ما هو داء البطانة الرحمي؟

[rtl]ما هو داء البطانة الرحمي؟[/rtl]

[rtl]

ما هو داء البطانة الرحمي؟ 6ddfd7ed67fd52e9e0d676256e567abb

[/rtl]

[rtl]

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري - يعني داء البطانة الرحمية، وجود نسيج فعال من الغشاء المخاطي لباطن الرحم خارج مكانه الطبيعي، أي خارج منطقة الغشاء المخاطي لباطن الرحم، متوضعاً في نسيج العضلة الرحمية او داخل الاعضاء او النسج الاعضاء او على سطحها.
وبالاختصار، ان داء البطانة الرحمية عبارة عن هجرة الغشاء المخاطي لباطن الرحم، اما الى الاعضاء التناسلية او الى اعضاء اخرى، واهم المناطق التي تصاب هذا الداء هي:
نسيج العضلة الرحمية والبوقات والمبيضان والجدار الخلفي لعنق الرحم.
تتجلى خواص هذا الداء في كون تأثير الهرمونات المبيضية على الغشاء المخاطي لباطن الرحم الهاجر، لا يختلف عنه في تأثيرها على الغشاء المخاطي لباطن الرحم الطبيعي الموجود في مكانه، فداء البطانة الرحمية اذن، عبارة عن حالة من حالات فرط النمو ذي المنشأ الهرموني.
ينجم عن ذلك ان الغشاء الهاجر سوف ينمو ويتضخم في كل دورة طمثية كما يحدث تماما في الغشاء المخاطي لباطن الرحم الطبيعي، الا ان الفرق بينهما هو ان الغشاء الطبيعي يكون حراً عند حدوث التبدلات التي تطرأ عليه، بينما تعيق النسج المجاورة اتساع وتمدد بؤر الغشاء المخاطي الهاجر، مما يؤدي الى شكوى المريضة من آلام شديدة تزداد خلال فترة الطمث.
يحدث داء البطانة الرحمية في فترة النشاط التناسلي فقط، كما تتلاشى اعراضه في سن الاياس، وتغلب مصادفته ما بعد سن الخامسة والثلاثين، اما في فترة ما بعد انقطاع الطمث فلا يمكن تكونه مطلقاً.

اسبابه
هناك نظريات عدة حول حدوثه، ولكن لحد الآن لا يعرف السبب الحقيقي، هناك نظرية الانتقال، التي تقوم على انتقال جزء من الغشاء المخاطي لباطن الرحم الى جوف البطن حيث تنزرع على او داخل احد الاعضاء او الانسجة مؤدية الى داء البطانة، يعتقد ان جزءاً من الغشاء المخاطي لباطن الرحم ينتقل خلال الطمث بالطريق الراجع عبر البوقين، كما يعتقد ان حدوث هذا الانتقال ممكن ايضاً اثناء العمليات الجراحية المجراة على الرحم، اما بؤر داء البطانة التي تتكون في الرئة، والعمود الفقري والاطراف، فيكون انتقال تلك الاجزاء من الغشاء المخاطي لباطن الرحم اما بالطريق الدموي او بالطريق اللمفاوي، ويعتقد ايضاً ان للمناعة دور في حدوث هذا الداء.
هناك قسمان من داء البطانة الرحمية، قسم يسمى داء البطانة الرحمية الداخلية للرحم، وقسم خارج الاعضاء التناسلية.
داء البطانة الرحمية الداخلية الرحمي، هو عبارة عن تكاثر رضي للخلايا القاعدية للغشاء المخاطي لباطن الرحم، في الطبقة العضلية التي تقع تحت هذه الطقة من الخلايا القاعدية مباشرة.
هنا يجب التأكيد على ان هذه البؤر البطانية المتشكلة ضمن النسيج العضلي للرحم هي بعكس البؤر التي تتشكل خارج الجهاز التناسلي، لأنها لن تتحول مطلقاً او قد تتحول جزئياً فقط الى دور الافراز.
وتتوزع البؤر البطانية في الطبقة العضلية وبخاصة من الغشاء المخاطي لباطن الرحم، وقد تشكل احياناً عقداً بطانية قد يصل حجمها الى حجم بيضة الدجاج.

اعراضه
1-عسرة الطمث / آلام طمثية شديدة احياناً لا يمكن تحملها، وتبدأ الآلام عادة في اغلب الحالات قبل 2-4 ايام من حدوث الطمث، وتعليل ذلك، هو البؤر البطانية الموزعة داخل نسيج العضلة الرحمية تتضخم وتحتقن مما يؤدي الى ممارسة ضغط شديد على النسيج المحيط بالبؤر فتتوتر النسج العضلية المضغوطة مؤدية الى حدوث تلك الالام.
2-شدة الطمث يفقد الرحم الذي يحوي على البؤر البطانية في نسيجه العضلي قسماً من قدرته على التقبض، مما يؤدي الى شدة الطمث تترافق غالباً بامتداده ايضاً.
3-ضخامة الرحم تصاب الارحام الحاوية على البؤر البطانية بالتضخم الخفيف بحيث لا يتجاوز حجمها قبضة اليد، كما تبدي قساوة قد تكون شديدة جداً.
داء البطانة الرحمية الداخلي البوقي هنا تتكاثر الخلايا القاعدية للغشاء المخاطي، لتتوضع في الطبقة العضلية للقسم الخلالي للبوق، بعد ان تزيح الغشاء المخاطي لباطن البوق، جراء هذا التوضع تتشكل عقيدات في القسم الخلالي للبوق تؤدي الى اغلاق البوق الجزئي او التام مما يؤيد الى العقم.
داء البطانة الرحمية خلف عنق الرحم: قد تتوضع بؤر داء البطانة خلف عنق الرحم، ويمكن ان تتوضع على احد الرباطين العجزين الخلفي للمهبل، ولكن هذا نادر حدوثه.
داء البطانة الرحمي المبيضي: تتوضع البؤر البطانية على سطح المبيض، كما تتوضع في داخله، وتصيب غالباً المبيضين معاً.
البؤر المتواضعة على سطح المبيض، تشكل كيسات صغيرة مملوءة بالدم الذي يتكون بشكل دوري في كل طمث، كما يحدث في الدورة الطمثية الطبيعية، ويكون لونها ازرق معمر او ازرق مسودة، وتميل هذه الكيسات الى الانفتاح على بعضها البعض مشكلة كيسة كبيرة مملوءة بالدم.
اما البؤر التي تتشكل داخل نسيج المبيض، فانها تكون اوراماً دموية مما يسمى الكيسات الشوكولاتية.
داء البطانة الرحمية خارج الجهاز التناسلي: مثل توضع بؤر البطانة الهاجرة في الماثنة البولية وندبات الجروح والسرة والامعاء ونادراً في الرئة.
اعراض داء البطانة الرحمية المثاني، تتجلى بزحير مثاني مؤلم مع تكرار التبول تبدأ قبل حدوث الطمث بـ 3 -7 ايام وتنتهي قبيل نهايته، ثم تنعدم كافة الالام بعد ذلك الى ان يقترب الطمث التالي.

المعالجة
تستهدف المعالجة ازالة الالم والنزف واحتمال التوصل الى شفاء العقم اذا كان داء البطانة سببا له.
1-المعالجة الجراحية: رغم ان المعالجة الهرمونية اصبحت المعالجة المعتمدة بشكل عام الا ان المعالجة الجراحية لا تزال تلعب دوراً مهماً، فالبؤر الكبيرة الحجم لا يمكن ازالتها بشكل تام الا بالمعالجة الجراحية، كذلك تعتبر المعالجة الجراحية ضرورية في الورم البوقي الدموي الكبير الحجم، والكيسات الشوكولاتية الكبيرة لتعرضها اذا لم تستأصل الى التمزق او الانفتال، علماً بأن الاورام المبيضية عموماً يجب استئصالها جراحياً حسب القاعدة المعروفة القائلة بوجوب استئصال كافة الاورام المبيضية وبدون استثناء.
2-المعالجة الهرمونية: لا شك ان هناك علاقة كائنة بين داء البطانة الرحمية وبين وظيفة المبيض الهرمونية ويمكن المعالجة بالاندروجين المولد للذكورة، كما يمكن المعالجة ايضاً بالهرمونات المبيضية المؤنثة أي الاستروجين والبروجيسترون.
3-لوحظ ان اعطاء البروجيسترون يؤدي الى نتائج حسنة، ثم زالت البؤر البطانية واعراضها خلال فترة الحمل وبعد الولادة، وتقوم المعالجة ايضاً على اعطاء الحبوب المانعة للحمل مدة سنة تقريباً.[/rtl]