منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كم نحن ظمأى إلى «النُبل الاجتماعي»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

كم نحن ظمأى إلى «النُبل الاجتماعي» Empty
مُساهمةموضوع: كم نحن ظمأى إلى «النُبل الاجتماعي»   كم نحن ظمأى إلى «النُبل الاجتماعي» Emptyالسبت 12 أبريل 2014, 12:43 am


[rtl]كم نحن «ظِماء» إلى «النُبل الاجتماعي»[/rtl]

يوسف عبدالله محمود



[rtl]

«النُبل الاجتماعي» الذي تحدث عنه ذات مرّة جون كنيث غولبريت في كتابه «المجتمع الصالح» The Good Society، طموح إنساني راقٍ لا تبلغه المجتمعات التي يسحق الفقر شعوبها سحقاً، والتي يفترسها «الاستغلال الطبقي» على نحو مذل.
يقول جون كينيث غولبريت «إن النُبل الاجتماعي والاستقرار السياسي يتطلبان دوماً توفر فرص معترف بها للارتقاء في السلم الاجتماعي، فرص تهرب بالناس العاديين والمسحوقين من المستويات الدنيا إلى المراتب الأكثر رفعة». ويضيف قائلاً: «إذا انعدمت هذه الفرص فستحل محلها «النقمة الاجتماعية»، وقد تؤدي هذه الأخيرة إلى «الثورة العنيفة».
Galbraith, The Good Society, pp. 68-74
أقول: كم نحن في مجتمعاتنا العربية والإسلامية «ظماء» إلى مثل هذا «النُبل الاجتماعي» الذي يساوي بين البشر في الحقوق والواجبات. يوفر «السلام الاجتماعي» الذي تفتقده مجتمعاتنا. يرفع عن المضرورين -وهم كثر- ضُرّهم ومعاناتهم. يضع حداً للتحاسد والتباغض. يقي «بنية اجتماعية» صحية ترفرف عليها الطمأنينة، ويعمها الرخاء، وينعشها «الأمل».
كم أولياء أمورنا -في أغلبهم- قُساة على هذا «النبل الاجتماعي» يطاردونه إن لاحت بارقة أمل تبشر بقرب الوصول إليه. يسارعون فيغتالون هذه «البارقة»، يساعدهم في هذا «الاغتيال» أباطرة المال و»المتزلفون» إليهم من مثقفين وإعلاميين. يصورون الحال بأنه «عال العال».
الكل يعيش بين أعطاف النعيم، الكلام عن «الفقر» مجرد «تخريف»! عيونهم عليها غشاوة، فلا تبصر، وقلوبهم جاحدة فلا ترق! ما قاله «غولبريت» ينطبق تماماً على واقعنا العربي، لماذا هذه «الثورات» التي تجتاحه؟ لماذا هذه «الانتفاضات» التي باتت تهز جنباته هزاً؟ هل هؤلاء الثائرون أو المنتفضون جاحدون للجميل!؟ هل هم «غوغاء» -كما يصفهم البعض- يريدون أن يعبثوا بسلامة هذا النظام الحاكم» أو ذاك، أم أن ضيق الحال وقسوة «الفقر» قد دفعا بهم إلى الثورة العارمة، لامتلاك حقوق إنسانية سُلبت منهم !؟
عُد إلى عصورنا العربية أيام الأمويين والعباسيين وصولاً إلى عصرنا الحديث، فستجد أن كل حركة ثارت على الظلم والاستبداد قد صُنّفت تصنيفاً فيه «العقوق» و»الإنكار» لشرعيتها!. قادتُها «ملاحدة» أو «ضالون» ومضللون!
ألم يتهم «أبو حيان التوحيدي» الذي عاش في القرن الرابع الهجري بأنه «مُلحد» لأنه جأر بالشكوى من «سوء الحال»! ألم يلق «المذلة» من ولاة عصره الذين استصغروا شأنه وعابوا عليه «فقره»! ألم يتم «التأليب» على الشاعر «المعري» حين انتقد عصره انتقاداً مُراً مندداً بالحكام الظالمين، وهو القائل فيهم:
ظلموا الرعية، واستجازوا كيدهم وَعَدوا مصالها، وهم أُجراؤها!
ألم يصلب «غيلان الدمشقي» حين انتقد ظلم بعض خلفاء بني أمية صائحاً في الأسواق: «أعطوا الناس حقوقهم، أقلعوا عن الظلم!»
وفي عصرنا الحديث، كم من «أحرار» طالبوا حكامهم بتطبيق «العدالة الاجتماعية» فكان مصيرهم السجن والاعتقال أو «التصفية الجسدية» التي غالباً ما كانت تنسب إلى «مجهول «!
أعود فأقول كم نحن كعرب ومسلمين بحاجة إلى من يرتقى بنا إلى «النبل الاجتماعي»، «النُبل» الذي يحررنا من المعاناة والهوان. «النُبل» الذي تسمو بنيله إنسانية الإنسان. ما اقسى وأمرَّ أن يعيش الكثيرون منا في «غُربة» حتى داخل أوطانهم!
تشكو الملايين العربية «الفقر»، بينما ما تمتلكه بعض بلداننا من موارد كفيل أن يُدخل «النعمة والرخاء» إلى كل بيت عربي على حد قول الأديب والمفكر الراحل أمين الريحاني!.
ماذا لو تم «الالتفات» إلى هذه الملايين لا من قبيل «المن» و»الإحسان» بل من قبيل «الواجب القومي»!. فلتكن لنا أسوة حسنة في الأطهار من عظماء العرب والمسلمين الأقدمين.
حين أهدى رسول أحد ولاة المسلمين على بلاد «فارس» آنذاك حين دخلها المسلمون، هدية من «حلوى» هذه البلاد إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأله عمر: «هل يصيب جميع المسلمين من هذه «الحلوى» قال له الرسول: لا، فردها عمر إليه قائلاً: لا أتناول طعاماً لا يتوفر لجميع المسلمين هناك!.
تغيب اليوم عن عالمنا أو تكاد مثل هذه «المشاعر الإنسانية»، «الدفء الإنساني، توارى أو كاد «النُّبل الاجتماعي» قد نيل منه، بان نيله «عصياً» في ظروف سياسية واجتماعية شاذة فرضتها «رأسمالية متوحشة» لا تخفي تغولها على «إنسانية» الإنسان الباحث عن الأمن النفسي والاجتماعي. أخلاقيات «عالمنا» في تدهور مستمر. «الرأس المالي البشري» مُضار ومهمش، محروم من أن يبدع أو أن يصنع مجتمعاً إنسانياً، يوفر «اللقمة» لكل «فم»! «المبادئ النبيلة» التي حفلت بها الأديان السماوية «تشوه» اليوم، يُلتف عليها، تُوظّف في خدمة الطبقة «المستغِلة» يُساء استخدامها تبريراً لشهوة حاكم مستبد، أو لبطانة فاسدة تُلفَّق فيه «الاكاذيب» تسولاً للثروة والجاه.
قيم «الاحترام» و»المساواة» و»العدالة» مُستخف بها، «الفقر» و»البطالة» في عرف «النظام الرأسمالي المتوحش» سببها «كسل» هؤلاء «الفقراء» وعجزهم عن اللحاق ب»الاغنياء»! لا يُبحث عن السبب الحقيقي لهذه المأساة الإنسانية وهو «الاستغلال» الذي أوجد شرخاً اجتماعياً في المجتمعات البشرية.
في ظل هذه التناقضات الاجتماعية بات «الشعب نفسه خادماً للدولة بدل أن تكون الدولة خادمة للشعب».
على حد قول المفكر العربي د. حليم بركات في كتابة «الاغتراب في الثقافة العربية» ص 92، في نظر هذا المفكر، سيبقى «الإنسان.. في هذا العالم (الإنسان المهمش طبعاً)، فاضلاً بقدر ما يرضخ ويطيع، ويقبل بالأمر الواقع، ويستسلم لمشيئة غير مشيئته، هذا القبول بالامر الواقع اجتاحته اليوم «رياح التغيير»، ثمة «وعي رشيد» قد تجذر «لدى الشعوب دفعها ويدفعها إلى انتهاج «العمل الثوري» بغية هذا «التغيير». «العمل الثوري» بدأ يعبر عن نفسه في أشكال مختلفة من «المقاومة السلمية» التي سرعان ما تتحول إلى «ثورات» على أنظمة «الاستبداد» في العالم، هذا الوعي الشعبي المتنامي في العالم قد «دفع الجماهير إلى التحول من الانشغال بذاتها وشؤونها المعيشية اليومية إلى الإنشغال بضرورة تغيير واقعها».
«النقمة الاجتماعية» التي أشار إليها «غولبيرت» في كتابه «المجتمع الصالح» والتي تنبأ بأنها إن لم يستجب لمطالبها قد تتحول إلى «ثورة عنيفة» بدأت تهز حصون الاستبداد في العالم وتقض مضاجع «الامبرياليين» مبشرة بقرب بزوغ فجر إنساني جديد!.
[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كم نحن ظمأى إلى «النُبل الاجتماعي»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخجل الاجتماعي ومشاكله :
» العقد الاجتماعي جان جاك روسو
» قانون الضمان الاجتماعي
» دور القيم في التغيير الاجتماعي
» بحث حول التغير الاجتماعي .... الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: