منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Empty
مُساهمةموضوع: بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟    بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Emptyالسبت 06 أبريل 2024, 12:57 am

صمت الجنائية.. هل غرق القانون الدولي عند سواحل قطاع غزة؟
لطالما كان مبدأ حماية حقوق الإنسان في جوهر الاهتمامات الدولية أثناء الحروب ويضع القانون الدولي أمام اختبار صريح وصعب، كما هو الحال اليوم بالنسبة للفلسطينيين الذين ناضلوا طوال العقود السبعة الماضية من أجل البقاء في أرضهم.


وتحت ستار حق الدفاع عن النفس، لا تزال حكومات كثيرة تقدم الدعم الوفير للاحتلال الإسرائيلي ليكمل أركان جريمته الموثقة بالصوت والصورة في قطاع غزة رغم تجاوز عدد الشهداء 33 ألفا والجرحى 75 ألفا بعد مرور 6 أشهر على الحرب.


وبين إلقاء اللوم على الدول المتواطئة مع إسرائيل وانتقاد مكتب المدعي العام في لاهاي، تتزايد علامات الاستفهام بشأن الدور الغائب والضعيف للمحاكم ويبقى السؤال الوحيد والأهم حاليا: هل سيحقق القانون الدولي العدالة لغزة؟
 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ 6-1712305584-e1712305643462
عبد المجيد مراري، خبير في القانون الدولي ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "أفدي" الدولية
مراري يقول إن المُشرِّع الدولي تغافل عمدا عن وضع آليات تنفيذية لتطبيق قواعد القانون الدولي 


غياب الآلية التنفيذية
أشاد الخبير في القانون الدولي العام بيير إيمانويل دوبان بدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وتأسّف لعدم وجود أي نتائج ملموسة بعد أمر المحكمة وحتى التدابير الإضافية التي مُنحت بناء على طلب قدمته جنوب أفريقيا قبل أيام قليلة.


ويقول دوبان للجزيرة نت إن القانون الدولي لا يتوفر على آلية يمكن أن تجبر إسرائيل بشكل فعال على وقف أعمالها العسكرية، موضحا أنه في إطار نظام ميثاق الأمم المتحدة، يمكن إحالة مسألة عدم الامتثال للتدابير المؤقتة إلى مجلس الأمن لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستستخدم حق النقض (الفيتو).


ويرى مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "أفدي" الدولية عبد المجيد مراري أن المُشرِّع الدولي "تغافل عمدا" عن وضع آليات تنفيذية لتطبيق قواعد القانون الدولي في حالات النزاعات المسلحة والاعتداءات والحروب.


وأضاف للجزيرة نت أن "ما نشاهده من انتهاكات في حرب غزة مذكور في قواعد القانون الدولي لكن لا يوجد من يسهر على تنفيذها، وهذا عيب المؤسسات الدولية بأكملها".


بدوره، يقول خبير القانون الدولي جيل دوفير إن "الأمر الإيجابي هو حصولنا على قرارين نموذجيين من المحكمة في أقل من 3 أشهر، ينصان على ارتكاب جريمة إبادة جماعية وضرورة اتخاذ الوسائل لمنعها".


وقد قدمت جنوب أفريقيا استئنافها في 29 ديسمبر/كانون الأول وعُقدت جلسة الاستماع في 11 يناير/كانون الثاني الماضيين، ثم أصدرت المحكمة قرارها في 26 يناير/كانون الثاني. وبما أن إسرائيل لم تحترمه، فيُتوقع أن يتم تقديم طلب جديد إلى العدل الدولية خلال الأسبوعين المقبلين.
 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ 33HA3HF-highres-1699985976
خبراء يتهمون مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان باتباع سياسة المعايير المزدوجة في الحرب على غزة 


معايير مزدوجة
وفيما يتلقى مدعي عام الجنائية الدولية كريم أحمد خان الانتقادات والاتهامات بسبب سياسته القائمة على "المعايير المزدوجة" وطريقة تناوله لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، يرى الخبير الدولي دوفير أن "ولاية خان تستمر 9 سنوات يقوم خلالها بتنفيذ النظام الأساسي ثم يغادر منصبه، على عكس الشعب الفلسطيني الذي كان موجودا وسيظل".


وأضاف "من السهل إلقاء اللوم على المدعي العام إلا إنه لا يجب التغاضي عن حقيقة أنه من بين 125 دولة أعضاء في الجنائية الدولية، لم يدعم إجراءاتنا سوى 7 دول، وهي الجزائر وبوليفيا وبنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي والمكسيك وتشيلي".


وانتقد الخبير القانوني مكاتب الاتصالات التي تقوم بالدعاية بهدف إضعاف صوت الجنائية الدولية لأنها "تريد عالما لا يحكم فيه سوى المال والسلاح والسلطة".


وأكد أن المحكمة تُعدّ السلطة القضائية الوحيدة في العالم التي اعترفت بفلسطين كدولة وأن لها ولاية قضائية سيادية على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، لذا يجب التمييز بين دور المدعي العام والمحكمة.


من جانبه، يرى المحامي الفرنسي دوبان أن القانون الدولي فقد مصداقيته ويتّكل على المعايير المزدوجة، خاصة بالمقارنة مع ما حدث ضد روسيا في سياق الحرب الأوكرانية حيث أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسرعة كبيرة.


ويتفق مراري مع الرأي القائل إنه يجب إلقاء اللوم على المدعي العام "لأنه لو تحلى بالجرأة والشجاعة الأخلاقية والإرادة لتحقيق العدالة، لاستطاع فعل ذلك، حتى لو تعرض للانتقادات ودفع الثمن كما حدث مع سابقته فاتو بنسودا حيث مُنعت من دخول الولايات المتحدة ووُضعت على قائمة العقوبات التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية".


وحول الدول الأعضاء في المحكمة التي لم تدعم الملف الفلسطيني، قال عبد المجيد مراري إنها داعمة في الأساس لإسرائيل وتساعدها بالأسلحة، مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أما الدول الأفريقية فإن معظمها لا يملك رفاهية اتخاذ القرارات.




تسييس
وفي الوقت الذي يتوفر فيه مكتب المدعي العام على كل الوثائق التي تؤكد ارتكاب الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة، بدأت بعض الدول في تغيير مواقفها وتحاول أخرى وقف دعمها لإسرائيل، وهو ما قد يؤدي بطريقة "لا مركزية" إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الاحتلال، وفق دوبان.


أما خبير القانون الدولي دوفير، فيرى أن الأمور تسير إلى الأمام على المستوى القانوني لكنها سياسيا أمام باب مسدود إذ لم يفعل مجلس الأمن شيئا خلال 6 أشهر، وحتى عندما امتنعت واشنطن عن التصويت قالت إن قرارها كان إرشاديا وليس إلزاميا.


وتابع "لا يستطيع أحد إنهاء الفظائع التي تحدث في غزة لأن السياسة لا تزال عالقة في لعبة الولايات المتحدة والقوى العظمى، واليوم نتوفر على محكمتي العدل والجنائية فقط، علما أنه عندما وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا -التي كانت جريمة حرب- لم يكن لدينا أي وسيلة قانونية للحكم عليها آنذاك".


وأضاف "يجب أن نفهم أنه في الوقت الحالي لدينا حكومة من المتطرفين الذين يديرون إسرائيل وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يراهن على الحرب لبقائه في منصبه وإلا سيتعين عليه الاستقالة ثم التوجه إلى السجن".


في السياق، يؤكد المحامي مراري أن دور الجنائية الدولية ومهام المدعين العامين فيها تم تسييسه بالتزامن مع استخدام الدول ورقة الفيتو، خاصة الولايات المتحدة التي كانت تتصدى لكل التحقيقات التي لا تخدم مصالحها في بعض المناطق، مثل العراق وأفغانستان.


وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بررت الجنائية الدولية تخاذلها بشأن الملف الفلسطيني بالقول إن العائق المادي يحول دون تنفيذ التحقيقات في الأراضي الفلسطينية، وزعمت أن إسرائيل لا تتعاون معها لأنها ليست دولة عضوا في المحكمة.


وبالنسبة لمسألة نقص التمويل، أكد مراري أن المحكمة تلقت الدعم المالي من بلجيكا، بقيمة 5 ملايين يورو، مباشرة بعد الدعوى التي قدمها الفريق القانوني في لاهاي يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لكنها امتنعت عن إعلان ذلك، مضيفا أن إسبانيا قدمت وعدا بتمويل التحقيق كذلك نظرا لمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية.


ويتساءل الخبير في القانون الدولي دوفير "هل توفرت لدى المحكمة الأموال الكافية للتحقيق في ملف دارفور والمذكرة التي أصدرتها ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير وفي ليبيا أيضا؟ من موّل هذه التحقيقات آنذاك؟"، معتبرا أن الجواب هو انعدام الإرادة الدولية عندما يتعلق الأمر بفلسطين.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 06 أبريل 2024, 12:59 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟    بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Emptyالسبت 06 أبريل 2024, 12:58 am

 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Image-1711374459





تقرير للأورومتوسطي يوثق استمرار انتهاك إسرائيل قرار "العدل الدولية"
أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن إسرائيل لم تلتزم بقرار محكمة العدل الدولية طوال فترة الشهرين التاليين لإصداره، واستمرت في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على نحو متواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


جاء ذلك في تقرير جديد أصدره الأورومتوسطي اليوم الاثنين بعنوان "شهران على قرار محكمة العدل الدولية حول غزة: إمعان في الإبادة الجماعية وغياب للمساءلة".


وقدم المركز في التقرير ما وثقه من أدلة ومشاهدات حول مواصلة إسرائيل ارتكاب مختلف أشكال جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقارنتها بما ورد في التدابير التحفظية الستة التي حكمت بها محكمة العدل الدولية.


وقال الأورومتوسطي إن قرار محكمة العدل الدولية الذي صدر في 26 يناير/كانون الثاني الماضي ألزم إسرائيل باتخاذ تدابير تحفظية محددة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.


وأضاف أن القرار جاء بعد أن وجدت المحكمة أساسا معقولا للاعتقاد بأن الأفعال التي ترتكبها إسرائيل من المحتمل فعلا أن تصل إلى حد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وفقا للتعريف الوارد في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.


وأشار التقرير إلى أنه، وبعد عمل فريق الأورومتوسطي، بات من الثابت أن إسرائيل لم تلتزم البتة بهذا القرار، وقامت بانتهاك غالبية التدابير التحفظية الواردة فيه، واستمرت في تنفيذها لجريمة الإبادة الجماعية بذات الوتيرة التي سبقت القرار، من خلال ارتكاب شتى أشكال وأفعال الإبادة الجماعية بقصد إهلاك الفلسطينيين بصفتهم القومية والعرقية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟    بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Emptyالسبت 06 أبريل 2024, 12:59 am

بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟
بعد تزايد جرائم الإبادة في قطاع غزة، وعجز الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة لوقفها، بات العديدُ من التساؤلات يُطرح عن جدوى القانون الدوليّ، وجدوى وجود الأمم المتحدة في ظل عدم قدرتها على تحقيق مقاصدها.


وبعد تعثُّر مسار محكمة العدل الدولية في وقف جريمة الإبادة في قطاع غزة على الأقل في المدى المنظور، نطرح في هذا المقال موضوع المسارات الممكنة قانونًا وحقوقيًا لملاحقة ومحاسبة قادة إسرائيل على جرائمهم بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما هي فرص نجاحها؟


أولًا: مسار الآليات القضائية الداخلية
طبقًا لمبدأ الشخصية، يمكن أن تقوم محكمة وطنية إسرائيلية تكون مختصة قانونًا بمحاكمة مرتكبي الجرائم في قطاع غزة، ما دام الجناة من مواطنيها. فضلًا عن ذلك، فإن اتفاقيات جنيف الأربع تلزم إسرائيل بمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية في قطاع غزة، ودفع التعويضات للضحايا.


إن هذا المسار غير ممكن أبدًا؛ لأن المحاكم الإسرائيلية هي أداة من أدوات الاحتلال. كذلك لم يثبت في تاريخ دولة الاحتلال أنها حاكمت قائدًا سياسيًا أو عسكريًا أو حتى جنديًا، محاكمة عادلة على ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين أو حتى العرب.


القوانين المصرية مثلًا، تجيز للقاضي أن ينظر في مثل هذه القضايا، وسبق لمصر أن قبلت دعاوى مرفوعة على شارون، لكن فيما بعد مُورست عليها ضغوط سياسية وسحبت هذه القضايا


ثانيًا: مسار محكمة جنائية داخلية ذات اختصاص عالمي
بالنظر إلى خصوصية الجرائم الدولية التي تشكل إخلالًا بالأمن والسلم الدوليين، قرر العديد من الدول أن تكون محاكمها الداخلية ذات اختصاص عالمي. وبناءً عليه، بإمكان أي دولة في العالم أن تقبض على مجرمين إسرائيليين ومحاكمتهم. إن مبدأ الاختصاص العالمي مدرج في بنود مواد مشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع، وكذلك في الفقرة الأولى من المادة 86، البروتوكول الأول.


إن هذه المسألة تحتاج إلى بحث معمق في قوانين الدول المحلية؛ لمعرفة الدول التي تقرّ محاكمة مجرمي الحرب. وفي شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، رُفعت دعوى جنائية ضد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تزامنًا مع حضوره في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، صحيح أن الشرطة لم تقم بتوقيفه والتحقيق معه، لكن هذه الدعوى أثارت القلق والخوف لدى قيادات إسرائيلية كثيرة.


على الرغم من أهمية هذا المسار، إلا أنه محفوف بالكثير من التحديات؛ لأن الإرادة السياسية لكل دولة تعدّ أمرًا حاسمًا لنجاحه.


أصدر القضاء البريطاني أمرًا بالقبض على وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بتاريخ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2009، الأمر الذي جعلها تتراجع عن زيارة لندن. لكن في المقابل، فإن العديد من المحاكم الأوروبية قد تتعرض لضغوط من طرف الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، كما حدث في قضية شارون أمام القضاء البلجيكي بخصوص مذبحة صبرا وشاتيلا في سبتمبر/ أيلول عام 1982.


إن الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، يمكنها أن تعدّل في نظامها القضائي (إن لم يكن ذا اختصاص عالمي)، ويقبل بالتالي قضاؤها الدعاوى المرفوعة على مجرمي الحرب الإسرائيليين، ما يخوّلها أن تطلب المجرمين عبر الإنتربول لمحاكمتهم.


فالقوانين المصرية مثلًا، تجيز للقاضي أن ينظر في مثل هذه القضايا، وسبق لمصر أن قبلت دعاوى مرفوعة على شارون، لكن فيما بعد مُورست عليها ضغوط سياسية وسحبت هذه القضايا.


ثالثًا: مسار محكمة جنائية عربية
إن جامعة الدول العربية هي منظمة إقليمية، وفلسطين عضو في هذه الجامعة. ولا مانع قانونيًا لتشكيل محكمة جنائية إقليمية لمحاكمة مجرمي الحرب. وكان مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية قد طالب بتشكيل محكمة جنائية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين في ختام أعمال دورته العادية رقْم 116 في سبتمبر/أيلول 2001.


ولا يمكن للدول العربية أن تنتظر مجلس الأمن كي يُنشئ محكمة دولية خاصة على غرار محكمة يوغوسلافيا أو رواندا أو غيرها، أو أن يطلب من المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية، كما فعل في قضية دارفور.


إن غياب الإرادة السياسية العربية هو الذي يحول دون إنشاء هذه المحكمة، وهو الذي يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم. إن هذا المسار يمكن أن يحقق مكاسب قانونية كبيرة جدًا، ويمكن أن يشكل علامة فارقة في تاريخ المحاكم الجنائية الدولية.


رابعًا: مسار المحكمة الجنائية الدولية
تُعَدّ ولادة المحكمة الجنائية الدولية أمرًا مهمًا على صعيد القانون الدولي الجنائي، ولا سيما فيما يتعلق بتقنين العديد من القوانين الدولية الجديدة وتدوينها، وخاصة أن ما توصل له مشرّعو النظام الأساسي للمحكمة، جاء بعد سلسلة امتدت لأكثر من قرن من الزمان لجهود حثيثة في معالجة موضوع الجريمة الدولية.


ولكن من ناحية عملية فشلت المحكمة الجنائية الدولية بالبدء بتحقيق سريع وفعال ومجدّ بخصوص جرائم الحرب في قطاع غزة، وفي الوقت الذي تأخر فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق فعال، وفي الوقت الذي أحالت فقط خمس دول (من أصل 124 دولةً طرفًا في نظام روما الأساسي)، طلب فتح تحقيق من مكتب الادعاء، وفي الوقت الذي لم يطلب فيه مجلس الأمن فتح تحقيق، فإن الجريمة تواصلت بشكل دراماتيكيٍ دامٍ، حيث تم قتل عشرات آلاف الفلسطينيين على يد آلة الحرب الإسرائيلية.


إن هذه المعطيات تدفعنا للقول؛ إن خيار المحكمة الجنائية الدولية هو خيار ضعيف، وذلك يعود لعدة أسباب موضوعية وأخرى ذاتية لا يتسع المقال لشرحها.


خامسًا: مسار محكمة العدل الدولية
في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، قدمت جنوب أفريقيا طلبًا لمحكمة العدل الدولية لإقامة دعوى ضد إسرائيل فيما يتعلق بانتهاكات إسرائيل التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فيما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة.


طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة "الإشارة إلى تدابير مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة من أي ضرر جسيم إضافي، وغير قابل للإصلاح" بموجب الاتفاقية، ولضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية، ومنعها والمعاقبة عليها.


وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2024، أصدرت المحكمة أمرها بناء على طلب جنوب أفريقيا. ومن خلال المعطيات التي توفرت حتى هذه اللحظة، فإن المحكمة لم تكن حاسمة وواضحة بخصوص إصدار أوامر لإسرائيل بوقف إطلاق النار، وهذا ما جعل إسرائيل تتفاعل (بطريقتها الخاصة) مع التدابير الاحترازية.


بمعنى آخر؛ وعلى الرغم من أهمية قرار المحكمة العدل الدولية، إلا أن الأمر في نهاية المطاف، وكأي محكمة وطنية تحتاج لجهاز تنفيذي كي ينفذ الأحكام، سوف يعود لمجلس الأمن الذي تستطيع الولايات المتحدة أن تعطل دوره باستخدام حق النقض (الفيتو).


سادسًا: مسار الضغط الإعلامي والحقوقي على شركات أجنبية تدعم الاحتلال
يؤدي العامل الاقتصادي دورًا مهمًا جدًا في حياة الاحتلال الإسرائيلي. وثمة علاقات تجارية واسعة بين الاحتلال الإسرائيلي، وشركات عالمية. إن القانون الدولي الإنساني لا يجيز دعم إجراءات الاحتلال القمعية ولا الجرائم بحق السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، بأي حال من الأحوال، ولا يجيز إجراء أي تغيير في الأرض، ولا في القوانين المحلية.


إن العديد من الشركات العالمية تدعم الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، لا بل تدعم عمليات بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة. وقد شددت الأمم المتحدة مرارًا على أن أي إجراءات تقوم بها إسرائيل، كقوة الاحتلال، لفرض قوانينها وتشريعاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تُعَدّ غير قانونية.


إن التحرك القانوني والإعلامي وحملات المقاطعة باتجاه الشركات الداعمة للاحتلال مسألة مهمة جدًا، ويمكن أن تحقق نتائج سريعة.


لقد تعلّمت شركة "ألستوم" هذا الدرس، حيث خسرت العملاقة الفرنسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 عقدًا سعوديًا بقيمة 9.4 مليارات دولار على خلفية تورطها المباشر في مشروع القطار الخفيف الإسرائيلي الذي يربط القدس المحتلة بالمستعمرات الإسرائيلية غير الشرعية المقامة على أراضٍ فلسطينية. والأمر يمكن أن يطبَّق أيضًا على الشركات الداعمة للجيش الإسرائيلي ولمصلحة السجون وغيرها، مثل شركة "كاتربلر"، وشركة "فولفو"، وغيرهما.


بيدَ أن هذا الضغط الإعلامي والقانوني تجاه الشركات الداعمة للاحتلال يمكن ألا يحقق نتائج مرجوّة إن كان الضغط الرسمي العربي والفلسطيني ضعيفًا، وإن لم يكن معدومًا، وإذا كانت الجهات الرسمية العربية غير مدركة أهمية مقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال.


إن تكامل الجهود السياسية والقانونية والاقتصادية، مع توافر الإرادة السياسية، يمكن أن يحقق إنجازات كبيرة جدًا، ويمكن أن يجعل هذه المسارات ذات فاعلية، ويمكن عندها أن يعوّض عن ضعف المؤسسات الدولية، ولا سيما مجلس الأمن، والجمعية العامة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية.


رغم كل التحديات التي تقف في وجه العدالة الدولية، فإن الأمل يجب أن يحدو العاملين في هذا المجال، متسلّحين بثلاثة عناصر: الإيمان بالعمل الحقوقي والقانوني، ثم التخصص الدقيق، ثم النفَس الطويل.


ويجب ألا يفلت المجرمون من المساءلة والعقاب مهما طال الزمن؛ هذا التزام أخلاقي تجاه الضحايا الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟    بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟ Emptyالسبت 11 مايو 2024, 9:44 am

جنوب إفريقيا تطلب من “العدل الدولية” إجراءات طارئة بقضية الإبادة الجماعية
قالت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، إن جنوب إفريقيا قدمت طلبا عاجلا لإجراءات إضافية طارئة بقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.

وذكرت وكالة رويترز أن جنوب إفريقيا قالت إن الإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لا تتناسب مع الظروف المتغيرة في غزة.

والثلاثاء الماضي، أعربت جمهورية جنوب إفريقيا في بيان صادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون عن “دهشتها” من الأمر الذي أصدرته سلطات الاحتلال الاسرائيلي بإخلاء رفح بالقوة المفرطة؛ تمهيداً لاجتياحها برًا.

وقالت، إن هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، سيدمر آخر ملجأ للناجين في القطاع.

وأبدت حكومة جنوب إفريقيا “انزعاجها العميق” إزاء التطورات في قطاع غزة، مضيفةً “نشعر بالرعب والدهشة من إعلان إسرائيل ضرورة إخلاء رفح فورا عبر القوة المفرطة في ذلك”.

ولليوم الخامس على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف والتدمير الممنهج للمنازل والأحياء شرق محافظة رفح.

وقالت لجنة الطوارئ المركزية في رفح، إن حرب الإبادة المتواصلة في المحافظة تسببت باستشهاد وإصابة قرابة 30 مواطنا خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العملية إلى حوالي 120 شهيدا ومئات الإصابات.



مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية في غزة دون عائق
 أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بيانا يتعلق باكتشاف مقابر جماعية في قطاع غزة، أكد فيه على وصول المحققين دون عوائق إلى مواقع الدفن لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة فيما حدث.

وجاء في البيان: "شدد أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي أكدوا على ضرورة وصول المحققين إلى جميع المقابر الجماعية في غزة دون عوائق لإجراء تحقيقات فورية ومستقلة وشفافة ونزيهة لتحديد الظروف".

وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى السماح الفوري لمحققين دوليين بزيارة مواقع المقابر الجماعية في قطاع غزة، من أجل التعرف على ملابسات مقتل مئات الفلسطينيين.

كما دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الاكتشاف الأخير للمقابر الجماعية في قطاع غزة.
وقال نيبينزيا في اجتماع الجمعية العامة، يوم الأربعاء، إن "هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل لتقديم الجناة إلى العدالة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بعد تعثر محكمة العدل الدولية في وقف الإبادة.. هل توجد مسارات قانونية أخرى؟
» تفاصيل قضية الإبادة المرفوعة على "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية
» أبرز إحصائيات الحرب على غزة منذ قرار محكمة العدل الدولية: الإبادة مستمرة
»  محكمة العدل الدولية؟ وما الفرق بينها وبين الجنائية الدولية؟
» من هم قضاة محكمة العدل الدولية التي تنظر الدعوى ضد إسرائيل؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: القوانين-
انتقل الى: