منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالخميس 25 أبريل 2024, 2:27 pm

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D8%B4%D8%B5%D9%8A%D8%B5%D8%B4%D9%8A1-1713797471



نعى علماء وهيئات إسلامية عديدة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي توفي اليوم الاثنين في أحد مستشفيات إسطنبول، عن 82 عاما.
وكتب نجله محمد بن عبد المجيد الزنداني، في منشور على منصة إكس، "إنا لله وإنا إليه راجعون".
وقالت أسرة الشيخ، في بيان، "ببالغ الحزن والأسى وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى وفاة والدنا الشيخ العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني، الذي توفاه الله عز وجل إليه يومنا هذا الاثنين".
وتوالت بيانات النعي والتعزية في وفاة الشيخ الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن سابقا، من جانب العلماء والسياسيين والإعلاميين.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبر منصة إكس، إنه "يعزي الأمة الإسلامية في وفاة الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني، عضو الاتحاد، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة".


كما نعت هيئة علماء فلسطين الشيخ الزنداني الذي وصفته بأنه "قامة شامخة من قامات العلم والدعوة في الأمة الإسلامية، مؤسس جامعة الإيمان في اليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وأحد رموز العمل الإسلامي في اليمن الشقيق والعالم الإسلامي".
وقالت إنه "لبّى نداء ربه تعالى عقب حياة حافلة قضاها في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وتربية الأجيال والذود عن الحرمات والمقدسات وخدمة قضايا الأمة، وفي القلب منها قضية فلسطين والقدس".

"خسارة للأمة وفلسطين"

وقال رئيس هيئة علماء فلسطين الشيخ نواف تكروري -في تصريحات للجزيرة نت- إن الشيخ الزنداني "قضى حياته مخلصا لخدمة دين الله، مسترشدا بالقرآن الكريم وسنة نبيه".
ورأى أن رحيله "يمثل خسارة كبرى للأمة الإسلامية، وخاصة لفلسطين والقدس التي أغناها بعلمه وجهوده المتواصلة".
وذكر الشيخ تكروري أن موعد الجنازة سيعلن في وقت لاحق، مشيرا إلى أن الشيخ الزنداني قضى آخر شهر في حياته يكافح المرض، حيث أمضى الأسابيع الثلاثة الأخيرة في غيبوبة.
ورأى رئيس هيئة علماء فلسطين أن الفقيد "كان بإمكانه السعي لمكاسب دنيوية، لكنه فضّل الثبات على مواقفه الداعمة لوطنه ودينه، مفضلا أن يعيش بشموخ حتى وإن كان في غربة، وهو ما توفي عليه".
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما GLxiXoZWoAAku3m?format=jpg&name=small





أما هيئة علماء المسلمين في العراق، فقد وصفته بأنه "كبير علماء اليمن، وأبرز أعلام علماء الأمة الإسلامية"، وقالت إنه قضى عمره بين "أروقة العلم، والدعوة، ونصرة المسلمين والدفاع عن قضاياهم".
كما كتب العالم والداعية الشيخ على الصلابي "في ذمة الله، الشيخ عبد المجيد الزنداني (رحمه الله). ببالغ الحزن والأسى وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى وفاة والدنا الشيخ العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني اليوم الاثنين، إنا لله وإنا إليه راجعون".
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، إن الزنداني كان خلال مسيرته من "أبرز رجالات التربية والتعليم والدعوة في اليمن والعالم الإسلامي، ورائد علوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وركنا من أركان العمل الإسلامي في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك".
وأضافت الحركة "نفقد اليوم في فلسطين علما من الأعلام الكبار المدافعين عنها، وصوتا صادقا في دعم المقاومة ونضال شعبنا المشروع"، معربة عن تعازيها للشعب اليمني وعائلة الشيخ ومحبيه في أرجاء العالم.
ويعد الزنداني -المولود سنة 1942- من رموز التيار الإسلامي في اليمن، وقد أسس هناك جامعة الإيمان، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وانشغل بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية، فضلا عن إسهاماته في ميادين الدعوة والسياسة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالخميس 25 أبريل 2024, 2:30 pm

العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني "رحمه الله" 
عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد
ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية، والذي تكفي صفة واحدة من هذه الصفات ليدخل بها صاحبها في التاريخ، ويوضع بها بين كبار المصلحين والعلماء الربانيين، فكيف بمن جمع هذه الصفات كما لم تجتمع لأحد من قبل إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وقليل ما هم.


 انتقل إلى المملكة العربية السعودية حيث التقى كبار العلماء هناك، من بينهم: الشيخ عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان


بطاقة حياة
ولد الشيخ عبد المجيد الزنداني في 13 من ذي الحجة 1360هـ الموافق 1 كانون الثاني 1942م في قرية تسمى "الظهبي" من قرى مديرية الشعر في محافظة إب، وهي إحدى محافظات اليمن، ويرتبط أصله بمنطقة "زندان" في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، وإليها ينسب.


تلقى الشيخ الفقيد تعليمه الأولي في الكتاب بمسقط رأسه، وانتقل للالتحاق بالتعليم النظامي في عدن، قبل أن يتوجه إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية، فالتحق بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، ودرس فيها لمدة سنتين، إلا أنه ترك دراسته في هذا المجال نظرا لاهتمامه المتزايد بالعلوم الشرعية؛ حيث باشر تعلم العلوم الشرعية وتفاعل معها، ووفرت له الفرصة للالتقاء بالعلماء المشهورين في الأزهر الشريف، كما التقى طلابا يمنيين في مصر مثل محمد محمود الزبيري، وعبده محمد المخلافي، وقطع دراسته وعاد معهما إلى صنعاء للمشاركة في دعم قيام النظام الجمهوري وحماية مكتسبات الثورة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.


ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية حيث التقى كبار العلماء هناك، من بينهم: الشيخ عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان، مما زاد من سعة معرفته وعمق مداركه، بتلقيه من هذه المشارب جميعا: مصر الأزهر، وبلاد الحرمين، والسودان؛ فضلا عن اليمن.


وتولى الشيخ مناصب عديدة، منها: إدارة معهد النور العلمي في اليمن، والتدريس في بعض مؤسسات التعليم، وتولى منصب إدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم اليمنية، وعين رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه في عام 1975، قبل أن يتم تعيينه في وزارة المعارف، وهو أيضا رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح.


"منقبته الكبرى" و"حسنته العظمى" في تاريخه الدعوي والتعليمي تأسيسه لـ "جامعة الإيمان"، تلك الجامعة العريقة التي ضمت كثيرا من الكليات والتخصصات الشرعية وغير الشرعية، وحشد لها كبار علماء العالم الإسلامي لوضع مناهجها وللتدريس فيها


في ظلال الإعجاز العلمي وجامعة الإيمان
برز الشيخ الزنداني كأحد أشهر علماء الأمة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، فلا يكاد يذكر (الإعجاز العلمي) إلا ويذكر معه الشيخ الزنداني، حتى أصبح أحد أبرز العلماء المعاصرين الذين حاولوا البرهنة على سبق القرآن في مجال الحديث عن الاكتشافات العلمية في مجالات كثيرة كالطب، وخلق الإنسان، والجيولوجيا، وتابع حهوده في هذا المجال حتى أسس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة"، وكان لجهوده في هذا المجال كبير الأثر في الدعوة إلى الله تعالى، وإقبال الكثيرين على الإسلام، وتعزيز إيمان المؤمنين، حيث كانت له اكتشافات واختراعات وعلاجات لأمراض كثيرة، وذلك من خلال نصوص القرآن والسنة، وهذا يستحق أن يفرد بدراسة عن جهود الشيخ العلمية والتطبيقية في هذا المجال.


أما "منقبته الكبرى" و"حسنته العظمى" في تاريخه الدعوي والتعليمي فهو تأسيسه لـ "جامعة الإيمان"، تلك الجامعة العريقة التي ضمت كثيرا من الكليات والتخصصات الشرعية وغير الشرعية، وحشد لها كبار علماء العالم الإسلامي لوضع مناهجها وللتدريس فيها، وأقبل عليها طلبة العلم من كل فج عميق ليشهدوا دروس العلم فيها، ومجالس التربية في أكنافها، ومحاضرات الحكمة من علمائها، وينهلوا من منابع الإيمان، وحقائق الإحسان، في بلد الحكمة والإيمان.


لقد خرجت هذه الجامعة المئات بل الآلاف من طلاب العلم في بلاد العالم الإسلامي، ابتداء من البلاد العربية، وانتهاء ببلاد شرق آسيا، حيث ضخت العديد من الخريجين حاملين المنهج المعتدل والفهم الوسطي والنور الهادي لبلادهم ومؤسساتهم، وصاروا الآن ملء السمع والبصر: أساتذة كبارا، وعلماء فضلاء، ودعاة أخيارا، ولو لم يكن للشيخ الزنداني من مناقب سوى هذه الجامعة لكفاه بذلك عملا يلقى الله تعالى به؛ فهو صدقة جارية إلى يوم الدين.


اهتمامه اللافت للنظر اهتمامه بالجهاد الأفغاني الذي كانت له فيه جولات وصولات، وحشد له الجهود، وجمع له النقود، حتى وصل به الحال إلى السفر هنالك واللقاء بالشيخ الشهيد العالم المجاهد عبد الله عزام




موقف الشيخ الزنداني من قضايا المسلمين
أشرنا قبل قليل إلى موقف الشيخ من الثورة اليمنية في الستينيات من القرن الماضي، وقد كان له موقف إيجابي كذلك من ثورة اليمن في مارس 2011م، وأعلن تأييده لها من منصة ساحة التغيير، وقال: "هذه الثورة من أفضل الجهاد؛ لقول النبي: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائ".، وأضاف: "نريد التغيير إلى ما هو أفضل، وإلى ما هو صواب، ورفعنا شعارا واضحا جليا: أن الله كلف الأمة بإقامة الحكم وتعيين الحكام، وأن الخليفة لا يكون خليفة إلا إذا كان مبايعا من الأمة"، ودعا أجهزة الأمن أن تحمي الشباب، وتقوم بدورها في الحفاظ على حياة الناس.


كما كانت للشيخ اهتمامات وفتاوى تتعلق بالمسلمين في الغرب، ومن ذلك إفتاؤه فيما سمي وقتها "زواج فريند" وقد أثارت هذه الفتوى جدلا واسعا وقتها، كتبت عنها تحقيقا فقهيا ونشر في مجلة المجتمع الكويتية.
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D9%85-1713885970

الشيخ الزنداني مع المجاهد عبد الله عزام في أفغانستان (مواقع التواصل)أما اهتمامه اللافت للنظر فهو اهتمامه بالجهاد الأفغاني الذي كانت له فيه جولات وصولات، وحشد له الجهود، وجمع له النقود، حتى وصل به الحال إلى السفر هنالك واللقاء بالشيخ الشهيد العالم المجاهد عبد الله عزام، وترتب على ذلك أن وضعته الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب!


وأما اهتمامه بالقدس والأقصى وفلسطين فقد كان رفيقه أيامه ولياليه، وكان حبه لفلسطين لحمته وسداه، ومصبحه وممساه، فجهوده لها بارزة، وبلاؤه من أجلها مشهود، وعمله لها وجهاده في سبيلها معلوم ومعروف.


 


من كتبه الرائدة التي تركها: علم الإيمان، وطريق الإيمان، ونحو الإيمان، والتوحيد، والبينة العلمية في القرآن الكريم، وتأصيل الإعجاز العلمي


مؤلفاته ومقالاته
ترك الزنداني عددا من المؤلفات المتنوعة والمقالات المتفردة، وهي من العلم النافع بإذن الله الذي ينفع صاحبه بعد وفاته، كما أخبر الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". [أخرجه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة برقم (1631)].


ومن كتبه الرائدة التي تركها: "علم الإيمان"، و"طريق الإيمان"، و"نحو الإيمان"، و"التوحيد"، و"البينة العلمية في القرآن الكريم"، و"تأصيل الإعجاز العلمي"، أما كتابه "بينات الرسول صل الله عليه وآله وسلم ومعجزاته" فقد سمح بطباعته دون مقابل مالي؛ ليكون ضمن مقررات مادة "الثقافة الإسلامية" في جامعة الخرطوم؛ وقد كان له أثر كبير على كثير من الطلاب والطالبات.


ومن مقالاته: "أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج"، "الأقمار الصناعية تشهد بنبوة محمد"، "منطقة المصب والحواجز بين البحار" .. كما كان له العشرات من الأشرطة والمحاضرات التي فصل فيها مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.


أسس في إسطنبول جمعية للإعجاز العلمي كنت -ولا زلت- أحد أعضائها والمؤسسين لها، كما كان الشيخ مهتما بقضايا المسلمين من إسطنبول وفيها، حتى كان يلقي البيانات في مؤتمرات العلماء الصحفية المتعلقة بقضايا الأمة جميعا


هجرته من اليمن إلى إسطنبول
بعدما سيطر الحوثيون على كثير من حواضر اليمن ومدنها، واقتحموا بيت الشيخ عبد المجيد الزنداني وعاثوا فيه فسادا، وكذلك
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D9%88%D8%B5%D9%81%D9%8A-1713885680

الكاتب (يمين) والعلامة الزنداني (يسار) 
يفعلون، خرج الشيخ إلى السعودية وقضى فيها خمس سنوات تقريبا، وسافر إلى تركيا، واستوطن إسطنبول، وباشر منها جهاده العلمي والفكري والدعوي، فأسس جمعية للإعجاز العلمي كنت -ولا زلت- أحد أعضائها والمؤسسين لها، كما كان الشيخ مهتما بقضايا المسلمين من إسطنبول وفيها، حتى كان يلقي البيانات في مؤتمرات العلماء الصحفية المتعلقة بقضايا الأمة جميعا، كما كان معنا في لقاء العلماء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9 أغسطس 2023، وكان ضمن الوفد العلمائي الذي ناصح حركة حماس في موقفها من استعادة العلاقات مع بشار الأسد وأحد الموقعين على بيانهم في يوليو 2022م، وكان بيته قبلة للعلماء والدعاة في الليل والنهار.


توفي في إسطنبول عن اثنتين وثمانين عاما، عاشها في العلم والتعليم والتربية والدعوة والجهاد، بعد أن مكث في العناية المركزة فترة من الزمن، طاردته فيها الشائعات بخبر وفاته، وكانت دعوات المسلمين والعلماء تحيط به من كل مكان


وفاته في إسطنبول
وها هو الشيخ يحط الرحال إلى الدار الآخرة، ويترجل فارسا نبيلا لم يأل جهدا في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وها هو يموت مهاجرا فائزا بقول الله تعالى: ﴿ ومن یهاجر فی سبیل ٱلله یجد فی الأرض مر ٰ⁠غما كثیرا وسعة ومن یخرج من بیته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم یدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحیما﴾ [النساء ١٠٠]. وبقول النبي صل الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا مات بغير مولده، قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة". [أخرجه السيوطي في الجامع الصغير بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر، رقم: "1979"، والنسائي برقم (1832)، واللفظ له].


ها هو قد توفي في إسطنبول عن اثنتين وثمانين عاما، عاشها في العلم والتعليم والتربية والدعوة والجهاد، بعد أن مكث في العناية المركزة فترة من الزمن، طاردته فيها الشائعات بخبر وفاته، وكانت دعوات المسلمين والعلماء تحيط به من كل مكان، ولكن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه.


إننا أمام رحيل الكبار لا نملك إلا أن نبدي -حقيقة لا ادعاء- كامل الرضا وتام التسليم بقضاء الله تعالى، الذي كتب الموت على كل نفس؛ حيث الأنبياء والعلماء والأولياء والمصلحون والأئمة الكبار.


رحم الله الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني، وأسبغ عليه سحائب رضوانه، وأكرمه بمغفرته، ورفع درجته في عليين
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-1713885815
العلامة الزنداني على رأس الوفد العلمائي الذي زار الرئاسة التركية (الصحافة التركية)
وقد كتب شاعر الدعوة الجزائري المتألق الأستاذ محمد براح قصيدة في رثائه، هي خير ما نختم به هذا الرثاء، سماها: "في رثاء الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله .. رحيل العلم "، يقول فيها:


عز العراق وعز الشام واليمنا .. وعز مصر، وعز القدس والوطنا


في رزئنا بفقيد عاش يملؤنا .. بالنور واختار نهج المصطفى زمنا


كأنه ثلمة لاشيء يملؤها .. والموت ينثر فينا الغم والحزنا


شيخ المحجة بالبرهان يقنعنا .. كم كنت أختاره في العلم مؤتمنا


دلائل الطب والإيمان في حجج .. بدي الخفي الذي قد كان مندفنا


عبد المجيد، وما أغلاه من رجل .. حر يذب علينا الضعف والوهن


وذلل الآي في القرآن يشرحها .. وبالعلوم لقد أحيا لنا السننا


لو كل  شيء له في عصرنا ثمن .. فعلمه معجز لا يقبل الثمنا


هيهات هيهات يأتي بعده رجل .. وعاش ذاك النقي اللامع الحسنا


هي ابتسامته دوما ترافقه .. ماكان صلدا ولا صخاب أو خشنا


فمن يكفكف للغبراء دمعتها  .. والشيخ في تربة بالقبر قد سكنا


ومن لصنعاء إن لف السواد بها .. وعز تدمر في ذا الفقد  أو عدنا


يودع الشيخ مسرانا وقبلتنا .. ولم نذد عنه لم نوقف به الفتنا


والغيم في ساحه والظلم منتشر .. وفوقه يغرسون الشوك والمحنا


ويرحل الشيخ صداحا بنصرته .. لأرض غزة إن سرا وإن علنا


يقول قوموا إلى الأقصى لنرجعه .. والقدس ياقوم والمسرى يظل لنا


لو قيل من يفتدي شيخا وينقذه .. لقال كل الورى: أفدي الجليل أنا


رحم الله الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني، وأسبغ عليه سحائب رضوانه، وأكرمه بمغفرته، ورفع درجته في عليين، وفسح له في جنات النعيم، وعوض العلم والعلماء والأمة عنه خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالخميس 25 أبريل 2024, 2:32 pm

حَكايا شخصية عن العلَّامة المرحوم الزَّنداني
محمد المختار الشنقيطي


أحببتُ وجهَه الوَدود وأنا شاب يافع من خلال متابعة برنامجه العلمي الإيماني "إنه الحق" الذي كان التلفزيون الموريتاني يَعرضه في شهر رمضان المبارك، وكم كان مقنعًا للعقل، وممتعًا للقلب، بحِجاجه البرهاني، وبيانه العذب.
ولم أكن أتصور أن الأقدار الكريمة ستقودني إلى لقائه وجهًا لوجه، والعمل معه على مدى عامين. لكن الشيخ الزنداني طلب في ختام العام 1996 أساتذة للتدريس بجامعة الإيمان التي أسَّسها بصنعاء، فرُشِّح له اسمي ضمن آخرين. وكنت يومها في مقتبل العمر، ولا أحمل أي شهادة جامعية عليا. لكن الشيخ الذي اعتاد سلوك الدروب غير المطروقة، منذ أن رافق الشهيد الزبيري في جبال اليمن الشمَّاء أيام الثورة اليمنية، لم تكن تهمُّه الشهادات الجامعية، وكانت ثقته متينة في المدرسة الشنقيطية التقليدية.
ووصلتُ صنعاء لتدريس النحو العربي (ألفية ابن مالك) مطلع العام 1997 لطلاب جامعة الإيمان، ثم أضيف لي تدريس التفسير بعد ذلك.
وكنتُ شغوفًا منذ الصبا بـ"مقامات الحريري"، التي حفَّظني والدي -رحمه الله- قسمًا كبيرًا منها وأنا صغير. فلا عجب أن كان أول ما تذكرتُه، حين حطت الطائرة في مطار صنعاء سحَرًا، هو "المقامة الصنعانية"، وهي أُولَى مقامات الحريري. فبدأتُ أردِّد – وأنا خارجٌ من المطار- عبارات الحريري التي صدَّر بها تلك المقامة: "لما اقتعدتُ غاربَ الاغتراب، وأنْأتْني المتربة عن الأتراب، طوَّحتْ بي طوائحُ الزمن، إلى صنعاء اليمن، فدخلتُها خاويَ الوفاض، باديَ الإنفاض، لا أملك بُلْغةً، ولا أجدُ في جِرابي مضغًة."

حب المغامرة والولع بالأدب العربي

لقد وجدتُ نفسي وأنا أحطُّ في صنعاء لأول مرة متقمِّصًا شخصية الحارث بن هُمام راوي المقامات، وأبي زيد السَّرُوجي بطلِها. ولم تكن أوْجُه الشبه بيني وبينهما بالقليلة في تلك الليلة الصنعانية الباردة، فقد جمع بيننا يومذاك حبُّ المغامرة، والولع بالأدب العربي، وضيقُ ذاتِ اليد.
فقد كنتُ حقًا وصدقًا "خاويَ الوفاض، باديَ الإنفاض". على أن ذلك الإحساس بالاغتراب وخلوِّ الوفاض سرعان ما تلاشى في دفء مدينة صنعاء الساحرة، التي أحسستُ فيها وكأني مغترب راجعٌ لوطنه، أو طيرٌ عائد لوكره. والعجب أن أهل صنعاء لم يعتبروني غريبًا بينهم كذلك، وإنما اعتبروني يَمنيًّا من مدينة أخرى، فلم أكن أركب أي سيارة تاكسي في صنعاء تقريبًا إلا سألني سائقها: "الأخ من حضرموت"؟ فإن أجبتُ بالنفي قال بكل ثقة "من المهرة"! وحينما أخبرت أحد السائقين مرة أني لست يمنيًا، رد عليَّ قائلًا: أنت يمني، لكنك عشتَ خارج البلاد، و"تلخبط" لسانك!
وبذلك تأكد لديَّ – بحدْسٍ أنثروبولوجي- عمقُ الصِّلات البشرية بين القبائل الموريتانية -والمغاربية بشكل عام- وسكان اليمن وعمان. وهي ملاحظة سبقني إليها الرحَّالة ابن بطوطة حينما زار مدينة ظفار العمانية قبل ستة قرون، وكتب في كتاب رحلته: "ومن الغرائب أن أهل هذه المدينة أشبه الناس بأهل المغرب في شؤونهم. نزلتُ بدار الخطيب بمسجدها الأعظم، وهو عيسى بن علي، كبير القدر، كريم النفس، فكان له جَوارٍ مسمَّيَات بأسماء خُدَّام المغرب، إحداهن اسمها بخيتة، والأخرى زاد المال، ولم أسمع هذه الأسماء في بلد سواها… وفي كل دار من دُورهم سجادة الخوص معلَّقة في البيت، يصلي عليها صاحب البيت، كما يفعل أهل المغرب، وأكلهم الذرة. وهذا التشابه كلُّه مما يقوِّي القول بأن صنهاجة وسواهم من قبائل المغرب أصلهم من حِمْيَر".
ومكثتُ في صنعاء عامين، فوقعتُ في حبها، وعشقتُ عبَق التاريخ في أسوارها القديمة، ومناخَها الربيعي الممتدّ على مدار العام، وصفاءَ فطرة أهلها، ورائحةَ البُـنِّ اليمني التي تعطِّر شوارعها العتيقة ممزوجة بأنداء الصباح. وفي جامعة الإيمان تعرفتُ على شخصية هذا الجبل اليماني الأشمِّ، والعَلَم من أعلام المسلمين، وعشتُ معه أيامًا إيمانية لا تُنسَى، وكان البرنامج الجامعي الذي رسمه لجامعته متميزًا في توقيته ومضمونه وروحه، حيث كنا نبدأ تدريس طلابنا بعد صلاة الفجر مباشرة، ونتحسَّى معهم القهوة اليمنية في ساعات الصباح البارد، في جوٍّ منعش، مفعَم بالصفاء والنقاء.

شمائل الشيخ الزنداني

وقد رأيت بأمِّ عيني من شمائل الشيخ الزنداني خلال تيْنِك السنتين عجائبَ قلَّ أن تجتمع في إنسان، من كرمه، وتواضعه، وشجاعته، ومحبَّته للمسلمين، وحمْل همِّهم. كما رأيتُ فيه من الروح النقيَّة، والدمعة المدرارة، واللسان البليغ، ما يَهدي القلب، وينير الدرب. وقد رأيته يخدم ضيوفه بيده، ويصبُّ الماء على أيديهم ليغسلوها قبل الطعام، وهو ملء السمع والبصر علمًا ومالًا وجاهًا!
وكان من ظرائف كرمه وطرائفه التي لا أزال أذكرها أنْ زرتُه مع زملاء من أساتذة جامعة الإيمان، فوجدْنا صالة الضيافة الفسيحة في بيته مَلْأَى ببقايا نبتة القات، ونحن نعرف تحفُّظه الفقهي على استعمال القات، وتحذيرَه من أضراره الصحية والاجتماعية. وحينما استفسرْنا منه عن هذا المشهد الذي أدهشَنا، تبسَّم ضاحكًا من قولنا، وأجاب: كان عندي ضيوف قَرويون اليوم قدِموا إلى صنعاء من النواحي، وهم لا يفهمون هذه النقاشات الفقهية والصحية، والقات جزء أصيل من إكرام الضيف في أعرافهم القبَلية، ولو لم أُكرمْهم بالقات لانتشروا في أرجاء اليمن، وهم يتهمونني بعدم إكرام الضيف، ويذمُّونني في كل نادٍ!
ومن ذكرياتي العطرة مع الشيخ الراحل عبد المجيد الزنداني، أن الشيخ الشهيد أحمد ياسين زارنا في جامعة الإيمان بصنعاء، قادمًا من فلسطين عام 1998، ضمن جولة له في عدد من الدول العربية، ومنها اليمن، وقرر المرحوم الزنداني أن ينظِّم له استقبالًا حاشدًا بجامعة الإيمان، فكتبتُ أبياتًا في الترحيب به، لكنَّ منظِّمي الحفل لم يسمحوا لي بقراءتها أمام الشيخ ياسين، لأنها لم تكن ضمن جدول الزيارة. فساءني ضياع تلك الفرصة الثمينة، فرصةِ قراءة الأبيات الترحيبية بين يدي الشيخ ياسين، ثم زالت تلك المشاعر السلبية من نفسي، واقتنعتُ بسَداد قرارهم، بعد أن ألقى شاعر يمني قصيدة طويلة جميلة في الحفل، لا تُساوي أبياتي القليلة البسيطة شيئًا مقارنة معها، فعرفتُ يومها جانبًا من الحكمة اليمانية لم أكن أعرفه.

ساعة الرحيل

وفي جامعة الإيمان تعرفتُ على أعلام كبار، منهم مفتي اليمن الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني -رحمه الله- الذي جمع بين التبحُّر في الفقه والروح المرِحة. ومن ذلك أن الطلاب سألوه مرة: "يا شيخ! ما هو الفرق بين دراستكم القديمة ودراستنا الجديدة"؟ فأجاب على البديهة: "فرقٌ كبير! نحن درَسْنا بالجامع، وأنتم تدرسون بالجامعة، وليس الذكر كالأنثى"! ومنهم فقيه العراق الشيخ عبد الكريم زيدان -رحمه الله- الذي لم أرَ مثله في جَلَده العلمي، وصرامته في الوقت والعمل.
ثم أزفتْ ساعة الرحيل من اليمن ختام العام 1999 من أجل الدراسات العليا في الولايات المتحدة، إثر حصولي على منحة دراسية من الندوة العالمية للشباب الإسلامي. لكن الشيخ الزنداني لكرم نفسه أصرَّ على عدم سفري، ورفَض استقالتي من الجامعة، حتى اضطررتُ لوضعه أمام الأمر الواقع، بحجز التذكرة، وزيارته للوداع سحَرًا، وأنا مسافر فجرًا. ومن واشنطن تحركت الشجون والذكريات الصنعانية في قلبي، وكان من ثمار ذلك قصيدة "ريَّاكِ صنعاء" التي كتبتها ختام العام 1999، وبعثت بها إلى الشيخ، فسُرَّ بها كثيرًا، ونشرها صديقي الكاتب اليمني الراحل حميد شحرة في إحدى الصحف اليمنية.
وظللتُ على تواصل دائم بالمرحوم الزنداني ومحيطه القريب على مدى السنين، ثم أتيح لي لقاؤه في صنعاء خلال زيارتي لها عام 2013، ضمن برنامج تكويني لشباب الثورة اليمنية، وفي أوج التفاؤل بالربيع العربي، وثورة الشباب اليمني ومآلاتها. وقد أصرَّ الشيخ على دعوتي للعَشاء ببيته في صنعاء، فكانت لي معه سهرة ممتعة، حرصتُ فيها على أن أقصَّ عليه مصادفات عجيبة صادفتني في أميركا الشمالية، وما تعنيه تلك المصادفات من بركات الغَرْس الذي غرسه.
ومن هذه القصص أنني كنت أقود سيارتي في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتوقفتُ عند إشارة المرور، فإذا بسائق ذي سحنة سمراء داخل سيارته بجانبي، وهو يلوِّح لي بيده، ويشير إليَّ بإلحاح أن أركن سيارتي على قارعة الطريق. فحسبتُه مواطنًا أميركيًا من أصول أفريقية، وأنه لاحظ مشكلة في عجلات سيارتي وأراد تنبيهي عليها، وركنتُ السيارة جانبًا بعد انفتاح حركة السير، فركن سيارته ورائي، ثم جاءني مهرولًا بوجهٍ متهلِّل الأسارير، وهو يصيح بالعربية مسلِّمًا عليَّ، فوجدتُه أحد طلابي السابقين بجامعة الإيمان، وهو من دولة ساحل العاج. وما كان أشدَّ بهجتي بلقائه! فتعانقنا طويلًا، وتوقفنا طويلًا، ونحن نسترجع ذكرياتنا الصنعانية مع الشيخ الزنداني في جامعة الإيمان، في تلك البقعة القَصيَّة من غرب الغرب الأميركي، على ساحل المحيط الهادئ.
ومنها أني وجدتُ مرة أحد طلابي السابقين بجامعة الإيمان -وهو من أصول صومالية- جالسًا بجنبي في رحلة جوية بين ولايتي تكساس وميشيغان الأميركيتين، وعرفتُ منه أنه يدير مركزًا إسلاميًا في إحدى المدن الأميركية. ومنها أني دُعيتُ لإلقاء محاضرة بمركز إسلامي في مدينة مونتريال الكندية، ثم تفاجأتُ بأن إمام المسجد في المركز من طلابي السابقين في جامعة الإيمان. وقد سرَّ الشيخ كثيرًا بهذه القصص الدالة على أن الرياح حملت بذور الخير التي بذرها بين جبال صنعاء إلى كل أصقاع الدنيا.
وقد صادفتُ شبيهات لهذه القصص فيما بعدُ، منها الاتصال الذي جاءني منذ سنين من رقم ألباني، وتكشَّف أن المتصل طالب سابق من طلابي بجامعة الإيمان، يريد ترجمة مقال لي عن الرئيس المفكر علي عزت بيغوفيتش إلى اللغة الألبانية. ومنها أني لقيت طالبًا ماليزيًا من طلاب الجامعة في مدينة كوالالمبور، ووجدت أنه ترجم كتابي: "الخلافات السياسية بين الصحابة" إلى لغة الملايو، ثم لقيت طالبًا آخر من طلاب الجامعة من الإيغور ترجم كتابي "الأزمة الدستورية في الحضارة الإسلامية" إلى لغة الإيغور، وهي إحدى اللغات التركية التي لا تزال مرسومة بالخط العربي.
وقد لاحظتُ خلال صحبتي للمرحوم الزنداني بجامعة الإيمان تعلُّقه بالبلدان الإسلامية في آسيا، ربما إدراكًا منه أن مركز ثقل الإسلام قد انتقل إلى آسيا، كما لاحظ مالك بن نبي. ومن الذكريات التي أتذكرها في هذا السياق أنه نظَّم بالجامعة احتفالًا حاشدًا، احتفاءً بأول تفجير نووي باكستاني صيف عام 1998، وأني كتبتُ أبياتًا طنَّانةً رنَّانةً، ابتهاجًا بذلك المكسب العزيز، ولم أعُدْ أذكر من الأبيات سوى مطلعها، وهو:
جرِّد السيـفَ فالعـدُوُّ أَلَــــــــــــــــــدُّ       واحتفِلْ للوغَى فلِلصَّبْـرِ حَـدُّ

ساحة حرب

لقد أراد المرحوم الزنداني جامعةَ الإيمان صرحًا جامعًا للمسلمين من كل القوميات والجنسيات، فتلاقت فيها القلوب، وتحقَّقت فيها الأخوَّة الإسلامية من مشرق العالم الإسلامي إلى مغربه، فلا عجب أن عاداها كل معادٍ للأخوَّة الإسلامية ووحدة كلمة المسلمين.
وقد حزنتُ حزنًا عميقًا على تحول هذا الصرح العلمي الإسلامي ساحةَ حرب في بداية الفتنة الحوثية عام 2014. وكيف استهدفها الحوثيون بالتخريب والتدمير، بإيعاز من قوى الثورة المضادة العربية، وبعض القوى الدولية التي كان لها ثأر قديم مع الجامعة ورسالتها.
وفي إسطنبول كان لي آخرُ لقاءَين مع الشيخ الراحل الزنداني في أواخر حياته، أولهما زيارته في بيته بإسطنبول. ورغم ظروفه الصحية البادية عليه، فقد استقبلني في بيته بكرَم وبِشْر كالعادة، وامتدَّ لقائي به طويلًا.
وقد حكى لي الشيخ الطريقة العجيبة التي استطاع أن يصل بها إلى تركيا، وهي حكاية لم يحنْ وقت الحديث عنها بعدُ، لذلك سأتركها للتاريخ الآن. لكن الجزء الأهم من الحديث مع الشيخ انصبَّ على أهمية وقف الحرب في اليمن، بعد أن تحوَّلت من جهد محمود لوأد الفتنة الحوثية واستعادة التوافق الوطني على مبادئ ثورة الشباب اليمنية (وقد أيَّد الشيخ نفسه هذا الجهد في بداياته وأيدناه جميعًا)، إلى استباحة لليمن تقتيلًا وتجويعًا وترويعًا وتمزيق نسيجه الاجتماعي وهدْم معالم حضارته وتاريخه، ثم أخيرًا إلى حرب عدَمية لا غالب فيها ولا مغلوب، أصبح فيها اليمن مجرد أسير لتقاطع النيران بين الجيران.
وقد تناقشتُ مع الشيخ الكريم في نظرية "إعطاء الحرب فرصة" الأميركية التي يتم تطبيقها في عدد من الدول العربية اليوم، ومنها اليمن. وهي نظرية بدأ تطبيقها العملي في الثمانينيات خلال الحرب العراقية-الإيرانية، وعبَّر عنها كيسنجر بأن الإستراتيجية الأميركية تجاه تلك الحرب هي خَسارة الطرفين.
ولذلك حرصتْ أميركا على تسريب السلاح لإيران حين يضيق عليها الخناق، وعلى بيع صور أقمارها الصناعية للعراق عن التحركات العسكرية الإيرانية، عبر تجار حروب أوروبيين، على نحو ما بيَّنه قائد أركان الجيش العراقي خلال تلك الحرب، الفريق أول نزار الخزرجي.
ورغم انتهاء الحرب برجحان كفة العراق عسكريًا، فإنها كانت خسارة إستراتيجية للطرفين بالفعل كما أرادها كيسنجر، لأنها لم تكن حربًا ضرورية ابتداءً. وكان بحر الدماء الذي سال من زهرة شباب البلدين، والأحقاد العميقة التي ترسَّخت بين العرب والفرس، وبين السنة والشيعة، هي الثمرة المريرة لتلك الحرب العدمية المديدة.
وحينما بدأت ثورات الربيع العربي، جاء مفكر صهيوني أميركي آخر، هو أدوارد لوتواك، فطوَّر فكرة كيسنجر إلى نظرية "إعطاء الحرب فرصة"، ودعا لتطبيقها على الثورات العربية. فبينما كان أحرار سوريا يبذلون الدم مدرارًا للتخلص من عسْف بشار الأسد ونظامه الطائفي الدموي، كان صاغة الإستراتيجية الأميركية-الإسرائيلية يحولون تلك التضحيات العظيمة مَصهرةً دمويةً، وحربًا عدمية لا غالب فيها ولا مغلوب، تطبيقًا لنظرية "إعطاء الحرب فرصة".
وهكذا فإن أي حرب إما أن تكون مبنية على إستراتيجية سياسية رصينة، أو أن تكون كارثة عدمية لا أول لها ولا آخر. كما أن أي حرب قد تبدأ بداية ناصعة، ثم تشهد بعد ذلك تحولات تغيِّر من طبيعتها ومسارها، بحيث يفقد أطرافها التحكم فيها. خصوصًا إذا كانت القوى الخارجية المتنفذة تسعى لتوجيهها من أجل ترسيخ سطوتها من خلال دماء الآخرين.
وقد لاحظتُ الألم العميق الذي يحمله الشيخ -رحمه الله- في حديثه عن المآلات التي انتهت إليها الحرب في اليمن، وعبَّر الشيخ عن ضرورة وقف هذه الحرب العدمية، وأخبرني أنه يخطط لمبادرات تفكيرية وعملية في هذا السبيل. ثم أمر موظفي مكتبه بأن يطبعوا له نسخة من مقالي: "امنحوا الحرب فرصة" الذي يشرح هذه النظرية الجَهنمية بالتفصيل.
أما آخر لقاء لي بالشيخ الزنداني – رحمه الله – فكان خلال اجتماعنا معًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أقل من عام، يوم 8/8/2023، ضمن وفد من علماء الإسلام، رغم أني لستُ بعالم. وقد لاحظتُ أن جميع من حضروا اللقاء تحدَّثوا في الاجتماع سوى الشيخ الزنداني.
وحينما سألتُه عن ذلك في حديث جانبي بعد ختام اللقاء الرسمي رد قائلًا: "لقد تحدثتُ طيلة حياتي بما يكفي، ولم تعدْ لديَّ رغبة في الكلام." وكأنه كان يَنْعَى نفسه بهذه الكلمات.. رحمه الله.
لَكَمْ تمنيتُ أن لا يكون الشيخ الزنداني عانى الظلم والتهجير والتشريد في خواتيم حياته، ولَكَمْ تمنيتُ أن لا يكون وقع عليه الحيف، فأُخرجَ من بيته وبلده، وما كان فيه من مقام كريم.. وأن الصرح العلمي الإيماني الذي بناه لا يزال إلى اليوم قائمًا يؤتي ثماره كل حين..
وكنت أرجو أيضًا أن يكون الشيخ قد نال بعد وفاته ما تمنَّاه، وما طلبتْه أسرته الكريمة، من الدَّفن في بلد الله الحرام، مكة المكرمة.  لكن الله – تعالى – يبتلي عباده الصالحين بما يشاء، ليكون ذلك أجرًا وذُخرًا لهم عنده، وذكرًا ولسان صِدْق بين عباده.
في مكالمة مع أحد أبناء الشيخ أبدى لي حزنه من عدم تمكنهم من دفنه في مكة المكرمة، واضطرارهم لدفنه في مقبرة أبي أيوب الأنصاري الملحقة بالمسجد الذي يحمل اسم هذا الصحابي الجليل في إسطنبول. فاقترحتُ عليه أن يقرأ قصة وفاة أبي أيوب، رضي الله عنه. ووعدتُه أنه سيجد في القصة عزاءً وأيَّ عزاء. فقد ورد فيها أن أبا أيوب أوصى أنه إذا مات يحمل الجند المسلمون جسده، ويتوغلون في أرض العدو ما استطاعوا، ثم يدفنونه هناك.
ولذلك فقد دُفن أبو أيوب قرب أسوار القسطنطينية قبل أن يفتحها المسلمون بقرون مديدة. لقد تشرفت إسطنبول بضريح الصحابي المجاهد أبي أيوب الأنصاري قديمًا، وهي اليوم تتشرف بضريح العلامة المهاجر عبد المجيد الزنداني.. وشتان ما بين الأمم الصاعدة والأمم الطاردة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالخميس 25 أبريل 2024, 2:38 pm

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84-1713889320





الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في جنازة حسن كيليتش هوجا أفندي شيخ جماعة إسماعيل آغا




بحضور أردوغان.. الآلاف يشيعون جنازتي الزنداني وشيخ جماعة إسماعيل آغا




[rtl]شارك الآلاف في تشييع جنازتي العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني وحسن كيليتش هوجا أفندي -شيخ جماعة إسماعيل آغا النقشبندية-، اللتين أقيمتا في إسطنبول اليوم الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024.[/rtl]
[rtl]وأقيمت صلاة الجنازة على الشيخين في مسجد السلطان محمد الفاتح بإسطنبول عقب صلاة العصر بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث أم المصلين الشيخ أحمد فكري دوغان، أحد الأئمة المتقاعدين لمسجد إسماعيل آغا، فيما ألقى صالح طوبجو إمام المسجد كلمة الوداع ودعا للشيخين الراحلين.[/rtl]
[rtl]https://twitter.com/i/broadcasts/1YpKkwLqnLAKj
[/rtl]




[rtl]وحضر جنازة الزنداني وكيليتش عدد كبير من المسؤولين الأتراك من بينهم مدير الاتصالات الرئاسية فخر الدين ألتون، وكبير مستشاري السياسة الخارجية والأمن الرئاسي السفير عاكف تشاتاي كيليش، ونائب حزب العدالة والتنمية في إسطنبول مصطفى دمير، ونائب حزب العدالة والتنمية في طرابزون عادل قره إسماعيل أوغلو، إلى جانب النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية في إسطنبول ووزير الداخلية السابق سليمان صويلو.[/rtl]
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما %D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84%D9%A4-1713889301الآلاف توافدوا إلى مسجد السلطان محمد الفاتح في إسطنبول لأداء صلاة الجنازة على حسن كيليتش هوجا أفندي شيخ جماعة إسماعيل آغا (الأناضول)
[rtl]وعقب مراسم الجنازة دفن جثمان حسن كيليتش هوجا أفندي في مقابر ساكيزاغاجي في منطقة "أدرنة كابي" بالفاتح.[/rtl]
[rtl]وبعد الصلاة، أعرب أردوغان، وهو يحمل النعش، عن تعازيه لجماعة إسماعيل آغا، فيما غرّد رئيس مجلس الأمة التركي الكبير نعمان قورتولموش "رحم الله الصوفي العالم الحكيم حسن كيليتش هوجا أفندي، وأتقدم بالتعازي لأسرته وطلابه وأحبائه".[/rtl]
[rtl]وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما GLyrNKkXYAEAZtl?format=jpg&name=small[/rtl]




[rtl]أما وزير العدل يلماز تونش، فكتب "أرجو الرحمة من الله لحسن كيليتش هوجا أفندي، أحد الشيوخ الروحيين في بلادنا، الذي قام بتدريب العديد من الطلاب على طريق الإسلام. وأسكنه الجنة ورفع درجته".[/rtl]




[rtl]وقال رئيس مجلس الأمة التركي الأسبق مصطفى شنتوب، "موت العالم بمثابة موت العالم. علمت بحزن بوفاة العالم الجليل والصوفي حسن كيليتش هوجا أفندي. إن مساهمته في حياتنا الروحية وحكمتنا عظيمة. رحم الله أستاذنا وأتقدم بالتعازي والصبر لأهله وأحبائه وأتباعه".[/rtl]
[rtl]وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما GLyeDIcWYAAlkQa?format=jpg&name=small[/rtl]
 




[rtl]ولد الشيخ حسن كيليتش في منطقة تشايكارا بولاية طرابزون عام 1930، وفي عام 2022 أصبح إماما لجماعة إسماعيل آغا الصوفية النقشبندية بعد وفاة الشيخ محمود أفندي.[/rtl]
[rtl]وتوفي كيليتش أمس الاثنين في المستشفى الذي كان يعالج فيه من مرض الكلى، عن عمر ناهز 94 عاما.[/rtl]

[rtl]تشييع الشيخ الزنداني من مسجد الفاتح[/rtl]


[rtl]كما حضر جنازة الشيخ عبد المجيد الزنداني (82 عاما) بمسجد محمد الفاتح الآلاف من أبناء الجاليات العربية في إسطنبول.[/rtl]
[rtl]وذكر مشيعون بأن مسجد الفاتح الذي شيع منه الجثمان والشوارع المجاورة امتلأت بالحضور، بينما ووري جثمانه الثرى في مقبرة الصحابي أبو أيوب الأنصاري.[/rtl]
وأعرب رمضان يلماز، أحد أعضاء جماعة إسماعيل آغا، عن حزنه العميق لرحيل قامتين بارزتين في العالم الإسلامي في يوم واحد، واصفا ذلك بأنه "اختبار إلهي للأمة الإسلامية جمعاء".
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار يلماز إلى أن الشيخين كانا متحدين في حياتهما بإخلاصهما لدين الله وسنة نبيه، وكذلك في دعمهما للقضية الفلسطينية.
ودعا يلماز أن يشمل الله الشيخين برحمته وأن يجمعهما في جنانه كما جمع بينهما في الدنيا وفي يوم وفاتهما.
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Photo-de-Mariam-Taidi-3-1713883564حشود في مسجد الفاتح ومحيطه لأداء صلاة الجنازة على الشيخين الزنداني وحسن أفندي (الجزيرة)
من جانبه، أكد الداعية الدكتور عمر عبد الكافي على الأثر العميق والمستدام الذي تركه الشيخ الزنداني، مشيرا إلى أن "الشيخ كان يجسد الإخلاص في أسمى صوره، وقد عاش حياة يحتذى بها في الاعتدال والالتزام الجاد بتعاليم الإسلام السمحة".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إرث الشيخ لا يزال حيا بيننا من خلال تعاليمه والقيم التي زرعها في قلوب متابعيه، وأدعو الله أن يبقى هذا الإرث مصدر إلهام للأجيال القادمة".
[rtl]وكان أنور كيليتشاسلان، رئيس اتحاد العلماء والمدارس بتركيا قد شارك نبأ وفاة الزنداني عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قائلا، "لقد علمت بحزن شديد نبأ وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني، من العلماء المهمين في قرننا. ونعرب عن تعازينا إلى جميع المسلمين وخاصة عائلته والأوساط العلمية رحمه الله".[/rtl]
[rtl]وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما GLxje_sXUAAEQWn?format=jpg&name=small[/rtl]




[rtl]ويعد الزنداني -المولود سنة 1942- من رموز التيار الإسلامي في اليمن، حيث أسس جامعة الإيمان، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.[/rtl]
[rtl]وانشغل الزنداني بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية، فضلا عن إسهاماته في ميادين الدعوة والسياسة، كما تولى رئاسة هيئة علماء اليمن كما أنه كان أحد مؤسسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالخميس 25 أبريل 2024, 2:45 pm

الشيخ الراحل محمود أفندي زعيم جماعة إسماعيل آغا النقشبندية في تركياوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما 2-95
إمام جماعة إسماعيل آغا وأتباعه بالملايين.. هذه قصة الراحل محمود أفندي
يعد الشيخ محمود أفندي من أبرز الشخصيات التي واجهت محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وكان دائما مواجها لجنرالات الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا خلال العقود الماضية، حيث تعرض لمحاولة اغتيال ومضايقات بعد انقلاب العام 1960.
الشيخ محمود أفندي أحد أبرز الشخصيات الدينية الصوفية في تركيا ويقدّر عدد أتباعه بالملايين، وهو زعيم "جماعة إسماعيل آغا" النقشبندية والتي اشتهرت مؤخرا باسم "جماعة محمود أفندي".

تعلم الشيخ اللغتين العربية والفارسية والنحو والصرف وعلوم القرآن والفقه وأصوله والحديث والتفسير والبلاغة، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته، وعمل بحقول الدعوة ونشر تعاليم الإسلام داخل تركيا، كما بذل جهودا كبيرة في هذا المجال خارج تركيا، وينسب له بعض الباحثين في شؤون الجماعات الإسلامية الفضل بإنشاء عشرات المدارس في أفريقيا والهند والبلقان.
الميلاد والنشأة العلمية
ولد محمود أسطى عثمان في قرية شافانلي القريبة من طرابزون شمال شرق تركيا عام 1929 لأسرة مهتمة بالتعليم الديني، فتتلمذ على يدي والده "علي أفندي" الذي كان إماما لجامع قريته ووالدته "فاطمة هانم" التي كانت أيضا مهتمة بالعلوم الدينية وعلوم القرآن الكريم الذي أتم حفظه في العاشرة من عمره.
تابع محمود أسطى عثمان رحلته في التعليم الديني على يدي معلمه محمد روشتو، ثم درس اللغة العربية في قرية بابلان على يدي المعلم عبد الوهاب أفندي، ثم تلقى العلوم الدينية كالفقه والحديث وتفسير القرآن الكريم على يدي معلمه دورسون فيضي جوفين.
حصل الشيخ على الإجازة في العلوم الدينية، وبدأ بتعليمها للناس في مسجد قريته في حين لم يتجاوز الـ16 عاما من عمره. وفي عام 1951 تم تعيينه إماما وخطيب مسجد بمنطقة دويرجي بولاية سيفاس.
وبعد إتمامه الخدمة العسكرية عام 1952، التقى محمود أفندي بشيخه أحيسكالي علي حيدر أفندي الذي دعاه لتولي الإمامة في جامع إسماعيل آغا؛ وهو من المراكز الأساسية للصوفية النقشبندية قرب جامع الفاتح الشهير بمدينة إسطنبول، والذي بقي في إمامته منذ عام 1954 إلى أن تقاعد في عمر الـ65 عام 1996.

الحياة الاجتماعية

تزوّج محمود أسطى عثمان ابنةَ خالته وتدعى "زهرة"، ورزق منها بابنين من الذكور؛ هما أحمد وعبد الله وببنت واحدة حملت اسم أمه فاطمة، ثم تزوج بعد وفاة زوجته زهرة زوجةً ثانية اسمها "مشرّف".
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما 2-96الشيخ الراحل محمود أفندي في إحدى لقاءاته الجماهيرية الدعوية (مواقع التواصل)

الإنجاز العلمي

إلى جانب قيادته الروحية كإمام صوفي لجماعة إسماعيل آغا النقشبندية، عُرف الشيخ محمود أفندي بإنتاج وافر للكتب الدينية خلال حياته، ومن أهمها كتاب التفسير "روح الفرقان" الذي تمت طباعة 19 مجلدا من مجلداته، ويتوقع أن تبلغ 54 مجلدا، وكتاب "المحادثات" الذي يشمل أحاديثه الشخصية في 9 مجلدات، و"رسالة قدسية" ويتكون من مجلدين، وكتاب "صحبة عمر" و"تفسير سورة الفاتحة" وغيرها.
كما احتل الشيخ المرتبة الـ34 في قائمة أكثر 500 شخصية تأثيرا في العالم الإسلامي لعام 2022، والتي يصدرها المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في الأردن سنويا.
وحصل في العام 2010 على جائزة الإمام محمد بن قاسم النانوتوي المقدمة من الندوة الدولية لخدمة الشؤون الإنسانية خلال حفل كبير أقيم في إسطنبول.


الحضور العام
يعد محمود أفندي الأب الروحي لجماعة إسماعيل آغا النقشبندية الصوفية في تركيا، ويقدر أتباع جماعته بالملايين، وهم منتشرون بشكل لافت للعيان في منطقة الفاتح بإسطنبول، وخاصة في حي "ياووز سليم"، كما أن لهم انتشارا لافتا في ولايات قونيا المعروفة بكونها معقلا للنفوذ الصوفي، وفي طرابزون مسقط رأس الشيخ محمود أفندي.
ويعد الشيخ من أبرز الشخصيات التي واجهت محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وكان دائما مواجها لجنرالات الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا خلال العقود الماضية، حيث تعرض لمحاولة اغتيال ومضايقات بعد انقلاب العام 1960.

وفاته


عانى محمود أفندي من أمراض الشيخوخة خلال الأعوام الأخيرة، حتى نُقل في الخامس من يونيو/حزيران 2022 إلى العناية المكثفة في إحدى مستشفيات مدينة إسطنبول، والتي ظل يتلقى فيها العلاج حتى فارق الحياة فجر أمس الخميس 23 يونيو/حزيران 2022.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70018
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما   وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما Emptyالأحد 28 أبريل 2024, 6:46 pm

وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما 2067b1d8-3685-4a71-82a5-98b705334d54

الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
على مطايا السنين، أنهى الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني رحلة مع الدنيا استمرت في كبد ومنازعة، ومقاومة ونضال حتى آخر أيامه، خرج هذا الشيخ اليماني من بلاده بعد أن أهدر خصومه دمه واستباحوا جامعته العريقة، ليخرج من بلاده متخفيا إلى السعودية التي أقام فيها سنوات قبل أن ينتقل مجددا إلى تركيا التي وصلها عام 2020، حيث وضع عصا التسيار جارا لأبي أيوب الأنصاري في مهاجره ومدفنه التركي. هكذا جرت المقادير وسارت الأيام لرجل ارتبط اسمه باليمن والإيمان والإعجاز العلمي في القرآن.

استلم عبد المجيد الزنداني أرواق الحياة غضة طرية ذات يوم من عام 1942 في قرية الظهبي بمحافظة إب، لكن انتماءه الأصلي كان إلى قرية زندان، ومنها أخذ نسبته التي رافقته وجعلته أشهر منسوب إليها، وربما أشهر علماء وقادة اليمن وسياسييه، أما قبليا فالرجل من أرحب بن بكيل، تلك الآصرة القحطانية الشهيرة التي تنسب إليها أيضا الإبل الأرحبيات العتاق ذوات التاريخ الأصيل.

وفي قريته الصغيرة، أخذ الرجل معارف واسعة من علوم الشريعة الإسلامية واللغة، واعتمر العمامة، وتقلد الخنجر اليمني الأصيل، وسار سيرة اليمانيين العريقة، لكنه امتاز بشفافية روحية عالية، وبإخبات مشهود وجهاد تربوي مستمر، طبع به أنصاره ومدرسته العلمية وجامعته التي حملت اسم الإيمان.

كان الرجل من أبناء الثورات اليمنية، ومن الذين شحذت هممهم قصائد وآراء القاضي الشاعر محمد محمود الزبيري، التي ما زال رجْعها الوهاج يعتمل في القلوب.

والظاهر أن تربية الأسرة الخاصة قد تركت بصماتها التي لا تنمحي في وجدان الطفل عبد المجيد، الذي يذكر كيف غضب والده ذات مرة حتى كاد يبطش به لأنه أخذ نقودا زائدة على حقه من بائع صغير في قريتهم، ليرفع الوالد الصوت هادرا مجلجلا خوفا من دخول المال الحرام بيته أو جوف ابنه، وتلك وردة في روض يانع من قصص الإخبات والتقوى والمجاهدة التي أخذ بها الزنداني نفسه، وأطرها عليها أطرا، كابحا عنفوانها حتى استقادت ولانت، وفق ما يروى بعض أنصاره ومحبيه.



يمني في رحاب الأزهر
درس الشيخ الزنداني المستويين الابتدائي والثانوي في المدارس النظامية في إب وعدن، قبل أن ينتقل إلى مصر حيث درس في كلية الصيدلية سنتين، ولكنه لم يكمل دراسته في تلك الكلية نظرا للتطورات التي تلاحقت حينها في اليمن، ولأن الاهتمامات الشرعية للرجل سلكت به ذات اليمين إلى غير ما خرج له من اليمن.

وفي رحاب الأزهر ومحاضن وجمعيات الإخوان المسلمين، وبين المحابر والمحاريب والمكتبات وحلقات التربية والنقاش في أرض الكنانة، نهل الشيخ الزنداني من علم واسع ووعي حركي، جعلا شخصيته تسلك مسارا آخر.

ولكن الرجل وجد نفسه خارج مصر يبحث عن موطئ قدم جديد؛ فقد كانت الأجواء السياسية بمصر الناصرية في تلك الأثناء متقلبة كسيول النيل، بعد أن ضاقت القاهرة ذرعا بالإخوان وزجت بأعداد كبيرة منهم في السجون، وعلّقت حبال المشانق لعدد من قادتهم، بينما قضى آخرون تحت سياط التعذيب في أقبية السجون، أما اليمن فكان يغلي ضد الحكم الإمامي، وكانت ثورة 26 سبتمبر (أيلول 1962) تتخلق وقتها لتنجح لاحقا في إسقاط الحكم الإمامي بعد محاولتين فاشلتين.

انتقل الزنداني إلى المملكة العربية السعودية، متجولا بين العرصات المباركة والعلماء الأجلاء من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين وغيرهما من المرجعيات العلمية في الحجاز، حيث انكب على دراسة العلم الشرعي، قبل أن يختتم مساره الدراسي بشهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.

شيخ الإعجاز ومؤسس جامعة الإيمان
توسعت مدارك الشيخ الزنداني بشكل كبير في دراسته الشرعية، ويبدو أن خلفيته في مجال علم الأحياء مكّنته من اكتشاف عالم لا متناه من إعجاز الوحي، خصوصا فيما يتعلق بإثبات سبق الشريعة لكثير من الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال الأحياء والبحار والطب.

ولم يكتف الشيخ الزنداني بإظهار مجالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بل سعى إلى تحديد ضوابط ومفاهيم هذا العلم الجديد الذي فتح عيونا وقلوبا كثيرة حول العالم على عظمة الإسلام.

ولا يعلم أحد في جيله اشتهر بما اشتهر هو به من انشغال بقضية الإعجاز العلمي في القرآن، فكان هذا المجال من أهم وأبرز مجالات تميّز الرجل، ونشر عددا كبيرا من الأشرطة والمحاضرات التي فصّل فيها تأملاته في مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.

كما أسهم، بالإضافة إلى ذلك، في تأسيس هيئة عالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وهي الهيئة التي ترأسها لاحقا واتخذت من المملكة العربية السعودية مقرا لها.

وقد توج الرجل بحوثه واهتماماته العلمية بإعلانه في العام 2004 عن اكتشافه علاجا لفيروس الإيدز القاتل، محتفظا لنفسه بسر وملكية هذا العلاج، خوفا عليه من "مافيا شركات الأدوية" كما قال حينها.

https://twitter.com/i/status/1783622977449283807

وقد أثمرت المسيرة العلمية للشيخ الزنداني عددا كبيرا من البحوث والدراسات والمحاضرات والرحلات العلمية والدعوية، كما أنتجت كتبا مهمة من أشهرها: تأصيل الإعجاز العلمي، التوحيد، البينة العلمية في القرآن الكريم، علم الإيمان، طريق الإيمان، نحو الإيمان.. إلخ.

ولقد كانت قصة الشيخ الراحل مع الإيمان بشكل عام هي أكبر هم الرجل وأعلى مدراج فكره، فقد ملك القرآن شغاف قلبه، وتحدث العديد ممن عرفوه عن شغف الرجل بالقرآن وطول صلاته، وإذ تراءت سمعة الرجل ومكانته العلمية والاجتماعية، فإنه كان حريصا غاية الحرص على إخفاء عبادته، ونشيجه الذي يقطع به الليل تسبيحا وقرآنا عن أقرب مقربيه، كما كان حريصا على أن تكون له "مع الله خبيئات" يضن بها عن أعين الرقباء، حسب ما يقول هؤلاء.

وقد حوّل الرجل المصطلحات الأثيرة مثل علم الكلام وعلم العقيدة إلى علم الإيمان، مستخدما في ذلك قرآنية المصدر ونبوية التسنن والاقتداء.

ولقد وقف الزنداني في وجه موجات الإلحاد، مخاطبا العقل العلمي للعالم ببينات من إشراق الأسلوب القرآني، ودامغ حججه العلمية، وجداله العقلي المستنير.

ولجمع أشتات المعارف والإشراقات التي يرى الزنداني أنها أساس تربية وتعليم الشاب المسلم، أنشأ الرجل جامعة الإيمان في قلب العاصمة صنعاء، وفتح لها عددا من الفروع في أنحاء مختلفة من اليمن، وتزايد طلابها إلى آلاف من أكثر من 55 جنسية، كما توزع أساتذتها بين جنسيات ومرجعيات علمية متعددة.

خرّجت جامعة الإيمان آلاف الطلاب من حملة الشهادات العالية، وتفرّق طلابها في أمصار العالم كالورود والشذا تحمله الريح من قمم الجبال إلى السفوح والوديان والأنهار والأمصار.

لكن جامعة الإيمان لم تكن في أيامها الأخيرة إلا جرحا يمينا من بين جراحات أخرى، حيث دمر ومزق حاضرها وتاريخها وإشعاعها برصاص الحوثيين الذين كانوا يصفونها بأنها "محضن السلفيين والتكفيريين".

ولم تكن الجامعة الهدف الوحيد لخصوم الزنداني، بل توجهوا إلى منزله في قرية زندان، وحوّلوه إلى حجارة وركام وأكوام من الذكريات بعد أن دوى صوت القنابل والمتفجرات في أركانه في سعي للانتقام من الرجل الذي رأى فيه هؤلاء خطرا على مشروعهم لحكم اليمن.

ولم يكن خروجه من اليمن نزهة بين أودية وسهول ومرتفعات عرفها وعرفته حقبا من الزمن، بل كانت رحلة ضرورة بعد أن أصبح هدفا مطلوبا بذاته، يغذ خصومه السير بحثا عنه، وقد كان الزنداني يدرك حقا أن رحلة الخروج من اليمن مغامرة قد تودي بحياته، كما قال في تصريحات صحيفة، فقد كان عليه تجاوز نقاط التفتيش في 4 محافظات يسيطر عليها الحوثيون، وبالفعل انطلق من محافظة تعز مع رفقة يتوزعون على 4 سيارات، مرورا بـ30 نقطة تفتيش حوثية قبل وصولهم إلى السعودية.

مكث الزنداني نحو 5 سنوات في السعودية بعد أن وصلها في منتصف يوليو/تموز 2015، ثم غادرها في نوفمبر/تشرين الأول 2020 إلى تركيا، ليجد في إسطنبول المثوى والمأوى الأخير، والمدفن الذي انتهت فيه رحلة شيخ اليمن والإيمان والإعجاز.

أحب الشيخ الزنداني يمنه وجامعته، وتعلق بطلابه وتعلقوا به، وسعى لخدمتها بكل ما أوتي من فكر وثروة وعلاقات، فاستجلب لها أجلاء العلماء من كل بلد، وحرص على بقائهم فيها ما وسعهم ذلك.

ويذكر الدكتور محمد المختار الشنقيطي -وهو أحد المدرسين السابقين في جامعة الإيمان- حدب الشيخ على مشايخ جامعته، وحرصه على خدمتهم وبقائهم فيها، ورفضه الاستقالة أو المغادرة "ثم أزفتْ ساعة الرحيل من اليمن ختام العام 1999 من أجل الدراسات العليا في الولايات المتحدة (..) لكن الشيخ الزنداني لكرم نفسه أصرَّ على عدم سفري، ورفَض استقالتي من الجامعة، حتى اضطررتُ لوضعه أمام الأمر الواقع بحجز التذكرة، وزيارته للوداع سحَرًا، وأنا مسافر فجرًا. ومن واشنطن تحركت الشجون والذكريات الصنعانية في قلبي، وكان من ثمار ذلك قصيدة "ريَّاكِ صنعاء" التي كتبتها ختام العام 1999، وبعثت بها إلى الشيخ، فسُرَّ بها كثيرًا، ونشرها صديقي الكاتب اليمني الراحل حميد شحرة في إحدى الصحف اليمنية".

https://twitter.com/i/status/1783134368065597607

بين السياسة والدعوة.. مواقف متعددة
أخذت السياسة نصيبا كبيرا من حياة وثقافة الشيخ الزنداني، فكان عنصرا فاعلا في كل المتغيرات التي شهدها اليمن منذ الإطاحة بعبد الله السلال، وصعود نظام القاضي عبد الرحمن الأرياني سنة 1967، حيث تدرج في مناصب متعددة إلى أن صار مديرا للشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم، ثم تولى بعد ذلك مكتب التوجيه والإرشاد سنة 1975.

أما في المسار السياسي فقد بدأ مبكرا مع ستينيات القرن الماضي، فكان من النشطاء الذين واكبوا الثورة اليمنية التي أنهت الحكم الإمامي، وأسهم في حمايتها وتوجيها، كما كان له حضور فعال وقوي في كل المحطات السياسية التي مرت بها البلاد، وأسهم في تأسيس حزب الإصلاح اليمني في العام 1991، وتولى رئاسة مجلس شوراه، واستطاع مع الشيخ عبد الله الأحمر أن يضمن الدستور اليمني النص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريعات.

وقد ترقت بالرجل رواحل السياسة حتى أصبح في منصب نائب الرئيس عضوا في المجلس الرئاسي الذي أدار حكم اليمن في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد أن تعافت البلاد من حربها الأهلية الثانية.

كما ظل دائما في قمرة القيادة السياسية والمجتمعية في اليمن حتى وصفته إحدى الصحف بأنه لو صاح في رأس جبل لاجتمع الناس حوله، فكانت مجالسه ومحاضراته مهرجانات أمة واستفتاءات شعب ورهانات حركة تغيير سياسي وفكري ومجتمعي.

ولم يخف أن رحلته "مع الشريعة والحياة" جلبت له كثيرا من الشهرة ووضعت بيده كثيرا من أوراق التأثير في القلوب والعقول والمواقف والقرارات، إلا أنها جلبت له أيضا عداء أطراف قوية في العالم لتصنفه الولايات المتحدة سنة 2004 ضمن المطلوبين للاعتقال، ورفعت سقف التهمة لتقول إنه الأب الروحي لزعيم وقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأحد ممولي الإرهاب، ثم اشتدت التهم وتواصلت لتطلب واشنطن سنة 2011 من اليمن اعتقاله.

أما الزنداني فكان أكثر وثوقا من براءته وبعده عن ما اتهمته به واشنطن، ليرد برفض التهم ومطالبة الولايات المتحدة بتقديم أدلتها إلى القضاء اليمني، غير أن عنفوان الموج الثوري وعاصفة الربيع العربي كانت متغيرا آخر غيّر من أولويات واشنطن، كما أنهى من جهة أخرى، دعم الزنداني لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحوّله إلى داعم قوي ومؤثر لشباب الثورة المعتصمين، ورأى في الاعتصام الشعبي إنكارا للمنكر وتعريفا بمعروف العدالة السياسية والاجتماعية.


الحكيم اليماني
ورغم علو المكانة وسمو الرتبة في المجتمع اليمني، فقد كان الرجل قريبا من الناس يألف ويؤلف، ذا دعابة وطرافة، وقد كان من مواقفه الطريفة موقفه من القات، حيث كان يقف ضده في مسارين شرعي وآخر تاريخي، إذ يرى أن اليمنيين القدماء لم يعرفوا القات، وأن المولعين به لا يمكن أن يثبتوا أنه كان معروفا لدى الأسلاف القدماء، أما الجانب الشرعي فكان يتحفظ عليه، ويراه مضيعة للأجساد والعقول والأموال.

وقد روى مدير مكتبه الأسبق عبد السلام المجيدي أنه عندما انتخب الشيخ في عام 1993 عضوا في مجلس الرئاسة المكون من 5 أشخاص، حاول أن يقرب بين الأربعة الذين يرأسهم علي عبد الله صالح، ويجمعهم على كلمة سواء، وذات مرة دخل عليهم وهم يتناولون القات، فرمى إليه الرئيس علي عبد الله صالح بحزمة منه، قائلا ينبغي أن تخزّن يا أخ عبد المجيد، فقال له الشيخ: أنت تعلم أنني لا أخزن، فرد صالح: ينبغي أن لا ترد كلام رئيسك (أو نحو ذلك)، ثم تدخل الشيخ عبد الله الحسين الأحمر قائلا: ينبغي أن تثبت يمنيتك (ويقصد أن اليمني لا يكون يمنيا حقا إلا إذا استخدم القات) ليرد الشيخ بالقول إن القات لم يدخل إلى اليمن إلا قبل نحو 400 سنة، ويعني ذلك أن من لا يخزن ينتمي إلى اليمنيين الأصلاء، ولكن صالح عاد فألحّ عليه، بيد أن ذلك لم يجعله يتزحزح عن موقفه وظل على تحفظه، ليتمكن بحكمته وسرعة بديهته وتعدد حججه من التخلص من إصرار الرئيس صالح على أن يتناول معه القات.



ومع ذلك فقد كان مرغما على تقديم القات لضيوفه من أهل البادية، الذين يرون كل إكرام ناقصا ما لم يتضمن عشبة القات، كما روى ذلك الدكتور الشنقيطي في حادثة أخرى قائلا "وكان من ظرائف كرمه وطرائفه التي لا أزال أذكرها أنْ زرتُه مع زملاء من أساتذة جامعة الإيمان، فوجدْنا صالة الضيافة الفسيحة في بيته مَلْأَى ببقايا نبتة القات، ونحن نعرف تحفُّظه الفقهي على استعمال القات، وتحذيرَه من أضراره الصحية والاجتماعية. وحينما استفسرْنا منه عن هذا المشهد الذي أدهشَنا، تبسَّم ضاحكًا من قولنا، وأجاب: كان عندي ضيوف قَرويون اليوم قدِموا إلى صنعاء من النواحي، وهم لا يفهمون هذه النقاشات الفقهية والصحية، والقات جزء أصيل من إكرام الضيف في أعرافهم القبَلية، ولو لم أُكرمْهم بالقات لانتشروا في أرجاء اليمن وهم يتهمونني بعدم إكرام الضيف، ويذمُّونني في كل نادٍ!".

ولا يختلف اليمنيون كثيرا قبل أن تدق بينهم الحرب عطر منشم على أن الزنداني كان من كبار علمائهم وعبادهم، وكبار حكمائهم، وأنه اليوم من كبار من تركوا بصماتهم التاريخية والثابتة في حاضر اليمن ومستقبله.

وفي المهجر التركي تتلاقى أرواح وتلتحف الأرض أجسادا بعضها يزيده الموت خلودا؛ فهذا ابن زندان وشيخ الإيمان موسد الثرى جوار أبي أيوب الأنصاري، وربما تناسبت المعاني بين صحابي جليل ورجل كان يسعى في كل حياته ليعيد حياة الصحابة إلى مدارج الإيمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
وفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عرض كتب العلامة المؤرخ الشيخ محمود شاكر
» العلامة ناصر الدين الأسد في ذمة الله
»  وفاة الطيار آرون بوشنيل (25 عاما) متأثرا بالحروق الخطيرة التي أصيب بها - أحرق نفسه تضامنا مع غزة
» 80 عاما على استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام
» التقوى في القرآن المجيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: علماء وادباء-
انتقل الى: