منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  "الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 "الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا! Empty
مُساهمةموضوع: "الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا!    "الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا! Emptyالجمعة 08 مارس 2024, 9:43 pm

 "الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا! 33XX8M2-highres-1696944528







"الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا!
"الخنساء" هو لقب الشاعرة العربية المشهورة تماضر بنت عمرو من قبيلة بني سليم العربية. والخنساء شاعرة مخضرمة كونها عاشت في حقبتين فولدت ونشأت وترعرعت في الجاهلية ثم أدركت الإسلام ودخلت وقومها فيه.


شهرة "الخنساء"
لقد حصلت هذه الشاعرة العملاقة على شهرة واسعة وما زالت شهرتها طاغية على مرّ السنين، وكانت حاضرة على مرّ العصور وحتى يومنا هذا، وهذه الشهرة التي نالتها وتحققت لها ليست لأنها شاعرة أبدعت في مجال الشعر والأدب في الدّرجة الأولى بل شهرتها هذه لأنها جسدت حالتين مختلفتين متناقضتين في حياتها متعلقة بمقتل وفقدان الأعزاء في الحروب.


فعندما قتل شقيقها صخر في إحدى الغزوات في الجاهلية قامت الخنساء برثائه مطولا بشعرٍ تميز بالحزن الشديد والجزع العظيم فذرفت الدموع وقد طال بكاؤها وحزنها وقتا طويلا حتى إنّها أبكت العالم في رثائها صخرا، ولم يكن للصبر في قاموسها وجود.


والموقف المقابل والمناقض تمثّل بعد دخولها وقومها الإسلام إذ كانت تحرّض أبناءها على الجهاد والقتال في سبيل الله ومن ذلك توديعها وحثها لأبنائها الأربعة على القتال بشدة والثبات في معركة القادسية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ومما قالته لهم: (فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، وجعلت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة)، وعندما بلغ إليها خبر استشهادهم الأربعة لم تجزع بل صبرت وسُرَّتْ وقالت: (الحمد لله الذي شرّفني باستشهادهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).


عقيدة ومفاهيم وأفكار الإسلام هي التي تحوّل الإنسان من حالٍ لحال وتنقله من موقف لآخر، فالخنساء عندما قُتل أخوها صخر كانت مفاهيمها عن الحياة نابعة ومأخوذة من مفاهيم الجاهلية فلذلك جزعت ولم تصبر


السر في هذا التحوّل في مواقف "الخنساء"؟!
لا شك أنهما موقفان مختلفان بل متناقضان من هذه الشاعرة في حياتها إزاء حدثين متشابهين ومتطابقين بالكلية (فقدان الأعزاء في القتال)، موقف تعهدت فيه أن تبكي أخاها القتيل الدهر كله وموقف القبول والرضا وعدم الجزع بعد تلقيها خبر استشهاد أبنائها الأربعة في معركة واحدة، فيا ترى ما سر ذلك؟!


الجواب، وببساطة إنها عقيدة ومفاهيم وأفكار الإسلام التي تحوّل الإنسان من حالٍ لحال وتنقله من موقف لآخر، فالخنساء عندما قُتل أخوها صخر كانت مفاهيمها عن الحياة نابعة ومأخوذة من مفاهيم الجاهلية فلذلك جزعت ولم تصبر، وعندما تحولت إلى الإسلام صبرت وتقبلت فكرة استشهاد أبنائها في معركة واحدة وذلك لأن مفاهيمها عن الحياة تغيرت إذ أصبحت تؤمن أن الحياة دار فناء وممرّ وأنها مخلوقة لله عز وجل وأن هناك بعثا وحسابا وهناك جنة ونارا، وأن من يستشهد مصيره لجنّات الخلد فلذلك قالت وهي تودع أبناءها للجهاد: (واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية)، فلذلك صبرت عندما بلغها نبأ استشهادهم ودعت الله أن يجمعهم بها في مستقر رحمته.


صورة "الخنساء" إزاء حثها لأبنائها على الجهاد وموقفها من خبر استشهادهم الأربعة ليست صورة وحالة خاصة بها انتهت مع رحيلها عن هذه الدنيا بل هي فكرة حيّة موجودة على مر التاريخ ما دامت المفاهيم والأفكار


المفاهيم هي من تقود الإنسان وتوجّهه في الحياة
الإنسان الذي امتاز عن غيره من المحسوسات بخاصية التفكير والإدراك يسير في الأصل والأساس وفق مفاهيمه وأفكاره، أي الأفكار والمفاهيم هي التي تبني شخصيته وتقوده وتوجّهه في الحياة الدّنيا، فلذلك قيل إذا أردنا أن نغير الإنسان وسلوكه علينا تغيير مفاهيمه -أي وجهة نظره في الحياة-. والإنسان عندما تتغير مفاهيمه تتغير وجهة نظره للأمور والأحداث والمواقف ومن ثم ينعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته ومواقفه وهذا ما حصل مع الشاعرة الخنساء في مقتل شقيقها صخر واستشهاد أبنائها الأربعة.


صورة "الخنساء" إزاء حثها لأبنائها على الجهاد وموقفها من خبر استشهادهم الأربعة ليست صورة وحالة خاصة بها انتهت مع رحيلها عن هذه الدنيا بل هي فكرة حيّة موجودة على مر التاريخ ما دامت المفاهيم والأفكار التي كونت عقليتها وشخصيتها ووجهت سلوكها ومواقفها موجودة ألا وهي عقيدة الإسلام.


حالة الشاعرة العربية الكبيرة "الخنساء" هي حالة غير منقطعة كانت خاتمتها بموتها ورحيلها عن هذه الدنيا الفانية بل هي فكرة متكررة ظهرت وتظهر كثيرا وإن لم تأخذ الشهرة الواسعة كالخنساء.


نساء فلسطين والنموذج المتكرر "للخنساء"
نعيش على أرض فلسطين منذ سنين طويلة احتلالا قاسيا لم يبق شيئ إلا وطالته أيدي قواته وآلته العسكرية.


وفي صراعنا مع هذا الاحتلال وجدنا ورأينا نماذج كثيرة من نساء فلسطين تُعيد وتكرر صورة "الخنساء"، ففي فلسطين وجدنا تلك الأم التي تودع ابنها لساحة المقاومة والجهاد وتحثه على الاستبسال وعدم الخوف والجبن، تفعل ذلك دون جزع أو خوف مغلّبة مفاهيم الجهاد والتحدي على مظهر الأمومة الفطري، ووجدنا الأم التي تستقبل نبأ استشهاد فلذة كبدها بالفرح والسرور داعية الله أن يجمعها به في جنات النعيم، ووجدنا كذاك الأم التي تشارك الجمع في حمل جثمان ولدها الشهيد، ووجدنا الأم التي تقضي جل حياتها وهي تتنقل من سجن لآخر لتزور أبناءها الأسرى دون ضجر وملل، ووجدنا غير ذلك الكثير الكثير من المواقف المٌشّرفة التي جسدتها الأم في فلسطين والتي غرستها مفاهيم الإسلام في عقول ونفسيات تلك النساء الصابرات المحتسبات.


إذَن، حالة الشاعرة العربية الكبيرة "الخنساء" هي حالة غير منقطعة كانت خاتمتها بموتها ورحيلها عن هذه الدنيا الفانية بل هي فكرة متكررة ظهرت وتظهر كثيرا وإن لم تأخذ الشهرة الواسعة كالخنساء، فالإنسان بمفاهيمه، ونحن أمة صنعها دينها وعقيدتها فلذلك ستبقى بذرة الخير والتضحية والسرور بالتضحية لا تنقطع منها.


ونحن في حياتنا نشاهد ذلك بأم أعيننا على أرض فلسطين وسواها من بلاد المسلمين وإن كانت حالات ونماذج أهل فلسطين الأبرز والأشهر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
"الخنساء" فكرة متجدّدة.. نساء فلسطين نموذجا!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  نساء من بلدي - فلسطين
»  القمم العربية بين الواقع والطموح... قمة الرياض نموذجا
» علماء يستوحون من النحلة نموذجا جديدا للطائرات
»  الحرب الروسية الأوكرانية نموذجا لسنة التدافع
» تنامي العنصرية الإسرائيلية ضد العرب.. يافا نموذجا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: خنساوات فلسطين-
انتقل الى: