النتائج السلبية في المدرسة.. مسؤولية مَنْ ؟

يشكل مستقبل الابناء الهاجس الرئيسي للآباء، خاصة في الظروف الحالية التي يشتد فيها التنافس في جميع مجالات الحياة، واذا كانت النتائج المدرسية للابن قد جاءت على غير ما كان يتوقعه الآباء، فإن اللوم غالباً ما ينصب على الابن لانه لم يجتهد بما فيه الكفاية، وانه اكثر من اللعب ومشاهدة التلفزيون والاهتمام بكل ما ليس له علاقة بالدروس... الى غير ذلك من الاتهامات التي تحمله المسؤولية الكاملة عن فشله، وقلما يعترف الآباء بانهم يتحملون جزءا من المسؤولية عن فشل ابنائهم، وفي كثير من الأحيان يكونون هم السبب في هذا الفشل، وفي هذا الصدد يورد العالم الأميركي «بتلهايم» قصة فتاة ذكية ومبدعة، لكنه لاحظ عليها تراجعا مفاجئا، وبعد تحليل وضعها العائلي تبين ان الفتاة متعلقة كثيرا بوالدها المنفصل عن زوجته، هذه الزوجة التي تولي ابنتها عناية فائقة.. وتتمنى الفتاة عودة والديها للترابط الاسري واستئناف الحياة الزوجية لتشكل من جديد الجو المناسب لحياة هذه الفتاة.
الابن بين المطرقة والسندان:
إن اهتمام كثير من الاباء بالنتائج المدرسية لابنائهم قد يُنسيهم الاهتمام بالابناء انفسهم، كما لو كانت هذه النتائج في نظرهم اهم من الابناء.. وفي هذه الحياة يعيش الابن حالة من التردد والتناقض حيث يشعر بان حب والديه له مرهون بتحقيق نتائج مدرسية مُرضية لهما.. وهنا اذا كان الطفل غير واثق من نجاحه الباهر.. فانه يقع في حيرة ويخشى من فقدان حب والديه فيما لو لم يحصل على درجات مدرسية فرضية فبين مطرقة حب الوالدين، وسندان عدم التيقن من نجاحه فان هذا الابن يقع بين المطرقة والسندان!.
النصائح في نظر العالم بتلهايم:
1-حتى يتجنب الطفل الشعور المتناقض فان على الوالدين الاهتمام بالابن ودراسته بشكل معتدل ومتساو.
2-عدم الاطراء من قبل الوالدين على احد ابناء الجيران والمعارف خصوصا في حضور هذا – المُطرى عليه – امام ابنهم.. لان ذلك سيشعر ابنهم بالدونية، والمزيد من التدني المدرسي.
3- في حالة ولادة اخ ثان لهذا الابن المضطرب على الوالدين ان لا ينصرفا كليا الى العناية بالوليد الجديد على حساب الابن الاول.
4- على الوالدين ان يُقرا بانهما جزء من السبب الذي ادى الى النتيجة السلبية لابنهم، وهنا سيكون للابن دور في الحل.. واقتراحات التحسين المشتركة بينه وبين والديه.
5- المزيد من الحب والحنان تجاه الابن وعدم تحميله كامل المسؤولية بل بالتفهم والتفاهم بينه وبين والديه والتفكير الجماعي لتحسين فرص نجاحه القادمة.
6- عدم اظهار شعور اللامبالاة من قبل الوالدين تجاه النتيجة السلبية لابنهم، لان ذلك سيزيده اهمالا وتراجعا.
7- وعلى الوالدين ان يشرحا لابنهما بأن هذه النتيجة التي لم تعجبهما ليست نهاية المطاف، وان بامكان ابنهما ان يعوض فشله، بنتائج افضل مستقبلا، وعدم القاء اللوم والتجريح المستمر على طفلهما.
8- على الاباء استقبال النتيجة بعقلانية وتقبل، وان يلتمسوا لابنهم عذرا، والبحث عن الاسباب فيهم وفي ابنهم على حد سواء، وبالصبر والتشارك واعطاء المزيد من وقتهم للابناء، والمصارحة فإن جوا من الثقة والتفهم سيسود الاسرة، بحيث يكون الطفل صريحا مع والديه، وان يكون الوالدان صريحين مع الابن وصولا الى تصور مشترك لشكل العلاقة بين الاباء والابناء، وان يتقاسموا المسؤولية والاهتمام، حتى يتمكن الابن من العيش في جو آمن من الناحية العاطفية، فالامان العاطفي يجعله امام مسؤولية الاهتمام الدراسي الاكثر.

» إعصار ماثيو.. "مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً"
» النتائج النهائية لـ 98 بلدية في المملكة
» ساعدي طفلك فى التغلب على مشاعر الغيرة السلبية
» الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية
» الإسلاميون والعلمانيون:اختلاف المقدمات النظرية واتفاق النتائج العملية