منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فـــقـــر ...... غــنــى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

فـــقـــر ...... غــنــى Empty
مُساهمةموضوع: فـــقـــر ...... غــنــى   فـــقـــر ...... غــنــى Emptyالجمعة 07 فبراير 2014, 9:42 pm

فـــقـــر ...... غــنــى

كلمتان خفيفتان على اللسان ... ثقيلتان على القلب والوجدان ..عليهما تختلف كفتا الميزان ..ومترجحاً بينهما يعيش الإنسان، تترقبهما العين  خوفاً وطمعاً... خوفاً من الأُولى ووعيداً لها ... وأملاً في الثانية وسعياً لها ... هما معياران للجذب أو للطرد .. ولتميز الناس في طبقات : دنيا ووسطى وعليا، كما تتمايز بهما الدول والشعوب !!!
منذ أن كان الإنسان وهو يعيش بينهما مفارقاً لإحداهما ومقارباً للأخرى ، مختاراً أو مكرهاً ...وما كانت الأرض إلا للسعي  والمشي والضرب في مناكبها  ... ولم تكن السماء فيما كانت له إلا للسمو والنظر إلى الأعلى  .. حيث النداء والدعاء والأمل والرجاء عملاً وأملاً لمفارقة الأولى ومقاربة الثانية ...
ولهما مفردات وقاموس لغوي تتصارعان عليها : البخل ، الطمع ،الشح ، الكرم ، العطاء ، السخاء ،الزكاة ، الصدقة ، الإنفاق ، الإمساك ، الإسراف ، التوفير ،التبذير ، الاقتصاد ، الادخار ، الاستثمار ،وغيرها كثير من المفردات التي تنفرد في هذا الباب ، أو في ذاك الباب ، أو في كليهما ، فكل باب يفضي إلى الآخر ، وعليهما تجتمع المعاني الأُخر  من الكرم والإحسان  سمواً،إلى السرقة والفساد  دنواً ، وفيهما تظهر الفتنة سافرةً واضحةً فاضحةً ، كاشفةً وكاسفةً وخاسفةً ، لتجعل الصفاتِ الباطنةَ ظاهرةً ، فيظهر التدافع والتضارب والتنافس والتسابق ، والفسق والنفاق ، والنصب والاحتيال ، ولكلِّ إنسانٍ مسعاه في دروب وضروب شتى إلى حيث يريد هو أن ترميه ( حتى ) وتُبقيه ،ورحم الله الذي رأى الناس قد مالوا إلى من عنده مال ، وقد انفضوا إلى من عنده فضة ، وقد ذهبوا إلى من عنده ذهب ، وما زالوا كذلك  يقترب بعضهم من أصحاب المناصب والجاه ، ويميلون كلَّ الميل إليهم ، فحيثما كان المال كان الجمال والقوة والمنصب والجاه ،وحيثما كان المال وكيفما كان فإنه بكل الأحوال يُؤتى ، وإليه تُشد الرحال ، ويهجر الليل سباته ليكون  معاشا كما كان النهار ، والناس- باختلاف أجناسهم -على المال يجتمعون ويختلفون ويتافخرون ويتخاصمون ويفترقون !!
فما الفقر ؟ وما الغنى ؟؟
ولكل منهما  حاجة ، فلا يتحقق وجود أحدهما إلا بوجود الآخر ، ولكل منهما دورٌ لمعرفة دور الآخر ، فثمة مُعطٍ  وثمة آخذ ، وثمة صابر وثمة شاكر،وكلاهما محتاج للآخر ، وكلاهما عبدٌ للرزاق المعطي ، وكلاهما مبتلى :هذا بفقره ، وذاك بغناه ، وكلاهما ممتحن : هذا بصبره وذاك بشكره ، وكلاهما بحاجة إلى ملبي الحاجات ، الله أعطى وجعل عطاءه اختباراً ، فجُبِلَ الإنسان على حب المال ، وفُتن به جمعاً وعداً ، وطلباً واستزادة ، وحصر الإنسانُ الرزقَ في المال خطأ ، وأصابه الله بالرزق وأكرمه ألواناً وأنواعاً مما لا يستطيع له عداً ولا حصراً ،وبذلك اختلف معنى الحاجة ، واختلف مقياس الفقر والغنى ، فقد يكون الحرمان عطاء ، وقد يكون العطاءُ حرماناً ، وقد يكون الحرمانُ صوماً آنياً دنيوياً ، فما حُرِمت من شيء إلا وأعطاك الله بدلاً منه أشياء ،  يكون الإنسان غنياً عندما يستغني عما في أيدي الناس ولو كان فقيراً ، ويبقى الإنسان فقيراً ما لم يستغنِ عما في أيدي الناس ، ولو كان غنياً ،بل يبقى  طامعاً وجامعاً  ،  الفقر والغنى نسبيان ، ففوق كلِّ غني من هو أغنى ، وتحت كلِّ فقير من هو أفقر ، الفقر والغنى يتقابلان ويتصارعان،وهكذا كان المال فضاء للفتنة والتقوى ، وكان مجالا للتأمل والتفكر فيم وكيف يكون الاغتناء  أو الافتقار ، وكانت كثير من الآيات القرآنية الكريمة تدعو إلى الإنفاق في وجوه عديدة تصل إلى أصحاب الحاجة ،واختلف سعي المؤمن  عن سعي الإنسان ،فإذا سأل الإنسانُ عن المال حيثما سعى  وحلل حرامه حيثما حل، واعتدى به على من اعتدى ، وارتقى به واعتلى ، فإن المؤمن  يتقي الله في المال أخذاً وعطاءً،من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، ويُنفق المال على حبه  بحثاًعن الفقير والسائل والمحتاج ،ولمن وضع الله له نصيباً ورزقاً في رزقه، يُنفقه حباً وشكراً،صدقة وزكاة لنفسه قبل أن يُكرم أخاهُ الفقير ، بذلك يعتصم المسلمون فقراء وأغنياء بحبل الله جميعاً ، صابرين وشاكرين ، بل تجدهم فقراء كلهم إلى رحمة الله مستبشرين دائماً بعطاءِ الله : (ولسوف يعطيك ربك فترضى ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فـــقـــر ...... غــنــى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: