منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70003
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل   الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل Emptyالإثنين 08 أبريل 2024, 9:29 pm

الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل %D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A84-1712133712




الخمسينية الأفريقية ظهرت في غانا ونيجيريا خلال ثلاثينيات القرن الـ20




مع بدايات القرن الـ20 وتزامنا مع ظهور "الحركة الخمسينية" في الولايات المتحدة وإنجلترا، شهدت أفريقيا ظهور حركات دينية داعية إلى إنشاء كنائس مستقلة تعكس الهوية والخصوصية الأفريقية.


استجابة لذلك، برزت الكنائس الخمسينية الأفريقية التي اتخذت من المعتقدات الأفريقية وتعاليم العهد القديم أساسا لها، مؤكدة على الزواج بين الثقافة الأفريقية والمسيحية.


هذه الكنائس، التي نشأت من قلب المجتمعات الأفريقية، كانت تهدف إلى خدمتها والتحرر من التأثيرات الاستعمارية والتبشيرية الغربية، وهو ما جعلها تجسد روح الاستقلالية في المال والمؤسسات، لكنها تحولت إلى داعم لإسرائيل في القارة.


يسعى هذا التقرير إلى الإجابة عن سؤال: كيف تسهم الكنائس الخمسينية بجانب اليهود الأفارقة في دعم السردية الإسرائيلية؟


التاريخ والانتشار الجغرافي
بدأت حركة كنيسة الخمسينية الكاريزماتية عام 1905 في الولايات المتحدة وإنجلترا، بانبثاقها من الكنيسة الرسولية، لتصل إلى جنوب أفريقيا عام 1908 وساحل العاج عام 1914. وظهرت النسخة المعدلة أفريقيا أولا في غانا ونيجيريا خلال ثلاثينيات القرن الـ20، وشهدت زيادة في عدد أعضائها ابتداءً من ثمانينيات ذلك القرن.


وفي دراسة بموسوعة أكسفورد بعنوان "تاريخ الخمسينية الأفريقية"، تقول الخبيرة النيجيرية ميمي تاكامبو: "لقد ساهمت الخمسينية في جعل المسيحية ديانة أفريقية؛ استوعبت الإنجيل، ثم طورت الإيمان ليتناسب مع حساسياتهم الثقافية واهتماماتهم، وعدلت النصوص لتتماشى بشكل صحيح مع خرائطهم الأصلية للكون…"، وبحسب الدراسة، فإنها بدأت صغيرة الحجم لكنّها نمت بوتيرة سريعة، وتمتاز بشبكات واسعة تمتد حتى الأرياف البعيدة.


وفي عام 2015، تم تقدير عدد الخمسينيين (المجددين) في أفريقيا بحوالي 202 مليون و92 ألف شخص، وهو ما يمثل تقريبا 35% من مجموع المسيحيين في القارة البالغ عددهم 574 مليونا و52 ألفا، ونحو 17% من العدد الكلي لسكان القارة الذي يصل إلى 1.19 مليار نسمة.


وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها، تُمثّل الخمسينيّة 36% من المسيحيين البالغ عددهم 564 مليونا و5 آلاف. وهو نموٌ ملحوظ مقارنة مع عام 1970، حيث كانوا يشكلون فقط 13% من المسيحيين في المنطقة.






الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل %D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A81-1712133725ي






التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية
وتبدي البنية الأساسية لهذه الكنائس انسجاما أوثق مع العقيدة اليهودية مقارنة بالطوائف الدينية الأخرى. ويستند انجذاب الخمسينية نحو اليهودية إلى تفسير مباشر للكتاب المقدس، رافضين ما يُعرف بنظرية "استبدال الشعب"، التي تقول إن اليهود فقدوا مكانتهم كشعب مختار نتيجة رفضهم للمسيح"، مصرين على أنّ العهد الإلهي مع اليهود ما زال ساريا، وينظرون إلى النظرية كمغالطة تم ترويجها عبر الكنائس التبشيرية الغربية.


وتعتقد الخمسينية كذلك بأن الكنائس الغربية تلاعبت بالنصوص، لذا فإن من مهامهم كشف الزيف، والمقاصد الإلهية الحقيقية. وينطوي هذا المعتقد على نتائج مهمة على الصعيد السياسي، مثل الاعتقاد بأن دعم اليهود وإسرائيل يجلب البركات الإلهية، استنادا إلى "عهد الله لإبراهيم في سفر التكوين" ودورهم الأساسي في مقدمات النهاية.








الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل %D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A83-1712133706ن


الخمسينية في نيجيريا
تبرز نيجيريا كمثالٍ رئيسي لنمو الحركة الخمسينية في أفريقيا، حيث تأثير قادة دينيين مثل كريس أوياخيلومي، تي بي جوشوا، وإينوخ أديبويه، يمتد عالميا. هؤلاء القادة، الذين يجذبون ملايين المتابعين، أجروا زيارات إلى إسرائيل، ناقلين تجاربهم عبر وسائل الإعلام، مثل تي بي جوشوا الذي حاز على لقب "سفير حسن النيات السياحية" من وزير السياحة الإسرائيلي بعد تنظيم صلاة في الناصرة.


أما القس الخمسيني الشهير إينوخ أديبويه فعلق خلال زيارته للمستوطنات الإسرائيلية قائلا: "المشاكل بين اليهود والعالم تنشأ لأنهم مفضلون عند الله. كونك مميزا لدى الله يعني أن الشيطان كذلك لن يحبك"، في إشارة إلى خصومتهم مع العرب والفلسطينيين.


وهذا الانجذاب لإسرائيل، يشمل أصحاب المناصب الكبيرة في السلطة، فالرئيس السابق غودلاك جوناثان (2010-2015)، اعتمد على هويته المسيحية الخمسينية للوصول إلى السلطة، مستفيدا من نفوذ كبار رجال الدين للتأثير على الجماهير. وخلال فترة رئاسته، أجرى "عدة زيارات حج إلى إسرائيل"، مصطحبا معه وفودا من المسؤولين والقساوسة.


وفي السياق الدولي، خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي (2014-2015)، لعبت نيجيريا دورا محوريا في التصويت على قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن بعد مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لجوناثان امتنعت نيجيريا عن التصويت في ديسمبر/كانون الأول 2014، وهو ما أتاح للولايات المتحدة تجنب استخدام الفيتو، في خطوة أثارت دهشة المراقبين.








الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل 186118270-1712136935




رئيس نيجيريا السابق جودلاك جوناثان (يمين) في ضيافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو (غيتي)
حالة أوغندا
في يناير/كانون الثاني 2016، أقيم في أوغندا "مؤتمر التوبة" لدعم إسرائيل، واستمر 5 أيام بجزيرة بوسي غرب بحيرة فيكتوريا، وشارك فيه ناداف بيلدمان نائب السفير الإسرائيلي في كينيا، وجوس فان ويستينغ مدير التمويل والتطوير في المنظمة العالمية للصهيونية.


وشهد المؤتمر لحظات عاطفية؛ حيث طلب الضُبّاط -في بكاءٍ- العفو من بيلدمان باسم الشعب اليهودي مما اقترفوه في عهد عيدي أمين، فيما وُصف بأنه "لحظة فارقة" تعكس الإيمان بقبول التوبة والسماح الإلهي.


ونظم المؤتمر الفرع الأوغندي لمنظمة المسيحيين دعما لإسرائيل بإشراف دريك كانابو منذ تأسيسها عام 2009، وحضره أكثر من 150 ضابطا من قوة الدفاع الشعبي الأوغندية (UPDF)، وكان موجها للدعاء والصيام والتكفير عن تصرفات أوغندا تجاه إسرائيل خلال حكم الرئيس السابق المسلم عيدي أمين دادا.


ونشطت المنظمة، التي تتخذ من كمبالا مقرا إستراتيجيا بالقرب من البرلمان الأوغندي، في تنظيم رحلات حج إلى الأرض المقدسة والاحتفال بذكرى قيام إسرائيل على أرض عربية مغتصبة عام 1948.


حالة غانا
ومنذ إعادة فتحها في أكرا عام 2011، أصبحت السفارة الإسرائيلية في غانا نشطة في تعميق العلاقات بين البلدين، ليس فقط على المستوى الحكومي، بل وكذلك الشعبي، مع التركيز بشكل خاص على الروابط مع المجتمعات المسيحية ويهود غانا المعروفين بـ"بيت إسرائيل"






الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل Effc8c6f-a55c-4d45-b36f-046178b2aba8ال




الرئيس الغاني "نانا أفوكو أدو" أعلن عن خطط لإنشاء كاتدرائية وطنية متعددة الطوائف (رويترز)ودعمت السفارة فعاليات مبادرة إسرائيل-أفريقيا، واستضافت قادة هذه المبادرة، وشاركت في تنظيم مؤتمراتهم الدينية وفعاليات الصلاة. ومن أبرز الشخصيات الدينية المشاركة في فعاليات السفارة الأسقف نيكولاس دنكان وليامز، مؤسس وزارات العمل المسيحي للإيمان، حتى إن المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية لدى غانا شاني كوبر زوبيدا أكدت على هدف تعميق العلاقات بين البلدين عبر مسارات الدين.
وفي عام 2018، أعلن الرئيس الغاني نانا أفوكو أدو الذي ينتمي إلى الخمسينية عن خطط لإنشاء كاتدرائية وطنية متعددة الطوائف تعبيرا عن الوحدة والتناغم الروحي.
ولتعزيز هذا الفكر، تأسس تحالف غانا إسرائيل جي آي إيه ( GIA). وفي الخامس من مارس/آذار 2020، وُضع حجر الأساس للكاتدرائية الوطنية بالعاصمة أكرا بحضور قادة دينيين ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيين، بما في ذلك السفيرة الإسرائيلية.
وقد استُورد الحجر الأساس من القدس المحتلة، والذي قدمته زوبيدا كهدية، ويمتاز -بحسبها- بطاقة روحانية مميزة، "ويُتوقع أن يُسبغ الحجر بركاته على الكاتدرائية والمنطقة المحيطة بها، مؤكدا على أهمية القدس للمسيحيين ومعززا العلاقات الثنائية بين غانا وإسرائيل".
الخمسينية والدفاع عن جرائم إسرائيلوعلى غرار غانا، توغلت إسرائيل في المجتمعات المسيحية في شرق أفريقيا ووسطها وجنوبها بالتعاون مع اليهود الأفارقة والكنائس الخمسينية.
هذا الميل إلى اليهودية تجلى تأثيره في موقف الكنائس الخمسينية في أفريقيا من الأحداث الأخيرة في غزة، مع امتناعها عن إدانة الأعمال الإسرائيلية، بل وانتقل بعض أعضائها للدفاع عن العمليات الإسرائيلية بشراسة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويعد هذا السلوك هو التطبيع مع العنف الذي بلغ مستوى ما وُصف بـ"الإبادة الجماعية"، إذ يرون في تبريرهم أنه دفاعٌ إسرائيلي عن النفس ضد جماعات تُكنُّ العداء لليهود لكونهم، حسب وصف القس أديبيوه، "المختارين من الله".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70003
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل   الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل Emptyالإثنين 08 أبريل 2024, 9:42 pm

إستراتيجية العودة الإسرائيلية إلى أفريقيا.. الدوافع والأدوات
الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل 12162081-1708242746



رغم التسابق العالمي على السوق الأفريقية، فإن الدوافع الإسرائيلية لتطوير العلاقات مع القارة السمراء تبدو أعمق من مجرد المكاسب الاقتصادية، ولا سيما مع الهزات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة في العقدين الماضيين.
وكشف خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" في يونيو/حزيران 2017، عن اهتمام تل أبيب المتزايد ببناء جسور متعددة مع أفريقيا، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى المؤسسات الجماعية.
ويدعو يوتام جيدرون مؤلف كتاب "إسرائيل في أفريقيا" صناع القرار الإسرائيليين إلى القيام بحملة دبلوماسية عالمية وكانت أفريقيا إحدى وجهاتها الرئيسية، وذلك في تعليقه على الضرر الذي أصاب علاقات إسرائيل وتركيا أهم حلفاء تل أبيب غير العرب في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط شاه إيران 1979.

الربيع العربي وسقوط الحلفاء

مثل انطلاق ثورات الربيع العربي هزّة مفاجئة وعميقة للبيئة الأمنية الإسرائيلية، وهو ما عبّر عنه مسؤول إسرائيلي في تصريح لصحيفة واشنطن بوست حينها بأن تل أبيب ترى في المظاهرات التي ملأت الساحات العربية "طهران 1979" في إشارة إلى الثورة الإيرانية التي وضعت طهران في المعسكر المعادي لإسرائيل.
حملت تداعيات الربيع العربي خطرين رئيسيين محدقين بإسرائيل: سقوط أنظمة عربية حليفة، وصعود الحركات الإسلامية إلى السلطة في عدد من بلدان الثورات.
هذا الوضع الجديد وصفه إيتاي برون، رئيس قسم التحليل في مديرية المخابرات في الجيش الإسرائيلي (2011-2015)، بأنه أصبح مرحلة "تتميز بعدم اليقين وعدم الاستقرار والتقلب"، مجبرة إسرائيل على إعادة بناء تصورات حول علاقاتها مع أفريقيا وغيرها لمواجهة احتمالات العزلة المتنامية في حينه.



مطاردة الخصوم

ضمن جهود طهران لمواجهة الضغوط الغربية المتصاعدة وسعيا لكسب الدعم الدولي شهدت ولايتا الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد اهتماما لافتا لخلق شبكات علاقات جديدة خارج الشرق الأوسط، مما أدى إلى تنامي حضور طهران في أفريقيا مع تطور الاستثمار السياسي الإيراني في بعض أقطار القارة.
مثل هذا التوجه حافزا لتل أبيب لتطوير إستراتيجية أفريقية مضادة، تضمنت حملة دبلوماسية مكثفة استهدفت عددا من الدول في مناطق من القارة.
وعلى سبيل المثال يوضح جيدرون في كتابه "إسرائيل في أفريقيا" أن اهتمام وكالات الاستخبارات في بلاده بالغرب الأفريقي لم يكن مرده النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة فقط، بل أيضا انخراط أعضاء من الشتات اللبناني هناك في تمويل حزب الله اللبناني.

دوافع اقتصادية

تشكل المصالح الاقتصادية محددا رئيسيا في التوجه الإسرائيلي نحو أفريقيا التي تمتلك العديد من المحفزات الجالبة للاستثمارات الإسرائيلية، حيث تحتوي القارة على عدد من الاقتصادات الناشئة السريعة النمو كنيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، بجانب تمتعها بسواحل شاسعة وتوفر العمالة الرخيصة والتغيرات الديمغرافية والتكنولوجية الهائلة.
في هذا الإطار عملت إسرائيل على الاستفادة من الميزات النسبية التي تمتلكها في بعض القطاعات كالطاقة الخضراء وتعزيز الإنتاج الزراعي والتقنيات العالية، حيث التزمت شركة "إنيرجيا غلوبل" (Energiya Global) الإسرائيلية عام 2017 باستثمار ما يصل إلى مليار دولار خلال السنوات المقبلة لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء في 15 دولة أفريقية.
وعام 2021 افتتحت شركة "غيغاوات غلوبل" (Gigawatt Global) ومقرها إسرائيل أول محطة للطاقة الشمسية في بوروندي بما يزيد قدرة التوليد بنسبة 10% قبل أن تعلن عن نيتها مضاعفة حجم المشروع عام 2023.
كما شهد نفس العام اتفاقا إسرائيليا زامبيا لإنشاء محطة قادرة على توليد 17 ميغاواتا من الكهرباء عبر طاقة الرياح في أكبر استثمار من نوعه في زامبيا بقيمة 100 مليون دولار أميركي.

نشاط دبلوماسي محموم

هذا التوجه الإسرائيلي نحو أفريقيا تجلى في نشاط مكثف، برزت من خلاله دبلوماسية الجولات والقمم الثنائية والجماعية مع القادة الأفارقة، حيث كان نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور القارة الأفريقية عام 2016 منذ 5 عقود، شملت زياراته في شرق أفريقيا كينيا وإثيوبيا وأوغندا، وسبقه بأعوام وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي زار البلدان الـ3 عام 2009.
كما يعد نتنياهو أول زعيم غير أفريقي يشارك في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عام 2017، كذلك عملت تل أبيب على افتتاح سفارات جديدة في بلدان كرواندا وغانا، كما استثمرت في تطبيع العلاقات مع دول أفريقية كغينيا (2016) وتشاد (2018) والمغرب (2020) والسودان (2020).

نجاح نسبي أغرقه "طوفان الأقصى"

يفيد تقييم إستراتيجي صادر عن "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي أن انقسام مواقف الدول الأفريقية من الحرب على غزة عكس النجاح النسبي لدبلوماسية تل أبيب بالنظر إلى الموقف الأفريقي التقليدي المؤيد لفلسطين، لكنه من جهة أخرى كشف إخفاقا إسرائيليا في كسب أو تحييد الرأي العام الأفريقي في الدول التي دعمت تل أبيب مضطهديها تاريخيا كجنوب أفريقيا، والبلدان التي تحتوي على شرائح كبيرة من السكان المسلمين في دول جنوب الصحراء.
في هذا الإطار، يبرز تراجع وليام روتو رئيس كينيا، أحد أبرز حلفاء إسرائيل الأفارقة، عن تصريحاته الداعمة لتل أبيب التي أدلى بها في الأيام الأولى من العدوان، إلى موقف أكثر حيادية معبرا عن قناعته أن "فلسطين يجب أن تكون دولة حرة" وتأييده لحل الدولتين، وهو ما يعزى إلى ضغط الرأي العام والتصعيد الذي مارسه زعماء مسلمون كينيون، وصل إلى حد المطالبة بقطع العلاقات مع تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي.
في حين كان موقف الاتحاد الأفريقي أكثر جدية في إدانته للسياسات الإسرائيلية، حيث أكد البيان الختامي للقمة الأفريقية فبراير/شباط 2024 إدانته للحرب الوحشية واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العزل في غزة ومحاولات نقلهم بالقوة إلى سيناء، داعيا إلى رفع الحصار الجائر عنهم ووقف إطلاق النار وإجراء تحقيق دولي مستقل في استخدام تل أبيب للأسلحة المحظورة دوليا في غزة.

المساعدات التنموية

تمثل المساعدات التنموية إحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة الإسرائيلية في أفريقيا، حيث كثفت وكالات التنمية الرسمية والجمعيات الخيرية الإسرائيلية أنشطتها في القارة، وعلى رأسها الوكالة الإسرائيلية للتعاون الإنمائي الدولي (ماشاف).
تتنوع الأنشطة التي تقوم بها الماشاف في أفريقيا، حيث يبرز في هذا السياق دعم النمو الاقتصادي في المناطق الريفية من خلال تعزيز إنتاج أصحاب الحيازات الصغيرة من الفواكه والخضروات في دول كإثيوبيا والكاميرون ورواندا، بجانب المشروعات المتعلقة بالقطاع الصحي في دول كتشاد وتوغو وغانا.
كما توضح البيانات التي تنشرها منظمة "الابتكار: أفريقيا" الإسرائيلية غير الربحية على موقعها الرسمي، أنها بين عامي 2008 و2024 عملت على استخدام التقنيات المرتبطة بالطاقة الشمسية والمياه لتوفير إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة إلى 4.5 ملايين قروي في 10 دول أفريقية منها جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، ملاوي، السنغال، تنزانيا، والكاميرون.

الدبلوماسية الأمنية

استخدمت إسرائيل المعدات والتقنيات العسكرية والأمنية لتوثيق علاقاتها مع دول القارة الأفريقية التي تشهد العديد من التحديات في هذا المجال.
ووفقا لموقع ديفينس ويب فإن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى الدول الأفريقية تنمو بشكل مطرد، مع زيادة الصادرات الدفاعية بنسبة 70% بين عامي 2015 و2016 لتصل إلى 275 مليون دولار، في حين نصت أرقام وزارة الدفاع الإسرائيلية على أن نصيب أفريقيا بلغ 3% من إجمالي مبيعات الأسلحة الإسرائيلية عام 2022 وهو ما يساوي 375 مليون دولار.
كما أسهمت أدوات التجسس الإسرائيلية في تقلص الحيز المدني وتعزيز الاستبداد في أفريقيا، حيث يربط تقرير استقصائي صادر عن مجلة أوريان 21 بين برنامج بيغاسوس سيئ السمعة واستهداف ناشطين وصحفيين وسياسيين في دول كرواندا وغانا وتوغو وكينيا، التي تدعم المطالب الإسرائيلية في الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي.



العودة إلى "مراقبة" الاتحاد الأفريقي

تمثل محاولة تل أبيب المستميتة لنيل عضوية المراقب في الاتحاد الأفريقي تكثيفا للأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية من العلاقة مع القارة السمراء، مستفيدة من سقوط نظام العقيد معمر القذافي الذي حال دون منحها هذه الصفة، التي تمتعت بها في منظمة الوحدة الأفريقية، سابقا.
وكان حشد الدعم لتحقيق هذا الهدف ضمن أجندة الجولات التي قام بها المسؤولون الإسرائيليون في دول القارة وعلى رأسهم نتنياهو الذي أكد الأهمية العالية للروابط الدبلوماسية فيما يتعلق بالتحالفات الدولية.
في هذا السياق، تسعى تل أبيب أن يكون تحولها إلى مراقب مدخلا للتأثير على الكتلة التصويتية لدول القارة، والتي تمثل 54 مقعدا من أصل 193 على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، و3 مقاعد من أصل 15 على مستوى مجلس الأمن، و14 مقعدا من أصل 54 على مستوى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، و13 مقعدا من أصل 47 على مستوى مجلس حقوق الإنسان.
ويرى بيتر فام المدير السابق لمركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي في مقال له أن تل أبيب استطاعت تحقيق بعض الإنجاز في هذا الشأن، حيث أسهم تحسن علاقاتها مع الدول الأفريقية في إفشال إقرار اقتراح قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية كان من شأنه أن يفرض عمليات تفتيش على المنشآت النووية الإسرائيلية عام 2015، حيث صوتت 4 دول أفريقية ضد هذا الإجراء، وامتنعت 17 دولة أخرى عن التصويت، وتغيبت 8 دول، وصوتت 7 دول فقط من أفريقيا جنوب الصحراء ضد إسرائيل.
بجانب ما سبق يمثل الحصول على هذه الصفة فرصة للسياسة الإسرائيلية لترويج سرديتها والعمل لتحييد مناهضيها داخل المنظمة الأفريقية فيما يتعلق بمواقفها من القضية الفلسطينية، وهو ما أصبح أكثر إلحاحا بعد أن نالت فلسطين هذه العضوية عام 2013.
من جانب آخر تتيح صفة المراقب لتل أبيب توثيق علاقاتها مع دول المنظمة، والانخراط في المبادرات والمشاريع التي يطلقها الاتحاد في مجالات كالزراعة والتنمية الريفية وتطوير البنى التحتية والسياحة وغيرها من المجالات التي تتمتع إسرائيل بخبرة كبيرة فيها.
وبالنظر إلى الضرر العميق الذي أصاب صورة إسرائيل نتيجة حربها الوحشية على قطاع غزة فإن من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تكثيفا لحملات تل أبيب الدبلوماسية في القارة السمراء، مستهدفة كسب الدعم لسياساتها وتوطيد نفوذها، ومحاصرة خصومها الأفارقة وعلى رأسهم جنوب أفريقيا التي قادتها إلى المحاكمة أمام محكمة العدل الدولية في سابقة تاريخية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الكنائس الخمسينية بأفريقيا.. نافذة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: