منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 زمن المتسلقين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زمن المتسلقين Empty
مُساهمةموضوع: زمن المتسلقين   زمن المتسلقين Emptyالسبت 15 مارس 2014, 8:11 pm

زمن المتسلقين

عندما كنت صغيراً لم أتوانَ عن تسلق جدران البيت والمدرسة وبيوت الجيران، كانت هواية غريبة لم أكن بارعاً فيها وحدي، بل برع فيها العديد من الأولاد وكذلك البنات، بسبب الشقاوة وحب الاستطلاع وأشياء أخرى كثيرة.
كنت أعتقد آنذاك أن التسلق فقط على الأشياء الجامدة والأشجار، وكما تفعل القرود والحيوانات في برنامج صراع البقاء، ولكن لم يكن يخطر لي على بال أن للتسلق أنواعاً كثيرة لم يكن يستوعبها عقلي الصغير الذي كان بالكاد يستطيع حفظ معادلات دروس العلوم، وقصائد النابغة الذبياني في مرحلة الدراسة.

تعلمت الكثير من الأشياء ولا أزال أتعلم، فأصبحت أعرف أن التسلق ليس حكراً على الأولاد في ذروة «الشيطنة» والشقاوة، عندما عشنا في زمن البراءة، بل اكتشفت أن التسلق ما بعد عمر العشرين يختلف كثيراً عن أي تسلق آخر، إنه التسلق الذي من شأنه أن يرفع شأن الإنسان، ويزيد دخله المادي، يتولى من خلاله المناصب، ويدوس على غيره من الناس بلا إحساس، ليصبح متسلقاً بامتياز.

عرفت أن هناك المتسلق باسم الدين، ويا ويلتاه من هؤلاء الذين باتت تتعرى وجوههم، وتنكشف عوراتهم بعد ثورات الربيع العربي. هم لا يختلفون عن أولئك الذين نعقوا ولا يزالون ينعقون في القنوات الفضائية تارة في تفسير الأحلام، وتارة في الفتاوى العابرة للقارات، وتارة في جمع التبرعات.

وهناك المتسلق باسم الوطن، نعم حتى الوطن هناك من يتسلق باسمه، ليبدو الوطني الغيور ولا أحد غيره، يحاول أن يبدو شديد الوطنية وغيره ليست لديه أدنى وطنية، يحارب على جميع الجهات، كل أفعاله يبررها بالوطنية حتى لو أساء للوطن، ومن يختلف معه قد يصبح فجأة خائناً للوطن. وبعد أن يحصل على مبتغاه هنا وهناك، تبدأ الوطنية عنده بالأفول، ويستلم غيره الدفة، فما أكثر من يتسلق باسم الوطن.
والبعض يتسلق باسم الحرية، فصارت الحرية النغمة السائدة في كل مكان، الحرية للشعب، الحرية للمرأة، وغيرهما من تلك الشعارات الزائفة، وعندما يصل للهدف المنشود، لا مانع لديه من قمع الحرية والاستبداد بالرأي والدكتاتورية بحجة المحافظة على الحرية!

علمتني الحياة أن لكل زمان ومكان متسلقين، ولكن في هذا الزمان مستعد لأن أبصم بأصابع يدي ورجلي معاً أن أعدادهم هنا وهناك لا تعد ولا تحصى. إنه بصراحة زمن المتسلقين، وبغض النظر عن أنواعهم وأشكالهم التي باتت أكثر وضوحاً، فإن ذلك لا يمنع من وجود الطيبين والمخلصين والوطنيين،

أجارنا الله من المتسلقين ومما يصنعون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
زمن المتسلقين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: