منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحرية ومفهومها السليم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرية ومفهومها السليم Empty
مُساهمةموضوع: الحرية ومفهومها السليم   الحرية ومفهومها السليم Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013, 10:01 pm

الحرية ومفهومها السليم(1)

بقلم : أبو عبيدة أمارة .
(ملاحظة : هذه المقالة وجزءها الثاني نشرته في صحف محلية قبل ما يزيد عن ثمان سنوات ، وهي مبنية على حقائق ومنطق لا يرفضه العقل السليم ، والشيء يعرف بضده كثيرا ، فالسليم يعرف أحيانا بما يناقضه من السيئ والمنبوذ عند الناس . 
ولا بد ومن أجل أن تنجلي الصورة وتتضح معالم المشهد وتستبين القضية ، فلا بد وأن يبدأ الموضوع بتبيين الكم الهائل من النعم التي أوجدها الله للإنسان أولا .
ومن الناس من قد يقرأ الحقيقة مجتزئة أو ومشوهة ، ومن هنا ولا بد ومن أجل الحق والإنصاف فلا بد للإنسان من النظرة الواسعة الأفق والشاملة والمتبصرة ، وليست الحميد لأحد أن تكون له النظرة الضيقة الأفق أو المنغلقة في زاوية مبهرجة ، وعدم النظر إلى كل الجوانب النافعة والمفيدة.
وأما بالنسبة لقانون العقوبات فهو قانون قد أقرته جميع الحضارات الإنسانية ، بغض النظر حاليا عن مدى العدالة والمصداقية ) .
ونبدأ بالكم الكبير من النعم التي وهبها الله ، والذي وقد يحوله كثير من الناس-معاذ الله- إلى نِقم ، ونبدأ موضوعنا : 
خلق الله الإنسان مخلوقا عاقلا بصيرا مُمَيِزا وأعطاه نعم كثيرة وكبيرة وسخر له ما في السماوات والأرض ، وأسبغ الله على الإنسان نعما ظاهرة وباطنة ، وَإِنْ نَعُد نِعْمَ ٱللَّهِ لاَ تحْصُيهَا ، ولنتذكر بعضا من نعم الله على سبيل الامتنان والتدليل لا على سبيل الحصر والتقليل ، فمثلا كنعمة السمع ، ومثلا كنعمة البصر ، ولمعرفة عظم قدر هاتين النعمتين الجليلتين فقط وكبير نفعهما فليقارن أي امرئ ممن لم يفقدوا هاتين النعمتين بحال من فقدهما ، ونعد أيضا من النعم الكثيرة التي خلقها الله للإنسان على سبيل التذكير والامتنان أيضا أمثلة ، كمثال الهواء والماء والغذاء ، ومثال قدرة التنفس والهضم والذوق و..و.. ، و.. ونعم لا تحصى ولا تعد ، وهنا نتذكر أيضا نعمة العقل والتفكير والتمييز وهي من أعظم النعم وهي في جوهر هذا الموضوع . 
ونعمة العقل والتمييز التي أعطاها الله للإنسان مكَّنَته من التمييز بين النافع وغير النافع ، وبين الصائب وغير الصائب ، وبين الضار وغير الضار ، وأمورا كثيرة من الخير والشر ويميزها الإنسان .
ونعمة العقل فتحت للإنسان أيضا آفاقا عقلية واسعة في استغلال ما خلق الله للناس على الأرض من نعم لاستعمالها في الصالح والرفاهية الكريمة وللخير ، وكي يُحسّن الإنسان عيشه ويبني وسائل كريمة ، وأيضا لمعرفة فضل وعظم نعم الله ووو... ، والله يقول {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ}(لقمان 20) (ويجدر التذكير والتنويه بأن النعم التي خلقها الله خلقت للصالح والإحسان فلا يَحْسُن أن تستغل للضار أو للفاسد أو لظلم النفس أو الغير أو لأي أمر فيه ظلم ) .
ونتركز هنا في موضوعنا وهو في الحرية ومفهومها السليم ، ونحن واعين عالمين عاقلين أن نعمة العقل والتمييز التي وهبنا إياها الله هي نعمة عظيمة وأعطت الإنسان القدرة وكما ذُكر سابقا أعطته القدرة على التمييز ومعرفة الخير والشر ، ومعرفة النافع وغير النافع ، واللائق وغير اللائق ، ومعرفة الظالم وغير الظالم ، وأمورا كثيرة في التمييز .
ويُذكر أيضا الرحمة الربانية فيما أنزل الله من الحق ومن البيّنات ومن الإرشاد للناس جميعا ، حيث لا تدع مجالا للشك في أن الإنسان قادر على معرفة الصالح (وكل ما يؤدي للصالح وكل خير) وإتباعه ، ومعرفة الفاسد(وكل ما يؤدي للفاسد وأي شر ) واجتنابه ، وللتدليل هنا نذكر مثلا بسيطا فمثلا إنسان في كامل عقله ومعرفته ولياقته لا يضع يده بالقرب من أفعى سمها فتاك قاتل ، أو مثلا لا يعرض نفسه لأي أذى ولو قليل .
ونستثني ما ندر من رجل (أو امرأة)احترفوا وتدربوا على مقاربة أو اللعب مع المخاطر للترفيه والتسلية وذلك مع أخذ الحيطة والتمرن على كافة وسائل السلامة والحماية .
ونستثني أيضا ما استثناه الشرع ممن رفع القلم عنهم في قول رسول الله " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ " (سنن أبي داوود) . 
وقد أعطى الله الإنسان الحرية في أي السبيلين يختار، أيختار الإيمان والهداية والعقلانية والحكيم والفضيل ومسار الحياة العادل الناجع النافع والمحب الخير للجميع والصالح والحياة الكريمة وما يرضي الله وجنة عرضها السموات والأرض ، أم قد يختار الإنسان العاجل والرديء أو الهابط أو ما يُغرِّر به من غرور زائل ، أم من ما تمليه من أماني مهلكة بائسة ، أو ما قد يُغرّر من تزيين مُضل مفسد ، أو من تمني غرير على الله ما ليس بحق ولا عادل ، ونذكر ونسرد قول الله في حرية اختيار أي السبيلين يختار الإنسان حيث قال الله تعالى : {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف 29)، فالإنسان بعقله وتمييزه يعرف كما أُسلف طرق الخير وما أدى إليها وطرق الشر وما أدى إليها ، فالإنسان بما وهبه الله كان حقيقا عليه أن يختار الإيمان والصالح والخير وما أدى إليها مختارا غير مرغم وجعل له في ذلك ثوابا وأجرا ، فإن اختار الإنسان الخير والصالح وتقوى الله وطاعته ومخافته ، واختار أيضا مجانبة المفسد والفساد والفاسد والبعد عنها والنهي عنها فحسن عيشه ، وكان له أيضا ثواب في جنة عرضها السموات والأرض .
وإن اختار الإنسان الكفر أو الفاسد أو الذميم أو عدم طاعة الله كلها أو بعضها أو ما أدى إلى معصية الله ، أو أشرك مع الله أو مع حب الله أي شيء من الدنيا سقيم أو سفيه أو مُعتل أو مُعِل أو منفعة نرجسية ، فمهما ضؤل ذلك الشرك أو كبر ، ومن مات وهو كافر أو منكر أو متعامي عن الله أو فضل الله أو عن الخير الذي شاءه الله ، فعليه جرمه أو إجرامه أو ما اختار ، وهو من قد ظلم نفسه وأشقاها وليس غيره.
ولننظر إلى بعض مدنيات اليوم وإلى الحرية التي فيها ، وما جعلوا فيها للحريات من ضوابط في جوانب ،( ولا يعقل أن تكون حرية بلا ضوابط ، ولكن في بعضٍ من الجوانب جعلوا فيها من انفلات !! ) .
فنقول أنهم في جوانب قد رعوا حقوقا مدنية رعاية مُقدَّرَة ولا نقول كاملة ، وفي جوانب ما فما رعوا حق الله وحق الدين رعاية سليمة ، ولا رعوا حق أو جل حقوق السماحة الطيبة الكريمة أو المنصفة ، أو ما رعوا كامل حقوق الإنسانية الكريمة العادلة الحكيمة والنزيهة ، ومنهم من لم يعط تلك الجوانب الكريمة قدرها السليم أو أهمل جلها .
ومع المعلوم والمؤكد فأن "الدين الحق" هو خير من رعى الحقوق الكريمة كلها وأكملها ، وهو من كفل الحريات المستقيمة والطيبة والنافعة والكريمة واحترمها ، ورغب للناس والخَلق الحياة العادلة السليمة . 
وللمعلومة وللحقيقة الناصعة وللحكمة الجلية فإن الحرية الحقيقية والمستقيمة والكريمة والحكيمة فهي : تلك التي تتحقق في الحدود التي وضعها الله للناس والتي فيها مصلحتهم ومنفعتهم وعدم الأذية أو الظلم لشيء ، وفيها أيضا عدم حرمان الناس مما خلق الله للناس من الطيبات ومن الحلال "وذلك بالتكسب الحلال الطيب الفاضل النظيف" , وهي حرية نافعة تتمثل فيها كل معاني الإنسانية الصالحة والبر والعطاء ومعرفة الحقوق لأصحابها وكل ذي فضل فضله ، وقبل كل شيء معرفة حق وفضل خالق السماوات والأرض ورب كل شيء . 
وتلك هي الحرية التي ينال الإنسان بها حقه الذي أعطاه إياه الله دون أن يكون معتديا على حق أحد ولا ظالما لأحد ولا مقترفا لأثم ولا متجنيا على أحد ولا متغطرسا على أحد ولا مضطهدا لأحد ، وأن يعيش الإنسان حياته الكريمة لا مضطهدا ولا مسلوب الحقوق ولا مزدريا ولا منتقصا من إنسانيته ولا من قدره ، ولا مغبون الفضل ولا معاقبا دون جريرة ، ولا معاقبا دون محاكمة عادلة ، ولا مسلوبا إرادة الخير والعفاف (كالجلباب الذي فرضه الله على نساء المسلمين مثلا ) , ولا مسلوبا وإرادة فعل الخير والإحسان وإغاثة الملهوف والمحتاج وحب الله وكل صالح وعبادة الله على بيّنة والالتزام بشرعه الحكيم .
ولتبيين جميع جوانب هذا الموضوع ، فسنمعن في أمور قد تسمى حرية جزافا أو افتراءا أو كذبا ولكنها ليست حرية ، وسنرى ما هي الحرية مدلولاتها المقبولة ومدلولاتها الغير مقبولة ، وذلك في مقولة لاحقة بإذن الله .
ونكرر أن الإسلام رعى حريات الأفراد وكرامتهم في إطار جلب المنفعة والحياة السليمة للناس وللحياة ككل , وفي إطار درء المفسدة والفوضى والظلم والنكد , وذلك في ضوابط سليمة هي قمة حماية كيان المجتمع السليم النظيف النزيه , فلا يعقل أن تكون حرية بدون ضوابط وبدون موجهات ، أو أن تكون الحرية ما يمليه الهوى والنزعات , أو ما يؤدي إلى فساد المجتمع والحياة ككل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرية ومفهومها السليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرية ومفهومها السليم   الحرية ومفهومها السليم Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013, 10:04 pm

الحرية ومفهومها السليم 2
بقلم : أبو عبيدة أمارة .
(ملاحظة : موضوع "الحرية ومفهومها السليم" وأجزائه وكما أسلف فقد نشرته سابقا في صحف محلية من قبل ما يقارب ال 8 سنوات مع بعض تعديلات). 
وتكميلا فالحرية الكريمة والعادلة والنزيهة فهي مطلب محبوب وهدف منشود ، وأمل مرغوب ، وهي حق له عدله وصدقه ، وهي أمر ضروري وحيوي وفاضل وكريم ، بها تطمئن الأنفس وترتاح ، وبها تسمو وتسعد الأرواح .
وذلك في أطر الحرية السليمة الكريمة ، وفي مساقاتها الرشيدة وفي خياراتها الحكيمة ، وفي ضوابطها العاقلة الجميلة النزيهة ، وهي المُقدِّرة للمعالي الإنسانية الكريمة وللأخلاق الإنسانية الحميدة الفاضلة .
فهي الناظرة إلى الناس بعين السواسية والعدل وبعين حب الخير والفلاح للغير كما حبه للنفس ، وكره الشر والأذى للغير كما للنفس .
وهي وليست غطاء لأي أنانية ضيقة أو لتقديس مهووس ذاتي ، وهي ليست لا لتغطرس ولا لاستئثار بخير .
فالحرية وهي أولا وآخرا هي حرية عقل وروح ونفس وجسد كريم في طيب صالح وخير وكريم ، وهي حرية منعتقة من أي رجس أو دنس أو ربق أو من أي دنيء أو هابط أو التصاق بالأرض مقيت وذميم . 
و الحرية الكريمة هي حق ، وهي ليست مُمْلاة من أي بشر ، وليست ممتنة من أي بشر ، بل وهي حق رباني عادل وكريم وفاضل.
والحرية الحقيقية ليست أن تكون ظلا لأي حرية أخرى مهما كانت ضالة أو غيرها، وهي ليست خانعة أو تبعية لذميم ، ولا أن تكون مرسومة وفق مصالح الغير وغاياتهم منها المقبولة جزئيا ومنها المرفوضة ، ومنها القميئة فالحرية هي التي تحفظ على الناس حقوقهم وأنفسهم وسلامتهم وأمنهم العادل وسعادتهم المتبصرة . .
وكثير من الناس من قد يفهم أو قد يعتبر أو قد يدعي خطأ أو جزافا أو ظلما(للنفس أو للغير) أو غشما أو عسفا أو تغريرا كأن الحرية : هي أن تفعل ما تشاء وقتما وكيفما تشاء دون مراعاة لا لضوابط ولا لمروءة أو لا لإنسانية فاضلة ، ودون مراعاة سليمة وحقيقية وحكيمة لحقوق الآخرين ولا كرامتهم ولا سعادتهم ، ودون مبالاة لا بأخلاق ولا بقيم ولا أعراف ، ولا صون لسلامة المجتمع والحياة والناس ونصاعة الأخلاق الكريمة والمثل العالية والنظرات الصائبة .
فلو نظر بعض الناس حقا وعدلا نظرا واسعا بعيدا متبصرا متعقلا للحرية والخير لعلموا أن الحرية الكريمة الحقة والحياة السليمة السعيدة العاقلة هي في معرفة لكل ذي حق حقه ، ومعرفة حق الخالق العظيم ، وفي معرفة وتطبيق الشرائع الحكيمة والمتطلبات الكريمة والبصائر الرشيدة التي شاءها الله فاطر السموات والأرض وخالق كل شيء .
وللتنويه وللحقيقة وللحق ، فإن العبودية لله الواحد الأحد لا تقاس بأي حرية أو عبودية دنيوية أو غيرها ، فالعلاقة التي بين الله الخالق البارئ وبين الإنسان أو بين أي مخلوق فهي ليست علاقة لمقياس بشري ، فعلاقة العبودية لله هي علاقة عز وكرامة وسمو وترفع عن الدنايا وفيها من لذة الخضوع والمذلة والمودة لب العالمين ، فهي علاقة شكر وامتنان وحب وطاعة رافعة لمن خلق كل شيء وأبدعه ، وأسبغ نعمه على الناس جميعا والذي يريد الخير ويريد العدل والحكمة والحق ، وهي وكما أثر وعبّر عنها علي بن أبي طالب  في قوله لله" كفاني فخرا أن تكون لي ربا ، وكفاني عزا أن أكون لك عبدا " ، فالعبودية لله ليست هي كالمفهوم البشري بينهم .
فالعبودية لله هي قمة الحرية والكرامة والتكريم ، وهي سمة العلاقة النقية الحكيمة والمرتقية ، وهي قمة الإنعتاق من كل طغيان فاسد أو مربط هابط أو هدف ذميم أو مراد ظليم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحرية ومفهومها السليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرية ومفهومها السليم   الحرية ومفهومها السليم Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013, 10:05 pm

الحرية ومفهومها السليم 3


بقلم: أبو عبيدة أمارة .


لا بد وتكميلا لموضوعنا ، ومن أجل وكي يتبين المعنى الحقيقي للحرية ، فلا بد وأن نعرج على شيء مهم وضروري ، ألا وهو : العلاقة بين الله الخالق البارئ المصور وبين الإنسان ، فهي علاقة خالق ومخلوق وبين رب وعبد .
فعلاقة الربوبية لله على عباده وخلقه فهي علاقة الله الخالق المصور الرازق المدبر وبين عباده ، فهي ليست علاقة(وخصوصا مع الإنسان) فليست -معاذ الله- هي علاقة ظلم أو غمط أو إعنات ولا تكبيل لخير، بل هي حقيقة علاقة تكريم ورحمة وطاعة لله ، فهي خير ومصلحة كبرى للإنسان في الدنيا والآخرة وذلك لمن أطاع الله سبحانه وتعالى . 
ولننظر إلى واقعنا : هل نرى الإنسان مكبل بخيوط أو ممنوع من أن يحيى حياته السليمة المفيدة المسعدة الصالحة في البيئة الكريمة التي خلقها الله له ؟!
طبع لا ، بل من يكبل الحريات السليمة هم الظالمون من البشر أنفسهم .
وللحرية السليمة ضوابطها المفيدة والكريمة ولخدمة الحياة الطيبة السليمة السعيدة والتعايش الكريم العادل بين الناس ، وليس معناها تقييد أيدي الناس عن النافع ولصالح والمفيد ،بل الضوابط هي لطرد الفاسد والضار والأذى .
وكثير من هم من قد تحدثوا عن الحرية ، وجلهم جعلوا للحرية ضوابط ، فلا يعقل أن تكون حرية مطلقة ،ومثلا كمن يريد فعل الشر والأذى ولا يريد من أحد أن يأخذ على يديه . 
وقبل أن نكمل في معنى الحرية السليمة فسنذكر العقل ، ونتساءل ما معنى كلمة العقل ؟ فهي حقيقة من فعل عقل يعقل : أي يربط . ومن ناحية علمية فالإنسان تتوارده الأفكار والرغبات ، لكن هل كلها يخرج للخارج ؟ طبعا لا ، فالعقل يربط الأفكار والتصرفات اللا مقبولة ، ويخرج للمحيط فقط الأفكار والرغبات المقبولة (وهذا طبعا نسبي بين عقل وآخر ، ومحيط وصوابه أو زيغه وآخر) ، ولننظر إلى الأمور من الحياتية البسيطة ، فنضرب مثالا بسيطا : وهو لإنسان يريد قطع شارع كي يصل لمكان يقصده ، والشارع يعج بمرور السيارات فهل عقل الإنسان يسمح له أن يقطع الشارع دون أن يأخذ بالحسبان السيارات المارة وخطر التأذي؟ طبعا لا . 
فهنا العقل يربط كل تصرف غير سليم ، ولكن وعندما تتهيأ ظروف المرور السليمة فيعطي العقل الأوامر لأعضاء الجسم كي تتحرك ويعبر الشخص الطريق بصورة سليمة ومعافية ، فهل نسمى ما قام به العقل كبت حرية ؟! أم هي قمة العقل والحرية السليمة !!
وهكذا وضعنا الله في الحياة : فعش حياتك الكريمة السليمة الطيبة العفيفة كريما طيبا وخذ حقوقك المشروعة الطيبة المباحة ، وكل من رزق الله ومن الطيبات من الرزق ، والتعامل الحسن ، ولكن وإياك والمضر وإياك الفاسد والمفسد ، وإياك التصرفات والتعديات اللا سليمة واللا نافعة . 
ولننظر هنا حقا وحقيقة هل الحرية هي مصطلح واهن أو هي مصطلح لجلاج أو غامض ؟! 
قد يتلاعب الكثير بمعنى كلمة الحرية ، أو قد قسطا من شرورهم يخفون شرورهم وفسادهم أو إفسادهم وجشعهم تحت مسمى الحرية ؟! 
وتعالوا ولنفحص جوانب قد يقال عنها حرية ، ولنمعن النظر هل هي حرية ام غير ذلك !
ونكرر ونقول أن الإسلام رعى حريات الأفراد وكرامتهم في إطار جلب النافع والمنفعة الطيبة الخالصة والحياة السليمة والكريمة الحكيمة للناس وللحياة ككل ، وذلك في قمة هدف درء المفاسد والفوضى والظلم والنكد , وفي إطار جلب والكريم والطيب وقمة حماية وصيانة المجتمع السليم الكريم النظيف والنزيه المعافى .
فلا يعقل أن تكون الحرية دون ضوابط وموجهات كما أسلف , أو أن تكون الحرية هي ما تمليه هواء أو نزعات , أو ما يؤدي إلى فساد المجتمع والحياة ككل.
وتعالوا ولننظر كما قلنا إلى جوانب قد يقال أنها حرية ولكنها غير ذلك :
1 . فهل الحرية أن تكون مثلا عبدا للشهوات ، أو منساقا وراء أهواء النفس السقيمة والزائغة ، أو أن يأخذك الهوى كيفما شاء يمنة أو يسرة ، أو أن تجري وراء مفسدات وخبائث , فهل هذه حرية ؟!
بل هي عبودية للهوى والغي والموبقات والمهلكات وطيش وبعد عن الصالح .
2 . هل تعني الحرية والتي وقد يمجدها البعض وقد يتعالون فيها : فهل هي حرية أن تأخذ كل ما تناله يدك ولو كان ليس من حقك , أو أن تظلم أو تؤذي من كان أضعف منك دون أدنى حق , أو أن تفسد ممتلكات غيرك ظلما وعدوانا ، فهل هذه حرية ؟
طبعا لا ، إنما هي ظلم وجور وتكبر واعتداء . 
3 . أو هل الحرية تشعرك انك أفضل من غيرك , أو لك حقوق أكثر من غيرك , أو أنك تستحق أكثر مما يجوز لك ويحق ، أو عربدة تريد أن تستولي على حقوق للآخرين ، أو تظن جزافا أنك يجب أن تستأثر على حصة الأسد لمجرد أنك مخادع أو كذاب ؟! 
فهل هذه حرية ورقي ؟!! إنما غرور وتكبر وعسف وغمط حقوق الآخرين .
4 . أو هل تعني الحرية أن تزعج غيرك دون مبرر , أو تعرقل سير حياة الناس دون وجه حق , أو أن تُؤْثر حقك على حقهم افتراء , فهذه ليس حرية إنما فوضى وعسف .
أو هل قد تعني الحرية أن تترك ما فيه الصلاح والحياة السليمة الهانئة وتخالف الشرع السليم الحكيم وأوامر دين والرحمة والصلاح ، أو تتبع الرذيل أو تفتري على الحق والكريم والطيب زورا وجورا وظلما , أو أن تعصي ما أمر به الله ورسوله من حكيم وكريم وسليم , أو حتى جزء منه , فهذه ليست حرية إنما ضلال وجنوح للمفسدة وخروج على الدين والطيب ،أو وتمرد على الخير والسداد والفلاح وشرع الله ،وخروج عن مراعاة حقوق الآخرين السليمة ومستلزماتهم الطيبة الكريمة .
فالحرية وقبل كل شيء (وإضافة لما أُسلف) هي أدب وخُلُق , أدب مع الله ورسله وأدب مع الحق والحقيقة ، وأدب وذوق سليم وخلق كريم مع الخَلْق الرائع العظيم الذي حلقه الله سبحانه وتعالى ، وأدب مع كتب الله ورسله وملائكته وأهل الخير والسداد .
والحرية أيضا هي : أدب وخلق مع الناس ورحمة بالضعفاء ورأفة للمحتاجين المساكين وهي إقساط لكل مخلوق .
فالحرية هي عدم التعدي على حقوق الآخرين وهي حجز النفس عن المحرمات والفاسد والضار . 
والحرية أيضا تتلخص في أنها : هي إنعتاق من الضار والفاسد ، والتحرر من سلطان الطاغوت والهوى الضال والذميم أو المكاسب رخيصة ، والحرية هي الفرار والقرار إلى الله ورحمته ورحاب الله حكم وواسع رحمته وحكمته وطاعته .
والحرية وكما أسلف هي إنعتاق من الفاسد والضار وكل ما به شر وهي حقيقة اختيار للنافع والصالح ، والحرية فهي إنعتاق من ظلم النفس والغير والسير في العادل والمُنصف والكريم ونبذ حب الذات المفرط وهضم حقوق الناس.
فالحرية الطيبة والصالحة والكريمة والتي تحدثنا عنها والتي هي حقيقية وطيبة وقابلة للتحقق والتطبيق وتنال رضا الناس وسعادتهم والخلق جميعا ، وهي الإقساط لكل شيء وهدف كي ينال كل فرد حقه المنصف المُسعد وذلك في الصالح والطيب الذي أراده الله وضمن للناس فيه العيش الحر الكريم السليم ، وذلك يتحقق ضمن المجال الواسع الكريم من الطيبات التي خلقها لله للناس ولعباده جميعا ومن الحلال الطيب الصالح الكثير وذلك في الوسائل السليمة والتكسب الحلال ودون بطر أو إسراف أو ظلم أو غرور أو تعلق بالزائل ، فالحرية وكلمات أخرى هي أن تُمكَّن في أن تنال حقك العادل المنصف وأن تؤدي ما عليك من الحقوق ، وأن لا أن تعتدي على أي حق لغيرك ولا تقترف إثما .
ونختم بقول الله عز وجل في كتابه العزيز " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون " ( البقرة 168)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحرية ومفهومها السليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرية ومفهومها السليم
»  الجسم السليم في الاستهلاك السليم
»  اسس التعامل السليم مع أبناءك و طرق التواصل الفعّال
» قيمة الحرية
» معلومات تمثال الحرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: