الخبيزة والعكوب .. الأهم في موسم تلقيط الأعشاب!

الخبيزة والعكوب .. الأهم في موسم تلقيط الأعشاب!

- الريف، عالم صغير لكنه كبير بجماله وعشقه للأرض المليئة بالشموخ والأسرار والخير لبني الإنسان.
مع أجواء السرور والنقاء، وقدوم موسم «تلقيط الاعشاب « ، ينتظره الناس بكل محبة لما فيه من الصحة والخير، ومن بين الحقول وعبير الأعشاب ورائحة الزهور ، كنا برفقة نساء رائعات من قرى غرب اربد ، في شمال الأردن ، اجتمعن ليجمعن أعشاب الخبيزة والعكوب والعِلت «الهندبه» والقرّاص والحمّيض والسلق ، واللسينة ،والزعمطوط، والفرفحينه ، والبابونج وغيرها .
تقول بثينة الهياجنة «47»عاما التي تحرص مع جاراتها على تجميع أعشاب الخبيزة بأجواء إنسانية مليئة بالمحبة والحكايات .
وأكدت الهياجنة ان لموسم الأعشاب أهمية كبيرة لدى عائلتها فنحن وأولادي ننتظره لأنه موسم مميز ومليء بالنباتات والأعشاب وبالأخص (الخبيزة ) والتي نتناولها باستمرار طوال الموسم ،مشيرة الى كيفية عمل الخبيزة فهي تطهى بزيت الزيتون والبصل مع بعضها البعض وبعد تجهيزها يضاف إليها عصير الليمون، وتؤكل مع الخبز ويفضل خبز «الطابون او المشروح» .
وبينت الهياجنة ان الخبيزة والعكوب من أهم النباتات التي تحظى بهذا الموسم بإقبال شديد من جميع الناس فهي تعتبر من الأكلات المفضلة لديهم.
الى ذلك ،أثبتت دراسة طبية حديثة نشرتها مجلة «الطب النباتي» أن أزهار نبات الخبيزة تقلل ضغط الدم الشريانى، وأشار الباحثون إلى أن الخبيزة تحتوي على عناصر علاجية أهمها المواد المضادة للأكسدة التي تضيف فوائد وقائية لجهاز القلب الوعائي وتحمي عضلة القلب والأوعية الدموية من التلف التأكسدي، كما أن سلامة استخدامها وعدم تسببها في تأثيرات جانبية سلبية يجعلانها بديلا مثاليا لعلاجات الضغط التقليدية.
وقد لاحظ الباحثون أن ضغط الدم الانبساطي انخفض بحوالي 10 نقاط على الأقل عند 79 % من الأشخاص الذين تناولوا شاي الخبيزة، مقابل 84 % عند من تعاطوا العقاقير الطبية.

نبات العكوب
مشت النساء عبر السهول والجبال التي تحيط بنا ، باحثات عن العكوب وهو عبارة عن نبات محمّل بالشوك، وأخيرا بعد عناء البحث وجدناه وبكثرة وذكرت رهام الرواشدة انها تقوم بطهيه باستمرار خلال الموسم وأشارت إلى كيفية طهيه باللحم واللبن والبصل وزيت الزيتون ، ويفضل ان يطبخ بجانبه طبق من الأرز وذلك حسب الرغبة.
خبراء التغذية وجدوا ان العكوب المطبوخ مفيد جداً ونافع لتنحيف جسم الإنسان... ومفيد لمن يعاني من ارتفاع الكولسترول والشحوم ولمرضى القولون العصبي وللإمساك المزمن, ويساعد في الهضم ولطرد السموم.

عشبة القريص «القراص»
واهتمت فتحية العزام بعشبة القريص لان زوجها يعاني من أمراض الدم وذلك لأهمية هذه العشبة في تقوية الدم .
وأشارت العزام إلى كيفية تحضيره فهو يشرب او يطهى بعد تقطيعه مع البصل وزيت الزيتون مشيرة الى انها عند تجميع نبات القراص ترتدي قفازات لأنه يسبب حساسية على اليدين ولكنها سرعان ما تزول .
القريص يحتوي على معدن البورون الذي يساعد في علاج روماتيزم العظام والتهاب المفاصل
وفي تحليل أجري في الولايات المتحدة الأمريكية لنبات القراص وجد أنه يحتوي على 47 جزءا في المليون من معدن البورون(يساعد في علاج روماتيزم العظام والتهاب المفاصل)، وهذا يعني أن كل 100جرام تقدم من نبات القراص تحضر بوساطة الطبخ فى الماء تحوي أكثر من الجرعة المذكورة من معدن البورون، وبإمكان مرضى التهاب المفاصل تناول هذه الكمية يوميا من نبات القراص.

الحميض
وأشارت العزام الى أعشاب أخرى تقوم بتجميعها وهي تحضر في الأغلب كسلطة مثل الحميض مؤكدة على أهميتها الصحية في علاج الإمساك وفي علاج الأنيميا .

العِلت (الهندباء)
وجمعت بشرى البطاينة كثيرا من عشبة العلت (الهندبة ) وهي عشبة تحتوي على مرارة تصنع كسلطة مع الطماطم (البندورة) والبصل والليمون ويضاف قليل من زيت الزيتون او تطهى كحساء مع البصل وزيت الزيتون .
وبعد انتهاء البطاينة من تجميع عشبة العِلت قامت بتجميع عشبة اخرى مثل (السلق) ، الزعمطوط (عشبة مضادة للاكسدة وعلاج للامراض السرطانية ): اللسينة ، الفرفحينة (البقلة ،البصل , الفرنجية )،والبابونج.

البابونج رسمياً لعلاج السعال
ولأهمية البابونج صادق الدستور الألماني على استعمال البابونج رسمياً لعلاج السعال والالتهاب الشعبي المزمن والحمى والبرد والتهابات الجلد والتهابات الفم.

دعوة لزيارة الريف الاردني
وأخيرا ادعو الجميع الى زيارة الريف الأردني في هذه الأوقات الجميلة والاستمتاع بهدوء وجمال الطبيعة والحقول وتجميع مثل هذه النباتات التي تحتوي على مواد غذائية ومفيدة لعلاج كثير من الأوجاع والأمراض.

الخبيزة: مصدر رزق الفقراء وشهوة الأغنياء

الخبيزة والعكوب .. الأهم في موسم تلقيط الأعشاب! File

حابس العدوان

الأغوار الوسطى– ما أن تهطل الأمطار على ربوع وادي الأردن، حتى تنتشر على مساحة الأرض نبتة "الخبيزة" فيبدأ الناس بالحديث عنها، وكأنها هدية السماء للفقراء، الذين يتلذذون كما غيرهم في تناولها مع بداية الموسم، ويجوبون الحقول والبساتين بحثا عنها.
تلك النبتة التي يشتهيها الغني قبل الفقير، أصبحت من أهم الطقوس الغذائية التي يمارسها الأردنيون مع بداية فصل الشتاء، يقطفونها حينا من الأرض، وحينا يشترونها من الباعة على أطراف الطرقات والشوارع، فتغدو مصدر رزق لكثير من أبناء الأغوار الذين ينتظرون موسم "الخبيزة "، يجهدون لتوفير لقمة العيش لأبنائهم من قطافها.
ينتظر أحد شباب الأغوار موسم الخبيزة بشغف، باعتباره فرصة ينتظرها عاما بعد عام، لتوفير بعض السيولة النقدية التي تعينه على مجابهة ظروف الحياة القاسية، مؤكدا أن عدم وجود تكلفة في عملية جمعها وبيعها يمنحه هامشا أكبر للربح.
ويعمل هذا الشاب مع عائلته بجمع الخبيزة من الحقول في الصباح، خاصة أيام العطل، "ونقوم بعرضها على أطراف الشوارع التي تشهد حركة سير جيدة ممن يأتون من المناطق البعيدة، والذين يوفرون على أنفسهم عناء البحث عنها بين الحقول والبساتين" حسب ما يقول.
ويشير إلى أن أسعار البيع غالبا ما تكون في متناول أي إنسان سواء كان غنيا أو فقيرا، الأمر الذي يشجع على عملية البيع والشراء.
تشير الدراسات إلى أن القدماء استخدموا الخبيزة، كطعام ودواء وعلاج، وقد أكلها الإغريق خصوصاً "فيثاغورس"، الذي كان يعتبرها نباتاً مقدساً يهدئ الأعصاب ويزيل التوتر والشهوة، أما الإمبراطور "شارلمان" فقد أمر بزرعها في حدائقه الإمبراطورية لتزيينها، فيما اعتبرها الرومان علاجاً لكل الأمراض.
مواطنون أكدوا أنهم يجوبون الطرقات الزراعية خلال رحلاتهم إلى الأغوار بحثا عن الخبيزة، خاصة مع بداية نموها، لأن هذه النبتة وكل النباتات التي تنبتها الأرض هي هبة من الله لهذا الإنسان، الذي يجد فيها لذة عجيبة، لأنها لم تتغذ على الأسمدة أو ترش بالمبيدات، وهي بمثابة عودة للأكل الصحي الطبيعي، الذي تربى عليه آباؤهم وأجدادهم، وأن مثل هذه الأطعمة تمد الجسد بالعناصر الغذائية التي لا توجد في الأغذية التي يتناولها الإنسان يوميا.
وتبين السبعينية (أم محمد) أن أهالي الأغوار ومع بداية الموسم يتبادلون الخبيزة كهدايا قيمة؛ فترى الجارة ترسل لجارتها ضمة، كي تقوم بطهيها لعائلتها التي لم تتذوقها بعد، لافتة إلى أن أهل المنطقة اعتادوا على هذا الأمر، الذي تعزز في السنوات الماضية مع قلة الأمطار، وندرة وجود هذه النباتات مع بداية فصل الشتاء.
تظهر الدراسات الحديثة أن للخبيزة فوائد طبية كثيرة سواء من خلال الأكل أو من خلال غلي الأوراق والسيقان والجذور، فهي تستخدم لعلاج آلام اللوزتين والرشح وأمراض الفم والتهابات الحنجرة وأمراض اللثة والأسنان، وفي علاج أمراض الصدر، والسعال، وكمقشع يزيل البلغم، وتساعد في علاج نوبات الربو، ومدرة للبول، وتفتت الحصى والرمل، وملينة وأوراقها تعالج القروح في الأمعاء، والشرج وتخفف وتلطف أمراض وآلام البطن والمغص.
ومن فوائدها أيضا أنها تمنع الالتهابات الجلدية كما أن مغلي أوراق الخبيزة يستعمل كغسيل مهبلي لإزالة الاحتقان والالتهابات ويعالج أمراض الرحم وفيه مادة لها خاصية مضادة للالتهابات الميكروبية والفطرية والفيروسية، خاصة الالتهابات الجلدية، والبكتيريا الموجودة على سطح الجلد، وكذلك تعالج التوتر النفسي واعتلال المزاج ومهدئة للأعصاب وتزيل البدانة الناتجة عن كثرة الطعام التي يسببها التوتر النفسي عند بعض المرضى، كما أن مستخلص الجذور قد استُخدِمَ لمعالجة الحمّى ولتقليل ضغط الدم

الخبييزة صيدلية كاملة د ناصر حسنين مدير مركز رفح للاعشاب الطبية

» اللوز الأخضر والعكوب !
» طبخة الخبيزة
» الخبيزة الخباز ( Mauve
» الاختراعات الأهم في التاريخ..
» الخبيزة..عشب مذهل المنافع رخيص وكثير النمو