منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69619
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين   أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:48 pm

أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين S2_---------------







أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين


د.فيصل دراج


جمع أحمد حلمي (1882-1963) بين ثقافة حديثة تطوّر الإنتاج الاجتماعي وتعطف الإنتاج على الحاجات المستمرة، وثقافة تقليدية، تمثّلت الموروث تمثّلاً أصيلاً. وإذا كان الحداثي في ثقافته قد تجلّى في أبعاد اقتصادية، فإن الوجه التراثي تجلّى في كتابة “رباعيات شعرية” زاملته في فترة طويلة من حياته. إن الوجه الشعري التراثي هو البعد المحتجب من شخصية لامعة مركّبة، مارست الإدارة المدنية والعمل العسكري واجتهدت في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية. تصدر أهمية العمل الشعري، الذي لم ينشر في حياة صاحبه، عن المنظور الأخلاقي المبثوث فيه، الذي يدعو إلى إنسان حقيقي مبرّأ من النقص، ويعكس قيم كاتبه وهواجسه.


تحتقب “الرباعيات”، التي تغطي مئات من الصفحات، دلالات متعددة: فهي أشبه بسيرة ذاتية روحية، كشّف فيها صاحبها فلسفته في الحياة والوجود وطبائع البشر، بل أنها “خلاصة يومية”، لما كان يعيشه أحمد حلمي ويعلق عليه شعراً، محتفياً بقيم معنية وناهياً عما لا يليق بالإنسان الحقيقي. ومع أن في مزاج الرجل، القريب من التصوف، ما جعله يتأمل الحياة والموت وأسرار الخليقة، فإن ما هو جوهري في أشعاره يدور حول “الإنسان الكامل”، الذي يقوم بواجبه ويطالب الآخرين، بصوت هامس، أن يقوم بواجبهم. لا غرابة أن يتميّز بـ “عزوف ملحوظ عما ساد من مهاترات حزبية في المجال الفلسطيني”، كما جاء في كتاب محمد خالد الأزعر: “حكومة عموم فلسطين ـ في ذكراها الخمسين”، وأن يقفز عن المهاترات ملبياً الواجب الوطني. إن العزوف عن المهاترات الحزبية، في سياق فلسطين ماضية، عرفت أسماء “الاحزاب” عرف اسماء الأحزاب أكثر مما عرفت فوائدها، يشهد على سيرة مثقف يحترم الواجب، بالمعنى الأخلاقي، ويتمسك بعمل دقيق دؤوب، ويدرك أسبابه.
توقف أحمد حلمي، في رباعيته، أمام متواليات من القيم المتعارضة: الجهل والعلم، الفرد المغترب، الصلف والتواضع، العقل والحماقة، الصبر والغضب، الزهد والجشع، الإخلاص والخديعة، الذل والكرامة، اليأس والأمل، المحبة والبغضاء، الإحسان والإساءة، الخمول والنشاط، الوفاء والخيانة، ...، وذلك البوح الحزين المتواتر الذي يقابل بين اتساع الكون وإنسان عابر الوجود. غير أن سؤالاً لحوحاً يحاصر قارئ الرباعيات: ما الذي يدفع بموظف عالي المقام إلى بوح شعري يخالطه الأسى ورغبة العزلة والضيق والانفتاح على السماء؟ أو ما الذي أقنعه ، مبكراً، بكتابة شعر يحادث الروح قبل أن يتوجه إلى خارجها؟ تستدعي الإجابة السهلة مزاج إنسان طهراني يحيل إلى التصوف. بيد أن الإجابة لا تستقيم كثيراً، فالرجل أمضى حياته كلها في عمل إداري منظّم دؤوب، وهو ما لا يأتلف مع إنسان متشائم يؤثر العزلة.
تحيل “اخلاصة اليومية”، في شكلها الشعري الجاد إلى السياق السياسي ـ الوطني، الذي كان ، كما توحي القصائد القصيرة، يشكو من أمراض كثيرة. فكتابة المثقف الوطني لا تقرأ خارج سياقه ، الذي عيّن لها المواضيع والأسئلة، مثلما أن هواجسه محصلة لسياقه وإجابة عن قضاياه. وبسبب ذلك تفصح “الرباعيات” عن مزاج كاتبها ومنظومته الأخلاقية، وتتضمن احتجاجاً متواتراً، رهيف النبرة، على تداعي ممارسات الأحزاب السياسية الفلسطينية. ولعل النبرة الوعظية التأكيدية، التي تبدأ بالوازع الأخلاقي، هي التي أدرجت في “الرباعيات” صيغة الأمر الجازمة، التي تتوجه إلى مخاطب حاد عن طريق الصواب.
يتكشف الوجه الحداثي في ثقافة أحمد حلمي وممارساته في نزوعه إلى الاختصاص وتكريس لأعمال إنتاجية. فهذا الموظف الذي ولد في مدينة صيدا، عمل في بداية حياته في المصرف الزراعي في نابلس، وحافظ على عمله حين انتقل إلى العراق وشغل منصب مدير أملاك الدولة في لواء العمارة. وعيّن لاحقاً مديراً عاماً للمالية في حكومة الملك فيصل بن الحسين في سوريا، واختاره عبد الله أمير الأردن (الملك لاحقاً) مشاوراً للمالية وزيراً بلغة اليوم، ثم عهد إليه عاهل الحجاز الملك حسين بن علي بأن يكون ناظراً للخط الحديدي الحجازي، وانتدبه ممثلاً للحجاز في مؤتمر الديون العمومية، الذي دعت إليه البلدان المنفصلة عن تركيا عام 1925.
يبرهن انتقاله بين مناطق عربية مختلفة واحتفاظه بوظيفة ثابتة، تقريباً، عن أمرين: اتفاق عام على نزاهته، واعتراف به كمختص كفؤ في مجاله، ولعل هاتين الصفتين هما في أساس تكليفه، عام 1948، رئيساً لحكومة عموم فلسطين، المنصب الذي أقنعه به غيره، ولم يسع إليه ولم يطح به، وذلك في سياق “سياسي” فلسطيني، لم يكن يشكو من التنافس والتحاسد. ما قام به أحمد حلمي خارج فلسطين قام به، بنشاط أكبر، داخلها، حين توجه إلى القدس عام 1926 بدعوة من أمين الحسيني، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين، وشغل منصب مراقب عام الأوقاف بين 1926 و1930. غير أن العمل الوطني الأكثر أهمية وحداثة في آن، تمثل في تأسيس البنك العربي في القدس وإدارته بالتعاون مع الاقتصادي عبد الحميد شومان. وانطلاقاً من منظور عقلاني يعرف دور الاقتصاد في المقاومة الوطنية، عمل هذا الإنسان البصير، الذي كان والده ضابطاً في الجيش العثماني، على وضع الاقتصاد الفلسطيني على أسس جديدة، فأسهم في إنشاء البنك الزراعي والبنك الصناعي وصندوق الأمة العربية لمواجهة المال الصهيوني الذي يشتري أرضاً فلسطينية، وأقام معهداً للأيتام من أجل أبناء شهداء فلسطين، وأسهم في الجمعية الصلاحية في القدس. لا غرابة، والحال هذه، أن ينتخب رئيساً للغرفة التجارية في القدس وعضواً في اللجنة الاقتصادية للجامعة العربية.
أضاء أحمد حلمي بعمله معنى: الإنسان العمراني الحديث الذي يرى إمكانيات المجتمع في مؤسساته المادية، التي تمس الزراعة والصناعة والسياسة المالية. ارتبط اجتهاده بدوافع وطنية، فقاوم بشكل مبتكر “بيوع الأراضي”، بلغة نجيب نصار ووجه تحية عملية لشهداء، حين انتبه إلى أبنائهم”. نقض في ممارساته “السياسة التقليدية” المسيطرة التي اختصرت، غالباً، إلى تشكيل أحزاب شكلانية وتكثير المتزعمين، ونقض أكثر الفصل بين القول والفعل، وتلك الخطابة اليومية، التي لا تضير الصهاينة في شيء. بيّن، في الحالات جميعاً، أن السياسة الوطنية تتعيّن بآثارها الفاعلة ، التي تجابه إرادة غازية بإرادة مقاومة، وأن الممارسة الوطنية لا وجود لها في صياغة المفرد، إلا إذا كانت كلاماً محضاً، ذلك أنها تتعيّن بسياسات متعددة متكاملة: سياسة اقتصادية ، وسياسة ثقافية، وسياسية ... وتضامنية ، تساعد الفلاحين على البقاء في أرضهم، وتشتري بمال فلسطيني الأراضي التي يضطر الفلاحون إلى بيعها، وتدعم وتعين “اليتامى”، الذين ذهب آباؤهم دفاعاً عن الوطن.
تضيء صورة أحمد حلمي صورة غيره من المثقفين ـ القادة، الذين يقترحون موقعاً للنظر إلى المجتمع والوطن، ويعملون على تحويل الاقتراح إلى فعل وحقيقة: أقام نجيب نصار تجربته على مفهوم: الصحيفة التي تشرح للمواطنين أخطار الصهيونية، وتمسك السكاكيني بـ: المدرسة، التي تحرر النفوس قبل أن تمحو الأمية، واختار حلمي: “البنك” الذي يرى الاقتصاد في شكله المالي، ويلتفت إلى اقتصاد الطاقات الإنسانية، التي ينبغي التصرّف بها بشكل عقلاني. جمع هؤلاء الثلاثة، وغيرهم بالتأكيد، بين فضيلة الاختصاص، الذي هو وجه الحداثة الاجتماعية، وعبروا عنها بمقولات حداثية، تتضمن الصحيفة والمدرسة والبنك والحزب السياسي الحقيقي الذي يسيّس، إن استطاع، العلاقات الاجتماعية. كان السكاكيني يفصل بين “سياسة الوجهاء”. التي تسوّغ بلا قيود منافع شخصية، و”السياسة” التي هي عمل في الشأن العام من أجل الخير العام. وكان حلمي يعرف دوره “الحزبي” ويمارسه، وينأى بنفسه عن تنافس “المتزعّمين”.
شارك، انطلاقاً من متطلّبات السياق، في المؤتمر الإسلامي عام 1931، الذي عقد في القدس لنصرة فلسطين، وكان ممثلاً للقدس، وأحد أعضاء اللجنة العربية العليا المستقلين الذين نفوا إلى “سيشل” عام 1938، وحاول أن يقوم بدور في توحيد موقف الأحزاب الفلسطينية المختلفة وإنشاء الهيئة العربية العليا عام 1944. ولأنه كان يعرف، تمام المعرفة، أن هناك “عطباً” في الحياة السياسية الفلسطينية المفترضة أسهم فيها، قدر استطاعته، واتكأ على روحه في فعل ما يعتقد أنه الصواب، كما لو كان مع “الآخرين” وخارجهم أيضاً.
ارتكنت ممارساته على وحدة الواجب والضمير، وعلى نداء داخلي لا تربكه “المشاهد الخارجية”. كتب “أحمد فراج طايع”، قنصل مصر في القدس، في 29 آب 1948، مشيراً إلى لجنة إدارة فلسطين المزمع تأليفها آنذاك: “نقترح تشكيل لجنة يرأسها أحمد حلمي باشا من كبار الموظفين في حكومة فلسطين (الانتداب) المعروفين بالنزاهة والكفاءة”. لا يقوم المعنى في صفة “كبار الموظفين”، الذين كان لهم أطياف مختلفة، بل في صفتي: النزاهة والكفاءة. اللتين نسبهما القنصل المصري إلى أحمد حلمي باشا بوضوح بديهي، فلا يترأس لجنة نزيهة إلا من كان مرحباً في النزاهة ، ولا يشرف على عمل يحتاج إلى الكفاءة إلا موظف كبير عرف بإتقان عمله.
مستنداً إلى قيم وطنية ـ أخلاقية، مشبعة برمزية القدس، وإلى عقل ينظم عمل صاحبه وعمل الآخرين، شارك أحمد حلمي في الدفاع عن القدس في حرب 1948، وقام بدوره كما أقنعه به ضميره. أخذ في هذه الفترة الصعبة، وكما فعل دائماً، بمبدأ: التنظيم، الذي يتصرف عقلانياً بالإمكانيات المتاحة، فنظم الدفاع عن المدنية انطلاقاً من دار الأيتام في القدس القديمة، وساعد في عمليات الدفاع والهجوم، مكتفياً بموارد قليلة، أو بما أتيح له أن يجمعه من مدينته.وإضافة إلى حسن التعامل مع المتاح، كان عليه أن يجسّد شخصية القائد ـ القدوة، فحرص على بقاء العرب في المدينة، وحرص أكثر على أن يكون معهم ومنهم، في فترة كان فيها كبار المسؤولين قد غادروا فلسطين. ومع أن له تجربة عسكرية سابقة، حين قاتل إلى جانب الأتراك في العراق، فإن وعيه بالمسؤولية جعل منه مسؤولاً عن القدس “حاكماً عسكرياً” لها، ذلك أن تنظيم الدفاع  في مدينة محاصرة يقضي بخبرة متكاملة ، توحّد بين الإشراف والتحريض وصدّ الهجوم وتفقد “أحوال الأيتام”.
عاش أحمد حلمي في دفاعه عن القدس، وليس بعيداً عن عبد القادر الحسيني، ضرورات القائد الوطني المحاصر، الذي عليه أن يكون مسؤولاً عن السياسة والاقتصاد وتامين السلاح، فإن خلا إلى نفسه حدّثها شعراً، وحاور بالقصيدة زمناً ضيقاً لا يعد بالخير. وإذا كان عبد القادر قد توجّه إلى القسطل، بعد أن يئس من مسؤولين عرب عبثوا بمعنى المسؤولية، فقد غادر أحمد حلمي القدس ليصبح “على رأس حكومة عموم فلسطين”، وليعيش ما عاشه عبد القادر بشكل بطيء مختلف. حين عاد الأخير مخذولاً من دمشق، في ربيع 1948، كان خلال عودته يقرأ شعراً حزيناً عن الحصار والتخلي وعدم المساومة، ما فعله “الفلسطيني الأروع”، وهو عائد من دمشق إلى القسطل، عرفه أحمد حلمي في حياته كلها، ونظم شعراً حصار الرغبات العادلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أفكار عن أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكومة عموم فلسطين
» مستقبل السلطة وحكومة عموم فلسطين
» الأردن في عهد الملك عبد الله الثاني.. 12 رئيس وزراء و18 حكومة
» أحمد بن بلة: حكاية أول رئيس للجزائر
» لقاء رامي الحمدالله، الوزير الأول في حكومة محمود عباس، مع تلفزيون فلسطين كاملا،

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة-
انتقل الى: