منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 زمن من (طرابيش)!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زمن من (طرابيش)! Empty
مُساهمةموضوع: زمن من (طرابيش)!   زمن من (طرابيش)! Emptyالجمعة 22 فبراير 2013, 9:07 am

زمن من (طرابيش)! 1519b793d3f8c04d878a2e431b8074d2cfd4ec02


عاشته عمان عبر تقاليد الشرق .. زمن من (طرابيش)!

- من خلال كتاب «سيرة مدينة عمان في الأربعينات» للروائي الأردني السعودي العراقي الشهير عبد الرحمن منيف ، وهي عبارة عن ذكريات خاصة للمؤلف عاشها في عمان قديما ، وما يلفت الإنتباه تلك المعلومات النادرة حول عالم الطرابيش الرجالية التي كان يحرص على اقتنائها وارتدائها على رؤوسهم معظم تجار وشخصيات عمان في تلك الفترة .
«مكتب عنبر» الذي كان بمثابة جامعة كبرى للكثيرين في بلاد الشام ، كان يمنح خريجيه الطربوش الاحمر عدا عن الشهادة والمنصب ، لذلك فإن معظم الذين تخرجوا من هذا المكتب و الذين تقلدوا مناصب في دمشق وبيروت وعمان وفلسطين ، كانوا يريدون الطرابيش .
صحيح أن للطربوش تاريخاً أسبق من مكتب عنبر ، وأنه يعود إلى فترة عثمانية مبكرة ، لكن دلالاته « الغنية « ، خاصة في هذه المرحلة ، وبقدر تعلق الأمر بالوظيفة الرسمية ، فقد أصبح الطربوش أحد العناصر التي يجب توفرها قدر الإمكان فيمن يشغل وظيفة رسمية عالية .

رؤساء الوزارات
الوزراء وكبار الموظفين اعتمدوا الطربوش زياً رسمياً وحرصوا على ارتدائه، ولا تزال عمان تتذكر وتبتسم حين تستعيد صور رجالاتها قبل الطربوش ثم بعد أن إرتدوه .
أحمد الطروانة يبدو بالطربوش كأنه خائف ، وأحمد اللوزي يبدو أكبر من عمره بسنوات عديدة ، أما حين ارتدى رياض المفلح وفلاح المدادحة الطرابيش فلم يصدق أحد ، حتى من رأى الصور ، إلى أن شاهدهم الناس حقيقة بالطرابيش .
ولم يقتصر الطربوش على ذوي الوظائف الرسمية الكبيرة وحدهم ، فالكثيرون من الشوام والنوابلسة كانوا يعتبرون الطرابيش للدلالة على الموقع الاجتماعي ، وللتعبير عن الأهمية أو الطموح .

المزاج في الطربوش
وعبد الرؤوف منجو يعتبر طربوشه عبئاً زائداً ، لكن لا بد من ارتدائه، ولذلك حين يرتديه يتركه مسترخياً شديد الميلان على رأسه فهو يعبرعن فلسفة كاملة في الحياة .
أما صبري الطباع فإنه يتعمد أن يميل طربوشه ، بشكل مدروس لكي لا يجعل من ينظر إليه يركز على طوله أو يكشف قصره ، ومحمد الجمعان لبس الطربوش خطأً ، إذ بعد أن زار القدس وصلى في الأقصى ، قرر أن يعود إلى عمان بالطربوش الموسوم بقطعة صفراء ، وحين رآه جماعته العقيل أنكروه فعز عليه الأمر مما اضطره إلى خلع الطربوش والعودة مرة أخرى إلى الحطة والعقال .
وحين يتغير وضع الطربوش على الرأس فهذا يشير إلى : المزاج النفسي أو أهمية الطرف المقابل , وربما نوعية القضايا التي يجري بحثها .
فالطربوش إن كان مستقيماً وثابتاً له معنى ، أما إذا كان مائلاً إلى الخلف فيدل على المزاج الرائق ، ولا يخلو من الرغبة في التوجه أو السخرية .
وكان مدير الكلية العلمية الاسلامية بشير الصباغ بعد ان يشرف على تحية العلم ويدخل الطلاب يستقبل بعض التلاميذ المتأخرين في الادارة ، فان أزاح طربوشه الى الخلف فمعنى ذلك انه يريد أن يقدم النصح وان يكتفي باللوم والتنبيه ، دون اللجوء الى الضرب أما اذا كان طربوشه بوضع الاستعداد فلا بد عندئذ من توقع أقصى الاحتمالات .
ويعقوب هاشم , رغم أنه قليل العناية بملابسه وشعره , كان يعتبر الطربوش عائقاً في حل المسائل الرياضية المعقدة ، ولذلك لا يتردد في أن ينزعه ، وعند ذاك يبدو غريب الشكل , أقرب إلى الذهول , لكن تصبح المسائل قابلة للحل السريع.

لا يمكن التخلي عنه
ولا بد من التأكد هنا على فرق بين الطربوش ( الأصلي ) والطربوش الجديد، فالأول الذي يرتديه صاحبه منذ وقت طويل ، وأصبح جزءاً من شخصيته , لا يمكن التخلي عنه في أغلب الأوقات , صيفاً وشتاءً .
أما الجديد فهو المستدرك ، الذي فرضته اعتبارات معينة , والذي تم ارتداؤه في وقت متأخر , الأمر الذي يجعل التخلي عنه وارداً في المناسبات الكبيرة أو الحزينة , في حالات الموت أو تقديم العزاء , وفي أيام الشتاء , أو أثناء زيارة الأهل في القرى البعيدة .
ومثلما لوضعية الطربوش على الرأس دلالة لا تخفى , فإن نوع الطربوش يحدد الانتماء والمستوى الاجتماعي . فطربوش نابلس يختلف عن طربوش الشام .
وقد لا يكون من المبالغة القول إن الطرابيش الشامية فرحة , تتكلم , وإن كلامها مفهوم أغلب الأحيان , ليس فيما بين الشوام وحدهم , وإنما مع الآخرين أيضاً
ما يلبس من زي مرافق للطربوش يختلف تبعاً للوظيفة والموقع الاجتماعي .
فالموظف , مهما كان موقعه , لا بد أن يلبس السترة والبنطال , وهذا هو الزي الرسمي , عدا الشيوخ الذين يمكن أن يلبسوا الطربوش مع القفطان . أما الملاكون وأصحاب المصالح فإن الهامش أمامهم واسع ، فالتجار الشوام الكبار , كالطباع وبدير والبيطار وشقير وآخرين , حسموا أمرهم بأن اختاروا الزي الإفرنجي – زي الأفندية – أي السترة والبنطال , وبلون واحد . أما من هم أقل ثراء , أو لا يحركهم طموح كبير فإنهم لا يأبهون لما بعد الطربوش .
كانوا يلبسون القمباز , وكانوا يلبسون السترة والبنطال , بلون واحد أو بأكثر من لون , ولكنهم في كل الحالات يصرون على الطربوش.

طرابيش كثيرة
وإذا كان لصاحب الدخل المحدود طربوش واحد , وفي أحسن الحالات اثنان , فللغني طرابيشه الكثيرة , والتي تتفاوت من حيث اللون والمقاييس وأوقات الاستعمال .
ومعنى ذلك أن صناعة الطرابيش كانت مزدهرة ولها أربابها , ولعل أبرز هؤلاء كان الطرابلسي في شارع فيصل ، بالقرب من مكتب الاقتصادي «أبو قورة «
، كما كان كي الطرابيش وتنظيفها وإعادة شدها , أو صناعة الجديد منها تستهوي الأطفال , إذ يقفون لفترة طويلة أمام محلات الطرابلسي، يرقبون القوالب , يتابعون البخار ، ينظرون بدهشة إلى طريقة ربط الشراشيب .
قد يكون حديث الطربوش طال أكثر مما يستحق , لكنه يبقى , مع ذلك , أحد المؤشرات في قراءة مجتمع , وما طرأ عليه من تغيرات , لأن الانتقال من زي إلى آخر تمليه اعتبارات كثيرة
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
زمن من (طرابيش)!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي-
انتقل الى: