرية، وتوفير الدعم المالي لمساعدة اقتصادها الذي يعاني بشدة تبعات الحرب واستدعاء 350 ألفاً من جنود الاحتياط الذين يشكلون في الأيام العادية جزءاً أساسياً من اليد العاملة في الاقتصاد الإسرائيلي. وهو الامر الذي تعارضه الادارة الامريكية وتطالب تقليص الفترة الزمنية للمرحلة التالية من العمليات العسكرية الى عدة اسابيع، وتؤكد على ضرورة تقليص الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.
  • ووفق التقديرات فإن استئناف القتال والفشل في تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، جاء في ظل اصرار جيش الاحتلال على مواصلة الأعمال العسكرية لتحقيق اهداف المعركة التي تم تحديدها، والحيلولة دون أنتتحول الهدنة الى نوعا من الانتصار لحماس، وهو الامر الذي يدعمه الرئيس بايدن باعتبار أنه يتماثل مع الهدف الاستراتيجي لإسقاط حركة حماس، خاصة أنه ومن دون حسم الوضع في قطاع غزة لن تصبح إسرائيل منطقة آمنة ليهود العالم وستزداد الهجرة المعاكسة، وسيتدهور وضع إسرائيل الاقتصادي ومكانة إسرائيل الدولية، وسيفقد الجيش الاسرائيلي مكانته، ولهذا تم استئناف القتال؛ للوصول إلى حل مُرضٍ تستطيع اسرائيل من خلاله الادعاء أنها حققت أهدافها في الحرب.ويقف الجيش أمام مهمتين أساسيتين الاولى استكمال احتلال شمال القطاع، حيث توجد القوة العسكرية ومؤسسات حكم حماس،ويمثل احتلال مدينة غزة انجازا ضاغطا على قيادة حماس. والمهمة الثانية تتمثل في التحضير للانتقال الى المرحلة التالية في جنوب القطاع، حيث يسود التقدير أن القيادة المركزية لحركة حماس توجد في خان يونس، وكذلك معظم المخطوفين. ووفق التقديرات الاسرائيلية وبينما توجد في جنوب القطاع، مناطق مفتوحة ستقيد هوامش المناورةأمام تحركات القوات الاسرائيلية،إضافة الى وجود أكثر من مليون ونصف فلسطيني، سيشكلونعقبة حقيقية امام عمليات الجيش الاسرائيلي المحتملة في المنطقة. وهو ما يفتح الباب امام تساؤلات حول معضلة نهاية الحربوآلية اليوم التالي لانتهاء المعركة، والمسؤولية التي ستلقى على عاتق الاحتلال في المرحلة المقبلة،وهو ما يتطلب دعما دوليا وشبكة علاقات دولية واسعة، تفتقدها اسرائيل حاليا.
  • وتتوقع التقديرات ان المعارك القادمة ستكون على محور جباليا والتفاح والدرج وشمال حي الزيتون، حيث ستسعى حركة حماس إلى تحقيق رمز مهم في قوة القتال التي ستظهرها في وجه قوات الجيش، وفي المقابل سيركز الجيش على تفكيك كتائب المقاومة بشكل سريع وناجع لتحقيق إنجازا مهما.وبناءاً على تحركات جيش الاحتلال وعملياته الهجومية التي بدأها مع انهيار الهدنة صباح الجمعة، تتوقع التقديرات ان يتركز الجهد العسكري لجيش الاحتلال على محاولة تحقيق اختراقات على النحو التالي:
  • المحور الشرقي لمحافظة خانيونس والذي يضم خزاعة وعبسان الكبيرة والصغيرة وبني سهيلا والقرارة، حيث يتواصل في هذه الاثناء القصف المدفعي والجوي العنيف على المنطقة، اضافة الى المنطقة الواقعة شمال مدينة خانيونس في ابراج حمد، حيث تستهدف قوات الاحتلال دفع المزيد من المواطنين الى النزوح باتجاه المناطق الجنوبية والسيطرة على مساحة واسعة من الاراضي، تمهيدا لاختراق الكتلة السكانية الابرز في منطقة بني سهيلا، وهو ما يسمح لها بالوصول الى حدود مدينة خانيونس الاكثر اكتظاظا بالسكان، وهو ما سيدفع الى زيادة الازمة الانسانية في خانيونس والضغط على السكان للاتجاه جنوبا الى رفح. وستركز قوات الاحتلال قصفها على الطريق الواصل بين رفح خانيونس وذلك بهدف تحذير السكان من احتمالات قطع الطريق بين خانيونس ورفح وهو ما قد يدفع المزيد من السكان الى التعجيل بالانتقال الى رفح، وهو ما يندرج في إطار “التكتيكات الخداعية”.
  • المحور الجنوبي لمحافظة غزة وتحديدا منطقة المغراقة والتي تسمح باستكمال السيطرة على جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع تكثيف الضغط العسكري على المنطقة الجنوبية لحي الزيتون من الجهة الشرقية والجهة الغربية، وصولا الى الكتلة السكانية الاكثر كثافة في شمال حي الزيتون على جانبي شارع صلاح الدين، والتي تلتصق سكانيا وجغرافيا مع حي الشجاعية، حيث يتوقع ان تكون في هذا المحور المعارك الاكثر شراسة في الساعات القادمة، حيث اكدت مصادر اسرائيلية ان كتائب القسام التي لم تتضرر في المرحلة الاولى من القتال تمركزت في هاتين المنطقتين (الشجاعية والزيتون).
  • المحور الثالث اعادة السيطرة على المناطق التي تم تحقيق اختراقات ميدانية هامة قبيل الهدنة والتي تمتد من غرب مدينة غزة وصولا الى منتصف المدينة على القطاع الطولي الممتد من الكرامة والشيخ رضوان شمالا تل الهوا والرمال الجنوبي والصبرة جنوبا.
  • المحور الرابع شمال قطاع غزة، وتحديدا غرب وشمال مخيم جباليا، وتحديدا المنطقة الواقعة في دوار ابو شرخ غرب المخيم ومشروع بيت لاهيا شمال المخيم.
  • واشارت المعلومات أن إسرائيل لم تحقق تقدما مهما في سعيها للوصول إلى شبكة الأنفاق الرئيسية للمقاومة، خاصة ان جزء كبير من الانفاق التي عثرت عليها دفاعية وغير مرتبطة بالشبكة الرئيسية،والعثور على الأنفاق الاستراتيجية يتطلب استخدام قوات كبيرةمن قوات المشاة، وتدرك قيادة الجيش الثمن المتوقع لهذه الخطوة، وهناك توجهات امكانية استغلال وجود قطاع غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهو ما قد يساعد على استخدام مضحات لدفع مياه البحر لإغراقالأنفاق، حتى لو تم فيها بناء منظومات لتصريف المياه.

الموقف السياسي:
  • تنشغل الادارة الامريكية حاليا في محاولة بلورة رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، وبينما تصر على رفض وقف إطلاق النار، بادعاء ضرورة القضاء على قدرة حماس على تهديد أمن إسرائيل، وتبحث امكانية عودة السلطة الفلسطينية الى غزة، وتجنيد قوات دولية، وربط الأميركيين، الأوروبيين والدول العربية بإدارة وتعمير قطاع في المرحلة المقبلة.وهو الامر الذي يلاقي تحفظات من العديد من الاطراف الفاعلة التي تطالب بضرورة وجود خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، وإجراء تغييرات في قيادة السلطة الفلسطينية. وهو الامر الذي لا تبدي الادارة الامريكية اية تحفظات بشأنه، واكد الرئيس بايدن ان مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، يجب أن تكون السلطة الفلسطينية هي الهيئة الحاكمة، بعد تنفيذ إصلاحات مدنية في هياكلها القيادية لتعزيز مكانتها واستقرارها وتمكينها من السيطرة على القطاع. وعلى الصعيد الاخر يقوم وزير الخارجية الأميركي بجولات مكوكية للترويج لفكرة أنالادارة الامريكية ستستغل الأزمة الحالية لفرض حل الدولتين،وهو الامر الذي يلاقي اعتراضات من الحكومة الاسرائيلية، التي تواصل خلق واقع جديد في الضفة الغربية وقطاع غزة يقوم على تجزئتهما وإعطاء دور أمني أكبر للقوات الإسرائيلية، وترفض عودة السلطةالفلسطينية الى قطاع غزة.
  • ولازال هناك افاق كبيرة محتملة امام الدور المصري والقطري في صياغة مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وبعد أن كان واضحا تأثير دور البلدين في تمرير صفقة التبادل والهدنة الانسانية، فقد كانت مصر دائما هي العنوان التكتيكي الفعال للوساطة مع إسرائيل، بسبب سيطرتها على معبر رفح الذي كان بمثابة أنبوب التغذية للقطاع، وفي أعقاب استئناف القتال تعززت المخاوف المصرية من تطورات المرحلة التالية من القتال في جنوب غزة، الذي سيكون من شأنه أن يهدد أمن مصر التي تخشى عمليات نزوح جماعية من قطاع غزة الى إلى أراضيها، وذلك على الرغم من وعود الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعدم السماح بطرد المدنيين من القطاع إلى الأراضي المصرية، الا ان طبيعة العمليات العسكرية في شمال القطاع يمكن أن يضع وعوده أمام امتحان صعب.
  • وعلى صعيد قطر التي تعتبر حليفاستراتيجي للولايات المتحدة، ومن اكبر المستثمرين في الشركات والمؤسسات الأميركية، وكان لها دورا مؤثرا في قطاع غزة ، فقد مولت حكومة حماس في غزة، وقدمت الملجأ السياسي لقيادة الحركة في الخارج،ما منحها هوامش عمل سياسيةواقتصادية واعطاها أدوات التأثير على حركة حماس، وكان لها دورا لافتا في ادارة مفاوضات التهدئة وتبادل الاسرى، ومن غير الواضح كيف ستتصرف قطر مع «حماس» بعد الحرب، إزاء خيبة الأمل من شراكتها مع ايران وحزب الله، وكلما طالت الحرب فإن قيادة حماس تدرك أن مستقبل وجودها في المشهد السياسي يتعلق أكثر بالدعم الذي ستحصل عليه من قطر.
  • وعلى صعيد الدور الايراني، يبدو انه كان واضحا تراجع امكانية التدخل الايراني المباشر في الحرب على غزة وتحويلها الى حرب اقليمية، ويبدو ان التقاء المصالح الامريكية الايرانية،كان عاملا مؤثرا على استئناف القتال، خصوصا في ضوء الاتفاق الغير مباشر على عدم توسيع نطاق الحرب في المنطقة، فقد أكدت الولايات المتحدة أنها ستبذل كل الجهود من اجل منع حرب إقليمية،وقام وزير الخارجية الايراني عبد اللهيانبزيارة الى بيروت واجتمع مع الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وبحثا ضرورة الدفع باتجاه وقف طويل المدى لإطلاق النار في غزة. وحذر وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان في مقابلة مع قناة “الميادين” 24-11-2023، من توسيع ساحة الحرب لتشمل كل المنطقة، إذا لم يستمر وقف إطلاق النار”. ونقلت قناة “الجزيرة” 24-11-2023، عن مصدر رفيع في حزب الله قوله: “أنه وعلى رغم أن الحزب لم يكن مشاركا في محادثات الهدنة، إلا أن وقف إطلاق النار في غزة يشمل أيضا لبنان”. وتوجه عبد اللهيان الى قطر بعد انتهاء زيارته الى لبنان، لفحص تطورات المرحلة القادمة وامكانية وقف إطلاق النار طويل المدى. واكد عبد اللهيان في مقابلة مع فايننشال تايمز، أن إيران أرسلت إلى الولايات المتحدة رسائل تفيد بأنها لا تنوي المشاركة في الحرب، وعدم اشتعال الجبهة في لبنان، الذي من شأنه أن يجر المنطقة إلى حرب تتورط فيها إيران والولايات المتحدة، ما قد يلحق الضرر بمصالح الجانبين، ويؤدي الى تدمير قدرات حزب الله ويلحق بإيران أضراراً استراتيجية كبيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30

 الحرب على غزة: تقدير موقف (6)
في إطار متابعة تطورات الحرب على غزة في يومها الـ75 نستعرض في اطار هذا التقرير اخر المعلومات المتعلقة بصفقة تبادل الاسرى الجاري العمل على ابرامها، ومواقف الاطراف المختلفة. والتطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في محاور القتال المختلفة.
صفقة التبادل:
  • كشفت تقديرات استخبارية امريكية عن توجهات لدى اسرائيل وحماس للتوصل الى صفقة تبادل في هذه المرحلة، وفق المؤشرات التالية:
  • حركة حماس، لديها رغبة للتوصل الى صفقة تبادل لوقف الضغط العسكري التي تتعرض له في ميدان المعركة، وتحاول استغلال ضغوط الشارع الاسرائيلي للموافقة على صفقة تبادل، وقامت الحركة بنشر فيديو بعض الاسرى يطالبون بوقف الحرب والعمل على اطلاق سراحهم، في رسالة واضحة الى الرأي العام الاسرائيلي.
  • وإسرائيل لديها توجه للتوصل الى صفقة تبادل، وهناك نقاشات لدى المستوى السياسي تتعلق بحدود الصفقة وتفاصيلها، ولكنها لا تريد ان تكون هي من بادر الى طلب الصفقة. الا انه وفي ضوء ضغوط عائلات المخطوفين، لإبرام صفقة، يطالبون بوقف اطلاق النار مؤقتا حتى يتم ابرام الصفقة، ويعتبرون ان الحل العسكري لم يأت بأية نتائج لإطلاق سراح المخطوفين. وهناك ضغوط من احزاب الائتلاف الحكومي لإنجاز صفقة وتصفية السنوار، للخروج بـ”صورة نصر” لتسويقها لتعزيز قوتهم الحزبية والتي تراجعت وفق استطلاعات الرأي.
  • المستوى العسكري الاسرائيلي يتمسك بمواصلة المعركة، لكنه يدرك ان إعادة المخطوفين من اهداف المعركة، ولذلك فان قيادة الجيش لا تعارض اية صفقة تبادل تؤدي الى عودة المخطوفين، مع استمرار العمليات العسكرية. ويواصل الجيش الحديث عن معارك ضارية في محاور القتال في قطاع غزة ونشر معلومات حول الخسائر البشرية في صفوفه لتهدئة عائلات المخطوفين واظهار قسوة المعارك التي يخوضها الجيش في قطاع غزة.
  • وعلى الرغم من اعلان نتنياهو انه لن يتم وقف الحرب حتى يتم القضاء على حماس واعادة المخطوفين وانهاء التهديد من غزة، في اشارة الى تبنيه موقفا تكتيكيا معارضا للصفقة، ما يعزز التقديرات التي تشير الى ان محاكمة نتنياهو ستلعب دورا مؤثرا لإطالة امد الحرب.
  • ووفق المعلومات اعطى المستوى السياسي الاسرائيلي الضوء الاخضر لرئيس الموساد للبدء في مفاوضات صفقة تبادل اسرى جديدة، وتوجه الى العاصمة البولندية (وارسو) للاجتماع مع رئيس الـCIA ورئيس الوزراء القطري، للبحث في تفاصيل الصفقة.
  • وكشفت المعلومات أنه لم يتم احراز اي تقدم في المفاوضات، لازالت الفجوة بعيدة عن احتمال التوصل لصفقة جديدة للتبادل، بسبب الصعوبات في المفاوضات: حماس تصر على وقف إطلاق النار قبل استئناف المفاوضات، وهدنة لمدة اسبوعين، وإطلاق سراح العديد من الاسرى القدامى، والجهاد الاسلامي يطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة. وفي المقابل اسرائيل تطالب بإطلاق النساء والاطفال وكبار السن والمرضى، وترى ان هناك امكانية لوقف اطلاق النار لمدة اسبوعين واطلاق سراح اسرى فلسطينيين “امنيين”.
  • وعلى الرغم من ان صعوبة المفاوضات التي قد تستغرق وقتا طويلا، الا ان المعلومات اشارت الى ان المفاوضات وصلت الى مرحلة متقدمة، حيث بدا الحديث عن شروط كل طرف، والاتصالات متواصلة حول التفاصيل التقنية، سواء هوية المطلوب إطلاق سراحهم لدى الجانبين، وفترة وقف اطلاق النار، وهو ما يعني ان كل الاطراف معنية بابرام الاتفاق سريعا، ولكنها تسعى لتحقيق اقصى ما يخدمها، من خلال تبني مواقف متشددة.
  • الموقف الامريكي لازال داعما قويا لإسرائيل في المعركة، وبينما اعلن الرئيس الامريكي جو بايدن انه ليس “هناك اقتراب من صفقة جديدة”، اكد وزير الدفاع الامريكي أثناء زيارته الى اسرائيل وقطر، ان هناك فرصة لاستغلال الموقف لبلورة صفقة تبادل جديدة من خلال ضغوط مصرية وقطرية على حماس. وفي هذا الاتجاه جاءت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه، وزياد النخالة قائد حركة الجهاد الاسلامي، الى القاهرة، اضافة الى تواجد رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع في قطر واجتماعه مع رئيس المخابرات الامريكية ورئيس الوزراء القطري.
  • وكشفت المباحثات بين الجانبين الاسرائيلي والامريكي انه لا يوجد خلافات بين اسرائيل وامريكا في المنحى الاستراتيجي، سواء هدف القضاء على حركة حماس او عودة المخطوفين، ولم يتم تحديد مهلة زمنية امريكية محددة لهذه الحرب، والخلافات تنحصر في المنحى التكتيكي، حيث تأتي الضغوطات الامريكية في اطار ما يتعلق بمطالبة اسرائيل بضرورة موائمة الخطة العملياتية العسكرية والخطة الدبلوماسية وفق جداول زمنية، وفيما يتعلق بالمنحى الاستراتيجي للحرب تطالب الولايات المتحدة اسرائيل بتقديم تصوراتها حول اليوم التالي لانتهاء الحرب ومستقبل قطاع غزة، حيث طالب اوستن من اسرائيل بالعودة حل الدولتين واحياء دور السلطة وعارض نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية.


ميدانيا:
  • على صعيد المعارك العسكرية تستمر المواجهات العسكرية الضارية في الشجاعية وخانيونس وجباليا، وتواصل طائرات الاحتلال هجماتها على مناطق كثيرة في قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي في الكثير محاور القتال، وتركز قوات الجيش عملياتها على محاولات العثور على المزيد من الانفاق الهجومية والاستراتيجية، خصوصاً في الاماكن التي يتم اعلان السيطرة العملياتية عليها.
  • وتركز اسرائيل جهودها على محاولة الربط بين الانفاق التي يتم اكتشافها في المناطق ذات “الابعاد الخاصة” لتعزيز روايتها لدى المجتمع الدولي المساند لاسرائيل، وخصوصا الانفاق التي يتم الاعلان عن ضبطها في المساجد والمدراس والامم المتحدة وروضات الاطفال، وقامت بنشر التحقيقات مع مدير مستشفى كمال عدوان، التي افاد فيها ان قيادات حماس العسكرية والسياسية كانوا يختبئون في المستشفى، وان أحد الجنود الذين تم اسرهم في السابع من اكتوبر تم احضاره الى المستشفى.
  • وتتواصل المعارك في شمال وادي غزة، حيث تتقدم قوات الاحتلال في منطقة الشجاعية، من غرب الشجاعية على محور صلاح الدين باتجاه المناطق الشرقية، والتي كانت تمثل خط الدفاع الاول في الخطة العسكرية لكتائب القسام، وتشهد هذه المنطقة مواجهات ضارية، استطاعت المقاومة ايقاع خسائر في صفوف قوات الاحتلال، اعتمادا على الانفاق والمنازل المفخخة. وشرع سلاح الهندسة في جيش الاحتلال في تفجير المربعات السكنية، بهدف تفجير الكثير من الكمائن بالتزامن مع استمرار القصف الجوي والمدفعي لهذه المنطقة، حيث تضغط قوات الاحتلال بكل قوتها لحسم السيطرة على منطقة الشجاعية في الايام القريبة القادمة.
  • وفي مدينة غزة تقدمت قوات الاحتلال باتجاه محور التفاح والدرج في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة التي تتميز بكثافة سكانية عالية نتيجة نزوح الكثير من سكان مدينة غزة اليها، خصوصا الذي لم يتمكنوا من الانتقال الى جنوب وادي غزة. وتتميز هذه المنطقة بالشوارع الضيقة والمباني القديمة التي قد تشكل عائقا امام تحركات جيش الاحتلال.
  • وتتواصل المواجهات على محور المغراقة وجحر الديك في شمال وادي غزة، حيث يشهد هذا المحور اشتباكات يومية، حيث اعتمدت المقاومة عمليات الارباك التكتيكي بغرض اشغال قوات الاحتلال والتي تحاول ترسيخ حدود المناطق العازلة في شمال قطاع غزة على المدى الاستراتيجي، ولذلك تقوم بإرسال مجموعات من جنوب الوادي، شمال النصيرات والبريج، للاشتباك مع قوات الاحتلال. ولذلك تشهد تلك المنطقة، يوميا اشتباكات عنيفة، وخصوصا في ساعات الليل، وغالبا ما تلجأ قوات الاحتلال الى قصف تلك المناطق بالمدفعية بصورة مكثفة بهدف اقامة حزام ناري للحيلولة دون حرية حركة المقاومة باتجاه قوات الاحتلال المتمركزة في تلك المنطقة.
  • وتستعد قوات الاحتلال للمرحلة التالية حيث طالبت سكان البريج وشمال النصيرات بإخلاء المنطقة باتجاه دير البلح، في خطوة استعدادا للبدء في عملية عسكرية في هذه المنطقة التي تستهدف الاستمرار في الازاحة السكانية من شرق صلاح الدين.
  • وفي المنطقة الشمالية يتركز القتال حاليا في منطقة جباليا البلد التي تشهد عمليات قصف مدفعي عنيف واحزمة نارية تنفذها طائرات الاحتلال، بالتزامن مع استمرار الضغط على مخيم جباليا من المحور الغربي والمحور الشمالي حيث تفيد المعلومات ان قوات الاحتلال تواصل تقدمها من محور مشروع بيت لاهيا شمال المخيم، وسيطرت على غرب المخيم، ثم تقدمت باتجاهين: شمال جباليا البلد ووسط المخيم.
  • وأعلن جيش الاحتلال السيطرة العملياتية على شمال قطاع غزة بصورة عامة وجباليا والشجاعية بصورة خاصة، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي، وهو ما يعتبر مؤشر على الانتقال الى مرحلة جديدة، وستأخذ المبادرة العسكرية لجيش الاحتلال شكلا جديداً، حيث ستواصل خلايا المقاومة القتال، باعتبار ان البناء الهيكلي لحماس يوضح ان هناك خلايا ستواصل القتال، على الرغم من السيطرة العملياتية لقوات الاحتلال.
  • ومن الجدير بالذكر فقد أعلن جيش الاحتلال إحكام السيطرة على مدينة بيت حانون في شمال القطاع من خلال القضاء على كتيبة بيت حانون والاستيلاء على مقر قيادة الكتيبة وتدمير البنى التحتية في المنطقة في ختام العملية التي قادتها 262 تم تسليم السيطرة في المنطقة للقوات من فرقة غزة في الجيش لتتولى مواصلة العمل في المنطقة، باعتبار ان السيطرة لا تعني انه لا يوجد خلايا مسلحة في المنطقة، اي ان السيطرة نسبيا.
  • واعلن جيش الاحتلال أنه بعد اسابيع من الحرب والسيطرة على الشجاعية وغزة والشمالي سيتم الانتقال الى المرحلة ج حيث سيكون القتال اقل ضراوة، وبينما استبعدت تصريحات رسمية مقترحات ضم مناطق في شمال قطاع غزة الى اسرائيل، يتم الترويج لمقترح اقامة حزام امني على الحدود، لضمان عودة المستوطنين في غلاف غزة الى مستوطناتهم، وهذا ما يرفضه الامريكان، على الرغم ان التدمير الذي تقوم به قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة في بيت حانون وبيت لاهيا يؤشر على ان اسرائيل تقوم بالفعل باقامة هذا الحزام الامني.
  • وعلى محور خانيونس أعلن وزير الجيش الاسرائيلي يوآف غالانت عن توسيع العمليات في خانيونس والاستعداد للانتقال الى مناطق قتال جديدة في جنوب القطاع، في اشارة الى رفح، وقام قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال اليوم بجولة تفقدية داخل خانيونس واجتمع مع قائد الفرقة 98.
  • وعلى صعيد العمليات القتالية، استطاعت قوات الاحتلال التقدم من المناطق الشرقية (خزاعة، عبسان الكبيرة والصغيرة، بني سهيلا) والشمالية (القرارة) باتجاه مدينة خانيونس، ودفعت قوات الاحتلال بخمسة ألوية الى المنطقة، حيث شهدت تلك المحاور اشتباكات عنيفة ، ووصلت قوات الاحتلال الى قلب مدينة خانيونس، وسيطرت على الشوارع الرئيسية في المدينة، وتقدمت سريعا باتجاه حي الامل، على محور جورة العقاد، ومخيم خانيونس، على محور عمارة جاسر، حيث تتمركز قوات الاحتلال على المحورين، محاولة التقدم ، حيث تواجه صعوبات كبيرة بسبب الكثافة السكانية العالية في حي الامل ومخيم خانيونس. وقامت قوات الاحتلال يوم 18-12-2023م بتوزيع منشورات تطالب سكان المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة بالمغادرة الى رفح، وذلك في مؤشر ان تلك المناطق ستشهد نشاط قتالي في الساعات القادمة بغرض:


[list="padding-right: 15px; padding-left: 0px; margin-right: 20px; margin-bottom: 20px; margin-left: 0px; list-style: none; border: 0px; outline: none; box-sizing: border-box; color: rgb(44, 47, 52); font-family: -apple-system, BlinkMacSystemFont, \"Segoe UI", Roboto, Oxygen, Oxygen-Sans, Ubuntu, Cantarell, "Helvetica Neue", "Open Sans", Arial, sans-serif; background-color: rgb(255, 255, 255); text-align: justify;"]
[*]الضغط على مناطق فيها الكثير من الاراضي الزراعية، والكثافة السكانية المحدودة، والتي تمثل مناطق قتال محتملة نظرا لوجود الكثير من الانفاق ومنصات الصواريخ.
[*]الضغط على السكان للتوجه الى رفح لزيادة الازمة السكانية على الحدود المصرية، خاصة ان هذه المنطقة تشهد ازمة انسانية في ضوء الحشودات السكانية التي زحفت الى المدينة من خانيونس، والتي تتمركز حاليا على الشريط الحدودي وفي شوارع المدينة.

[/list]
  • ووفق التقديرات فانه تحركات جيش الاحتلال في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة خانيونس، المحاذية لمحافظة رفح من الجهة الشمالية، قد تؤدي تحرك المواطنين الذين يتواجدون في شوارع رفح باتجاه الحدود المصرية، وهذا الامر تعززه الغارات المكثفة التي شرعت قوات الاحتلال في تنفيذها في مناطق جنوب شرق خانيونس مؤخرا.
  • يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي ادعى خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الامريكي، عن وجود قيادات حركة حماس، ومختطفين اسرائيليين، داخل الانفاق في رفح، وفي المنطقة الحدودية مع مصر، وروجت وسائل اعلام اسرائيلية الى ضرورة اعادة احتلال محور فلادلفيا الحدودي مع مصر، وضرورة التوصل الى تفاهمات جديدة لوجود فرق مشتركة بين مصر واسرائيل لضبط الحدود بين مصر وقطاع غزة، باعتبار ان الاسلحة تم تهريبها لحماس عبر انفاق حدودية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:33

[size=41]الحرب على غزة: تقدير موقف (7)[/size]
ميدانيا:
  • مع اعلان جيش الاحتلال سيطرته على شمال قطاع غزة ومواصلة التقدم في وسط القطاع وخانيونس، لوحظ تراجع قوات الاحتلال في العديد من محاور القتال في شمال القطاع، في اشارة الى الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، حسب توصيات الإدارة الأميركية والبنتاغون، بتغيير طبيعة القتال والانسحاب من التجمعات السكانية، والاعتماد على الالوية العسكرية، بدلاً من الفرق الأربعة العسكرية، وتقليص عمليات التوغل في المدن، والتموضع في أماكن يمكن الدفاع عنها، وتكثيف النشاطات الاستخبارية، واقامة منطقة فصل عميقة بين القطاع ومستوطنات غلاف غزة، واعادة صياغة الترتيبات الامنية على محور فيلادلفيا، وتسريح معظم جنود الاحتياط للسماح بإعادة تحريك الاقتصاد، استعداداً لمواجهة تحديات على الجبهة الشمالية، وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، وتطورات البرنامج النووي الايراني بعد ان رفعت ايران وتيرة تخصيب اليورانيوم.

  • وفي هذه المرحلة تتمسك اسرائيل بعدم عودة سكان مدينة غزة والشمال إلى بيوتهم، ما يعني أن 1.8 مليون مواطن يتجمعون في جنوب القطاع قد يشكلون أرضية للاضطرابات ضد حماس، في ضوء الازمة الانسانية الخانقة التي يعيشها سكان تلك المناطق، والتي من المرشح ان تتعاظم.

  • وعلى الصعيد الميداني يلاحظ ان جيش الاحتلال يستخدم تكتيكات التقدم الحذر، للضغط على المقاومة في مناطق القتال، ثم يلجأ الى إعادة تموضع قواته، ثم يتقدم مجدداً، في إطار تكتيك “تحطيم الكتلة الدفاعية الصلبة”، لمواجهة تكتيكات حماس الدفاعية التي تركز على الاشتباكات المباغتة وتنفيذ هجمات مضادة، ووضع عبوات للآليات وهدم مبان على قوات جيش الاحتلال. ويمكن القول ان بطء تقدم قوات الاحتلال في محاور القتال، يعود الى ان تقديرات استخبارية ان قادة حماس والاسرى يتواجدون في تلك المناطق، وهو ما يفرض الحذر في التحركات.

  • وفي وسط قطاع غزة، على محور النصيرات، المغازي والبريج، تعمل الفرقة 36 في جيش الاحتلال من الجهة الجنوبية، والفرقة 99 من الجهة الشمالية، وتواصل عملياتها في عمق مخيمي المغازي والبريج، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي، وتقدم حذر للأليات على أطراف مخيم النصيرات من الجهة الشمالية والجهة الجنوبية.

  • وفي خانيونس، حيث تشير التقديرات الاستخبارية الى احتمال وجود عدداً من قادة حماس والمخطوفين، تتركز عمليات الفرقة 98، التي تضم 7 ألوية مقاتلة، في مواجهة خمسة كتائب مقاتلة وجزء كبير من شبكة القيادة والسيطرة لحركة حماس، التي تواصل الأداء رغم ظروف القتال الشديدة والدمار الكبير، ووفق المعلومات فقد سيطرت الفرقة 98 في جيش الاحتلال على شمال ووسط المدينة، وتتركز العمليات حاليا على المناطق الجنوبية والشرقية للمدينة وخصوصا قيزان النجار وجورت اللوت وبطن السمين ومعن ومحيط كلية العلوم والتكنولوجيا والجامعة الاسلامية التي تشهد معارك ضارية في هذه الاثناء.

  • وعلى الرغم من ان نشاطات قوات الاحتلال تواجه صعوبات في منطقة رفح، بسبب اكتظاظ السكان، الا انها تقوم بتسريب ادعاءات أن منطقة رفح تشكل مركزا هاماً لتهريب المواد الخام لإنتاج السلاح والوسائل القتالية، وهو ما يتطلب عملية عسكرية في المنطقة، بالتوازي مع تطبيق ترتيبات رقابة جديدة على محور فيلادلفيا، وهو الامر المحفوف بخطر المواجهة مع مصر، العملية في رفح ستحتاج إلى قوات أكبر ووقت أكثر، وستتسبب بسقوط الكثير من الضحايا، ما قد يعرض اسرائيل الى المزيد من الانتقادات الدولية.


الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Untitled-300x261
الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Untitled1-300x214
  • تشير التقديرات الاستخبارية أن القدرات العسكرية لـ”حماس” تضررت بصورة كبيرة، في شمال القطاع، حيث تضررت الألوية المركزية والـ 12 كتيبة التابعة لها، وتعتمد حاليا حماس على تفعيل خلايا مقاتلة، غير مركزية. وعلى صعيد السلطات المدنية لـ “حماس” فقد تضررت في شمال القطاع، بينما تحتفظ بقدرات محدودة في جنوب القطاع، وهناك عجز في معالجة احتياجات السكان في رفح جنوب القطاع، التي اصبحت تعاني من ازمة انسانية خانقة.

  • وعلى الرغم من ذلك تشير التقديرات الاستخبارية الى استمرار “عجز” قوات الاحتلال عن تدمير شبكة الانفاق بصورة كاملة، على الرغم من السيطرة على عدة مناطق في قطاع غزة، حيث لازالت المقاومة قادرة على القيام بمبادرات هجومية وتلحق خسائر في صفوف قوات الاحتلال، ما يشير الى ان خلايا المقاومة تحتفظ بسيطرة نسبية تحت الأرض، ما يؤكد أن هدف السيطرة الشاملة لقوات الاحتلال وانهيار حماس، لازال بعيد عن التحقق.

  • ووفق التقديرات لم تؤدي الحرب الى الانهيار الكامل لمنظومة القيادة والسيطرة في حماس، وما تم تحقيقه حتى الان لا يتجاوز الانجازات التكتيكية ولم تصل الى اهدافها الاستراتيجية، وهو الامر الذي سيستغرق أشهرا طويلة، والعملية البرية الجارية الآن تضع أساساً لمواصلة المعركة، والانتقال الى المرحلة الثالثة سيطرح تحديات امام اسرائيل، فانسحاب معظم القوات من غزة سيقلص خطر “المراوحة المتواصلة”، الا انه لا يقلل احتمالات عودة الاحتلال لقطاع غزة بصورة دائمة وتحمل المسؤوليات عن ادارة شؤون السكان الفلسطينيين.

  • و أبدت قيادة الجيش انزعاجها من عدم تحديد المستوى السياسي أهداف استمرار الحرب، ومع مرور الوقت تنكشف الفجوة بين هدف الحرب المعلن: تفكيك حماس كقوة عسكرية وسلطوية، وبين النتائج العملياتية التي يحققها الجيش، هذه الفجوة يتطلب اغلاقها “تصور سياسي”، الا ان تهرب المستوى السياسي من عرض بدائل “اليوم التالي للحرب”، كما تطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والاتهامات المواجهة لطاقم “اليوم التالي” الذي قام بتعيينه نتنياهو انه لا يستهدف تقديم الحلول وانما كسب الوقت. ما سيجعل اسرائيل مضطرة للرضوخ للتصورات الامريكية لمستقبل غزة بعد الحرب، ما قد يعزز احتمالية بقاء حماس قوة سياسية في غزة، ستشكل ارضية لإعادة بناء هياكلها العسكرية، ما ينذر بإفشال الإنجازات العسكرية في خلق واقع استراتيجي افضل، وهو ما يعزز التخوفات من تركيز المستوى السياسي على هدف المس بقادة حماس لاعتمادها كـ”صورة نصر” في الحرب، باعتبارها نقطة تحول استراتيجي في المعركة.

  • صعوبات امام امكانية تنفيذ اسرائيل اغتيالات استراتيجية، ولذلك كان اغتيال العاروري الهدف الأسهل، لا سيما أن تحركاته صارت علنية، واتضح أنه مكتب لحركة حماس في حي سكني وتجاري مكتظ في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتتوقع التقديرات ان اغتيال العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الاقرع قد يمس في المدى القصير نشاطات حركة حماس في بيروت، الا انه لن يغير الواقع والأيام القادمة في الضفة وفي القدس ستكون أكثر حساسية، كثيرون من أعضاء الذراع العسكرية لحماس في الضفة الغربية، سيرغبون في الثأر، سواء بعمليات تفجيرية في قلب اسرائيل، او رشقات صاروخية من شمال لبنان، وهو ما يتوافق مع توجهات السنوار بإشعال كافة الجبهات المحيطة بإسرائيل.


صفقة التبادل:
  • تسارع الاتصالات بشأن مقترحات مصرية لإنجاز صفقة تبادل، على ثلاثة مراحل، تتضمن المرحلة الأولى بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها حماس سراح 40 من الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال والذكور كبار السن، خصوصًا المرضى، وتطلق إسرائيل سراح 120 أسيرًا فلسطينيًا من نفس الفئات، بالتزامن مع وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي، وإعادة انتشار قوات الاحتلال بعيدًا عن التجمعات السكانية. وتتضمن المرحلة الثانية إقامة حوار وطني فلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط. وتتضمن المرحلة الثالثة وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل العسكريين الإسرائيليين، والأسرى الفلسطينيين ذوي المحكوميات العالية، والاسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، وانسحاب إسرائيلي من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.

  • الورقة المصرية تتفادى تسمية توقف العمليات، باعتبارها «هدنة إنسانية» كما تريدها إسرائيل، أو «وقفاً شاملاً لإطلاق النار» كما تصر المقاومة، وتركز على دفع الأطراف جميعها إلى «الانخراط الإيجابي» في بلورة الأفكار التي تم طرحها، والبناء عليها من أجل تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم الانتقال لمسار سياسي، على اعتبار ان المقترح المصري صيغة أولية، ستتم بلورة رؤية متكاملة عقب الحصول على موافقة كافة الأطراف.

  • المقاومة تعتبر أن الأسرى ورقة قوية ستساعد على الوصول إلى اتفاق شامل للإفراج عن كل الأسرى ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار وتدفق المساعدات الإنسانية وإعادة البناء والإعمار، ووفق تقديرات المقاومة فإن إسرائيل ستواصل حربها إذا حصلت على المحتجزين لأنهم يشكلون نقطة الضعف التي يمكن من خلالها وقف الحرب، ولذلك أكدت تمسكها بموقفها الرافض للمفاوضات من دون وقف شامل للحرب

  • خلافات داخل الحكومة الاسرائيلية، حول قضية الاسرى وادارة الحرب في غزة، حيث يتم توجيه انتقادات من بيني غانتس وغادي ايزنكوت، ان الحكومة لا تبذل ما يكفي لاستعادة الاسرى، ويعتبرون أن الأولوية هي لإطلاق سراح الأسرى، على أن يتم بعد ذلك استئناف الحرب، في المقابل يعتبر نتنياهو ووزير الجيش أن الأولوية لاستمرار الحرب وتحقيق هدف القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى، والتوصل إلى وضع لا يشكل فيه قطاع غزة تهديدًا لدولة الاحتلال. وعلى الرغم من تلك الخلافات الا انه يوجد اجماع على استمرار الحرب وعدم وقف إطلاق النار، مع امكانية الموافقة على إبرام صفقة تبادل جديدة وهدنة مؤقتة لا تلزم إسرائيل بوقف الحرب بصورة نهائية.


محكمة العدل الدولية:
  • على صعيد مجريات الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بجرائم الابادة الجماعية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة، وفي ضوء التوقعات بصدور قرار يدين اسرائيل بادر نتنياهو الى تعيين رئيس المحكمة العليا السابق اهارون باراك رئيسيا للفريق الاسرائيلي في محكمة لاهاي، في ضوء التحذيرات من خطورة الموقف بسبب قوة الادلة المقدمة، وهو ما يتطلب ضرورة التحرك بشكل قانوني وفعال، خاصة ان عدم التزام الاحتلال بمقررات المحكمة سيضعها كقوة مارقة خارجة عن القانون ويضعف التعامل معها ويسهل مقاطعتها وملاحقة قادتها.

  • من غير المتوقع صدور قرار بوقف فوري للعدوان، وسيقتصر الامر على صدور قراراً بإدخال المساعدات ووقف التهجير وعودة المهجرين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الابادة الجماعية.

  • صدور قرار باتهام الاحتلال بارتكاب جرائم الابادة الجماعية سيحتاج نقله الى مجلس الامن لتنفيذ العقوبة ضد الاحتلال وهناك سيكون الفيتو الامريكي في الانتظار. وفي هذه الحالة، تستطيع دولة جنوب افريقيا نقل الملف الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتخاذ قرار بتعليق مشاركات دولة الاحتلال تحت بند الاتحاد من اجل السلام، وهو ذات القرار الذي طبق على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ويوغسلافيا السابقة.

  • وعلى الرغم من احتمالات الفيتو الامريكي، بالإمكان ان يتم البناء عليه الكثير من الاجراءات التي يمكن من خلالها ملاحقة قادة الاحتلال لدى المحاكم المحلية في العديد من دول العالم، ولدى محكمة الجنايات الدولية لاحقا.


الجبهة الشمالية:
  • اسرائيل لم تتمكّن حتى الآن من تقديم إنجازات استراتيجية في حربها على قطاع غزة، ولذلك فقد قامت بتنفيذ موجةٍ من الاغتيالات، والهجمات المكثفة على القرى اللبنانية الحدودية، لأول مرة منذ 17 سنة، بهدف خلط الأوراق واستدراج حزب الله إلى المواجهة، وتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية، الا ان حزب الله لازال يتمسك بعدم الذهاب إلى معركة، واقتصر رده على رشقات صاروخية، في منطقة أكثر عمقاً في الجليل الاعلى وخليج حيفا، حيث توجد وحدة المراقبة الجوية الشمالية لسلاح الجو، اضافة الى محاولات إطلاق طائرات مسيرة هجومية، وسيواصل الحزب التركيز على المنطقة الشمالية ولن يحاول توسيع المعركة نحو مناطق المركز في اسرائيل.

  • وعلى الرغم من ان التقديرات تشير ان الساحة الأقرب للتدهور هي لبنان، إلا أن الطرفين حذران داخل معادلة “الردع المتبادلة”، وقد يسعى حزب الله لتمرير اتفاق “ترسيم الحدود”، وهو الامر الذي يحظى بدعم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، خاصة ان الخط الأزرق الذي انسحبت إليه إسرائيل عام 2000م اعتبر “خط انسحاب” وليس “خط حدود”.


الدور الامريكي:
  • يتمحور الخلاف بين إدارة بايدن والحكومة الاسرائيلية حول تركيز اسرائيل على استمرار الحرب، فيما تركز امريكا على اليوم التالي من انتهائها، وبينما لم يصل هذا التباين إلى مستوى تدخل أميركا لفرض وقف إطلاق النار في ظل غموض مرحلة اليوم التالي للحرب، ووفق المعلومات فقد عرضت إدارة بايدن مسودة استراتيجية حول مستقبل غزة، الا انها اصطدمت بالرفض الاسرائيلي وجود دور السلطة الفلسطينية في ادارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة.

  • تحاول الادارة الامريكية إبقاء غانتس وايزنكوت في الحكومة، بالاضافة الى الحفاظ على قنوات الاتصال مع المؤسسة الامنية الاسرائيلية، من اجل منع تدهور الاوضاع الى حرب اقليمية، والمساعدة على بلورة تصورات اليوم التالي للحرب في غزة، وجاءت جولة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الى المنطقة، سعياً إلى نزع فتيل التوتر والحيلولة دون توسع الصراع في المنطقة، وتورط الولايات المتحدة.


الموقف:
  • على الرغم من تضرر القدرات العسكرية لـ”حماس”، والقدرات الحكومية، الا ان المقاومة لازالت قادرة على القيام بمبادرات هجومية، ما يؤكد أن هدف انهيار حركة حماس، لازال بعيد عن التحقق، وما تم تحقيقه لا يتجاوز الانجازات التكتيكية، ما يؤكد ضرورة وجود “تصور سياسي” لليوم التالي للحرب، لازال المستوى السياسي الاسرائيلي يتهرب من عرضه، ما ينذر بإفشال الإنجازات العسكرية، ويعزز التخوفات من تركيز المستوى السياسي على هدف المس بقادة حماس لاعتمادها كـ”صورة نصر” في الحرب ونقطة تحول استراتيجي في المعركة، وتتخوف التقديرات الاستخبارية ان هذا السيناريو سيعزز احتمالات عودة الاحتلال الى قطاع غزة بصورة دائمة.

  • تواصل قوات الاحتلال سحب وحداتها المقاتلة من شمال وادي غزة، والانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، وتعرقل التوصل لوقف إطلاق النار، بسبب الخلافات الداخلية وغموض رؤية مستقبل غزة في اليوم التالي للحرب، حيث يطرح الاحتلال أفكاراً تتضمن تهميش دور حماس وعدم السماح بعودتها لحكم قطاع غزة، وهو الامر المرفوض من الحركة، التي تتمسك بورقة الأسرى، لضمان بقائها في المشهد. على الرغم من الخلافات في الحكومة الاسرائيلية، الا انه يوجد اجماع على استمرار الحرب، مع امكانية الموافقة على إبرام صفقة تبادل وهدنة مؤقتة لا تلزم إسرائيل بوقف الحرب.

  • من غير المتوقع صدور قرار بوقف العدوان من محكمة العدل الدولية، وقد يقتصر الامر على صدور قراراً بإدخال المساعدات ووقف التهجير وعودة المهجرين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الابادة الجماعية. وعلى الرغم من احتمالات الفيتو الامريكي في مجلس الامن، بالإمكان ان يتم البناء عليه لملاحقة قادة الاحتلال لدى المحاكم المحلية في العديد من دول العالم، ولدى محكمة الجنايات الدولية لاحقا.

  • على الرغم من تحفظ الجميع على احتمالات اندلاع “الحرب الإقليمية”، إلا أن أخطاء محتملة في التقدير قد تؤدي الى اندلاع حرب اقليمية، وهو الامر الذي يشكل محور اهتمام التحركات الامريكية في المنطقة.

  • تمسك اسرائيل باستمرار بقاء 1.8 مليون مواطن في جنوب القطاع قد يشكلون أرضية للاضطرابات ضد حماس، في ضوء الازمة الانسانية الخانقة التي يعيشها سكان تلك المناطق، والتي من المرشح ان تتعاظم. ما يؤكد ان هناك تحديات صعبة ستواجه الجهة التي ستتولى إدارة غزة مستقبلا، في ضوء الدمار الشامل التي سببته الحرب، وانهيار كافة القطاعات الحياتية، وانتشار الفقر والجوع، وانعدام الامن، واحتمالات تعزز الفوضى في داخل قطاع غزة، ما سيؤدي حتما الى نمو التنظيمات المتطرفة التي ستشكل تهديدا للمنطقة بصورة عامة واسرائيل بصورة خاصة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69944
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف   الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:35

 الحرب على غزة: تقدير موقف (Cool
ميدانيا:
  • في مؤشر على انتقال قوات الاحتلال الى المرحلة الثالثة من الحرب، قلصت قوات الاحتلال حجم قواتها، وخرجت أكثر من نصف القوات التي عملت في القطاع قبل شهر تقريباً، وأعادت التموضع وتنفيذ انسحابات في مناطق واسعة في المناطق التالية: شمال قطاع غزة (بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا)، غرب مدينة غزة (الشيخ عجلين، تل الهوا، النصر، مخيم الشاطىء، الشيخ رضوان)، شمال غرب مدينة غزة (منطقة الكرامة، وأبراج المخابرات، والتوام)، وسط قطاع غزة (المغازي، البريج، الزوايدة، النصيرات)، بالإضافة لانسحابات مماثلة من شارع الرشيد غرب مدينة غزة، وأعادت تمركزها شمال غرب قطاع غزة، وفي المنطقة الممتدة على شمال وادي غزة تعمل قوات أخرى، إلى جانب فرقة غزة التي اصبحت تسيطر على قطاع بعرض كيلومتر على طول حدود قطاع غزة، في مؤشر على الانتقال التدريجي إلى المرحلة الثالثة، والتي تشمل تركيز القصف على خلايا المقاومة وتقليل استهداف المدنيين، ونقل مركز العمليات إلى خانيونس وتخفيف حجم القوات في شمال القطاع، وأصبح التمركز على مداخل المناطق المأهولة، والدخول إلى عمق المنطقة لإحباط محاولات لحماس إعادة السيطرة هناك.
  • وتشهد حاليا مناطق غرب مدينة غزة اشتباكات متواصلة مع قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشفاء، دوار ابو مازن، النصر، الصبرة، السرايا، ما يشير الى انتقال المقاومة الى حرب العصابات في مواجهات قوات الاحتلال، التي تقوم باتباع تكتيكات “العمليات الموضعية” (Intensive Operations)، واضطرت الى توسيع نطاق عملياتها في هذا المحور، وعادت الى اسلوب العمليات القتالية الموسعة واستدعت المزيد من الوحدات العسكرية الى هذا المحور، الذي يشهد حاليا معارك ضارية.
  • واشارت المعلومات الى ان سلاح الهندسة في جيش الاحتلال طور أدوات ضخ المياه بوتيرة عالية إلى أنفاق حماس، كجزء من أدوات لتحييد الأنفاق، تتضمن نصب محركات وأنابيب، بالتوازي مع إنضاج قدرة في مستوى هندسي والعمل على العثور على الفوهات المناسبة للمهمة، تم تحليل مزايا الأرض ومنظومات المياه في المنطقة للتأكد من ألا تمس بالمياه الجوفية في المنطقة، هذه الأداة تشكل اختراقاً هندسياً وتكنولوجياً مهماً في التصدي للأنفاق، يعود الفضل في هذه الخطوة الى سلاح الهندسة الذي كان له الكثير من المهمات في هذه الحرب، سواء شق الطرق او اقامة الاستحكامات او تدمير الالغام، اضافة الى عمليات تفجير الأنفاق، والإخلاء وشق محاور جديدة وتدمير مربعات سكنية.
  • وأشارت تحقيقات جيش الاحتلال في عملية المغازي، التي راح ضحيتها حوالي 21 من جنود الاحتلال، أن حماس استعدت لهذا النوع من القتال، وطورت نظرية “الحرب الدفاعية”، وبناء المنظومة الدفاعية المحصنة تحت الأرض، وتطوير التقنيات القتالية وقدرات الإنتاج الذاتي، ونجحت حماس في تحديد نقطة ضعف في تحركات الجيش وخصوصا الأماكن التي تتكرر فيها العمليات بانتظام، الروتين العملياتي، والذي يعتبر العدو الأكبر للهياكل القتالية في حرب العصابات، ما هدد اليقظة العملياتية.


الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-4-2-2024الموقف العسكري في المنطقة الوسطى لقطاع غزة 4-2-2024
معركة خانيونس:
  • بينما يتواصل استهداف الأحياء السكنية، في خانيونس جنوب القطاع، يلاحظ أن تحركات القوات البرية كانت أبطأ مما ظهرت عليه في الشمال وفي غزة، ولهذا علاقة بطول فترة الحرب، والتقديرات باحتمالات وجود قادة حماس والمخطوفين في المنطقة، وهو ما يتطلب التقدم الحذر من قوات الاحتلال، اضافة الى ان لواء خانيونس في حماس كان يعتبر الافضل قتاليا وتجهيزا بين كافة ألوية الحركة في قطاع غزة.
  • ولذلك تعد عملية خانيونس العملية الهجومية الأكثر أهمية، حيث تزيد كثافة القتال، وتتوسع العملية الهجومية إلى جنوب المدينة، وغربها، وهي المنطقة التي يوجد فيها مخيم اللاجئين، حيث يتم الآن بذل جهود متزايدة من أجل ضرب كتيبتين من كتائب لواء خان يونس، هذه الجهود ترافقها مقاومة أكثر شدة من حماس، حيث يشهد محور خان يونس، اشتباكات عنيفة، خاصة في محيط مستشفى ناصر، منطقة الصناعة، مخيم خانيونس، وحي الأمل، إضافة لمواجهات مسلحة وسط المحافظة، ومع استمرار تقدم الفرقة 98 في غرب خانيونس، والتي تضم أربعة ألوية، وخصوصا في المنطقة التي تعتبر من أصعب معاقل حماس، بالنظر إلى تعقيد القتال في المناطق الكثيفة السكان، في مخيم خانيونس، حيث لا يزال هناك عشرات الآلاف من المواطنين، وكذلك في مستشفى ناصر الذي يضم مجمع كبير من المباني، حيث المعضلة التي يواجها الجيش هي ما إذا كان ينبغي علاج قضية مستشفى ناصر بطريقة مماثلة لما حدث في مستشفى الشفاء، ومثل هذا الإجراء قد يتطلب من الجيش قضاء بضعة أسابيع، حيث تسعى حماس إلى فرض ثمن آخر على شرعية إسرائيل المتآكلة.
  • وأدت زيادة حجم قوات جيش الاحتلال في خانيونس الى زيادة المواجهات مع عناصر حماس، التي امتنعت عن المواجهة المباشرة واعتمدت على خلايا صغيرة وفق تكتيك “حرب العصابات”، وهو ما ادى الى إبطاء تحركات ألوية الجيش، التي توزعت مهامها ما بين العثور على قيادة حماس والاسرى، وألوية أخرى تنشغل بالسيطرة على مناطق أخرى غرب المدينة. وأشارت التقديرات الاستخبارية ان حماس خاضت معركة انسحاب في الأنفاق، وكبار قادة حماس، لم يعودوا موجودين في المدينة، وكذلك الامر فيما يتعلق بالاسرى. على الرغم ان عملية مخيم خانيونس سبقها قصف من الجو، وخطة تضليل، حيث لم يتم تحذير السكان والطلب منهم الإخلاء قبل بدء العملية، ما ساعد الجيش على اختراق المناطق الأكثر أهمية، التي أصبح القتال أكثر ضراوة، حيث توجد قواعد القيادة والتحكم لحركة حماس.
  • وواصلت قوات الاحتلال عمليات هدم مربعات سكنية كبيرة في مدينة خانيونس بهدف تدمير كافة الخطوط الدفاعية لحركة حماس في المنطقة، كما تواصل قصف وتدمير مناطق جنوب خانيونس في مناطق بطن السمين والحي النمساوي، وانتقلت في عملياتها العسكرية الى منطقة الفخاري شرق المستشفى الاوروبي والتي تعتبر مؤشرا على التقدم باتجاه شمال شرق رفح.
  • وتتوقع التقديرات الاستخبارية أن ينتهي القتال في خان يونس خلال الأيام المقبلة، وستظل هناك قوات مقلصة على غرار ما يحدث في شمال ووسط القطاع، والتركيز على تنفيذ عمليات قصف ضد أهداف موضعية بصورة جراحية، بمساعدة الاستخبارات، واستمرار الضغط العسكري المركز.


الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3-4-2الموقف العسكري في خانيونس 4-2
 عملية رفح:
  • ارتفعت عمليات القصف التي تنفذها قوات الاحتلال في محافظة رفح مؤخرا، والتي تتركز على اهداف محددة في احياء الجنينة والبرازيل شرق مدينة رفح، والمنطقة الفاصلة بين رفح وخانيونس، والمعروفة بمنطقة “موراج”، التي تشهد قصف مناطق زراعية فارغة، بحجة وجود اهداف للمقاومة في تلك المنطقة.
  • وتدفع جهات استخبارية اسرائيل الى ضرورة إعداد خطة عملياتية للسيطرة على رفح ومحور فيلادلفيا، حيث يدور الحديث عن نقل المدنيين من رفح إلى منطقة المواصي غرب رفح، وإعادة نازحين من رفح إلى الشمال والوسط، وزيادة المساعدات، وهو من شأنه أن يساهم في تخفيف المعارضة الدولية لعملية رفح، خاصة إذا عارضت حركة حماس صفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليا، حينها قد تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لبدء العدوان على مدينة رفح.
  • وهو الامر الذي سيتطلب من إسرائيل إزالة مجموعة من العوائق، ضرورة إعادة الفلسطينيين إلى الوسط والشمال، بهدف تقليص الكثافة السكانية العالية في رفح حاليا، وان تكون العمليات العسكرية في رفح مغايرة لتلك التي تم تنفيذها في مناطق اخرى في قطاع غزة، والاعتماد على الهجمات المركزة التي لا تستهدف المدنيين، واعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع مصر، التي لا تمكن إسرائيل من السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي. والذي يعتبر السيطرة عليه، من اهداف إسرائيل في الحرب، بحجة كشف وتدمير انفاق التهريب، وإحباط محاولات هروب قادة حماس وتهريب الاسرى الى خارج قطاع غزة.
  • ووفق التقديرات شكل امتناع جيش الاحتلال عن السيطرة على المحور في المراحل المبكرة من الحرب، بمثابة خطأ استراتيجي، ومحاولة اصلاحه، ستكون إشكالية جدا، تستوجب تنسيقا مع مصر، التي تعارض التواجد العسكري الإسرائيلي على المحور، باعتباره انتهاك لسيادتها، وتعارض كذلك مخططات الهجوم الاسرائيلي على رفح، باعتبار ان هذه الخطوة ستؤدي الى تدفق النازحين إلى أراضيها، ما قد يخلق واقعا جديدا في المنطقة، خاصة أن إسرائيل لم تخفي نواياها بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة من بداية الحرب.


صفقة التبادل:
  • اتفق مفاوضون من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس على إطار عمل لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، الاتفاق يشمل وقفا تدريجيا لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات لسكان القطاع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، المرحلة الأولى ستشمل إطلاق حماس سراح 35 – 40 رهينة إسرائيلي من النساء والأطفال والرجال المرضى ممن هم فوق 60 عاماً، مقابل افراج إسرائيل عن 200 – 300 أسير فلسطيني دون أن يشمل هذا الرقم الأسرى من ذوي الأحكام العالية، كما تسمح إسرائيل بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة بواقع 200 – 300 شاحنة يومياً. ويتوقف القتال لمدة خمسة أسابيع. والمرحلة الثانية تشمل إطلاق سراح جنود وضباط أسرى لدى المقاومة مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم التفاوض حولهم في جولة مفاوضات غير مباشرة تجري ما بين 4 – 6 أسابيع من بدء تطبيق الاتفاق. أما المرحلة الثالثة فتشمل الإفراج عن جثث القتلى الأسرى من الجانبين والاتفاق حول المعابر وإعادة إعمار قطاع غزة، مصر وقطر ستتوليان متابعة تنفيذ الاتفاق بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
  • حركة حماس أعلنت أن لديها ملاحظات جوهرية على ورقة مقترح صفقة التبادل، وتدرس الورقة مع مختلف الفصائل لبلورة رداً موحداً، ويجري البحث عن ضمانات لالتزام اسرائيل، وتطالب بمعادلة «الكل مقابل الكل»، ووقف تام للحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الاسرائيليين. ولم تقدم الحركة حتى الان ردها بصورة رسمية على الصفقة المقترحة.
  • وتستند حركة حماس في ترددها انها تمسك بزمام المبادرة الميداني في مواجهة جيش الاحتلال، اضافة الى ان ورقة الرهائن الاسرائيليين تشكل ضغطا قويا على حكومة نتنياهو من الاهالى الذين يصعدون ضغطوهم على الحكومة الاسرائيلية للمطالبة باتمام صفقة تبادل بـ “أي ثمن”، اضافة الى ان الضغوط الامريكية على حكومة نتنياهو لاتمام الصفقة وصولا الى وقف الحرب ما يخدم المصالح الامريكية وعدم توسع الصراع اقليميا، والتفات الحزب الديمقراطي الى الانتخابات الامريكية القادمة في نهاية العام الحالي.
  • وتتخوف الحركة ان الصفقة قد تكون “كمين”، يساعد اسرائيل على استعادة محتجزيها، ثم تقوم باستئناف الحرب، دون السماح للغزيين من الشمال بالعودة ودون سحب قوات الاحتلال من القطاع وبلا تعهد بإنهاء الحرب أو اقامة المنطقة العازلة، حيث يدور الحديث أن تل أبيب تعد خطة لحكم إسرائيلي لغزة لمدة عام للقطاع، وبالتالي فإن الصفقة هي محطة عبور نحو استكمال مشروع إسرائيل بغزة.
  • وفي المقابل تؤكد إسرائيل أنها لن توقف الحرب، إلا بعد تحقيق أهداف القضاء على حماس عسكريا وسياسيا، والبقاء في قطاع غزة عسكريا، وأنها ستوافق فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار، مدته شهران، وتعتبر أن الضغط العسكري سيؤدي إلى تحسين شروط المفاوضات وبالتالي التعجيل بإطلاق سراح المختطفين.
  • وتتوقع التقديرات أن تثير الصفقة خلافاً سياسياً في إسرائيل، فبينما تعتبر بعض الاطراف ان الصفقة ستكسر أكثر من شهرين من الطريق المسدود في المفاوضات، وترسم مخططاً لإعادة مخطوفين، ولا تمنع إسرائيل من العودة إلى الحرب مثلما فعلت في نهاية الصفقة السابقة التي في إطارها تحرر 85 رهينة، وفي المقابل تعتبر جهات اخرى ان الصفقة ستترك في ايدي حماس عدداً كبيراً من المخطوفين ستستخدمهم لتحقيق أهدافها، وستؤدي الصفقة الى تعزيز الخلاف السياسي في الحكومة الاسرائيلية، بين المعسكر الحمائمي بقيادة غانتس آيزنكوت وآريه درعي، الذي يطالب بإطلاق سراح المخطوفين حاليا، وتأجيل هدف القضاء على حماس لاحقا. في مقابل معسكر الصقور بقيادة بن غفير وسموتريتش، الذي يرى بضرورة مواصلة الحرب ضد حماس، حتى تقويضها، قبل قضية المخطوفين، في ظل التخوف أن تكسب حماس وقتا وتجمع قوة، وإسرائيل ستفقد طاقة وشرعية، دون أن تتمكن من تقويض حماس، ويحتمل أن تكون مطالبة بان تدفع في المستقبل أثمانا باهظة، ويعتقدان ان وقفا طويلا لإطلاق النار سيعتبر إنهاءً للحرب وسيبقي حماس في السلطة.
  • ويرى نتنياهو أن إعادة بعض المخطوفين مقابل آلاف السجناء الفلسطينيين سيتم تفسيرها على أنها اعتراف بالفشل، وبالتالي فان هذه الصفقة سترفع مكانة “حماس” وستخلصها من الضغط العسكري، لذا فإن الطريقة الوحيدة للتقدم تتعلق باستمرار ضرب حماس، حتى تصل إلى “نقطة الانكسار” التي ربما ستؤدي إلى عقد صفقة بشروط أسهل، على الرغم من أن هذا الموقف يتعارض مع الوضع الميداني وانتقال حماس من نمط العمل العسكري المنظم نسبياً إلى نموذج حرب العصابات، اضافة الى ان هذه الصفقة ستعزز مكانة حماس في أوساط الجمهور الفلسطيني، وستصعب إبعادها عن مراكز القرار التي ترسم مستقبل قطاع غزة.
  • ولذلك سيضطر نتنياهو للمناورة بين المعسكرين، وبين الالتزام الأساسي من جانب الدولة تجاه المخطوفين والتأييد الجماهيري الواسع للاتفاق، وبين إمكانية تصدع الائتلاف، وسيضع ألغاما لنسف مقترح باريس، حيث يراهن على رفض حركة حماس للصفقة بسبب عدم تلبية مطالبها الاساسية مثل انسحاب جيش الاحتلال من غزة أو عودة النازحين أو وقف الحرب أو رفض الافراج عن بعض الاسرى، هذه العقبات ستكون كفيلة بتعطيل أي صفقة وستعطي نتنياهو حبل نجاة الهروب من الصفقة واستمرار تماسك حكومته.


الموقف:
  • تشير التقديرات أن الحرب في قطاع غزّة، قد تستمر لأشهر طويلة، خاصة وان جيش الاحتلال بعيد عن الوصول الى “نقطة الحسم” وتحقيق أهداف الحرب كاملة، وفي مقدمتها «سحق حركة حماس وتقويض حكمها وضمان ألّا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل، وإعادة المحتجزين، ولذلك فان نتنياهو وقيادة الجيش لا يؤيدون وقف الحرب، ويعتبرون أنّ انهاء الحرب قبل تحقيق تلك الاهداف هو هزيمة لاسرائيل، ولذلك فان تركيز نتنياهو ينصب على حسم المعركة وتحقيق «النصر»، لكسب ثقة الجمهور الإسرائيلي.
  • على الرغم من وعود نتنياهو بالنصر، إلا أن أهداف الحرب لم يتم تحقيقها بعد، والشلل السياسي الذي يفرضه نتنياهو يمنع ترجمة ما تم إنجازه إلى إنجازات دبلوماسية، وفي ضوء غياب قرارات المستوى السياسي فإن هناك تخوفات من أن الإنجازات العسكرية ستتآكل، خصوصا في ظل استمرار رفض نتنياهو اتخاذ قرارات بالنسبة لليوم التالي للحرب، ما يدفع باتجاه المواجهة مع الإدارة الاميركية والدول العربية المعتدلة. اضافة الى ان رئيس الأركان هرتسي هليفي حذر المستوى السياسي بأن رفض بلورة استراتيجية لليوم التالي يمكن أن يؤدي إلى تكرار العملية العسكرية في المناطق التي أنهى القتال فيها، خصوصا بعد ان عادت حماس إلى إطلاق الصواريخ واستعراض حضورها في تلك المناطق، وخاصة في مناطق غرب غزة.
  • رفض نتنياهو رؤية الإدارة الأميركية حول الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية المتجددة في إدارة قطاع غزة، ويصر على عدم إقامة الدولة الفلسطينية، ما يؤدي الى التوتر مع الإدارة الأميركية، التي تصر على ضرورة انهاء المرحلة المكثفة من المعركة والانتقال إلى مرحلة الهجمات المركزة، وهو الامر الذي ترفضه إسرائيل بدعوى أن هذه الاجراءات ستعزز حماس ولن تؤدي الى اطلاق سراح المخطوفين، وقد يسعى نتنياهو لاستغلال هذا الاحتكاك لإلقاء المسؤولية على الأميركيين عن عدم تحقيق أهداف الحرب.
  • تتوقع التقديرات ان تحدد صفقة التبادل مستقبل العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة بصورة عامة، وفي رفح بصورة خاصة، حيث ستسعى اسرائيل الى تحميل حركة حماس المسؤولية عن عرقلة الصفقة، وبالتالي ستسارع الى تنفيذ عملياتها في رفح، والتي تستهدف تغيير الوضع في محور فيلادلفيا، وتهجير المواطنين الى سيناء، بما يتناسب مع المصالح الاسرائيلية. لذلك تدعم بعض الاطراف امكانية موافقة الحركة على الصفقة باعتبار انها ستكون خطوة من اجل تأجيل الازمة او حلحلتها، وهو تكتيك يعتمد على “ازاحة الازمة” Shifting The Crisis)) لفترة من الزمن، قد يحدث خلالها متغيرات قد تعزز موقف الحركة، وتخفف الضغط العسكري على مقاتليها، وكذلك الضغوط الشعبية المتزايدة نتيجة استمرار الحرب والازمات الانسانية المرافقة لها في صفوف المواطنين الذي يتكدسون في رفح ودير البلح في ظل اوضاع انسانية صعبة للغاية تشكل ضغوطا على المقاومة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرب على غزة: تقدير موقف
»  طوفان الاقصى | الحرب على غزة في يومها الـ 24.. الاثنين 30/10/2023
» طوفان الاقصى | الحرب على غزة في يومها الـ 26.. الاربعاء 1/11/2023
» طوفان الاقصى | الحرب على غزة في يومها الـ 25.. الثلاثاء 30/10/2023
»  موقف أهل مكة من الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: